الثلاثاء، 8 مارس 2022

سؤال يحتاج تفكير وضمير حي / بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

سؤال يحتاج تفكير وضمير حي 

د- فالح حسن شمخي 



السؤال الذي طالما كان ولازال بحاجة إلى إجابة و هو : كيف استطاع حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة العراق على مدى 35 عام  ؟ فالشعب العراقي الذي يتوزع بين مناضل جسور يتحدى المحتل الايراني ومن قبله الامريكي وتابعيه بإرادة لا تلين وبحس عربي و إسلامي قل نظيره في عالمنا المعاصر وبين من ربط إرادته بإرادة الأجنبي ،  وهنا ليس مهما إن كان هذا الأجنبي أمريكيا أو أوربيا أو فارسيا  ، المهم إن هذا الصنف الثاني من الذين ارتبطت اسمائهم  للآسف بالعراق العظيم ، عملاء، أذلاء ، خانعين ، أذلهم الله بالدنيا والآخرة و أخزاهم  ، وبين هؤلاء الاثنين الاول والثاني نجد البعض من الذي امتلك القدر على التلون على المواقف كما تتلون الحرباء ومنهم من استطاع الرقص على حبال السياسة كراقص السرك المحترف وهؤلاء باعتقادنا هم الأكثر خطورة على العراق وأهله.

المناضلون الوطنيون الأحرار هم أمل العراق و الأمة العربية الإسلامية في وقت الشدائد والمحن رغم انهم يتعرضون وتعرضوا  إلى الإقصاء والتهميش والقتل والتعذيب والاعتقال والتغييب ، والسبب في ذلك يعود إلى إن العناصر من الفئة الثالثة فئة الراقصين والمطبلين والمزمرين والانتهازيين تلعب لعبتها في إبعاد العناصر الوطنية والقومية المناضلة من ساحة العمل النضالي وبأساليب ملتوية ومستترة وشاذة ، الأمر الذي يجعلها خافية الى حد ما على من حباه الله بسريرة نقية وامتلاء فكره وقلبه بالخير والتسلح بقيم وصفات الفرسان ، ليس غريبا علينا هروب المخادع والراقص والمطبل كالفأر المذعور من السفينة وقت شعوره بغرقها ليظهر بلون أخر كالحرباء ليركب سفينة أخرى ، وليس غريبا على التأريخ أن يترك الوطني ، القومي ، الصادق ، الأمين ، الشجاع وحيدا في المركب ليتحمل وزر ما اقترفه الانتهازي البغيض ليطهر الأرض والعباد من رجس ونجس المحتل وتابعيه ومن أصاب قلبه المرض وانحرف باتجاه الهاوية ، الهاوية التي يكون سببها الغل والحقد الأعمى والمال والمناصب الدنيوية الزائلة أو هي قصاص من الله سبحانه وتعالى الذي يعرف ما في القلوب من مرض، فزادهم مرضا ليحرمهم من شرف الدنيا والآخرة ، الشرف الذي اجتبى به عباده الصالحين ، الصابرين الذين يقولون:  (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وعاقبة هؤلاء الرجال الصابرين ، المجاهدين معروفة كما إن عاقبة الفاسقين معروفة ونحن هنا نذكر بكلام رب العزة في كتابه الكريم وفي سنة رسوله الأمين صلوات الله عليه.

كيف استطاع حزب البعث العربي الاشتراكي  قيادة سفينة العراق وهي تحمل ما تحمل على ظهرها من تنوع حاد ذكرناه أعلاه والذي يصعب معه التمييز والتفريق ما بين الخير والشرير ما بين الانتهازي اللئيم والمناضل الحقيقي ما بين الراقص والمداح   تزلفا  ، كل ذلك و السفينة تبحر في بحر هائج يعج بالقراصنة والحيتان ، بحر يتحكم به قراصنة من نوع جديد ، قراصنة مخادعين ؟ سؤال طالما فكرنا بالإجابة عليه وتحاورنا به وكنا لا نملك إلا القول : (الله يساعد قيادة الحزب على هذا الشعب) ، شعب يريد أن يأكل ويشرب ويتمتع ويشاكس ويحارب من اجل الدفاع عن السيادة والعزة والكرامة ، شعب يحب ويكره في نفس الوقت ، له اكثر من صورة ووجه ، شعب يمتلك الطيبة و القسوة في نفس الوقت .

تمكنت القيادة الوطنية من ادارة الدفة  وسفينة العراق تبحر في بحر الظلمات في ظل تحكم القرصان الامريكي والصهيوني والفارسي ، تمكنت القيادة الوطنية على مدى   35 عام من تحقيق  الخير والرخاء ، مجابهة السنين العجاف في ظل الحصار الجائر الذي احرق الأخضر واليابس وحروب مدمره فرضت على العراق من جار طامع ، حاسد ، حاقد ، يتستر بالدين ابتلا العراق  به .

حصار فرضت على العراق من اجل النفط والاعتراف بالكيان الصهيوني  ومن اجل أن لا يرتقي العراق إلى مصاف العالم المتقدم صناعيا ليعيد مجد الأجداد.

كيف تمكنت قيادة العراق و شعبه  ؟ 

سؤال صعب لكن الإجابة عليه جاءت هذه الأيام في ظل العملية السياسية التوافقية والمحاصصاتيه التي اسسها محتل غاصب ،  قد تكون الاجابة متأخرة ، لكن الشعب ادركها وتعرف اليها بوضوح ، اذا خرج في ثورة تشرين وسيستمر بالخروج للمطالبة بحقوقة وسيادة بلده ، خرج الشعب بعد ان توصل الى نتيجة تفيد بأن قيادة البعث للعراق كانت ناجحة مع ماشابها من اخطاء ، مشخصة ومعروفة . 

سؤال يحتاج لتفكير وضمير حي .

( كيف استطاع حزب البعث قيادة العراق )؟؟

 (وهل من الممكن ان ياتي حزب اخر يستطيع قيادة العراق وشعبه )؟؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق