الخميس، 7 أبريل 2022

سقوط بغداد وصمة عار على جبين الخونة والعملاء / بقلم أ . د . أَبو لهيب

 

سقوط بغداد وصمة عار على جبين الخونة والعملاء

أ . د . أَبو لهيب

فى التاسع مِنْ نيسان من كل عام  يتذكرألعراقيون والشعوب العربية فاجعة سقوط بغداد على يد مغول العصر أمريكا وأعوانها والخونة والذيول ، وفي مثل هذا اليوم مُنذُ تسعە عشر عاماً إستيقظ ألعراقيون والشعوب العربية على حدث مؤلِم جرح مشاعر عروبتهم وحضارتهم ، فاجعة هزت كبريائهم ومشاعرهم ، هي فاجعة سقوط بغداد ، جراء خيانة يتذكرها الجميع وكأنها حدثت أمس .         

كما أن سقوط بغداد في مشهد مِنْ أَهم ألاحداث ألتي غيرت تأريخ ألمنطقة ألعربية ، فالحقيقة ألواضحة تشير إِلى تعرض وطن ألعربي بِأكمله للخيانة . وبهذا أنهارت بغداد بلاد الرافدين مهد الحضارات الانسانية ومولد الانبياء ، لقد سقطت بغداد وبهذا سقط العراق ، ومنذ ذلك اليوم والعراق يسقط يومياً تارةً جراء الاحتلال الامريكي ، وتارة أخرى جراء الارهاب والطائفية .  

إِنَّ سقوط بغداد كانت فاجعة لا توصف لِأَنها خلفت حالة مِنْ ألذهول والبكاء سيطرعلى كل عربي شريف ، وصرخات الرجال قبل النساء ، والاطفال إِتجهت أَنظارهم تحدق وتراقب عَنْ كثب عبر الفضائيات وشاشات التلفاز لِيشاهدون الحدث المؤلِمْ ، وتداعياته مِنْ عمليات السرقة والنهب واسعة النطاق إِجتاحت البلاد ، وهذا مما يذكرنا بعمليات تدمير مكتبة بغداد ألتي هي أعظم مكتبة اسلامية أثناء الغزو المغولي لعاصمة الخلافة العباسية الاسلامية فى عام ١٢٥٨م .    

لذلك سقوط بغداد مِنْ قبل الجيش الامريكي ( مغول العصر ) وحلفائه وأذنابه والخونة والمارقين ، كانت الخطوة الاولى فى خطة تغير خريطة الشرق الاوسط ألجيوسياسية والتي إكتملت لاحقاً بما عرف بـ ( ثورات الربيع العربي ) التي تعتبر حلقات متسلسلة مِنْ المؤامرات وخطط الغرب لتدمير الامة العربية والاسلامية معاً .                                  

وإِنَّ يوم ٩ / ٤ / ٢٠٠٣ ، يوم أسود فى تاريخ العراق وتعتبر الجريمة النكراء ألتي إرتكبها أمريكا وحلفائها وأذنابها مِنْ الخونة والمؤجرين والعملاء والمارقين ، بغزو واحتلال العراق ، وأِتت بالعملاء والخونة كسلطة تديرالامور وفق مايخدم المحتل مقابل إِطلاق أيديهم للسرقة والفساد ، ومِنْ ثم تسليم ألعراق على طبق مِنْ ذهب إلى إيران وميليشياته .            

وكان سقوط بغداد إيذاناً بِأمساك الامريكيين وأذنابهم وعملائهم بزمام الامور فى مفاصل الدولة العراقية ، ومنذ ذلك اليوم الاسود يعيش العراق فى دوامة العنف والدمار والقتل اليومي على أيدي عصابات السلاح والمخدرات والاثار وتجار البشر ، وشهدت السنوات التالية على الغزو والانقسام العراق طائفياً وبهذا استطاع العدو تحقيق خطته العدوانية وذلك بتمزيق العراق إلى طوائف وقوميات ، كما أن قرار الجلاد الامريكي بول برايمر بأجتثاث ألبعث والبعثيين أدى إلى تشريد خمسة ملايين مِنْ الشعب العراقي بين مهجرين ولاجئين ، عدا ذلك ألانتهاكات البشعة لحقوق الانسان فى سجن أَبو غريب الامريكي فيما عرف بفضيحة أبوغريب ، حيث تم عرض صور مريعة تبين طرق التعذيب للمعتقلين العراقيين وإذلالهم وتصويرهم وتكديسهم عراة مِنْ قبل جنود الغزاة الامريكيين .    

لِذلك فى ذكرى سقوط بغداد نعيد التاكيد على إيماننا بنظرية ألمؤامرة ونحن ضحايا ولا نحتاج لرواية المجرم بول برايمر أو ألمؤجر زلماي خليل زادة أو ألخائن العربي محمد البرادعي ، لمعرفة الخبايا ، وبهذا وبِأستمرار مصائب وفواجع وآلام تدك بغداد دَكَّا منذ تسعة عشر عاماً ولِمَنْ لا يعرف بغداد فإنها عاصمة الاحزان العربية وعاصمة القهر العالمي ، وبهذا الخصوص يقول مصطفى عياش الكبيسي ، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية : أَيها العرب أعيدوا بغداد قبل أَنْ تخسروا مكة والمدينة وهما قبلة المسلمين جمعاء ، وتيقنوا أَنَّ مِنْ دنس بغداد عيونه الشريرة تتحين بكم الفرص كل يوم .              

لذلك نريد دائماً أن تستذكروا العراقيين والعرب جمعاء بِأَنَّ التاسع مِنْ نيسان من كل عام يوماً أسوداً فى تأريخ بلاد الرافدين التي تعاقبت عليها جيوش الغزاة على مدى القرون الماضية ، غير أن بغداد لَمْ تستسلِمْ لِإِرادة الاجنبي وسرعان ماتنفض عنها غبار الاحتلال وتعود حرة أبية وتصبح قبلة العرب برغم مِنْ جراحها ، وذلك بِهمة الاغيار وشباب العراق الثوار ويجعلون اليوم نقطة إنطلاق نحو إسقاط حكم العملاء فى العراق وبدأَ بعصر جديد فى العراق ، عراق الحرية وتقديم حياة سعيدة للشعب العراقي الابي .                                

الرحمة والغفران لشهداء العراق الحر الابي وفي مقدمتهم الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) وولي العصر وشيخ المجاهدين الرفيق الشهيد عزة إِبراهيم الدوري رحمه الله

وبقية الشهداء مِنْ الرفاق المناضلين رحمه الله جميعًا 

خطاب الرفيق المناضل علي الريح السنهوري الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة الذكرى ٧٥ لتأسيس الخزب / ٧ نيسان ٢٠٢٢

خطاب الرفيق المناضل علي الريح السنهوري 

الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي 

بمناسبة الذكرى ٧٥ لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي  

٧ نيسان ٢٠٢٢













الثلاثاء، 5 أبريل 2022

الحزب الثوري والنفس أمارة بالسوء / بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

الحزب الثوري والنفس الامارة بالسوء 

د- فالح حسن شمخي 



المثل العراقي يقول: (من شب على شيء شاب عليه)، وهناك امثلة كثيرة المقال لايتسع لذكرها ، لكنها معروفة وعلينا التذكير بها ومنها المثل العربي الذي يقول : (اذا شاب المرء شابت معاه خصلتان حب الدنيا وحب المال) .

ماتقدم من الامثال هي مقدمة لموضوع نعتقد بانه مهم جدا لاسيما ونحن نراقب ان البعض من اعضاء الاحزاب الثورية يريدون تغير الكون وهم يتصفون بصفات لا تنسجم مع احلامهم بالتغير ، ومن هذه الصفات الانانية ، وحب الذات ، والتسلط ، والعنجهية ، وبخس حق الاخرين ، والتامر ، يبدو ان هذه الصفات لازمتهم منذ سن مبكرة بسبب الظروف الموضوعية والذاتية التي واكبت تربيتهم البيتية والحزبية ، فهل يستطيع هؤلاء تغير انفسهم والانقلاب على الذات والتخلص من ادران الماضي قبل شروعهم بطرح انفسهم وكأنهم ملائكة هبطت من السماء لتغير العالم؟ 


ان الاخلاص والتضحية لاي فكرة هو الطريق الاقصر الى قلوب الناس ، وان من اولويات الاخلاص للفكرة هو الانقلاب على الذات ، فالذي لايستطيع الانقلاب على الذات لاتستطيع الانقلاب على الواقع وتغيره ، و الانقلاب على الذات كما هو معروف ياتي عبر نضال طويل وشاق ، فمكافحة النفس (اللوامة) ، والنفس(الامارة بالسوء) ، مقدمة للوصول الى النفس(المطمئنة)، الامر ليس بهذه السهولة والتي يعتقد بها هذا البعض ، والنفس المطمئنة هي الطريق لتغير الواقع.

يقول المفكر والمنظر العربي، القائد المؤسس رحمة الله عليه : (ان الذي يتأهب لدخول معركة -التغيير- له صدق الاطفال وصراحتهم ، فهو لايفهم مايسمونه سياسة ، ولا يصدق ان الحق يحتاج الى براقع والقضية العادلة الى تكتم) ،

ويقول ايضا : ( ان الصلابة في الرأي صفة من اجل صفاتهم فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ، ولايعرفون المسايرة ، فاذا رأوا الحق في جهة عادوا من اجله كل الجهات الاخرى ، وبدل من ان يسعوا لارضاء كل الناس اغضبوا كل من يعتقدون بخطئه وفساده ، انهم قساة على انفسهم ، قساة على غيرهم ، اذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولا خجلين ، لان غايتهم الحقيقة لا انفسهم ، واذا تبينوا الحق في مكان انكر من اجله الابن اباه وهجر الصديق صديقه)، هل يحتاج هذا القول الواضح الى تفسير او تأويل ؟ انا شخصيا اعتقد بما قاله القائد المؤسس وقبله الله جلت قدرته في كتابه الكريم ، وادعوا الذين يريدون التغير بالعودة الى ماذكر اعلاه ، وان لم يستطيعوا ذلك فعليهم الجلوس في بروجهم العاجية وخوض الحرب الدونكوشوتية وحياكة المؤامرات والعمل على نشر الفرقة والتناحر والمناكفة ، ليعلم هؤلاء ان الواقع والناس واعضاء الحزب الانقياء ، سيتصدون لهم بالمتاح، والذي يتخلف عن التصدي له كالشيطان الاخرس .

الاثنين، 4 أبريل 2022

لِنَجْعَلْ ٧ نیسان نُقْطَة إِنْطِلاق لِتَقْويَةْ أَلْتننْظِيمْ ، وَأَحْيَاءْ أَمَلْ جَدِيدْ في قَلْبْ أَلْأُمّةَ أَلْعَرَبِيَة/ بقلم الدكتور ابو لهيب

لِنَجْعَلْ ٧ نیسان نُقْطَة إِنْطِلاق لِتَقْويَةْ أَلْتننْظِيمْ ،

وَأَحْيَاءْ أَمَلْ جَدِيدْ في قَلْبْ أَلْأُمّةَ أَلْعَرَبِيَة

أَ . د . أَبو لهيب

مع بداية الحرب العالمية الثانية وأجيج نارها، والصراع الدامي بين القوى الاستعمارية ظهرت الحاجة الجماهيرية إلى التنظيم القومي الواحد، والذي يحمل مشروعاً نهضوياً تحررياً، ليقوم بإخراجها من واقع التجزئة والاحتلال والتخلف الاجتماعي الاقتصادي المريع، الذي رزح على صدرها سنين، ليقود نضالها ويحقق آمالها، بعد أن فشلت البرجوازية القطرية من تحقيق مسألة الاستقلال، وإخراج قوات الاحتلال من البلاد العربية، والتصدي للمشروع الصهيوني في فلسطين، الذي بدأت إشارات تحقيقه ظاهرة للعيان، فكانت ولادة حزب البعث العربي الإشتراكي تلبية لتلك الحاجة الماسة للجماهير العربية من جهة، ولإستمرارية النضال القومي من جهة أخرى 

ولدت حركة البعث العربي بعد مخاض  تاريخي طويل لحركة الجماهير العربية التي تصاعدت منذ منتصف القرن التاسع عشر، كانت الحركة تبحث عن الوعاء التنظيمي لطليعتها الثورية، الذي يقودها نحو أهدافها القومية المشروعة.                                                                

بهذه الكلمات الرائعة عبرت حركة البعث في الأيام الأولى لولادتها عن  رؤية معرفية لتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها، وبأنها جاءت لتمثل الروح العربية، التي تجلت في رسالتها الخالدة إلى شعوب العالم التي تشكلت عبر آلاف السنين، و تبنت في مضامينها تطلعات الإنسان نحو المساواة والعدل والإنصاف، ورفض الظلم والاستبداد والاستعباد، وقدمت للإنسانية حضارات مدنية مايزال العالم ينهل من ثمارها إلى يومنا هذا، بدأ من الأبجدية إلى الرياضيات والفلسفة والعلوم إلى الديانات الثلاث التي ظهرت على أرضها .                                       

وعبرت حركة البعث عن نفسها بأنها حركة نضالية جماهيرية تغييرية ساعية لنهضة الأمة العربية، لا تحترف السياسة التي تتميز بالمراوغة والتلاعب على الألفاظ ومشاعر الناس، بل هي حركة صادقة مع نفسها وأهدافها ومع جماهير أمتها، وهي الطليعة النضالية المتقدمة في معارك الأمة لتحقيق مشروعها القومي النهضوي العقلاني الحضاري. لهذا فهي التي تمثل الجيل العربي الناهض لبناء مستقبل أمتها يليق بمكانتها التاريخية الحضارية .                               

وأعلنت الحركة أنها جاءت وفق سياق التاريخ العربي المتحرك الحيّ المرتكز على الأصالة، والمنطلق نحو الحداثة، وأنها تعبر بصدق عن طروحها وأهدافها من خلال سلوكها اليومي والتنظيمي النضالي، بعيداً عن الانتهازية السياسية الدعائية، التي تطرح شعارات جميلة، وتمارس في سلوكها الفساد والتجزئة والقطرية وتكرس الجهل والتخلف والتبعية.‏                   

إن هذه الحركة التي ارتكزت إيديولوجيتها على الروح والمادة حتى تتكامل الرؤية المستقبلية للإنسان العربي الجديد الذي سيساهم في صناعة حضارة العالم الجديد، التي رأى بأنها يجب أن تقوم على هذا الثنائي، حتى لا يكون إنساناً مادياً متوحشاً يدمر العلاقات الإنسانية كلها من أجل مصالحه المادية فقط. ولا روحياً مطلقاً انعزالياً يرفض الناتج المادي الذي ينمو لخدمة الإنسان ورفاهيته.‏

 البعث ليس حزب نظرية كاملة ولا فلسفة معينة، بل انه حزب قومي ايماني يعتبر الرابط بين الاسلام كدين وثورة وبين العروبة كاملة هو اساس تكوينه الفكري، وان نظريته ستتكامل من خلال النضال اليومي وما هذه التجربة التي تكتبوا صفحاتها بفعلكم الحالي الا اغناء ألنظرية الحزب، كنا نرى الاسلام من خلال العروبة واليوم نرى العروبة في الاسلام ، أكد البعث منذ المرحلة التأسيسية- أي قبل الاعلا ن الرسمي عن تأسيسه ان العمق الفكري في فهم العروبة يأتي من خلال الاكتشاف الحقيقي للإسلام، فكانت فلسفة الفكر القومي للبعث تنطلق من أن الإسلام احد أهم مقومات الأمة، وتطور هذا الفهم العميق للاسلام وعلاقته بالعروبة الى ان الامة العربية هي امة الاسلام ، ان اكتشاف القائد المؤسس للعلاقة بين العروبة والاسلام هو الذي ميز المشروع الفكري والبرنامج العملي للبعث العربي الاشتراكي، فابعده عن الفكر القومي الشوفيني المنغلق والمناهض لمبادئ الدين، التي تعتبر البشر متساويا وخيرهم عند الله اتقاهم، وعن الليبرالية الغربية العلمانية الرافضة للدين من خلال الفصل الكامل بين الدين والدولة، وعن الماركسية الشيوعية الكافرة بالدين والتي تعتبر الدين افيون الشعوب، حتى وصل الفهم البعثي للعروبة انها جسد روحه الاسلام لذلك لم يكن غريبا ان يعود الحزب بين الحين والآخر ليؤكد على من منطلقاته الاساسية التي لم تعطى الاهتمام الذي تستحقه، ولم يستخرج منها العبر الكامنة فيها، كالموقف من التراث والاسلام ، يقول القائد المؤسس : (نحن مهددون بأن تحل المادة محل الروح، وأن يحتل الالحاد مكان الايمان، والانفلات محل الاخلاق، اذا لم يعي الشباب مسؤوليته الخطيرة، وهي في أن يعطي المفاهيم الروحية والقيم السامية معناها الحقيقي حتى تعود الروح فتسيطر مرة اخرى على الواقع وتفهمه وتستجيب لضروراته. فاذا ارجع الشباب الى هذه القيم الروحية معانيها الاصيلة الحقيقية أنقذ امته من اخطار العقلية المادية التي تهددنا في أخلاقنا وحيويتنا وحرية فكرنا وأفرادنا، كما تهددنا في قضيتنا القومية)، لقد ظهر البعث في حياة العرب الحديثة، وفي وسط الجمود والجحود والانحلال، حركة ايمان عميق، تستقطب النفوس النقية السليمة.. فنشوء البعث العربي انما هو دليل ساطع على الايمان، وتوكيد للقيم الروحية التي ينبع منها الدين.. وقد دعا البعث العربي الى مفهوم جديد للحياة القومية، والحياة بصورة عامة، قوامه الايمان بالقيم الروحية الانسانية، وبقيمة الروح العربية الاصيلة، ومظهره الانفصال الحاسم عن مفاسد الواقع ومكافحتها في طريق صاعدة شاقة تسير فيها الامة ببطئ وجهد نحو الاتصال بروحها من خلال الصراع الدامي بينها وبين واقعها لذلك لم يبق في مفهوم البعث العربي مجال لأي تدين لايحمل هذا الايمان المثالي.

 والبعث العربي الذي هو حركة روحية ايجابية، لايمكن أن يفترق عن الدين او يصطدم معه، ولكنه يفترق عن الجمود والنفعية والنفاق.. فصفة الايمان، هي التي فرضت عليه الاصطدام بجميع الحركات التي تنكر الايمان، أو تتستر بايمان سطحي زائف ، هي رؤية البعث للاسلام كدين.. وكثورة عظيمة.. وكهزة ايجابية عميقة للروح العربية، للتعبير عن انسانيتها وابداعها.. وكعقيدة ومنهج للامة العربية، لإعادة وحدتها وبعث قيمها وقدراتها، لتواصل واجبها الرباني بدعوة البشرية لفعل الخير وقيم الانسانية ورفض البغي والعدوان وهكذا تبقى منارة البعث عالية، يحرق ضوئها كل قوى الشر والبغي والعدوان، وتنير الطريق للأجيال العربية لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية. ومن أجل بناء وطن عربي واحد يأخذ مكانه في صدارة الأمم المتحضرة.  

هذا هو حزب البعث ، الحزب الذي حاولت قوى الظلام والعدوان بكل قوتها أن تسقطه وتنهيه ، ولكن لم يسقط حزب البعث لان البعث فكرة نابعة مِنْ روح الامة لذلك لَنْ يموت ، ويتجدد بين حين واخرى ، وبدأت طليعة البعث وقادتها الحكيمة بمقاومة الاعداء والمأجورين مِمَنْ باع ضمائرهم وشرفهم لِأَعداء ألأُمة ، ولا تزال ألمقاومة والجهاد مستمرة تحت قيادة حكيمة للحزب ، هذا هو الحزب البعث العربي الاشتراكي الحزب القائد فى كل الدولة العربية ، اليوم شباب البعث يذكرون حزبهم العملاق ألذي أرهب ألعدو فى كل زمان ، ولايزال عدو الحزب يخطط لهم ولكن بفضل قيادته الحكيمة نبقى أقوياء واليوم السابع مِنْ نيسان رمز للتحرر وتجديد الانسان العربي ، نحتفل ونظهر للعالم بأن البعث لايزال شامخاً كشموخ ألجبال ، وصلداً بوجه الاعداء كالفولاذ لا يلين أبداً .

فى هذا اليوم المجيد نعاهد الشهداء و قيادتنا الحكيمة أن نكون مشروع الاستشهاد لاجل بقاء الحزب يكون ألجهاد وألمقاومة مستمرة إِلى تحقيق النصر بِأذن الله ، ودمتم للنضال والرسالة الخالدة .                                                                                                                           

   

الأربعاء، 16 مارس 2022

نحن والخمينية والخامئنية كتاب مفتوح /القسم الثاني/ الباحث والكاتب السياسي جابر خضر الغزي

نحن والخمينية والخامئنية كتاب مفتوح

القسم الثاني

الباحث والكاتب السياسي

جابر خضر الغزي

لقد دلت المعطيات العملية والعلمية والوثائق الامريكية والغربية والصهيونية بانهم جندوا عشرات القيادات المتعاونة مع ايران من ضباط السافاك في عهد الشاه والاحزاب الموالية لايران، لا بل بعض القيادات الايرانية في عهدي خميني وخامئني ، وقد تجلى بشكل واضح لايقبل الشك بفضيحة ( ايران كيت ) واعترافات بني صدر رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية رحمه الله اثناء الحرب العراقية الايرانية ومن خلال برنامج شاهد على العصر على فضائية الجزيرة .

طوع خميني الفقه والشرع لشعاراته الحاقدة على العروبة والاسلام عندما اعتبر

(حزب البعث في سوريا مؤمنا ) و(حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق كافرا )بالمعنى الفقهي , اليس من المنطق اذا كان ( البعث في سوريا مؤمنا ) فالبعث في العراق ايضا مؤمنا واذا كان البعث في العراق كافرا فيجب ان يكون

( البعث في سوريا كافرا ) .

اما يكون هذا الكافر من ذاك الكافر واما يكون هذا المؤمن من ذاك المؤمن .

والاكثر دجلا ونفاقا وتزويرا وتشويشا وتشويها عندما يعتبر المقاومة الوطنية العراقية ضد الاحتلال الامريكي البريطاني (عاهرة ) ومقاومة حزب الله في لبنان

( طاهرة ), لماذا هذه الازدواجية والكيل بمكيالين ؟ وكيف يحكم خميني وخامئني على الاخرين بالظن وقتل الناس بالشبهات ؟ حيث قتلت المليشيات الولائية التابعة لايران مئات الآلاف من الضباط والطيارين والعلماء والأطباء والمهندسين والادباء والشعراء والمثقفين والسياسين من الاحزاب الوطنية الرافضة للاحتلال وعمليته السياسية الباطلة والفاشلة والبائسة الجارية في العراق حيث بلغ عدد شهداء البعث اكثر من مائة وسبعين الف مناضلا وقد تجلى ذلك باعدام الرفيق الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه ورضوانه حيث تطابق آراء وتصريحات بوش الابن وتوني بلير وخامئني والمرت رئيس الكيان الصهيوني ، بان صدام حسين يستحق اكثر من اعدام , والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه التصريحات للصادات الثلاث صهيونية وصفوية وصليبية فرنجية مصادفة ؟ اليس هناك تطابق وتكامل لا تناقض ولا تقاطع بينهم ؟ ..

وكيف للنظام الصفوي الفارسي الايراني المجوسي يدعي تحرير فلسطين والقدس يمر عبر تحرير العراق وكربلاء وهو الان يحتل العراق والاحواز والجزر الثلاث التابعة للامارات العربية كما يسيطر الان على اليمن وسوريا ولبنان من خلال اذرعه ، حزب الله في لبنان وانصارالله في اليمن والاحزاب الطائفية في العراق والمتواجده في سوريا .

فنقول للنظام الصفوي الفارسي " ان تحرير فلسطين لا يكون الا على يد الجماهير العربية وابناء الامة العربية بالدرجة الاولى تساندهم وتلتف حولهم كل الشعوب التي شملتها الرسالة العربية الاسلامية , من غير المنطق ان يساهم احد من الذين تجمعهم الاخوة الروحية بالعرب في تحرير فلسطين بالنيابة عن العرب , او من خلال معاداته لهم كما هو الواقع الراهن " .

"اذن كيف يكون ادعاء تحرير فلسطين صادقا وهم يعادون العرب والامة العربية ونهضة العرب الشاملة التي تصب كليا في معركة فلسطين , وهذا ما يحزن الامة العربية وقواها الوطنية والقومية والاسلامية على خصومة ايران للعراق " في عهد النظام الوطني قبل الاحتلال الامريكي البريطاني للعراق " والذي كان يفترض ان يجمعنا واياه طريق التحرير والاستقلال ورد العدوان الخارجي , ويحزنني بصورة خاصة ان نرى هذه الخصومة التي لم نراها ولا نرى لها مبررا ,تفتقد كل القيم والروادع الاخلاقية والانسانية , ارى في هذه الاساليب التي لا تشرف الذين يجيزون استعمالها , ما يكشف الخلل والمرض في عقليتهم المتخلفة والحاقدة والتي لايمكن ان تخرج منها ثورة او اي بناء يمكن ان يصمد امام روح العصر .. انا كنت ممن فرحوا بالثورة على الشاه , استبشرت وانتظرت خيرا , كنا نتوقع ان تكون ثورة الشعوب الايرانية سند لنا هنا في القطر العراقي وسند لحركة الثورة العربية " . القائد المؤسس 15 نيسان 1980 ج3

 وخلاصة ما تقدم : ان النظام الايراني الحاقد على العروبة والاسلام يضمر عكس ما يعلن وهذه هي علامات المنافق اذا تحدث كذب واذا اوعد اخلف واذا اؤتمن خان وصدق انيس منصور عندما قال :(من عاش بلا مبدأ مات بلا شرف ).

 

  

نحن والخمينية والخامئنية كتاب مفتوح / القسم الاول/ اعداد / الباحث والكاتب السياسي جابر خضر الغزي

نحن والخمينية والخامئنية كتاب مفتوح

القسم الاول

 اعداد / الباحث والكاتب السياسي

 جابر خضر الغزي

المقدمة : لانريد ان نتحدث عن العلاقات العراقية الايرانية البعيدة منذ نبوخذ نصر والسبي البابلي ، وكيف تعاون كورش مع اليهود في احتلال بابل التي كانت تمثل مركز الحضارة الانسانية في العالم القديم باسره . وانما نتحدث عن التاريخ الحديث الذي عشناه جميعا .

من حيث المبدا بأن العراق وايران جاريين تمتد حدودهما المشتركة اكثر من 1200 كم وبلدين مسلمين ، بينهما تاريخ مشترك ، وتداخل اجتماعي ، بحيث كنا ولا زلنا نتمنى ان تكون ايران المسلمة جارة وصديقة للعراق وللامة العربية لتكن قوة إضافية لمواجهة الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي . 

نتذكر جيدا بعد قيام ثورة 17 - 30 تموز 1968 م في العراق تبنى شاه ايران الامريكي معاداته للنظام الوطني الجديد ، حيث حرك التمرد الكردي في شمال العراق بقوة وهو غير مؤمن اصلا بالقضية الكردية ، كقضية قومية انسانية عادلة ، ولا بمطاليب شعبنا الكردي المشروعة، حيث ساهمت ايران الشاه بتنفيذ المخطط الامريكي والصهيوني ضد العراق ومسيرته الوطنية والقومية الانسانية ، حيث استنزفت ايران الشاه العراق طاقات بشرية ومادية وعسكرية ، مستغلا هذه الظروف في بداية الثورة وذلك بالغاء اتفاقية الحدود بين البلدين وسيطرة النظام الايراني الشاهنشاهي على مناطق عراقية واسعة وعلى طول الحدود ومنها نصف شط العرب.

حيث اضطر العراق في حينها لتوقيع على اتفاقية الجزائر مع شاه ايران ، بواسطة المرحوم هواري بومدين رئيس جمهورية الجزائر تنهي بموجبها ايران دعمها للعملاء وعلى ضوء ذلك اعادت العلاقات الطبيعية بين البلدين .

اما بعد مجيء الخميني رحمه الله اثر ثورة شعبية اسقطت حكما ملكيا باغيا فاسدا تحت شعارات روحية اسلامية وديمقراطية ، وهذا ما افرح العرب والشعب العراقي بصورة خاصة لاننا نؤمن من حيث يكون الاسلام يكون نفس من العروبة ، وعلى ضوء ذلك كان العراق اول دولة بادرت لتأييد الثورة ألإيرانية ،الا ان الخميني رد على برقية الرئيس العراقي طيب الذكر أحمد حسن البكر رحمه الله برسالة سيئة للغاية لا تعبر عن اخلاق دينية ومنها ديننا الاسلامي الحنيف وختمها بعبارة " والسلام على من اتبع الهدى " وهذه العبارة في أدب الاسلام تقال للكافر، ثم رفعت الثورة الايرانية شعار " تصدير الثورة " وطريق القدس يمر عبر بغداد او كربلاء !! .

تلت ذلك الاغتيالات التي طالت قادة العراق والاعتداءات على الحدود العراقية ومثبت تلك الاعتداءات لدى  وثائق الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي  والجامعة العربية ، حيث وصل الامر بأحتلال أراضي عراقية وسقوط طيار ايراني في الاراضي العراقية قبل بدء رد العدوان 22 ايلول 1980

" أن هذا الصراع الذي نلمس او نتابع تطوراته وآثاره يوما بعد يوم ليس من العدل في شيء وليس من النزاهة في شيء ولايمت الى القيم السامية التي ينتسب إليها "1

ولا يجوزلايران نظام الخمينيان تتعامل مع النظام الوطني في العراق " وكأنه هو الممثل للفساد ولما شاهدوه وعانوه في بلدهم فشتان بينما كان سائدا زمن الشاه وبين الحياة الصحيحة السلمية التي يحيها العراق . أن أي منصف يستنكر هذا التجني ولا يسع المنصف الا ان يرى روح الإحقاد التأريخية وغير ألتاريخية وراء هذا التجني غير المشروع وغير المبرر " 2

فان الثورة الايرانية عام 1979 ليست هي الثورة الاولى في العالم ، وان العراقيين اسقطوا الملكية في العراق عام 1958 اي قبل سقوط نظام شاه ايران اكثر من عشرين سنة .

وعلى ضوء ذلك ان الامة العربية والاسلامية  والعراق بصورة خاصة تتمنى ان تكون ايران المسلمة جارة وصديقة للعراق والامة العربية بعد ان يدرك حكامها لخصوصيات الواقع العراقي والعربي بكل اشكالياته وتعقيداته واحترام كل مكوناته الوطنية والقومية والدينية والاجتماعية المتعددة والتسليم بقدرة الامة العربية على مواجهة التحديات والمخاطرالمحدقة بالعلاقات بين اقطارها وبين جماعاتها بعيدا عن التدخلات الاجنبية في شؤونها الداخلية وعدم جعلها حديقة خلفية للاطماع الاقليمية والسعي لتجاوز تلك الحساسيات  والرواسب التي ما زالت تتحكم بهذه العلاقة ،  كما ان الامة العربية  تدرك جيدا  بصدق البعد الستراتيجي والحضا ري للعلا قة مع ايران بأنها سندا للعرب والمسلمين على كل المستويات السياسية والاقتصادية والامنية والدفاعية والاجتماعية، وباعتقادنا أن هذا التصور يشكل المدخل الطبيعي لكل الإشكالات والالتباسات القائمة .

هل نحن قادرون على تجاوز جراحات الماضي وحساسياته لكي نستطيع إفشال المشروع الامريكي الصهيوني ؟

الرؤية العربية لايران ورؤية ايران للعرب

لقد حددنا الرؤيتين في هذا القسم بموضوعية بعيدا عن التكتكه والمجاملات والتزويق ، إنما وضعنا الحقائق كماهي لكي نحدد علاقة راسخة ومبدئية تأخذ الابعاد التأريخية وغيرالتأريخية والدينية والجغرافية ، كما اكدنا على الطرفين ان ينظران بعيون متبصرة لمجريات الامور وقراءة المشهد قراءة موضوعية واخلاقية وبتجرد والترفع عن المصالح الانانية الضيقة ، فاننا نحتاج الى دراسة علمية دقيقة للواقع الراهن ، وعندما استعرضنا تلك العلاقات الحالية ، نجد المنهج الاول الذي يستسلم لقراءة تشاؤمية فلا يرى في الامة العربية سوى عوامل الضعف والتجزئة ، وفي إيران الاطماع والتوسع بتصدير ثورتها على الاقطار العربية بقيادة ولاية الفقيه وفيها عناصر القوة ، وبالتالي ان الانظمة العربية تزداد بفعل هذا المنهج ضعفا على ضعف وتراجعا على اثر تراجع وخاصة بعد غزو واحتلال العراق من قبل الشيطان الاكبر الادارة الامريكية .

أما المنهج الاخرالمغاير فيغرق في تفاؤل مبالغ فيه ( فلا يرى في العلاقة مع إيران قوة ومنعة للعرب والمسلمين ويهمل الاعداد الصحيح لهذه العلاقة التي تهتم بأغلاق الثغرات والاختلافات ، واعطاء الحلول الصحيحة لتلك الاشكالات من اجل بناء علاقة

مستقبلية لكي تكون إيران المسلمة جارة وصديقة للعرب). 3

 

المدخل : هناك من العرب من يعتقد أن إيران تتدخل في الشأن العربي وتعقد الصفقات مع القوى الكبرى على حساب مصلحة الامة العربية الى جانب التسويف والمماطلة ، وما فعلته في كثير من المسائل ويمكن الاستدلال على وجهة النظر هذه بإحداث ووقائع شتى في العراق والخليج العربي وفلسطين وسوريا ولبنان واليمن والسودان والمغرب العربي ، وسنأتي عليها بالتفصيل .

( وقد دفع هذا الامر ببعض الاقطار العربية الى محاولة " كف الشر" عنها بذهاب مسؤوليها الى الجمهورية الاسلامية الايرانية بقصد إرضائها ، أما بالتظاهر انهم مع سياستها او انهم ضد اعدائها ، وان العدوان على إيران _ إن حصل _ فلن ينطلق منها ) 4 الشرق الاوسط اللندنية رضوان السيد

إماالبعض الاخرفقد اعلن صراحة العداء مع ايران وقطع كل علاقة في حين اتجه فريق ثالث الى استمرار العلاقات على " دخن " حسب التعبير الريفي العراقي مع اتباع سياسة مزدوجة تعلن إيثار التوحد وتثير المخاصمة كما ظهر في الوثائق التي نشرها ويكليكس والتي تقول "بعداء السياسات الايرانية تجاه الدول العربية، وتطلب حماية امريكية منها " 5

والفرس يضمرون بخلاف ما يظهرون وهو ابرز ما يميز السياسة الايرانية التي أصبحت اكثر وضوحا في ظل العمائم!! ويذهبون في رأيهم هذا بأن إيران كانت ولا زالت الا تتوسع الا على حساب  جيرانها العرب ،فأحتلوا بابل وفق صفقة تأمرية مع اليهود كما تسببوا بالاطاحة بالدولة العباسية وسقوط بغداد على يد هولاكو بعد خيانة ابن العلقمي الوزير الفارسي ثم كان الاحتلال البويهي الفارسي لبغداد ومن بعده السلجوقي والصفوي .

وفي العصر الحديث واصلت ايران تأمرها وعقد الصفقات مع الدول الكبرى و( إسرائيل ) من فضيحة إيران كيت اثناء حرب الثمان سنوات مع العراق 1980 _ 1988وتم فشلهم ، وواصلوا التخادم السياسي والتعاون مع الامريكيين في العدوان الثلاثيني وما صاحبها من دعم صفحة الخيانة والغدر تكملة 1991 الى غزو واحتلال الامريكي للعراق في نيسان 2003. 

 يتبع   

 اعداد / الباحث والكاتب السياسي

 جابر خضر الغزي

 

  

الثلاثاء، 8 مارس 2022

سؤال يحتاج تفكير وضمير حي / بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

سؤال يحتاج تفكير وضمير حي 

د- فالح حسن شمخي 



السؤال الذي طالما كان ولازال بحاجة إلى إجابة و هو : كيف استطاع حزب البعث العربي الاشتراكي قيادة العراق على مدى 35 عام  ؟ فالشعب العراقي الذي يتوزع بين مناضل جسور يتحدى المحتل الايراني ومن قبله الامريكي وتابعيه بإرادة لا تلين وبحس عربي و إسلامي قل نظيره في عالمنا المعاصر وبين من ربط إرادته بإرادة الأجنبي ،  وهنا ليس مهما إن كان هذا الأجنبي أمريكيا أو أوربيا أو فارسيا  ، المهم إن هذا الصنف الثاني من الذين ارتبطت اسمائهم  للآسف بالعراق العظيم ، عملاء، أذلاء ، خانعين ، أذلهم الله بالدنيا والآخرة و أخزاهم  ، وبين هؤلاء الاثنين الاول والثاني نجد البعض من الذي امتلك القدر على التلون على المواقف كما تتلون الحرباء ومنهم من استطاع الرقص على حبال السياسة كراقص السرك المحترف وهؤلاء باعتقادنا هم الأكثر خطورة على العراق وأهله.

المناضلون الوطنيون الأحرار هم أمل العراق و الأمة العربية الإسلامية في وقت الشدائد والمحن رغم انهم يتعرضون وتعرضوا  إلى الإقصاء والتهميش والقتل والتعذيب والاعتقال والتغييب ، والسبب في ذلك يعود إلى إن العناصر من الفئة الثالثة فئة الراقصين والمطبلين والمزمرين والانتهازيين تلعب لعبتها في إبعاد العناصر الوطنية والقومية المناضلة من ساحة العمل النضالي وبأساليب ملتوية ومستترة وشاذة ، الأمر الذي يجعلها خافية الى حد ما على من حباه الله بسريرة نقية وامتلاء فكره وقلبه بالخير والتسلح بقيم وصفات الفرسان ، ليس غريبا علينا هروب المخادع والراقص والمطبل كالفأر المذعور من السفينة وقت شعوره بغرقها ليظهر بلون أخر كالحرباء ليركب سفينة أخرى ، وليس غريبا على التأريخ أن يترك الوطني ، القومي ، الصادق ، الأمين ، الشجاع وحيدا في المركب ليتحمل وزر ما اقترفه الانتهازي البغيض ليطهر الأرض والعباد من رجس ونجس المحتل وتابعيه ومن أصاب قلبه المرض وانحرف باتجاه الهاوية ، الهاوية التي يكون سببها الغل والحقد الأعمى والمال والمناصب الدنيوية الزائلة أو هي قصاص من الله سبحانه وتعالى الذي يعرف ما في القلوب من مرض، فزادهم مرضا ليحرمهم من شرف الدنيا والآخرة ، الشرف الذي اجتبى به عباده الصالحين ، الصابرين الذين يقولون:  (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وعاقبة هؤلاء الرجال الصابرين ، المجاهدين معروفة كما إن عاقبة الفاسقين معروفة ونحن هنا نذكر بكلام رب العزة في كتابه الكريم وفي سنة رسوله الأمين صلوات الله عليه.

كيف استطاع حزب البعث العربي الاشتراكي  قيادة سفينة العراق وهي تحمل ما تحمل على ظهرها من تنوع حاد ذكرناه أعلاه والذي يصعب معه التمييز والتفريق ما بين الخير والشرير ما بين الانتهازي اللئيم والمناضل الحقيقي ما بين الراقص والمداح   تزلفا  ، كل ذلك و السفينة تبحر في بحر هائج يعج بالقراصنة والحيتان ، بحر يتحكم به قراصنة من نوع جديد ، قراصنة مخادعين ؟ سؤال طالما فكرنا بالإجابة عليه وتحاورنا به وكنا لا نملك إلا القول : (الله يساعد قيادة الحزب على هذا الشعب) ، شعب يريد أن يأكل ويشرب ويتمتع ويشاكس ويحارب من اجل الدفاع عن السيادة والعزة والكرامة ، شعب يحب ويكره في نفس الوقت ، له اكثر من صورة ووجه ، شعب يمتلك الطيبة و القسوة في نفس الوقت .

تمكنت القيادة الوطنية من ادارة الدفة  وسفينة العراق تبحر في بحر الظلمات في ظل تحكم القرصان الامريكي والصهيوني والفارسي ، تمكنت القيادة الوطنية على مدى   35 عام من تحقيق  الخير والرخاء ، مجابهة السنين العجاف في ظل الحصار الجائر الذي احرق الأخضر واليابس وحروب مدمره فرضت على العراق من جار طامع ، حاسد ، حاقد ، يتستر بالدين ابتلا العراق  به .

حصار فرضت على العراق من اجل النفط والاعتراف بالكيان الصهيوني  ومن اجل أن لا يرتقي العراق إلى مصاف العالم المتقدم صناعيا ليعيد مجد الأجداد.

كيف تمكنت قيادة العراق و شعبه  ؟ 

سؤال صعب لكن الإجابة عليه جاءت هذه الأيام في ظل العملية السياسية التوافقية والمحاصصاتيه التي اسسها محتل غاصب ،  قد تكون الاجابة متأخرة ، لكن الشعب ادركها وتعرف اليها بوضوح ، اذا خرج في ثورة تشرين وسيستمر بالخروج للمطالبة بحقوقة وسيادة بلده ، خرج الشعب بعد ان توصل الى نتيجة تفيد بأن قيادة البعث للعراق كانت ناجحة مع ماشابها من اخطاء ، مشخصة ومعروفة . 

سؤال يحتاج لتفكير وضمير حي .

( كيف استطاع حزب البعث قيادة العراق )؟؟

 (وهل من الممكن ان ياتي حزب اخر يستطيع قيادة العراق وشعبه )؟؟؟؟؟؟؟