السبت، 20 أبريل 2019

حزب البعث العربي الاشتراكي - مكتب الثقافة والاعلام القومي - الانشطة




 --------------------------------------------------------



بيان حزب البعث العربي الاشتراكي / قيادة قطر السودان
بشأن الاحداث الاخيرة في السودان
( لا للمجلس العسكري .. كل السلطة لحكومة مدنية )

بسم الله الرحمن الرحيم
  حزب البعث العربي الاشتراكي                         أمة عربية واحدة  
           قيادة قطر السودان                                  ذات رسالة خالدة 

لا وصاية ولا تسلط على الشعب... ولا سلطة لغير الشعب *
لا للمجلس العسكري...

كل السلطة لحكومة مدنية تعبر عن قوى الانتفاضة وتطلعات الشعب يا بنات وشباب وأبناء شعبنا الجسور: تشهد بلادنا منذ السادس من أبريل الجاري تطورات متسارعة، لملء فراغ السلطة الذي خلفته الإطاحة برأس النظام الدكتاتوري، عمر البشير، من قبل قيادات لجنته الأمنية، في شكل تغييرات متصلة في قمة قيادة النظام، بدءاً بوزير الدفاع نائب البشير الأول، الفريق عوض بن عوف، وزملائه، وانتهاءً بالفريق أول البرهان وفريقه العسكري، وليس ثمة ما يرهص بنهاية هذه التطورات، التي فجرتها الانتفاضة العظيمة واستقرار الوضع في شكل نهائي. فلا يزال الوضع قيد التشكل، في ظل التفاعلات الشديدة وسط القوات المسلحة، خاصة، حيث أبدت أقسام منها تأييداً صريحاً للانتفاضة، وأهدافها، في وقت تعمل فيها بعض قياداتها العليا، خصوصاً المرتبطة بمصالح قوى نظام الرأسمالية الطفيلية، على قطع الطريق أمام التغيير الجذري الذي تتقصده الثورة، ومحاولة المحافظة على النظام وجوهره الديكتاتوري ونهجه الطفيلي، وهي محاولات تواجه بمقاومة متصاعدة من قوى الانتفاضة بقيادة تحالف الحرية والتغيير. لقد حرص كل من الرئيس السابق واللاحق للمجلس العسكري للانقلاب، على تجاهل تحالف قوى التغيير والحرية التي تقود الثورة، وعلى الامتناع عن التشاور أو التنسيق معها، بمسعى متسارع لفرض أمر واقع ، ومحاولة حمل الجميع على القبول به والتعامل معه، فضلاً عن تجاهل كافة المطالب التي ظلت تهدر بها الجماهير طوال أربعة اشهر في كل أنحاء البلاد، وفي مقدمتها تنحي البشير بدون قيد أو شرط، وتصفية نظامه، بكل مرتكزاته السياسية والدستورية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية...الخ وتقديم رموزه للمحاكمة، وحل الأزمة الاقتصادية، واستعادة موارد البلاد، وتصفية التمكين. إن عدم الامتثال لرغبات الشعب، لن يفيد إلا في مزيد من تعميق الأزمة التي تعيشها البلاد، والتي تزداد تفاقماً، يوماً بعد الآخر، بالتدخلات العسكرية الجارية، التي يقف وراؤها بعض رموز النظام، لغرض إجهاض استكمال الثورة والمحافظة على النظام المرفوض سودانياً وإقليمياً وعالمياً، تحت لافتة جديدة هي المجلس العسكري. لقد كان ملفتاً للانتباه، أن كلاً من المجلسين، كانا متفقين، بجانب ما سلفت الأشارة إليه من تنكرهما للانتفاضة ومطالبها الشعبية، على أمرين، هما فرض مجلس عسكري، يحتكر السلطة، لحكم البلاد، وفض الاعتصام، كأولوية مطلقة. فاللجنة الأمنية التي لبست جلد القوات المسلحة باسم المجلس العسكري، تحاول مرة أخرى تحقيق ما فشلت فيه خلال أربعة أشهر، في مواجهة الحراك الثوري، بواجهة جديدة وتكتيك جديد، الأمر الذي يؤكد أهمية التمسك بالاعتصام، السلاح الوحيد للحراك الشعبي، والذي أكد فعاليته ونجاعته وجدواه، في فرض تنازلات متتالية على الانقلابيين وامتدادات النظام، لصالح الانتفاضة الشعبية وتطلعاتها. وإلى حين الوصول لكامل أهداف الثورة لابد من أن يظل سلاح الاعتصام والإضراب العام مشهوراً في وجه فرض سلطة عسكرية، وأي مجلس عسكري آخر، إلى أن يتم تسليم كل السلطة لحكومة مدنية، متوافق عليها شعبياً، وتعبر عن إرادة وأهداف قوى الثورة، وفق ما جاء في بيان قوى الحرية والتغيير، في 8 أبريل الجاري. إن توجه الانقلابيين إلى الاستفراد بالتقرير في مصائر البلاد، بفرض إجراءات أحادية، بما في ذلك فرض هيكل للحكم العسكري، بمعزل عن الشعب وقواه الطليعية ممثلة في تحالف قوى التغيير والحرية، لاينم عن حسن نية، أو استجابة لمطالب الجماهير، ولايؤسس أي أرضية مشتركة للتعاون بين الطرفين. وهو توجه، يعبر- على أقل تقدير- عن اجتهاد خاطئ في ترجمة انحياز القوات المسلحة لانتفاضة الشعب، في صيغة بيروقراطية للوصاية على الشعب والتسلط عليه باسم القوات المسلحة، وعلى القوات المسلحة باسم الشعب. وهو توجه أبعد ما يكون عن الاستجابة لمطالب الشعب وتطلعاته، وأقرب ما يكون إلى الاستجابة لدواعي الحفاظ على مصالح القوى المكونة للنظام الدكتاتوري، ذات الصلة بتمكين الفساد وفساد التمكين. جماهير شعبنا الأوفياء: يؤكد، حزبكم، حزب البعث العربي الاشتراكي رفضه لكل المناورات الجارية، الهادفة للإبقاء على جوهر النظام الدكتاتوري، نظام الفساد والإفساد، والاستبداد السياسي والاجتماعي والديني، بعد اقتلاع رئيسه، ويشدد على حتمية اقتلاع كل بقاياه، وكل مرتكزاته ومؤسساته، ومحاسبة قياداته ورموزه. ويرفض حزب البعث العربي الاشتراكي أي محاولة لإعادة انتاج تجربة المشير سوار الدهب ومجلسه الانتقالي، وفشلها في تصفية آثار مايو، لاحتكارها السلطة في مجلسها، ولارتباط العديد من جنرالاته، بمن فيهم سوار الدهب، نفسه، بالنظام العسكري المباد، مما مهد الطريق لقوى الردة بقيادة بقايا مايو من المتأسلمين وحلفائهم للانقضاض على النظام الديموقراطي وتقويضه بانقلاب 30 يونيو 1989. إن قطع الطريق على قوى الردة، مجدداً، يحتم على قوى الانتفاضة مواصلة الاعتصام والاستمرار في الإضراب العام وتوسيع نطاقه، لحين انتقال كامل السلطة لحكومة مدنية، والشروع في تصفية كل مؤسسات النظام، ومحاسبة رموزه وقياداته، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، ووقف الحرب في دارفور وجنوبي كردفان والنيل الأزرق ومحاربة الفساد. *المجد والخلود لشهداء حركة 28رمضان المجيدة، وشهداء انتفاضة ديسمبر، وشهداء ملحمة ديسمبر أبريل وكل شهداء الحرية والعدالة والتقدم والسلام.. *النصر لشعبنا الباسل، ولانتفاضته الظافرة.
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
أمدرمان في 14 أبريل 2019م
#لم_تسقط_بعد #الشارع_بس #اعتصام_القياده_العامه


---------------------------------------------------

أجرى الأخ الدكتور بكري علي حوارا متميزا ومتفردا مع الخبير الدولي مايكل بيير من معهد "اللاعنف الدولي"
في واشنطن دي سي

وهو معهد يُعنى بدعم حركات التحرر والمقاومة السلمية والمدنية لما تصبو اليه وتنشده من تغيير سياسي ديمقراطي عبر الوسائل السلمية. قدّم هذا المعهد توصيات قيّمة وتدريبات مثمرة للكثير من قادة العمل الطوعي والسلمي حول العالم أفضت الى تغييرات مجتمعية جمّة. هذا الحوار كان مباشرا على "الفيس بوك" وقد تابعه الالاف ونُقِل الى مجموعات كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

ذكر الخبيرمايكل في بداية حديثه أنّ ما حققه الثوار والشعب السوداني في الأربعة أشهر المنصرمة عملا أشبه بالاستحالة، اذ أنّه حقق إنجازا متفردا وأن العالم مبهورا ومتابعا لما يجري في السودان. وقد سأله الأخ بكري في بداية حواره معه عن تقييمه لما يجري في السودان راهنا وكيف يتم التعامل مع المجلس العسكري الانتقالي الجديد بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من اجل دارة السودان في السنتين القادمتين من قِبل المجلس العسكري مع تمثيل مدني، رد الخبير مايكل بأنّ هذه الصفقة والاتفاق ليس مثاليا ولكن لابد مما ليس منه بد، مذكُّرا أنّ هناك اتفاقا شبيها حدث في السلفادور في عام1979 بين المدنيين والعسكر، أفضى الاتفاق الى حكومة مختلطة مؤقتة ولكن سرعان ما انقلب العسكر على الشق المدني انقلابا مميتا.

ارجع الخبير مايكل "حادثة السلفادور" الى أنّ التمثيل المدني والمشاركة المدنية في تلك الحكومة لم يكونا طاغيين وقويين، وأردف مايكل قائلا انّ الثوار لديهم القوة الدافعة القادرة على اجبار المجلس العسكري على تنفيذ ما ورد في "إعلان الحرية والتغيير" كاملا غير منقوص. علّ من أفضل مزايا المقاومة السلمية أنّ الثوار يمكنهم مواصلة الاعتصام والتحاور في نفس الوقت، أي الفريق المفاوض يستمد صموده وقدرته على التفاوض من قوة وحجم كفاح الثوار. ويُوصي الخبيرمايكل بضرورة تمثيل مدني طاغ كأحد الاسباب لنجاح الثورة. ويرى مايكل أنّ من أقوى أسلحة الكفاح السلمي هي العصيان المدني أو الاضراب العام وسمى هذا الخيار بالخيار الذري او النووي للمقاومة السلمية لانّ الأنظمة أي كانت وجهتها لا تستطيع ان تتعامل معه بحيث تُشل الحياة في الدولة شللا تاما وتُصعب على الأنظمة مهما كان حجم جبروتها إعادة الحياة الى طبيعتها وخلُص الى القول بأنّ القدرة على الحوار او التفاوض تنتفي في حالة ما إذا كانت المقاومة مسلحة حيث يتوجب وقف إطلاق النار ومن ثم الجلوس الى طاولة مفاوضات.

يرى الخبيرمايكل انّ الصراع حاليا يدور حول "الشرعية وطرق استمدادها وأيهما أحق بها؟" المجلس العسكري أم الثوار ومفاوضوهم؟ وللإجابة على هذا السؤال يرى مايكل أنّ القوة الدافعة أو المحركة تقف الى جانب الثوار وممثليهم، فالثوار يستمدون شرعيتهم من سلمية ثورتهم، ومن إيمانهم بقضيتهم ومطالبهم المشروعة، أي أنّ الثورة تستمد شرعيتها من قوة الجماهير المتوحدة الملتفة حولها ويرى هذا الخبير أنّ الثوار قد يتمكنون في نهاية الامر من الفوز بصراع الشرعية هذا إذا ما وضعوا في الحسبان بعضا من هذه العوامل:

أول هذه العوامل هو ضرورة التنظيم، فالذي يعنيه بضرورة التنظيم هو البدء في تكوين منظمات المجتمع المدني المختلفة كالمنظمات الشبابية، اتحادات المرأة، نقابات العمال والموظفين ...الخ ويرى ضرورة تفعيل هذه الواجهات في وقت وجيز لأنها ستكسب الثورة مزيدا من الشرعية.

ثاني هذه العوامل ضرورة الوحدة وتمتينها بين كافة المكونات السياسية، الاجتماعية، الاثنية، العرقية، والدينية. وقد رأينا تجلي مظاهر هذه الوحدة في هذه الثورة بين مختلف هذه المكونات، رأينا حراسة الاقباط السودانيين لإخوتهم المسلمين وهم يؤدون شعائر الجمعة في ميدان الاعتصام، ورأينا مظاهر اللُحمة الاثنية والعرقية والسياسية والاجتماعية في شعارات الثورة ولعل ابلغ شعارات الثورة وأصدقها تعبيرا هي:

" يالعنصري يا المغرور، كل البلد دارفور" الشعار الذي دقّ اخر "مسمار" في نعش "فرِّق تسُد" وذكّرنا هذا الخبير بأنّ السبيل الوحيد للمجلس العسكري لفرض هيمنته وطغيانه لإعادة انتاج النظام من جديد هو شق صف الثوار وضرب وحدتهم بكافة السبل، لذا على الثوار توخي الحذر والحيطة الشديدين خاصة فيما يُبث من قِبل ما يُعرف "بالدجاج الالكتروني" علينا التحقق من كل ما يكتب قبل إرساله الى الاخرين وقبلها معرفة الوسائل التي تعييننا على ذلك.

ثالث العوامل التي تكلم عنها الخبير مايكل هو ضرورة " الانضباط الثوري" لابد للثوار من التمسك بسلمية ثورتهم حتى الرمق الأخير. و قد ضربت الكوادر التنظيمية للثوار في أرض الاعتصام مثالا رائعا و قدرة فائقة بعدم انجرارها وراء دعوات العنف المتكررة من قبل فلول النظام و حمت متاريسها بوعي ثوري فاق كل التوقعات، بيد أننا رأينا أيضا بعضا من مظاهر الانفلات الثوري و تجلى ذلك في دخول مساكن بعض من فلول النظام، أملا أن لا يتكرر ذلك في مقتبل الأيام، فالنجاحات التي حققتها الثورة حتى الان كفيلة بانتفاء مظاهر الانفلات هذه و كفيلة أن تنتفي معه كل مظاهر العنف الثوري المشروع التي فصّلها و ابانها أستاذنا الجليل بروفسير عشاري محمود في مقالات عِدّة في سودانايل.

فيما يخص النصائح او التوصيات التي ينبغي ان تُقدم الى الفريق المفاوض "تجمع المهنيين" نيابة عن الثوار رأى الخبير مايكل أنه عندما يجلس طرفان على طاولة مفاوضات، يسعى كل طرف لمعرفة ما يريده الطرف الاخر من "تحت الطاولة" أي صراع معرفة النوايا الحقيقية، فكلما كان الاعتصام قويا وموسعا، كلما أجبر ذلك المجلس العسكري على تقديم مزيدا من التنازلات للثوار ومفاوضيهم، ورأى ضرورة الانسحاب من طاولة المفاوضات إذا لم يبدي المجلس العسكري حسن النوايا والضغط عليه من جديد بتوسيع أماكن الاعتصام في مدن البلاد المختلفة. فتجمع المهنيين يستمد شرعيته، قوته، وقدرته في التفاوض من حجم التفاف الثوار وشعوب السودان حوله والتزامهما بموجهاته لتنفيذ ما جاء في إعلان الحرية والتغيير كاملا غير منقوص.

ويوصي الخبير مايكل فريق المفاوضات "تجمع المهنيين" بإعمال مبدأ الشفافية بينه وبين الثوار أثناء سير المفاوضات، لابد من إطلاع الثوار بصورة دورية عن التفاصيل الجوهرية ورأى انّ ذلك يضفي مزيدا من الثقة والمصداقية فيما بين الثوار وممثليهم ويجعل هذا التحالف أكثر قوة وتماسكا. ورأى أنه ستكون هناك خلافات فيما بين أعضاء الفريق المفاوض نفسه ربما بسبب وجهاتهم السياسية او خلفياتهم المناطقية او الأيدلوجية او غيرها من الأسباب وينبغي ان لا يُنظر اليها على انها بوادر انشقاق او تفتيت لهذا التحالف، فقط ينبغي التحكم في هذه الخلافات وحلها قبل ان تستفحل وتقضي على ما تم إنجازه حتى الان.

وعن استرداد الأموال المنهوبة، الفساد، كيفية التعامل مع رموز العهد البائد و فلول المؤتمر الوطني التي تعمل علنا و في الخفاء لإعادة تدوير النظام، إعادة هيكلة جهازالامن، ملف دارفورو كافة القضايا العالقة، يرى الخبير مايكل أنه يتعين على الفريق المكلف للتفاوض ان يتفاوض تفاوضا "شاملا" حول هذه الملفات و غيرها، لابد لهذا الفريق المكلف من الضغط على المجلس العسكري لاظهارحسن النوايا بالقبض على الرئيس المخلوع و رموز العهد البائد قبضا حقيقيا وتقديمهم الى المحاكمة، و ان لا يقع الفريق المفاوض في أخطاء استراتيجية قاتلة كإرجاء مناقشة بعض الملفات لحين انتهاء المفاوضات، فمناقشة مدنية الدولة بصلاحياتها الواسعة تسير جنب الى جنب مع التفاوض الشامل حول جميع الملفات. حسن النوايا يتمثل أيضا في إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين دون قيد او شرط.

لا زلنا نُهنئ بعضنا "بحذر" لا زالت لدى البعض منا شكوكا حول هوية هذا الانقلاب، يراه البعض بانه انقلاب "صوري" لبقاء الأشياء على ما هي مع إعفاءات محدودة لبعض الأشخاص هنا وهناك، الاعلام لا يحرك ساكنا تجاه ما يجري في الساحة، ليس هناك تقدم يذكر فيما يخص المفاوضات الجارية الان بين المجلس العسكري وممثلي الثوار. إذا ما استمر الوضع على ما هو، يرى الخبير مايكل ضرورة تنويع وسائل المقاومة السلمية، منها ضرورة الضغط على المجلس العسكري لإرسال محاسبين قانونيين الى البنك المركزي والبنوك الأخرى لمعرفة حجم السيولة المتبقية والتحويلات التي تمت، تنظيم بيروقراطيِّ الدولة الى القيام بتنظيم اضراب عام حتى تتحقق كافة المطالب، باختصار، عدم الركون الى الاعتصام كسلاح أوحد مذكرا بالحراك الذي حدث في الصين عام 1989 في ميدان "تيانا مين" حيث تمكنت السلطات الصينية من القضاء على الحراك الطلابي الصيني آنذاك.

خلُص الأخ بكري في مداخلاته القيّمة في خاتمة حواره مع هذا الخبير الاستراتيجي الى ضرورة إعمال التفكير العلمي والممنهج المُستنِد الى أراء خبراء واستراتيجيين وتجارب شعوب أخرى للانتقال بالثورة رويدا رويدا الى دولة المواطنة الحقّة، الحرية، العدالة والسلام التي مهرها شهدائنا الابرار بدمائهم.

أملا أن تنتقل الثورة في مقتبل الأيام من مرحلة " كل كوز ندوسه دوس" الى مرحلة التفكير المتعمق حول الاليات والكيفيات التي بموجبها يتم تصفية مؤسسات النظام البائد وتجفيف المصادر المالية لواجهاته المتعددة الاشكال والألوان. يجب ألا يكون المقصد "تصفية وإحلال" فقط، وينبغي ان لا يكون الولاء للمؤتمر الوطني هو المعيار الفيصل في الإحالة للصالح العام، علينا التفكير في معايير أخرى علمية ومنهجية نستطيع من خلالها إعادة هيكلة الخدمة المدنية المترهلة على أسس الكفاءة، رد هيبة القضاء السوداني الممتهن، استئصال الفساد المستشري في مؤسساتنا
 --------------------------------------------------------
صفقة القرن ومشروع التوطين والوطن البديل والقدس عاصمة لاسرائيل


صفقة القرن الامريكية ومشروع التوطين والوطن البديل والقدس عاصمة لإسرائيل
شارك الرفيق غازي فيصل حسين بندوة حزب الطبيعة الديمقراطي الأردني التي أقيمت مساء الخميس 11 نيسان 2019 على قاعة المكتبة الوطنية الأردنية، ندوة بعنوان: صرخة الهاشميين للدفاع عن القدس وفلسطين.
تحدث سعادة النائب في مجلس النواب الأردني يحيى السعود رئيس لجنة فلسطين النيابية الذي أشاد بموقف جلالة الملك الدائم في الدفاع عن القدس وفلسطين وموقف مجلس النواب الثابت للدفاع عن القدس وفلسطين والوصاية الهاشمية .
وتحدث سعادة الدكتور غازي فيصل حسين عن حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وموقف المملكة الأردنية الهاشمية وجلالة الملك عبدالله في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. كما بين الانتهاكات الخطيرة التي تعرض لها شعب فلسطين وحرمانه من التمتع بحقوقه الدولية الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وحق تقرير المصير في بناء دولته المستقلة واختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وتبدو اليوم صفقة القرن لتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم الجولان لإسرائيل في ظل حالة الضعف والعجز الرسمي العربي وعدم القدرة على التأثير على سياسة الولايات المتحدة الامريكية. 
رابط الحلقة 

https://youtu.be/QqfNcUtx3g4

---------------------------------------------------------

نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام



مجلة صدى نبض العروبة
العدد 138
الرابط ادناه









قراءة في خطاب الرفيق القائد عزة إبراهيم لمناسبة الذكرى 72 



لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي


طليعة لبنان
المحرر 
بمناسبة الكرى الثانية والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وجه الرفيق القائد عزة ابراهيم خطاباً مهماً إلى البعثيين، وأصدقائهم وحلفائهم في العراق وفي وطننا العربي الكبير، وخصَّ بالذكر جماهير أمتنا العربية. وهذا أهم ما جاء في الخطاب:
افتتح خطابه قائلاً: في مثل هذا اليوم السابع من نيسان 1947 نهض فتيةٌ من أبناء العروبة، يحملون على أكتافهم وفي قلوبهم هموم الأمة وآلامها ومعاناتها وآمالها، ويجسدون في نهوضهم العزوم إرادة الأمة وعزمها على الثورة على واقعها المتخلف المتردي الفاسد المريض.
ففي مثل هذا اليوم المبارك وقبل اثنتين وسبعين عاماً انعقد المؤتمر التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا العروبة، ووضع هذا المؤتمر المجيد الأسس والأركان التي قام عليها البعث، ووضع المبادئ والأهداف التي ولد من أجل تحقيقها.
وقال الأمين العام: لقد قام بنيان البعث على مبادئ الديمقراطية المركزية في ممارسة الأعضاء لحقوقهم بكل حرية وإيجابية، وبوعي عالِ واحترام للعلاقات الحزبية، وانتخاب قيادات الحزب من مؤتمراته. وقام بنيان البعث على أسس القيادة الجماعية، والنقد الإيجابي الهادف البناء والنقد الذاتي. فتكون قواعد الحزب شريكاً أساسياً في صنع قراراته وتوجيهاته ومواقفه وصياغة برامجه النضالية وخططه الاستراتيجية، ووضع مجموعة القيم والمبادئ والمُثل التربوية والأخلاقية لإعادة صياغة مناضليه، بما يرفعهم إلى مستوى تأدية مهامهم التاريخية الرسالية الإنسانية، في بناء واعداد الطليعة العربية الثورية لقيادة ثورة الأمة الكبرى لتحقيق أهدافها الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكية وتحقيق مجتمعها العربي الديمقراطي.
وحدد الأمين العام المبادئ والأهداف التي ولد البعث من أجل تحقيقها وترسيخها وقال: إن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب قومي عربي يعتبر القومية العربية حقٌ مقدس للعرب في كل القوانين والشرائع والمواثيق.
وتابع قائلاً: إن الوطن العربي لدى البعث يمثل وحدة سياسية واقتصادية وجغرافية وتاريخية وحضارية لا تتجزأ. ولهم وحدهم حق التصرف بشؤونه وثرواته واعماره وتطويره وحفظ الأمين العام واستقلاله وحريته. وإن البعث حزب ثوري انقلابي، فثورته وانقلابه على واقع الأمة المتخلف المهترئ الفاسد المريض لقلبه وقلعه من جذوره وبناء المجتمع الجديد الديمقراطي الإنساني الحر الموحد الناهض نحو تحقيق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية.
مبادئ البعث
وأكَّد الأمين العام على الأسس والمبادئ التالية:
-
إن الشعب هو غاية البعث المقدسة ووسيلته الحاسمة في التغيير والتجديد والتقدم والبناء والتحضر، والشعب عند البعث هو صاحب السلطة المطلقة واليه ترجع الأمور كلها في تقرير مصيره وتحقيق مستقبله. وهو الحاضنة القوية الأمينة الحميمة لعقيدته ومبادئه وأهدافه ومسيرته النضالية وهو العمق الاستراتيجي والاحتياطي السوقي الذي لا ينضب للبعث ومسيرته النضالية الجهادية.
-
وإن الاشتراكية توفر للشعب حقوقه وتصونها، فقد أكد الأمين العام أيضاً على أن البعث حزب اشتراكي يؤمن ان الاشتراكية العربية وطريقها الخاص الملائم لظروف المجتمع العربي وتقاليده وأعرافه وحاجاته تمثل الحل الأصوب والأمثل والأسرع لنهضة الأمة وتطورها وتقدمها وتحضرها.
-
الإيمان بالله الواحد، القائم على الوعي والعلم والمعرفة.
-
إيمان مطلق بأن الوحدة العربية هي حقٌ من حقوق الأمة المقدسة وهي قدر الأمة فيها يُصان شرف الأمة ويتحقق عزها ومجدها ورفعتها مثلما هي حق لكل أمم الأرض وهي هدف البعث الأول والأسمى والأعز.
-
حزب البعث قومي عربي إنساني، يؤمن بأن الإنسانية مجموع بشري وإنساني متكامل متضامن في أهدافه وتطلعاته وفي أدائه وعطائه، فالعرب جزء لا يتجزأ من الإنسانية يتغذون وينهلون من عطائها ويفيضون عليها من عطائهم وابداعهم ويغذونها.
ولكن البعث، كما قال الأمين العام، يؤمن ان كل ما فعله الطغاة الظلمة سفاكي الدماء من امبرياليين واستعماريين وصهاينة وصفويين وحكام طغاة هم ضد الإنسانية وقيمها ومثلها ومبادئها يقاتلهم البعث بكل الوسائل المتاحة. فهم عبأوا كل قوى الشر في العالم لكي يجتثوا عقيدة البعث وفكره فعجزوا عن ذلك بإرادة مناضليه ومجاهديه وبالتفاف الشعب حوله حتى يسحق عمليتهم السياسية المخابراتية البائسة.
فالبعث، كما قال الأمين العام، ليس حزباً تقليدياً بل هو حركة قومية عربية ثورية تاريخية رسالية إنسانية، هدفها الأسمى والأغلى والأعز هو الإنسان في الوطن والإنسان في الأمة والإنسان في الإنسانية، تخصه مسيرتنا الكفاحية بالتربية على مبادئ وقيم الأمة ثم التدريب والإعداد حتى ترفع مستواه إلى ما يؤهله لقيادة الأمة. وقد رأيتم كيف نهض البعث وثار وكيف تصدى لقوى الغزو والاحتلال في العراق. وخير مثال على ذلك، نعيد التذكير بملحمة التصدي للغزو الإمبريالي الصهيوني الفارسي في العراق وكيف تطاول شعب العراق العظيم بمقاومته الوطنية وفي طليعتها البعث على أقوى وأكبر جيوش العالم وأكثرها تطوراً في أساليب القتل والتدمير، فقتلت خمسة وسبعين الف أمريكي محتل، وألحقت به الخسائر الاقتصادية الهائلة التي كادت تطيح باقتصاد أمريكا والعالم.

البعث صمد في مواجهة اجتثاثه
وقال الأمين العام: بهذا الإيمان العميق الراسخ وبهذه الإرادة الصلبة وقف البعث أمام جحافل الشر والظلم والعدوان ستة عشر عاماً لم ينالوا منه، وسيتحطم الاجتثاث والحصار بأذن الله وسيظهر المارد العربي لكي يقود الشعب إلى انقاذ العراق من براثن الفرس وعملائهم وأذنابهم.
وتابع قائلاً: لقد استعصى البعث على قوى الشر في الأرض مجتمعة، وقد زادته ملاحم الصراع قوة وصلابةً، ولذلك فلتعلم تلك القوى، وليعلم الخونة والعملاء، وكذلك النظام الإيراني أن البعث ليس حزباً سياسياً تقليدياً تجتثه أيران او حفنة من عملائها واذنابها بل البعث أمة كريمة عظيمة، أطفأت ناركم وحطمت غروركم وعدوانكم في القادسية الأولى، وجرعتكم كؤوس السم في قادسية العرب الثانية.
العراق اليوم يخضع لاحتلال فارسي بحماية أميركية
قال الأمين العام: إن ما يجري اليوم في العراق يمثل احتلالاً شاملاً للعراق من قبل الفرس، أحكموا السيطرة على كل مفاصل العملية السياسية بواسطة الميليشيات الإجرامية، ولم يبق في العراق لأمريكا أي تأثير الا ما تسمح به ايران. وكل ما يصدر عن أمريكا وإدارتها من تهديد ووعيد فهو هراء وباتت غير قادرة على مواجهة ايران في اي مكان تتواجد فيه.
ولذلك اعتبر الأمين العام أنه لا حل لمشكلة العراق من خارج العراق اطلاقاً، وإنما الحل الممكن هو بيد شعب العراق وقواه المجاهدة وفي طليعتهم حزب البعث. واستطرد قائلاً: إن التحالف الاستراتيجي بين أمريكا وايران و(إسرائيل) لا زال قائماً. وإن أيران هي التي دفعت النظام العربي برمته للارتماء بحضنيهما، لذا اصبح اليوم تحالف النظام العربي مع (إسرائيل) علنياً. بل اصبح هناك سباق بين الأنظمة العربية في تحالفهم مع (إسرائيل) وأمريكا واستسلامهم للإرادة الأمريكية بدون قيد ولا شرط، فكيف يتوقع البعض أنهما سيضربان إيران؟!
رسالة الرفيق الأمين العام للعراقيين
مخاطباً الشعب العراقي، قال الأمين العام: أصبروا وصابروا، وأعدوا لأعداء الله ما استطعتم من قوة، واعلموا ان النصر لا يوهب للجبناء والضعفاء والمتخاذلين والمترددين والمستيئسين والقانطين، وإنما يوهب للمؤمنين الأقوياء الأشداء الباذلين دماءهم وأرواحهم..، لقد جمعت أمريكا وإيران وعملاؤهما كل قوى الشر في الأرض للنيل من البعث فتحطمت تلك القوى على صخرة إيمانكم بعدالة قضيتكم وبأدائكم البطولي وتضحياتكم الواسعة فهرب منهم من هرب خارج الحدود يجرون أذيال الخيبة والخسران.
ومخاطباً القوات المسلحة والمقاومة الوطنية، قال: لا تنسوا ما حققتموه من انتصارات على مدى ستة عشر عاماً من الجهاد، ولا تنسوا تاريخ الصراع مع قوى الشر الدولية، لقد عبأوا اكثر من مليونين مسلح رسمي في الجيوش والأجهزة الأمنية الأخرى وعبأوا مئات الآلاف من مخابرات الشر من مشارق الأرض ومغاربها، ومئات الالاف من العملاء والجواسيس والمرتزقة، واكثر من مئة وعشرون ميليشيا فارسية يطاردون ويلاحقون بعثياً واحداً فقط من مئات الالاف من البعثيين، ومجاهداً واحداً من مئات آلاف من المجاهدين ... تخيلوا حالهم المزري بعد مرور اكثر من ستة عشر عاماً من المطاردة والملاحقة والتحدي. وكانت النتيجة فشلهم أمام إصرار البعثيين والمقاومين على مواجهة الخونة والأقزام والعملاء...
الرسالة الثانية إلى النظام العربي
مخاطباً الأنظمة العربية الرسمية، فبدأها بالشعب الكويتي والحكومة الكويتية، قال:
-
لقد انتقدنا أنفسنا بشجاعة ومبدئية عالية لاحتلال الكويت. وقلنا ونقول اليوم أن احتلال الكويت يمثل خطأً مبدئياً. وأما السبب الأول فلأنه يتناقض مع عقيدة الحزب لأن من يطلع على فكر الحزب وعقيدته تعتبر الوطن العربي وطناً واحداً، وتعتبر الشعب العربي شعباً واحداً. فالكويت والعراق جزء من منطقة الخليج العربي، والخليج العربي جزء من الجزيرة العربية والجزيرة العربية جزء من الأمة العربية. وعقيدة البعث تحرم استخدام السلاح لتحقيق الوحدة العربية تحريماً مطلقاً. وإنما الذي يحقق الوحدة هو الشعب العربي، فشعب الكويت هو الذي يقرر موقفه من الوحدة، وكذلك شعب العراق وشعب مصر وشعب الجزائر. ودور حزب البعث يتحدد بالإعداد والتربية والتوعية وتعبئة الشعب العربي فكرياً وسياسياً لتحقيق وحدته.
وحدد الأمين العام أمراً ثانياً في مخاطبته، فقال: أنا أشهد شخصياً لله وللتاريخ لولا الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر لما تحقق النصر في صد الهجوم الإيراني الصفوي على العراق والأمة. فالعراق قدم الغالي والعزيز من الدماء والرجال والأموال، ودول الخليج قدمت المال والسلاح ولا يمكن ان يتحقق النصر بدون الرجال والدماء والمال والسلاح معاً.
كما حدَّد أمراً ثالثاً، فقال: أشهد أن الكويت كانت قبل احتلالها من قبل العراق أكثر الدول العربية وطنيةً وقوميةً ووقوفاً إلى جانب القضايا القومية الأساسية بعد العراق، وخاصة القضية الفلسطينية. ولهذه الحقيقة أعلنتُ موقف البعث الحقيقي من موضوع دخول الكويت.
العلاج بين الكويت والعراق يكمن بإزالة الأسباب
ولأن جسر الهوة بين العراق والكويت، واجب قومي، قال الأمين العام: نعتبر اليوم الذي حصل بين الكويت والعراق هو الصفحة الأهم من صفحات مؤامرة كبرى على الأمة العربية، استغلتها كل قوى الشر في العالم واعتبر أنها لن تتوقف حتى إزالة أسباب ما حصل فكرياً وسياسياً وثقافياً وعقائدياً وقلعها من جذورها وتجاوز تأثيراتها السلبية على مستقبل الأمة وخاصةً مستقبل العراق والكويت.
وأما عن الخسائر القومية، فقال الأمين العام: خسر العراق كل شيء إلا إرادة شعبه وقواه الحرة وفي طليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي. والكويت لم تخسر لا في الرجال ولا في الأموال ولا في الدمار واحد بالألف مما خسره العراق. وكانت الكويت ولا زالت وعلى امتداد ما يقرب من الثلاثين عاماً تضع كل ثقلها مع أعداء العراق لمزيد من التدمير والتخريب لحياة العراقيين وقتلهم وتشريدهم وفي مقدمتهم البعثيين، كرد فعل لما حصل لها من العراق ولم تتحسب ولم تنتبه الكويت لما حصل ويحصل للعراق والأمة العربية وللكويت نفسها اليوم بسبب تدمير العراق واضعاف البعث من تهديد خطير يتعلق بوجود الكويت والعراق وعموم منطقة الخليج العربي. ولا يُستبعد اطلاقاً إن سنحت الفرصة الدولية أن تأخذ ايران الكويت والبحرين وشرق المملكة العربية السعودية إلى الأبد في معادلة دولية غير قادرة تلك المعادلة على الدفاع عن المنطقة كما هو اليوم.
ولهذه الحقائق المهمة تابع الأمين العام مخاطباً الكويتيين قائلاً: أقول لسمو الأخ الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت ليس من مصلحة الكويت على الإطلاق الاستمرار بمحاربة البعث، فيبقى البعث معبئاً ضد الكويت جيلاً بعد جيل. فالبعث ليس حزباً سياسياً حتى يرحل أو يجتث أو يموت، وسيعود اليوم أو غداً أو بعد غد أو في الأجيال القادمة ليس في العراق وحسب بل في كل أقطار الأمة أيضاً، .. فلا يجوز أن تظل الكويت هدفاً ثأرياً للبعثيين ولأبنائهم وذرياتهم، وهدفاً ثأرياً لكل العراقيين الذين تضرروا ودمرت حياتهم بعد الاحتلال.
وكي لا تستمر حالة العداء تابع الأمين العام قائلاً: إنها فرصة ذهبية وتاريخية للكويت وللامة أن تمد الكويت يد الأخوة ويد المستقبل المشترك ويد المصير الواحد إلى قيادة البعث حتى إزالة كل الأحقاد والأضغان التي خلفها احتلال العراق للكويت وما فعله الكويت بالحزب بعد احتلال العراق.
رسالة إلى قادة دول الخليج العربي
وعن الخطر الإيراني الذي يطوِّق جميع العرب قال الأمين العام: لا أحد في الكون يستطيع إخراج ايران من العراق لا أمريكا ولا أوروبا ولا العالم كله عدا شعب العراق بقيادة الحزب ومقاومته المجيدة. فأن كنتم راغبين في طرد ايران وعملائها من العراق ومن أقطار الأمة الأخرى وإنهاء خطرها على منطقة الخليج فمدوا يد المساعدة لحزب البعث العربي الاشتراكي ومقاومته وجيشه. ولو قدمتم للبعث 1% لما قدمتموه لليمن لانتصرت الأمة به وبرجاله على أخطر عدو تاريخي يهدد وجودها، لأن النصر على ايران سوف لن يتحقق إلا من العراق.
واستطرد منبهاً قادة دول الخليج العربي فحذَّرهم من أن من عمل على تخريب العراق اليوم، لن يتورع عن تخريب دول الخليج غداً. لأن للخارج مصالحه التي من أجل تحقيقها يحرق الأخضر واليابس، وقال: إن الحماية الحقيقية لأنظمة الأمة ولمصالحها العليا هو شعب الأمة وقواه الوطنية والقومية والإسلامية فقط.

وقال الأمين العام إيضاً: أنكم تملكون قوة هائلة في شعبكم لمواجهة الغزو الفارسي للأمة وتحطيمه فمدوا يد العون والمساعدة إلى المقاومة الوطنية العراقية التي تقاوم الاحتلال إن كنتم جادين في مواجهة الزحف الفارسي.
مذكراً قادة دول الخليج العربي بفشل تجاربهم في اليمن وسوريا قال:
جربتم كل الوسائل الأخرى في مجابهة الغزو الفارسي الصفوي للامة فلم تفلحوا، لقد أستعنتم بالغرب الاستعماري وبالإمبريالية الأمريكية وحتى في الكيان الصهيوني وكانت النتائج سلبية وكلها لصالح الغزو الفارسي. فهذا العراق سيطرت عليه ايران سيطرة مطلقة. وسوريا الحبيبة طردتكم منها ايران. واليمن تتحول قضيته بعد عاصفة الحزم من دولة شرعية إلى عصابات دموية متمردة.
وعن واقع الهيمنة الإيرانية قال الأمين العام: إن سبب التمدد الإيراني الصفوي في الأمة واكتساحهم لأربع دول عربية أمران أساسيان لا ثالث لهما :
-
الأمر الأول انهيار سد البوابة الشرقية للامة العربية بسقوط النظام الوطني القومي في العراق وإن لم يعاد بناء هذا السد فسوف لن يتوقف زحف الفرس في وطن العروبة.
-
والأمر الثاني هو تخلي النظام العربي عن مسؤولياته اتجاه الأمة فهو يحاصر قوى الأمة الحية المجاهدة ويمد يد العون والمساعدة والدعم العلني والسري لأعداء العراق والأمة. وبالمقابل ايران تصرف الأموال الطائلة لأذرعها في الأمة. وإذا استمرت هذه المعادلة فستمضي ايران بقضم المزيد من أرض العروبة ولن تستثني منكم أحداً.
وعن الحالة المزرية للعلاقات الخليجية قال الأمين العام:
إن ما حصل في مجلس التعاون لدول الخليج العربي من شرخ خطير في وحدته لا تحسبوه هيناً فهو يُمثل الجزء الأهم من المؤامرة الكبرى على الأمة العربية ويضرب قضاياها الأساسية بالصميم. واستدرك قائلاً: لا زال أملنا فيكم قوي أن تعوا خطورة هذا التقاطع والتناحر على دولكم أولاً ثم على كل أقطار الأمة ودولها.
فباسم البعث وجماهيره وباسم الأمة العربية وشعبها أدعوكم للوئام والتآخي ولَم الشمل وتعزيز وحدة دول الخليج العربي وترصينها فهي النموذج المصغر والخطوة الأولى لوحدة الأمة العربية، وأنا أذكر فقط أنه سيأتي يوم لا يوجد فيه من يتكئ عليه النظام العربي من خارج الوطن العربي غير الشعب العربي، فأعدوا لذلك اليوم، وسيأتي اليوم الذي لا تدخل أمريكا حرباً ذرية مع ايران لحماية البحرين والكويت والخليج العربي وإنما سيتقاسمون المصالح معها فتكون أمتنا ووطنها وثرواتها الضحية.
رسالة إلى قادة الحراكات الشعبية
وعن الحراك الشعبي الدائر في الجزائر والسودان، دعا الأمين العام الجيوش العربية أن تقف إلى جانب الشعب المنتفض ضد كل من يريد ان ينال من وحدة الوطن واستقراره ومصالحه حكاماً كانوا أو محكومين مأجورين لأجندات خارجية قد يركبون موجة الانتفاضات الشعبية كما حصل في ليبيا واليمن وفي سوريا وفي مصر وفي الصومال وفي أريتيريا. ووجه تحية خاصة إلى شعبنا في الجزائر في انتفاضته السلمية الحضارية التي أبهرت العالم كله. وكذلك تحية خاصة إلى شعبنا المنتفض سلمياً وحضارياً في السودان وخصَّ بالذكر رفاقنا في السودان وعلى رأسهم الرفيق الأمين العام المساعد علي الريح.
الرسالة الأخرى إلى الخارج
وخاطب الأمين العام الدول الأوربية قائلاً: لقد انكشفت عوراتكم في العراق وفي سوريا وفي اليمن وأثبتم أنكم مستعبدين لأمريكا أولاً، وأثبتم أنكم كنتم مخادعين في دعواتكم للحرية والديمقراطية والتحضر.
وكشف سكوتهم عن أمريكا في عدوانها على العراق ، وعما فعلته وما زالت تفعله ايران من جرائم في العراق منذ احتلاله إلى اليوم .

رسالة إلى الشعب السوري
وخاطب الشعب السوري، فاعتبره المستهدف الثاني بعد العراق، ودان استغلال انتفاضة الشعب السلمية التي اتخذت منها قوى الشر والعدوان العربية والإقليمية والدولية باباً واسعاً للتدخل المباشر. وأستغلها قسم من تلك القوى التي تمد المقاومة وتسلحها وتحتضنها خارج سوريا، وقسم آخر من تلك القوى تدعم النظام وتمده بالمال والسلاح ثم بالجيوش والميليشيات. وأدخلوا داعش كطرف ثالث لكي يقاتل المقاومة والنظام معاً. وكان على رأس المؤامرة على سوريا أمريكا والكيان الصهيوني وايران الصفوية دمروا جيشها العربي البطل، ودمروا اقتصادها ودمروا بناها التحتية، وهكذا فعلوا في اليمن وهكذا فعلوا في ليبيا وهكذا فعلوا من قبل في الصومال.
رسالة إلى فلسطين الحبيبة
وعن فلسطين، وعد الأمين العام بتعبئة شعبنا على امتداد وطننا الكبير للالتحام مع شعبنا في فلسطين لإحباط صفقة القرن وكل المشاريع التي تستهدف شعب فلسطين وأرضه المقدسة.
وأنهى خطابه موجهاً تحية لمناضلي البعث الرابضين في ارض الجهاد داخل الوطن وتحية للمناضلين الثابتين على المبادئ خارج الوطن.



 ------------------------------------------------



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق