الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

جيل البعث للتحرير والبناء في المرحلة القادمة...بقلم الدكتور المهندس اكرم



جيل البعث للتحرير والبناء في المرحلة القادمة

       
    

   الدكتور المهندس اكرم

 ان علاقة البعث العربي الاشتراكي بالشارع العراقي وتحديد المرحلة الصعبة من حياة شعبنا العراقي والعربي وشدة التأمر الاستعماري الاستيطاني الدولي والايراني باستخدام الطاقات العميلة الموالية المؤيدة في احتلال العراق من الداخل الاحزاب الاسلامية والمليشيات والتجمعات المسلحة مع العمائم الفاسدة الضالة الجاهلة والمدافعين عن الاوضاع الشاذة في النظام العربي المتهريء الفاسد المسبب في تدنير العراق والامة العربية والوطن العربي والذي جعل الوضع العراقي تتجه الى اكثر صعوبة في المخطط الخبيث المدمر خلف الكواليس ضد البعث العربي الاشتراكي وقيادته وقواعدة وشعبنا من قبل الشبكة المخابراتية والاستخبارية والامنية الدولية الداعمة الى لسلطة الاحتلال والمنتشرة في الشارع العراقي بشتى العناوين ومنها الاحزاب والكتل والشخصيات على الساحة وهي مرحلة في حطورنها الجمة حيث صار البعث العربي الاشتراكي اكثر الامل والحلم لجماهير الشعب في عملية التحرير والتصدي المباشر لكل الخيوط التامرية في اذلال العراق وان استيعاب الصفات وملامح المرحلة الحالية في العراق يجعل البعث وقيادته اكثر تحملا لمسؤولياته والعمل الدائم المستمر في الاصعدة السياسية والعسكرية المقاومة والاجتماعية لتبصير الشارع العراقي بخطورة المرحلة مع الالتزام بقيم وقواعد النضال الثوري برسم خارطة الاهداف المرحلية والاستراتيجية للقادم من النضال الثوري الشعبي الجماهيري العراقي والبعث والبعثيون تحملوا اعباء العملية النضالية المقاومة الشاقة ودماء عزيزة وغزيرة بدفاعه المستميت عن البعث والعراق والشعب والمبادىء وان العمل الثوري واسلوبه وقيمه وقواعدة لم يكون يوما مجردا اعلام رخيص والفاظ لكسب العواطف الشعبية العراقية والعربية بل رسم الصورة الحقيقية المستقبلية بصدق وصراحة ومكاشفة الجماهير الذي حدث ويحدث فعلا على الساحة الوطنية والقومية والمرحلة الحالية من صراعنا السياسي والعسكري المقاوم والاجتماعي مع الاستعمار الاستيطاني  والقوى الداخلية والخارجية المتحالفة معها وصلت الى حالة يبرهن البعث العربي الاشتراكي للجماهير والامة العربية اصالته الوطنية والقومية والحضارية التاريخية رغم تكاثر الاعلام واساليبه المعادية للبعث والمقاومة الوطنية والقومية والاسلامية وقيادتها وكان الثبات على المبادىء وعلى العهد مع الشعب العراقي والامة العربية بالثورية المعروفة عنه طيلة نضاله التاريخي المجيد ووحدة القيادة مع القاعدة في كل الظروف الصعبة التي مرت وتمر به العراق وقيادته من اوضاع شاذة معقدة متداخلة من كل القوى الاساسية والفرعية في احتلال العراق واذلال شعبه وهو النضال السري للبعث العربي الاشتراكي والذي جعل الاستعمار والصهيونية والفرس الصفويين مع العملاء والخونة واللصوص والجواسيس في حيرة من امرهم والخوف من البعث الذي رسم الصورة المشرقة لمستقبل العراق والعرب ويناضل من اجل بلوغه وبوعي لقاعدنه البعثية المناضلة وان مايدعي به الرتل الفاشل العميل في الداخل ان البعث مرض واصيب ولاعودة له الى الساحة الوطنية كما يشاع في العراق والذي سخر منه الجماهير الشعبية وهم واهمون والدليل سلامة الفكر القومي والوطني للبعث وتمسك قيادنه وقواعده البعثية بالتحرير والبناء ورسائل القائد المجاهد الرفيق عزة ابراهيم الى الاشقاء العرب وقواعده المنتشرة على مساحة العراق الجغرافية ووضوح الفكر البعثي للشارع العراقي داحضا كل الافتراءات الكاذبة من العملاء والخونة والجواسيس واللصوص واعلامهم الكاذب المضلل لشعبنا العراقي في الداخل وظهور الجيل البعثي المؤمن بقدره في الشارع العراقي الذي اخترق حاجز الخوف من بطش السلطة العميلة وشبكاته المخابراتية والامنية والاستخبارية معلنة ومطالبة بعودة البعث وقيادته والحكومة الشرعية الوطنية ولم يقتصر على الطبقة المثقفة بل العمال والفلاحين والكادحين والكسبة الذي اشعلت شرارة الثورة ينطلقون بها الى التحرير والبناء رغم انف طغاة الاحتلال الدولي المتخبط بسياسته الرعناء في مواجهة الغليان الشعبي الثوري من اجل الحق والعدالة والحرية وكسر كل الاغلال...

هل تفلح عقوبات واشنطن في منع تمدد حزب الله في العراق؟


هل تفلح عقوبات واشنطن في منع تمدد حزب الله في العراق؟
التحليلات - التغيرات السياسية
الثلاثاء  27 نوفمبر  2018
تَصَاعَدَ استخدام الولايات المتحدة للعقوبات في سياستها الخارجية تجاه الشرق الأوسط، وفي هذا الإطار قامت واشنطن بفرض مجموعة من العقوبات على بعض الشخصيات العراقية المرتبطة بحزب الله في نوفمبر 2018، وقد كشفت هذه العقوبات عن تصاعد تأثير نفوذ "حزب الله" في العراق، وتزايد استثماراته المالية هناك، وتمكّنه من تكوين شبكة من المنتفعين.

تمدد "حزب الله":
فرضت الولايات المتحدة في نوفمبر 2018 عقوبات ثانوية على أربعة أشخاص في العراق على صلة بجماعة "حزب الله" اللبنانية، وهم: شبل محسن عبيد الزيدي، ويوسف هاشم، وعدنان حسين كوثراني، ومحمد عبدالهادي فرحات، حيث يقومون بتنسيق أنشطة الجماعة المدعومة من إيران في العراق، وقد ذكر بيان وزارة الخزانة الأمريكية أن الأربعة "يقودون وينسقون أنشطة (حزب الله) على مستوى العمليات والمعلومات والتمويل في العراق"، فعلى سبيل يقوم أحدهم بتهريب النفط من إيران، ومن إيران إلى سوريا، وبجمع تبرعات لحزب الله، وإرسال مقاتلين إلى سوريا لصالح الحرس الثوري الإيراني.

وتأتي هذه العقوبات بعدما قامت الولايات المتحدة بإقرار تعديلات على قانون منع التمويل الدولي لحزب الله الصادر في عام 2015، وعلى الرغم من ارتباط بعض الأحزاب في المنطقة بعلاقات سياسية مع أحزاب أخرى، لا سيما تلك التي تتبنى اتجاهًا قوميًّا، إلا أن هذه الارتباطات ظلت رمزية ولم يجرؤ أحد من هذه الأحزاب على العمل خارج إطاره الوطني مثلما يفعل "حزب الله"، وفي هذا الإطار يمكن القول إن التمدد الإقليمي لحزب الله مر بعدة مراحل، ويبدو أن هذا الدور الإقليمي للحزب تم التخطيط له من بداية إنشائه في الثمانينيات.

فعلى النقيض من الأحزاب المحلية التقليدية، لم يتأسس "حزب الله" استجابة لتحول محلي أو إقليمي أو دولي، حيث تؤكد العديد من التقارير الصحفية أن "حزب الله" تأسس بدعم كامل من إيران، وهو ما يؤكده السفير الإيراني الأسبق في سوريا "علي أكبر مُحتشمي" في العديد من المقابلات الصحفية، حيث أكد أنه كان مكلفًا من قِبل رأس الحُكم في بِلاده بتشكيل هذا الحزب في لبنان، وهو ما أكدته أيضًا بعض الوثائق التي قام الباحث اللبناني "وضاح شرارة" بجمعها ووضعها في كتابه "دولة حزب الله"، وقد خاضت إيران العديد من المفاوضات مع حليفتها الاستراتيجية سوريا من أجل هذا الحزب، حيث كانت دمشق ترى أن هذا الحزب سينافس حركة أمل التي كانت تعتمد عليها سوريا كأداة لتثبيت نفوذها في لبنان. ومن ثم يمكن القول إن تأسيس الحزب جاء ليحقق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية لإيران في المنطقة.

وبعد تحرر جنوب لبنان، بدأ "حزب الله" يسعى لتوسيع نطاق تحركاته بشكل واضح، وزاد هذا التمدد بعد موجة الاحتجاجات العربية التي شهدتها المنطقة عام 2011، وقد ساعده في هذا تراجع الأوضاع الأمنية في بعض دول المنطقة، وهو الأمر الذي سمح لحزب الله بأن يستغل ذلك ويُنشئ شبكات تابعة له في تلك المناطق الهشة، لا سيما في سوريا التي انعكست الأوضاع فيها بالسلب على العراق، وهو ما سمح للحزب بأن يقوم بتوسيع نفوذه في هذه الدول ويصعّد من نشاطه العسكري تحت دعوى محاربة التنظيمات المتشددة، وساعده في ذلك التنسيق بين روسيا وإيران (الحليف التقليدي للحزب)، في مقابل تراجع الاستراتيجية الأمريكية الانخراطية في المنطقة.

مؤشرات الانتشار:
يتمتع "حزب الله" بوضع استثنائي في الداخل العراقي بداية من عام 2003، وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى أبرز مؤشرات الانتشار في الداخل العراقي وذلك فيما يلي: 

1- الاستثمارات المالية: يقوم "حزب الله" بالتعاون مع بعض رجال الأعمال الذين لا يحمل ضدهم أي شكوك، ويقوم بإسناد بعض المشاريع الاقتصادية لهم، ويلاحظ أن أغلب هذه المشاريع يتم نقل ملكيتها من شخص إلى آخر، وقد أشارت بعض التقارير الصحفية إلى أن "حزب الله" قد تمكن بمعاونة بعض رجال الأعمال من السيطرة على عقود استثمار وتنمية ضخمة ضمن خطة بغداد 2016، شملت مشاريع إعمار وعقود تجهيز دوائر ومؤسسات وتراخيص في القطاع السياحي، وعقود تجهيز مواد غذائية، ولا توجد أرقام محددة لحجم هذه الاستثمارات. كما ترتبط بعض الفنادق الكبرى في العراق بالحزب، وعادة ما تعقد في هذه الفنادق اجتماعات دورية لبعض الشخصيات السورية المرتبطة بنظام الأسد، كما استثنيت هذه الفنادق من عدة قرارات مثل تقديم قاعدة بيانات النزلاء بشكل دوري إلى قيادات عمليات بغداد، بالإضافة إلى وجود تقارير تفيد بوجود علاقة بين "حزب الله" وبعض شركات السياحة التي تجري رحلات بين بغداد ودمشق وبيروت وطهران، وبعض شركات التحويل المالية التي باتت الشركات الكبرى الموثوق بها.

وفي هذا الإطار، قامت الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات في فبراير 2018 على رجل الأعمال اللبناني "أدهم طباجة" بصفته عضوًا وممولًا لحزب الله، حيث يمتلك معظم أسهم شركة مجموعة الإنماء التي تعمل في مجالات العقارات والمقاولات، ولها عدة فروع في لبنان والعراق، كما أنه يعمل في مجال النفط بالعراق، وقد سبق له بالدخول في عدد من المناقصات الضخمة في هذا المجال.

2- اختراق مؤسسات الدولة: تمكن "حزب الله" عبر الاستثمار في العراق من تأسيس شبكات من المستفيدين منه يعملون على تحقيق مصالحه، حيث يقومون في بعض الأحيان بتعيين مسئولين وإداريين في بعض مؤسسات الدولة بهدف الحصول على أوضاع استثنائية في تعاملهم مع هذه المؤسسات العامة التي ساهموا في تعيين بعض موظفيها.

3- الوساطة بين الفرقاء: تزايد تدخل "حزب الله" في العملية السياسية في بغداد، وتشير الصحف العراقية إلى "محمد كوثراني" (القيادي في حزب الله) باعتباره مسئول الملف العراقي في الحزب، حيث أصبح الحزب طرفًا رئيسيًّا في كثير من عمليات المفاوضات بين الأحزاب والميليشيات المتواجدة في العراق. فعلى سبيل المثال، أشارت بعض التسريبات الصحفية إلى أن زيارة "محمد كوثراني" إلى بغداد في مايو 2018 جاءت بهدف رأب الصدع في "الحشد الشعبي" بعد انقسام الحزب لمعسكرين، أحدهما موالٍ لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، في مقابل فريق يتبع مدرسة المرجع "علي السيستاني" والتيار الصدري، وقد عارض هذا الفريق المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في مايو 2018، حيث تم التدخل للضغط على التيار الصدري، ويمكن القول إن "حزب الله" صار يشغل المساحة التي لا يستطيع مسئول فيلق القدس "قاسم سُليماني" القيام بها، بسبب علاقته المتوترة مع زعيم التيار الصدري "مُقتدى الصدر"، في مقابل تمتع "محمد كوثراني" بعلاقات جيدة مع "مقتدى الصدر".

4- التأثير في الإعلام: يحاول "حزب الله" التأثير في الإعلام العراقي وتوجيه الرأي العام من خلال امتلاكه قناة فضائية كبرى في العراق، ووجود علاقات بينه وبين وكالتين إخباريتين بارزتين هناك، بالإضافة إلى علاقاته مع بعض مراكز البحوث والتدريب الإعلامي.

5- ميليشيا الحشد الشعبي: يرتبط "حزب الله" بعلاقات مع ميليشيا الحشد الشعبي، وهو ما يتضح من تدخله للوساطة بين المتنازعين من الحشد الشعبي، فحزب الله يبدو وكأنه يعمل أيديولوجيًّا وأمنيًّا وسياسيًّا على تحويل هذه التنظيمات لتكون شبيهة بدوره الذي صار يشغله في لبنان.

ختامًا، يمكن القول إن العقوبات الأمريكية التقليدية لم تستطع أن تُحقق أثرًا ملموسًا على نشاط وأفعال "حزب الله" في الماضي، وهو ما ينطبق على العقوبات الجديدة التي يبدو أنها لن تكون مؤثرة على سلوكيات وتوجهات "حزب الله" وذلك لمجموعة من الأسباب يتمثل أهمها في: أن العقوبات المالية تركز على الأذرع المالية للحزب وفي الغالب سيتجه للحزب لتأسيس شبكات ومؤسسات بديلة بالاعتماد على أسماء وشخصيات مختلفة، كما أن هذه العقوبات لم تقع على الشبكات السياسية المتعاونة مع الحزب في الداخل العراقي، وهو ما يعني أن هذه العقوبات توجه لأطراف ثانوية يمكن لحزب الله إكمال نشاطه بدونها. من جانب آخر، ليست هناك متابعة دائمة وحيوية لهذه العقوبات، بالإضافة إلى عدم وجود جهات فاعلة داخل العراق قادرة على ملاحقة قدرات الحزب في الالتفاف على هذه العقوبات.

منقول 

محمد مهدي صالح....سلام على الانقياء....بقلم هارون محمد

محمد مهدي الراوي                 
سلامٌ على الانقياء                  

هارون محمد

قبل شهر لبـى الدكتور محمد مهدي صالح الراوي وزير التجارة العراقي الاسبق، دعوة للمشاركة في ندوة علمية عقدت في هولندا، عنوانها (الجوع في العالم.. وامكانية القضاء عليه) نظمتها الامم المتحدة وهيئات دولية متخصصة بالتعاون مع احدى الجامعات الهولندية التي استثمرت الندوة للاحتفال بمرور قرن على انشائها.

والقى الراوي محاضرة في الندوة عن تجربة (البطاقة التموينية) في العراق التي قادها ميدانيا مع كوادر وموظفي وزارة التجارة على امتداد سنوات الحصار(1990 – 2003) ونجح في تفادي مجاعة جماعية خططت لها الولايات المتحدة الامريكية بالتواطؤ مع كثير من الدول الاجنبية والاقليمية والعربية باستثناء الاردن، كما يؤكد الوزير الاسبق، لكسر العراق البلد والسيادة والمستقبل، وتجويع شعبه وتحطيم ارادته في النهوض والبناء.

ورغم ان الوقت المخصص للمحاضرة التي كانت عبارة من بضع اوراق حفلت بالارقام والوقائع والاحداث كان ساعة واحدة، الا مناقشاتها من قبل أغلب الحاضرين وعددهم 700 مشارك من العلماء والاقتصاديين والخبراء المتخصصين والاكاديميين ومسؤولي منظمات الغذاء والمياه والاطباء والحقوقيين، استمرت ساعات وساعات على مدى يومين، وكان السؤال المركزي الذي حيّر المشاركين هو : كيف لبلد محاصر تماما، ومحظور عليه استيراد أي شيء من الخارج، وممنوع من تصدير نفطه الذي تشكل ايراداته عماد ميزانياته، ان يصمد ويدفع كارثة الجوع عن شعبه وتعداده 27 مليون نسمة، وتمكن على مدى 13 عاما من توفير سلة غذائية شهرية لكل مواطن عراقي تتألف من عشرين مادة واكثر، مع توزيع أدوية وعقاقير طبية أساسية، في ظل ظروف قاسية وتهديدات متصاعدة ؟

وخاض البطل الميداني للبطاقة التموينية في تفاصيل دقيقة، وهو يتحدث عن الانجاز العراقي الذي دوخ الاعداء وأسعد الاصدقاء،  ويختتم جوابه على سيل الاسئلة والاستفسارات بجملة قصيرة، ذات عمق ومغزى، انها الارادة والاخلاص والنزاهة والصبر، وهي العناوين التي قادت الى انقاذ العراق من مجاعة خُطط لها باتقان وعدوانية، مع ما يترتب عليها من نتائج سياسية مؤذية وآثار اجتماعية وخيمة.

وندوة هولندا ليست الاولى ولن تكون الاخيرة لمشاركة الدكتور الراوي الذي بات نجما لامعا في الندوات الدولية والمؤتمرات العلمية المكرسة لمواجهة الفقر والجوع، يشرح مقومات نجاح البطاقة التموينية التي يفخر بان العراقيين جميعا هم ابطال نجاحها، وهم من تفاعل معها، وهم من حمى انسيابيتها وجنبها المزالق والمشاكل، فليس سهلا على أي حكومة او دولة توفير الغذاء والدواء لسبعة وعشرين مليونا من البشر، تعودوا على حياة طبيعية  لا فاقة فيها ولا حرمان، ويتلقون العلاج الطبي والادوية بالمجان،  لولا ثبات الشعب وصبره على مواجهة المحنة والعدوان.

ويرفض وزير التجارة الاسبق، كلمات الشكر وتحيات التقدير التي توجّه اليه شخصيا ويسمعها من مسؤولين دوليين وخبراء عالميين في المحافل والمؤتمرات التي يحضرها، ويُحيل أصحابها الى الشعب العراقي الذي يؤكد دائما، انه من يستحق الشكر والتكريم، ولولاه لما امكن تطبيق تجربة البطاقة التموينية الرائدة في العالم، التي باتت برنامجا مثبتاً في أجندة الامم المتحدة والمنظمات الدولية لتطبيقه في الدول التي تعاني اقتصاديا ومعيشيا، حتى ان دولا صناعية ومزدهرة نوعا ما، كالهند مثلا، بدأت تدرس تنفيذ البطاقة التموينية العراقية، تحسباً من زيادة السكان فيها، واستعداداً لمواجهة تحديات قد تمر بها لاحقا.

ولسنا هنا في معرض الاشادة وكيل المديح للراوي، الذي كان يُشاهد في ميناء أم قصر وهو يستقبل بواخر القمح الوارد من استراليا ويتفقد الرز المستورد من تايلند، ويشرف على تسيير الشاحنات وحركة نقل البضائع الى المحافظات، وينام في المخازن والمستودعات ينظم محتوياتها ويراجع كشوف وكلاء التوزيع، حتى انه بدلا من التقاط أنفاسه وتعويض ارهاقه عقب توقيع العراق  مذكرة التفاهم مع الامم المتحدة في عام 1997، فان نشاطه زاد وجهده ارتفع وساد، بعد سبع سنوات عجاف، كانت الاقسى والاشد في كل تفاصيلها، ولكن السؤال الذي يلح على الخاطر ويُدمي القلوب، أليس من الظلم والاجحاف ان يُشمل هذا الرجل الفدائي في ترصين بلده، والمخلص في حماية شعبه، بقوانين جائرة شرعّها المحتلون الامريكان، كالاجتثاث والحرمان من العمل وقطع الارزاق وحجب التقاعد ؟. 

الراوي اعتقلته القوات الامريكية عند احتلالها العراق في نيسان (ابريل) 2003 مع مسؤولي ووزراء النظام السابق وامضى عشر سنوات مليئة بالقهر والاضطهاد والاستجوابات، وكان اكثر المسؤولين العراقيين المعتقلين اغاظة للمحققين الامريكيين الذين اتهموه بتدمير هيكيلية الحصار وتفتيت العقوبات الدولية بـ(البطاقة التموينية) حتى ان وفدا من الكونغرس الامريكي جاء الى بغداد خصيصا لمقابلته وأمضى معه خمس ساعات في معتقله، يستمع اعضاؤه الى حديثه عن تلك البطاقة التي دخلت التاريخ وقوضت مشاريعهم وهزمت مخططاتهم، وهم في دهشة واستغراب، وأحدهم صارحه بان الدوائر الامريكية اعتقدت ان ستة اشهر من الحصار كانت كفيلة بدحرجة الشعب العراقي الى مرحلة الاحتضار واسقاط النظام، لولا البطاقة التموينية التي خربّت (شغلنا).

ولانه انسان قنوع وراضٍ عن نفسه ومتواضع في سلوكه، ولم تُغره سنوات الوزارة التي خرج منها بشرف وسمعة جليلة محاطا بمحبة العراقيين وحنينهم الى سنواته التي قضاها في خدمة الشعب بعد ان لاحظوا وزراء جاءوا بعده، يسرقون قوت المواطنين ويقبضون العمولات وأحدهم قطب في حزب الدعوة، عرض شراء ناد وفريق رياضي في اوربا بملايين الجنيهات جناها من عرق جبينه و(فلاح) سيرته، وآخر زعم انه ملاك او (ملاس) في تكية صوفية، وهرب بـ(الدخل) وما حمل، وثالث استعان بابن شقيقه ليكون خير عون و(نصير) في تمرير صفقاته، بينما رجل المروءات يسكن حاليا في شقة بسيطة بعمان، ويلقي محاضرات في احدى جامعاتها، ويعيل من راتبه الضئيل اسرته وعياله، وهو الذي كان يوقع عقود الاستيراد بمئات الملايين من الدولارات، لم يتحفز يوما للانقضاض على عمولة فيها او يقضم لقمة منها لعائلته او اقاربه او رفاقه، وكان نعم رجل الدولة المستقيم والموظف الحكومي الامين، وهو يتفهم ان الامريكان اعتقلوه واضطهدوه لانهم غزاة ومحتلون، أما ان يتعامل معه حكام العراق الجدد الذين يدعوّن التديّن ويزعمون انهم اسلاميون وصدعوا الرؤوس باعتبارهم من اتباع الامام الزاهد والفقير على بن ابي طالب كرم الله وجهه، بهذه الطريقة المنافية للقيم والاخلاق، ويحرمونه من تقاعده وهو حق انساني مشروع، ويصادرون قطعة ارض سكنية وحيدة اشتراها من حلال ماله، فمسألة لا تصدق ولم تحدث في اي مكان او زمان.

محمد مهدي الراوي لو كان مواطنا من رعايا دولة تحترم نفسها وشعبها، وتتذكر مآثر ابنائها، لاقامت له تمثالا يخلد عفته واخلاصه ونزاهته، لا ان تقطع رزقه وتحجب تقاعده وتصادر قطعة ارض وحيدة له، وتمنحها لواحد كل كفاءته انه تآمر على وحدة العراق وسرق أمواله وعمل على تقسيمه !.

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

الدفاع عن البعث وحقيقة الفكر القومي الاشتراكي ضد التشويه الفارسي الصهيوني ....الدكتور المهندس اكرم

الدفاع عن البعث وحقيقة الفكر القومي 
الاشتراكي ضد التشويه الفارسي الصهيوني


   الدكتور المهندس اكرم
لقد نشطت الاعلام الفارسي الصفوي والصهيوني في الفترة الاخيرة من سنوات الاحتلال البغيض للعراق بالتركيز الاعلامي لتشويه صورة البعث العربي الاشتراكي والفكر القومي الوحدوي الديمقراطي الاخلاقي الثوري الانقلابي العلمي والتقدمي ونضاله في العراق والساحة القومية وقيادة المقاومة الشعبية المسلحة بخلق اكاذيب باسم التاريخ القديم والحديث والتي لاتمت بصلة للعروبة والبعث العربي الاشتراكي ونضاله الثوري وقيادته الحكيمة المرعبة لقوى الاحتلال الدولي والايراني والكيان الصهيوني والحرب الدولية المخابراتية في الوقت الذي لايملك البعث العربي الاشتراكي وسيلة اعلامية فضائية مرئية ومسموعة ومقروءة في الساحة الوطنية العراقية والقومية لمواجهة الدعايات المغرضة الكاذبة التي استخدمت اكاذيب العملاء في الداخل والخونة واللصوص والجواسيس من المؤيدين الاحتلال الاستعماري الاستيطاني الايراني والصهيوني ومن المعروف لكل قاصي وداني ان قادة الاحتلال الدولي للعراق والمؤيدون لوجودها وتحقيق الامن الصهيوني المسخ وحدوده الامنة بالتمدد الفارسي الصفوي باذرعه الى العراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا والخليج العربي واسكات الصوت الوطني والقومي للبعث العربي الاشتراكي والوطنيين الاحرار العراقيين والعرب مع الاخطبوط الصهيوني الذي وصل الى مسقط بالعلن واستقبل الصهيوني رئيس وزراء الكيان المسخ من قبل اقزام العرب من عبيد الصهاينة والفرس الصفويين استقبال المحرر والاحتلال الدولي والايراني للعراق بقيادة امريكا والجادين في استنزاف الاقتصاد العربي والاجتماعي لكل الطاقات العراقية والعربية بعقد الاتفاقات وبالمبالغ الخيالية مع الانظمة العربية العميلة المعادية للبعث العربي الاشتراكي والعراق والعروبة وحركة الثورة العربية والتي وقفت مع الاحتلال الدولي سياسيا وعسكريا واعلاميا وبناء علاقات علنية مع الكيان الصهيوني والتلاعب بالثروات العراقية والعربية بالشكل الذي يسرع في عملية الاستنزاف وتكريس التجزئة برسم الخارطة الجديدة من التوسع وتجزئة العراق والارض العربية مجددا وجعل الكيان الصهيوني في استقرار وامن وامان بفسح المجال للفرس الصفويين في تحقيق الحلم الايراني في الهلال الشيعي المزمع اقامته حول المساحة الجغرافية العربية المغتصبة ومايجعل الصراع في الساحة العراقية والعربية من اجل الاهداف المركزية للبعث العربي الاشتراكي في الوحدة والحرية والاشتراكية جامدة لاتفكير عربي فيها والبعث العربي الاشتراكي ونضاله الوطني والقومي امتداد شرعي ومصيري لثورة الدول المظلومة والتي تعاني من سياسة امريكا الهوجاء والهيمنة الصهيونية التي تغلغلت في صفوفها مخترقة لها تحت عناوين حقوقية وانسانية وقانونية وخدمات. وبعد الاحتلال الدولي والايراني للعراق تجددت الاحلام وجعلت الكيان الصهيوني تعقد الاحلاف تلو الاخر مع اتفاقات سرية مع ايران ودعمها في كثير من النشاطات من اجل الحلم الصهيوني في العراق وعدم فسح المجال امام البعث العربي الاشتراكي للتحرك في الوسط الشعبي العراقي وان استمرار نضاله الوطني والقومي المستميت في الدفاع عن البعث وقيادته في الظروف الصعبة الحالية المارة بالعراق والبعث يتطلب من العمل بالجهد الاستثنائي المتميز من القواعد البعثية والكوادر المنتشرة في الجغرافية العراقية في الداخل ومنظماته وكوادره في الخارج توضيح الفكر القومي وتقديم الحقائق عن البعث ومنهجه وتبيان الحقيقة البعثية بادلة نضالية تاريخية بالممارسة وعقد لقاءات مع الحركات التحررية العالمية التي تلتقي مع البعث في الحرية والتقدم وحقوق الانسان في العيش الرغيد على ارضه ووطنه من غير التدخل الخارجي من اية دولة وكسبها الى جانب نضال البعث في العراق والوطن العربي في انتزاع التحرير والكرامة الوطنية والقومية وان كوادر ومنظمات البعث يتحملون المسؤولية الاحلاقية في الدفاع عن البعث العظيم والرسالة المؤمنة التي امن بها الثوار في جسد البعث وفضح الممارسات المشينة بحق المناضلين البعثيين في العراق والشعب الابي

الموساد ...بقلم محمود الجاف




بسم الله الرحمن الرحيم

الموساد



محمود الجاف


الموساد : هو معهد الاستخبارات والمُهمات الخاصَّة ( המוסד למודיעין ולתפקידים מיוחדים ) تأسس في 13 ديسمبر عام 1949م . يختص بجمع المعلومات والدراسات الاستخباراتية وتنفيذ العمليات السرية خارج البلاد . وهو اختصار لعبارة ( موساد لعالياه بت ) أي منظمة الهجرة غير الشرعية التي أنشأت عام 1937 م بهدف القيام بعمليات تؤدي إلى تهجير اليهود وكانت إحدى أجهزة المخابرات التابعة للهاغاناه . ويوجد جهاز تنفيذي تابع للجهاز المركزي الرئيسي للمخابرات يحمل نفس الاسم أسس عام 1953م قوامه مجموعة من الإداريين ومندوبي الميدان في قسم الاستعلام التابع للمنظمة وتطور ليتولى مهمة الجهاز الرئيسي لدوائر الاستخبارات . ويُعد أحد المُؤسسات المدنية ولا يحظى مُنتسبوه برُتب عسكرية إلا أن جميع المُوظفين فيه خدموا في الجيش وأغلبهم من الضباط . ومع الأجهزة التي تسنده يُشكلون القوة الأساسية لهذا الكيان ويشتركون بشكل فعال في صنع القرار السياسي ومنها :

جهاز أمان : وهو الاختصار للاسم ( هموديعين ) تابع لهيئة أركان الجيش ومن اكبر الأجهزة الاستخبارية وأكثرها كلفة لميزانية الدولة والمسئول بشكل أساسي عن تزويد الحكومة بالتقييمات الإستراتيجية التي على أساسها يتم صياغة السياسات العامة وبالذات على صعيد الصراع مع الأطراف العربية .

الشاباك : أو ( شين بين ) اختصارا ( شيرو نبيتحون كلالي ) وهو جهاز الأمن الداخلي الخاضع مباشرة إلى رئيس الحكومة ويختص في مُحاربة حركات المُقاومة الفلسطينية وجمع المعلومات حول المُرشحين لمناصب ووظائف الدولة الحساسة .
تورط الموساد في عمليات كثيرة ضد الدول العربية والأجنبية منها عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها إسرائيل معادية لها ولا يزال حتى الآن يُنفذ عمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة والتي لها معها علاقات دبلوماسية .

الأقسام

أ : قسم المعلومات : يتولى جمع المعلومات وتحليلها ووضع الاستنتاجات بشأنها .
ب : قسم العمليات : يختص في وضع خطط العمليات الخاصة بأعمال التخريب والخطف والقتل

ج : قسم الحرب النفسية : ويشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية مستعينا بجهود القسمين السابقين عن طريق نشر الفكرة الصهيونية . ثم ألحقت بالجهاز مدرسة لتدريب المندوبين والعملاء مركزها الرئيسي حيفا . يتم فيها التدريب على قواعد العمل السري والأعمال التجسسية . ويتولى الجهاز التنفيذي مهمة الجهاز الرئيسي وتنحصر مهماته في :

1 : إدارة شبكات التجسس في كافة الأقطار الخارجية وزرع العملاء وتجنيد المندوبين .

2 :
إدارة فرع المعلومات العلنية الذي يقوم برصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في أنحاء العالم .

3 : وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية مرفقا بمقترحات وتوصيات حول الخطوات الواجب إتباعها في ضوء المعلومات المتوافرة .
ثم وسع رقعة نشاطاته لتشمل مجالات كثيرة منها :

جمع المعلومات بصورة سرية خارج حدود البلاد .
إحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية .
إحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج .
إقامة علاقات سرية خاصة سياسية وغيرها خارج البلاد والحفاظ عليها .
إنقاذ اليهود من البلدان التي لا يمكن الهجرة منها من خلال المؤسسات المكلفة بالقيام بهذه المهمة .
الحصول على معلومات استخباراتية إستراتيجية وسياسية ضرورية تمهيدا لتنفيذ عمليات .
التخطيط والتنفيذ لعمليات خاصة خارج حدود إسرائيل .
يمتلك العديد من الشركات التجارية الوهمية حول العالم بعناوين وأرقام تسجيل تجارية وكشوف ضريبية سليمة ولكن في حقيقتها هي عبارة عن أماكن تستخدم كغطاء أمني لأنشطة الجهاز . وبخلاف ما يعلن تأكد وجود تعاون كبير مع الاطلاعات الإيرانية من خلال وثائق رسمية .

الوثيقة الأولى : تلكس يطلب الإذن بالسماح لطائرة من شركة ( ميد لاند ) البريطانية للقيام برحلة نقل أسلحة أمريكية بين تل أبيب وطهران في الرابع من حزيران ( يونيو ) 1981 م وهي تثبت وصول الأسلحة الإسرائيلية إلى طهران منذ بداية الحرب الإيرانية العراقية .

الوثيقة الثانية : عبارة عن عقد بين الإسرائيلي يعقوب نمرودي والكولونيل ك . دنغام . وُقعَ في يوليو 1981 م . يتضمن بيع أسلحة إسرائيلية بقيمة 135,848,000 دولار ويحمل توقيع كل من شركة ( أي . دي . أي ) مقرها في شارع كفرول في تل أبيب ونائب وزير الدفاع الإيراني .

الوثيقة الثالثة : رسالة سرية من يعقوب نمرودي إلى نائب وزير الدفاع الإيراني يقول فيها أن السفن التي تحمل صناديق ألأسلحة من امستردام يجب أن تكون جاهزة عند وصول السفن الإسرائيلية إلى الميناء .

الوثيقة الرابعة : يطلب فيها نائب وزير الدفاع الإيراني العقيد ايماني من مجلس الدفاع تأجيل الهجوم حتى تصل الأسلحة الإسرائيلية .

الوثيقة الخامسة : رسالة جوابية من مجلس الدفاع الإيراني حول شروط وقف إطلاق النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد ايماني .

الوثيقة السادسة : رسالة سرية عاجلة تفيد بأن العراق سيقترح وقف إطلاق النار خلال شهر مُحرم وان العقيد ايماني يوصي بألا يرفض الإيرانيون فورا لاستغلال الوقت حتى وصول الأسلحة .

الوثيقة السابعة : طلب رئيس الوزراء الإيراني من وزارة الدفاع وضع تقرير حول شراء أسلحة إسرائيلية .

الوثيقة الثامنة : يشرح فيها العقيد ايماني المشاكل الاقتصادية والسياسية وطرق حلها ثم يذكر بأن السلاح يجري نقلة من إسرائيل إلى نوتردام ثم إلى بندر عباس ويصل في بداية ابريل 1982 م .

الوثيقة التاسعة : هي صورة لتأشيرة الدخول الإسرائيلية الموجودة على جواز سفر صادق طبطبائي قريب الخميني الذي قام بزيارتها للاجتماع مع كبار المسؤولين ونقل رسائل لهم من القادة الإيرانيين .

الوثيقة العاشرة : أمر سري من نائب القيادة اللوجستية في ايران يطلب إزالة الإشارات الإسرائيلية من كل الأسلحة الواردة .

هذا كل ما عرفناه عن الجهاز الذي تمكن من تجنيد عُملاء بمُساعدة المُخابرات الإيرانية التي تولت إيصالهُم إلى سدة الحُكم في بلداننا ليصبحوا أصحاب القرار وعند ذاك سيتسنى لهُم تنفيذ المُخططات الصهيونية من اجل الوصول إلى ما نحن عليه اليوم .

2018 . 11 . 26


وكيل أميركا في سوريا بقلم عبدالرحمن الراشد





وكيل أميركا في سوريا

عبدالرحمن الراشد
الشرق الاوسط ٢٧ تشرين الثاني ٢٠١٨م

يذكر تقرير لصحيفة «الشرق الأوسط»، بتفاصيل وافية، أن الخطوة الأميركية الجديدة في سوريا ضد قوات وميليشيات إيران هي بناء ميليشيات محلية لمحاربتها. توسيع المواجهة في سوريا يتزامن مع بدء المرحلة الثانية من تطبيق العقوبات على نظام المرشد الأعلى، وخطوة متقدمة ضد الصواريخ الروسية التي عطلت سلاح الجو الإسرائيلي.

ثلاثون ألف كردي سوري، يتم تجنيدهم وتسليحهم وتدريبهم ضمن قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، ومعظمهم أكراد وبعض العرب في منطقة شرق الفرات. بذلك أصبح نهر الفرات هو الحدود الجديدة الفاصلة، ففي غرب النهر قوات نظام الأسد وحليفتيه، إيران وروسيا. وعلى شرقه قوات الولايات المتحدة بالإضافة لحلفائها.

ولا يخفي الأميركيون أهدافهم، إضافة إلى محاربة «داعش»، فهم يحاولون التضييق على القوات الإيرانية: «فيلق القدس» وميليشياتها، وتحسين وضعهم التفاوضي حول حكم سوريا.

إدخال الروس صواريخ أرض - جو، إس 300 نجح في حماية الوجود الإيراني على الأراضي السورية من القصف الإسرائيلي لكنه ضرب التفاهم السابق باعتماد نظام بشار الأسد في حكم سوريا، وإنهاء الحرب الأهلية. وبإصرار الروس على حماية الإيرانيين يلجأ الأميركيون إلى توسيع دور أكراد سوريا، لمواجهة «داعش» وإيران والنظام وحتى الأتراك. الأكراد يقولون إن لديهم ستين ألف مقاتل على الأرض، وثلاثين ألف مقاتل آخرين يدربهم الأميركيون، وهي أرقام يبدو أنه مبالغ فيها. مهمة «قسد» المعلنة مواجهة «داعش» والإيرانيين، لكن لأن معظم الميليشيا من الأكراد فإن الأتراك يقفون ضدهم وضد من يؤيدهم. الأتراك أصبحوا أقرب سياسياً إلى معسكر نظام الأسد والإيرانيين والروس في سبيل منع الأكراد من أن يكونوا قوة قريبة من حدودهم الجنوبية، وإن كانوا أكراداً سوريين. وهذا يزيد من غموض الوضع وتعقيده، وهو ما قاله بغضب وزير الدفاع التركي إن «الأميركيين يعقدون الوضع المعقد أصلاً». الحقيقة أن الأميركيين يفعلون ما فعله غيرهم. فقد سبق للأكراد أن تعاونوا مع دمشق، وتعاون معهم الإيرانيون تهديداً للأتراك، وقد رضخت حكومة أنقرة لطهران وروسيا ودمشق وبدلت مواقفها بناء عليه. الآن الأميركيون يؤسسون ميليشيات كردية سورية كقوة ضاربة ضد أطراف متعددة، مما يحيي آمال المعارضة السورية، بأن لديها فرصة في استئناف نشاطاتها القتالية بعد أن فقدت معظم ما كسبته من البلدات والأراضي خلال الحرب الأهلية.

الأميركيون أيضاً يقلدون إيران، يلجأون إلى البروكسيز، ميليشيات تقوم بالمهمة بدلاً عنهم، كما فعل الإيرانيون منذ أكثر من أربع سنوات، يستأجرون ميليشيات لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية للقتال نيابة عنهم في سوريا. وكذلك يحاول الجانب الأميركي، الذي تعلم الدرس في العراق وأفغانستان، وبات يعتمد على مجندين محليين. وعزز مفهوم الميليشيات الوكيلة انتصارات الأكراد على «داعش».

وامتناع الجانب الأميركي عن التعاون مع الروس في جولة المفاوضات الجديدة بين الأطراف السورية هدفه دفع موسكو إلى التعامل مع السياسة الجديدة، وهي عدم إنهاء الحرب، ولن يعود الأسد لحكم كل سوريا، إلا بعد إخراج الإيرانيين وميليشياتهم.

والحقيقة أن رواية موسكو التي تقول بأن ليس لها نفوذ على نظام الأسد، ولا القدرة على إخراج الإيرانيين، غير مقنعة لأحد. من دون القوة الجوية الروسية لن تستطيع قوات النظام ورديفتها الإيرانية الاحتفاظ بالأراضي الجديدة، ومن دون صواريخ إس 300 ستقتل الغارات الإسرائيلية المزيد من قوات النظام الإيراني. الروس يريدون بقاء الإيرانيين على الأرض لتعزيز تفاوضهم السياسي وتحقيق انتصار كامل في خاتمة الحرب السورية. إنما بسبب عسكرة الأميركيين لشرق الفرات، يسيطرون من خلال «قسد» على مساحات سورية واسعة، من حدود العراق جنوباً إلى حدود تركيا شمالاً، صار على الروس أن يختاروا بين الانتصار من دون الإيرانيين أو استمرار الحرب بهم.

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

نحن رهن إشارتك يا جزائر... نشيدنا الوحيد.....بقلم الكاتب الجزائري الحاج حكيم هاني




نحن رهن إشارتك يا جزائر... نشيدنا الوحيد


بقلم الكاتب الجزائري الحاج حكيم هاني

يوما ما في مسيرة تاريخنا الوطني سمعنا أن هناك من ردد (نحن رهن إشارتك يا ماريشال) وكانت سنوات الاحتلال الفرنسي جاثمة على صدر الجزائر رغم ان فرنسا نفسها أضحت تحت الاحتلال النازي الألماني.
كان الماريشال فيليب بيتان Philippe Pétain في الرابعة والثمانين من عمره لمّا اختاره الفرنسيون ليكون على رأس دولتهم سنة 1940 كي " يُنقِذهم"، لأنهم كانوا آنذاك يؤمنون بالمعجزات التي يمكن أن يُحقِّقها رجلٌ لسبب واحد هو أنه كان "مجاهداً". وفي آخر المطاف أسْلم بلاده للمحتلّين إلى درجة أنّ النّشيد الوطنيّ الفرنسيّ الذي أُلِّف سنة 1792 عُوِّض بنشيد وطنيّ جديد يتناسب مع الظرف الجديد بعنوان: " نحن رهن إشارتك يا ماريشال Maréchal nous voilà !". وفي ثنايا هذا النّشيد نجد جملةً لا شكّ أنّها أثّرتْ في بوتفليقة، وهي: " لنرفع رؤوسنا يا فرنسيين Français, levons la tête ! "، التي إذا عبّرنا عنها بالعامّية المغربية صارت: " ارفع راسك يا بّا ".
وقد ولج بوتفليقة بوّابة تاريخ الجزائر مُقتفياً المسار العجيب والغامض الذي تميّز به عهد بومدين. وكانت له حظوة ممتازة عند رئيسه، حيث دلّـلَهُ كالطفل الصغير. وهو اليوم يتحكم في مصير أمّة تعدادها أربعون مليون نسمة، لا دراية لها بأسباب حياة الأمم وموتها، وهو يعبث بمصيرنا مثلما يعبث الصّبيان بِلُعبِهِمْ. فليس الأطفال وحدهم هم الذين يلعبون بلعبهم، لأنّ هناك استعمالا مجازياًّ لكلمة "اللعبة" في مثل قولنا: "السلطة ولُعَبُها". وما يُهمّني أكثر، ليس بوتفليقة، بل لُعبُه التي أُنبِّهُ إلى أنّها لا تتمثّلُ في جحافل المعتوهين والمَرْشِيّين والخدم والمنحرفين التي يُلوّحُ بها أمام أعيننا المُصابة بداء التراكوم، بل تتمثل في بلدنا الشّقيّ، في أعمارنا التي نقضيها في حياة ضنك، وفي مستقبل هذا الوطن الذي لم يعرف مستقبلاً لكنه عاش دوما في أغوار الماضي، حتى صار فجرُهُ سرمداً.
إنّ بوتفليقة قد بلغ مرحلةً مِنَ العمر يُفترضُ فيها أنه يجتهد في الأعمال الصالحة، كي يُكفّر عن ذنوبه السّابقة، لكن رئيسنا ما زال مُتمادياً في إثخان الجزائر، التي منحتْهُ كل شيء، بأعماله الشّرّيرة ومؤامراته وانقلاباته، التي رأينا مؤخرا نموذجاً منها في جبهة التحرير والتجمع الوطنيّ الديمقراطيّ. وإذا اكتفينا بما اقترفه من أعمال شنيعة في المرحلة لثانية من عمره وحدها، وجدْنا أنّه خرق الدّستور سنة 2008 كي يبقى في السلطة احتيالاً وزوراً مدى الحياة، ثُمّ ترشّح لعهدة رابعة وهو يعلم أنه في درجة خطيرة من الإعاقة، مُثْبِتاً أنّه لا يأبه بمصلحة بلاده، وهو الذي طارد الرجال الأكفاء والشرفاء والوطنيين ونَفَاهُمْ من دواليب الدولة، وراح يبحث حثيثا عن كل أصناف المعتوهين وأهل الرشوة والخدم والمنحرفين الذين يُناسبون أسلوبه ومخططاته، ووضع بين أيديهم مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية التي هو بحاجة إليها لتقوية سلطانه حتى يتوفّاه الله، وهو الموعد الذي يبذل كلّ ما بوسعه لتأخيره إلى أبعد حدٍّ ممكن.
وليس مِن الصُّدفة، كما أنّه ليس من قبيل الحظ أو الحادثة الطّارئة إقبالُهُ على تنصيب أشخاصٍ مُعَيَّنين في المناصب الإستراتيجية، والذين يجمع بينهم قاسمٌ مشترك واحد هو المصلحة الشخصية مقابل الوفاء المُطلق، فهناك مؤشرات كثيرة تدلّنا على أنّ البلاد في هاوية سحيقة، وأنّه ليس هناك محاولة لإيجاد حلولٍ للمدى البعيد، بل هي تدابير لتسيير الأوضاع، لما تبقّى من الوقت، ومع ذلك فإنّ التصرّفات الظاهرة توهِمُ بأنّ كلّ شيء على ما يُرام.
ودون أن نخوض فيما لمْ نرَهُ، وفيما قد نكتشفه يوماً؛ ممّا يُحتمل أنْ يكون أخطر مما رأيناه أو عرفناه، وأنْ يكون فيه تفسير ما يجري في أيامنا مِنْ مُناورات، دون الخوض في ذلك كلّه، فإنه يكفي أن نُشير إلى السّرعة التي تُعالج بها العدالة بعض قضايا الرشوة التي تمسّ مسئولين في أعلى المناصب، بعضهم مُعفى من المسؤولية، وبعضهم الآخر في حالة فرار، وهي تُعالجها بشكل لا يمسّ بالمُتّهمين على الإطلاق. وفي هذا الجوّ الذي يشبه المشاهد السُّريالية يظهر أويحي مثل لعبةٍ تلعب بها يدٌ خفيّة، ليؤكّد لنا في وضح النّهار أنّ كلّ شيءٍ على ما يُرام، وأنّ علينا أنْ نُعبّر له عن امتناننا بترديد نشيدٍ على وقع إشاراته كقائد جوق: " نحن رهن إشارتك يا ماريشال !": "، كلّ الأطفال الذين يُحبّونك ويُقدّسون عهدك / كلّهم من المستجيبين لندائك / نحن رهن إشارتك يا ماريشال ! / ضحّيْتَ بحياتك / وعبقريتك وإيمانك / حتى أنْقذْتَ الوطن / مرّة ثانية / نحن رهن إشارتك يا ماريشال !". ألمْ يكن ديغول على حقّ لمّا قال عن الفرنسيين إنهم " شعب من العجول"؟.
وبمجرّد أنْ ظهر أويحي بادر على جناح السرعة بالكشف أمام وسائل الإعلام على أنّ الجزائريين لا يعرفون عظمة الخطر الذي نجوا منه بقبول بوتفليقة بالترشّح للعهدة الرابعة، رغم حالته الصّحّيّة المُتردِّية. لقد استرجع أويحي أنفاسه التي عُرِف بها كخادم للدولة، وهو يعتزّ بذلك، وكشف لنا عن سرٍّ لم يطّلعْ عليه إلاّ المُقرّبون من "هولك العجيب"« Hulk al-adjib » الذين لم يُريدوا أنْ يكشفوه للشعب تفادياً للمساس بتواضعه الأسطوريّ، والسِّرُّ هو: إنّ بوتفليقة قد استرجع 150% من قدراته الفكرية !. يا سي أحمد، يستحيل استرجاع أكثر من 100% من أيّ شيء لأنّ الاسترجاع يخصّ شيئاً كان بحوزتنا سابقاً، هذا بغضّ الطّرْف عن أنّ الإنسان إذا تجاوز سناًّ مُعيّنة يصبح عاجزا عن الاسترجاع كُلّيةً، وأنّ موت الخلايا يستمرّ بلا هوادة. لكن، وبما أنّنا في بلاد "المعزة التي تطير" ، التي يحتلّ فيها أويحي موقعا هاماّ بين حرس المعبد، فبإمكانه أن يستمرّ في كذبه ما دام في ذلك الموقع. وإذا كنتم تشكّكون في مصداقية ما أقول فليتكلّم بوتفليقة ولْيُتِحْ لنا رؤية هذه الـ 150%.
كان أويحي مستسلماً لاندفاعه المألوف، وهو مقتنع بأنه أعْلم من الآخرين بشؤون البلاد، لأنه اعتاد أنْ يُقيّمَ نفسه، قياساً على الجهلة الذين يُخالطهم، وقد ظهرت عليه أمارات المُغفّلين، أو أنّه كان يريد أنْ يُغالطنا بخصوص الأسباب الحقيقية التي سارع النظام بإسناد بعض المسؤوليات إليه، وهو في كلّ ذلك عاجز عن التمييز بين جمع الصحفيين الذين يُسائلونه وبين بقية الشعب. ولذلك فإنه غالباً ما يرتكب عثرات مُضحكة، وينطق بأكاذيب وأمور غير معقولة. والحقيقة أنّ كلامه كلّه عبارة عن أكاذيب وأمور غير معقولة، مع أنه يظهر بمظهر الجِدّ، وهذا يعني أنه لا يعي ما يقول، وبلغ به الأمر إلى الاعتقاد أنه يكفي أنْ يُعْلن عن شيء في إطار رسميّ كي يكون ذلك الشيء حقيقياًّ.
إنّ جزائريي اليوم لم يكونوا أحياءا منذ ألْفي سنة حتى يُعاتبوا ماسينيسا وسيفاقس على الخلاف الذي نشب بينهما حول الموقف اللازم اتخاذه في الحروب الفينيقية، وهو الخلاف الذي أدّى إلى احتلال بلادنا من طرف الرومان. كما أنهم لا يملكون حيلة إزاء موقف أجدادنا الذين استنجدوا بالأخوين بربروس لصدّ العدوان الإسباني في القرن 16م، ممّا أدى إلى بقاء الحكم التركي في بلادنا إلى أنْ جاء الاستعمار الفرنسي سنة 1830
لمْ نَكُنْ حاضرين أيام المقاومات الشعبية؛ كي ندعو الأمير عبد القادر والشيخ بومعزة وأحمد باي إلى تنسيق جهودهم في مقاومة العدو، أو ننصح الشيخ المقراني والشيخ ألحداد بجعل جيوشهما تحت قيادة موحّدة كي يتمكّنا مِنْ مُقاومة الجيش الاستعماري الذي كان في حالة وهنٍ بسبب الحرب الفرنسية البروسية.
أمّا اليوم فنحن من الأحياء الحاضرين ونتمتع بالمعافاة والصحة في أبداننا وعقولنا، ومُعظمُنا متعلّم، مُعتزين بشواربنا، مُتْخَمين من كثرة الغاز والبترول، ويُفترض أننا واعون أنه من مصلحتنا أنْ نُحافظ على بلادنا التي لم تُصبحْ لنا وحدنا إلاّ منذ نصف قرن. لكن الواقع أنّنا نشهد بأمّ أعيننا كيف يتمّ القضاء عليها أخلاقياًّ وسياسياًّ واقتصادياًّ، ونحن مستمرون في الاجترار مثل الأبقار التي تنظر إلى القطار المارّ وهي تقضم الحشائش بكلّ هدوء. إنّ حُكْمَ بوتفليقة لن يمُرّ بسلامٍ في تاريخ الجزائر، ونحن الذين سندفع ثمن ذلك غالياً.
إنّ الحالة التي نمرّ عليها ليستْ عاديةً ولا طبيعيّة ولا معقولة. وهذه الفترة التي نعيشها لا تشبه أية فترة أخرى، فهي على الصعيد الداخليّ تُمثّل آخر مرحلة من مرضٍ مُزْمِنٍ أُصِبْنا به عند استقلالنا، ولم يُعالج المرض إطلاقاً. أمّا على الصعيد الخارجيّ فهي بمثابة حصارٍ فعليٍّ وتامّ ضُرِب على بلادنا. والسبب في كلّ هذا هو انعدام الوعي عند نصف الشعب الجزائريّ تقريباً، باستثناء الأطفال والشيوخ، لكن المُتسبّب الأكبر هو تلك الفئة القليلة التي لا تتجاوز بضعة مئات من الأفراد الذين لا يريدون أن ينبشوا ولو بكلمة واحدة.
إنّ أولئك الأفراد كان بإمكانهم، ولا يزالون قادرين على أن يفعلوا شيئا لإيقاف الانزلاق الانتحاري، لكنهم لم يفعلوا شيئاً. بيدَ أنّه حتى ولو تكلّموا فأغلب الظنّ أنّ كلامهم سيُذكّرنا بخطاب الشاذلي بن جديد في سبتمبر 1988، خمسة عشر يوماً قبل الانفجار الذي سيودي بحياة 200000 جزائري، تمّ نسيانهم بسرعة في خضمّ الأحداث. لقد كان خطاب الشاذلي صيحة مُدوّية وموجهة إلى الشعب عندما قال: " لماذا لا يتحرك الشعب؟ ولماذا يقبل بكلّ شيء؟"..
وقد يحتجّ هؤلاء الأفراد القليلين بحجج يصعب دحضها، مثل: ما الفائدة من هذه العشرات من الأحزاب والشخصيات التي لا تُتْقِنُ إلاّ الثرثرة، وتقديم الحوارات، والتوقيع على البيانات، والكشف عن رداءتها وطموحاتها مِن على بلاطوهات التلفزيون دون أنْ تكون لديها أية نظرة عمّا يجب فعله من أجل بناء وطن يطيب فيه العيش، وهي لا تستطيع أن تقوم بفحص حالتنا والكشف عن أدوائها، بل إنها لا تستطيع حتى إعداد برنامج اقتصادي.
إنّ أوساط "الإشعاع الفكري"، إذا لم أكن مبالغاً في هذا الوصف، أي: الأحزاب السياسية، ورجال الفكر، والجامعيين، والصحافة، والطبقات الوسطى، هذه الأوساط كلّها قد تجذّرت في حساباتها فكرة أنّ هناك عدّة "أجنحة" ضاغطة وأنّ "أهل الحلّ والعقد" متعدّدون، وهذا، حسب زعمهم، من أجل الحفاظ على التوازن ومنع الكفة من الميل إلى جهة واحدة.
إنّ النيران مُحيطةٌ بنا من كلّ جانب، لكننا مُستمرون في مُغالطة أنفسنا بقولنا:" ما زالت النار بعيدة عنّا !". ولو بقينا على هذه الحال، وراح كلّ واحدٍ منّا ينتظر المبادرة من غيره، ولا يتحرك حتى يرى نُظراءه يتعرّضون للقمع والسّجن والقتل، فإنّ البلاد ستنهار وستصير لقمة سائغة في أفواه الداعشيين الذين هم ليسوا بعيدين عن حدودنا، والذين تحظى آراؤهم بالرواج والقبول المسبق لدى الكثير من شبابنا المغرر بهم، وآنذاك سنتحوّل إلى عبيدٍ حقيقيين، ومِن الخطأ حراسة الحدود والمجال الجوي لحماية البلاد من داعش لأنّ داعش موجود بيننا ومُتجذّر في تفكير تلك الآلاف من الشباب والصّغار الذين يتحيّنون الفرصة لارتداء الأسود والشروع في القتل والتّمثيل بأجسادنا. ولا فائدة من أكاذيب ماريشالاتنا وادّعاءاتهم، فلقد سبق أنْ أثبتوا فشلهم في تفادي ظهور "الجيا" و"الجيش الإسلامي"، حتى اضطروا إلى التفاوض معهما، ولن نسمح لهم بمغالطتنا مرّةً ثانية لأنّ سوء التقدير ذلك قد كلّفنا 200000 قتيلاً وخسارة عشرات الملايير من الدولارات في الخراب الاقتصاديّ الذي وقع. والمسلسل لم ينته بعدُ...
ومن الخطأ الادِّعاءُ: أنّ الجزائريين " لم يكونوا هكذا في الماضي"، للدّلالة على أنّنا كُنّا في حالٍ أحسن، وأنّ إناءَنا كان يطفح بالصِّفات الحميدة، وأنّنا فقدْنا تلك الصِّفات لأسبابٍ غامضة. كلاّ ! هذا خطأ فادح، وما ذلك إلاّ انطباعات خاطئة وأوهام؛ ذلك أنّ الكذب كان دوما شأننا، وكُنّا دوما ننفُخ أوداجنا لكي نُخفي ضعفنا وفقداننا لكلّ الصّفات الحميدة. كنّا من النحافة بحيث لم نكن نملك إلاّ البترول والغاز. ولو كُنّا ذوي صفات حميدة، لو كُنّا أهل فضيلة ووعي لَمَا حَكَمَنَا هذا العدد الهائل مِنَ الجُحاوات والأغيولات (جمع أغيول في لغة البربر، وهو الحمار) والصّعاليك منذ 1962.
ولقد كُنّا دوماً مصدراً لدائنا، إنهم حُثالتُنا وجُحاواتنا، وكلّ الذين لا يأبهون إلاّ بمصالحهم، إنهم جهلتُنا وعديمو الكفاءة مِن الذين يتصيّدون الفرص للإستيلاء على المناصب. والمُشكلة أنّنا نتراجع ونتقهقر في حين تتجرّأ هذه الفئات وتتقدّم، ونتظاهر بالاحتجاج، مُتكلّمين أو كاتبين في حين يتصرّفون هُمْ حسب رغباتهم، وكُلّما ازدادوا تقدّما وفاعليّةً ازددنا انبطاحاً حتى نستوي بالأرض كي لا نُعرقل مسيرتهم.
 نحن نُكبّلُ أنفُسنا بالقوانين، وهُمْ يدوسون عليها بأرجلهم، وإذا صفعونا على الخدّ الأيمن أعطيناهم الخدّ الأيسر لمزيد من الصّفعات. إنّ قوتهم في ضعفنا، وجُرْأتهم في ميوعتنا، وخلاعتهم في حيائنا.
إنّهم مُتكتّلون في مجموعة مُوحّدة لأنّهم قِلّةٌ ولأنّ بين أيديهم إمكانات الدّولة والجماعة، وهي ملكنا في الحقيقة. أمّا نحن فعبارة عن ملايين مُتشرذمة، تسود بينها الفرقة، ولا يربط بينها أي رابط وطنيّ ذي صبغة أخلاقيّة أو ثقافيّة أو سياسيّةهناك تكتّلات جهويّة، مثلما هي الحال في عين صالح أو غرداية أو في بلاد القبائل، لكن البقية عبارة عن أفراد متفرقين مثل ذرّات الرماد في مهبّ الرّيح. ولقد سبق لي أن وظّفْتُ صورةً استعرتُها من علم الطّبّ: فالجسد عبارة عن وطنٍ بيولوجي؛ ونحن لسنا جسداً أو مجموعة منسجمة من الأفراد، بل نحن خلايا غير ملتحمة لتُشكّلَ جزيْئات، ثُمّ نسيجاً ثُمّ نظاماً عضوياًّ، وأخيراً تصير كياناً يُحركه شعور... لكن ما بإمكاننا تشكيله هو جسد اجتماعي أو وطن بيولوجي.
والمجتمعات تولد بكيفية معروفة: بظهور "الرغبة في العيش معاً" داخل الجماعة التي يطبعها التضامن الغريزي تُجاه خطر عام، والإتحاد في ردود الأفعال ضدّ أيّ خلل يأتي من حُكّام غير قادرين على التسيير أو حُكام فاسدين، مثلما فعل التونسيون والبوركينابيون.
 إنّ بناء وطننا على قواعد سليمة، عقلانية، حديثة وديمقراطية، أصبح ضرورةً مُلِحّةًولا فائدة من الانشغال بماضينا القريب والبعيد لأنّ المُهِمَّ هو حاضرنا المتردّي ومستقبلُنا المُهدّد. ولِمَنْ يرى أنّ من الصعب إصلاح ما أفسدتْهُ القرون الطِّوال، أقول أنّ الوقت قد حان لاستقرارها إلى الأبد. ولِمَنْ لديه شكوكٌ حول ماضينا أقول: لِنَمْحُ كلّ ذلك بانتفاضة سيكولوجية، كتلك التي قمنا بها في ثورة 1 نوفمبر 1954. أمّا مَنْ قال إنّ الجزائر أُسِّسَتْ على باطلٍ منذ 1962 فإني أجيبه بأنه يجب إعادة بنائها من الأساس. لِنَقُمْ بذلك فوراً، ما دام عندنا بترول وغاز، ولا نؤجّل ذلك إلى الغد؛ لأنّنا سنكون بدون موارد، وسنكون منهاري القوى. يجب ألاّ نؤجّل عمل اليوم إلى الغد؛ لأنّ الوقت كالسيف، والعالم يتحرّك، ونحن نشاهد بأمّ أعيننا انهيار الدول الضعيفة على عتبات أبوابنا، مثلها مثل قصور من رمال.
تلك هي الورشة التي سيتشكّل فيها ضميرنا الجمعيّ والمجتمع الذي سيَسِمُنا. أمّا العمل الجماعي الذي سيُنْجز فهو المصنع الذي سيُجْري عملية تحويل كُلّية لذواتنا التي ستدخل الباب مُدجّنةً، ولن تخرج من المصنع إلاّ وقد تطهّرتْ من أدران الماضي، وتحرّرت من الضمير الفاسد الذي كان ينخر عظامها، ومِن "الفهامةالموروثة عن عصور الانحطاط، وعن عقلية جُحا.
 وإذا حقّقنا هذا الانتصار على أنفسنا، كان الانهزام عند أعداء المجتمع الجزائريّ، وهُمْ أولئك الذين بذلوا في الماضي كلّ ما بوسعهم لمنع هذا المجتمع من البروز، مُجتهدين في إبقائنا في حالة "غاشي" أو جمهرات شعبية أو سُكّان مُستهلِكين.
إنه الجهاد الأكبر في مواجهة نفوسنا، جهادٌ بين الرغبة السافلة في الحفاظ على الامتيازات التي كُنّا نعتقد أننا اكتسبناها برضوخنا وتنازلنا عن كل شيء، وبين صحوة الوعي بأنّ هذه الامتيازات ستذهب في مهبّ الريح عندما تصل البلاد إلى حالة الإفلاس العام والكارثة العظمى.
لقد حان الأوان، بعد انتقالنا من حالة القابلية للاستعمار إلى حالة التّدجين، أنْ نُدشّن المرحلة التي سيكون فيها انتقالنا من التّدجين إلى النهضة، ومن التّبعية إلى بناء وطن على قواعد أخلاقية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية جديدة، وطنٌ ككلّ الأوطان الفائزة، الأوطان السائرة إلى الأمام، الأوطان المتجانسة والخالدة.
 حان الأوان لنُطالب بالعيش في بلدٍ لا يرضى أنْ يُسْلِمَ أمْرهُ لجناح أو فردٍ مريض في جسده أو عقله، أو مُصابٍ بجنون العظمة، أو به نزوعٌ طبيعيٌّ إلى التّحايُلِ والأعمال الشّيطانية.
ولن يكون شأننا أبداً كشأن الفرنسيين الذين أنشدوا "نحن رهن إشارتك يا ماريشال"، بل إنّ نشيدنا الوحيد سيكون:  (نحن رهن إشارتك يا جزائر ).