الأربعاء، 16 مارس 2022

نحن والخمينية والخامئنية كتاب مفتوح / القسم الاول/ اعداد / الباحث والكاتب السياسي جابر خضر الغزي

نحن والخمينية والخامئنية كتاب مفتوح

القسم الاول

 اعداد / الباحث والكاتب السياسي

 جابر خضر الغزي

المقدمة : لانريد ان نتحدث عن العلاقات العراقية الايرانية البعيدة منذ نبوخذ نصر والسبي البابلي ، وكيف تعاون كورش مع اليهود في احتلال بابل التي كانت تمثل مركز الحضارة الانسانية في العالم القديم باسره . وانما نتحدث عن التاريخ الحديث الذي عشناه جميعا .

من حيث المبدا بأن العراق وايران جاريين تمتد حدودهما المشتركة اكثر من 1200 كم وبلدين مسلمين ، بينهما تاريخ مشترك ، وتداخل اجتماعي ، بحيث كنا ولا زلنا نتمنى ان تكون ايران المسلمة جارة وصديقة للعراق وللامة العربية لتكن قوة إضافية لمواجهة الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي . 

نتذكر جيدا بعد قيام ثورة 17 - 30 تموز 1968 م في العراق تبنى شاه ايران الامريكي معاداته للنظام الوطني الجديد ، حيث حرك التمرد الكردي في شمال العراق بقوة وهو غير مؤمن اصلا بالقضية الكردية ، كقضية قومية انسانية عادلة ، ولا بمطاليب شعبنا الكردي المشروعة، حيث ساهمت ايران الشاه بتنفيذ المخطط الامريكي والصهيوني ضد العراق ومسيرته الوطنية والقومية الانسانية ، حيث استنزفت ايران الشاه العراق طاقات بشرية ومادية وعسكرية ، مستغلا هذه الظروف في بداية الثورة وذلك بالغاء اتفاقية الحدود بين البلدين وسيطرة النظام الايراني الشاهنشاهي على مناطق عراقية واسعة وعلى طول الحدود ومنها نصف شط العرب.

حيث اضطر العراق في حينها لتوقيع على اتفاقية الجزائر مع شاه ايران ، بواسطة المرحوم هواري بومدين رئيس جمهورية الجزائر تنهي بموجبها ايران دعمها للعملاء وعلى ضوء ذلك اعادت العلاقات الطبيعية بين البلدين .

اما بعد مجيء الخميني رحمه الله اثر ثورة شعبية اسقطت حكما ملكيا باغيا فاسدا تحت شعارات روحية اسلامية وديمقراطية ، وهذا ما افرح العرب والشعب العراقي بصورة خاصة لاننا نؤمن من حيث يكون الاسلام يكون نفس من العروبة ، وعلى ضوء ذلك كان العراق اول دولة بادرت لتأييد الثورة ألإيرانية ،الا ان الخميني رد على برقية الرئيس العراقي طيب الذكر أحمد حسن البكر رحمه الله برسالة سيئة للغاية لا تعبر عن اخلاق دينية ومنها ديننا الاسلامي الحنيف وختمها بعبارة " والسلام على من اتبع الهدى " وهذه العبارة في أدب الاسلام تقال للكافر، ثم رفعت الثورة الايرانية شعار " تصدير الثورة " وطريق القدس يمر عبر بغداد او كربلاء !! .

تلت ذلك الاغتيالات التي طالت قادة العراق والاعتداءات على الحدود العراقية ومثبت تلك الاعتداءات لدى  وثائق الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي  والجامعة العربية ، حيث وصل الامر بأحتلال أراضي عراقية وسقوط طيار ايراني في الاراضي العراقية قبل بدء رد العدوان 22 ايلول 1980

" أن هذا الصراع الذي نلمس او نتابع تطوراته وآثاره يوما بعد يوم ليس من العدل في شيء وليس من النزاهة في شيء ولايمت الى القيم السامية التي ينتسب إليها "1

ولا يجوزلايران نظام الخمينيان تتعامل مع النظام الوطني في العراق " وكأنه هو الممثل للفساد ولما شاهدوه وعانوه في بلدهم فشتان بينما كان سائدا زمن الشاه وبين الحياة الصحيحة السلمية التي يحيها العراق . أن أي منصف يستنكر هذا التجني ولا يسع المنصف الا ان يرى روح الإحقاد التأريخية وغير ألتاريخية وراء هذا التجني غير المشروع وغير المبرر " 2

فان الثورة الايرانية عام 1979 ليست هي الثورة الاولى في العالم ، وان العراقيين اسقطوا الملكية في العراق عام 1958 اي قبل سقوط نظام شاه ايران اكثر من عشرين سنة .

وعلى ضوء ذلك ان الامة العربية والاسلامية  والعراق بصورة خاصة تتمنى ان تكون ايران المسلمة جارة وصديقة للعراق والامة العربية بعد ان يدرك حكامها لخصوصيات الواقع العراقي والعربي بكل اشكالياته وتعقيداته واحترام كل مكوناته الوطنية والقومية والدينية والاجتماعية المتعددة والتسليم بقدرة الامة العربية على مواجهة التحديات والمخاطرالمحدقة بالعلاقات بين اقطارها وبين جماعاتها بعيدا عن التدخلات الاجنبية في شؤونها الداخلية وعدم جعلها حديقة خلفية للاطماع الاقليمية والسعي لتجاوز تلك الحساسيات  والرواسب التي ما زالت تتحكم بهذه العلاقة ،  كما ان الامة العربية  تدرك جيدا  بصدق البعد الستراتيجي والحضا ري للعلا قة مع ايران بأنها سندا للعرب والمسلمين على كل المستويات السياسية والاقتصادية والامنية والدفاعية والاجتماعية، وباعتقادنا أن هذا التصور يشكل المدخل الطبيعي لكل الإشكالات والالتباسات القائمة .

هل نحن قادرون على تجاوز جراحات الماضي وحساسياته لكي نستطيع إفشال المشروع الامريكي الصهيوني ؟

الرؤية العربية لايران ورؤية ايران للعرب

لقد حددنا الرؤيتين في هذا القسم بموضوعية بعيدا عن التكتكه والمجاملات والتزويق ، إنما وضعنا الحقائق كماهي لكي نحدد علاقة راسخة ومبدئية تأخذ الابعاد التأريخية وغيرالتأريخية والدينية والجغرافية ، كما اكدنا على الطرفين ان ينظران بعيون متبصرة لمجريات الامور وقراءة المشهد قراءة موضوعية واخلاقية وبتجرد والترفع عن المصالح الانانية الضيقة ، فاننا نحتاج الى دراسة علمية دقيقة للواقع الراهن ، وعندما استعرضنا تلك العلاقات الحالية ، نجد المنهج الاول الذي يستسلم لقراءة تشاؤمية فلا يرى في الامة العربية سوى عوامل الضعف والتجزئة ، وفي إيران الاطماع والتوسع بتصدير ثورتها على الاقطار العربية بقيادة ولاية الفقيه وفيها عناصر القوة ، وبالتالي ان الانظمة العربية تزداد بفعل هذا المنهج ضعفا على ضعف وتراجعا على اثر تراجع وخاصة بعد غزو واحتلال العراق من قبل الشيطان الاكبر الادارة الامريكية .

أما المنهج الاخرالمغاير فيغرق في تفاؤل مبالغ فيه ( فلا يرى في العلاقة مع إيران قوة ومنعة للعرب والمسلمين ويهمل الاعداد الصحيح لهذه العلاقة التي تهتم بأغلاق الثغرات والاختلافات ، واعطاء الحلول الصحيحة لتلك الاشكالات من اجل بناء علاقة

مستقبلية لكي تكون إيران المسلمة جارة وصديقة للعرب). 3

 

المدخل : هناك من العرب من يعتقد أن إيران تتدخل في الشأن العربي وتعقد الصفقات مع القوى الكبرى على حساب مصلحة الامة العربية الى جانب التسويف والمماطلة ، وما فعلته في كثير من المسائل ويمكن الاستدلال على وجهة النظر هذه بإحداث ووقائع شتى في العراق والخليج العربي وفلسطين وسوريا ولبنان واليمن والسودان والمغرب العربي ، وسنأتي عليها بالتفصيل .

( وقد دفع هذا الامر ببعض الاقطار العربية الى محاولة " كف الشر" عنها بذهاب مسؤوليها الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بقصد إرضائها ، أما بالتظاهر انهم مع سياستها او انهم ضد اعدائها ، وان العدوان على إيران _ إن حصل _ فلن ينطلق منها ) 4 الشرق الاوسط اللندنية رضوان السيد

إماالبعض الاخرفقد اعلن صراحة العداء مع ايران وقطع كل علاقة في حين اتجه فريق ثالث الى استمرار العلاقات على " دخن " حسب التعبير الريفي العراقي مع اتباع سياسة مزدوجة تعلن إيثار التوحد وتثير المخاصمة كما ظهر في الوثائق التي نشرها ويكليكس والتي تقول "بعداء السياسات الايرانية تجاه الدول العربية، وتطلب حماية امريكية منها " 5

والفرس يضمرون بخلاف ما يظهرون وهو ابرز ما يميز السياسة الايرانية التي أصبحت اكثر وضوحا في ظل العمائم!! ويذهبون في رأيهم هذا بأن إيران كانت ولا زالت الا تتوسع الا على حساب  جيرانها العرب ،فأحتلوا بابل وفق صفقة تأمرية مع اليهود كما تسببوا بالاطاحة بالدولة العباسية وسقوط بغداد على يد هولاكو بعد خيانة ابن العلقمي الوزير الفارسي ثم كان الاحتلال البويهي الفارسي لبغداد ومن بعده السلجوقي والصفوي .

وفي العصر الحديث واصلت ايران تأمرها وعقد الصفقات مع الدول الكبرى و( إسرائيل ) من فضيحة إيران كيت اثناء حرب الثمان سنوات مع العراق 1980 _ 1988وتم فشلهم ، وواصلوا التخادم السياسي والتعاون مع الامريكيين في العدوان الثلاثيني وما صاحبها من دعم صفحة الخيانة والغدر تكملة 1991 الى غزو واحتلال الامريكي للعراق في نيسان 2003. 

 يتبع   

 اعداد / الباحث والكاتب السياسي

 جابر خضر الغزي

 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق