الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

مؤامرة تقسيم الاقطار العربية / بقلم د- فالح حسن شمخي

 مؤامرة تقسيم الاقطار العربية 



د- فالح حسن شمخي 

تحدثت في المقال السابق والذي يحمل عنوان ( حول مايروج ان طوفان الاقصى ، مؤامرة )، عن وجهة نظري بما يحدث في فلسطين ، قلت باني اجزم بأن هناك مؤامرة امريكية اوربية صهيونية فارسية يضاف اليها البعض من الرجعية العربية لتقسيم المنطقة العربية ، وذكرت بانني لا اعطي رأي بما يحدث في فلسطين الان ولا اقول بأن معركة طوفان الاقصى حدثت نتيجة لمؤامرة وتركت الامر الى مابعد انتهاء المعارك ، فالايام كفيلة بالاجابة على السؤال ، ان كانت طوفان الاقصى مؤامرة على العرب والشعب الفلسطيني أم لا ؟

برز معطى جديد في مقابلة أجرتها قناة «الميادين» مساء الأربعاء في 22 تشرين الثاني 2023 مع وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، طرح حلاً للقضية الفلسطينية يتمثّل في إجراء استفتاء في فلسطين المحتلة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، لتحديد مصيرهم ومستقبلهم.هذا الاقتراح يثير الريبة في ان القوى التي تهدف الى تقسم الوطن العربي ، خططت للقيام بفعلها هذا بطريقة ناعمة الهدف منها تمرير التقسيم بطريقة قد يتقبلها البعض من الشعب العربي ، فكرة تمرر عبر فلسطين المحتلة ، ومن الممكن تعميمها على الاقطار العربية الاخرى ، على فكرة الخطة ليست جديدة ، فالتجربة حدثت في جنوب السودان ،

الطرح الفارسي الذي تقف وراءه امريكا والصهيونية يبدو انه جاء على مراحل ، مرحلة فلسطين هي المرحلة الاولى ، اسلام ، مسيح ، يهود ، اما المرحلة الثانية في العراق ولبنان واليمن فهي مرحلة الاستفتاء الطائفي ، والعرقي ، وهذا الاستفتاء خدم خطة الفرس باقامة مايسمى بالهلال الشيعي ، ويخدم الصهاينة بانها ستكون الكيان الاقوى في هذه الكيانات الطائفية والعرقية ، وقد روج لهذه الخطة  الرئيس الامريكي الحالي بايدن بالتزامن مع احتلال العراق .

هنا انا اتفق بما جاء في مقالة السيدة صفية انطوان سعادة التي تحمل عنوان (إشكالية طرح وزير خارجية ايران استفتاء في فلسطين ) الذي نشرته جريدة الاخبار في ٢٨/١٠/٢٠٢٣، والذي تقول في فقرة منه ،  الموضوع الأساسي الثاني، وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنقطة الأولى، يتمحور حول واقع الدولة الوطنية/القومية التي لا يجوز الخلط بينها وبين الدين خاصة وأن الدين، أي دين، لا علاقة له بالأرض، بل بإيمان الفرد مهما كانت جنسيته أو عرقه. فالمسلم يستطيع أن يكون أميركياً، أو فرنسياً، أو ألمانياً، وأن ينتمي إلى أي جنسية في العالم، وقد يحارب المسلم الأميركي المنخرط في جيشه الوطني، مسلماً إيرانياً أو عراقياً أو سورياً أو فلسطينياً ، القضية الفلسطينية ليست قضية أديان، ولا تُحل باستفتاءات دينية، بل هي قضية وطنية، قضية شعب فلسطيني لم يفرّق يوماً بين فلسطيني مسلم وفلسطيني مسيحي، أو حتى فلسطيني يهودي قبل عام 1948)،

ماقالته السيدة هو عين الصواب وهي الحقيقة التي تحاول قوى التآمر تجاوزها مثلما فعلت مع الكثير من الحقائق ومحاولة تمريرها على الشعب العربي الذي تعتقد انه ساذج وبسيط كما هو الحال مع ذيولها وعملائها بالمنطقة العربية ، القوى الامبريالية والاستعمارية ومن يرتبط بها لازالوا يعيشون في الماضي ، ولم يدركوا ان الوعي الشعبي العربي قد تغير ، وانه مدرك لكل الخطط الخبيثة .

فالعراق لاتمثله المليشيات الطائفية والعرقية والتابعين لتركيا التي تطمح بضم كركوك والموصل اليها ، مثلما تطمح ايران بضم جنوب العراق اليها ، ولاتبتهج الانظمة العربية المتخلفة بضم الاقليم السني اليها .

والسودان لايمثلها البرهان وحميدتي ، واللعب على قضية دارفور معروفة ، والشعب السوداني الشقيق هو قادر على تقرير مصيره ، كما هو الحال في اليمن ولبنان ، وشرق السعودية والبحرين عصية على الاطماع الفارسية والخطط التأمرية الخبيثة .

اما التقسيم العرقي فهو من الصعوبة بمكان ، فالاكراد في وطننا العربي الذين لم تفكر فيهم معاهدة سايكسبيكو سوف لن تفكر فيهم امريكا والصهاينة اليوم لانهم موزعين بين تركيا وايران والعراق وسوريا ، وبالتالي فسوف لن تسمح قوى التآمر الاقليمية المرتبطة بالمشروع الامريكي الصهيوني بمنحهم دولة قومية على المدى المنظور .

المخططات الامبريالية والصهيونية الجديدة  ستفشل كما فشلت في الماضي نتيجة الثورات والاحزاب والتيارات القومية العربية ، الشعب العربي اقوى وأصلب وأوعى مما تتصوره قوى التآمر ، ومثلما يفكر تابعيها وذيولها في المنطقة ، فالتظاهرات الشعبية العربية التي انطلقت من المحيط الى الخليج دفاعا عن فلسطين ومناصرة لغزة تؤشر الى ان الشعب العربي هو غير الشعب العربي ايام العشرينيات، هو  قادر على دحر واجهاض كل المؤامرات ، وهو من سيغير وجه التاريخ عبر تغيير الانظمة العميلة ، وتعليق العملاء على اعمدة الكهرباء كما فعلت المقاومة الفلسطينية.

الاول مِنْ كانون الاول رمز للتضحية والفداء يوم الشهيد – يوم اكرم منا جميعاً / بقلم أَ . د أبولهيب

 الاول مِنْ كانون الاول رمز للتضحية والفداء

يوم الشهيد – يوم اكرم منا جميعاً


أَ . د . أبولهيب

( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ۝ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا ُهم ْيَحْزَنُونَ ۝ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ۝ )

صدق الله العظيم


يعتبر الاول من شهر كانون الاول من كل عام ، مناسبة وطنية لتخليد ذكرى الشهداء الابطال ، من الذين روت دمائهم الطاهرة الزكية أرض الرسالات الخالدة ، انه يوم سجل فيه اسماء كوكبة مِن شهداء العراق الابطال مِن الجيش العراقي الباسل .

 ان هذا اليوم هو جزء من مسيرة الكفاح والدفاع عن العراق والامة يوم سطر فيه الشهداء اروع الملاحم البطولية في التضحية والفداء للدفاع عن وطنهم ضد حقد الطغمة الفارسية التي ارادت النيل من العراق وكرامته وارادوا ان يحولوا امراضهم الخبيثة واورامهم السرطانية لتنخر جسد العراق والامة لكنها اصطدمت بجدار من الموانع المؤمنة بالدفاع عن العراق والامة العربية والاسلامية .                                          

هذا اليوم الخالد في ذاكرة العراقيين والعرب ، والذي يستذكر فيه كل عام ابناءه الشهداء ويستذكرون بطولاتهم وامجادهم وقصص البطولة والتضحية والفداء . هذا اليوم الذي سجل في سفر العراق الخالد ، هذا اليوم الذي ارتكبت فيه الطغمة الفارسية ابشع جريمة عرفتها الانسانية جمعاء بحق الاسرى العراقيين وخلافا لكل المواثيق الدولية لحماية اسرى الحرب وخلافا لكل المواثيق الاخلاقية والانسانية . وارتكبت فيها ميليشيات الحقد الفارسي للحرس الثوري الايراني بقتل الاسرى العراقيين والتمثيل بجثثهم وتقطيعهم وحرقهم وسحل جثثهم بالعربات بعد ان امر ط،،،،اعون البشرية ( خميني الدجال ) ، وارتكبت ابشع الجرائم بحقهم لحقده على العراق التاريخي ، واليوم ترتكب ذات الجرائم التي ارتكبت بحق الاسرى في السابق وبعد الاحتلال لعبت الميليشيات الفارسية المرتبطة بايران وبالاحزاب والتيارات التي جاءت من ايران وفتكت بالعراق والشعب العراقي ، وقتلت مئات الالوف من العراقيين بنفس اسلوب بلاد فارس بالجريمة .    

وفي الوقت الذي تعمدت فيه حكومات الاحتلال من عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا ، بتجاهل هذه المناسبة الجليلة الشريفة ، إرضاءً لنظام الولي الفقيه ، نجد ابناء وبنات العراق العظيم يَصُرونَ بوعيهم المُتطلع بإخلاص وحماسة الى معرفة الماضي والافادة من قيّمهِ ومآثرهِ كنتيجة حتمية لِصدقِ الانتماء للعراق نسباً وجذراً وتراثاً ، تجدهم يحتفون سنوياً بشهداء القادسية الثانية ويوم النداء العظيم ، وأم المعارك وشهداء يوم الزحف العظيم ..إنتهاءً بشهداء اليوم الذين تغتالهم يد الغدر والخسة والخيانة بحججٍ وتهم مختلفة انتقاماً لعرش كسرى ونار المجوس التي اطفأها نور الاسلام برجالات العراق الاشاوس .                                              

                    

لذلك تنطلق مشاعر الفخر بالشهداء من عقيدة راسخة وعزيمة لا تلين بأن الأوطان تبنى بسواعد الرجال وأصالة المبادئ وشهامة المواقف ، ومن هنا فإن الشهيد ليس ابناً لأسرة عراقية واحدة ، وإنما هو ابن لكل بيت ، وكل عائلة لما بذله من عطاء ، وما قدمه من تضحية وفداء ليبقى الوطن شامخاً منيعاً ، حيث ان سفر التاريخ مليء بماْثر العراقيين في ساحات الوغى من بطولات لا تثنيها رياح الموت ، فهم في المعارك جبالَّ رواسِ ، وهذا ما يجعل شهداؤنا مصدر فخرنا وعزنا ، نستلهم من بطولاتهم وتضحياتهم عشق الوطن والاخلاص له ، والتفاني في سبيله والتضحية لأجله ولهذه الاسباب اصبح من الواجب الانساني والاخلاقي والاعتباري ان يكون للشهيد يوماً خالداً في نفوس العراقيين وقد ولد هذا اليوم في الاول من شهر كانون الاول عام ١٩٨١ يوماً للدماء العراقية الطاهرة التي اريقت مِن أجل الوطن ، بأثر رجعي ويتزامن استذكار العراقيين بـ ( يوم الشهيد ) من هذا العام مع منظر المجازر البشعة والمريبة التي ارتكبتها حكومات متلاحقة من ذيول ايران واميركا ضد ابناء العراق المنتفضين السلميين من ثوار تشرين الذين خرجوا لِإزالة الظلم والقهر والجور الذي لحق بهم طيلة عقد ونيف من سنوات الحكم العجاف على يد ثلة من المرتزقة والمأجورين الذي جاء بهم المحتلين ( الاميركي والايراني ) فعاثوا بالعراق فساداً ورعباً وظلماً ومصداق كلامنا على ذلك يتجلى في قطار الشهداء الذي انطلق في الاول من تشرين الاول عام ٢٠١٩ ، على يد احفاد كسرى ورستم وعملائهم ممن خانوا خبز العراق وملحه بعد ان خانوا شرفهم في المقام الاول وشاءت الاقدار ان يتجدد قتل ابناء العراقيين الابرار هذا اليوم على يد نفس القتلة الذين سفكوا دماء اباؤهم واخوانهم في معركة القادسية الثانية وهذا ما لا يضع مكانا للشك ان جمهورية الشر ( ايران ) لا تريد للعراق واهله الا مزيداً من الخراب والدمار .  

رحم الله الأرواح الزكية التي ضحت من اجل الوطن لتبقى خالدة عبر الاجيال والازمان تستحق الاجلال والاكبار والاعتزاز من قبل جميع العراقيين ... وسلاما طأطأت حروفه رؤوسها خجلة وتحية تملؤها حسرة القلوب التي تعتصر الما وحزنا ويسموها الافتخار لكل شهيد قدم روحه ليحيا العراق ، 

طوبى للشهداء الأكرمين ...ولهم المجد والخلود .

الاثنين، 27 نوفمبر 2023

ألسودان وطوفان الاقصى / بقلم د- فالح حسن شمخي

ألسودان وطوفان الاقصى 

د- فالح حسن شمخي 

يعاني القطر العربي السوداني الشقيق بصمت وبعيد عن الاعين كما يعاني العراق واليمن وسوريا ولبنان ويبدو انها خطة امريكية صه،،،،يونية ف،،،ارسية تهدف الى تقسيم هذه البلدان بهدوء وبعيد عن الاعين لانشغال العالم بطوفان الاقصى ، قرار التقسيم الذي سيطال السعودية ومصر هدف صه،،،يوني لتحقيق مايسمى ( اسرائيل الكبرى ) بعد تهجير الشعب الفلسطيني الى مصر والاردن والعراق ومحو اسمه من التاريخ ، وهدف فارسي لاستعادة الامبراطورية وتحت اسم ( الهلال الشيعي )، وهدف امريكي اوربي اقتصادي للحصول على البضائع والغاز والنفط من اقصر طريق ، وهو طريق الامارات السعودية الاردن فلسطين المحتلة البحر الابيض المتوسط ، وهنا قتل الاقتصاد المصري ( قناة السويس )، وقتل الاقتصاد اللبناني بعد تحييد ميناء بيروت .

ان انشغال العالم بطوفان الاقصى بعد ٧ اكتوبر  ، تم اسدال الستار على مايعانيه الشعب السوداني من  واقع مأسوي، فلا احد يراقب ويصور  الواقع الذي يشير الى تهجير المدنيين السودانيين من منازلهم ، ومايحدث لهم من عمليات قتل واغتصاب وسرقة ، فالتقديرات تشير الى أن أكثر من 10 آلاف شخص استشهدوا بينهم اطفال ونساء وشيوخ وان هناك الاف الجرحى وهذا مايساوي ويقترب من شهداء غزة ، وان عملية النزوح تجاوزت ٥ ملايين وهذا مايفوق على عدد النازحين في غزة ، وتسجل التقارير العالمية عملية فرار خارج البلاد تجاوزت ٢ مليون  إلى البلدان المجاورة. وللاسف فأن كل هذا يحدث بسبب   الجشع والسلطة، التي نشعل النار بين الاخوة المتحاربين .  

يبدو ان عبد الفتاح البرهان وحميدتي الذين بصموا على اتفاقية الاطار والذين يتحاربون الان وهم لايعرفون ان حربهم هذه ستقود الى تقسيم السودان ، وان كانوا يعرفون ذلك فتبا لهم ، فالحرب اللعينة قد ضحت  بعشرات المرافق الحكوميّة والمصانع ومراكز البحوث والجامعات والمستشفيات ، ولاندري ان كانوا يعرفون متى تنتهي هذه الحرب  التي تحرق الاخضر واليابس ، أو يعرفون  من هي الجهة الخارجية التي تستثمر  في هذا القتال ، ولماذا؟

لقد  بدأت الخطط الخارجية الخبيثة تتكشف ، واصبحت الجهات التي تقف وراء هذه الحرب تظهر دوافعها بعد أن وصل هذه الحرب الى مرحلة الذروة،  فالشعب السوداني وضع امام خيارين  الفناء او التقسيم كما حدث في جنوب السودان ، وهنا ياتي دور الاحزاب والتيارات القومية والوطنية في البحث عن حل داخلي يتمكنوا من خلاله قطع الطريق على مؤامرة التقسيم.

اخيرا نقول أن التطلع إلى الحكم المدني أصبح حلما عربيا وسودانيا نتمنى ان يتحقق في ظل هذا التعتيم على القضية السودانية التي اصبحت هي القضية المركزية للعرب حالها حال فلسطين والعراق ، ان زعماء الحرب البرهان وحميدتي  ، أظهروا أنهم غير مؤهلين لحكم السودان، وغير قادرين على القيام بذلك.

العراق وطوفان الاقصى / بقلم د- فالح حسن شمخي

العراق وطوفان الاقصى

د- فالح حسن شمخي 

عندما نتحدث عن العراق لانتحدث عنه جغرافيا او مناخيا كما تناولة الكاتب جبرا ابراهيم جبرا او اقتصاديا ، حديثنا عنه اليوم وبعد الانتصار العربي الفلسطيني في معركة طوفان الاقصى ، سيكون اجتماعيا وسياسيا في المجال الاجتماعي لانستطيع ان نزيد او نزايد على ماقاله الدكتور علي الوردي بحق المجتمع العراقي ، لكن لدينا اكثر من سؤال ، السؤال الاول هو من قتل علي والحسن والحسين … وبالطريقة المعروفة ؟

السؤال الثاني لماذا وصف الفرزدق  اهل العراق بقوله (تركت الناس قلوبهم معك وسيوفهم عليك ؟ 

ولماذا  وصفهم الامام الحسين وهو يرد على الفرزدق بالقول (ما أراك إلا صدقت يا أخا تيم، الناس عبيد المال، والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم، فإذا محصو بالبلاء، قل الديانون)؟

السؤال الثالث هل يختلف ابناءالعراق اليوم عن اجدادهم ايام الامام الحسين ؟

الاسئلة ليس المقصود منها الاساءة لشعب عمره الاف السنين ، شعب اخترع العجلة ، واول من دون ، ووضع القوانين ، شعب فيه ومنه العلماء والادباء والمبدعين ، لا ادري لماذا وصفهم الامام الحسين والفرزدق والدكتور علي الوردي  بصفات تتناقض مع صفاتهم الجيدة والمعروفة ، هذا سؤال اضيفه لتساؤلاتي؟ 

مما تقدم اخذ من دراسة ووصف المجتمع العراقي ما سوف اسقطه على الجانب  السياسي الحالي ، اسقط القول الاول وهو ماقاله الامام الحسين (الناس عبيد المال، والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم)، والثاني هو ماكتبه الدكتور علي الوردي في كتاب( وعاظ السلاطين) والذي تناول فيه أولئك الذين اعتادوا على دعوة الناس إلى مُثل عليا وتخويفهم من غضب الله لانحرافهم عن تلك المثل، دون أن يقفوا قليلا ليتبينوا مقدار ما يتناسب منها مع الطبيعة البشرية .

الوضع السياسي في العراق ليس بعيدا عن وصف الامام الحسين وعن ماجاء في كتاب الوردي ( وعاظ السلاطين )، احزاب وتيارات دينية طائفية وعرقية ومناطقية ، كلهم عبيد المال ، وكلهم يستخدمون الدين استخدام سياسي ، احزاب وتيارات تابعين لايران الفارسية ، وتركيا العثمانية والبعض منهم تابع للرجعية العربية ، وكل هذه التسميات تدور في فلك الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية .

اذا اخذنا الاحزاب والتيارات التي تدور في فلك ايران والتي تهيمن على السلطة والقرار والتي تعمل بتوجيه مركزي من ايران ، حاولت استعراض عضلاتها بعد طوفان الاقصى وهي لاتعرف مثل مالا يعرف غيرها ان هناك مؤامرة دولية تهدف الى تهجير الشعب الفلسطيني وايران لها دور في هذه المؤامرة والايام ستكشف ماهو خافي ، فايران اعلنت البراءة من ماحصل في ٧ اكتوبر في فلسطين ، واعلنت البراءة عن ذيولها بعدما شعرت بأن كيانها مهدد  هي من دفع الذيول في العراق والى استخدام العضلات على طريقة ( ابو جاسم لير)، وهم اندفعوا دون ان يعرفوا  حجم المشكلة التي دفعتهم ايران اليها واصبحوا مثل ( بلاع الموس ) ، فظهر تناقضهم الى العلن فمنهم من يريد الاستمرار بضرب المصالح الامريكية في العراق ومنهم من يريد التوقف والاعتذار من امريكا ، المشكلة كما يقول المثل العراقي ( الفاس وكع بالراس )، فامريكا لايمكن ان تغض الطرف عن مافعلوه والبداية كنت قصف جرف الصخر ، وهناك مثل عراقي يقول ( جابك بختي وحطك تحتي )، يبدو ان امريكا مبخوته ، او ان الشعب العراقي مبخوت ، فالخلاص من هؤلاء بان قاب قوسين او ادنى ، لذا نراهم يتخبطون من جهة في تصريحاتهم ويصدرون بيانات تهدئة ومن جه يلغون قرار المسألة والعدالة ومن جهة يحذرون  من حزب البعث  وقوته في العراق ، المهم هم الان لايعرفون ماذا  يريدون ، ايران سحبت نفسها مثل ماسحبت نفسها من المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الاقصى .

الوضع السياسي القائم في العراق مثل ( شليلة وما لها راس)، اذا شمرنا الحذاء اليوم يقع على رأس ١٠٠ زعيم وقائد وشيخ ، على العكس من اليمن ولبنان ، فكل منهم تابع لرأس واحد وهذا الرأس مرتبط بايران ، ان تعدد الشيوخ والمرجعيات  من الظواهر السلبية ، وهذا الامر بديهي لكن في العراق وكما يقول المثل العراقي ( كل ديج يعوعي على مزبلته)، وهذه الظاهرة هي التي قتلت علي والحسن والحسين… ، وهي التي سوف تقضي على هؤلاء ، المثل العراقي يقول ( لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي)، فهؤلاء سوف لن يبقوا بالسلطة التي مكنتهم من سرقة المال العام ، ولاهم سوف يستمرون بالعنجهية والبوزات وتحقيق  شعارهم  وهو ( الموت لامريكا واسرائيل).

المعطيات تشير الى ان نهايتهم قريبة اقرب من النتائج التي ستتحقق نتيجة طوفان الاقصى ، وان فايق الشيخ علي افضل في استشراف المستقبل من ابو علي الشيباني ، والاخوة الاعداء رايحين بالرجلين نتيجة الغباء والتبعية لايران الفارسية.

طوفان الاقصى يعيد الذاكرة للأوربيين / بقلم د- فالح حسن شمخي

طوفان الاقصى يعيد الذاكرة للأوربيين 

د- فالح حسن شمخي 

ان بشاعة الاجرام الذي تمارسه الصهيونية في غزة بقتل الاطفال والنساء يعيد الذاكرة الى الشعوب الاوربية المسيحية التي تختزن في وعيها الجمعي صورة بشعة لليهودي وهذه الصورة مرتبطة تاريخيا  باليهود الذين كانوا حاضرين باغتيال السيد المسيح ، فاليهود في نظر الاوربيين والامريكان يتحملون  خطيئة القتل الديني اليهودي وهذا الامر يقف وراء  الكراهية والعنف ضد اليهود وقتلهم في أوروبا وأمريكا.

انعكست صورة اليهودي البشعة في الثقافة الاوربية في الاعمال الادبية ومنها مسرحية ( تاجر البندقية ) للكاتب وليم شكسبير ، الذي قدم شخصية هذا التاجر والمرابي اليهودي  خلال الفترة ما بين عامي 1596 و1598، المسرحية التي جمعت  بين الكوميديا والتراجيديا.

المسرحية تدور احداثها  في مدينة فينيسا «البندقية» في إيطاليا، كان اليهودي الجشع«شيلوك» قد جمع ثروة طائلة من المال الحرام. فقد كان يقرض الناس بالربا الفاحش، وكانت مدينة البندقية في ذلك الوقت من أشهر المدن التجارية، ويعيش فيها تجار كثيرون من المسيحيين. من بينهم تاجر شاب اسمه«انطونيو.

تجسدت كراهية الأوربيين لليهود في مايلي :

١- أصدر الملك إدوارد الأول في 1290 قرارًا بطرد كل اليهود من إنكلترا، ألغي القرار بعد أكثر من 350 عامًا وذلك في 1656. لم يكن القرار استثنائيًا بل حصيلة أكثر من 200 سنة من سوء المعاملة.

٢- إصدار مرسوم الحمراء في 31 مارس عام 1492، طرد بموجبه اليهود من إسبانيا .

٣-  استند هتلر الى لسببين في موقفه من اليهود وهما :

أ - أن اليهود الألمان خانوا ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى وكانوا مسؤولين عن هزيمتها.

ب- أن اليهود كانوا مسؤولين عن بؤس ألمانيا الاقتصادي خلال فترة الكساد في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينيات.

٤- خطاب بنيامين فرانكلين الذي حذر فيه من مخاطر قبول اليهود في الولايات المتحدة حديثة النشوء.

على العكس من الاوربيين فقد  تعامل  العرب معهم استنادا الى القرآن الكريم الذي ذكر بنى إسرائيل الذي اعتبرهم من سلالة نبى الله إسرائيل (يعقوب)، أما اليهود الذين ذكرهم القرآن والذين خانوا عهد الرسول (ص) فى المدينة فهم من سلالة يهوذا أحد أبناء إسرائيل (يعقوب).والبعض منهم يعيش الان في فلسطين المحتلة ، ولم يأت فى القرآن الكريم على الإطلاق.

لقد اطلق مصطلح السفارديم اليوم على اليهود الذين لا ينتمون إلى أصل أشكنازي غربي في المجتمع اليهودي داخل فلسطين المحتلة ، والسفارديم هم  يهود المشرق العربي والعالم الإسلامي الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة واستوطنوا به.

بالاضافة الى التقسيم اعلاه فقد خرج اليهود المتدينين في اوربا وامريكا وفي الارض العربية المحتلة ليعلنون البراءة من الصهيونية على اعتبارها  حركة سياسية عنصرية ، ظهرت في  أوروبا  أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من  الاضطهاد والكراهية التي وقعت عليهم في اوربا ، ان اليهود المتدينين يريدون القول ان هناك فرق بين الصهيونية واليهودية وهذا الفرق يتجلى في ان  اليهودي هو من يدين بالديانة اليهودية. اما الصهيوني فهو من يدعم الأيديولوجيا الصهونية التي تؤيد تأسيس حكم يجمع اليهود من جميع انحاء  العالم لاستيطان أرض فلسطين بالقوة، وإقامةِ دولة يهودية مزعومة بها تسمَى زورًا بـ"إسرائيل".

اخيرا اشير الى ان هناك علاقة بين الحركة الصهيونية والحركة الماسونية التي هي حركة سرية عالمية عرفت بغموض النشأة والأهداف وسعة الانتشار والنفوذ، حيث  يرى الكثيرون أنها يهودية أو ذات ارتباط وثيق بالصهيونية العالمية وتهدف للسيطرة على العالم بالتدريج والسعي لإعادة بناء ما تعتقد أنه "هيكل سليمان" على الرغم من ان  زعماؤها ينفون  ذلك ويؤكدون أنها "جمعية خيرية تسعى لتآخي البشرية ورفاهيتها.

السياسة والعواطف وطوفان الاقصى / بقلم د- فالح حسن شمخي

السياسة والعواطف وطوفان الاقصى 

د- فالح حسن شمخي 

هناك من قال ان السياسة ( عهر فكري )، وهناك من قال ان السياسة( مصالح )، وهناك من تحدث عن السمة الاخلاقية ، وحدثنا ميكافيلي الايطالي عن ان (  الغاية تبرر الوسيلة)، واعتبرت هذه القاعدة هي الانطلاقة الأولى التي ينطلق منها كل سياسي ، وهناك قاعدة فقهية تقول ( الضرورات تبيح المحظورات)، وقيد البعض هذه القاعدة  بشروط ومعايير وضوابط شرعية .

مما تقدم اعلاه نرى ان ليس هناك في السياسة والعمل السياسي ماهو مطلق ، وكل شيء نسبي كباقي العلوم الانسانية اذا اعتبرنا السياسة علم ، وبالتالي فأن للسياسي الحق بكل مايريد قوله للتعبير عن موقفه والعقيدة التي ينتمي اليها ، ويستند الى ماتقدم اعلاه.

لكن الذي اراه كانسان بان كل ماتقدم  يسقط امام الدم النازف وقتل الاطفال والنساء بدم بارد والضمير الانساني العالمي  في سبات عميق ، يسقط امام من يضع كفنه بيد وبندقية باليد الاخرى دفاعا عن حريته وكرامته وعرضه وماله وعرضه ، امام كل ذلك تسقط السياسة ونظرياتها ، يسقط الانتماء الحزبي والعرقي والطائفي والفئوي والمناطقي .

انتقد ماشئت وحاجج وكفر وتجاوز  ، لكن توقف امام المقاومة العربية الفلسطينية وانحني باحترام ، كائن من تكون ، ابو عبيدة وحماس والجهاد الاسلامي الذين يخوضون معركة الشرف والكرامة والعزة خط احمر غير مسموح التجاوز عليهم لاي سبب كان حتى وان كانت تصريحاتهم لاتعجبك ، هؤلاء الرجال تؤيدهم الملايين على امتداد الكرة الارضية ، فليس من المنطق ان تكون انت على حق بتجاوزك عليهم نتيجة رفضك لتصريح معين صدر منهم   .

في  قطر من الاقطار العربية حل حزب من الاحزاب نفسه من اجل هدف استراتيجي امن به وعمل على تحقيقه ، وهذا الهدف هو هدف الوحدة العربية ، فاذا كانت القضية الفلسطينية هي القضية المركزية ، واذا كانت الوحدة هي الطريق لتحرير فلسطين ، وفلسطين طريق الوحدة ، فعلينا كعرب بغض النظر عن الانتماء السياسي والعقائدي والحزبي ان نتجرد عن عن كل الرواسب التي علقت ، وان نقف مع من يعطي  الدم لتحقيق اهدافنا ، ونقتدي بمن حل التنظيم الحزبي من اجل هدفه الاول .

المقاوم الشجاع ابو عبيد وهنية وغيرهم ممن ينتمون الى حماس وحركة الجهاد بشر ، وهم يتعاملون مع الحدث الكبير وفق الظرف الموضوعي والذاتي ، صحيح اننا نعتبرهم ملائكة في هذه المعركة ، لكنهم بشر ، القسوة عليهم وعلى تصريحاتهم ظلم كبير ، ، المثل العراقي يقول ( الي ايده بالنار مو مثل الايده بالماء البارد ).

جلد الذات / بقلم د- فالح حسن شمخي

جلد الذات 

د- فالح حسن شمخي 

لا اعرف السبب الذي يقف وراء مهاجمة العرب والعروبة بهذا الشكل من قبل البعض من الذين اقل مايقال عنهم انهم موتورين وسقط متاع؟

المقارنة بين التظاهرات الشعبية التي تخرج في اوربا لنصرة الشعب الفلسطيني وبين التظاهرات التي تخرج في الاقطار العربية مقارنة غير منطقية ، كذلك المقارنة بين مواقف حكومات امريكا الاتينية وافريقيا وايرلندا ، وبين الانظمة العربية او البعض منها مقارنة غير منطقية ايضا لانها تتحدث بعيدا عن معرفة الظروف الذاتية والموضوعية للشعوب والحكومات.

بالعودة الى التأريخ العربي منذ التحرر من الاستعمار العثماني والفارسي ، ومن ثم الاستعمار الاوربي نجد ان الانسان العربي قد ارتقى بوعيه ومعرفته وتطلعاته ونضاله وتقديمه الدم ثمنا لحريته ، ان اي مقارنة بين الشعب العربي ايام حكم السلطنة العثمانية حيث الفقر والمرض والجهل وما تلاها من استعمار اوربي واليوم في هذا الحاضر الذي نعيشه ، مقارنة مجحفة ، وهنا لا اريد الحديث عن العرب اليوم كعلماء ومفكرين وعباقرة في التعامل مع المعلوماتية ووسائل الاتصال ومبدعين ، اقتصر الحديث هنا عن معركة طوفان الاقصى والتي اقارنها بمعركة اليرموك وهذا يكفي مع ان هناك فرق شاسع بين السيف والاسلحة التدميرية التي يستخدمها العدو ، وعن الشعب العربي الذي هب لنصرة ابناء جلدته في فلسطين ، فتظاهرات الاردن والمغرب وتونس ليست بعيدة عنا وعن الذي يهاجم العرب والعروبة والمعجب بتظاهرات الشعوب الاخرى  ، وموقف الحكام العرب وفي مقدمتهم الرئيس التونسي والجزائري …الخ ليست ببعيدة عنا ايضا ، والجبهات المفتوحة على مصرعيها لمشاغلة الكيان العنصري الغاصب معروفة ، والتي ستطور موقفها للدخول بالحرب المباشرة معروفة ايضا ، اعتقد ان العرب والعروبة بافضل حالاتهم اليوم ، ان المقاومة العربية الفلسطينية هي الطليعة الذي ستاخذ بيد الشعب العربي على طريق الوحدة والخلاص من الحكام المنبطحين وبالتالي مما تبقى من مرض وفقر وجهل  .

ادعو البعض من اصحاب العقال والعمامة والافندية الى التوقف عن جلد الذات وجلد العرب والعروبة ،واقول لهم ان حرب التحرير الشعبية التي انطلقت من غزة البطولة والفداء ستذهب بالزبد وتلقي بالبعض من الحكام العرب والحكومات والبعض من الاعراب الذي اعمى الله بصرهم وبصيرتهم  الى مزبلة التاريخ ، وستبقى شجرة العروبة التي امتدت جذورها في الارض العربية باسقة كالنخيل ومثمرة لايضيرها تساقط الاوراق الصفراء .

حيا الله العرب والعروبةعلى امتداد الارض العربية ، حيا الله احفاد المصطفى وابو بكر وعلي وعمر وخالد والمعتصم وهارون الرشيد ، حيا الله احفاد المتنبي والجاحظ والمعري ، حيا الله احفاد المختار والحسيني وعبد القادر الجزائري والشريف علي ابن الحسين ، حيا الله احفاد عبد الناصر وصدام والقذافي وعلي عبد الله صالح وابو عمار والياسين والقسام ، حيا الله احفاد كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان .

اخيرا نقول : بدأ الطوفان العربي  الذي لن يتوقف ، ولن يستطيع الغرب الاستعماري ايقافه.

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023

نشرة انتفاضة شباب تشرين العدد ٢٧ الخاص ٢٠٢٣

 نشرة انتفاضة شباب تشرين 

العدد ٢٧ الخاص ٢٠٢٣

لتصفح النشرة الضغط على الرابط الالكتروني ادناه 

https://online.anyflip.com/rnvg/zqbp/mobile/index.html