الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

حكومة دكتاتورية عميلة وشعب مظلوم بلا أَمَلْ .... ..بقلم أ . د . أَبو لهيب

 

حكومة دكتاتورية عميلة وشعب مظلوم بلا أَمَلْ

أ . د . أَبو لهيب

مُنْذُ أَنْ بدأت ثورة تشرين الاول عام 2019 ، بدأت في العراق الابي حملة واسعة مِنْ الاعتقالات شملت ألوف المواطنين الثوريين الشرفاء مِنْ أبناء العراق والمستقلين والنقابيين ، وتعرض المعتقلون إِلى أبشع أَنواع  التعذيب الدموي الوحشي ، وقد استشهد بعضهم تحت التعذيب ، واصيب آخرون بعاهات دائمة .                                                            

إِنَّ وقائع التعذيب وأَساليب الارهاب الاسْوَدْ هي مِنْ الفضاعة إِلى حَدٍ يُثير الضمير العربي والانساني ، لقد رأَينا مِنْ واجبنا الوطني والانساني جمع هذه الوقائع لتعريف إِخواننا أَبناء العروبة وألاسلام وأحرار العالم على بعض مايحل بشعبنا العراقي الابي ، وإِنَنَّا نتوجه إليهم جميعاً بندائنا ليرفعوا صوتهم بالاحتجاج على هذه الجرائم المخالفة لِأَبسط حقوق الانسان والمطالبة بوقف أَعمالْ العنف والاعتقال والتعذيب والاغتيال ، وإِطلاق سراح جميع المعتقلين مِنْ الثوار بدون استثناء .                                                                      

يعاني الشعب العراق الابي موجة سوداء مِنْ الارهاب والتنكيل لَمْ يعرفها تاريخ العراق في أحلك أَيام الاحتلال الاجنبي للعراق ، فمنذ مطلع 1/ تشرين الاول / 2019 وحتى الان ماتزال حملة الاعتقالات والتعذيب والقتل وهتك الاعراض الذي لايطاق تشمل لفيفاً كبيراً مِنْ المواطنيين الابرياء في العراق ، ففي معتقلات الميليشيات المتنفذة والمرتبطة بنظام الملالي في اِيران أَكثر مِنْ عشرة آلاف معتقل مِنْ الثوار والمستقلين مِنْ مختلف الفئات الاجتماعية والدينية ، ليس ما يدعو إلى إِعتقالهم سوى كونهم مِنْ خيرة المدافعين عَنْ حرية العراق وإِستقلاله وطرد المحتلين منه .

وَلَمْ تنسب لِهؤلاء تهمة ما ، وَلَمْ يتم استجوابهم عَنْ عمل يستحق الاعتقال ، وهم مع ذلك يعذبون بِأشد وسائل التعذيب الوحشية والقاسية ، حتى مات كثير منهم تحت التعذيب ، واصيب عدد كبيرمنهم بعاهات جسدية ، ويحرم المعتقلون من جميع حقوق السجناء ، وفضلاً عن ذلك ماذكرناه ، الاعتداء أَلْجنسي على كثير مِن النساء والبنات المعتقلات وحتى قسم مِنْ هم في سن الاحداث. وَلَمْ يقتصر التعذيب على المعتقلين أنفسهم ، بَلْ شَمَلَ العديد مِنْ أَهاليهم ، فكثيراً ما يؤخذ الاب رهينة عَنْ إِبنه ، والاخ رهينة عَنْ أَخيه ، ثم يتم تعذيب  الرهائن حت يسلم المطلوب نفسه ، لرفع الضيم عَنْ قريبه بل كثيراً ما يؤخذ الاطفال رهائن عَنْ آبائهم أَو أمهاتهم .         

إِنَّ عدد المعتقلين في الازدياد يوم بعد يوم ، وحملة الارهاب في الامتداد ، وليس مِنْ مرجع يتقبل شكوى متظلم ، أويسمع إِلى نداء مطالبين بِوَقفْ هذه الفظائع عند حد ، فالبرلمان محلول والقضاء مشلول ، والصحف تصدرها الجهات المحتلة والاذناب ، ولا يسيطر في البلاد سوى عصابات مِنْ هذه الميليشيات الصفوية وأَذنابهمْ من الذين لايعترفون بالقانون وولائهم لايران ولغيرها ، ولاتجد رادعاً مِنْ شرف أَو ضمير أَو أَخلاق حميدة ، لِأَنَّ هؤلاء باعوا شرفهم وضميرهم للمحتل وأصبحوا عملاء لِمَنْ إِحتَلَ بلدهم .                                               

إِنَّ أَلشعب العراق الابي الذي كتب بدمه تاريخ نضاله الشاق ضد المستعمرين والمحتلين ،

واحبط بوطنيته وتضحياته و وحدته الوطنية ، كثير مِنْ المؤامرات المتلاحقة والمشاريع

 الاستعمارية ، وحطم عدة ديكتاتوريات عسكرية ، واقام حكماً وطنياً ديمقراطياً تتمتع خلاله

بحريات ديمقراطية نموذجية في الوطن العربي وأصبح نموذجاً تنظر إِليها الشعوب العربية بعين ملؤها الامل والثقة بالمستقبل الوضاء ، نقول إِنَّ هذا الشعب البطل بالذات يرزخُ اليوم بثقل لِأَبْشَعْ حملة إِرهابية فاشية عرفها في تاريخه .                                                   

مثلما تم تشكيل مجلس أعلى للقضاء من الخونة والعملاء والاذناب ، حتى يعرفون كيف يسيطرون على القضاء في البلاد ، لِأَنَّ مجلس القضاء هو المرجع الوحيد للفصل بالشكاوي ضد التصرفات الحكومية المخالفة للقوانين ، وذلك دليل على أَن الحكام يعتزمون حتى مخالفة القوانين التي يصدرونها والتي حصروا حق إِصدارها وتعديلها بهم وحدهم .                   

وألغي الاستنطاق في القضاء الجزائي ونقلت سلطات قضاء التحقيق إِلى الميليشيات الصفوية وذيولهم في العراق واصبح بيدهم حق الضن والاتهام ، واسسوا محاكم خاصة بهم تصدر قرارات قطعية بقتل المعتقلين أو التنكيل بهم ، عدى ذلك أستبدل جميع مديري النواحي والقائمقامين المدنيين بضباط مِنْ الشرطة أو مِنْ ميليشيات  ذيول المجوس ، وتلقوا هؤلاء التدريبات خاصة في دورات خاصة بهم وتلققوا التدريس من قبل أفضل ألاساتذة إِيرانيين ومن قوات الشرذمة الامريكية  ، كما استبدل جميع المحافظين المدنيين بضباط مِنْ الجيش أو الشرطة الموالين لهم ، ولم يكن القصد مِنْ هذه التدابير الا سلب الشعب كل حقوقه بِأن يحكم نفسه بنفسه بواسطة النظام البرلماني حر ، وهو الحق الذي انتزعه بعد نضال دام شاق إِستمرت سبعة عشر سنة ، وانما القصد كذلك حرمان الشعب  تقريرالمصير والتنظيم والتعبير عن الرأي والدفاع عن أمانيه وحاجاته ومطامحه .                                                                           

وإلى جانب هذه التدابير كانت تصدر كل يوم قوانين وقرارات مِنْ شأنها فرض سيطرة الاحتكارات العراقية الوثيقة الصلة بالرأسمال الامريكي ، على مرافق الاقتصاد العراقي ، لتحويلها إِلى سوق لهذه الاحتكارات وإلى حقل لاستثماراتها ، وأخذت الصناعة تتعثر ، والمنتوجات الزراعية تكسد ، وتوقفت حركة البناء تماماً ، وبدأت البطالة تنتشر بسرعة ، وإشتدت هجرة الشباب إلى الدول الاوربية والعربية الاخرى بحثاً عَنْ العمل ، كما حصل نقص في الاجور اليومية لليد العاملة ، وارتفعت اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ، حتى اصبحت الحياة عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن العراقي المظلوم ، واجبارهم بترك وطنهم العراق حتى يخلو للمحتلين والعملاء وأذناب المجوسية  .                                         

وإلى جانب ذلك أخذت بوادر تغير السياسة الخارجية تزداد ظهوراً يومياً بعد يوم ، وبدأت الحكومة العراقية الحالية وهي ذيل لِإِيران بِتطبيق سياسات ايرانية صفوية بِمُغازلة الدول الاستعمارية ، ولاسيما أميركا التي قاس منها العرب أقسى الشرور ، وعادت الدول الاستعمارية توطد مراكزها في العراق .                                                               

مِنْ الطبيعي أَنْ لايقبل الشعب العراقي بفقدان مكتسباته التي بناها لبنة لبنة بمشقات كبيرة وبدم ابنائها الميامين ، وبسلب حرياتهم السياسية التي إنتزعها واحسن ممارساتها بجدارة ،

وبتهديد إِقتصاده ولقمة عيشه ، ونتيجة كل هذا أخذ التذمر والاستياء وانتقاد الاوضاع ينتشر ويعمم جميع طبقات الشعب ، بينما كان الحكام والمنتفعون بالحكم يكابرون بعناد ، ويصرون على أن اسلوبهم هوالامثل وإن تجاربهم في الحكم تتطلب بذل التضحيات وتحمل المصائب . وإِما فشلهم في الميادين السياسة والاقتصاد فأخذوا يلقون أوزاره على عاتق كل منتقد ، وكل مجاهر بالشكوى ، وكل مَنْ يقترح حلولاً ايجابية بناءه لا تتفق مع اسس النظام الدكتاتوري الفاشستي أو سيطرة فئات معينة على الحكم وعلى موارد البلاد .                                  

ولما فشلت هذه الاساليب وازدادت عزلة الحكام عن الشعب وفشلوا في كسب ثقته وجدوا ان لاسبيل إلى المحافظة على حكمهم وتوطيده إِلا بِالارهاب ، والتنكيل بِأبناء الشعب العراقي الباسل ، وإخضاعهم قسراً لموجبات الحكم الفاشستي ، لذلك فتحوا السجون والمعتقلات ، واستخدموا أخطر وأوحش وسائل التعذيب ضد الوطنيين الشرفاء حتى الموت ، ضاربين عرض الحائط بكل تقاليد الشعب العراقي ، وبالقوانين التي صدرت عنهم أنفسهم وبالمواثيق الدولية بشأن حقوق الانسان .                                                                            

ومِنْ هنا وخلال ما وضحناه اعلاه يتبين إنه لاتوجد في العراق حكومة مسؤولة  فيها نظام أو قانون يحترم ، وليس فيها حَكَم يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب ، ولايستطيع أحد أن يسال الحكومة عن عمل تؤديه  ، لذلك لايوجد في العراق سوى العصابات والميليشيات الصفوية المسلحة والمسلطة على رقاب المواطنين وارزاقهم وقوتهم ، وعلى حرياتهم وكراماتهم واعراضهم ، تتنافى أعمال هذه العصابات على خط مستقيم مع كل التقاليد العربية ومع ابسط القيم الانسانية .

ونتيجة كل ماذكرناه أن شعبنا الذي يدرك حقيقة الاوضاع غير الطبيعية التي فرضت عليه بالقوة . يتوجه إِلى الشعوب العربية وإلى شعوب العالم وإلى جميع المنظمات الديمقراطية وكل الاحزاب التقدمية والمنظمات الاجتماعية والثقافية التي تدافع عن حرية الانسان وحقوقه وإلى كل رجل شريف وإمرأة شريفة ، أن يرفعوا أصواتهم عالياً ويفضحوا أمام الرأي العام هذه الاساليب الخرقاء المتبعة اليوم في العراق الابي أن يعلنوا غضبهم وإحتجاجاتهم على هذه الاساليب ويطالبون بوضع حد لها ، ونشر الحريات والديمقراطية والافراج عن المعتقلين جميعاً بدون استثناء .                                                                          

أَلف أَلف رحمة على أرواح الشهداء الذين ضحوا بِأرواحهم لِأَجل تحقيق حياة حرة كريمة لشعبهم الابي .                                                                                              

والشفاء العاجل لجرحى الانتفاضة التشرينية

ودعوة لافراج عن المعتقلين  

والموت للخونة والمجرمين وذيول المحتل الصفوي المجوسي .                                                      

 

 

السبت، 17 أكتوبر 2020

الالتزام سر بقاء البعث ..بقلم د ـ فالح حسن شمخي

 

الالتزام سر بقاء البعث

د ـ فالح حسن شمخي

إن مناقشة أي شأن من شؤون حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي من خلال  شبكة الانترنيت يعد من الأمور الصعبة، لكنها ضرورية في بعض الأحيان  من اجل إن نحصن أنفسنا من الانزلاق وبالتالي دعم الجهد المعادي من حيث لا ندري لاسيما ونحن نعيش مرحلة النضال السلبي ، لكن علينا ونحن نعبر عن أفكارنا أن نتحرك ضمن منطلقنا وعقيدة حزبنا ودستوره   وليس بسبب ردود الأفعال والضرورات تمليها علينا المرحلة التي نمر فيها وظروفها ،.

 إن من أهم واجباتنا الفكرية هي أن نفرق بين ما نؤمن فيه وما نسعى إلى  تحقيقه وبين ما تضطرنا الظروف إلى السير فيه ببط أو إلى تأجيله أو الابتعاد عنه بشكل مطلق (نفرق بين الإستراتيجية والتكتيك) ، ومن اجل أن تتضح الأفكار وتنمو فأن من واجباتنا أن ننفتح على بعضنا وان نفتح أبواب الحوار في كل المشاكل التي تصادفنا مادامت ضمن عقيدة الحزب وخطه الأساسي ، فبغير الحوار لا تنمو الأفكار ، والحوار يستدعي اختلاف في الرأي ، واختلاف الرأي يجب أن يشجع ، ولكن على أن لا يتحول إلى تعنت في الرأي ومناكفة، ولا إلى تكتلات فردية ، والحوار كما نعلم يكون في الرأي ، إما التكتل فيكون في الأشخاص ، وبينما الحوار عامل بناء ، فالتكتل عامل هدم.

إن الحزب هو الأساس ، والحزب يتمثل في مؤتمراته وقياداته ، وهو المنطلق والمصدر والشرعية  ، فلا يحل محله الفرد ، ولا الكتلة ، فالحزب كتله واحدة تسمح باختلاف الرأي و لكن لا تسمح بالصراعات والتخريب ، فالحزب هو حزب البعثيون العقائديون الملتزمون  ولا وجود لما دون ذلك .

 إن حزب البعث العربي الاشتراكي يتكون من قيادات متتالية في المستوى ، والقيادة الدنيا تنصت وتستمع  للقيادة العليا تنظيما وتنفيذا وإشرافا وتلتزم بمبدأ (نفذ ثم ناقش) ، وليس من حق احد من الأعضاء أن يتمرد على  القيادة الأعلى ، فعلى الرغم من أهمية الديمقراطية في الحزب ، فللقيادة العليا سلطة علينا لأنها في تشكيلها تمثل قمة السلم الهرمي ولها صلاحيات أوسع.

إن خروج البعض علينا وهو يكيل الانتقادات لقيادتنا والكوادر المتقدمة في الحزب يعد  عمل تخريبي يوازي ما يقوم فيه العملاء ، وكثيرا ما نسمع  إن فلان هاجم القيادة الأعلى بحجة حرصه على الحزب والبعث لا يسمح بالتطاحن والتخريب والبعثي العقائدي الملتزم عليه واجب مقاومة  كل من تسول له نفسه التطاول ، فمن غير المسموح النيل من وحدتنا تحت إي  شعار وأي أسلوب ، نحذر من الاتصالات الجانبية وحديث الجلسات الخاصة ، ونحذر من الذين يعتقدون إن بإمكانهم التسلق في صفوف الحزب معتمدين على الظرف الراهن الذي يمر فيه حزبنا.

تحية لقيادة حزبنا وعلى رأسها الرفيق قائد مسيرتنا عزة الدوري حفظة الله

وتحية لكوادر حزبنا

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

البعث الابن الشرعي للأمة العربية المجيدة بقلم ......... د ـ فالح حسن شمخي


البعث الابن الشرعي للأمة العربية المجيدة 

د ـ فالح حسن شمخي

حزب البعث العربي الاشتراكي ولد ولادة شرعية جراء معاناة وألم امة حية ، ولد البعث من رحمة الأمة وكان معبرا تعبيرا حقيقيا عن أحلامها وتطلعاتها وأمالها بمستقبل أفضل، تكون قادرة فيه على العطاء والإبداع كما كانت أيام الدولة العربية الإسلامية في ظل الخلافة الراشدة والدولتين العربيتين الإسلاميتين الأموية والعباسية.

الأمة العربية من الأمم الحية التي لا تموت، قد تمر في مراحل انحطاط وتخلف وانكسار جراء الهيمنة الأجنبية عليها لكنها لا تموت فهي تنهض من بين الركام ، نهضت بعد الاحتلال ألصفوي والعثماني بخروفيهم الأسود والأبيض وغيرها من المسميات منتفضة لكن انتفاضتها أجهضت على يد الاستعمار الأوربي بعد الحرب العالمية الأولى وللأسباب المعروفة ،ثارت وطردت المحتل بعد الحرب العالمية الثانية، لكن ثوراتها أجهضت من جديد وللأسباب المعروفة أيضا ، قدمت الشهيد تلو الأخر في ثورتها ووثبتها وانتفاضاتها على طريق التحرر لتحقيق أهدفها في امتلاك الإرادة الحرة الواعية للشروع في مشروعها الحضاري والإنساني.

ولد حزب البعث العربي الاشتراكي كمنظمة سياسية قومية شعبية اشتراكية انقلابية شعارها) امة عربية واحدة ـ ذات رسالة خالدة)، وأهدافها الإستراتيجية،(وحدة ـ حرية ـ اشتراكية)، يقول الرفيق المرحوم ميشيل عفلق في 16 أيلول عام 1945 إجابة على سؤال لجريدة النضال:

السؤال ـ ما لذي دفعكم لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي؟ 

الجواب ـ (الدافع هو شعورنا بالضرورة التاريخية، فالمجتمع العربي يقف اليوم على مفترق طرق. وهو أما أن يستمر في الطريق الذي يسيره فيه قادة السياسة الحاضرة، الذين يرضون بالواقع الفاسد فيستنكرون على البلاد هذا التقدم الضئيل وهذه النتائج الطفيفة التي انتهت إليها سياستهم في أربعين سنه، ويحكمون هكذا على الأمة بان تبقى متأخرة مهملة الوزن في العالم، وأما أن يوقف العرب هذا التدهور بنتيجة تحول عنيف، واستجماع للإرادة، ووعي الإمكانيات الحقيقية الكافية، فيسيروا في طريق جديد صاعد، يستمد قيمه وأحكامه وغايته من خصال العربي الأصيل، ومبادئ الرسالة العربية المتعالية على الواقع ونسبية أحكامه. هذا الطريق الجديد يقتضي ظهور قيادة جديدة تمثل جوهر الشعب لا ظاهره، ومستقبله لا حاضره، وبهذا المعنى يكون حزبنا حزب الجيل العربي الجديد، الزاخر بالأمل والنشاط، والمتطلع إلى مستقبل يليق بماضي أمته المجيد، وبحاضر الأمم القوية الراقية، والذي يريد أن تكون السياسة العربية رسالة لا حرفة (

قامت عقيدة البعث القومية على أسس ثلاث وهي إن الحزب عربيا، انقلابيا، شعبيا، عربي بمعنى انه لم يكتفي بإقرار الفكرة القومية بل جسدها في واقعه من خلال قيادة قومية تمثل اعلي سلطة في الحزب وتمثل تنظيمات الحزب المنتشرة في كل الأقطار العربية، والحزب يتعامل مع مشكلات الأمة العربية ككل لا يتجزأ، فهو لا يعالج المشاكل القطرية إلا على ضوء مصلحة الأمة العربية الواحدة، وقد ترجم الحزب ذلك عبر مسيرته في القطر العراقي قبل الاحتلال الذي جاء ليسقط تجربة البعث القومية لأنه وجد فيها التهديد الحقيقي لمصالحة في المنطقة العربية، والدليل على ذلك هوان القرار الأول الذي أصدره المحتل هو قرار (اجتثاث البعث).

أما الركن الثاني في عقيدة البعث فهي إن الحزب لا ينظر إلى الأمور السطحية والعارضة في السياسة العربية وإنما يسعى إلى قلب أسس هذه السياسة، ويعتقد إن الإصلاحات الثانوية التي تنادي بها الحكومات العربية الحاضرة وتعتبرها رئيسية تتبع حتما ذلك الانقلاب، والانقلابية قد جسدها البعث في ظل حكمه للعراق عبر خمسة وثلاثين سنة فهو الذي أمم النفط وهو الذي قضى على الأمية وهو الذي اصدر بيان آذار وأعطى حقوق الأقليات في العراق وهو الذي قاد تنمية شاملة في كل الميادين وكان بحق انقلابا شامل على كل ما هو مألوف في حياتنا العربية المعاصرة الأمر الذي قاد إلى أن تتعرض تجربته إلى هجمة امبريالية وصهيونية وصفوية ورجعية.

إن الأهداف والغايات التي حددها البعث والتي نشرها في العام 1946 في العدد الأول والثاني من جريدة البعث والتي نلخصها في النقاط التالية والتي نجد إن الضرورة تقتضي التعريف فيها بعد أن تعرض البعث إلى ما تعرض إليه عبر الماكينة الإعلامية الامبريالية والصهيونية والصفوية هي :

1ـ حزب البعث حزب عربي ليس في اسمه وفي غايته فحسب، بل أيضا في واقعه وتنظيمه وأسلوب عمله فتنظيمه في سائر الأقطار العربية وهو لا يعالج السياسة القطرية إلا من وجهة نظر المصلحة العربية العليا.

2 ـ هدفه تحرير العرب في جميع أقطارهم من كل أنواع الاستعمار الأجنبي، وتنظيم الأمة العربية في دولة مستقلة واحدة قائمة على فكرة القومية العربية في سبيل تحقيق النهضة الحديثة الشاملة وبعث الرسالة العربية الخالدة.

3 ـ الفكرة القومية العربية هي الإيمان العميق بأن الشعب العربي عريق بين الشعوب في نبله وتعشقه للحرية وان له عبقرية خاصة وحيوية متجددة تحفزه باستمرار إلى إظهار نشاطه وكفاءته في أعمال الفكر والعمران وميادين البطولة ليكشف عن عبقريته ويثبت شخصيته على أكمل صورة تتمثل فيها الإنسانية الصحيحة.

4 ـ العربي هو من كانت لغته العربية وعاش في الأرض العربية أو تطلع إلى الحياة فيها وتشبعت روحه بالقومية العربية والولاء الخالص للغة العرب وتاريخهم المجيد في الماضي، وكان في إيمانه بوحدة مصيره معهم يتشوق إلى مستقبل خليق بهذا الماضي، ولم يشرك في ولائه أمة أو فكرة أخرى ثم كانت أفعاله منسجمة مع عقيدته.

5 ـ غير العرب من الأقليات القومية التي لا يمكن أن تندمج في المجموع العربي وتستعرب بصورة تامة تخضع لقوانين خاصة تحدد حقوقها وواجباتها بصورة تمنعها من الإضرار بمصالح العرب.

6 ـ الشعب العربي مصدر كل سلطة لذلك وجب إلغاء كل ما عقدته الحكومات من معاهدات واتفاقات وصكوك تخل بسيادة العرب التامة.

7 ـ الشعب العربي مصدر كل قيادة، وقادة الشعب العربي هم الذين فيهم تتمثل عبقريته وفضائله يخرجون من صميمه لا من الطبقة المستغلة التي اختلطت بالأجانب وطغت عليها المصالح الشخصية.
8
ـ الدولة العربية دولة اشتراكية بمعنى إن مصلحة المجموع هي فوق مصلحة الفرد والطبقة، وان غاية الدولة إسعاد اكبر عدد من أفراد الشعب العربي وتزويدهم بكل الوسائل والفرص ليستطيعوا تحقيق عروبتهم على أكمل صورة، وهذه الاشتراكية تستمد من روح الأمة العربية وحاجاتها العميقة وأخلاقها الأصيلة ولا تستند إلى إي نظرية أجنبية.

9 ـ إن حق التملك يجب أن يبرره الجهد والعمل وان لا يتعارض مع المصلحة العامة وان لا يخل بالانسجام القومي والعدل الاجتماعي.

10 ـ جعل المؤسسات والموارد والمرافق ذات النفع العام ملكا للدولة، وإخضاع جميع الصناعات والمشروعات الاقتصادية لرقابة الدولة تبعا للسياسة الاقتصادية العربية العليا من جهة، ووفق مبدأ الانسجام القومي من جهة أخرى، ولمنع استغلال رأس المال لحق العمل.

11 ـ على الدولة أن تضمن لكل فرد من أفراد الشعب العربي عملا يعيش من ثماره عيشا كريما. ولا يجوز أن تستخدم الأجانب في المشروعات الاقتصادية العامة والخاصة أذا كان بين المواطنين العرب من يمكنه أن يحل محلهم.

12 ـ على كل مواطن عربي أن يمتهن عملا فكريا أو يدويا شريطة أن يخدم عمله مصلحة المجموع وينسجم معها.

13 ـ سن تشريع اجتماعي يحدد حقوق وواجبات رأس المال والعمل، والعلاقة بينهما على أساس مبدأ الانسجام القومي، ويكفل إنشاء مؤسسات غايتها حماية المواطنين العرب من البطالة والمرض والعجز وطوارئ العمل.

14 ـ التعليم في البلاد العربية موحد في الفكر والأسلوب يقوم على أساس الفكرة العربية التي تعتبر الأمة العربية وحدة حية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها ويوجه وفقا لأهداف النهضة القومية المنشودة.

15 ـ التعليم الابتدائي إلزامي، وعلى الدولة ان تمكن كل عربي من نيل النصيب الكافي من العلم والمعرفة والوصول الى المراكز التي يؤهله لها عمله وإخلاصه.

16 ـ أيجاد كليات ومعاهد في جميع نواحي النشاط العلمي وتطبيقاته تسمح لا صحاب المواهب بمتابعة بحوثهم المختلفة.

17 ـ إخضاع المدارس والمعاهد الأجنبية لكل فوانيين الدولة العربية.

18 ـ حصر مهنة التعليم وكل ما له مساس بالتربية الوطنية بالمواطنين العرب، يستثنى من ذلك التعليم

العالي.
19
ـ توجيه كل وسائل النشر نحو كل ما يتفق ومصلحة القومية والأخلاق العربية.

20 ـ جعل الحالة الصحية في مستوى راق بين كل الطبقات وفي جميع مناطق البلاد العربية وتربية النشء الجديد تربية بدنية سليمة.

السؤال
هل انسجمت هذه التجربة العملية للحزب في العراق مع الأفكار النظرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بعنى هل استطاعت الحزب أن يحول النظرية إلى ممارسة عملية (نظرية عمل)؟

إن أي عاقل منصف يتمتع بضمير حي يستطيع أن يرى ان الغايات والأهداف التي أرادها البعث والمنشورة عام 1946 والمكتوبة أعلاه، طبقت في دولة البعث ، وزاد عليها ما هو جديد، إن من عاش في ظل التجربة يعرف جيدا ما معنى قرار التأميم ومحو الأمية وبيان آذار، اما الأجيال التي ولدت بعد الاحتلال فحقها أن تعرف حقيقة التجربة عبر من واكب المسيرة من العرب والعراقيين والذين يتمتعون بضمير حي منصف.

سيبقى البعث كما عرفناه حيا، صامدا، مجاهدا معبرا عن ضمير الأمة.

ستبقى تجربة البعث في العراق شامخة ، ستبقى المقاومة البعثية على امتداد الساحة العربية خير مترجم لمواقف البعث وشعاراته ونظريته الممتدة من مرحلة التأسيس حيث جاهد الرفاق الأوائل في فلسطين إلى يومنا هذا، فالبعث امن بان العمل الشعبي المسلح هو طريق التحرير.

سيبقى قادة البعث نبراس فخر واعتزاز لأبناء البعث والأمة العربية المجيدة والشرفاء في العالم وهم يعانقون السماء عبر المشانق وعبر النضال الدائم.

 

الأربعاء، 7 أكتوبر 2020

حوار مع الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري............ د - فالح حسن شمخي


حوار مع الرفيق المناضل عبد الصمد الغريري


د - فالح حسن شمخي

اهمية الحوار من خلال البصمة الصوتية الاخيرة للاستاذ البعثي المستقل مؤيد عبد القادر  تكمن في مايلي :

١- تناوله مواضيع مهمة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الامة العربية والعراق على وجه الخصوص لاسيما ونحن نشهد سيطرة الطائفة والقبيلة والقوى الظلامية  على المشهد السياسي وانحسار المد الوطني والقومي  ، وان المواضيع المتناولة في هذا الحوار مع القيادي  في حزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق المناضل  عبد الصمد الغريري  عضو القيادة القومية والقطرية للحزب وفي هذا الوقت تعني الكثير وللاسباب التالية ؛

ا- محاولة القوى المتخلفه النزول بالدين الحنيف الذي يمثل التاريخ الحضاري للامة العربية بكل دياناتها  من السماء الى الارض وبطريقة مشوهة ،الامر الذي يفرض علينا مجابهته بكل قوة .

ب - العمل على ضرورة تسليط الضوء والحد من ظاهرة الالحاد التي اجتاحت وطننا العربي وعلى وجه الخصوص العراق كردة فعل على من لبس عباءة الدين زورا وذلك عبر الحوار وطرح البديل الفكري الذي  يشرح باسهاب دور الدين الاسلامي الحنيف في بناء الوطن والامة والمقصود هنا الدين الرسالي الذي لم تلوثه السياسة ، بالاضافة الى تسليط الضوء على دور الامبريالية والصهيونية العالمية  التي عملت وتعمل على فصل الاسلام عن العروبة ولانهم يعرفون ان الاسلام هو القوة الكامنة في الامة العربية ، والرفيق القائد مؤسس الحزب احمد ميشيل عفلق قد تنبه الى ذلك من خلال مقولته (لولا العرب لما انتشر الاسلام ولولا الاسلام لما وجد العرب )، حيث ربط ربطا جدليا رائعا بين الاسلام والعروبة.

ج- طرحت البصمة الصوتية اساس فكرة ايجاد النظام السوري ومنذ انشقاقه عن حزب البعث العربي الاشتراكي حيث كان ولايزال نتاج امبريالي صهيوني رجعي الهدف منه اصابة الحزب في مقتل  ، وان اخر سهامه القاتلة هو  توريث بشار الاسد للسلطة   والحزب  خارج سياقات الدستور والنظام الداخلي ، والذي عمل على حل  مايسمى بالقيادة القومية لديهم كمحاولة لا اعطاء نموج قطري جديد لحزب قومي عريق كحزب البعث العربي الاشتراكي تماشيا مع ماتريده امريكا والكيان الصهيوني والنظام الفارسي .

٢- ان اللقاء والحوار مع الرفيق المناضل ابو زيد في هذه المرحلة  التي نمر بها تكمن اهميته في التعرف على الخزين الاستراتيجي في الحزب لاسيما في  سلم القيادة ، فالقوة السياسية المعادية تحاول جاهدة الترويج الى فكرة ان القيادة البعثية قد شاخت وبالتالي فان الحزب لم يعد قادرا على التجدد والتجديد .

٣- البصمة الصوتية التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي اثبتت اثرها وتاثيرها في وعي المتلقي العربي اكثر بكثير من المكتوب لاسيما ونحن امة قامت  ثقافتها قديما على المسموع والمنقول في الادب والشعر.

٤- البصمة الصوتية للاخ مؤيد لها ميزة خاصة  لانها تلقائية انسيابية بغدادية واعية  بالحدث زمانيا ومكانيا  .. 

الجمعة، 18 سبتمبر 2020

أَلْرَبِيعْ أَلْعَرَبِي بِدَايَةٌ لِإِكْمَالْ أَلْتَطْبِيع أَلْعرَبِي أَلْإِسْرَائِيلي مرُورَاً نحو تحقيق مشروع شَرْق الْأَوْسَطْ أَلْكُبِيرْ وأَلْخَطْوَةَ أَلْأخِيِرَةَ أَلْقَضَاءْ عَلَى أَلْثَوْرَةَ أَلْفَلَسْطِيِنِيَة ...بقلم أَ. د . أَبو لهيب


أَلْرَبِيعْ أَلْعَرَبِي بِدَايَةٌ لِإِكْمَالْ أَلْتَطْبِيع أَلْعرَبِي أَلْإِسْرَائِيلي

مرُورَاً نحو تحقيق مشروع شَرْق الْأَوْسَطْ أَلْكُبِيرْ

وأَلْخَطْوَةَ أَلْأخِيِرَةَ أَلْقَضَاءْ عَلَى أَلْثَوْرَةَ أَلْفَلَسْطِيِنِيَة

 أَ. د . أَبو لهيب     

أَبدأ مقالتي بمقولة ألرئيس التونسي ألمخلوع زين العابدين بن علي أثناء لقائه بالسفير العراقي ( حامد الجبوري ) عام 1990م ، عندما قال : ( أَلعراق هو ألجدار ألذي يحتمي به كُلَّ أَلعرب ، لَوْ أَنْهَارَ ذلك أَلجِدار ، فَعَلَيْنَا أَلْوُقُوفْ في ألطابور لِنُقِيمَ علاقات التطبيع مَعَ إِسْرائِيل ) .        

وكذلك مقولة أَلرئيس الفلسطيني أَبو مازن في 14/1/2014 ، عندما قال : ( أَلْربيع العربي أَضَرَّ كثيراً بِالقضية أَلْفَلَسطينية وحجبها عَنْ واجهة الاحداث ألعربية الهامة ، وإِنَّ هذا الحراك ألذي شهدته عدة دول عربية ماكان إِلَّا لِيَصْرُفَ نَظَرْ أَلعالم عن أَلصِراعْ أَلعربي أَلفلسطيني ضد ألاحتلال الاسرائيلي ، الذي هو القضية الاساس للعرب كافة ) .                   

لذلك نقول إِنَّ موضوع الربيع العربي وتغير روؤساء بعض الدول العربية ، ليس شيئاً آنياً ، بَلْ أحد الخطوات للوصول إلى تحقيق مشروع شرق الاوسط الكبير ، وعلى هذا الاساس نعود إِلى بعض مقتطفات لبعض الجنرالات الاسرائيلية عندما يقولون : ( إِنَّ الربيع العربي ليس ربيعاً عربياً مثلما يَرَوْنَ ألعرب ، بَلْ كان ربيعاً إِسرائيلياً بِإِمْتِيَازْ لانه أَرَاحَ إِسرائيل مِنْ الخطر العربي ) .                                                                                            

أَلْآن نعود وندقق الاحداثيات ألتي جرت في فترة الربيع العربي وما بعده ، حتى نعرف الحقائق ، ولصالح مَنْ صار الربيع العربي وَأَي جهة كانت مسؤلة عن تخطيت تلك العملية . لذلك نبداء بِأحتلال العراق مِنْ قِبَلْ أَمريكا وحلفائها وبعض الدول العربية الموالية لِأَمْريكا وإِسرائيل ، لان العراق كان ذلك الجدار الذي يحتمي به كل العرب ، وعند إِنهياره رَأَينا بِأن روؤساء الدول العربية واقفين في طابور ليقيمون علاقات التطبيع مع إسرائيل ، وذلك لكي يبقون على عروشهم دون أن يبالوا لشعوبهم .                                                         

وعند سقوط العراق وحل جيشها الباسل مِنْ قِبَلْ أَمريكا وبتوجيه مِنْ اللوبي الصهيوني وقتل القادة العراقية والمخلصين للقضية الفلسطينية ، والعربية ، و وضع حزب البعث العربي الاشتراكي في قائمة الاحزاب المحظورة وخلق مشكلة داعش والقاعدة في سوريا وإِشعال نار الفتنة بين أبناء الشعب السوري وجعل الشعب السوري يتفتت ويهاجرون إلى بلدان الجوار والبلدان الاوروبية ، كما قاموا بتهجير ما يقارب 600,000 ألف عائلة فلسطينية إِلى أمريكا ، وذلك لتخفيف الضغط على اسرائيل والحفاظ على أَمنه ، كما أَنَّ أَمريكا وإِسرائيل بطريقة غير مباشرة دعموا حزب الله اللبناني ضد لبنان والاردن وسورية ، كما أَن يقصفون بين حين وأُخرى المخيمات الفلسطينية ومقرات الاحزاب السياسية .                             

إِذَنْ نقول بِدْأً مِنْ ثورات الفوضى الخلاقة ألتي أُعْتُبِرَ سِلالٌ فارغة مروراً بِأشِقائِهِ ألربيع العربي ، يتمخض عن خريف إِسلامي بغيوم صهيونية وأوهام الربيع العربي الوعيُّ القطيعي وصولاً إِلى سوريا أَلتي غيرت وجه العالم نَبَهَتْ إِلى أَنَّ أَلْهَدف مِنْ مؤامرة الربيع العربي هو تصفية القضية الفلسطينية ، وذلك بِإِقامة مايسمى ( الشرق الاوسط الكبير ) الذي يراد مِنْهُ السيطرة المطلقة على مصادر النفط والغاز وحماية أَمن الكيان الصهيوني وتأمين شروط إِقامة دولة إِسرائيل اليهودية ، وتصفية الصراع العربي الاسرائيلي ، لذلك فإِننا نَوضح جانباً مِنْ الهدف الاقتصادي الصهيو-أمريكي لهذا الربيع العربي الذي تؤكد محاولة ربط الاقتصاد العربي بكسب رِضَى إِسرائيل والدوائر الصهيونية العالمية .                                         

هُنَا نتوقف قليلاً ونطلعُ على حكمة قادة منظمة تحرير الفلسطينية ، حول مجريات مايحدث في الساحة العربية والعالمية ، وكانوا مستوعبين كُلُ مايجري يصب في مجرى واحِدْ وهي القضية الفلسطينية ، وكيفية القضاء عليها وتفتيتها مِنْ خلال الربيع العربي وإِحتلال بعض الدول العربية وإِضعاف بعض آخر ، حتى لا يبقى الشك في ذلك بِأَنَّ لَنْ يظهر في الساحة العربية مَنْ يُدافِعُ على القضية الفلسطينية .                                                             

لذلك وجهوا قادة منظمة التحرير الفلسطيني على تَحَيُّيُدْ المخيمات الفلسطينية والجاليات الفلسطينية عن حراكات وفوضى وَحُرُوبْ الربيع العربي الداخلية والخارجية وعياً مِنْها بِأنه يُرَادُ للمشروع الوطني الفلسطيني أَنْ يكون جزءاً مِنْ رَمَادْ هذه المحرقة الهائلة التي القيت إِليها شعوب ودول والجيوش العربية في المنطقة .                                                   

وبهذه المعلومات الموجزة نكتفي بِالخطوة الاولى مِنْ خطة مشروع شرق الاوسط الكبير ، بعد أَنْ أَفْهمَ العدو الصهيو-أمريكي كل رؤساء العرب بِأنهم أَسياد هم وإِذا لَمْ يُنَفِذوا مايطلبوا منهم يكون مصيرهم مثل سابقاتهم ، وكلهم أَوعدوا بِأَنْ يكونوا عِنْدَ حُسْنِ ظنِهِمْ في الظهور والخِفَاء ، وبِهذا حقق أَعداء الامة العربية الخطوة الاولى مِنْ المشروع ، وبدأوا بِالخطوة الثانية وهي موضوع تطبيع الدول العربية مع اسرائيل .                                            

قضية تطبيع العلاقات بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي تحولت إلى أحد المواضيع الرئيسية المثارة في الدول العربية، حيث كانت معظم التكهنات تشير إلى أن التطبيع بين إسرائيل مع البحرين أو المغرب سيعلن قريبًا إلا أنه جاء الكشف عن تطبيع العلاقات السرية بين الامارات وإسرائيل قبل الدول العربية الأخرى مفاجئًا لكثير مِنْ الدول العربية الاخرى.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوّة هو سبب اختيار إسرائيل لدولة الإمارات العربية المتحدة كخطوة أولى في مسار تطبيع علاقاتها مع الأقطار العربية، وللإجابة عن هذا السؤال ينبغي الإشارة إلى أسباب معلنة أو خفية دفعت الاحتلال الإسرائيلي ومن ورائه واشنطن إلى الإسراع في تنفيذ خطوتها هذه في المرحلة الخطيرة الراهنة.

ـ السبب الأول: في أولوية الإمارات العربية المتحدة بالنسبة لإسرائيل قبل الدول العربية الأخرى يرجع إلى موقع الإمارات المميّز والإستراتيجي من الناحية الاقتصادية والأمنية وكذلك من الناحية الجغرافية السياسية على المستوى الإقليمي، الأمر الذي تفقده باقي الأقطار

العربية الإقليمية، وانطلاقًا من هذا الموقع، فإن الإمارات تحولت إلى وجهة اقتصادية وسياحية على الصعيد الإقليمي والدولي، خاصة بين شرق أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، وعلى هذا، فإن إسرائيل عملت بشكل دؤوب على استغلال هذا الموقع الإماراتي المهم لتحسين أوضاعها الاقتصادية والتجارية .

ـ السبب الثاني: أنه أصبحت الإمارات في سلم أولويات الكيان الإسرائيلي والحكومة الأمريكية، يعود إلى استراتيجية “المواجهة” بين إيران والإمارات العربية المتحدة التي تبناها الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، وهو سبب في غاية الأهمية بالنسبة لواشنطن وتل أبيب، ذلك أنهما على دراية بأن قضية التطبيع العلني ستجعل الإمارات في مواجهة مع إيران وبالتالي، فمن الممكن لهما تحقيق هدفين في آن واحد، والهدف الأول يتمثل في حرمان إيران من موقع الإمارات الجغرافي والسياسي والتجاري والاقتصادي خاصة في ظل ظروف الحظر الأمريكي الراهن ضد إيران بهدف تجويع الشعب الإيراني وخنقه، ذلك أن الإمارات وخاصة مدينة دبي تشكل منفذا مهما بالنسبة لإيران لالتفاف على إجراءات الحظر الأمريكي وانطلاقًا من هذا، دخل الكيان الصهيوني على خط إغلاق هذا المنفذ بوجه إيران. والهدف الثاني هو أن الكيان الصهيوني هو يدفع الإمارات نحو مزيد من المسايرة والتنسيق مع السياسات السعودية المناهضة لإيران على المستوى الإقليمي والدولي، ذلك أن ابوظبي بما تتمتع من طاقات وموارد مالية لا تتماشى في سياساتها المناهضة لإيران مع ما تنتهجه السعودية من سياسات أكثر عدائية ضد طهران بل تحافظ على علاقاتها مع طهران. ويبدو أن السلطات الإماراتية أدركت هذا الجانب من الأهداف الإسرائيلية بسبب تجنبها عن الإدلاء بتصريحات استفزازية ردًا على انتقاد طهران مقاربتها هذه، ومن المتوقع أن تتجنب في المستقبل أيضا عن الإدلاء بتصريحات لا تصب إلا في مصلحة إسرائيل وأمريكا وكذلك من المتوقع أن ألا تقم بأعمال تلبي طموحات الكيان الإسرائيلي وتحقق أهدافه وإلا فإنها ستكون الجانب المتضرر في هذه المعادلة البغيضة.

- السبب الثالث: في أن الإمارات كانت على صدر اهتمام الكيان الصهيوني قبل باقي الأقطار العربية هو أنه هناك خلافات ومنافسات تسيطر على العلاقات الثنائية بين السعودية والإمارات على الساحة الإقليمية خاصة في اليمن، وأرادت تل أبيب  بهذه المبادرة اللعب على وتر هذه الخلافات التي تطل برأسها من حين لآخر في محاولة لاستفزاز السعودية لاتخاذ خطوة مماثلة ذلك أن قضية التطبيع ستؤدي إلى توسيع العلاقات الاماراتية- الإسرائيلية أكثر فأكثر على حساب السعودية في المنطقة وبالتالي وإن الأخيرة ستحاول القيام بإجراءات تقربها من تل أبيب  والولايات المتحدة، وفي نهاية المطاف، فإنها (السعودية) قد تبادر باتخاذ خطوة مماثلة لخطوة الإمارات في الإعلان عن تطبيع علاقاتها مع الكيان المحتل متجاهلة تحفظاتها فيما يتعلق بالتطبيع في إطار مبادرة السلام العربية وباقي شروطها. هذا وفي المقلب الآخر يخطط الاحتلال الإسرائيلي لاستغلال المواجهة والمنافسة التي ستترتب عن هذه الخطة المقيتة للقيام بفرض ضعوط على الدول العربية الأخرى بما في ذلك دولة قطر لإبرام اتفاق السلام معها.

ـ السبب الرابع: في أن الإمارات كانت في مرمى محاولات الكيان الصهيوني للتطبيع قبل الآخرين، هو أن الظروف التي تمر بها الامارات مختلفة تمامًا عما تمر بها باقي الدول العربية وعلى سبيل المثال ولا الحصر، فإن البحرين مقارنة بالامارات تفتقد لظروف مسيطرة على الأخيرة ذلك أن البحرين كانت من أوائل الدول التي عصف بها الحراك الشعبي المسمى بـ“الربيع العربي” عام 2011 وشهدت مظاهرات حاشدة احتجاجًا على سياسات نظامها المستبد ضد شعبها إلا أن هذا الحراك تم السيطرة عليه وقمعه بمساعدة من قوات السعودية، وعلى هذا، فإنه لو جعل الكيان الإسرائيلي البحرين مع الأخذ بنظر الاعتبار ظروفها هذه، في سلم أولوياته فلم تأتي بنتائج يحققها من التطبيع مع الإمارات بل كانت تشكل مثل هذه الخطوة سببًا لإظهار التضامن والتعاطف العربي والإسلامي مع الشعب البحريني الذي يشكل الشيعة الأكثرية فيه، فبالتالي كانت تشعل شرارة نار احتجاجات ومظاهرات شعبية قد تمتد إلى السعودية أيضا.

ـ السبب الخامس: في أن الإمارات كانت بالنسبة للكيان الإسرائيلي تحظى بأهمية قصوى في إعلان التطبيع يعود إلى خلافات حدودية تسيطر على مشهد العلاقات الإماراتية- الإيرانية، ونظرًا لهذه القضية، أراد الكيان الصهيوني اللعب على وتر هذه الخلافات ومن ثم إثارة الفتنة الطائفية والعرقية بين البلدين من خلال إثارة هذه القضية وتضخيمها ومن ثم تأليب الدول والشعوب العربية على إيران في محاولة لاستغلال الأراضي الإماراتية من خلال إنشاء قواعد ومقرات فيها لرصد الأراضي الإيرانية.

- السبب السادس: يرجع إلى الطموحات الإقليمية لحكام الامارات العربية المتحدة في جعل الإمارات تتحول إلى دولة الوساطة بين كل من الدول الإقليمية من ضمنها إيران مع الدول الغربية، وانطلاقًا من هذا التصور الخاطئ، تتحول الإمارات إلى دولة تقوم بدور إقليمي يشبه ما تقوم به الآن سلطنة عمان.

ان اتفاق الإمارات  وإسرائيل  على تطبيع العلاقات في هذا الوقت يأتي في وقت تهدد فيه اسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، انما يعد ضربة موجعة للفلسطينيين، لكنها تنتظر فالضم تأجل ولم يلغ..فالفلسطينيون يريدون حل قضيتهم الفلسطينية، ومن ثم لا ضير في أن تقوم بعدها الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل، أما ما نسمعه من أخبار عن إمكانية تطبيع بعض الدول العربية في المرحلة القادمة إنما تعد ضربة للفلسطينيين، لأن قضيتهم الفلسطينية تتعرض للتصفية، وعلى العرب أن يساندوا الفلسطينيين في سعيهم نحو إقامة دولتهم المستقلة، وبعد نيل الفلسطينيين لدولة ذات سيادة عبر حل كافة القضايا التي تأجلت لمفاوضات الحل النهائي فالتطبيع بين الإمارات وإسرائيل انما تعد ضربة للفلسطينيين، الذين يعولون على الدول العربية في دعمهم لحل قضيتهم عبر القرارات الشرعية الدولية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا شك بأن هناك دولا عربية ما زالت مواقفها ثابتة في حقوق الفلسطينيين، وعندما تحل القضية الفلسطينية  يمكن للدول العربية أن تطبع، لكن بما أن الفلسطينيين لم تحل قضيتهم بعد بحل عادل، فإن التطبيع الآن له دلالات سياسية والسلام لن يعم المنطقة ما دامت قضية فلسطين بلا حل والسؤال ماذا بعد هذا الاتفاق هل ستحذو بعض الدول العربية الاخرى كالامارات في تطبيع علاقاتها مع اسرائيل ؟                      

ألآن ناتي على الخطوة الثالثة بعد إِكمال التطبيع وهي تقسيم وضم بعض الدول العربية في المنطقة وإِعلان مشروع الشرق الاوسط الكبير ، ومِنْ ثم تغير ديموغرافيا الفلسطين وذلك بنقل 60% مِنْ العوائل الفلسطينية في الغزة إِلى المنطقة المخصصة لهم في سيناء وبِموافقة جمهورية مصر ، وهذه آخر خطوة للمؤامرة الدنيئة مِنْ لدن الصهيو-أمريكية في المنطقة العربية وبهذا تنتهي كل المشاكل بين العرب واليهود ، ويكون الصهيو-أمريكي السادة على جميع المنابع النفطية في الشرق الاوسط ، ويتحكم العالم مِنْ خلال النفط والاقتصاد العالمي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

      

 

 

 

-٥-

السبت، 5 سبتمبر 2020

ألبعث نور يضوي درب الاحرار ، ونار يحرق الخونة المارقين بقلم أ.د . أبو لهيب

 

ألبعث نور يضوي درب الاحرار ، ونار يحرق الخونة المارقين

أ.د . أبو لهيب

قبل احتلال العراق عام ٢٠٠٣ م، على يد امريكا واعوانها و خدامها ، كان كل شيئ   متوفرا لِأَبناء أَلشعب ، مثل ، الخدمات العامة كالكهرباء والماء والمجاري والبطاقة التموينية وراتب مستمر جيد بحيث يكفي حياة المواطن ، كما أن ألأمن والامان متوفر الى أقصى حد للمواطن ، وكانت المواقع القيادية الادارية ( الوزراء ، وكلاء الوزراء ، مدراء العاميين ، رؤساء المؤسسات الصناعية والزراعية ، ورئيس مجلس النواب .... ألخ ، يتم تعيينهم  حسب الكفاءَة العلمية والخبرة الادارية ، كما أن الجامعات العراقية تعتبر مِنْ افضل الجامعات فى العالم ، والشهادات الممنوحة للطلاب ، تعادل شهادات الدول الاجنبة المتطورة ، وإنَّ أطباء العراقيين كانوا ذات خبرة كبيرة فى علم الطب بحيث يستعيرونهم للدول المتقدمة والغربية .                                                       

رغم الحرب التي دامت ثمانية سنوات بمؤامرة دولية ومساعدة الخونة والعملاء ، لكن لم تؤثر نهائياً على الحياة الداخلية للشعب ، كل شيئ متوفر للمواطن ، والاسواق عامرةً دائماً والامن والامان متوفرة للمواطن . سرقة الاموال العامة مِنْ قبل المسؤلين معدومة نهائياً ، لان المسؤولين في الدولة يعتبرون أنفسهم خدام الشعب ، ويعقدون الليل مع النهار لِأجل سعادة الشعب وأخذوا هذه الصفة مِنْ قائدهم الملهم الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) وَإِنَّ أي المواطن لديه شكوى ، يستطيع أن يقابل الرئيس الجمهورية دون التميز العنصري أو مذهبي أو طائفي ، ويشكوا مالديه مِنْ مشكلة ، وَلَنْ يخرج من عند القائد إِلا حاجته مقضية . كان مبدأ العقاب والثواب معمولة وهذا لتشجيع المبدعين فى جميع مجالات الحياة .                                                                       

ولكن بعد سقوط العراق العظيم  واحتلاله من قبل امريكا ومن معها من الخونة والمارقين وذيول الفرس المجوس ، مِنْ الذين جأوا لحكم العراق ، أعطوا وعود كثيرة لابناء الشعب العراقي ، ولكن لم ينفذوا شيئاً مِنْهُ خلال 17 سنة الماضية ، فقد قاموا بسلب ونهب خيرات البلاد وقوت الموطنيين الابرياء ، هذا هدفهم الاساسي و لا يفكرون بأبناء شعبهم نهائياً ، فقط يهتمون بانفسهم ولديهم قول مأثور :مَنْ هو إِبن ألْغَدْ . ولانهم جاؤا لمناصبهم حسب نظام المخاصصة الحزبية وتوزيع المواقع بعيدا عن الكفاءة ، لذلك دائما يفكرون  بجمع المال عن طريق غير مشروع ولا يفكرون بابناء شعبهم ، واي مسؤول فيهم لا يعتبر نفسه عراقي ،بل ذيل وعميل للدول اخرى  ، وَلَم يأتي مسؤول خلال 17 سنة الماضية لَمْ يسرق ، بحيث وصل إلى حَدٍ تباع وتشترى المواقع القيادية مثل منصب الوزير ، وكيل وزير ، مدير عام ، رؤساء المؤسسات ..... إلخ .                       

وصلت الحالة إلى أَنَّ الشعب لَنْ يتحمل هؤلاء الخونة ألسراق والعملاء ، لذلك فكر شباب العراق بجميع أطيافه ، بأن يخرجون الى الشارع وفي جميع المدن العراقية ويطالبون  بحقهم مِنْ هؤلاء السراق والخونة فى ١/١٠/٢٠١٩ ، وشاركوا فى هذه الانتفاضة الشبابية العظيمة ، ومِنْ ثم أَصبحت إنتفاضتهم ثورة شبابية عارمة بحيث تكتسح كل شيئ تقف أمامها ، رغم سلمية ثورتهم المباركة ورفعوا شعار مهما وهو ( نريد وطن ) و لَم يرضخوا لِأعداء الشعب ، رغم أن أعداء الشعب وعملائهم و ميليشياتهم المجوسية مدججين بِأنواع الاسلحة والتي استخدموها ضد ثوار العراق وعلى اثرها تم استشهاد ما لايقل عَنْ ٦٠٠ شهيد و ٢٥٠٠٠ ألف جريح وعدد كبير مِن المختطفين والمعتقلين ، ولكن كل ذلك لَنْ يؤثر على عزيمة الشباب الثائرين ، ويرددون شعاراتهم ، بأَنْ تخرج ايران وعملائهم واذنابهم و ميليشياتهم مِنْ العراق ، هم يريدون توفير الخدمات مِنْ الكهرباء والماء والمجاري وتنظيف المدن مِنْ الفضلات وبناء المعامل والمصانع لتوفير العمل للشباب كل حسب اختصاصهم ، وتشغيل المعامل والمصانع المغلقة والمتوقفة قسرياً ، كما يطالبون بتوظيف الشباب فى الدوائر الحكومية حسب اختصاصاتهم ، و محاسبة المقصرين والسارقين والعملاء لهؤلاء الحكام العراقيين الحاليين وذيولهم مِنْ خُدام المجوسية .                    

نتيجة هذه المطالب المشروعة للشباب فى ثورتهم العملاقة ، عمل العملاء والماجورين باتهام  الشباب بأنتم بعثيين أو احفاد البعثيين ، على اساس هذه التهمة خطر عليهم . ولكن أنا أعتبر هذا الاعتراف الصريح مِنْ قبل حكام العراق الحالي وعملاء ايران بِأنه وسام على صدور البعثيين والشباب الثوار ، وهذا يعني أن البعثيين فى حينها كانوا خدام للشعب ويسهرون على ابناء الشعب فى اصعب ألايام ، فى الحر والبرد حتى لا يغتنم السراق والعملاء الفرصة للتآمر على العراق وشعبه.

 وكان جميع  ابناء الشعب يلتحقون في صفوف الجيش الشعبي دون تميز ديني وطائفي ومذهبي وعرقي ، ليصبحوا الظهيرة القوية للجيش النظامي ، دون أن يقبضون راتباً مِنْ الدولة ، فقط معتمدين على رواتبهم التي يستلمون مِنْ وظائفهم ، هذا هو البعث بِأختصار ، لذلك أَلْآن أصبحت كلمة البعث شيئاً مرعباً بالنسبة لحكام العراق ، وهم يقولون على كل وسائل الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي ، كل مِنْ يطلب الاصلاحات وتوفير الخدمات مِنْ الكهرباء والماء والمجاري وباقي الخدمات الاخرى وتوفير المحروقات و بنزين للسيارات والغاز السائل والبطاقة التموينية وتوفير العمل و تشغيل الشباب وبناء الوحدات السكنية لهم وتنظيم الرواتب وتطبيق العدالة الاجتماعية ، هم مِنْ البعثين .                                                       

ولكن أعداء العراق وذيول الفرس مِنْ الحكام يلفظون بكلمة البعث  بدون وعي  ، لانهم لايعرفون إِنَّ ابناء الشعب والثوار يفرحون بذلك لانهم يعتبرون ذلك وساماً شرفاً على صدورهم ويتباهون به ، لان هذا يعنى بالنسبة لهم لقب مِنْ اشرف الالقاب وهية شرف الوطنية ، وبذلك يمنح فرصة ان يصبحون خداماً لشعبهم ، هذا هو الهدف الاساسي لثورة الشباب .                                            

إِنَّ حكام العراق الخونة مِنْ ذيول الفرس المجوس حمقى الى درجة بحيث لا يعرفون ماذا يقولون . و ماهية تاثير كلماتهم على الجماهير الثائرة ، يعتقدون بِأَنَّ هذا طعن للثورة .   

ولكن هذا يذكرني بشئ تاريخي عظيم ، عندما أرسل سعد بن ابي وقاص وفداً مِنْ خيرة الصحابة والقادة العسكرين الاسلام للتفاوض مع يزدجر كسرى ، عند وصولهم الى ديوان كسرى سلم لرئيس الديوان الرسالة ، عندما قرأ كسرى الرسالة ضحك كثيراً وقال هل مِنْ المعقول ياتي عرب مِنْ البادية ويعلمني كيف احكم بلدي واعيش ، لذلك أمر بحاشيته بان ياتون بكيس مِنْ الرمل ويعطون للوفد المفاوض كَرَدٍ لجواب رسالتهم ، وهو فى داخله يعتبر هذا اهانة لهم ، ولدينهم وقادتهم ، ولكن دهاء الوفد اكبر بكثير مِنْ غباء وتفكير الفرس المجوس ، اخذوا كيس التراب وخرجوا بالسرعة ، فبعد قليل جاء رستم قائد قوات الفرس الى مجلس كسرى ، فقال يزدجر كسرى له فات عليك موقف مضحك وجميل ، عندما أهنت الوفد الاسلامي ، فقال رستم ماذا عملت وكيف أهنتهم ؟ فقال كسرى : أمرت بأن يحملوهم كيس مِنْ التراب ، وهم أغبياء أخذوا كيس التراب وخرجوا بالسرعة . فقال رستم : هذا أسواء شيئ عملته فى حياتك ، لانك اعطيتهم تراب وطنك ، وهذا يعني انت راضي بتسليم امبراطوريتك لهم بدون قتال ومقاومة ، أمر رستم بمجموعة مِنْ مقاتليه أن يتبعوا هؤلاء وياخذون منهم كيس التراب بأي ثمن ، ولكن بعد جهد جهيد عادوا خائبين ولم يروا هؤلاء الوفد ، لان الوفد أكفاء واذكى من اعدائهم الفرس المجوس ، لَمْ يعودوا فى نفس الطريق بل غيروا وجهتهم ، لذلك لَمْ يتحقق ما يتمناه العدو الفارسي ، وفى النهاية سقط الامبراطورية الفارسية على يد القائد العربي الاسلامي العظيم سعد بن ابي وقاص فى القادسية الاولى ، مثلما تجرع نظام الملالي فى ايران كأس السم وخسروا الحرب فى القاسية الثانية على يد القائد الملهم الشهيد صدام حسين رحمه الله ، والان يسقط حكم الملالي الفرس المجوس مرة اخرى وينتهون فى العراق على يد أحفاد سعد بن ابي وقاص والشهيد البطل صدام حسين رحمه الله ، لذلك يجب ان يعرفوا أعداء العراق ماذا تعني كلمة ( البعث ) حتى يتوبون ولَنْ يجرأوا أن يتفوهوا بها ، لان سقوطهم ونهايتهم قريبة بِأذن الله .                    

فليعش أحفاد سعد بن ابي وقاص والشهيد البطل صدام حسين رحمه الله .                   

فليعش شباب الثورة المباركة الذين يضحون لاجل تحقيق نصر مبين وانقاذ الشعب العراقي الابي مِنْ ظلم الظالمين والسارقين والعملاء .                                            

الرحمة والف رحمة لشهداء الثورة الشبابية العظيمة المباركة . وندعوا مِنْ الله عزوجل الشفاء العاجل لجرحانا الابطال .                                                                       

فليعش العراق العظيم فليعش الشعب العراقي الابي .