الثلاثاء، 26 يونيو 2018

مابين الايمان والالحاد.......بقلم نزار العوصجي



مابين الايمان والالحاد

نزار العوصجي


لم يسبق لي ان تطرقت الى موضوع ديني ، كوني أؤمن اني علماني معتدل اعرف حقوق وحدود علاقتي مع الباري عز وجل ، ولا اسمح لنفسي او لأحد بالتجاوز عليها ... لذا اجد ان من العقلانية مناقشة الامر دون المساس بالمقدسات ، فلكل منا معتقداته التي ولد ونشئ وتربى عليها وأمن بها ، حسب البيئة والمجتمع والمنطقة التي ولد وعاش فيها ... هذه المعتقدات تكون جميلة حين تنفتح على الاخرين وقبيحة ومملة حين تكون منغلقة على نفسها ، فينظر كل واحد منا الى نفسه نظرة متعالية ويتصور انه سائر على الطريق السليم وما دونه يسير على طريق الخطيئة لذا هو هالك دون محالة ... من هنا تبدء المحنة وينطلق الاجتهاد في التفسير مابين الايمان والالحاد ، محنة مستحدثة لا تخضع لتقيم مادامت العقول منغلقة تتظر الى الاخرين بعين صغيرة من خلال رؤيا محدودة وضيقة ... رؤية في اغلبها بدع بعيدة كل البعد عن ما انزل الينا من قول الحق الذي نؤمن به ، تجعلنا نصدم بمن يبحث عن الوجودية في القيم الانسانية حين يشير الى ما قد سبق الرسالات السماوية ... هذه القيم الانسانية التي يجسدها الادراك والسلوك البشرية كوننا بشر خلقنا من طينة واحدة شاء الباري ان نخلق منها دون تميز ، الا ما هو موجود في مخيلتنا نحن البشر دون الرجوع الى العقل والمفاهيم البشرية ... ان تعدد الاديان بكل مسميتها لدى البشر حول العالم والتي تجاوزت ال 40 دين ومذهب وطائفة ، لهوا مؤشر على صعوبة التوجه بالاشارة الى ماهية تلك الاديان ، فلو فرضنا ان هنالك رحلة بطائرة ركابها من جميع الاديان والمذاهب والطوائف ال 40 بالتساوي ... نضيف الى فرضيتنا هذه انهم مجهولي النسب ، اي لا يعرف لهم أباء وامهات ، وقد جاؤا من الملاجئ لكي لا نعزوا الامر الى بر الوالدين وما يتبعها من احسان ، واثناء تلك الرحلة حصل عطل كبير في محركات الطائرة مما استوجب اعلان الانذار باحتمال سقوطها ، فبادر الركاب الى الصلاة والتعبد الشخصي كلً حسب طريقته ومعتقده وايمانه طلباً للنجاة ، وفعلاً اهتدى القبطان بعد برهة من الزمن الى السبيل في انزال الطائرة بسلام لينجوا بذلك جميع الركاب ... هنا يأتي السوأل الاهم : لمن من هؤلاء استجاب رب الكون ، وكيف يمكن ان نفسر ذلك ونحن ننعت البعض او بالاحرى الكثير منهم بالكفار والملحدين ؟؟؟

هل لنا ان نقول ان الايمان والالحاد شأن خاص بين الخالق والمخلوق بعيداً عن اي اجتهاد وان العمل الصالح في الدنيا هو المقياس ؟؟؟

ما فائدة ان نصلي ولا نحسن لبعضنا ؟؟؟

ما فائدة ان نصوم ونحن نبغض بعضنا البعض ؟؟؟
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون)

في النهاية اقول : انها مجرد وجهة نظر لا اكثر ولا اقل تخضع الى التقيم والنقد وقد تكون بحاجة الى مراجعة كوننا بشر يمكن ان نخطئ او نصيب ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق