السبت، 7 مايو 2022

البعث ....الفكر والجهاد .. بقلم / د.حسن طوالبة

البعث .....الفكر والجهاد

د. حسن طوالبه 

رغم كل محاولات الدس والتأمر على البعث منذ التاسيس  الا انه ما زال الفكرة التي تحتاجها الامة في مثل هذه الظروف القاسية التي تعيشها , وما زال البعثيون هم المؤهلون لادارة دفة الدولة الحديثة القائمة على العدل والمساواة واحترام حقوق الانسان , ولذلك يظل السؤال مطروحا لماذا ظل البعث صامدا قويا في العراق والوطن العربي رغم محاولات التطويق والتشويه والتأمر ومن بعد ذلك  الاجتثاث والمسائلة ؟ . 

يكمن  بقاء البعث  في حيوية فكرته المعبرة عن حيوية الامة ذاتها .ويكمن نجاح البعث في انه وعى وعيا كاملا هويته الجهادية  التاريخية كونه نتاج هذه الامة .

 فالامة هي الاصل والبعث هو التعبير الحي والكبير عن ذات الامة وعن حيويتها وطاقاتها الخلاقة .

البعث منذ ولادته كان فكرة شعبية تعتبر الشعب اساسا واصلا في بناء الامة وفي حمل القضية القومية . فهو بالتالي حزب تاريخي لانه نشأ من الامة ومن تاريخها وتراثها .

وقد حرص البعث على ان تظل فكرته بحاجة ملحة الى تجديد   نضاله وتنظيمه لخدمة الامة وضمان مستقبلها وهو ما يجسده البعث اليوم , فهو المدافع عن عروبته وتاريخه وتراثه بوجه الطائفيين الذين يعملون على طمس عروبة العراق لصالح نظرية ولاية الفقيه . 

ويؤمن البعث بالتجديد في  نضاله وتنظيمه , كما انه يؤمن بالانسانية فلم ينسى هذا السر وهو في اشد الازمات والتحديات فلم يثأر منتقما من العدو المقابل , بل ظلت الانسانية ماثلة في تصرف أعضاءه المنتمين للحزب . 

اضطلع البعث منذ البداية بعمل تاريخي عظيم شبهه القائد المؤسس رحمه الله بالبحر المتحرك القادر على قذف الشوائب الى الشاطئ , فالبحر يختلف عن الساقية التي لا تستطيع ان تتخلص من الشوائب ولا ان تروي الامة في ظمأئها عندما يشتد بها العطش . فمنذ البداية نذر البعث نفسه لعمل تاريخي كبير , فلم يقبل باهداف محدودة او دور محدود , لان الله تعالى اراد للامة دورا تاريخيا مميزا في نشر رسالة الاسلام , وبناء حضارة عريقة امدت البشرية بمعين الرقي والثقافة . 

ولما كانت الحياة في احد اسرارها انها حركة دائمة لا تعرف التوقف باذن الله , فان من واجب الحركة الحية ان تضطلع بدور تاريخي , اكثر حيوية وحركة , فلا ترضى بالجمود والتوقف , لانها حركة ترفض ان تكون خارج الحياة وخارج حركة التاريخ . 

قراءة في فكر البعث واستجلاء محطات نضاله الطويل يكشفان عن اقوى سر بقاء حيويته وديمومته هو امتلاكه منذ نشأته قوة الروح وقوة الايمان وقوة التصميم , فبقاء البعث طيلة سبعة عقود مضت وحفاظه على حيويته هو نتيجة الايمان والروح والمعاناة التي عاناها البعثيون في مسيرتهم الجهادية , فقد سقط الوف الشباب شهداء على درب النضال , اضافة الى معاناتهم من السلطات الرسمية القمعية , سواء بالاعتقال والسجن او الحرمان من الوظائف او المطاردة داخل الوطن . وبالايمان تمكن البعثيون من مواجهة التحديات الانف ذكرها , وظل رائدهم الامل والتفاؤل .وقد جسد البعثيون في العراق بعد عام 2003 اروع مسيرة نضالية عرفها التاريخ الحديث ونضالات الشعوب المناضلة , اذ فقد البعث الوف  الشهداء خلال السنوات الماضية , والوف المعتقلين واضعافهم مهجرون في دول الجوار العربي ودول العالم . ورغم كل اساليب القمع التي مارسها نظام الحكم التابع لملالي ايران والادارة الامريكية , الا ان البعثيين تمسكوا بالمبادئ النضالية وتمكنوا من اجبار القوات الامريكية على الانسحاب من العراق 2011 . وما زال البعثيون يحملون راية الجهاد ضد المحتلين الفرس الصفويين . ويقفون سدا بوجه التيار الطائفي الذي ينفذه اعوان ملالي ايران في العراق .

الايمان ليست مقولة للمذاكرة , بل هو احد اشتراطات ديمومة البعث وبقاء حيويته . ولا يمكن الاستغناء عن الايمان لانه هو الشرط الرئيس للنجاح . فالذي ارتضى ان يكون عضوا في البعث وينال شرف الانتماء اليه لابد ان يعمر قلبه بالايمان العميق بمبادئ البعث واهدافه النبيلة , فالايمان يخلق الثقة والاندفاع ثم تتطور المعرفة بمبادئ البعث خطوة خطوة , حتى ينمو المناضل في صفوف الحزب ويكون مؤهلا لحمل رسالته الخالدة . فالذين عمر الايمان قلوبهم لم ينحرفوا ولم يتنازلوا عن مبادئهم رغم كل الظروف القاسية التي مرت عليهم . اما الذين انتموا الى الحزب ولم يعمر قلبهم بافكار البعث الاصيلة فقد انهاروا او انشقوا وساروا في درب الانحراف وانحازوا الى طوائفهم وقومياتهم واعراقهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق