الخميس، 20 ديسمبر 2018

قرية عراقية في بافاريا........بقلم ولاء العاني


بسم الله الرحمن الرحيم

قرية عراقية في بافاريا


ولاء العاني
 
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق واشتداد ضربات المقاومة المُسلحة التي أوجعتهُم وقَضَّت مَضاجعهُم صار شبابهم يرفضونَ الالتحاق بالجيش رغم كل المُغريات المادية والمَعنوية التي تُقدم لهم . لهذا قرروا إنشاء مُعسكرات تدريب خاصة وعملت مجموعة من الخبراء على بناء القرية في مقاطعة بافاريا بين مدينتي نورنبيرغ وريجنزبورغ التي تقع في الجنوب الألماني وكانت نموذجا مُصغرا للمدن العراقية ومحاكاة لواقعها من محلات ومقاهي ومباني سكنية وخط سريع والذي حصد الكثير من أرواح جنودهم وتدريبهم على كيفية التعرف على العبوات الناسفة أو الكشف عنها 
. كل شيء كان يُشبه البلد المُحتل فقد تحول إلى ساحة حرب

 حقيقية ممتدة على مساحة تقدر ب 16 ألف هكتار وقد تتطلب ذلك
 الاستعانة بكومبارس من عراقيين أو عرب من اجل الجلوس في تلك الأماكن استكمالا للدور الخياني لمن تسلم زمام الحكم تحت بسطال الأمريكي وأغدقوا عليهم المال فقد دفعوا لكل شخص مبلغا قدره 100 يورو في اليوم الواحد ومنعوا عنهم استخدام الهواتف المحمولة أو أجهزة الكومبيوتر أثناء التدريب . وكانت المدة 3 أسابيع يمكن تجديدها حسب الطلب مُستعينين بتوظيفهم من خلال 
شركة ألمانية لخدمات الأمن 

هكذا هو الغرب الذي يهتم بشعبه حتى لو كانت غايتهُ قتل الأبرياء على أراضي بلدان أخرى 
21.12.2018

بندقية الوحدة الوطنية المقاومة الثورية مصيرية.....الدكتور المهندس أكرم



بندقية الوحدة الوطنية المقاومة الثورية مصيرية



الدكتور المهندس اكرم


تعتبر الوحدة الوطنية العراقية من مستلزمات ثورة العراق الشعبية للتحرير ومن ابرز القواعد المتكأ عليها كل المنجزات والمكاسب لثورة البعث في السابع عشر الثلاثيين من تموز 1968وتلتها كل الاسس الثورية في البناء بالجهد الشعبي الثوري في تعزيزها بين الشعب الواحد من الطيف الملون الذي كانت منها قوة البعث العربي الاشتراكي لتحقيق التطور والتقدم العلمي العملي في الصناعة والزراعة والتنمية الثورية وكانت الوحدة الوطنية انتاج للمشاركة الشعبية في حماية العراق ومنجزاته بالقوة الشعبية العراقية التي استقر العراق بسيادته واستقلاله حيث الفوهة للبندقية العراقية الشعبية والنظامية كانت تتوجه لحماية حدود العراق من الاعداء مع البناء الداخلي للبنية التحتية الاقتصادية بعد ثورة التأميم الخالد وصرف الوارد لتحقيق عراق مزدهر في القطاعات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة الدائمة لشعبنا وشق الطرق الى ابعد قرية عراقية مع ايصال الكهرباء والماء الصالح لكل عائلة عراقية وجعل العراق واحة الامن والامان والاستقرار بالوحدة الوطنية العراقية وكان الولاء من شعب العراق بقومياته واديانه ومذاهبه للعراق وقيادته السياسية المناضلة التي اوصلت العراق وشعبه الى بر الامن والامان رغم وجود الخصوصية القومية والاقلية لدى ابناء العراق لكنها كانت في ظل خيمة العراق وعلمه الشرعي الوطني وقام الاحتلال بفعله البشع الشنيع مع ادوات الشر العميلة المضادة للثورة والعراق بالتخطيط لتفتيت عرى الوحدة الوطنية العراقية بنشر الفتنة والطائفية وارساء ثقافة القتل والثأر بين ابناء الشعب الواحد والعائلة الواحدة مما حدى الى انتشار الجرائم المنظمة التي ساعدت عليها في نشرها الاحزاب والكتل والمليشيات القذرة بصمت السلطة العميلة لانها اداة تدمير العراق وتخريب مابني من المشاريع الخدمية والعمرانية وسرقة المتاحف وحرق البنيان العراقي الوطني وقد قاتل العراق بالمقاومة الوطنية والقومية والاسلامية بذات الوحدة الوطنية في الساحة العراقية وتصدى الشعب باطيافه لقوات الغدر والدمار بقيادة امريكا وبتعزيز الوحدة المقاتلة الشعبية العراقية هزم المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني الصفوي الفارسي وكانت الاخوة العربية الكردية والتركمانية والمسيحية في جبهة الشعب المقاتل امام الغزو الدولي الايراني وان البعث العربي الاشتراكي وقائده المجاهد الرفيق عزة ابراهيم مع المقاومة الشعبية الوطنية العراقية في ساحة المنازلة بالاستقواء بشعبنا البطل المظلوم بكل الوانه من الطيف الشمسي المؤمن بوحدة العراق ووحدة شعبه الابي سائرون الى التحرير كما اعترف الكذاب رئيس امريكا ترمب في الخطاب الاسبوعي بصدد اجرام امريكا في العراق وشعبنا لن ينسى الجرائم في البصرة وميسان وذي قار والمثنى كما في الانبار والفلوجة والكرمة والحويجة وطوز خورماتو وذات الاجرام بحق شعبنا في اربيل واهانة المواطن الكردي العراقي كما في السليمانية ودهوك ناهيك عن شهداء قضاء جمجمال ورمي الراعي الطفل تحت سرف الدرع الايراني كلها مايجعل من الشعب ان يتكاتف ويعزز الوحدة الوطنية العراقية للتحرير والخلاص الوطني وهي مرحلتنا القادمة بثقة وايمان دون النظر الى الخلف ابدا..

اللعبة الكبرى ....بقلم محمود الجاف



بسم الله الرحمن الرحيم

اللعبة الكبرى


محمود الجاف


ذكرت في مقالتي ( يهود إيران ودولة الخزر ) أن الطبقة الحاكمة من اليهود غادروا دولة الخزر مع أموالهم وأنشئوا شركات هيمنت على التجارة في البحر المُتوسط ثُمّ انتقلوا إلى إسبانيا ودعموا أمرائها مادّيًا في حُروبهم ضدّ المُسلمين في الأندلس والبُرتغاليين في رحلاتهم البحرية . وأسّسوا بنك إنكلترا بعد أن انتقلوا إليها اثر هيمنتها على التجارة الدولية وجمعوا فيه مُعظم احتياط العالم من الذهب . وبعدها نقلوه إلى الولايات المُتحدة أوائل القرن العشرين وأسّسوا الخزينة الفدرالية تحت إدارتهم . وإذا حاول أيّ رئيس إعادتها إلى يد الدولة يتم تصفيته أو عزله عن الحكم . لقد عمل أحفادهُم على تأسيس الحركة الصهيونية واشترَوا قادة الدول الكبرى من اجل نقل اليهود من أوروبا إلى فلسطين وتعاملت البنوك الدولية التابعة لهم مع الفاشيين في ألمانيا وموّلت حملة هتلر الانتخابية وأوصلتهُ إلى الحكم عام 1933م ودفعوا الأموال ليقوموا بمجازر ضد اليهود (الذين ليسوا يهودًا حقيقيين بمفهومهم إنّما من أم خزرية وأب يهوديّ ) في أوروبا لإجبارهم على الهجرة . ولأن الولايات المُتحدة الآن هي دولة خزاريا المخفيّة التي يحكُموها سرًّا تعددت الأساليب التي يستخدموها لإخضاع الحكومات التي ترفض أن تكون جزءًا من إمبراطوريتهم ودأبوا على إغرائها بمشاريع اقتصادية كبيرة تستوجب أموالًا طائلةً يمكن الحصول عليها من صندوق النقد الدولي وهذا يعني تبعيتها للولايات المُتحدة . وإذا رفضوا شنوا عليهم حملات إعلامية واتهموهم بالدكتاتورية وفرضوا عليهم عقوبات اقتصادية من أجل زعزعة الوضع الداخلي ودعم الثورات التي تُؤدي إلى حُروب أهلية تمزّقها وتطيح بحكامها كما جرى في العالم العربي .

وحين تخطَّت المسيحية النطاق لجئوا إلى تمزيقها بالتظاهر باعتناقها فقد كتب شامور حاخام اليهود في مدينة أرل . إلى المجمع اليهودي العالي في الأستانة يَستشيره في مشكلة الفرنسيين في مدن أكس وأرل ومرسيليا الذين يُهدِّدون معابدهم فكان الجواب : أيها الإخوة الأعزاء بموسى : تلقَّينا كتابَكم الذي تُطلِعونا فيه على ما تُقاسونه مِن الهموم والبلايا وكان وقع هذا الخبر شديد الوطأة علينا وإليكم رأي الحكام والربانيِّون : بمُقتضى قولكم : إن ملك فرنسا يُجبركُم على اعتناق المسيحية فافعلوا ولا يَسعكم أن تُقاوِموا ولكن يجب أن تُبقوا شريعة موسى راسِخة في قلوبكم . وذكرتُم أنهم يأمروكُم بالتجرُّد عن أملاككم فاجعلوا أولادكُم تجارًا ليتمكَّنوا رويدًا رويدًا مِن تجريدهم من أملاكهم . وتقولون أنهم يعتدَّون على حياتكم فاجعلوا أولادكم أطباء وصيادلة ليَحرِموهم من حياتهم وقلتم : إنهم يَهدِمون معابدكم فاجعلوا أولادكم كهنة واكليريكيين ليهدموا كنائسهم وذكرتم أنهم يَعتدون عليكم فاجعلوا أولادكم وكلاء دَعاوى وكُتَاب عدل حتى تستولوا على زمام السلطة وبذلك يتسنى لكم الانتقام . سيروا بموجب أَمرِنا هذا وتعلموا من ذُلِّكم وضعفكُم حتى تصلون إلى ذروة القوة العُظمى . في 21 نوفمبر 1489م كاسلو . التوقيع : v.s.s.v.F.F. )

هكذا بذروا في المسيحية عوامل ضعفها وعلَّموهم القسوة والوحشية بأصولها الموجودة في التوراة والتلمود مع أنهم يؤمنون بأن ( مَن ضرَبك على خدِّك الأيمَن فأدرْ له خدَّك الأيسر ومَن سخَّرك ميلاً فامشِ معه مِيلينِ ) وعلَّموهم الحقد وحبَّ الانتقام مع أنهم يدعون إلى المحبة والخير وفيها ( أَحبُّوا أعداءكم وأَحسِنوا إلى مُبغضيكم ) وعلَّموهم الجشَعَ والطمعَ والربا وفنون جَمعِ المال بالطرُق الغير مَشروعة وفي أعلى هيئة دينية في الكنيسة وهي الصرح البابوي ولم تكن فكرة صُكوك الغفران إلا فتنة لعبوها ولَبسوا مسوح الرهبان وشرعوا في رسم خطط تخريبها بعد أن تولّوا أعلى المناصِب الكهنوتية فلم يكن من تعاليمها أن يَبيع البابا الصكوك كما تُباع أسهم الشركات التجارية فهي ليسَت سوى مُستندات مالية مُعجَّلة الثمن مؤجَّلة التسليم تُباع في بورصة الأطماع والشهوات ولعبة لإفساد الناس لأن مَن اشترى الجنَّة بغفران ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر لا يتورَّع عن ارتكاب أكبر المعاصي والذنوب . واليهود هُم الذين بثُّوا في الأديان أن على المرء أن يُخطئ حتى يتمكَّن من طلب غفران الله . وانتشرت هذه الفكرة عند التشيع الصفوي فهم يدَّعون أن مُواليهم تُغفر جميع خطاياهُم مهما ارتكبوا من معاصي .

وتبدو رُوح اليهودية التجارية واضِحة حين تقرأ صيغة الصك الذي كان مِن أهمِّ عوامل انقسام الكنيسة في القرن الخامس عشر . يقول ( ربنا يَسوع المسيح يرحمك يا . فلان . ويُحلِّل باستحقاقات آلامه الكلية القداسة وأنا بالسلطان الرسولي المُعطى لي أُحلِّك من جميع القصاصات والأحكام والطائلات الكنسية التي استوجَبتها وجميع الإفراط والخطايا والذنوب التي ارتكبتَها مهما كانت عظيمة وفظيعة ومِن كلِّ عِلة وإن كانت محفوظة لأبينا الأقدس البابا والكرسي الرسولي وأمحو جميع أقذار الذنب وكل علامات الملامة التي جلبتَها على نفسك وأرفع القصاصات التي كنت تَلتزم بمُكابدتها وأردُّك حديثًا إلى الشركة في أسرار الكنيسة وأقرنك في شركة القدِّيسين وأردُّك ثانية إلى الطهارة والبرِّ اللذَين كانا لك عند معموديتك حتى إنهُ في ساعة الموت يُغلَق أمامك الباب الذي يَدخُل منهُ الخُطاة إلى محل العذاب والعقاب ويُفتح الباب الذي يُؤدي إلى فردوس الفرح وإن لم تمتْ سنين طويلة فهذه النعمة تَبقى غير مُتغيِّرة حتى تأتيك ساعتك الأخيرة باسم الآب والابن والروح القدس ) وقد فعل الخميني نفس الفكرة حيثُ منح مُعتنقي أفكاره ما يسمى مفتاح الجنة .

شرَعوا في محاربة كنيسة روما وإبراز العهد القديم الذي كان حبيس الأديرة والصوامع ولا يَطَّلع عليه إلا قِلَّة مِن رجال الأكليروس الذين يَعرفون العبرية واللاتينية . كما تظاهرت جماعة شهود يهوه بالمسيحيَّة فلبسوا مسوح الرهبان أو كما فعل الدونمة بالإسلام وارتدوا العمامة والجبَّة والقفطان . والدونمة : هي طائفة من اليهود من أتباع سباتاي زيفي المولود في يوليو 1626م في مدينة أزمير من أبوين يهوديين مُهاجرين من أسبانيا وادعى أنه المسيح لكنه أسلم بعد أن قبض عليه في عهد السلطان محمد الرابع فتبعه قسم من الذين عرفوا لاحقاً بالسبتيين أو Dönmeh : تزامن ذلك مع أوقات حرجة كانت تمر بها الدولة العثمانية واليهود مُضطهدون وكبرت في أذهانهم دعوى المسيح المُنتظر حتى أنّ كهنتهُم يعتقدون بظُهور المُخلِص . وأخذ يضفي لنفسه ألقابا مثل : ابن الله البكر . أبوكم إسرائيل! وألغى الدعاء للخليفة وأمر بالدعاء له كملك لليهود . إن جلَّ المذاهب والفِرَق نشأت في أحضانهم بفعل يهود متمسِّحين أو مسيحيِّين مُتهوِّدين وكلاهما يُؤمن بالتوراة قبل الإنجيل . واستشرى الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت يُغذِّيه مكر اليهود وعَطفُهم على البروتستانت الذين آمنوا بنبوءات التوراة المزيَّفة ونشَروها ووقعت الحروب وابتلعَت أكثر مِن نصفِ مليون مسيحي .

إن اليهودي لا يغيِّر دينَه مهما تظاهَر بعكس ذلك وخير مثال هو اللورد بيكونسفيلد الذي اعتنق المسيحيَّة ووصل إلى منصب رئيس الوزراء البريطاني زمن الملكة فكتوريا عام 1875م وخدم اليهود وقال عنهم في مقالٍ نشره بكتاب حياة لورد جورج بنتنك سنة 1852م ( شعب الله يتعاون مع الكفَرة المُلحِدين وهم أمهر الناس في جمع المال ويتحالَفون مع الشيوعيِّين . الجنس المُختار يُصافِح يد الجنس الواطي مِن حثالات البشر وكل ذلك مِن أجل تحطيم المسيحية الناكرة للجميل والتي تَدين لليهود حتى باسمها ولم يعد بالإمكان تحمُّل طغيانها ) وفي كتاب حقيقة بروتوكولات صهيون صور الكاتب السلافي غويغوري بوستونيش الأفعى الشيطانية الرمزية وقد أحاطَت بأوربا ونظرها إلى القسطنطينية جنوبًا .

لهذا رفض مسيحيوا المشرق وقياداتهم الدينية والسياسية إعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني والتأكيد على الهوية العربية الإسلامية المسيحية للقدس وأنها عاصمة دولة فلسطين وحافظوا على تعاليم دينهم بينما حاول اليهود مرارا شدهم للغرب بذريعة المُشترك الديني ودق إسفين الكراهية بينهُم وبين المُسلمين ولهذا تجسدت المُؤامرة في مُحاولات إفراغ المشرق منهُم وتذويب مسيحييه في بودقة الغرب للقضاء على النصرانية نهائيا . لقد ظل اليهود في نظرهم أمة ملعونة لمدة ألف وخمسمائة عام لأنهم اعتقدوا أنهم قتلوا السيد المسيح . لكن القرن الخامس عشر الميلادي أظهر تحولات عميقة في النفس المسيحية الغربية مع بزوغ ما عرف بحركة الإصلاح وما تبعه من انشقاق سياسي وعقائدي داخل الديانة بشكل عام والكاثوليكية الغربية بشكل خاص وكان من نتائجها أن صار للتوراة أهمية أكبر في نظرهم من الإنجيل وبدأت صورة اليهود تتغير في أذهانهم . وقد ظهر هذا التحول في كتاب القس مارتن لوثر عام 1523م المسيح ولد يهوديا . الذي قدم فيه رؤية تأصيلية للعلاقة معهم من منظور مغاير تماما لما اعتاده المسيحيون من قبل وقال : إن الروح القدس شاءت أن تنزل كل أسفار الكتاب المُقدس عن طريق اليهود وحدهم . وأنهم أبناء الرب ونحن الضيوف الغرباء وعلينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل من فتات مائدة أسيادها . ثم عاد وألف كتابا آخر في ذمهم سماه ( ما يتعلق باليهود وأكاذيبهم ) بعدما يئس من دفعهم لاعتناق المسيحية . وقال جيمي كارتر : إن علاقة أميركا بإسرائيل علاقة فريدة لا يُمكن تقويضها لأنها مُتأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومُعتقدات الشعب الأميركي .

لقد تحولوا من أمة ملعونة إلى أبناء الرب . ومن أمة مدنسة إلى أمة مُقدسة يظلم بها المسيحيون شعوبا أخرى لا صلة لها بتاريخ التدنيس والتقديس هذا . ويلاحظ أن المذاهب تفاوتت في استيعابها لهذا التحول تفاوتًا كبيرًا فالبروتستانت الأميركيون والبريطانيون أصبحت اليهودية جزءا من لحمهم ودمهم والكاثوليك في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ظلوا أكثر تحفظا ولذلك لم يبرئهم الفاتيكان من دم المسيح إلا عام 1966م أما الأورثوذكس الأوروبيون الشرقيون فلا يزالون يحتفظون بتلك النظرة المُتوجسة تجاههُم . وهذا ما يفسر التفاوت في المواقف السياسية مع إسرائيل في أميركا وبريطانيا وأخيرا في ألمانيا البروتستانتية والتحفظ في أوروبا الجنوبية خصوصا في فرنسا وهي أكبر الأمم الكاثوليكية الغربية والريبة في أوروبا الشرقية وخصوصًا روسيا . لقد أصبح اليهود في هذه الأيام يمثلون جزءاً رئيسياً في تاريخ وسياسة العرب والمُسلمين بسبب احتلالهم لأرض فلسطين وصدامهُم الدائم معهُم بالأساليب العسكرية المُباشرة أو عبر مُحاولات الهيمنة الاقتصادية والسياسية .

تغلغلوا بيننا بعد أن درسوا الإسلام والقرآن وفهموا ما تعني كلمة السنة والشيعة وكما فعلوا مع النصارى سيطروا على المرجعيات الدينية والأحزاب التي تعود جذورها إليهم فهم ذيولا لهذه القوة الكبرى أو تلك وكلا يعمل وفق مصلحتها وإستراتيجيتها ونحن نقاتل ونقتل ونكفر بكل شيء من اجل دعم إمبراطوريات السلاح التي قادتنا إلى أودية الظلمات وأقبية الشياطين . الأحزاب والمُنظمات الدولية والعربية بدأ تاريخها بعد سيطرتهم . منها حزب الدعوة ومنظمة بدر أو المجلس الأعلى ولهذا تراهم يهرعون إلى الاختباء تحت العباءة الروسية عندما يشعروا بالخطر لأنهم يعلمون أن استهدافهم يعني اعتداء الكنيسة الغربية التي يتحكم بها اليهود على الكنيسة الشرقية وهذه هي اللعبة الكبيرة التي تدور حولها كل البيادق الموجودة على رقعة الشطرنج .

المصادر 
كتاب القوى الخفية : انيس منصور 
كتاب الأفعى اليهودية : عبد الله التل 
كتاب دولة خزاريا المخفية للكاتبة تاتيانا غراتشوفا 
كتاب مصطلحات سياسية للكاتب الصحفي عادل حمودة
كتاب السلطان عبد الحميد بين الإنصاف والجحود محمد الهلالي

2018 . 12 . 20


الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

الشرف الثوري البعثي سياسي يمثل امة العرب وطموحها.......الدكتور المهندس أكرم



الشرف الثوري البعثي سياسي يمثل امة العرب وطموحها

 


الدكتور المهندس اكرم

لقد تجسد في البعث العربي الاشتراكي وشبابه حب الشعب والوطن والتضحية والفداء من اجله واضعا مصلحة الشعب وامة العرب في مقدمة نضاله دون النظر الى المصلحة الذاتية الخاصة والبعثي علق وربط مصيره الشخصي بالمصلحة العامة لشعبه وثورته وحزبه مع التزامه الرحمة في المواقف الصعبة الحقة العادلة مع جماهير الشعب وان التربية الثورية للبعثي يستهجن الغش والمناورة والكذب وتربيته في نفسيته بالحصانة السياسية والوقوف بوجه كل المغريات الحاصلة داخل المجتمع ويعتبر البعثي النموذج في البنان اليه بنكرن الذات والخلق القويم والتضحية والفداء في الدفاع عن الشعب وخضوعه للنظام وحب العمل بتحمل المسئولية من غير الانسياق الى الصفات المرفوضة في حياة المجتمع العربي من الرذيلة والخداع والغموض مع الشعب البعثيون المؤمنون في جسد البعث العربي الاشتراكي يتميزون عن كل تلك المجموعات من دعاة الحزبية داخل المجتمع كونه يحمل تراث وارث وتاريخ وحضارة امة العرب في الرسالة الخالدة عميقة الجذور والمهم انه اداة فعلية في حل مشاكل المجتمع وفك لغز الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الصفوي الفارسي الذي شق المجتمع بالفتن الطائفية والدينية والمذهبية والقومية منخرطا في صف الحلقات الاولى للمجتمع باسم العروبة الى الجسد العربي في النكسات والانتصارات حيث ان الشرف عند الثوري بالتاكيد شرف سياسي وهو جوهرة محتواه الشرف الشخصي وشرف العرب والثوري الوحيد الذي يتحدث ناطقا باسم العروبة ممثلا لطموحها وامالها الفكرية واخلاقية الشعب وثقافته ومن المعروف ان الفرد العادي من المجتمع العربي معرض في حمل كل السلبيات من الشارع العربي وهي تركيبة المجتمع وان الثوري يحترم كل العادات والتقاليد للناس والطقوس الدينية والخصوصيات القومية واحترام العلاقات الاجتماعية ..الثوري انسان نافع خادم للمجتمع سليم اللسان والنيه عليه ان يكون يقظا وذكيا وحاقدا على الظلم والاستغلال والاستعباد والاستبداد ..البعثيون المؤمنون فقط لهم السمات الاساسية في الشخصية البعثية من الاخلاقية والانقلابية والثورية والعلمية يمثلون البعث العربي الاشتراكي والصورة العربية المؤمنة لمستقبل وبناء حياة العرب بالسمات البعثية التي تجذر في الشخصية الثورية للمناضل البعثي المؤمن بالبعث ومبادئه والايمان بالرسالة الخالدة العربية كونه يحمل شرف النضال اليومي بالعرق والدم لتحقيق تلك الرسالة الخالدة التي وصلت من الاجيال البعثية المضحية الفدائية رغم كيد الكائدين من الخونة والساقطين من المسيرة النضالية للبعث كما تسقط اوراق الخريف من غير اسف والاخلاص الذي جعل البعثي يقدم حياته لغاية اكمال المسيرة الثورية ويبقى الرفيق القائد الرمز صدام حسين المثل الاعلى للبعثي المؤمن بالبعث والرسالة الخالدة والذي قدم حياته واولاده وعائلته من اجل تلك الرسالة المجيدة المؤمنة واقفا امام ارجوحة الثوار مرددا الشهادتين وبها الرسالة للبعثيين والبعث انها بدء التحرير والثورة بالمقاومة الشعبية المسلحة وعدم اعادت السيف الى غمده لان المعركة المصيرية للعرب بدات بقيادة البعث العربي الاشتراكي وثورته والمرحلة القادمة نضال شرس يثبت البعث ومناضليه من الشباب الثوري المؤمن ان الساحة الوطنية والقومية تحت رحمة سنابك العز والثورة برجال التحرير وفي المقدمة القائد المجاهد الرفيق عزة ابراهيم الامين العام للبعث العربي الاشتراكي والقائد العام للقوات المسلحة الوطنية وقائد جبهة الجهاد والتحرير ورجال المقاومة في كل مكان ليزلزلوا الارض مجددا تحت اقدام غزاة الشر والهمجية..

لماذا البعث قوياً رغم كل أشكال الاجتثاث والعداء ؟ بقلم : جعفر عبد عون الفريجي



لماذا البعث قوياً رغم كل أشكال الاجتثاث والعداء ؟


بقلم : جعفر عبد عون الفريجي

تبقى راية حزب البعث العربي الاشتراكي خفاقة عالية في سماء النضال العربي ، ويبقى مناضليه المؤمنين اكثر قوة وصلابة وتمسكاً بالعمل والمقاومة ضمن سياقات المقاومة الوطنية والقومية من اجل تحرير العراق والامة العربية من اعداءها ومن المتخاذلين الذين اهانوا كرامة الانسان العربي ، وسلموا مقدراته وثرواته الى الأجنبي البغيض الذي يسعى الى تدمير كل مكون وطني بشري ومادي، بغية إدامة التبعية والاعتماد عليهم في كل شي.

استلم حزب البعث العربي الاشتراكي الدولة العراقية عام ١٩٦٨ ، ومع الاسف كانت الدولة ضعيفة ومنهارة في كل شيء ، فامن البلد يعبث به العملاء والجواسيس والخونة والسراق ، والاقتصاد منهار يعاني من أزمات حادة ، و شعب يعاني من البطالة والفقر والعوز ، وتعليم محدود في ظل سياسة تعليمية تقسوا على الطلبة وخاصة في الحصول على الثانوية العامة وسبب ذلك قلة عدد الجامعات التي تستوعب الخريجين الى جانب محدودية عدد الوظائف المتاحة لابناء الشعب ، اما المؤسسة العسكرية فكانت ضعيفة لا تقوى على مواجهة التحديات الوطنية والقومية ، بالإضافة الى أمور اخرى.

لماذا يستهدف البعث ؟

لما كان فكر البعث فكراً قومياً عربياً إنسانياً ، ولما كان الانسان هو الغاية والوسيلة ، فان قوى الخنوع العربي و التسلط الاستعماري الدولي ، لا يروق لهم هذا ، كونهم يريدون ان يبقى الانسان العربي مؤطر بثقافة الاستهلاك وإبعاده عن منظومة الابداع والتطور.

عزم حزب البعث وتوكل على الله وهو يقود العراق بثورة ١٧-٣٠ من تموز عام ١٩٦٨ من خلال مناضليه الشجعان بقيادة الاب القائد المرحوم احمد حسن البكر ، ومعه فتية امنوا بربهم إيماناً كاملاً وهمهم الوحيد انتشال العراق من واقعه المزري وسعادة شعبه العظيم ، وكانت أولى الخطوات المهمة تنظيف البلد من الجواسيس وتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الولاء الوطني . وفِي الجانب الاقتصادي ومن اجل إنشاء قاعدة اقتصادية متينة يستحقها العراق وأبناءه فقام بتأميم النفط ، و بذلك يتحقق الاستقلال الاقتصادي الناجز ويسهل مهمة التنمية الوطنية الشاملة، بعد ان كانت شركات النفط الاحتكارية تضع العصي في عجلة التطور والتنمية . وكان لبيان ١١ آذار ووضع الحل الشامل والعادل للقضية الكردية من الصفعات القوية بوجه كل قوى الشر التي لعبت على إذكاء المشاكل و تعزيز النعرة الانفصالية وإلهاء العراق بالمشاكل الداخلية وعدم الانتباه الى دوره العربي المطلوب لمواجهة الكيان الصهيوني .

وللامانة التاريخية فان وراء هذه الإنجازات التي حققها البعث عدد من المناضلين الذين عملوا بروح الفريق الواحد من خلال تكليف القيادة القطرية لهم ، ومنهم من هو على قيد الحياة يقود هذه المسيرة العظيمة ومنهم من رحل عنا الى دار الخلد فكانوا لنا نبراساً وقدوة لمسيرتنا النضالية وخاصة من بدأ عمله التنظيمي بعد ثورة تموز المباركة.

واستمرت إنجازات الثورة المباركة ومنها محاربة كافة أشكال الطائفية والتمييز بين ابناء الشعب العراقي وأصبح احتلال المواقع الوظيفية مبنياً على الشهادة والكفاءة والقدرة على العطاء والابداع وإيمانه بعراقيته ووفاءه للثورة ، وبذلك نسجت وحدة الشعب ومحبته من خيوط الإخوة والتآخي والعمل على بناء العراق العظيم.

وعلى مستوى التعليم بكل مراحله قدم لنا البعث نموذجاً فريداً من الرصانة التربوية والعلمية وحصل على اعلى شهادات الاعتراف بهذا الإنجاز ومنها محو الأمية و الطفرة الكبيرة في إعداد المبتعثين الى خارج العراق لإكمال الدراسات العليا والذي قدر عددهم بالألوف دون النظر الى دينهم او قوميتهم لان الذي يقود البلد حزب عدالة لا يخضع الا لله، وتوسعت الجامعات ومراكز وهيئات البحث العلمي وسجلت الكثير من براءات الاختراع وازدان البلد بالعلم والمعرفة .

اما القطاع الصحي فقد توسع أفقياً وعمودياً من حيث عدد الأطباء مع حجم المرضى او المستشفيات والمراكز الصحية والمراكز المتخصصة في أمراض محددة وكان نصيب المحافظات كبير جدا كما لبغداد العاصمة والى الان ينعم العراقيون بالخدمات الطبية التي وفرتها ثورة البعث العظيم .
ولَم تبخل ثورة البعث من رفع مكانة الفن والفنانين والأدب والأدباء ، حيث ازدهرت الثقافة لتكون ارقى ثمار الحضارة الانسانية وتعلوا القيمة الاعتبارية لهم في مجتمع كان ينظر اليهم نظرة دونية تقلل من قيمتهم الاجتماعية ، وهذا ما حفزهم على العطاء والابداع و دعم منجزات الثورة والتغني بها.

ولعل اكبر إنجاز حققه البعث هو القضاء على النفس الطائفي الذي كانت تدعوا له احزاب الاسلام السياسي مثل الدعوة و اخوان المسلمين وغيرهم من المنافقين ، والذين كانوا ولازالوا ينفذون اجندات خارجية يأمرهم بها اسيادهم الذين صنعوهم في بريطانيا وأمريكا وإسرائيل ، وان محاربة البعث لهم لم تكن بسب المنافسة السياسية بل لإدراكه وثقته العالية ان هؤلاء عملاء ومطية للغزاة وقد ثبت ذلك بعد عام ٢٠٠٣.

البعث مسيرة نضالية وجهادية كبيرة و عظيمة قبل ثورة تموز ١٩٦٨ وبعدها ، فطيلة فترة حكمه كان يناضل على عدد من الجبهات ويتصدى للمؤامرات وتحدى كل أشكال التامر ، و ينفذ استراتيجيته الوطنية والقومية بقيادة وفية ابتدأت بالرفيق احمد حسن البكر والرفيق صدام حسين رحمهم الله وبعد الاحتلال تسلم الراية فارس عرفته سوح النضال قبل ثورة تموز وخلالها على كافة المستويات و الان يقود البعث والجهاد بعزيمة لا تلين الرفيق القائد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه وسدد بالحق خطاه.

ورغم كل أشكال الاجتثاث والاساءة للبعث من قبل امريكا وإيران وعملاءهم وقاذوراتهم ، بقت صفحة البعث بيضاء نقية في قلوب ونفوس ابناء العراق العظيم والامة العربية المجيدة ، وهذا شعبنا العراقي المجاهد يعلن جهاراً وامام العالم ومن خلال وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وبلا خوف او تردد " ان حكم البعث كان عادلاً وقدم للعراق والعراقيين منجزات كبيرة لم يشهدها العراق بكل فتراته ، والأمن والامان وامور كثيرة".

ليس هنالك من يزاود على البعث في إيمانه العميق بالقضايا القومية وفِي مقدمتها قضيتنا المركزية في فلسطين ولَم يدعم فصيلاً فلسطينياً على حساب الاخر بل قدم كل الدعم ومنها حركة حماس ، ولو ان قادة البعث تنازلوا عن دعمهم ومساندتهم لفلسطين ما تعرض البعث وقادته وتجربته لكل هذا المؤامرات ، وقد جاء للعراق عدد من المبعوثين العرب والأجانب في عهد الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله يحملون رسائل تدعوا العراق الى الاعتراف بإسرائيل ومقابلها رفع الحصار عن العراق ودعمه في كل الميادين .

إن العداء للبعث لم يكن وليد اليوم او الامس القريب ، بل هو عداء منذ التاسيس لما يحمله هذا الفكر من نقاء في عكس معاناة الأمة العربية واستلهامه الفكري من روح الاسلام وعدالته ، مما جعل الاحزاب الدينية والطائفية والشعوبية تقف بالضد منه لانها جمع بين روح الاسلام وأصالته والقومية العربية ورسالتها الخالدة ، وكان ولايزال قادة ومناضلين يعتبرون سيدنا محمد صَل الله عليه وسلم قدوتهم في كل شئ.

إن ما قدمه البعث من منجزات الى الشعب العراقي لا يمكن ان تمحى من عيون وذاكرة العراقيين مهما حاول الاعلام المعادي اعلام الطغاة والخونة والعملاء من التقليل والتهجم على البعث وقيادته لقد كنّا :

كنّا دولة مهابة قوية عزيزة لها ثقلها العربي والدولي.
كنّا شعب عزيز كريم مهاب موحد يحب بعضه البعض.
كنّا نتمتع بقوانين وانظمة وتشريعات اقر بها الأعداء قبل الأصدقاء .
كنّا نعيش بكرامة وعزة نفس ونتمتع بالطمأنينة مع توفر الماء النقي والكهرباء والغذاء والدواء والتعليم .
كنّا نتفاخر بعدد العلماء والأطباء والمهندسين والأدباء والفنانين والمبدعين في كل مجالات الحياة.
كنّا شعب عنده غيرة وشرف وحرمة ونخاف الله .
كنّا سادة مواقف يخافنا الأعداء وخاصة اسرائيل وإيران .
كنّا نمتلك اجهزة أمنية شريفة ونزيهة حافظت على العراق من الإرهاب والمخدرات و كل أشكال الانحراف.
كنّا في دولة وزرائها علماء ومختصين ، وكانوا ملائكة العفة والنزاهة .
كنّا عرب وكرد وتركمان وقوميات وأقليات تتعايش مع بعضها ويسود روحها المحبة والأخوة .
كنّا أمة القران والإنجيل والجوامع والكنائس ، و لكل منهما مهابة وتقديس.
كنّا نخاف الله والمعلم ورجل القانون ، وكان ابائنا قدوة ، وكنا نستحي والحياء جزء من ايماننا.
كنّا بلد ذا سيادة وعلم لثلاث نجوم تزينه عبارة الله اكبر.
كنّا نحب ابناء امتنا العربية ، وكنا لا نبخل عليهم رغم ظروف الحصار الظالم .
كنّا نعشق فلسطين وندافع عنها ، ونقدم لها ارواحنا قبل ما نملك من مال.

إن هامات المناضلين بكل مستوياتهم وبقيادة شيخ المجاهدين القائد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه هي التي جعلت العراقيين الشرفاء يستمرون في ذكر مآثر دولة البعث العظيم ، وبكل تحدي رغم أساليب القمع التي تنتهجها حكومة الاحتلال من ٢٠٠٣ الى الان ، وهذا ما يؤكد قوة البعث وصلابة مناضليه ، وان حالة اللهفة الوطنية بعودة البعث الى قيادة العراق تمنح المقاومة بكل اشكالها زخما قوياً ، لان حاضنتها الشعبية ابناء العراق الأصلاء .


الجمعة، 14 ديسمبر 2018

يان البحر الأحمر وخليج عدن مشروع عربي واعد ينتظر توسيعه إفريقيا...ولكن ماذا بعد ذلك؟ ..... بقلم الدكتور عبد الكاظم العبودي



كيان البحر الأحمر وخليج عدن

مشروع عربي واعد ينتظر توسيعه إفريقيا...ولكن ماذا بعد ذلك؟

 

ا.د. عبد الكاظم العبودي
الأمين العام للجبهة الوطنية العراقية
خطوة عملية هامة فاجأت الأوساط الإعلامية والسياسية، وحتى الكثير من الدوائر الدبلوماسية في العالم، رغم أنها  كانت متوقعة منذ عام، [إشارة إلى الاجتماع الذي عقد بالقاهرة في11 و12 ديسمبر/كانون الأول 2017]، حيث أقدمت  حكومة المملكة العربية السعودية ، وبتعاون مع دول عربية متشاطئة على البحر للتشاور حول هذا المشروع الذي أعلنته وزارة الخارجية السعودية، ببيان رسمي يوم الأربعاء 12/12/2018 مشيرة إلى: ( أنه تم الاتفاق على أهمية إنشاء كيان يضم الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بهدف التنسيق والتعاون ودراسة السبل الكفيلة بتحقيق ذلك في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية). وكما يبدو من البيان أن نواة المشروع سبعة دول عربية مطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، وهي السعودية ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن، بانتظار تعاون نظائرها من الدول الإفريقية الأخرى كأثيوبيا واريتريا.متجاهلا تماما وجود الكيان الصهيوني المطل على ضفة البحر الأحمر الشمالية عبر خليج العقبة ومضايق تيران ووجود المنفذ البحري الجنوبي للكيان الصهيوني بوجود ميناء إيلات. وتلك المضايق وخليج العقبة وقضايا العبور من خلالها كانت يومها مسببات الشرارة الأولى التي قادت إلى حرب 1967 مع إسرائيل.
ورغم ألإعلان من أن هذه المبادرة قد خطت خطوتها الأولى، دون التوصل بعد إلى اتفاق نهائي، لكن هناك مؤشرات واعدة عن استكمالها في ( تشكيل فريق خبراء لبحث الجهود كافة ومناقشة أعمال الفريق في اللقاء القريب في القاهرة).
وبهذا الصدد أيضا أعلنت السعودية عن مشروعات عملاقة واعدة ستقام على البحر الأحمر، منها منطقة اقتصادية بتكلفة 500 مليار دولار، بالشراكة مع مصر والأردن، بالإضافة إلى إنشاء مناطق سياحية فاخرة، وذلك في إطار مساعيها لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط.
 ومن المتوقع أن يجتمع فريق من الخبراء قريبا في القاهرة لإجراء محادثات فنية، وقد تبين من الأخبار المتسربة حتى الآن، عدم حضور إريتريا،  التي لها جزر في البحر الأحمر ولها ساحل يمتد لمسافة 1150 كيلومترا، كما لم تشارك إثيوبيا ، التي لا تطل على أي منافذ بحرية على البحر الأحمر ، لكنها تعد الدولة الإفريقية الأكبر، من حيث عدد السكان في منطقة ساحل القرن الأفريقي.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز، قد استقبل وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع، حيث تناول الحديث معهم عن آفاق التعاون بين الدول، ودور إقامة الكيان في تعزيز الأمن والاستقرار والتجارة والاستثمار في المنطقة.
ورغم كل التوقعات المتفائلة لدى البعض بتوصيف مثل هذا الاتفاق بأنه تحالف أمني وعسكري يصل تشبيهه بــ (حلف ناتو عربي) ، لكن ذلك التفاؤل لا يمنع من التفكير في الاحتمالات القادمة،  من ردود أفعال دول أخرى ، خاصة  ما سيواجهه مثل هذا الاتفاق من قبل دولة الكيان الصهيوني القائم في فلسطين المحتلة منذ 1948،  لكونه أحد الدول التي ترتبط  حيويا بالبحر الأحمر عبر خليج العقبة وميناء ايلات الإسرائيلي فان استبعاد الكيان الصهيوني وقطع أصابع إيران الصفوية سيحرك الكثير من الفتن القادمة والمنتظرة،  نظرا لأهمية هذا الممر المائي البحري الذي يتحكم بعصب التجارة العالمية والطاقة في العالم. وبوجود هذا البحر بين قارتين ، وتشمل منطقة البحر الأحمر أيضا  على مضيق باب المندب الذي يمر من خلاله ما يقدر بنحو 3.2 ملايين برميل نفط يوميا إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، وخلال السنوات الأخيرة أصبح هذا الممر المائي هدفا للقراصنة والمقاتلين الحوثيين باليمن وقبلها تحركت أصابع ومصالح جهات دولية مختلفة تدخلا بما يسمى بالقرصنة الصومالية التي ادعت وجود قراصنة صوماليون كانوا يستهدفون فرض إتاوات بمهاجمة سفن النفط العملاقة المارة عبر خليج عدن والبحر العربي مرورا إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب .
والمعروف أن كلا من إيران وإسرائيل  قد خططتا  مبكرا ومنذ عقود للسيطرة على المضايق والممرات البحرية وخاصة السيطرة على المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر عند  مضيق باب المندب وتحالفت إسرائيل بشكل خاص مع النظام الاريتري وشجعت على إثارة المشاكل بين الدول العربية والإفريقية هناك وكذلك تسللت إيران إلى ضفتي البحر الأحمر خاصة بعد ظهور التمرد الحوثي وتسلطه على دولة اليمن وتقسيمها  .
 لقد عملت  هاتان الدولتان منذ زمن على تمزيق الموقف العربي على ضفاف هذا البحر العربي الأحمر، وخاصة في دفع الحوثيين للسيطرة على ميناء الحديدة وموانئ يمنية أخرى والتلويح بمنع الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر بتسليح إيراني لمليشياتها هناك .
إن عودة  جمهورية مصر العربية  للعب دور هام في هذا الشأن بدا واضحا ، وبدعم سعودي واضح قد تكلل أخيرا بنجاح الخطوة الأولى التي أعلن عنها نهاية هذا الأسبوع،  لذلك استضافت مصر الاجتماع الأول للدول العربية - الأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر يومي 11 و12 ديسمبر 2017، وسوف تستضيف الاجتماع القادم لهذه الدول قريبا في القاهرة،  لاستكمال المناقشات المتعلقة بالجوانب الفنية واللوجستية ، وبإعلان المملكة العربية السعودية رسميا، الأربعاء، 12/12/2018  بعد عام من ذلك التاريخ للاجتماع الأول عن اتفاق لتأسيس (كيان البحر الأحمر وخليج عدن) تكون حكومة المملكة العربية السعودية قد وعت أهمية تعزيز الأمن والاستثمار والتنمية في الدول المشاطئة للبحر الأحمر، خاصة بعد حل المشكلة اليمنية نهائيا، وانتظار نتائج المفاوضات الجارية الآن في السويد بإشراف الأمم المتحدة، وتدخل أطراف دولية واسعة،  والعمل على إنهاء الخلافات الخليجية مع قطر، وما تركته تلك الخلافات الخليجية ذاتها من استغلال دول من خارج الإقليم للتدخل بصيغ عدة في شؤون المنطقة ومنها إيران وتركيا مما يؤدي نحو اهتزاز الأوضاع في جنوب الجزيرة العربية والخليج العربي، كما يستوجب تصفية بقية الخلافات القائمة مع بقية دول الساحل الإفريقي، التي لازالت ترث تركة عميقة من  المشاكل العالقة بالموقف من سدود إثيوبيا على منابع نهر النيل، والوضع في الصومال وتعقد القضية الاريترية ، والخلاف المصري السوداني حول قضية حلايب وغيرها، وكلها لازالت قضايا قابلة للاشتعال في مناطق ساخنة، وباتت مخترقة من قبل إيران وإسرائيل، سواء تمت بتدخلات مشتركة ومنسقة أو كلا على انفراد، ولا يستبعد وجود تنسيق خفي ومتكامل بينهما.
وعلى نفس المنوال وردت تصريحات مشجعة لعدد من مثلي الدول العربية المنضمة لهذا الاتفاق كالأردن والصومال. كما أن تصريحات وزير الخارجية السعودية الجبير لم تخف تلك التدخلات الاجنبية التي تحاول العبث في امن المنطقة من دون ذكرها بالاسم،  بقوله  ( ....هذا الكيان سيساهم في إيجاد تناغم في التنمية بين دولنا في هذه المنطقة الحساسة، وبالتالي يساهم في منع أي قوى خارجية في أن تستطيع أن تلعب دوراً سلبياً في هذه المنطقة الحساسة).
إن هذا المشروع لا يمكن عزله عن نيات مستقبلية  قد تبدو لدى البعض أنها متباينة الأهداف، وقد تسعى إليها أطراف عديدة تبعا لمصالحها وتطورات تحالفها وإراداتها السياسية الدولية والإقليمية،  ومنها يأتي ضمن عدة تسويات دولية وإقليمية يتم تنفيذها في هذه المنطقة الملتهبة من العالم، ، والتي يعبر من خلالها 13% من إجمالي التجارة العالمية. وان لم يتبين الموقف من إسرائيل ومستقبلها من مثل هذا المشروع،  وكذلك اريتريا،  فان السؤال المشروع طرحه منذ البداية يبقى مفتوحا:  كيف يتم التعامل مع هذين الطرفين خاصة،  وكذلك لا يمكن استبعاد إثيوبيا أيضا.
يرى عدنان مصطفى ، الباحث في شأن القرن الإفريقي ( ...   أن الاتفاق شهد غياب دولتين مؤثرتين في أمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وهما إريتريا المطلة مباشرة على البحر الأحمر، وإثيوبيا صاحبة التأثير الأكبر في منطقة القرن الأفريقي، رغم أنها لا تطل على سواحل البحر الهام، وهو ما يمثل أزمة يمكن أن تشهدها هذه المنطقة الساخنة إذا ما لجأت الدول الأخرى من أصحاب المصالح بالبحر الأحمر، مثل تركيا وإيران وقطر، لتشكيل كيان مواز يضم إريتريا وإثيوبيا).
ولا يخفي خبراء مختصون بالأمن القومي والإقليمي العربي والإفريقي إلى أن تبني السعودية لمشروع الكيان الجديد يأتي ضمن عدة تحركات سابقة لحماية الأمن بالبحر الأحمر، ضد التهديدات الإيرانية، كما أنه يأتي كخطوة استباقية، في حال التوصل لأي تسويات لإنهاء الأزمة اليمنية الراهنة وأية أزمات مستقبلية أخرى. ولا شك أن المملكة العربية السعودية هي رائدة المشروع وممولته ماليا،  وسيكون عليها تحمل أعباء تكاليف تسليحه؛ لكونه مشروعا امنيا،  قبل أن يكون مشروعا اقتصاديا أو استثماريا مستقبليا ،  وستستفيد  المملكة من تحالفها وتنسيقها مع دولتين عربيتين أساسيتين هامتين متواجدتين على الجانب الإفريقي  من البحر الأحمر، هما السودان ومصر،  تقابلانها على الضفة الغربية للبحر الأحمر على امتداد ألوف الكيلومترات،  ويتضح ( أنه يبدو قد تم الاتفاق على تولي السعودية الإنفاق على القوة العسكرية المقترحة التي سوف تقوم بحماية التجارة المارة بالبحر الأحمر، على أن تقوم مصر بمسؤولية التنفيذ)، كما جاء في بعض التسريبات الإخبارية والسياسية.
وحسب تأكيدات  عبد المعز الشرقاوي الخبير بشؤون الأمن القومي ، ( أن تشكيل هذا الكيان الهدف الأساسي منه أمني وليس اقتصاديا،)  وكما جاء في بيان الخارجية السعودية، ومن خلال المشاركين بالاجتماع الذي سبق إعلان تأسيس الكيان، يرى الشرقاوي: ( ...   أن هناك خطوات بدأتها مصر والسعودية استبقت الإعلان عن هذا الكيان، منها المفاوضات التي رعتها الرياض في أيلول/ سبتمبر الماضي بين إثيوبيا وإريتريا، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، ومفوض الاتحاد الأفريقي، ووزير خارجية الإمارات؛ لتثبيت المصالحة بين البلدين من جانب، والضغط عليها لوقف التعاون مع تركيا وقطر وإيران من جانب آخر).
في جميع التعليقات السياسية، وغير السياسية،  يلاحظ الصمت الإسرائيلي وموقفه من هذا المشروع،  رغم انضمام الأردن،  وهو دولة عربية متجاورة مع الكيان الصهيوني، وليس لهما سوى المنافذ البحرية على خليج العقبة بمينائي العقبة وايلات، والتي لا تخفي الأوساط الإسرائيلية نيتها فتح قناة تربط  البحر الأحمر نحو البحر الأبيض المتوسط ،  قناة  مائية توازي أهمية قناة السويس يتم حفرها عبر النقب ستتحكم بها الإرادة الإسرائيلية وحدها.
وعلى الصعيد المصري، يضيف الشرقاوي: ( ...  أن التدريبات العسكرية التي تجريها القوات المسلحة المصرية مع نظيرتها الأردنية، تحت عنوان "مناورات العقبة"، تصب في هذا الإطار، وكذلك التحركات البحرية المصرية المتواصلة في البحر الأحمر، تحت غطاء العملية العسكرية سيناء 2018.). وبسكوت الجانب الإسرائيلي، وبعدم الإفصاح العلني، عن موقف الولايات المتحدة من تحالف مثل هذا فان الشرقاوي يذهب بعيدا عن الإفصاح بمسائل ذات أهمية بالإشارة إلى : (...إن الكيان الجديد يعد بديلا للناتو العربي الذي تم طرحه أكثر من مرة، لمواجهة إيران وحماية الخليج العربي، كما أنه يعكس الرغبة المصرية بالمشاركة في تحالف إقليمي، ليس موجها بشكل مباشر ضد إيران، ويحظى بدعم أمريكي وإسرائيلي، وهو ما يتحقق في الكيان الجديد، الذي تتبناه السعودية ومن ورائها الإمارات، اللتان تعتبران ساحل القرن الأفريقي امتدادا لأمنهما القومي، وتعملان بكل جهد لعدم وجود سيطرة بديلة لهما في هذه المنطقة الهامة).