الاثنين، 19 فبراير 2018

الحقيقة الصارخة التي يتناساها الجميع ا.د. عبد الكاظم العبودي





الحقيقة الصارخة التي يتناساها الجميع


الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي 


ا.د. عبد الكاظم العبودي

كثيرون هم شهود الجرائم النووية الفرنسية في رقان، منهم كانوا بالأمس في القاعة يجلسون أمامي ، منهم من تحدثوا لي عن كثير من الحقائق المغيبة والصارخة ، مما يراد نسيانه وعدم سماعه منهم.
تراهن فرنسا على ازدياد سعة وتلف ثقب الذاكرة الجزائرية كي يطوى هذا الملف.
هذه الصور التي بينها 58 سنة تناست المنشورات والكتابات رحيل رجال شجعان ربما لم تسجل الكاميرات الاستدمارية صورهم ، أو وثقتهم ولكنها لم تنشرها الى العالم، وتعمدت الى اليوم تجاهل حتى اسمائهم كمفقودين ... ولكن الله يظهر الحقائق فهناك شهادة هامة لمجاهد نقل الى احد المعتقلات الاستعمارية في الغرب الجزائري ، ربما الى منطقة تلاغ أو غيرها، فوجد المعتقل فارغا تماما من المعتقلين والاسرى خلال تلك الفترة ، لكنه عرف ان كل السجناء الذين كانوا هناك قد نقلوا الى رقان . وشهادات أخرى متطابقة وردت في أحاديث يجري التكتم عليها فرنسيا أن هناك ضحايا تم شدهم الى اعمدة في صفوف متباعدة ومسافات مدروسة وكانوا موثوقين وهم أحياء في تلك الليلة الوحشية متروكين حول منطقة الصفر النووي بحمودية لتعصف بهم عاصفة التفجير النووي الفرنسي الاول وليستخدموا كجرذان تجارب بشرية في تفجير نووي بالبلوتونيوم بلغت طاقته التفجيرية أكثر من 60 كيلو طن ومثل غيرهم ممن يعدون بالألوف من سكان رقان من سكنة قصور توات وعلى امتداد أكثر من مئات الكيلومترات في عمق الصحراء حيث استمرت الغمامة النووية لأيام بعد التفجير وبمسافة لطول الغيمة وحدها بلغت 120 كم وهي تتجه ببطء نحو الجنوب الشرقي لاقليم توات والحمودية لتسقط حممها المشعة فوق ساكنة الصحراء .
لم أجد في كتابي الاول في بداية تسعينيات القرن الماضي وانا ابحث عن جرائم الاشعاع عنوانا يصف هول تلك الجرائم الا عنوان (بشر نعم ...فئران بشرية لا)
للأسف وحتى اليوم اصاب بالقلق والفزع عندما تترجم الصور الخاصة بالمانيكات، التي يوحي بها الإعلام الغبي والكاذب والمضلل وكأنها صور لضحايانا من شهداء المحرقة النووية الفرنسية ، في حين أنها مجرد صور للبدلات العسكرية الخاصة بالحماية الإشعاعية لصنوف القوات الفرنسية المجرمة ينشرها الإعلام وكأنها صور لأولئك الضحايا من الشهداء الجزائريين من المجاهدين والأسرى الذين قتلوا بدم بارد في هول ذلك التفجير النووي الأول ، المسمى " اليربوع الأزرق " وما بعده ظل مجهولا.
وما بين الصور اترك صورة لبطاقة بريد احتفالية مختومة بتاريخ يوم التفجير وصورة واحدة أخرى حملتها معي من رقان من بين صور أخرى سأنشرها لاحقا عن الضحايا الجدد من المولودين أخيرا مسهم الضرر في الأصلاب بعد 58 سنة وهم مجموعة من ألأطفال المسرطنين وغيرهم من صور الأجنة التي تسقط من الأرحام في تكرارات عشرات حالات الإجهاض ولا نتحدث اليوم عن حالات التشوهات الخلقية المتكررة والعقم وتزايد معدلات وأنواع السرطانات المرعبة.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق