دورألغرب لأشعال نار
الفتنة بين المسلمين والاديان الاخرى وذلك بتشجيع العنف والحركات الدينية السياسية
أ . د . أبو
لهيب
فى أواخر الخمسينات وأوائل الستينات بداء بعض المفكرين الاسلاميين بطرح
مسالة ( الحكم الاسلامي ) وشروطه وإلغاء مايسمى بنظرية ( أٌولي ألأمرْ ) وفق هذه
الشروط ، لأن الحكام وأجهزتهم فاسدون ، كما يقولون وهم أُولي ألأمر المقصودون فى
هذه الحالة
ثم أخذ هذا المبداء يتطور بسرعة هائلة الى اشكال مختلفة تقوم على اساس
تغيير أُولي أللأمر بالقوة والعنف المسلح وبالتالي قلب المجتمع والمظاهر
الاجتماعية والسياسية وغيرها فيه .
فكان أول المنظرين بهذا الصدد هو ( أبو علي ألمودودي ) الهندي الاصل وهو
الذي تتلمذ الخميني على يديه ، قبل ان يبداء أي مفكر عربي مسلم آخر بأعتناق أو
تطوير مثل هذه الافكار ، هذه الملاحظة يجب أخذها بنظر الاعتبار لان فى التاريخ
الشعوبية نشاء أول المتآمرين على العرب تحت غطاء المساوات التي يدعوا اليها
الاسلام بين العرب والاجناس والقوميات الاخرى فى كل شيئ معتمداُ على الحديث النبوي
الشرف (لَّاّ
فّرّقِّ بّيّنِّ عَّرًّبيٌّ وّلَّاّ اٍّعجّميّ اٍّلَّاٍّ بّْاّلتقوى ) فى ذلك الوقت الحكم الشيوعي قائم فى أفغانستان ،
كان الميدان الاول لإقتران هذه الافكار بأسم الدفاع عن الاسلام ضد الشيوعية ودخول
المخابرات الامريكية واستغلال عاطفة المسلمين وتطرف البعض فيه عن طريق الدول
والمنظمات الاسلامية مثل ( السعودية ، الكويت ، الباكستان ... وغيرها من الدول
الاسلامية ) تحت ستار محاربة الكفار الشيوعيين ، كأن الامريكان والانكليز لم
يعودوا كفار .
يعتبر هذا اول التنازلات الواقعية من وجهة نظر الاسلامية
الحقيقية ، أي تقبل قيادة واموال و مساعدات الامريكان ، بشكل طبيعي لتحقيق هدف
يسموه اسلامياً ، والمقاتلون فى هذه الحالة مسلمون أغلبهم من العرب ، جرى تثقيفهم
وشحنهم و تدريبهم على مدى سنوات ، هكذا نشأت مشكلة مايسمى ( بالأفغان العرب )
وبهذا انتهى الحكم الشيوعي فى أفغانستان بهذا الشكل المعروف عادت ألمخابرات
الامريكية والغربية الى الاقطار العربية وبلدان اخرى بسرية تامة ، وكانت الجزائر
ومصر أكثر ألاقطار التي تسرب اليها هؤلاء مع تنظيماتهم وافكارهم وأسلحتهم بالرغم
من علاقة القطريين مع امريكا والغرب ، وكانت الجزائر كما هو معروف آنذاك تحكمها
مجموعة ( فرانكوفونية ) ونظام مصر ايضا معروف بعمالته لامريكا والغرب عموما بل
وسباقة مع اسرائليين على هذه العمالة حتى اليوم .
فما الذي حدث ؟ ولماذا أرسل ألأمريكان واتباعهم و
عملائهم و وكلائهم أًولائك ( الافغان
العرب ) الى أقطار أنظمتها أتابعة لوشنطن ؟ وهل هناك
تناقض كما يدعي بعض المروجين لمخططات المخابرات الامريكية والغربية بين الواقع وما
ينفذونها ألان؟
إن الاجابة على هذه الاسئلة تكشف بوضوح لا لبس فيه نيات
و مخططات الامريكان والغرب عموماً وما يدبرونه ضد الاسلام والعرب منهم خاصة والدرك
السحيق الذي سقط فيه المتآمرون والانظمة العربية التي تدعى حرصها على الاسلام
والمسلمين وضلوعها فى ذبح كل العرب وتهديم دورهم وتدمير مستقبلهم وتقديم الاسلام
والعرب هدية جميلة للصهاينة والامريكان والغرب على طبق من الذهب .ففي نهاية الحرب الباردة بداء جليا ان
الامريكان والغرب يبحثون عن عدو قائم أو محتل ، وان باعتقادهم العرب والمسلمين هم
هذا العدو الذي يجب ان توجه اليه كل الجهود والمخططات والسوء والتدمير ولايفوتنا
ان نذكر بان الموقف من الاسلام والعرب فى الغرب وفى امريكا لم يكن وديا اصلا
وتاريخيا
وان الغزوات الصليبية هي نموذج
وشاهد حي منذ زمن على هذا الموقف، وقد آن الاوان بعد أن انتهو من احد اعدائهم
الرئيسيين ان يصعدوا الحملة ضد العرب والمسلمين ، فظهرت فى وسائل الاعلام الامريكي
والغرب عرض الشكل العربي والاسلام بانهم قتلة وظلام ومتخلفين و وحوش ، لذك يجب على
امريكا وغرب مطاردة وابادة هؤلاء ، فى وقت الذي تحتضن فيه امريكا ودول الغرب قادة
التنظيمات الاسلامية المسلحة العميلة لهم على سبيل المثال ولا حصراً ( أنور هدام ) أحد قادة جبهة الانقاذ الذي يقوم
بابشع عمليات الذبح فى الجزائر ، وكذلك ( راشد الغنوشي ) زعيم حركة النهضة فى تونس
موجود فى بريطانيا والكثير من قواعد التنظيمات المسلحة التي تتستر بالدين ترعاها
الدول الغربية وامريكا وكندا ، والامثلة كثيرة ولا ننسى ان التمويل يأتي من الغرب
وأمريكا وفى بعض الاحيان من ايران الصفوي
لقد تبين لكل الهؤلاء ان الاهم
من المحافظة على الانظمة العميلة لهم ، هو قتل العرب والمسلمين ، ولابد ان نذكر
بان منذ فترة طويلة من الزمن يحاولون الغرب وامريكا والصهاينة تشويه صورة الاسلام
والعرب ، ولو سُئِلَ الان اي مواطن امريكي أو غربي بسيط ، مَنْ هو عدوكم ؟ الاجابة
العرب والمسلمين
هكذا وصل الحال بالغرب وامريكا
واعوانه فى علاقته مع العرب والمسلمون ،ولكنه لايهاجم ايران فعلياً ، لأن
الخمينيين تكفلوا منذ زمن بعيد بأبقاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية والعنصرية
بأسم الاسلام وتحت ستاره ، هنا نسأل هل أمريكي واحد قتل فى ايران حتى الان بالرغم
من جميع الضغوطات التي وضعها أمريكا والغرب
على ايران ؟
على ايران ؟
لقد تكفل ألخمينيين الطائفيين
الشعوبيين بأن يصعد العنف لفظياً واعلامياً ، ويترك العرب يقومون بالقتل وذبح
مواطنيين بسطاء فى الجزائر وتونس ومصر واليمن وسورية ولبنان والعراق ، وبالمقابل
يحركون عملائهم لقتل رهبان المسيحيين وحرق الكنائس على اساس
هؤلاء الاسلاميين السفاكين ينتقمون ، ولكن لم يقتل
أمريكي واحد فى تلك الاماكن التي ذكرناها سابقاً ، ولن يهاجم المسلحون أي واحد من
الرموز الفرانكفونية أو امريكية ، كما نرى بعدم تعرض الجبهة القومية الاسلامية فى
السودان الى ضغط كبير ولكن اراد أمريكا والغرب تأقلم أظافرها لكي ترضخ بالموافقة
لفصل جنوب السودان الافريقي ونهب خيرات الجنوب الهائلة دون أن تتفوه بكلمة واحدة ،
وعليها ان تستغل هذه المسألة لتمتين وضعها فى الداخل ، إن دور الخمينيين فى تمويل
حركات العنف والقتل التي تتخذ الاسلام ألمسيس شعارات كاذبة لها سواء فى الجزائر أو
مصر او جميع الدول العربية التي ذكرناه سابقاً ، هذا امر ترغبها بشدة وذلك لانتزاع
القيادة من العرب والمسلمين جمعاء ، وإلا أين هي الحركات الاخرى خارج الاقطار
العربية التي تتبناها الخمينيين بافتراض انها اسلامية خالصة ؟ هل انتهى المستضعفون
كما تسميهم الخمينيين فى العالم ، علما بان الشيطان الاكبر على شواطئ ايران وفى
قلبها ليل ونهار
ان تشويه
صورة الاسلام بأبراز نماذج الحكم القائم الان فى المنطقة تتدرج كالآتي :-
1 – نموذج
الحكم الاسلامي فى السعودية وهو الاسلام الامريكي المطيع المتآمر على المسلمين
وعلى مستقبلهم .
2 – نموذج
الحكم الايراني الطائفي الشعوبي الصفوي المجوسي .
3 – نموذج
الحكم الافغاني الذي يتسم بالفوضى والاقتتال والخراب والعجز عن تقديم نظام بديل
هنا سؤال
يطرح نفسه :- هل هذه النماذج هي الاحسن
والافضل حاضراً ومستقبلاً ؟
لقد نسأل الامريكان
والصهاينة وعملائهم ومَنْ لَفُ لَفَهُمْ من الاسلام فى الحالتين ، حالة الحركات
الاسلامية وجبهات الانقاذ ، وحالة نماذج الانظمة الحاكمة كما ذكرناه سابقاً ، ولا
ننسى ما حل بلبنان وتربع حزب الله ودعم النظام الفارسي الشعوبي المجوسي فى سورية
له . إن الرد لهذه الاسئلة هو في منهج حزب البعث العربي الاشتراكي ، حيث التحم
المشروع الحضاري القومي بروح الاسلام الخالدة وقد تجسد ذلك خلال ملحمة أُم المعارك
الخالدة ، وقد آن الاوان ان تمتد روحها واهدافها لمقاومة تدمير العنف والجريمة التي
تمارسها حركات دينية سياسية تتستر بالاسلام
لقد اصبح
جلياً الان ان الامريكان والغرب معاً كانوا واعين تماماً منذ البداية لاستخدام
المد الاسلامي
والعاطفة الدينية فى المنطقة من اكثر المناطق حساسية واهمية بالنسبة لهم
وتجييرها
لحساب مخططاتهم الدنيئة ، أفغانستان مَثَلُ ونموذج حَي ، وإن الاموال الكثيرة التي
جمعت لدعم مايسمى بالمجاهدين الافغان قد تحول أذرعها ايضاً الى مصر وجزائر وربما
تمتد الى السعودية ذاتها ، كانت فى مصر الارضية مهيأ لهذه البذرة ، فمن المعروف ان
الاخوان المسلمين كان لهم تنظيم مسلح منذ أوائل الخمسينات قام بقتل رئيس
الوزراء
( محمود باشا النقراشي ) وغذت هذا التنظيم
الهجمات التي شنها على القوات الانكليز فى قناة السويس بعد عام 1952 ، ثم تلتها
محاولة اغتيال ( جمال عبدالناصر ) عام 1956 ، وظلت كالنار تحت الرماد يليها الفقر
وقلة الموارد المعيشية للشباب المصري خاصة ونظريات الاخوان المسلمين حول حكم
الاسلام ومقاومة الطاغوت
وعن طريق
افغانستان والاموال التي تدفقت على مايسمى بالمجاهدين من السعودية وبلدان المشايخ
النفطية بضغط من امريكا ، برز مابين مابرزوا السعودي ( أُسامة بن لادن ) وقد استغل
هذا الامر فاصبح ثرياً ثراءً فاحشاً ، وهو بالاصل كان يتوق الى زعامة مسلحة دينية
وقد جمع حوله عناصر حركة الجهاد المصرية التي كانت قد دخلت دائرة العنف والقتل بعد
عودة عناصرها البارزة من أفغانستان بعد عام 1993 ، بالاضافة الى بعض حركات اخرى
المنبثقة عن الاخوان المسلمين ، والتي كانت قد اختطفت الشيخ الذهبي وزير الاوقاف
المصري وقتله ، وكذلك كانت الجماعة الاسلامية المسلحة ومازالت تعتمد العنف المسلح
بالرغم من تصفية الكثيرين من قادتها فى مصر
إعتمدت هذه
الحركات فى مصر والجزائر على العنف الطائفي وقتل المسيحيين الاقباط فى مصر ،
وآخرها الهجوم على كنيسة قبطية فى صعيد فى منطقة قرقاص فى مصر وقتل عشرة منهم
لاثارة الفتنة طائفية كما ذبحت ثلاث راهبات فى الجزائر قبلها ، ورهبان آخرين
أغلبهم من المسيحيين الكاثوليك ، وذلك لتحريض الفاتيكان والمسيحيين عموماً ضد
العرب والمسلمين ، ولا ننسى جذور الاصولية وفكرة الجهاد المقدس وحق مقاومة المحتل
الاجنبي بالقوة المسلحة التي وجدت منذ زمن أبعد من تاريخ هذه الحوادث وقد استغلتها
حركات العنف الدينية الاسلامية باتجاهها خاصة ، وان التنظيم المسلح فى جماعة
الاخوان المسلمين كان يعتمد هذه الاسس منذ تاسيسه فى اوائل الخمسينات كما ذكرنا
سابقاً .
وفى المراحل
الاخيرة تحول الارهاب ضد رموز الدولة ومؤسساتها فى الجزائر الى ارهاب الناس وذبحهم
علناً ، بعد الاستفراد بهم فى قرى غير محمية فقد قامت الجماعات الدينية الارهابية
بقتل حوالى 400 مواطن جزائري فى مناطق قروية صغيرة خلال شهر رمضان وحده و وجدت من
يدافع عنها فى الغرب ومثلوا هذه الجماعات فى الدول الغربية عقدوا
مؤتمرات
محلية وفتحت أمامهم وسائل الاعلام لتبرير أفعالهم تلك ، فقد قال أحدهم فى كندا
(إنهم يقاومون الحكومة الارهابية العسكرية فى الجزائر )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق