العمل السياسي الثوري معركة مستمرة
تحتاج إلى مهارة ومناورات
د ـ فالح حسن شمخي
المراجعة الهادئة الدقيقة لخطابات ورسائل الرفيق الامين العام لحزب
البعث العربي الاشتراكي قائد الجهاد والتحرير (حفظه الله ) تقود الى دحض
الانتقادات التي يوجهها البعض من الذين وقعوا فريسة الفخاخ التي نصبها
الاعلام المعادي والذي يجزء الخطابات والرسائل وياخذ مايريده منها وعلى طريقة (
لاتقربوا الصلاة وانتم سكارى ) ولايذكرون ( حتى تفقهوا ماتقولون) ، فأي نص اذا لم
يقراء كاملا ولايتدبر القارئ مفرداته ومعانية فهو حتما سيقع في خطأ التفسير
الفت نظر الى من يوجه نقد الى رسائل الرفيق الامين العام (حفظه الله)
الى داعش وايران والعربية السعودية والكويت الى تعلم علم الهجوم الصحيح
والتراجع الصحيح، إضافة إلى فهم السياق العام إذا اضطرت الظروف إلى نوع من
المساومة. ويفرق بين مساومة ومساومة ، فالعمل السياسي كما يقول علماء السياسة
معركة مستمرة تحتاج إلى مهارة ومناورات كالتي تستخدمها الجيوش فالكل يتفق
على أن الجيش الذي لا يعد نفسه لإتقان استخدام جميع أنواع الأسلحة وجميع
وسائل وأساليب الكفاح إنما يسلك سلوكا طائشا .ومن يوجهون النقد واقولها بصراحة بانهم
غير مجربين ويسيئون بتصرفهم هذا الى الحزب ونضاله قبل ان يسيؤ الى قائد المسيرة
الجهادية التي تضع نصب عينيها اهداف استراتيجية ، ان الاندفاع وراء الأحاسيس
أو اقتفاء اثر القوى المعادية واعلامها المضلل يقود الى نتائج تنعكس سلبا على من
يمارس مثل هذا النقد .
المرونة بالتعاطي مع القضايا السياسية من الناحية النفسية تعني هي
قدرة القائد علي التأقلم مع مصاعب الحياة في ظل الظروف القاهرة والمحن الشديدة،
المتمثلة في المشكلات التي يواجهها .
والمرونة
تعني القدرة على تجاوز المعاناة والاحتفاظ الفعال بحالة نفسية بصورة جيدة
وتستخدم
المرونة في الوقت المناسب وبالقدر المناسب وبالاتجاه الذي يقود إلى تحقيق الهدف
وتستخدم المرونة كنهج آني وفقاً للظروف والحالة المرتبطة بالحالة والظروف المؤقت
والوقائع المادية ويجب مغادرتها عند تغيير تلك الظروف.
كما تستخدم المرونة عندما تبدو ضرورة في العمل السياسي والتي
يجب أن ترتبط بمصالح الشعب ، وان من يستخدم
المرونة بشكل مؤقت لخدمة الهدف الاستراتيجي عليه ان يتحلى بالصبر من
اجل الوصول إلى الأهداف الإستراتيجية.
ان
العوامل التي تعمل على تطوير وتعزيز مرونة الفرد ، اي فرد هي :
1- القدرة
على وضع خطط واقعية والقدرة على اتخاذ الخطوات اللازمة لمتابعة ذلك
2- الثقة
في نقاط القوة والقدرات
3- مهارات
التواصل وحل المشاكل
4- القدرة
على إدارة الدوافع والمشاعر القوية
ماتقدم اعلاه يعطي الحق كل الحق للرفيق الامين العام حفظه الله
في استخدام المرونة كجزء من ادواة المعركة التي بدأت بعد العام 2003 والى يومنا
هذا والتي ستقود حتما الى تحقيق انتصار الناجز.
ان من يقود عملية التصدي لتغييرالواقع الفاسد ،عليه ان يرى ما تراه
الجماهير والتعرف على الواقع المراد تغييره بالتفصيل، حتى يستطيع ان
يفهم أين يقف.. ومن معه ومن ضده وان أولى متطلبات النظرية السياسية هو معرفتها،
والذين يريدون العمل في السياسة عليهم ان يعرفوا جيدا كل مكونات وركائز
النظرية السياسية الثورية لكي تكون دليل عملهم وممارساتهم الواضحة ، وحتى
يستطيع اغناء هذا الدليل بنتائج الممارسة.
ان الجهل في العمل السياسي يقود الى مصيبة تجر على الحركة السياسية
الثورية الدمار .
والمعرفة الواعية بنظرية العمل السياسي الثوري التي ترقى الى درجة
القناعة، هي القاعدة التي يتطلبها العمل النضالي، اما المعرفة السطحية، وترديد العبارات الثورية عن ظهر غيب، دونما تفهم
حقيقي واع ، كيف وعلى أي اسس انبثقت النظرية السياسية الثورية وكيف ستتحقق الاهداف
الاستراتيجية ، ليست
سوى مظهر من مظاهر الجهل .
ان الالتزام بالنظرية السياسي الثورية لا يتأتى الا
بمعرفتها الحقيقية والموضوعية، ومن البديهي ان لاياتي فهم ومعرفة النظرية كدفعة
واحدة. لان النظرية بتعقيداتها تفرض ذاتها على اعضاء الحركات الثورية خلال مرحلة
طويلة من الممارسة، وعند ذلك يصبح تبني النظرية مبنيا على اسس علمية مسندة
بالبراهين والاثباتات التي تؤكد صحتها، ويصبح تبنيها عن قناعة وقدرة على الاقناع
وليس بموقف معاند مشاكس والغريب ان الملاحظة الميدانية تشير الى كثرة المشاكسين
النكديين.
ان
المعرفة الواعية بالنظرية السياسية الثورية تجعل العضو المنتسب الى الحزب
قادرا على التمييز بين نقد الممارسات الخاطئة، وتجنبه الوقوع في فخ الاعلام
المعادي الذي ينشط هذه الايام في التعرض لقائد رمز وضرورة لقيادة الحركة النضالية
الجهادية التي يتصدى لها حزب البعث العربي الاشتراكي، والمعرفة الواعية تقدم نقدا
واعياً وبناء. اما المعرفة السطحية فانها اعجز من ان تقوم بعملية النقد البناء،
وانها قد تضطرب في تشكيل مفهومها عن الممارسات، فتقع في الانحرافات، أو تخطئ في
تصنيف الظواهر سلبياً وأيجابياً، مما يكرس مفاهيم ضيقة الافق تحرم النظرية
السياسية الثورية والمسيرة النضالية الجهادية من التطور وتحقيق الاهداف
الاستراتيجية
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق