بكى لوريا ...وأنت لا تستحي ياصخيل
من اجل حملة وطنية ودولية لانقاذ سمعة وهيبة الجامعة
العراقية
ا.د. عبد الكاظم العبودي
استاذ متمرس في التعليم العالي
كم ضحكنا ونحن فتية عندما كنا نتنافس على الفوز بامتياز على اعلى
المعدلات في امتحان الدراسة الثانوية ، والتي شاع عند العامة من الناس في العراق
مزحا، (انها شهادة قد أبكت الفتى لوريا)، وما سميت به شهادة التعليم الثانوي
رسميا(شهادة البكالوريا) بمثل هذا المسمى الدولي جاء ربما من اصل لاتيني على ما
أظن، لتعقبها للطامحين شهادات راقية تالية بدرجات البكالوريوس والماجستير
والدكتوراه
وهكذا شددنا الرحال جيل بعد جيل ، بعزم وثقة الى كليات وجامعات التعليم العالي في العراق، فكنا طلبة وخريجين واساتذة نبني صروحا علمية واكاديمية بات مفخرة للعراق وللعالم أجمع.
حتى جاء الاحتلال الامريكي البشع 2003 وما بعده ليتم الانتقام بكل حقد وتصميم لتدمير العراق والشروع بتصفية واغتيال ومطاردة عشرات الالوف من علماء واكاديمي العراق، ويفتح الباب واسعا أمام تسليط تفاهات الاميين من الجهلة والاغبياء والمرتزقة على الصروح العلمية العراقية الراقية؛ حتى وصل الامر ببيع ومنح الشهادات المزورة ، بكل انواعها ، وحسب المواصفات والطلب، و يزود بها كل من هب ودب، لاجل استغلال ورقة الشهادة تلك، اما للوجاهة السياسية الفارغة، أو حتى منح الالقاب العلمية والارتزاق بها لشتى الاغراض.
ووصل الامر عند العامة من الناس الى مخاطبة الحمار بعبارة دكتور او استاذ، سخرية وانتقاما لهؤلاء الذين عينتهم وزارات امثال على الاديب وحسين الشهرستاني وبقايا مطايا الاحتلال .
ما يتندر به العراقيون هي مرارة تعبر عن واقع مرعب ومؤلم وقاسي حيث يشاهدون ويسمعون عن تلك العناوين والدرجات العلمية التي منحت للجهلة و التي صارت توزع بها الشهادات والدرجات الوظيفية من قبل نصابين فتحوا مكاتبهم في الحي الشعبي المعروف (سوق مريدي) حيث يمكن لمن يدفع 50 دولارا فقط ان يحصل لأي حمار ومتخلف، وخلال عشرة دقائق فقط، على اية شهادة جامعية او حتى على لقب علمي ، وشهادة وظيفية ، وسيرة ذاتية وعلمية، وحسب طلب صاحبها، وهكذا وعلى الفور تتم مصادقتها واعتمادها، وحتى يتم التعيين بها في دوائر "دولة اللا قانون" ويتباهى بها نواب البرلمان الامي الكسيح، وانتشر هذا السرطان حتى الى الجامعات الحكومية والاهلية التي تم تأميمها والاستيلاء عليها طائفيا لمصلحة هذا الحزب أو ذاك
أمام هذه الكارثة التي تستشري أمام الجميع و بشكل وقح داخل وخارج العراق ندق ناقوس الخطر ونضع الجميع أمام مسؤولياتهم الاخلاقية وندعو الى تجنيد وتنظيم حملة وطنية ودولية عالمية، وفي مقدمتها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لفضح هذا السلوك اللا اخلاقي، ومحاسبة مرتكبيه، داخل العراق وخارجه، ومنع السمسرة والمتاجرة في منح الشهادات والالقاب العلمية على من لا يستحقها. ولا بد من اعادة الاعتبار لقيمة الشهادات العلمية العراقية وتزكية وانقاذ جامعاتها العريقة احتراما لكل ذلك الرصيد العالي والكبير الذي حازته الشهادات العراقية بكل تخصصاتها ومن اغلب جامعات العراق، منذ تأسيس التعليم العالي العراقي وقبله التعليم الثانوي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق