الخميس، 12 يوليو 2018

الملالي مرة أخرى......بقلم محمود الجاف




بسم الله الرحمن الرحيم

الملالي مرة أخرى



محمود الجاف

كلُّ عراقي لابد أن يفرح حين يرى خُيوط الشمس تُلامس تُراب الأرض لتمحوا ظلامها وأملًا يدنو من أجل التحرير . بل وكُل عربي أو مُسلم أو غيور على أمته . وحتى الأحرار في العالم المُحبين للإنسانية الذين قرأوا قصصنا ورأوا واقعنا المرير من خلال سيول الدماء والدُموع التي سالت على صفحات الأيام ورآها وأحسَ بها حتى الأعمى .
كنتُ مِثل غيري أفخرُ بثورة العشرين التي شارك فيها أجدادي لكني وبعد قراءتي للتأريخ بدقة وعقل المُراقب الواعي الخالي منَ العواطف تبين إننا كنا مخدوعين ؟
فقد كانت نُصرةً لإيران ودفاعًا عنها خوفًا من اقتراب البريطانيون ولهذا أفتت الحوزة في حينها بالجهاد ولم تفعل عند دخول الصفويون ولا عند دخول الأمريكان في 2003م .
ونتيجةً لارتفاع وتيرة التصريحات والتهديدات الأمريكية ومن أجل اكمال مَسرحية إنقاذ عمائم الشياطين مرة أخرى يُحاولون أن يجعلوا ساحة المُواجهة أرض الرافدين لتدميره وانتقامًا من الشعب لموقفه من الإنتخابات . وخلخلة الأمن في المنطقة والتهديد بغلق مضيق هرمز الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وإشغال العالم الغربي والولايات المُتحدة بذلك وإجبارهم على الجلوس على طاولة المُفاوضات من أجل تنفيذ الرغبات الصفوية ومنها الاتفاق النووي على حساب عالمنا العربي وشعوبنا التي جعلت من نفسها الضحية الأبدية والساتر الذي يحمي الفُرس وأفقدها جهلها بَوصلة الطريق وأعماها عن رُؤياه . فلم يعد لها ولعملائها سوى هذه الورقة الأخيرة .
سيبدأ تخريب وتدمير ما بقي من بلادنا ...

البترول شريان الحياة وعلى أمريكا والغرب وروسيا والصين الإختيار . التضحية بشعب العراق من أجل بقاء نظام العمائم العار . أم دفع الفقاعات إلى التغيير من خلف الستار . أم التقسيم وجعل الجنوب إقليم ...

انتبهوا ؟
الحليمُ يعرفُ الثورة ويشمُ ريحها وواضح لديه طريق الأحرار . نحن بحاجة لقائدٍ مغوار نثق فيه ونعرفهُ عيانًا وليس من خلال الدولار أو التومان أو الأخبار ...
وستعرفون الحقيقة قريبًا وترونها جيدًا عندما ينجلي الغُبار وربُنا السَتّار

2018 . 07 . 12




الثلاثاء، 10 يوليو 2018

سياسة إم تجارة ...بقلم نزار العوصجي




سياسة إم تجارة ...


نزار العوصجي


طالما سمعنا تصريحات رئيس الوزراء التي يتحدث بها عن مكافحة الفساد ، لهذا نقول ان كنت صادقا في نواياك عليك ما يلي :
مكافحة الفساد المالي تبدأ بتخفيض الرواتب الفاحشة لشاغلي الرئاسات الثلاثة وتوابعها وشطب امتيازاتهم وتنتهي بمحاسبة الحرامية السابقين والحاليين واللاحقين .
ليس من المعقول ان يتقاضى السيد رئيس جمهوريتنا 12000000 مليون ومئتي ألف دولارا سنويا بينما يتقاضى الرئيس الامريكي  400000  اربعمائة ألف دولار سنويا ما يعني ان رئيسنا يعادل 3 رؤساء امريكان  علماً ان رئيسنا مركز تشريفي بينما الامريكي بيده كل شيء والفرق شاسع .
ليس من المعقول ان يتقاضى كل من نواب الرئيس  1000000  مليون دولارا سنويا بينما نائب الرئيس الامريكي يتقاضى  230000  مائتين وثلاثين ألف دولار سنويا ما يعني ان أحدهم يعادل 4 نواب امريكان تقريبا علماً ان نائب الرئيس الامريكي يعمل ليلا ونهارا بينما نواب رئاستنا عطالة بطالة والفرق شاسع .
ليس من المعقول ان يتقاضى رئيس وزرائنا  900000  تسعمائة ألف دولار سنويا بينما رئيس وزراء بريطانيا العظمى يتقاضى  200000  مئتي ألف دولارا سنويا ما يعني ان رئيس وزرائنا يعادل 5 رؤساء وزارة بريطانيين تقريبا .
ليس من المعقول ان يتقاضى نواب رئيس الوزراء  800000  ثمانمائة ألف دولار سنويا لكل منهم مع ان مناصبهم بسبب المحاصصة وليس وظيفية .
ليس من المعقول ان يتقاضى رئيس مجلس النواب  700000  سبعمائة ألف دولارا سنويا بينما رئيس الكونكرس الأمريكي يتقاضى  212000  دولار سنويا علماً ان رئيس مجلس النواب العراقي يدير مزادا علنيا بينما الأمريكي يشرع قوانين .
ليس من المعقول ان يتقاضى نواب رئيس مجلس النواب  600000  ستمائة ألف دولار سنويا لكل منهم ومناصبهم بسبب المحاصصة وليست وظيفية .
ليس من المعقول ان يتقاضى النائب العراقي  500000  خمسمائة ألف دولار سنويا واكثرهم خارج العراق الا عند النظر بمكاسبهم الشخصية بينما يتقاضى عضو الكونكرس الأمريكي 165000  مائة وخمسة وستين ألف دولار سنويا ويحضر كل الجلسات .
إذا أضيفت الامتيازات والمنافع الاجتماعية والصحية لقلع الاسنان وتجميل الوجه والصدر وعلاج البواسير تصبح هذه الأرقام خيالية بدلا من فاحشة .
إذا أضيفت الشقق والقصور والأراضي والسيارات رباعية الدفع تصبح هذه الأرقام كفرا .
إذا تقاعس رئيس الوزراء عن تخفيض الرواتب وشطب الامتيازات لأنها تشمله او لأي سبب اخر يكون حينها الحل بيد الشعب ليوقف جزءاً من نزيف اموال العراق وخيراته .

لله درك ياعراق الشرفاء ...

الدكتاتورية المقلوبة...... بقلم الدكتور نزار السامرائي




الدكتاتورية المقلوبة


نزار السامرائي

على ما أذكر في بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي كنت في زيارة لمدير تربية بغداد الكرخ عبد الحميد الحمداني، وأثناء وجودي حضر الشيخ عبد العزيز البدري رحمهما الله، وكان يعرفني جيدا ويعرف وظيفتي في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ويعرف انتمائي الفكري والسياسي، ودار حديث بيننا بشأن المشكلة الطائفية في العراق وما تركته هذه المشكلة على الأمة من تداعيات منذ أكثر من ألف عام، استعرض فيه الشيخ البدري جهوده للتقريب بين الشيعة والسنة في العراق، وقال بالحرف الواحد (هناك خلافات فقهية بين الشوافع والأحناف ليست أقل مما بين الشيعة والسنة، ولكن الموضوع السياسي المتعلق بموضوع الإمامة هو الذي يحول بين التقارب بين الشيعة والسنة)، وقال الشيخ البدري، إنه كان قبل وفاة السيد محسن الحكيم في زيارة له إلى النجف وتباحثا بشأن موضوع التقارب، واتفقنا على مواصلة الحوار الذي يحتاج إلى طول صبر وأناة، وقال البدري إنه طرح على الحكيم موضوع مواكب اللطم والتطبير والتشابيه رغبة في معرفة رأيه فيها، وقال إن الحكيم غير مقتنع بها ولا يؤيدها ويراها خروجا على الدين، ولكنه لا يستطيع المجاهرة بموقفه خوفا على نفسه التكفير من (بسطاء) الشيعة في حال إعلان موقف كهذا.

وفي موقف آخر وفي جواب منقول عن الدكتور أحمد الوائلي عن سؤال عن أسباب تحوله للخطابة في المجالس الحسينية بدلا من الانشغال باختصاصه كأستاذ جامعي؟ قال هنا العيش أفضل والأموال أكثر وفي ذلك كسب لرضا الناس الذين تستهويهم البكائيات أو مما تجلبهم مجالس العلم.

إن صدقت الروايتان فهذا يؤشر أن المرجعية هي التي تخضع لإرادة الناس في مواصلة طقوس اللطم والتطبير وغيرها من الممارسات المضافة إليها سنويا وأن المرجعية تابع لا متبوع.

هذا في حال تطابقه مع الواقع فإنه يقود إلى اعتقاد يمكن أن ينسف التصورات السائدة على مستويات ثقافية وسياسية مختلفة، والتي كانت تروج لفكرة أن المراجع هم المسيطرون على هذا الكم الهائل من الوسط الشعبي بحكم التخلف الثقافي الذي يعاني منه أو لسذاجة الكثيرين الذين ينساقون انسياقا أعمى وراء مراجع التقليد بل وراء أي عمامة، ويثير إشكالية عنيفة في موضوعة زعامة المكون الشيعي.

هل كان المتراكم من الموروث الديني المنغلق على أوهام ترسخت خلال سنوات الطفولة والتلقي الأولي من العائلة والشارع هي التي تفرض انقيادا من الزعامات الدينية لجمهورها كسبا لرضاها؟ وماذا يمكن أن يحصل فيما لو أصدر أحد المراجع فتوى دينية فيها قليل من الخروج عما نشأت عليه أجيال كثيرة وامتلكت عليها مشاعرها وقيدّت سلوكها على سكة بالغة الصرامة من التفكير المنطقي، نعم هذا انقياد من الزعامات الشيعية لجمهورها بصرف النظر عن مستواه الثقافي والفكري والسياسي، وهذه هي الدكتاتورية المقلوبة رأسا على عقب لأن أي حوار ديمقراطي بين الطرفين معدوم، وهنا يمكن أن نؤشر ما يمكن أن نطلق عليه بالدكتاتورية الساذجة بل وحتى الغبية، ومن المعروف في أحيان كثيرة أن الزعامات يمكن أن تستجيب لبعض الشعارات والمطالب الشعبية مجاراة لها من أجل الارتقاء بها إلى مستوى أعلى، ولكن أن تتحول إلى ألعوبة بيد الخليط الهجين من مستويات معرفية وثقافية وقدرات سياسية متباينة من الوسط الشعبي والاستقرار في قاع المستنقع، فإن ذلك لا يعد خيارا سليما في أية تجربة حكم في العالم بل هو انتحار سياسي، فالنخب السياسية يجب عليها الإبقاء على عصا القيادة بيدها وعدم التنازل عنها لمجرد نزوع شعبي طائش أو فاقد للأهلية، يريد التحكم بالمسارات السياسية والفقهية لأي طرف كان ويخضع لأكبر صناعة للتجيهل عرفتها شعوب الأرض.

إن ضخ اللاوعي الذي يتعرض له الفرد الشيعي سواء في العراق أو في غيره من البلدان الأخرى، يسلب الفرد الشيعي القدرة على التفكير السليم، حتى أولئك الذين يصلون بعد تقدمهم في العمر وارتقائهم المواقع أو حصولهم على أعلى الشهادات، إذ يكفي أن يجلس واحدهم في مجلس حسيني ويستمع إلى خطيب يكرر ما يسمى بالمقتل الذي يكرر منذ مئات السنين ليجهش ببكاء مرير وكأنه يستمع إليه لأول مرة، حتى تنهمر دموعه بغزارة تعكس حال التلقي الغريزي الأول وليس المستوى المعرفي الأخير.

صحيح أن الأطر القيادية لأي بلد أو تجمع سياسي، يجب أن تخضع لمعايير راسخة التقاليد وواضحة المعالم، ويجب أن تنمو وتعركها التجربة الميدانية بعد أن تتسلح بالمعرفة النظرية، لكن الصحيح أيضا أن هناك "طفرات وراثية" لا يمكن القياس عليها، ولعل تجربة الزعامات السياسية المنزوعة السلاح الفكري والنظري والميداني ما يعزز هذا التصور، فبعض الزعامات الحالية لا تمتلك من الخبرة ما يؤهلها للجلوس حتى في المقاعد الخلفية، ولكن هناك رصيد غامض من تاريخ الآباء أو العوائل ما صار يغني عن أية مؤهلات مطلوبة لحكم بلد صعب مثل العراق، ولا يقتصر حكم العائلات على أسرة واحدة بل هناك أكثر من عائلة نجفية صارت على حين غفلة من أهلها تمتلك الثروة والسلطة معا، وتريد فرض رأيها على الشعب العراقي والتحكم بمصير أبنائه منطلقة في ذلك من منطق أبوي أو تخويل كنسي، وكأنها هي الوصية عليه بعد أن تأكد لها عدم وصوله سن الرشد، لتختزل بذلك آراء شركاء الوطن المفترضين والذين قدموا من التنازلات المبدئية والأخلاقية الانبطاحية عن حقوق وسطهم الاجتماعي بزعم أنها تنوب عنهم وتعبر عن مصالحهم، بعد أن صادرت حقوقهم بالمال السياسي أو بقوة السلطة أو بكليهما من خلال تخويل مؤقت لها من جانب الطرف الذي يريد مصادرة العراق بكامله.

فما هي الحقيقة في كل ما يحصل؟ وهل هي دكتاتورية ملتبسة؟ والأهم من هذا كله من يقود من؟ ومن يستغفل من؟ وهل هي أدوار مصممة للانتفاع المتبادل بين الضحية والجلاد؟


تاريخ الحقد الفارسي..... بقلم محمود الجاف




بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الحقد الفارسي


مَحمود الجاف

من يطَّلع على تأريخ العداء الفارسي للعراق يجده يتكرر ويعود في كل مرة من حيث بدأ . وأحداثه مليئة بالجرائم والخيانة التي يندى لها الجبين . وأولها كان عام (2322) ق . م حين دخل العيلاميون عاصمة الأكديين في اليوسفية الحالية وأحرقوها ثم عادوا بعد (316) سنة ليدخلوا مدينة (أور) عاصمة السومريين ويخربوها لتزول كما زالت أكد من الوجود وإلى الأبد . وبالطريقة ذاتها دمروا جميع المراكز الحضارية مثل بابل سنة (539) ق . م . على يد كورش وآشور سنة 612 ق . م . والحضر سنة 240 م . ووقع العراق من يومها تحت الإحتلال الفارسي ولمدة (1180) عام . ثم التفوا على الحيرة وأخرسوا الصوت العربي فيها حيث قتلوا النعمان بن المنذر ونصّبوا عميلاً لهم . حتى جاء الإسلام وحرره سعد بن أبي وقاص في عهد الفاروق رضي الله عنهما عام (636) م . لكنهم إعتبروهم مُحتلين وقاوموهُم وتآمروا عليهم . ولما فشلوا عسكرياً كادوا لهُم وكانت البداية عام (21) هـ حيث عقد الإمبراطور المهزوم يزدجرد مُؤتمره الشهير بـ(مؤتمر نهاوند) وقرروا دخول الإسلام ظاهرياً وتخريبهُ من الداخل . وبعد سنتين حققوا أول أهدافهم وقتلوا الخليفة عُمر رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي .
أثاروا الفتن التي أسفرت عن قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه يوم (18) ذي الحجة عام (35) هـ . ثم قادوا مؤامرة شملت قادة الأمة الثلاثة (علي ومعاوية وعمرو) رضي الله عنهم وفي يوم واحد وهو السابع عشر من رمضان سنة (40) للهجرة . إنطلقت من الكوفة على يد الفارسي شيرويه . وأسقطوا الخلافة الأموية بالثورة العباسية الأشد تنظيماً في التأريخ والتي احتاج إعدادها إلى سنين طويلة من التخطيط والتآمر . أباد قائدها أبي مسلم الخراساني أكثر من ستُّمائة ألف نفس ( وفي رواية مليونين ) وشوهوا تأريخ الأمويين الذين كان شغلهُم الشاغل الجهاد من أجل نشر الإسلام حتى بلغت الدولة في زمانهم من غرب الصين إلى جنوب فرنسا .

وشكَّل إجتياح المغول ودكِّهم معالم الحضارة وقتلهم أهلها كارثةً كُبرى بعدَ أن أحرقوا المُؤلَّفات القيِّمة والنفيسة وأضرموا النار في بيت الحكمة وألقوا بالكُتب في نهر دجلة وفتكوا بأهل العلم والثقافة ونقلوا آخرين إلى إلخانيَّة في فارس ودمَّروا المساجد والقصور والمدارس والمُستشفيات . وكان دُخولهم بِخيانة الوزير ابن العُلقُمي ومُساعدة الصليبيين في الشَّام الذين كانوا على إتصالٍ معهُم والبابا نفسه بعث رُسلاً إلى قادة المغول يحُثّهم على ذلك ولهذا أمَّنوا سُكَّان بغداد المسيحيين على حياتهم بِتوصية من زوجة هولاكو النسطوريَّة دوقوز خاتون وكذلك اليهود ومن التجأ إلى دار ابن العُلقُمي . ثم جاء الصفويون ودخل حسين بك لاله إلى بغداد وأخرج محمد كمونة ( نقيب النجف الذي يعدل السيستاني الآن ) من السجن ورحب به وعظمهُ وأعلى مقامه ثم زار كربلاء والنجف وأكرم أهلها وعمَّرها بالذهب والفرش والسجاد الثمين . وأعتدي على بعض عشائر الجنوب وذهب مع الوالي إلى الشاه إسماعيل ليبشروه بإحتلال بغداد .

وفي التأريخ الحديث وبعد مجيء الخميني صرّح وزير خارجيته بأن العراق أحد الأقاليم التابعة لإيران وطالب بضمه إليها ! علمًا إنهم لم يعترفوا به منذ تأسيس الدولة عام (1921) م ومع هذا يدّعي الفرس أن الحرب أثارها العراق الذي أضطر إلى الرد الشامل في ( 22 . 9 . 1980 ) م وهو اليوم الذي هزم فيه رُستم أمام جيوش الفتح الإسلامي ... ثم مارست دور المُنسق للمؤامرة اليهودية الأمريكية واستغلت ذلك لصالح مشروعها الإمبراطوري وتظاهرت بغيره من الشعارات وعملت مع الروس الذين غزوا أفغانستان البلد الذي يجاورهم وبدل أن يقاتلهم توجه خميني ليغزو العراق المسلم في حرب مُستعرة لثماني سنين ! وفي سنة (1991) م وبدل أن يقاتل (الشيطان الأكبر) الذي غزا بلادنا . أدخل أفاعيهم ليعيثوا في الأرض الفساد .

قومٌ يدينونَ ديناً ما سمعتُ بهِ
عنِ الرسولِ ولا جاءتْ بهِ الكتبُ
إن كنتَ تسألُني عن أصل ِدينهمُ
فإن دينَهمُ أن تُقتلَ العربُ

تأريخهم مُعبأ بالحقد والدم وعقدة الثأر وشهوة الإنتقام . غزونا مئات المرات وخلفوا ملايين الضحايا وألواناً لا تحصى من الدمار . وفي كل مرة يتركون بيوضهم تفقس في أعشاش بُنيت خصيصًا على أرضنا وتنموا على أحسن الموائد حتى يعودوا . الحزن الموجود في أعماقنا من تراكمات الماضي على امتداد القرون . لذا نتأثر بالنغمة الحزينة . ولما عرفوا ذلك عنّا صاروا يقتلوننا من جهة وينوحون علينا من جهة أخرى . حتى يقودونا إلى ما يريدون . والقراءات الفلكلورية المُسماة بـ(الحسينية) ومظاهرها ما هي إلا إحدى تلك الوسائل وسرقة ثرواتنا مع التخريب الديني والأخلاقي والثقافي وتفكيك المجتمع ونشر الأمراض والأُمّية والمُخدرات وتدمير الزراعة والصناعة وعمليات تصفية وإبادة جماعية مُنظمة ومُخطط لها بعناية ...

تسللوا بين صفوف المقاومة من خلال تنظيمات تدين لهم بالولاء وأوهموا العالم إننا الخطر الذي لايستطيع التصدي له وتدميره سواهم وقد نجحوا . وانتهكوا أعراض الرجال قبل النساء وخطفوا الآلاف مع إفقار وإذلال مقصود لمن يقف ضدهم وإغناء مواليهم وبعد كل هذا ولا نقاتلهم ؟

عندما اقترب البريطانيون من إيران اندلعت ثورة العشرين بفتوى من المرجعية التي سكتت عند غزو العراق في 2003م فكان شعبه كبش الفداء فهل سنرى ثورة جديدة عندما تقترب أمريكا أكثر ؟ وهل غليان الشارع الآن نتيجة صحوة حقيقية أم بيادق يُحركها خامنئي لنفس الغرض ...

لابد من قتل إخطبوط الموت وإسقاط عمائم الشياطين وإنقاذ الإنسانية منهم فهم جند الأعور الدجال والله أعلم . الذين لم ولن يسلم منهم كائن حي على وجه الأرض . قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ وَيَقُولُ أَلَا غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلَاحِمُ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْكُمْ فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ 
أهُو الزَمانُ الذي أُخبِرنا بِه ؟
2018 . 07 . 09



الجمعة، 6 يوليو 2018

صحيفة الهدف ...مقال للكاتب حيدر إبراهيم علي






مقال للكاتب : حيدر إبراهيم علي

يواجهنا سؤال هام وهو: هل كان سقوط المشروع الحضاري الإسلاموي وفضح إفلاس فكر الحركة الإسلاموية أمراً حتمياً لا يمكن تجنبه؟ نعم بالتأكيد، وذلك بحكم النشأة ومسار التطور والقوى الاجتماعية المكونة لها والمنفذة للمشروع .. ولذلك أرفض التساؤل الإنفعالي الساذج: “من أين أتى هولاء؟”، لأنهم من قلب المجتمع السوداني ومن صميم عقله الغيبي. وهم قطاع أساسي من فئة "الأفندية" السودانية أو البورجوازية الصغيرة التى تربّت في كنف الدولة الكولونيالية التي نعتوها لاحقاً بـ "العلمانية" بعد أن استفادوا من كل خيراتها وامتيازاتها، بل كانوا الأكثر تكالباً على فوائض أموالها متحكرين في مركز "الميري" ومتمرغين في ترابه وقد أدركوا مصالحهم مبكراً، فدخلوا مدرسة المُبشِّر لأن "معهد وطني العزيز" لا يحقق أحلام الأفندية .. وحتى في بعثات الدراسات العليا، فضلوا دراسة اللغة العربية والعلوم الإسلامية فى لندن وأدنبرة

نشأت الحركة الإسلاموية في المدارس والجامعات وليس في الأرياف أو الورش .. الثورة المهدية، كحركة إسلامية، كان وقودها فقراء الريف والرعاة لذلك قدمت التضحيات ولكن الأفندية أصحاب شعار "كوَّن نفسك"، همهم البنيان العالي والسيارات والنساء، وتسيطر عليهم شهوة البطن والفرج .. وجدوا ضالتهم ومثالهم في الأفندي الأكبر "شيخ حسن" القادم من باريس، وبالتالي يكف عنهم شر تهمة الرجعية والتخلف ويصك لهم أيديولوجيا تلفيقية بعيدة عن الطائفية والصوفية والشيوعية .. يكتب حسن مكي: (الدولة القائمة على فصل السلطات وتعددية سياسية وحريات وفكرة المواطنة كأساس للحقوق. هذه ثمرة من ثمرات الفكر السياسي الإنساني ترد في كل الدساتير، والسؤال أليست هذه أفكار علمانية؟، لأن هذا هو أساس الفكر الإنساني العلماني ولكن السؤال هل هذه الأفكار مستمدة من الفكر الإسلامي وهل تتماشى معه، بالنسبة للترابي الاجابة نعم لأنه استند عليها في الدستور الذي كتبه وأجازه ورهن حياته السياسية له، إذن هذا هو تجديد الترابي، إرجاع هذه الأفكار المعروفة والمتفق عليها والمتداولة كعملة إسلامية ولكن هل هي عملة إسلامية أم مجرد محاولة تلفيق، وهذه ستظل نقطة حوار ونقاش وسط الإسلاميين وغيرهم بين الذين يرون الترابي مجدداً إسلامياً فذاً وبين الذين يرونه ملفقاً كسا أفكاراً علمانية ثياباً إسلامية، ولكن في ذروة قوة الترابي في الدولة لم يسعَ في درب بسط الحريات وتجاهل هذا الأمر - لمحات من مسيرة الحركة الإسلامي، 2017:137.

لم تهتم الحركة بإنتاج الأفكار أو تأسيس حركة فكرية وهذا سلوك أفندوي منذ مؤتمر الخريجين، كما لم تهتم بالتربية الروحية لعضويتها وهذا وضع متوقع لأن القيادة انحازت لنهج الوصول للسلطة السياسية بأيّة وسيلة على حساب نهج تربية المجتمع .. هذا وضع متوقع لأن الحركة اعتبرت إنتاج الفكر فرض كفاية إذا قام به البعض(شيخ حسن) سقط عن الباقين

وللمفارقة اجتهدت الحركة في نشر الإعلام الهابط في فترة الديمقراطية الثالثة وأدخلت صحافة الشتم وسوء الأدب للحياة السياسية كوسيلة لاغتيال الشخصية والتمهيد للإنقلاب بالتقليل من قيمة الديمقراطية وجدواها، وهذا هو الإسهام "الفكري" الوحيد للحركة الإسلاموية .. وحين سطا الإسلامويون على السلطة لم تكن لديهم رؤية فكرية ولا استراتيجية، فأخضعوا البلاد لسياسة التجربة والخطأ. ولكنهم في نفس الوقت تعاملوا مع البلاد كفاتحين لبلد غير مسلم فاستباحوا أمواله وضاع الحد الفاصل بين المال العام والخاص وصار الاعتداء على مال الدولة فعلاً عادياً وتم تطبيع الفساد واكتفت اليوتوبيا التي بشرت بدولة المدينة باختزال الإسلام في جلدالسكارى والفتيات لابسات الملابس القصيرة، وفي منع الربا.

كذلك عرف السودان في عهد المشروع الحضاري اكتظاظ دار المايقوما بالأطفال مجهولي الوالدين، وانتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي.

جاء في تقريرصحفي: (حذّر حسن عثمان رزق - القيادي بالمؤتمر الوطني والمرشح السابق لموقع الأمين العام للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم - حذّر في تصريح لصحيفة آخرحظة الصادرة يوم 31 يناير 2013 من تزايد حالات زواج المثليين بالبلاد، وتفشي معدلات الاصابة بمرض الإيدز، ودعا لمتابعة الأطفال في مرحلة الأساس وفي رياض الأطفال وأن تكون هناك مطالبة بمتابعة دقيقة لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص يضايقونهم أو يتحرشون بهم، محملاً الحكومة والمجتمع والمؤسسات التعليمية بالبلاد مسؤولية تزايد حالات الاغتصاب وسط الأطفال) .. وكان أعضاء بالمجلس الوطني أكدوا في جلسة إستماع لتقرير لجنة الشئون الاجتماعية والصحية والانسانية وشئون الاسرة بالمجلس، يوم 1مايو 2013، تنامي ظواهر الدجل والشعوذة والتطرف، وقال عضو المجلس إبراهيم نصر الدين البدوي: (البلاد تشهد إرتفاعاً في معدلات زواج المثليين وإنتشار مرض الإيدز وحالات الدجل والشعوذة - حريات، صحف يوم 31 /3 /2014)، كما قال خبراء أن (3) الف حالة إعتداء جنسي ضد الأطفال دونت بالمحاكم، وأن (80)% من الأطفال يتعرضون للتحرش الجنسي! .. وقالت الناشطة الدكتورة صديقة كبيدة، في تدشين مبادرة "لا للصمت" التي أطلقها مركز الفيصل الثقافي: (الإعتداء الجنسي على الأطفال يتم من داخل الأسر والمدارس، وحتى المساجد التي باتت تشكل خطراً على الصغار)، وأضافت: (لا بد من ورش توعية للمعلمين والأمهات وائمة المساجد بمدى خطورة هذه الاعتداءات الجنسية على الأطفال)، مؤكدة أن (الحالات المدونه بالمحاكم وصلت الى 3 الف حالة!!

هذا هو الحصاد المر لتجربة المشروع الحضاري - أو الديستوبيا الإسلاموية - وبالتالي وفاة الحركة الإسلاموية ووداعها بلا أسف عليها محملة بالعار، لأنها أذلّت هذا الشعب العظيم عمداً ومع سبق الإصرار.

أخبار الوطن
─═🇸🇩ঊঊঈ═─
    📰 *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*
______________

الثلاثاء، 3 يوليو 2018

لم تسنح الفرصة !!!......بقلم نزار العوصجي



لم تسنح الفرصة !!!


نزار العوصجي

اليوم وبعد ان انتهت مهزلة الانتخابات وانكشف المستور ، واتضحت الصورة ، بعد ان استبعد من استبعد وبرز من برز ، ولسنا هنا  بصدد التقيم لها ان زورت إم لم تزور ، كونها برمتها لا تعني شيئاً ، كما انها لا تعبر عن نبض الشارع ، ولكننا نرى ونسمع ان هنالك عويل يتعالى بين الحين والاخر ، ودموع كدموع التماسيح تنهمر من شدة الحصرة والالم على ما مضى من الزمن ... لقد سقط القناع عن الوجوه الكالحة التي طالما تبجحت بشعارات الوطنية والانتماء للعراق ، فباتوا يرددون " لم تسنح لنا الفرصة " ... كلمات يرددها من خذلهم اعوانهم ، فلم يتركوا لهم املً في الحصول على مقعد في برلمان المقعدين ، ليعربوا من خلال تبجحهم انهم مفعمون بالحيوية والنشاط لولا قصر الزمن الذي لم يتجاوز اربع سنوات ، اربعة اعوام يحسبونها قصيرة في حين انها كانت طويلة كطول دهر على هذا الشعب المسكين ، مع ان البعض منهم كانت له جولة اخرى قد سبقتها او حتى جولتان ... أخذوا يرددون وياحسرتاه لم يكن الزمن كافياً ، فقد انقضت الايام والسنين بلمح البصر ، مرت سريعاً دون ان ننتبه اليها ، فلم نحسن استغلالها ، لم ننجز فيها شيئ مما كنا نصبوا اليه ، ولم نبرز فيها طموحنا من الانجاز ، بل زدنا في الطين بللاً ، لنزيد من صعوبة سير عجلة التقدم المنشود ... فلم تسنح لنا الفرصة لانهاء ملف الكهرباء والخدمات ، ولم تسنح لنا تحسين واقع الصحة والتعليم ، ولم تسنح لنا الفرصة للعمل على تضمين البرنامج الحكومي لحقوق اعادة النازحين في كافة المحافظات ، ولم تسنح لنا لاعادة الإعمار ، ولم تسنح لنا لانهاء المظاهر المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة ، ولم تسنح لنا لتسليم الملف الأمني للجهات المختصة من الدفاع والداخلية ، ولم تسنح لنا لاخراج الحشد الشعبي من داخل المدن الى الحدود ، لم تسنح لنا لايجاد الشراكة الحقيقية في صنع القرار على كافة المستويات ، ولم تسنح لنا لرفض التهميش ، ولم تسنح لنا بفضح اللصوص والفاسدين ، ولم تسنح لنا لانهاء الملفات العالقة كالاجتثاث والسجناء والمعتقلين والمهجرين وملفات اخرى ، لها اول وليس لها إخر ... والاهم من كل هذا وذاك ، لم تسنح لنا الفرصة لامتلاك قصور اخرى اكبر واجمل من التي امتلكناها بفضل الحصانة ، ولم تسنح لنا لاكتناز اموال اكثر مما اكتنزنا ، ولم تسنح لنا الحصول على مكاسب اكبر من التي حصلنا عليها ... فالوقت قصير ، قصيراً جداً ...
السوأل الذي يتبادر الى الاذهان هو :
هل هذه الملفات وليدة اليوم ؟؟؟
إم انها حديثة عهد فلم تسنح الفرصة لمناقشتها خلال الدورة الانتخابية  الماضية ؟؟؟
وكم دورة تحتاج لمناقشتها ؟؟؟
وكم دورة تحتاج لمعالجتها ؟؟؟
في الختام نقول : من السهولة ان نظلم ، ومن الصعوبة ان نظلم ، ومن يظلم عليه ان لا ينتظر رحمة المظلوم ...
لله درك ياعراق الشرفاء ...


وادي العميان بقلم محمود الجاف




بسم الله الرحمن الرحيم

وادي العميان


محمود الجاف

مُهاجرون فروا من الطُغيان الى الجبال . ولكن حدثت انهيارات صخرية عزلتهُم في وادٍ غامض . ثم انتشر بينهُم مرض افقدهم البصر وقد أصابهُم جميعًا . ظنوا أنه بسبب ارتكابهُم المعاصي . لم يروا أحدًا في حياتهم . وأورثوا أبناءهم العمى جيلًا بعد جيل ...

وفي أحد الأيام انزلقت قدم رجل فسقط ولم يعثر عليه أحد . لكنهُ لم يمُت . وعندما حاول المشي رأى البيوت تملأ الوادي . ألوانها فاقعة وشكلها غريب وليس فيها نوافذ . قال في نفسه إن الذي بناها أعمى ؟

ناداهُم ولم ينظروا إليه وهنا تأكد أنهم عميان فتذكر المقولة الشهيرة : في بلد العميان يصبحُ الأعور ملكًا . أخبرهم أنه أتى من مكان حيث يبصر الناس . وكان عليه أن يوضح معنى كلمة يبصر؟ تحسسوا عينيه التي بدت لهم عضوًا غريبًا . لم يكن لديه شك أنه سيكون ملكًا ويسود هؤلاء القوم بسهولة . لكن الأمر ظل صعبًا لأنهم يعرفون كل شيء من خلال آذانهم . حتى إذا مشى على العشب أو الصخور فقد كانوا يستخدمون أنوفهم ببراعة تامة حتى إنهم يشمون رائحة الكَذِب . راح يحكي لهم عن جمال الأزهار والأشجار والغروب والشمس . يبتسمون ولكنهُم لا يُصدقون حرفًا . قرر أن يُوضح لهم أهمية البصر وما يحدث أمام المنازل . لكنهم طلبوا منه أن يخبرهم بما يحصل في داخلها . قالوا له : ألست تزعم أن البصر مهم ؟

وبعد فترة بدأ قلبهُ يميل لفتاة لايحبها العميان . ولما طلب يدها لم يُوافقوا لأنهُم كانوا يعتبرونهُ أدنى من مُستواهُم . كانت الفتاة تميل لهُ فعلًا . لكن الحُكماء رأيهُم قاطع . الفتى عندهُ شيئان غريبان مُنتفخان يُسميهما ( العينين ) وجفنان يتحركان وعليهما أهداب . وهذا العضو قد أتلف مُخهُ ولابد من إزالتهُ ليسترد عقله . بالتالي يُمكنهُ أن يتزوجها . ملأ الدنيا صراخًا فهو لن يُضحي بهما رغم إن الفتاة ارتمت على صدره وبكت وهمست : ليتك تقبل !

وهكذا صار العمى شرطًا ليرتفع المرء من مرتبة الإنحطاط ويصبح مُواطنًا كاملًا
خرج ليرى العالم للمرة الأخيرة وهنا شاهد الوُرود تغمرُ الوادي . ونظر إلى السماء . كيف يفقد هذا كلهُ وكيف أقنعوهُ أن البصر شيء لا قيمة له . هرب مُسرعًا وعندما غربت الشمس كان بعيدًا جدًا . نزفت كفاه وتمزقت ثيابهُ لكنهُ كان يبتسم .. رفع عينيه وراح يرمُق النجوم .

هناك لحظة تدرك فيها أن الخطأ يسود وينتشر من حولك . وهنا يُصبح الثابت على الحق كالقابض على الجمر . تشعر بالغربة والإختلاف . والأدهى أن لديك فضائل لكنهم لا يرونها . وقد يأتي الوقت الذي تقرر فيه أن تتخلى عن عينيك لتصبح كالآخرين . والأصح أنه آتٍ لاريب . لكن لو كنت محظوظًا سترى خيوط الشمس وقتها وتعرف فداحة ما ستفقده .

كلما رأيت الذين تخلوا عن القيم . أتذكر قصة ( العميان ) وأقرر أن أصمد . واعرف أن أولى خطوات الرضوخ ستكون هي لحظة انتزاع عيني . وستصبح حياتي أسهل وسأكون مُواطنًا مُحترمًا عندهُم . لكني أفلتُّ منهُم بمُعجزة ولحسن الحظ مع أمور أقل فداحة لان الهزيمة تترك مذاقًا مريرًا في الفم .. لاتحزن فلست وحدك . حتى الفراشات تدعوا لك .

نسمع ونرى تفاهات . مثل حرمانك لإنسان كان بحاجة لكلمة حُب وثناء . شيء فشلت فيه تمامًا لأن حركة المُجتمع أقوى منك . تفاهات تطوقنا من كل مكان . تكتشف مع الوقت أنه لايوجد بيت ولاحب ولاحارة ولا شارع . بل نادٍ كبيرلا تتعلم فيه شيء . وانك لاتختلف عن الآخرين وأن أي خطأ بعد هذا ستكون أنت المسؤول عنه . وفي النهاية يجد المرء نفسه يقود سيارته في بلاهة متجهًا إلى مركز الألم . أنا ذكرت الأشياء القابلة للذكر فقط . امدحوا بناتكم وأولادكم ونسائكم فوالله جُل ما يتمنونه كلمة ثناء بدل هذا الوهم والكبرياء والجفاء ...

بدلوا أفكاركم حتى يتغير سلوككم . ألا ترون الزهور رغم ضعفها تعطي رائحة زكية
تعلموا : بدلَ أن تُوزعوا الحُزن والألَم ... امنحوا الناس الإبتسامة والأمَل
وأنا قررتُ أن احتفظَ بعيني . حتى لو أصيبَ كلُ من حولي بالعَمى

2018 . 07 . 02