الاثنين، 15 يناير 2018

رسالة التسامح للمرحوم تايه عبد الكريم د ـ فالح حسن شمخي



رسالة التسامح للمرحوم تايه عبد الكريم

د ـ فالح حسن شمخي

كان للرسالة التي بعثها القائد المجاهد عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد العام للجهاد والتحرير للرفيق المرحوم تايه عبد الكريم قبل وفاته ردا على رسالة الاعتذار التي بعث بها المرحوم على اثر برنامج حواري على قناة فضائية عميلة ، أثرها في إثارة موضوع التسامح الذي اشد ما نحتاجه اليوم وحزبنا يتعرض إلى ما يتعرض إليه .
التسامح ، كلمة نسمع عنها ونقرأ عنها ونتحدث بها . البعض يعدها سمة لها علاقة بالسمة الأخلاقية لحزب البعث العربي الاشتراكي ولكن هناك من ينظر إليها على إنها نقطة ضعف و دليل على عدم القدرة على عمل شيء ما تجاه من يرتكب الخطأ في حق نفسه والحزب الذي ينتمي إليه، فما هو التسامح ؟
يُعتبر ضبط النفس هو جوهر التسامح. فعندما نتسامح مع أي عضو في الحزب يعني مقاومة الرغبة في معاقبته والتسامح هو ممارسة تهدف إلى الموضوعية أو الإنصاف من جانب القيادة الحزبية وتعبر عن الضبط المتعمد للقوة التي تمتلكها هذه القيادة. وترتبط بالتسامح فضيلة التسامح التي يمكن تعريفها على أنها نزعة نحو التسامح. وفكرة التسامح من الأفكار الرئيسية في النظرية والممارسة في حزب البعث العربي الاشتراكي الحريص على عدم فقدان أعضاءه ومن منطلق أن البشر معرضين للخطأ .
إن التسامح لا يعني مطلقاً التغاضي عن الأخطاء بل على العكس تماماً معرفة تلك الأخطاء ومحاولة تجاوزها بطريقة عقلانية منطقية .. نعترف بالخطأ والعمل على عدم تكراره مرة أخرى لا أن نقول إننا نتسامح بمعنى أن نترك الأمور على ما وصلت إليه أما من ينظر إلى إن التسامح هو ضعف فنقول له الآتي إن الشجاع ليس من يستطيع أن يرد أو أن يقوم بسلوك عنيف نحو من قام بسلوك خطأ ، بل الشجاع من يستطيع إن يمسك نفسه لحظة الغضب ومن يستطيع أن يكبح تلك القوة التي تنتابه لحظة الغضب والانفعال وبعدها عندما تهدئ النفس يبدءا العقل بالتفكير السليم ويجد ما هو الحل
إلا فضل والأنسب وانّ قضية التسامح بسيطة جداً لو فكرنا في الحلّ الحقيقي بعيداً من المصالح الحزبية والشخصية وحبّ السيطرة.
إن لرسالة التسامح التي بعثها القائد دلالات ندرجها أدناه :
1ـ التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عزّ وجلّ ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم .
2 ـ رجاحة عقل القائد ـ (أعقل الناس أعذرهم للناس).
3 ـ نقاء وسماحة القائد ـ إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.
4 ـ قوة القائد ـ قد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأن الصمت أقوى من أي كلام. الضعيف لا يمكن أن يسامح، فالتسامح من صفات الأقوياء.
5 ـ عدالة القائد ـ يستلزم التسامح على مستوى الحزب والقيادة انتهاج العدل في تنفيذ القوانين المنصوص عليها في النظام الداخلي للحزب ، ويقتضي ذلك إتاحة الفرصة لكل عضو بدون تمييز للتراجع عن الخطأ.
6 ـ الأسلوب التربوي للقائد ـ إن رسالة التسامح التي بعث بها القائد للرفيق المرحوم تايه عبد الكريم قبل وفاته تحمل دلالات تربوية تساعد أعضاء الحزب على تنمية قدراتهم على الحكم المستقل والتفكير النقدي والتفكير الأخلاقي.
7 ـ تلزم الرسالة كل بعثي التمعن فيها ودراستها وتعميمها كمصدر لكل القيادات للتعامل على أساسها نظريا وفعليا واقعيا .

حيا الله الرفيق المجاهد الكبير عزة إبراهيم وحفظه وحماه
الرحمة للقادة المؤسسين
الرحمة لكوكبة شهداء البعث وفي مقدمتهم الشهيد صدام حسين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق