‏إظهار الرسائل ذات التسميات فالح حسن شمخي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فالح حسن شمخي. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 26 يوليو 2020

التحرر من قيد الانتماء الحزبي ..بقلم د ـ فالح حسن شمخي



التحرر من قيد الانتماء الحزبي

د ـ فالح حسن شمخي

كثر الحديث هذه الايام عن العقل والحرية والقيود التي تفرضها الاحزاب العقائدية الايدلوجية على الفرد المنتمي ، لاسيما في اوساط ابناء العراق ومنهم اصدقائنا والبعض من ثوار تشرين الشباب ، ليعلم اصدقائنا ان هذه الدعوات من حيث المبدا ليست جديدة ، فقد صاحبت الانسان منذ ان تشكل وعيه وقد تم دراستها بشكل مستفيض على يد كبار الفلاسفة والمفكرين وعلماء الاجتماع وتحت عنوانين مختلفة ومنها عنوان { العقد الاجتماعي} ،  وكان لكل من هؤلاء الدراسين وجهة نظره الخاصة ، انا شخصيا ارى من الضروري استعراض وجهات نظر من بحث في هذا الموضوع  بايجاز ، والهدف من وراء استعراض هذه الافكار  هو الفائدة ودعم وجهة النظر التي اروم الدفاع عنها في هذا المقال مع ملاحظة ان مفردة الدولة التي ستمر علينا ،  قد فهمتها على انها الحزب ، وهنا امارس اعمال العقل والحرية الشخصية  .
تقسم نظرية العقد الاجتماعي إلى ثلاثة أنواع تبعاً للمفكرين الذين نظروا لها، واعتقدوا بوجود عقد اجتماعي يبرر ظهور المجتمع المنظم، نوجزها بمايلي :
1 ـ  توماس هوبز  (وهو فيلسوف بريطاني) رؤيته في العقد الاجتماعي في كتابة اللفيتان (الطاغوت) الذي نشره في عام 1651م، حيث يعتقد أن الإنسان أناني وشرير بطبعه.
وتكون الحالة الطبيعية وفق هوبز "حالة حرب الكل ضد الكل" والهدف الحفاظ على الذات، وبعد وقوع العديد من الضحايا والخسائر البشرية.
يتوصل العقلاء من الناس إلى ضرورة وجود عقد اجتماعي هدفه ضمان الأمن، وذلك بإنهاء الحالة الطبيعية، والتي تعني التخلي عن كل الحقوق الطبيعية للأفراد  لصالح الدولة.
( ان الطريق لبناء الدولة من وجهة نظري هو الحزب العقائدي الايدلوجي المنظم  الذي حلل الواقع المعاش تحليلا علميا ، واوجد قوانين بديلة يراها افضل)
2 ـ  جون لوك (وهو فيلسوف بريطاني) نظريته في العقد الاجتماعي في الرسالة الثانية من الحكومة المدنية التي نشرت في عام 1690، ويعتقد لوك أن الإنسان خيّر بطبعه وطيب.
وتتميز حالة الطبيعة بوجود الحرية الفردية والملكية الخاصة، وللحفاظ على حياة الأفراد، وتجنباً لحصول نزاعات بينهم، يتفقون على عقد اجتماعي.
يتخلون بموجبه عن بعض حقوقهم الطبيعية لصالح الدولة (مثل حق معاقبة من يتهدد حياتهم أو ممتلكاتهم)، وبالمقابل لا يحق للسلطة الاستبداد بالأفراد.
وإلا فسيتمردون ضد الدولة ويستبدلون الحاكم بحاكم آخر يلبي طموحاتهم وهنا يعد لوك مدافعاً عن الليبرالية كنظام حكم يقوم على وجود الحكومة الشرعية.
ومنعاً لإساءة استخدام السلطة التي تم تقسيمها إلى سلطتين تشريعية تضع القوانين، وتنفيذية تنفذ القوانين، وقضائية تراقب عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية وفقا لمنظوره.
( عملت الاحزاب الايدلوجية والعقائدية على التامهي مع وجهة النظر هذه من خلال مبدا الديمقراطية المركزية ومبدا النقد والنقد الذاتي ، اعتقادا منها بان هذه المباديء هي ماينظم العلاقة بين العضو الحزبي  والحزب )
3 ـ جان جاك روسو (وهو فيلسوف فرنسي) نظريته في كتابه العقد الاجتماعي الذي نشر في عام 1762، حيث يعتقد المفكر الفرنسي جان جاك روسو أن الإنسان في الحالة الطبيعية ليست خيراً وليس سيئاً.
ولكن المجتمع يفسده بسرعة، حيث يعمل الجميع على تحقيق مصالحهم الشخصية، ويهدف العقد الاجتماعي إلى جعل الشعب صاحب السيادة.
حيث يتخلى الشعب عن اهتمامه بالمصالح الشخصية والتفرغ للمصلحة العامة، وبموجب العقد يتخلى الأفراد عن كل حقوقهم للدولة ولكن دون أن يخسروها.
في المقابل يجب أن تكون الدولة عادلة، وفي حال إخلال الدولة بعدالتها يحق للأفراد تغيير الحاكم فيها بموجب الحقوق ذاتها التي تنازلوا عنها.
( الدستور والنظام الداخلي لاي حزب ايدلوجي عقائدي يترجم وجهة نظر روسو هذه ، من خلال القيادة الجماعية والمؤتمرات الحزبية والاغلبية في التصويت هي التي كما اعتقد  تصون حقوق الاعضاء الحزبين )
وحتى نستمر في الدفاع عن وجهة نظرنا في هذا المقال ، علينا ان نمر وبشكل سريع على فلسفة الاخلاق التي تعاملت مع مفهوم السعادة ، نعرف جيد وبشكل بديهي بان السعادة هي الهدف الاعلى والاخير للانسان المنتمي واللامنتمي ، للفرد وللمجتمع ، فالمفكر يستخدم عقله لتحقيقة سعادته وسعادة المجتمع وكذلك الحال مع الفيلسوف والاديب والفنان والسياسي ، ولكل منهم طريقه الخاصة  وادواته التي يستخدمها لبلوغ السعادة ، فالفيلسوف يحقق سعادته من خلال فلسف التوليد او المثل اوالحس او ان يكون رواقيا ...الخ ، والمفكر سجد سعادته في تفسيره وبحثه في مجال صراع الحضارات او باعتقاده بان الاقتصاد والصراع الطبقي هو المحرك والمركز الذي يدور حوله الكون او ان يكون الصراع القومي هو المحرك لتحقيق السعادة للمجتمعات والامم  ومنها الامة العربية ، اما الاديب والفنان فوجد سعادته في بحثه في مجال ، العبث واللامعقول والسريالية والبرناسية لذا اختلفت المذاهب الادبية والفنية ، ولقد دار صراع فكري مرير على الشكل والمضمون والفن للفن والفن للمجتمع  والبطل الايجابي ومن خلال هذا الصراع  خرجت علينا فكرة السوبر مان وفلسفة فريدريك نيتشه ، المهم ان الصراع والافكار المطروحة اعلاه كلها تهدف الى تحقيق هدف واحد ونهائي وهو السعادة {الخير المطلق}.
{إنّ اختلاف المذاهب الفكريّة والفلسفيّة منذ الإغريق وحتى العصور الحديثة يؤدي إلى الاختلاف في النظر الى المفاهيم المتنوّعة والتي منها مفهوم السعادة، فمنهم من يراها في الذات الحسيّة، والبعض يراها في التفكير والوعي العقليّ، ومنهم من يجدها في الحس والفكر معاً، وفي هذا المقال سنتطرق إلى آراء بعض الفلسفة العظماء في النظر إلى مفهوم السعادة وتحديده.

1 ـ يرى أرسطو أنَّ السعادة ترتبط بتحقيق الخير، ويصنف أرسطو السعادة إلى أنواع وهي:
2 ـ السعادة المرتبطة باللذة الحسيّة وتكون في نظره عند السواد الأعظم من الإنسان الأكثر غلظة وقساوة.
3ـ السعادة المرتبطة بالشرف والتشريفات وتوجد عند الطائفة السياسيّة.
 4 ـ  السعادة على أساس من التأمل.
 كما ويرى أرسطو صعوبة الإقرار بمدى سعادة الفرد بعد موته، لأنّ ذريته وسلالته قد تشقى بعد موته؛ لذا فالسعادة مسألة حكمة وتريّث، ومسألة عقل وفكر خاصة في الجانب المتعقّل من الفرد.}
ويعتقد الفيلسوف المسلم {الفارابي} أنّ السعادة ليست في السعادة الشخصيّة، وإنما في السعادة الجماعيّة، فهو يبحث في الأشياء التي تحقق السعادة لأهل المدن كجماعة.
مما تقدم ارى ان على الاصدقاء الذين يدعون الى التحرر من سلطة وقيود الاحزاب الايدلوجية ان يحددوا المكان الذي يجدون فيه سعادتهم وان لايصادرون حق الاخرين وبالذات المنتمين الى احزاب ايدلوجية عقائدية والذين وجدوا سعادتهم في هذا الانتماء ، ووجدوا سعادتهم بالانتماء الى الجماهير الكادحة التي هي من تستحق السعادة ولو على حساب الفرد ، فما معنى ان يعيش الفرد حرا في مجتمع عبيد؟ وما معنى ان يعيش الفرد سعيدا في مجتمع تعساء ؟ ولماذا دفع الانبياء والمفكرين والفلاسفة حياتهم على طريق بحثهم عن الحقيقة وسعادة الانسان {المجتمعات التي عاشوا فيه}.

الأربعاء، 17 يونيو 2020

الرفيق الكرخي البغدادي الأصيل .. بقلم د - فالح حسن شمخي



الرفيق الكرخي البغدادي الأصيل

د - فالح حسن شمخي

العنوان أستمده من المبدع الرفيق مؤيد عبد القادر ، لانه يفضّل كلمة رفيق على غيرها من المفردات والصفات والألقاب.

لن أستطيع ولن اقترب من حدود تقييم هذا المبدع الثائر الصادق الصريح الوفي الكرخي الجميل ، لاني لم اجد من المعايير مايساعدني على تقيم تجربته البعثية والإعلامية والشعرية وحبه للطبيعة بشقيها .

لم استغرب الصفات التي اكتبها لانها ناتجة عن انطباعي المرتبط بعواطفي .
حينما تابعت الصور والتي ينشرها على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي وقفت طويلا امام صورة اعتقد جازما انها من ابرز الصور وهي الصورة التي جمعته مع الاستاذ الشاعر الكبير ابو بادية ، الرفيق العزيز  حميد سعيد حماه الله .
حينها قفزت الى ذاكرتي مقولة قالها العرب : (شبيه الشيء منجذب اليه ) ، (وكل غريب للغريب نسيب).

كتب الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكي رواية تحمل عنوان زوربا وقد تحولت الى فلم ابدع فيه الممثل العالمي انتوني كوين ، الرواية تجمع مابين كاتب شاب ومبدع قال عن نفسه (ما انا الا فأر يقرض الورق ) بعد ان تعرف على حياة زوربا عن كثب ، وبين زوربا البري المجنون الذي ينصهر مع الطبيعة في حبه للموسيقى والنساء وملذات الحياة الاخرى .

جسد المبدع مؤيد عبد القادر الشخصيتين في حياته ونتاجه الإبداعي وفِي روحه وطيبته وشجاعته وشهامته ، وجمع ايضا في شخصيته شخصية الملك الباحث عن الخلود كلكامش وصاحبه وخله. وأخيه انكيدوا ،هذا انطباعي عن الكرخي المبدع .

وقفت طويلا عند ابداع وشجاعة وشهامة مؤيد عبد القادر في هذا الزمن الرديء ، الذي يتسم بالنفاق والدجل وحب الذات  ، بمقالته الرائعة والتي تحمل  عنوان (البعثيون  ورموزهم الرسالية ) ، ابداع ينصف البعث والبعثيون والرفيق  قائد المسيرة

الرسالية الذي حاز بجدارة على حب وولاء واقتداء أعضاء الحزب الاصلاء  ، قائد المسيرة الذي صمد في مواجهة اشرس الهجمات وتمكن من قيادة  الحزب في احلك الظروف وأعاده الى مكانته المتألقة البعيدةعن السلوك الوصولي الانتهازي ، حيث تقدم على كل الحركات والأحزاب في الذاكرة الشعبية في الوطن العربي وفِي المقدمة العراق العظيم .
يحيا الرفيق العزيز مؤيد عبد القادر الكرخي البغدادي الأصيل.

الخميس، 16 أبريل 2020

حرية الرأي / لماذا اعْتَبْر الرفيق عزة ابراهيم. الدوري المعلم الثاني في مدرسة البعث ؟/ بقلم د. فالح حسن شمخي


حرية الرأي



لماذا اعْتَبْر الرفيق عزة ابراهيم. الدوري المعلم الثاني في مدرسة البعث ؟


د. فالح حسن شمخي


اذا كان في الفلسفة أرسطو طاليس هو المعلم الاول ، وابن سينا المعلم الثاني بنظر الفلاسفة العرب والمسلمين؟


فان الرفيق احمد ميشيل عفلق هو المعلم الاول والرفيق عزة ابراهيم الدوري هو المعلم الثاني في مدرسة البعث التي انتمي اليها .

هذا مااراه ومؤمن به بارادة حرة واعية ، بعيدا عن المزايدة والتطبيل والتزمير ، فمدرستي هي البعث ومعلمي الثاني هو الرفيق عزة ابراهيم الدوري بعد المرحوم احمد ميشيل عفلق والذي ما عاجبه كلامي يشرب من البحر كما كان يردد ابو عمار رحمة الله عليه .

والراي هذا مبني على معطيات واستقراء وصل حد الاستنباط ونتيجة متابعة نشاطه الفكري والنضالي والتنظيمي ميدانيا ،منذ احتلال العراق عام ٢٠٠٣م الى يومنا هذا.


لماذا اعْتَبْر الرفيق عزة ابراهيم. الدوري المعلم الثاني في مدرسة البعث ؟

اولا - لم يعد الرجل في السلطة واطمع بالحصول منه على سيارة او ارض او موقع حكومي. او حزبي ، فلم تعد مثل هذه الأمور تحرك شعرة في مفرقي ، فما أعطاني الله يعجز البشر عن إعطائي اكثر منه.

ثانيا- مايدهشي هو قدرة هذا الرجل وهو بهذا العمر على التعامل مع تركه ثقيلة بعد الاحتلال عام ٢٠٠٣م ، فالتعامل مع الأشخاص والسلوك الذي اعتاد على تنفيذ الامر الأعلى خوفا والتعامل مع السلوك الانتهازي والوصولي والمتعجرف والتسونامي الذي تعرض له البعث ليس هين، واقولها وبغض النظر عن نتائج او تفسير هذا القول (لولا قيادة الرجل للحزب والمقاومة البعثية والبعض من المقاومات غير البعثية ،لكان الحزب في خبر كان ، ولتوزع بين اصحاب الطموحات غير الشرعية )، وهذا ما حصل مع الأحمد والسعدون.

الحزب الْيَوْمَ قد حافظ على وحدته التنظيمية والفكرية من خلال قيادته الأبوية المتميز الحكيمة والحازمة ومن خلال طروحاته الفكرية عبر خطبه ورسائله

والحزب الْيَوْمَ قد استعاد الهمة والنشاط في العراق والوطن العربي الكبير ولمسات الأمين العام واضحة.والمستقبل يحمل لنا انتصارات تحت قيادته ،انتصارات تداوي جراح الوطن والمواطن الحزب واعضاء الحزب ومناصريه

تم نشره على صفحة الشخصية في الفيسبوك 
الرابط 


اشراقات نيّرة من خطاب الرفيق الامين العام بمناسبة الذكرى 73 لتأسيس البعث (2) تأصيل المبادئ للإنطلاق نحو التجديد الموضوعي بقلم د. فالح حسن شمخي





اشراقات نيّرة من خطاب الرفيق الامين العام بمناسبة الذكرى 73 لتأسيس البعث (2)

تأصيل المبادئ للإنطلاق نحو التجديد الموضوعي

د. فالح حسن شمخي

في البداية لابد من التمييز بين نظرية تحكمها تطلعات الجماهير وتكونت نتيجة التعامل مع الواقع و تخوض معارك شرسة مع اعدائها الذين يعيقون تقدمها نحو مستقبل افضل، وبين نظريات تكونت في ابراج عاجية ونابعة من عقلية مجردة دافعها الترف الفكري. والبعث كما شخصه الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد عزة ابراهيم حفظه الله في خطابه هو: (حزبُ الرسالة الخالدة الذي ولد أصلاً للتصدي للتحديات المصيرية التي واجهت الامة العربية ولازالت تواجهها وتزداد قساوة وضراوة).

ولأن النظرية النضالية لايمكن انتاجها بين ليلة وضحاها، اذ تتبلور عبر تحولات تاريخية طويلة، لذا فان تلك التي يكتب لها الديمومة و الحياة هي التي تتعامل مع الواقع الحي المتغير. فالمنطلقات النظرية الثابتة التي انبثقت في زمانها ومكانها وبقيت كذلك، نتيجة لعدم ايمانها او قدرتها على التحديث، لاتعطي نفس النتائج عندما تتغيير الظروف الموضوعية التي انتجتها، بل ربما تتمخض عن نتائج معاكسة واخفاقات كبيرة.

ومن هنا اكد الخطاب: (على الحزب الثوري الرسالي ان يضع استراتيجيات لمراحل مُتعددة وفي جَميعِ الميادين للتنفيذ وانجاز المهام الملحة وفقاً لعقيدته ومبادئه وأهدافه). وفي هذا دعوة الى المرونة والتجديد الموضوعي مع الابقاء على الاصول المبدئية الثابتة.

وانطلاقاً من ذلك فان الفكر الثوري الذي يهدف الى التغيير وفق المنهج العلمي عليه في الوقت الذي يستند فيه على تراثه الفكري ويستلهم منه القوة والعزيمة، العمل على اجراء عملية المراجعة الدائمة لتجاربه واستخلاص الدروس المستنبطة منها ومواكبة متغيرات الواقع لكي يسير قدما نحو المستقبل. وان لم يفعل ذلك فانه ينساق من غير ان يدري الى مايسمى ب(الاستسلامية العلمية)، على خلاف العلمية التي تعني اكتشاف القوانين المحركة للواقع ووضع استراتيجيات تلبي تطلعات الجماهير.

واستنادا الى ماتقدم فان خطاب الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، بما تضمنه من مواكبة للمتغيرات فقد حمل بين ثناياه روحاً شبابية تتعامل مع الواقع العربي الراهن بعلمية تدعو الى التجديد والتحديث الموضوعي، في الوقت الذي تستند فيه الى الاصول والثوابت المبدئية التي نادى بها الرفاق الرواد الاوئل وفي مقدمتهم القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق و اكدها السفر الخالد للحزب على صعيد فكره النظري وتجربته العملية منذ العام 1947م، حيث قال: (ان البعث اليوم استناد الى عقيدته وفكره وتجاربه بسمينها وبغثها قد وضع حتى تفاصيل مَشروعه القومي التقدمي النهضوي القابل للتطبيق فأنهى الشعارات الفارغة التي لا مضمون لها ولا تمس شيئا من الواقع).
ان المبادئ الثابتة في خطاب الامين العام هي الاهداف الاستراتيجية للحزب،في الوحدة والحرية والاشتراكية، و مبدأ رفض كل شكل من اشكال الاستعمار، والعمل على معالجة العوامل التي ادت الى تخلف الامة وتفشي الامراض والفقر والجهل وغيرها.

كما دعى الى وضع تلك الثوابت المبدئية وتجربة الحزب امام الجماهير العربية لمنع تزويرها ولتكون شاخصة امامها وفي خدمة نضالها دائما قائلاً: (مطلوب منا ايها الرفاق ان نضع صورة الأمة وحزبها الرسالي حزب البعث العربي الاشتراكي كعقيدة ومبادئ وأهداف وقيم ومثل أمام شعبنا على الدوام لكي لا يشوش العدو ولا يضلل ولا يزور على حقيقة الأمة).

وفي نفس الوقت فقد تميز الخطاب بالدعوة الى التعامل مع الواقع المعاش تعاملاً تحليلاً علمياً فاتسم بالحداثوية في تفاعله مع القضايا ومنها الثورات العربية الشبابية في العراق ولبنان والسودان والجزائر، فكان بحق دليلاً ونبراساً لتلك الثورات من خلال ما تضمنه من توجيهات للثوار ودعوة لهم لاستنباط الدروس من سفر النضال الخالد للجماهير العربية، مبيناً لهم بكل موضوعية ان الطريق لم يكن ولن يكون معبداً بالورود. وفي هذا دعوة لهم للتزود والاستعداد للمواجهة في معارك الامة لنزوعها نحو النهوض ضد الاعداء الذين يعيقونه واصفاً هذا التحدي بشكل دقيق بقوله: (كلما نهضنا وظهرت في أمتنا مراكز وقواعد تقدم علمي وحضاري تعرضت للتخريب والتدمير وَوضِعتْ أماَمها عشرات التحديات المصطنعة والمفبركة).

ومن الدروس المستنبطة هي المرونة والتجديد الموضوعي الذي عبر عنه تغيير الاساليب الواجب اتباعها حسب متطلبات الواقع ففي حديثه عن المقاومة العراقية قال: (اعلموا ان البعث العربي الاشتراكي بقيادته الباسلة وبجيشه العظيم لم يسلم ولم يستسلم للغزاة ولم يُلقِ السلاح في معركة التصدي للغزو والعدوان وانما انتقل من الحرب الرسمية الى حرب التحرير الشعبية فوراً وبدأت عمليات المقاومة النوعية منذ اليوم الاول لاحتلال بغداد وتصاعدت بشكل سريع).

ولقد تضمن الخطاب دعم الشباب العربي الثائر وتبني مواقفهم واعتبارها مواقف تعبر عن تطلعات الجماهير حيث جاء في الخطاب: (ان ثورة الشعب بشيبه وشبابه بنسائه ورجاله في الجنوب والفرات الاوسط اعادت الى شعب العراق عزه ومجده وزهوه واظهرت حققيقته). وهذا موقف مبدئي.

والتجديد الموضوعي هنا هو دعم الشعار الذي رفعه الشباب الثائر على امتداد الوطن العربي وهو (سلمية الثورة) كإسلوب في تحقيق الاهداف والتطلعات، فالشعار الثابت الذي عرفه الحزب منذ التأسيس ينص على ان: (الكفاح الشعبي المسلح هو طريقنا في التحرير)، مما يشير الى ان ايمان البعث اليوم باسلوب ثورة الشباب السلمي هو تجديد موضوعي ناتج عن مواكبة حية لتطورات العصر ومتطلباته.

كما ان استحضار الخطاب للمتغيرات فيما يخص القضية الفلسطينية باعتبارها في الاصل قضية العرب المركزية، يعدّ تجديداً موضوعياً اخر. فمع اشتداد الهجمة الشرسة على الامة العربية من الخارج ومن الداخل حيث فتحت عليها عدة جبهات لا تقل خطورة عن القضية الفلسطينية بل تتعداه في ابعادها الاستراتيجية حيث جعلت وجود الامة برمته مهدداً، مما يقتضي استنهاض كل قواها وجهدها للتعامل مع كل هذه الساحات بوتائر عالية الاهمية، لذا فقد اكد على ان العراق والاحواز العربية المحتلة واليمن وسوريا، اصبحت كلها قضايا مركزية للامة.

هذا بعض مما زخر به الخطاب من مبادئ اساسية ومواطن تجديد وتطوير موضوعية لا مجال لحصرها في مقال واحد.

وختاما اقول ان الرفيق الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي بمواكبته وإرادته الشبابية الوثابة، يحرج الكثير من رفاقنا البعثيين الذين لا يستطيعون اللحاق بهذا السيل من التطور والتجديد الذي ينهجه في التعامل مع المتغيرات باندفاع الشباب وحكمة الشيوخ.

مكتب الثقافة والاعلام القومي
==========================================





الأحد، 29 ديسمبر 2019

نتائج الصراع (ساحات التحريرً) / بقلم د- فالح حسن شمخي



نتائج الصراع
)ساحات التحريرً(

د- فالح حسن شمخي
عندما نتحدث عن الصراع اي صراع يقفز الى اذهاننا صورة سلبية ، وعندما اريد التحدث عن الصراع هنا لايعني  التحدث عن ماهية او نوعية الصراع ان كان صراع إيجابي او سلبي ، صراع باطل او حق ، صراع مبرر او غير مبرر، ولا اريد الخوض في أسباب ومبررات الصراع اي صراع ، سأركزعلىً جانب واحد من جوانب الصراع وهذا الجانب ،  نتائج الصراع اي صراع ان كان صراع الحضارات او صراع الدول او صراع أفراد العائلة او الحزب او صراع الانسان مع نفسه ،
فصراع الحضارات الذي عرف على انه  :( مُصطلح يشير إلى الاختلافات السياسية والاقتصادية والمُندلعة بين الدول القومية خلال الفترة التالية للحرب الباردة، وتشمل كلّاً من الحضارات الإسلامية والصينية واليابانية والهندية والغربية والأفريقية وأمريكا اللاتينية، وتُعزى الأسباب بالدرجة الأولى لهذه الخلافات إلى الاختلاف الثقافي فيما بينها. يُمكننا تعريف صراع الحضارات بأنّه عبارة عن إطار تَحاوري بين عددٍ من الثقافات المختلفة فيما بينها، نظراً لسعي كلٍّ منها إلى فرض ذاتها وثقافتها على الأخرى، وبالتالي يُهيمن الصراع الرهيب والطغيان الإنساني على هذه الحضارات). ان من اهم نتائجه كما اعتقد  هو التقدم والتطور والرقي والشعور بالوجود الذي تصل اليه الشعوب والامم حتى وان كانت الوسيلة هي الحروب والويلات والبشاعة والقسوة ، فالصراع الحضاري هو قدر الشعوب والامم.

اما صراع الانسان مع نفسه (ذاته ) والذي عبر عنه الاسلام  الحنيف  بقوله تعالى :(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ، وحديث المصطفى (ص) حينما قال : ( رجعنا من الجهاد الأصغر ، إلى الجهاد الأكبر ) ، والجهاد الأكبر هنا الصراع مع النفس  ، وما تحدث  عنه  الفلاسفة ومنهم ديكارت حينما قال (انا أفكر إذن انا موجود ) ، وجون بول سارتر  عندما قال : (مادمت أتألم فأنا موجود ) ، وهنا يعني الالم الوجودي الذي ينتج عن العقبات التي تواجه الانسان وهو يسعى لتحقيق أهدافه وتطلعاته .
نتائج الصراع مع النفس والذي حدثنا عنه القران الكريم ورسولنا صلوات الله عليه  هو الوصول الى السمو والكمال  العفة والنزاهة والشعور بالوجود الآدمي  ، اما ماتحدث عنه  الفلاسفة فنتائجه الشعور بالوجود الحقيقي عبر امتلاك ناصية الحقيقة التي لاشك فيها.
اما الصراع داخل الأحزاب والحركات الثورية وليس (الدكاكين الحزبية التي هدفها الربح المادي الناتج عن السرقة )،  فهو صراع  ينتج عنه إثبات الوجود والتجدد والديمومة اولا وإغناء النظرية ثانيا وتطوير البناء الهيكلي والدستور والنظام الداخلي وبغض النظر عن طبيعته ووسائله وتضحياته  .
اما صراع الشعب العراقي والعربي من خلال الشباب والذين هم راس الرمح وهوً بيت القصيد فهو صراع بين القديم والجديد بين التخلف والتقدم  ومن اهم نتائجه هو دحر الباطل وإحقاق الحق كسر قيود العبودية والتحرر من التبعية بكل اشكالها وبناء الدولة المدنية الدول التي يسود فيها القانون والعدالة الاجتماعية.
كل صراع مهما كانت نوعيته وشكله يتطلب تضحية وألم وحزن ودماء ، وهي حتمية وتمثل سنة الحياة وكما قال أمير الشعراء احمد  شوقي :(وللحرية الحبكلّ يد مضرجة يدق ).
وكما يقول العرب :(الحق بالسيف والعاجز يريد شهود).
وهذا لايعني ان الثورة السلمية لاتحقق النتائج الذي يحققها السيف.

الأحد، 22 ديسمبر 2019

ثورة تشرين في العراق بين الرومانسية الثورية والبرغماتية السياسية بقلم د ـ فالح حسن شمخي



ثورة تشرين في العراق
بين الرومانسية الثورية والبرغماتية السياسية

د ـ فالح حسن شمخي

قبل ايام حضرت محاضرة اقامها المركز العربي التركي في اسطنبول نخبة من  المحاضرين الاكفاء والحكماء والمقتدرين على تناول ثورة تشرين الشبابية في العراق ومايحيطها وبحضور جمهور من الكتاب والمثقفين ، تم تغطية هدا النشاط اعلامسا من خلال البعض الفضائيات العراقية والتركية.

الذي اثار انتباهي في ذلك اليوم هو الحديث الذي كان يميل الى انتقاء الالفاظ وهو يشبه حديث من تقدمهم الفضائيات العربية لنا على انهم من الباحثين والمتخصصين بالشان السياسي وهم للاسف لايسمون الاشياء بمسمياتها فكثيرا مانسمعهم يرددون كلمة {الارجنتين} ، عندما يتعلق الامر بجارة السوء  ايران ، ويشيرون الى طرف ثالث لايعرفونه عندما يحدثون عن القتلة الماجورين والذيول الذين اغتالوا بخسة شباب ثورة تشرين الشبابية.

وبعد يوم او يومين من الندوة المذكورة اعلاه خرجت علينا احد الفضائيات التي كنا نعتقد انها لاتضع حدود وخطوط حمراء ، وهي تنقل لنا مقتطفات من حديث المتحدثين تجنبت نقل المداخلات ، واستنادا لذلك توصلت شخصيا الى ان هناك البعض من المتحدثين والفضائيات  من يتحرك بحدود {البرغماتية السياسية} ، وهذا الامر هو بعيد كل البعد ولايعبر عن شباب الثورة في ساحات التحرير الذين يعيشون ويتحركون ضمن مايسمى {الرومانسية الثورية} ، وعلى حد علمي بان الاحزاب والحركات الثورية والايدلوجية التي انبثقت من رحم الامم والشعوب الحية ، تم بناء نظرياتها استنادا الى الرومانسية الثورية ، واعترف باني رومانسي ثوري وسابقى كذلك.
 البراغماتية كما هو معروف ومؤرخ له هي {مدرسة سياسية شأنها شأن المدراس السياسية الأخرى التي حكمت العلاقات السياسية الدولية كالمدرسة المثالية الواقعية والليبرالية..الخ. وهي من المدارس التي تؤمن باختلاف الآراء وعدم الثبات في السياسة والدين والاقتصاد والعلوم الطبيعية، وأن الصدق والكذب والحق والباطل والصواب والخطأ، كلها مفاهيم نسبية وليست مطلقة، و هناك ما يميز هذه المدرسة أو الفلسفة بأنها فلسفة مستقبلية لا تنظر الى التاريخ والماضي بل إلى الحاضر والمستقبل}.

وهنا يكمن الخلاف  بيني كانسان حالم ثوري وبين البرغماتية  والتعامل معها برؤية نقدية يقودني للقول ، ان عدم الثبات والنسبية ، يعني الميكافيلية التي تجيز التحرك بكل الوسائل لتحقيق الهدف حتى وان كانت هذه الوسائل  لا اخلاقية ، وان الحاضر والمستقبل لاي شعب او امة حية لابد له من التعامل مع التاريخ بطريقة المحاكاة او الانبعاث وان اميل الى التعامل مع التاريخ على اساس احياء ماهو اصيل ومفيد وقطع الصلة بيننا وبين التاريخ يعني فقدان سائق المركبة للمرآة الامامية لمركبته.

البرغماتية اسم مشتق من اللفظ اليوناني :- براغما :- ومعناه العمل ، وهي مذهب فلسفي – سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة ؛ فالسياسي البراغماتي يدعّي دائماً بأنه يتصرف ويعمل من خلال النظر إلى النتائج العملية المثمرة التي قد يؤدي إليها قراره ، وهو لا يتخذ قراره بوحي من فكرة مسبقة أو أيديولوجية سياسية محددة ، وإنما من خلال النتيجة المتوقعة لعمل .

اما الرومانسية الثورية التي اؤمن بها واعتقد هي النظرية والفكرة والحلم الذين نسير على هديه في التعامل مع الواقع بهدف تغيره فليس لها تعريف محدد لكنها تفهم على انها ذلك الحلم الكبير الذي يعيشه الثوار بدولة العدالة وفق رؤيتهم لتلك الدولة ولا يوفرون جهدا ولا وسيلة لتحقيقه، الحلم لا يساوم ولا يهادن ولا يعرف الحلول الوسطى، إنه النصر أو الشهادة.

والرومانسي الثوري لايؤمن بالاغتيالات السياسية التي تمارسها الحكومات العميلة والمليشيات المرتبطة بها واجهزتها الامنية.
والرومانسي الثوري ، يفرق بين العنف والعنفوان ، فهو يستخدم العنف بشكل جميل وشهامة للدفاع عن النفس وليس بشكل وحشي للانتقام من خصومه.
والرومانسي الثوري ثائر  لا يموت لانه باع روحه لفكرة الثورة وقايضها بمفهوم لا متناهي من الحرية المطلقة ، اما الحكومات العميلة والمليشيات المرتبطة بها واجهزتها الامنية ، وان كانوا يعيشون طويلا فانهم ميتون.

ان الخطر الذي لابد للثوار الحالمين في ساحات التحريرفي العراق الانتباه اليه هو معرفة وفرز المندسين الذين  يعزفون على الوتر الرومانسي لدى الثوار من خلال ايهامهم بأن حرية التعبير والتظاهر وإبداء الرأي مكفولة مما يشجع الكثيرين على ممارسة هذه الحرية التي تتخذ في بعض الاحيان طابعا ثوريا وان كان سلميا، فيحتلون منصات الخطابة والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي للحديث عن الذيول وسراق المال العام ، فيجري رصدهم وخطفهم واغتيالهم  بكاتم الصوت والمفخخات ومن ثم المشي في جنائزهم مع وعد بفتح تحقيق بأسرع وقت للقبض على القتلة .

وان هناك خطر اخر على الثورة والثوار الرومانسيون وهو الركون الى الراحة والاطمئنان والاعتماد على نظام الحكم الذي انتجته الثورة الشعبية ، فالواقع يختلف عن الخيال ، ان مهمة استمرار الرومانسية الثورية ونقل احلام الثوار الى مايسمى {الواقعية الحياتية} يقع على عاتق الثوار انفسهم ونظام الحكم الذي رشح عن الثورة ، ويعتمد ذلك على المصارحة والمكاشفة الدائمة وتقبل الراي والراي الاخر والقيادة الجماعية.