الخميس، 18 يناير 2018

لبنان نبض البعث د ـ فالح حسن شمخي



لبنان نبض البعث
د ـ فالح حسن شمخي

كانت قيادة الحركة الوطنية في لبنان بأيدي السياسيين التقليدين  المنتمين إلى الطبقة البرجوازية الليبرالية وكان يسود فيها تياران احدهما يتجه نحو القومية العربية ويدعو للوحدة وبخاصة مع  سوريا باستثناء الجبل فيترك لأكثرية سكانه والتيار الثاني انعزالي يخشى هذه الوحدة ويرفض الفكرة القومية ويتطلع إلى الحماية الأجنبية ظنا منه بأنها السبيل إلى حمايته والمحافظة على امتيازاته ، وعندما نالت لبنان استقلالها في منتصف الأربعينيات جرى نوع من الاتفاق الضمني بين السياسيين على التمسك بكيان لبنان بعيد عن التطلع لحماية أجنبية أو وجدة عربية وراحوا يقتسمون مراكز الدولة ووظائفها على أساس طائفي وأصبح الاتفاق غير المكتوب يعرف (الميثاق الوطني ) ، وقد استمرت سيطرة السياسيين التقليدين وفق الميثاق المذكور الذي عمق الجانب الطائفي والعشائري والانعزالي وابعد لبنان عن تحقيق الانسجام الروحي والثقافي والسياسي بين أبنائه كما أبعده عن الاندماج في تيار العروبة بمعزل عن الخوف والعقد والأوهام التي غرسها الاستعمار الأجنبي .

بعد  عودة المرحوم احمد ميشيل عفلق والمرحوم صلاح البيطار من الدراسة في باريس في الثلاثينيات عملوا كمدرسين في جامعة دمشق ومن هناك بدأت المرحلة التبشيرية بمبادئ وأفكار وأهداف وشعار البعث والتي امتدت منذ 1935م حتى عام 1943م ثم بدأت تتداخل خطوطها مع مرحلة التبشير التنظيمي والتي تعتبر مرحلة التأسيس والتي اتسعت ساحتها في أوساط الطلبة والمعلمين والمثقفين .

في بداية 1941م كان البعثيون قد أصدروا بياناً سياسياً باسم (حركة الإحياء العربي) ، وقد شهدت سنة 1945م لقاء المرحوم أحمد ميشيل عفلق القائد المؤسس والمرحوم صلاح الدين البيطار ومدحت البيطار لإخراج الحركة إلى حيز العمل المنظم فصدرت عن الحزب في سنة 1946م نشرة أولى تحت عنوان (البعث ) مما أكد أن الفعالية الفكرية والسياسية كانت مواكبة بعضها لبعض فشكلت مسيرة متكاملة حتى السابع من نيسان عام 1947م وهو تاريخ أول مؤتمر تأسيسي عقده حزب البعث العربي على طريق إنشاء وتكوين حركة سياسية شعبية عقائدية ثورية تعبر عن منهج ثوري قومي بأداة تنظيمية قومية واحدة تعبر عن حاجات حركة التحرير الحقيقية. ومن هذا المؤتمر انطلقت ملامح المسيرة التنظيمية وتحركت طلائع البعث داخل مختلف الساحات وأنشأت منظمات الحزب في لبنان وفلسطين والأردن والعراق واليمن وغيرها من أقطار الأمة. في سنة 1953، اندمج حزب البعث مع الحزب العربي الاشتراكي الذي كان يرأسه أكرم الحوراني في حزب واحد هو (حزب البعث العربي الاشتراكي) كحزب قومي علماني يسعى لخلق جيل عربي جديد مؤمن بوحدة أمته وكان للقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق الدور الأول والأساسي في وضع الأسس الفكرية والمبادئ الأساسية لحزب البعث العربي الاشتراكي  وشعاره وثوابته المبدئية ونظرية القومية والاشتراكية، ومجمل فلسفته ونظرته للإنسانية. أما نشر أفكار الحزب والنواحي التطبيقية فهذا كان يتطلب هيئة إدارية تحقق ذلك على صعيد الواقع، فكان هناك العمل التنظيمي والاحتكاك على صعيد واسع بمختلف فئات الشعب إضافة إلى عمل إداري لا بد منه أو تنظيم التظاهرات والمناشير أو غيرها، وهنا كان عمل رفاقه الأوائل ملازماً لعمله. وكان مع المؤسس في الحلقة الأولى مجموعة من الأعضاء في مقدمتهم صلاح البيطار وجلال السيد ومدحت البيطار (الذي لا تربطه علاقة قربى بصلاح البيطار)، واهم الذين شكلوا القيادة الأولى للحزب

  أن الخلايا الأولى لحزب البعث في لبنان قد تشكلت مع وجود بعثيين شاركوا في المؤتمر التأسيسي للحزب في دمشق في 7 نيسان 1947، وكلهم كانوا طلاباً في جامعة دمشق أو في مدرسة التجهيز الأولى حيث كان مؤسسا البعث ميشيل عفلق وصلاح البيطار مدرسين فيها ومن من هؤلاء  الدكتور علي جابر (النبطية)، ود. زيد حيدر (بعلبك)، وقد وصل الاثنان في فترات متباعدة إلى عضوية القيادة القومية لحزب البعث، كما نذكر عبد الله سكرية (الفاكهة – البقاع الشمالي)، وحسين دلول (شمسطار - بعلبك).

تشير المعلومات إن خلايا الحزب الأولى الذين كان لهم  إلى دور في تكوين الحزب في لبنان هم طلبة  الجامعة الأمريكية في بيروت والذين ارتبطوا في الحزب على يد طلاب عرب كالدكتور سعدون حمادي (العراق)، وعلي فخرو (البحرين) وجمال الشاعر (الأردن)، والدكتور محمد عطا الله. ومن الخلايا الأولى أيضاً تلك التي أشرف على إعدادها وتثقيف أعضائها المدرّس السوري القادم من السلمية إنعام الجندي الذي ترافق عمله التأسيسي مع تنام واضح في دور حزب البعث في سوريا في مناهضة حكم أديب الشيشكلي (1951 – 1954)، ومع لجوء مؤسسي الحزب احمد ميشيل عفلق وصلاح البيطار، ومعهما مؤسس الحزب العربي الاشتراكي أكرم الحوراني إلى لبنان، حيث تكونت بوادر الوحدة بين الحزبين (البعث العربي والعربي الاشتراكي) في حزب البعث العربي الاشتراكي.

تظاهر الرفيق المرحوم الدكتور عبد المجيد الرافعي للمرة الأولى تأييداً لثورة الضباط الوطنيّين في العراق في وجه الإنكليز العام 1941. بعدها بسنتين شارك في تظاهرة الاستقلال في طرابلس، وقتل الفرنسيون أمامه أحد أصدقائه وأصابوا صديقه أمين هاجر في ذراعه الأيسر و انتمى إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وحضر أول اجتماع بعثي العام 1957.

تحول الحزب في لبنان سريعاً إلى عدة تنظيمات بسبب الانشقاقات المتتالية التي عرفها الحزب على المستوى القومي بعد مؤتمره القومي الثالث (1959)، والرابع (1961)، والخامس (1963)، والسابع (1964)، وصولاً إلى الانشقاق الأكبر الذي رافق حركة 23 شباط (1964) في دمشق والذي أدى إلى وجود حزبين أحدهما تقوده قيادة قومية استقرّت بعد ذلك في بغداد منذ عام 1968 حتى عام 2003 (احتلال العراق)، والآخر تقوده قيادة قومية منشقة ما زالت مستقرة في دمشق والتي تطرح تساؤلات حول مصيرها إذا جرى العمل بقانون السوري للأحزاب الجديد الذي يمنع على أي حزب في سوريا أن يكون فرعاً لحزب خارج القطر، أو أن يكوّن له فروعاً خارج القطر وبالتالي إلغاء ما يسمى بالقيادة القومية وبالمعنى الأصح لم يعد هناك حزب اسمه البعث في سوريا ألان.
وفي هذه الفترة كان المرحوم احمد ميشيل عفلق في البرازيل، وكان الحزب في لبنان وبعض القياديين الذين تمكنوا من الخروج من سورية كاليأس فرح والسوداني محمد سليمان خليفة والدكتور مسعود الشابي التونسي وشبلي العيسمي ، عقد المؤتمر القومي التاسع في بيروت المناهض لحركة 23 شباط، وجاء وفد عراقي وانتخبت قيادة قومية .

إن هذه الانقسامات التي شهدها حزب البعث على المستوى القومي لم تترك آثاراً تنظيمية على فرع الحزب في لبنان فقط بل كان لها انعكاساتها السياسية أيضاً حيث كان لكل تنظيم بعثي سياساته وتحالفاته وبرامجه التي كثيراً ما كانت تتعارض مع التنظيم الآخر، مع ضرورة الإقرار هنا أن حجم هذه التناقضات رغم حدّتها أحياناً، لم تدفع التنظيمين المتعارضين إلى حدود الصراع الدموي، كما جرت العادة في الحالة اللبنانية، بل بقي كل تنظيم يعلن تمايزه الواضح عن التنظيم الآخر في مجالات السياسة والإعلام والتحالفات دون أي اشتباك أو صدام يكاد يكون مشهداً يومياً في لبنان. يدين حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان للرفيق عبد المجيد الرافعي ورفاقه على تمسكهم بالشرعية الحزبية بعد أن توزع البعثيون في سوريا ولبنان  إلى ثلاث تيارات في تعاطيها مع الانفصال بين مصر وسوريا فكان التيار الثالث والذي كان على رأسه المرحوم احمد ميشيل عفلق مؤسس الحزب ويسانده القياديين البارزين في تنظيم  لبنان كجبران مجدلاني وعبد المجيد الرافعي، وخالد البشرطي ود. علي جابر، فقد رأى الانفصال مؤامرة استعمارية رجعية لا بد من إسقاطها وإعادة الوحدة بين مصر وسوريا على أسس تستفيد من ثغرات التجربة السابقة.

وكان دوره بارزا في دفع حزب البعث العربي الاشتراكي إلى مقدّمة العمل البعثي في لبنان بعد أن عجز المنشقين . التابعين للنظام السوري من الوصول الى الشعبية التي تم بموجبها جذب  معظم المثقّفين والطلاب والكادحين على حدّ سواء، فقد كان المرحوم الرفيق عبد المجيد الرافعي كان ظاهرة فريدة في العمل السياسي في لبنان. عُرف في طرابلس بأنه طبيب الفقراء ، كما إن دماثة خلقه جذبت إليه جيلاً أو أكثر من التقدميّين. لم تكن له مواكب طويلة، ولم يكن يحب الظهور والبروز، في مرحلة كان يُعدّ واحداً من أبرز قادتها وقد عزا البعض تلك الشعبية أيضا إلى الصلابة الوطنية والقومية التي كان يتمتع بها الرفيق الرافعي  منذ كان شابا يافعا يواجه دبابات الاستعمار الفرنسي في شوارع طرابلس ،ويرى بأم عينيه شباب المدينة وفتيتها تسحقهم الدبابات الفرنسية، وصولا إلى وقفته الشهيرة ضد الانفصال بين مصر وسوريا عام 1961 منحازا لموقف القيادة الشرعية للحزب والتي يمثلها الرفيق احمد ميشل عفلق القائد المؤسس ضد قياديين آخرين راهنوا على الانفصال كطريق لتحقيق ما سموه (الديمقراطية).

 بعد حركة صلاح جديد العسكرية في 23 شباط 1966   والتي  تمرد فيها على القيادة القومية للحزب تمكن الرفيق المؤسس من الوصول إلى طرطوس بعد شهرين ومنها تمكن من الخروج بواسطة قارب صغير إلى طرابلس ومنها إلى بيروت حيث مكث في لبنان ومعه بعض قادة الحزب في ضيافة قيادة قطر لبنان والرفيق الرافعي في مقدمة الذين قدموا الدعم والرعاية للحزب وقادته .

كان الرفيق الرافعي من رموز قادة الأحزاب والقوى التقدميّة في لبنان في الستينيّات والسبعينيّات. لكنه، بخلاف كثيرين، لم يستغل منصبه ونفوذه يوماً، ولم يستغلّ حتى قربه من الشهيد صدّام حسين كي يدخل في الـمزايدات كما فعل كثيرون أدنى منه مرتبة في الحزب.
وكان الرفيق الرافعي واحداً من القلّة الذي يُسجّل لهم انهم حافظ على ولائهم للشرعية وللنظام الوطني في العراق  حتى بعد العام 2003 ، ولم يماشِ القوى المتنفّذة في كل مرحلة، كما فعل كثيرون من قادة الحركة الوطنيّة. إذ تحوّل بعض هؤلاء من ولاء للنظام الليبي أو السوري إلى ولاء للنظام السعودي فالرفيق الرافعي كان مختلفاً. عاش بعثيّاً ومات بعثيّاً، ولكن عن قناعة وفد سلم الراية إلى الرفيق المحامي حسن بيان.

المحطات الهامة في دور الحزب في لبنان ومواقفه القومية وكما يذكرها الأستاذ معن بشور في مقالة له :
1. دور البعثيين اللبنانيين في الدعم السياسي والإعلامي لنضال رفاقهم ضد حكم أديب الشيشكلي في سوريا حتى سقوطه في 24/2/1954.
2. دور لافت في مقاومة حلف بغداد، لاسيّما في التظاهرة الشهيرة أمام الجامعة الأمريكية في بيروت حيث استشهد حسان أبو إسماعيل، وأصيب مصطفى نصر الله بجراح أقعدته طيلة حياته، وحيث أقدمت الجامعة الأمريكية على طرد عدد من طلابها آنذاك بينهم طلاب بعثيون.
3. دور لافت في تجنيد المتطوعون للمشاركة في الدفاع عن مصر بوجه العدوان الثلاثي (البريطاني – الفرنسي - الإسرائيلي) في 29/10/1956، حيث توجه المتطوعين البعثيون مع غيرهم من المتطوعين إلى معسكرات للتدريب في حمص في سوريا.
4. المشاركة في كل التحركات الشعبية للمعارضة اللبنانية لحكم كميل شمعون الذي انحاز إلى ما اعتبره معارضون صف حلف بغداد ومشروع ايزنهاور وصولاً إلى المشاركة في جبهة الاتحاد الوطني التي ضمت آنذاك ابرز رموز المعارضة.
5. خوض معركة انتخابية تأسيسية في مدينة طرابلس عبر طبيب قومي شاب محبوب من أبناء مدينته، وله خدمات مقدّره عبر مؤسسات أهلية فاعلة هو الدكتور عبد المجيد الرافعي الذي بات فيما بعد من أبرز قياديين البعث، وأول نائب بعثي يدخل البرلمان اللبناني عام 1972، بعد أن أحرز أعلى الأصوات في عاصمة الشمال آنذاك.
6. دور في تعبئة الأوساط الشعبية اللبنانية لدعم قيام الوحدة العربية بين مصر وسوريا، خصوصاً أن أول من أطلق فكرة الاتحاد بين البلدين كان مؤسس البعث وأمينه العام ميشيل عفلق في 17 نيسان 1956، (خطاب في ذكرى الجلاء)، واشترط أن يكون العمل للاتحاد شرطاً لمشاركة الحزب في أي حكومة سورية، ولقد لعب البعث مع حركات وشخصيات قومية أخرى في لبنان، دوراً بارزا في حشد مسيرات التأييد للوحدة التي انطلقت بإعداد غفيرة من كل لبنان إلى دمشق، لاسيّما لدى زيارة الرئيس عبد الناصر إلى سوريا.
7. إن اتساع الحضور الشعبي للحزب ساهم في مشاركة فعّاله في الانتفاضة الشعبية المسلحة (أيار/مايو 1958) ضد حكم شمعون، لاسيّما في طرابلس وبيروت ومناطق واسعة من الجنوب والبقاع، مما أدى إلى سقوط أول شهداء الحزب في لبنان خلال تلك الثورة هو جلال نشوئي في طرابلس.
8. رغم انشغال البعثيين في لبنان بالنضال القومي والتحريري إلى مدّ كبير، ونموهم التنظيمي الواسع في أجواء المدّ القومي في أواخر الخمسينات، غير أنهم لم يغفلوا الجانب الاجتماعي من النضال، فبدأت تصدر بيانات تتناول الشأن المعيشي والاجتماعي وأخذ البعث يشكل مكاتبه العمالية والمهنية، وأخذ يحتل حيّزاً معقولاً في التركيبة النقابية اللبنانية، سواء من خلال علاقته ببعض الاتحادات في العاصمة، أو من خلال دور بارز في صيدا من خلال المجموعة المؤسسة لاتحاد ونقابات عمال الجنوب .
ونؤشر إلى إن الحزب كان له دور كبير في تثبيت القيادة القطرية في العراق في المؤتمر القطري الخامس في العراق من خلال زيارة الرفيق نيقولا الفرزلي من القطر اللبناني بصحبة الرفيق القائد المؤسس والمرحوم امين الحافظ  لبغداد عام 1964.
في بداية عام 1969 وقبل توقيع اتفاق القاهرة 1969 بين لبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية، نشأت علاقة بين الرفيق الرافعي  وبين أبو علي إياد وسعيد السبع في طرابلس، محورها تنظيم العمل المقاوم ورفده بكوادر بعثية، وفى أيار من عام 1972 خاض الانتخابات النيابيّة متقدّماً على الرئيس رشيد كرامي.
هاجر الرفيق عبد المجيد الرافعي من لبنان قسرا عام 1983 اثر معركة إخراج ياسر عرفات من طرابلس التي قادتها القيادة السورية بالتنسيق مع الأحزاب اللبنانية الموالية لسوريا والتنظيمات الفلسطينية الموالية لسوريا.
وقد ذكرت رزأن احمد ميشيل عفلق بان الرفيق الرافعي كان من المسؤولين البعثيين الذين كانوا يزورون والدها  بشكل منتظم في بغداد وباريس وقبلها في بيروت.
استقر في العراق كعضو قيادة قومية وكأمين سر قيادة قطر لبنان وبقى في العراق إلى أن احتل العراق عام  2003  .
سجل حزب البعث العربي الاشتراكي باسم  حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي مع ارتباطه تنظيميا بالقيادة القومية الشرعية بعد الوصاية السورية على لبنان حيث كانت رخصة الحزب باسم حزب البعث العربي الاشتراكي ولكن سحبت الرخصة ومنح الاسم لما يسمى البعث السوري ورافق حل الحزب الكثير من الاضطهاد للحزبيين من قبل المخابرات السورية كما امتدت الاضطهاد ليشمل مناطق الجنوب اللبناني حيث نفوذ الأحزاب الطائفية ولان أغلب البعثيين  من أبناء الطائفة .
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق