بسم الله الرحمن الرحيم
القُبيسيات
محمود الجاف
القُبيسيات : هي جماعة دعوية تقتصر على النساء فقط . أسستها منيرة القبيسي في سوريا ثم انتشرت إلى دول الخليج العربي واليمن وأوربا وأميركا وأستراليا . وعندما برزت سحر حلبي في لبنان صِرنَّ يُعرفنَّ باسم السحريات وفي الأردن الطباعيات نسبة إلى فادية الطبَّاع . لهُنَّ عقائد وأفكار وسلوكيات خاصة يُمارسنها بشيء من الانعزالية وليس معروفاً إلى الآن ما هو سبب الحرص على السرية الشديدة بحيث يُمنع حُضور أي فتاة لحلقاتِهِنَّ دون موعد مُسبَق عن طريق واحدة من عضواتهنَّ الفاعلات .
لهنَّ نشاط واسع في بناء المدارس التي
تُقدَم فيها مناهج لا يدخل الكومبيوتر فيها وتعتمد الأسلوب النظري الإلقائي وليس
العلوم التطبيقية أو النشاطات الاجتماعية وتعتمد على تحفيظ القرآن بشكل يومي إضافة
إلى المواد الأخرى . كانت محظورة إلى أن سُمح لها بالعمل العلني عام 2006 ويقدر
عدد أتباعها أكثر من 175 ألف امرأة . تعرض التنظيم لانتقادات من قبل الأحباش
والسلفية إضافة للعلمانيين خصوصًا بعد الأزمة السورية عندما التقى أعضاءها مع بشار
الأسد في شهر كانون الأول عام 2012
.
أُتِهمت بأنها تتبع الطريقة الشاذلية
والنقشبندية بسبب طقوسها في جلسات الذكر إلا إنها أضفت عليها التعلق الشديد
بالمُربية ونسب معرفة الغيب والخبايا والقيام بدور المُحاسب المُطلع على الأسرار
للتمكن من السيطرة على عُقولهنَّ وتقييم مكانتهنَّ عند الله ومن هنا جاءت
الاتهامات بالشرك لأنهُ وحدهُ علامُ الغُيوب كما جاء في قوله تعالى ( قُلْ لَا
أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) 50 .
الانعام
يتهمهُنَّ الكثير من المُفكرين والمُنتسبات
السابقات بأنها تُموّل من حزب الله . ويوجد الكثير منهُنّ يُقدمنَّ مُختلف الخدمات
التطوعية مجانًا ويُتهمنَّ بالرهبنة والعزوف عن الزواج بغرض التفرغ للدعوة وليس من
المُصادفة عزوبية أكثرهنّ ولأسباب كثيرة منها تحريم التفكير بالرجل والجنس إلى
طريقة اللباس والانشغال بحضور الدروس .
قال الشيخ صلاح كفتارو : مُدرس منيرة
القبيسي في كلية الشريعة إنها ليست صوفية أو سياسية لأنها مُلتزمة بمنهج الكتاب
والسُنّة رغم ما يُشاع عنها وأضاف إن المجتمع يحترم العلماء وأنا اقبّل أياديهم
بالتالي أقبّل الفكر والحكمة . أما أن نركع ونسجد لشيوخنا فهذا ليس من الإسلام .
هناك نساء ثريات في الحركة التي انتشرت بشكل كبير في الأرياف والأحياء الغنية وعندما
يأتي خُطّاب لأي فتاة تباركهُ مُدرستها وتُوصيها أن تختار زوجًا صالحًا إلا إنها
تحاول توجيه مشاعرهنّ إلى حُب الآنسة (الشيخة أو المربية) بدلًا من الرجل وبهذا
دخلنَّ في باب جديد يعمل بعكس الفطرة كما أنشأها الخالق إلا أنه فكري ولم تعرف
عنهنَّ أي تعديات عن حُدود الشذوذ التخيلي العاطفي إلى مُستوى آخر وكان هذا السبب
في عزوبية الشريحة العظمى منهنَّ والانصراف الفكري المُطلق عن هذا المجال وعدم
التفكير به واعتبارهُ ذنبًا يستحق الاستغفار المُطول إلا إن كفتارو أضاف (
العزوبية لا تجوز لأنه لا رهبانية في الإسلام)
إن غالبية المجتمع السوري يعلم درجة
التقديس المُطلق إضافة إلى خدمات مجانية من قبل المنتميات يشملها تنظيف بيوت
مايسمى ب ( الآنسة ) إلى تحمل الاهانات اللاذعة . ومشاريعهُم الخيرية لا يعرف منها
إلا بعض ما يصل لعدد محدود من عائلات المنتسبات لهُنَّ من ذوي الدخل المحدود من شي
من السمن والرز والعدس والسكّر مرة في كل عام مع شيء من ثياب العيد للأطفال رغم إن
دخلهُم المادي هائل فهم يمتلكون اغلب مدارس دمشق وروضاتها الخاصة إضافة إلى مشاريع
أخرى مُتعددة في الداخل والخارج مثل الكويت والأردن ولبنان وغيرهُ . وفرص العمل
تقتصر حصرًا على المُنتسبات لها لدواعي الثقة لان نشر أي معلومة سيشكل تهديدًا
لهُنَّ فان المُجتمعات عمومًا ترفض العبودية وما يجري في أروقتهم الخاصة يُصنف
هكذا إذا ما انتشر .
استَخدمَت الدين ونشره لتحقيق مكاسبها
الإقتصادية في تنمية وتطوير أعمالها على اعتبار إن مشاريعهنّ الإستثمارية لله .
ولكن في أواخر الستينات حققت نجاحًا مُنقطع النظير في تحقيق ثروة هائلة بل وفي
تحويل المُجتمع النسائي إلى مُتدين بطريقة يشوبها التطرف والتشدد والانغلاق الفكري .
أما المُنشقَّة في تعريفهنَّ فهي أنثى كانت
مُنتمية واستفاقت من حالة التبعية المُطلقة لترى الأمور على حقيقتها وتكتشف إن
المُحرك الأكبر لهذه الجماعة ليس الدين ونشره وإنما حُب المال وجمعهُ . عندها يحصل
أحد أمرين . أما تنفصل وتفضل السكوت والانسحاب ويكون الاسم بحد ذاته مثابة تحذير
للأخريات خوفًا من أن يحذون حذوها أو يستمعنَّ إلى ما توصلت إليه ويتم منع التواصل
معها والتحذير المطلق منها . أو أن يتم طردها لذات الأسباب وتتخذ بالتالي
الإجراءات الوقائية منها .
2018 . 06 . 18
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق