السبت، 5 مارس 2022

البعث يدعو القوى المناهضة للاحتلال والعملية السياسية في العراق الى تحالف ستراتيجي ضمن الجبهة الوطنية العراقية

البعث يدعو القوى المناهضة للاحتلال والعملية السياسية في العراق الى تحالف ستراتيجي  ضمن الجبهة الوطنية العراقية 


حرص البعث منذ نشأته الاولى على قيام الجبهة الوطنية والقومية والتقدمية  بدأ من جبهة االاتحاد الوطني عام 1957 التي مهدت لقيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958, وبعد قيام ثورة السابع عشر من تموز عام 1968م حرص البعث في العراق على قيام الجبهة وطرح ميثاق العمل الوطني عام 1973م. 

حينها اصدر  المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي انذاك  بيانأ يقول فيه :( ان الميثاق من حيث معانيه واتجاهاته الرئيسية معاد للامبريالية ) ، وبعد مناقشات وحوارات بين اطراف الجبهة تمخضت عن قيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 1973.

بعد سنوات طويلة من التعارض والتناقض والاحتراب بالسلاح ولم تكن تلك اللحظة الا تتويجأ لجهود شاقة وطويلة تعرضت للمد والجزر اكثر من مرة حتى أمكن لهذه الجبهة ان ترى النور.

 وبعد ان وضعت الحرب العراقية الايرانية المفروضة على قطرنا العراقي اوزارها عام 1988 ، سارعت قيادة العراق الوطنية بعد اجتماعاتها المشتركة بمناقشة مسودة الدستور الدائم , الا ان العدوان الامبريالي الامريكي الصهيوني المبيت للعراق حال دون تحقيق هذا المشروع .

طرح البعث منذ يوم الاول للغزو والاحتلال مسألة قيام الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية للقوى المناهضة للاحتلال لانها الخطوة الاولى والايجابية نحو قيام جبهة وطنية واسعة وهي الصيغة الوحيدة القادرة على متطلبات النضال الوطني والقومي في هذه المرحلة الصعبة .

عند قراءة جديدة وموضوعية ومتأنية وهادئه للخطاب الصوتي للرفيق المجاهد عزة ابراهيم رحمه الله ، لمناسبة ذكرى تأسيس البعث والذكرى السادسة للغزو والاحتلال للعراق نجد فيها الجرأه والوضوح في موقف البعث من التحالف الاستراتيجي الشامل والعميق مع القوى الرافضة للاحتلال ، كما ونجد في هذا الخطاب دعوة مخلصة لهذه القوى ،  للعمل الجبهوي حيث اكد على :  (ان العمل الجبهوي الشعبي الموسع القادر على استيعاب كل قوى الشعب والامة الخيرة المقاومة من اقصى يمينها الى اقصى يسارها وتحريك جماهيرها وتثويرها في مرحلتي التحرير والبناء ).

 التحالف الجبهوي المنشود يجب ان قائم  على ثوابت التحرير والاستقلال القائم على اسس الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة بعد التحرير ، لانه لاتستطيع اي حركة او حزب او تيار ان ينفرد في قيادة البلاد ،  طالمأ هناك استحقاقات دماء وتضحيات سالت على ارض العراق ولكل ابناء الشعب .

وكما جاء في اول بيان للبعث بعد الاحتلال يقول فيه : ( من يحرر العراق هو الذي سيحكمه) وقد ثبت عبر التجربة الطويلة وخاصة تجربة الغزو والاحتلال خلال ثمانية عشر سنة (ان اي انفراد او تفرد لقيادة المسيرة وباي حجة كانت سيقتل الامال الكبيرة والاماني العزيزة التي يتطلع شعبنا وامتنا ) .

ويضيف الرفيق الامين العام في كلمته الصوتية القول :  (ان قوتنا وعزتنا لاتليين وسلاحنا الاقوى والامضى في صراعنا مع اعدائنا ,اعداء الله والانسانية هو في وحدتنا الداخلية اولا ومدى قوتها وصلابتها وسلامة بنائها , ثم في تواصلنا الدائم مع شعبنا وجماهيره الثائرة المقاتلة ثم تضامننا وتحالفنا مع كل قوى الخير والجهاد والرفض الاصيلة في شعبنا وامتنا احزابا ومنظمات وتجمعات وفصائل وعشائر وشخصيات في جبهة كفاحية عريضة تتركز على قاسم مشترك مقدس وتنطلق منه هو الجهاد الدائم المتصاعد حتى تدمير الغزاة وتحرير الوطن العزيز واعادة مسيرة البناء الحضاري لبلادنا المجاهد ).

في ضوء ماتقدم نثبت الحقائق  التالية التي ترتكز عليها جبهتنا الاستراتيجية  :

الحقيقة الاولى:

ان الطريق الوحيد والاساس في تحقيق النصر الحاسم والسريع على الغزاة المحتلين وعملائهم هو التحالف الجبهوي العريض القائم على المحبة العميقة للاخر وليس قبوله فقط , والتسامح وسعة الصدر وتحمل المقابل بل حمله على الاكتاف ان تطلب الامر لمصلحة الشعب والامة , ومن هذا نناضل من اجل اقامة قواعد الجبهة الوطنية في اطار مبدئي سياسي جهادي يسع لجميع كل على قدر امكانياته وهمته اي موقف الحد الادنى لرفض الاحتلال الامريكي والصفوي الفارسي الشعوبي ومحاربته والعمل على اخراجه , كما علينا بهدوء الاعصاب والابتعاد عن التهور والتسرع في اصدار الاحكام على الاخرين ونستعين على الامر بالصبر لان الله مع الصابرين .

الحقيقة الثانية :

ان الجبهة ليست وسيلة صعود حزب او جماعة لتسلط بعد التحريروانما هي جبهة المقاوميين للاحتلال وعمليته السياسية المخابراتية الفاشلة البائسة وليكن شعارنا الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة ) ولا للاقصاء والتهميش ولا للحزب الواحد والقائد. 

الحقيقة الثالثة :

يجب ان يدرك الجميع ان معارك العراق بعد التحرير ستكون اكثر تعقيدأ وصعوبة من معارك التحرير (لان العدو سوف لن يتركنا حتى بعد الانتصار وسيحاول ان يزرع لاسامح الله في بعض مفاصل جبهتنا ووحدتنا عملاء واذناب يحركهم ساعة ما يريد ووفق اساليبيه الخبيثة وامكانياته الهائلة في هذا المجال ولنا في التاريخ العربي والعالمي ماحصل بحركات التحرير التي سبقتنا في الجزائر وفي فلسطين ).

الحقيقة الرابعة :

ان مرحلة التعارض والتناقض والاحتراب التي سادت اكثرمن نصف قرن ، (يجب ان تصفي عبر عمل جبهوي اخوي ورفاقي صادق وجدي لامجال فيه لعقلية التأمر والانفراد والتكتكة .... ان بناء المناخ النفسي للمستقبل يبدأ الان وليس بعد التحرير ) .اي بناء الثقة وأزالة عوامل التوتر والشك والريبة بواسطة الاعمال وليس بالاقوال المعسولة وحسن النية والصدق وبدونهما لايمكن ان نتجاوز عقدة الخوف والانفراد بالحكم بعد التحرير .

الحقيقة الخامسة :

نرى احيانأ ونسمع من بعض انهم ينتمون الى فصائل الجهاد الاسلامية الشريفة والتي نكن لها كل الحب والتقدير والاحترام ولمقاتليها كل الود , كلامأ عن البعث وتصرفأ يسيى الى مسيرة الجهاد والتحرير (اذ المطلوب من جميع القوى المجاهدة اليوم التألف والتوافق بل الاتحاد والاتفاق الكامل على ثوابت المسيرة الجهادية المقدسة... وانا لااعتقد مثل هذه التصرفات تصدر عن مجاهد مسلم مؤمن حقأ , ولافرق عندي بين البعثي والاسلامي في الجهاد , بل اخذ بمدأ (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) واقول للاسلامين في فصائلهم وتنظيماتهم انكم تمثلون ركنا اساسيأ من اركان المقاومة وان البعث المؤمن الذي اغنته التجربة الطويلة ومحصته هذه المحنة الكبيرة ,لم يعد يقبل ويجاهد من اجل دنيا اوحكم اوجاه اومال وانما جهاده خالصأ لله والوطن وهو اليوم صاحب الرسالة الخالدة رسالة العروبة والاسلام وليس طائفيأ ومذهبيأ وليعلم الجميع اننا لانريد وليس من شيمنا الايمانية العربية والاسلامية ان نتفاخر على احد من رجال مسيرة العراق والامة وكلهم ابطال مؤمنون مجاهدون نتفاخر بهم ونفتخر بجهادهم , اما الاداء الجهادي والتضخيات علمها عند الله علام الغيوب وهو الذي يحصيها وهو الذي يثيب عليها ) الرفيق عزة ابراهيم رحمه الله .

الحقيقة السادسة :

ان الرفيق المجاهد عزة الدوري رحمة الله عليه دعى  "الشرفاء من العراقيين الرافضين للاحتلال من نسمع اصواتهم سواء كانت خافتة او عالية  ان يحددو موقفأواضحأ وصريحأ من هذا المشروع الجبهوي ولنا من شعبناالذي ضرب المثل والقدوة المتقدمة على الاحزاب والتيارات والشخصيات الرافضة للاحتلال في التتضحية والعطاء والفداء " وخاصة شباب انتفاضة تشرين المجيدة .

وتعلمون علم اليقين ان التاريخ لايرحم علينا وعليكم من يتخلف عن هذه الدعوه ,ويجب ايضأ ان نحذر العدو الامريكي الصهيوني والصفوي الفارسي الشعوبي ونحذر قول الزور والنفاق والدجل والشرك وضعيفي الايمان .

الحقيقة السابعة :

ان التفاعل يجب ان يزداد الان وليس غدأ من خلال الاجتماعات واللقاءات والحوارات بين الفصائل والحركات والاحزاب والتيارات والشخصيات الرافضة للاحتلال , وينبغي ان ينظم من خلال لجنة تنسيق ولابد ان يكون الاطلاع على الاراء السياسية والاجراءات الادارية ويقول المثل الريفي (البخور يطرد الخبث) ونحن نقول (الوضوح يطرد الخبيث مثلما تطرد الشمعة الظلام )........

فالاساس الجوهري بالتفاعل وبدونه لامعنى لآي تحالف فالرفيق عزة ابراهيم الامين العام للحزب رحمه الله يقول (يكفينا من التجارب ويكفينا مزيدأ من التقاطع والتدابر واستخفافأ , فالمسوؤلية التاريخية على عاتق البعث العظيم  فقد اغنتنا وبصرتنا تجارب الماضي المرير ) أذن ماذا نستفيد من الجبهة ؟ ماذا نستفيد لو عشنا متناحرين ؟ ومالذي استفاد منه شعبنا من خلال ظروف التناحرات السابقة ؟ وماذا استفاد الوطن ؟ فالكسب والاستفادة بالحسابات الستراتيجية في دعوة الرفيق رحمه الله بقيام جبهة شعبية واسعة لمرحلتي التحرير والبناء وليس الاستفادة بعقلية نقابية بعيدا عن التصور الستيراتجي التي تنشده هذه الرسالة رسالة الحق للقوى الرافضة للاحتلال بتحالف استراتيجي شامل وعميق مع البعث وعلى ضوء هذه الحقائق فالوحدة والتوحد والتحالف يجب ان تقوم على اسس رصينة وعلى وضوح كامل لكل الاطراف لمالها وما عليها وفق حجمها وامكانياتها وتواجدها وادائها .

ان هذه الافكار والروىءالتي وردت في صوت الحق لابد من دراستها بعمق ونتطلع قدمأ لتجد طريقها الى النور فعلآ جهاديأ ووطنيأ مخلصأ لتتظافر جهود خيرة ابنائه .

وقد افرزت الثمانية عشر السنوات الماضية من الاحتلال البغيض صدقيتها وعمق تعلقها بقضية الوطن بعد عمدت بدماء زكية للالاف من رفاقنا والاشراف من ابناء وطننا وابناء العروبة المؤمنة حيث توجت بانتفاضة شبابية انتفاضة تشرين وباذن الله تتحول الى ثورة شعبية عارمة بعد ان ينطبق النصفان في معركة التحرير . فنحن  ومن خلفنا شعبنا العظيم في عراق المقاومة والجهاد نتطلع الى ارادة عراقية وطنية ترتقي فوق تباين الاراء والافكار لتوحيد جهود الخيرين من ابناء العراق البرره في اطار تحالف جبهوي استيراتيجي شامل وعميق لتكون باب مفتوح لكل قوى الخير في وطننا ولم تستبدل تحالفاتها السابقة اطلاقا و " نجعل حزبنا وحلفائه واصدقائه ومؤيديه وجماهيره مرجعية لكل من يريد ان يساهم في مسيرة الكفاح لتحرير العراق والامة " فنحن في قيادة البعث نقدس العمل الجبهوي ونعتبره في كل الاحوال والمراحل ضرورة تاريخية ملحة لمسيرة الامة الكفاحية الجهادية ... وسنبقى نناضل من اجل ادامة العمل الجبهوي وتوسيعه وتقويته " .                  

                                                                                                                                                       

الرفيق / ابو عامر

اواسط اذار2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق