الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

حكومة دكتاتورية عميلة وشعب مظلوم بلا أَمَلْ .... ..بقلم أ . د . أَبو لهيب

 

حكومة دكتاتورية عميلة وشعب مظلوم بلا أَمَلْ

أ . د . أَبو لهيب

مُنْذُ أَنْ بدأت ثورة تشرين الاول عام 2019 ، بدأت في العراق الابي حملة واسعة مِنْ الاعتقالات شملت ألوف المواطنين الثوريين الشرفاء مِنْ أبناء العراق والمستقلين والنقابيين ، وتعرض المعتقلون إِلى أبشع أَنواع  التعذيب الدموي الوحشي ، وقد استشهد بعضهم تحت التعذيب ، واصيب آخرون بعاهات دائمة .                                                            

إِنَّ وقائع التعذيب وأَساليب الارهاب الاسْوَدْ هي مِنْ الفضاعة إِلى حَدٍ يُثير الضمير العربي والانساني ، لقد رأَينا مِنْ واجبنا الوطني والانساني جمع هذه الوقائع لتعريف إِخواننا أَبناء العروبة وألاسلام وأحرار العالم على بعض مايحل بشعبنا العراقي الابي ، وإِنَنَّا نتوجه إليهم جميعاً بندائنا ليرفعوا صوتهم بالاحتجاج على هذه الجرائم المخالفة لِأَبسط حقوق الانسان والمطالبة بوقف أَعمالْ العنف والاعتقال والتعذيب والاغتيال ، وإِطلاق سراح جميع المعتقلين مِنْ الثوار بدون استثناء .                                                                      

يعاني الشعب العراق الابي موجة سوداء مِنْ الارهاب والتنكيل لَمْ يعرفها تاريخ العراق في أحلك أَيام الاحتلال الاجنبي للعراق ، فمنذ مطلع 1/ تشرين الاول / 2019 وحتى الان ماتزال حملة الاعتقالات والتعذيب والقتل وهتك الاعراض الذي لايطاق تشمل لفيفاً كبيراً مِنْ المواطنيين الابرياء في العراق ، ففي معتقلات الميليشيات المتنفذة والمرتبطة بنظام الملالي في اِيران أَكثر مِنْ عشرة آلاف معتقل مِنْ الثوار والمستقلين مِنْ مختلف الفئات الاجتماعية والدينية ، ليس ما يدعو إلى إِعتقالهم سوى كونهم مِنْ خيرة المدافعين عَنْ حرية العراق وإِستقلاله وطرد المحتلين منه .

وَلَمْ تنسب لِهؤلاء تهمة ما ، وَلَمْ يتم استجوابهم عَنْ عمل يستحق الاعتقال ، وهم مع ذلك يعذبون بِأشد وسائل التعذيب الوحشية والقاسية ، حتى مات كثير منهم تحت التعذيب ، واصيب عدد كبيرمنهم بعاهات جسدية ، ويحرم المعتقلون من جميع حقوق السجناء ، وفضلاً عن ذلك ماذكرناه ، الاعتداء أَلْجنسي على كثير مِن النساء والبنات المعتقلات وحتى قسم مِنْ هم في سن الاحداث. وَلَمْ يقتصر التعذيب على المعتقلين أنفسهم ، بَلْ شَمَلَ العديد مِنْ أَهاليهم ، فكثيراً ما يؤخذ الاب رهينة عَنْ إِبنه ، والاخ رهينة عَنْ أَخيه ، ثم يتم تعذيب  الرهائن حت يسلم المطلوب نفسه ، لرفع الضيم عَنْ قريبه بل كثيراً ما يؤخذ الاطفال رهائن عَنْ آبائهم أَو أمهاتهم .         

إِنَّ عدد المعتقلين في الازدياد يوم بعد يوم ، وحملة الارهاب في الامتداد ، وليس مِنْ مرجع يتقبل شكوى متظلم ، أويسمع إِلى نداء مطالبين بِوَقفْ هذه الفظائع عند حد ، فالبرلمان محلول والقضاء مشلول ، والصحف تصدرها الجهات المحتلة والاذناب ، ولا يسيطر في البلاد سوى عصابات مِنْ هذه الميليشيات الصفوية وأَذنابهمْ من الذين لايعترفون بالقانون وولائهم لايران ولغيرها ، ولاتجد رادعاً مِنْ شرف أَو ضمير أَو أَخلاق حميدة ، لِأَنَّ هؤلاء باعوا شرفهم وضميرهم للمحتل وأصبحوا عملاء لِمَنْ إِحتَلَ بلدهم .                                               

إِنَّ أَلشعب العراق الابي الذي كتب بدمه تاريخ نضاله الشاق ضد المستعمرين والمحتلين ،

واحبط بوطنيته وتضحياته و وحدته الوطنية ، كثير مِنْ المؤامرات المتلاحقة والمشاريع

 الاستعمارية ، وحطم عدة ديكتاتوريات عسكرية ، واقام حكماً وطنياً ديمقراطياً تتمتع خلاله

بحريات ديمقراطية نموذجية في الوطن العربي وأصبح نموذجاً تنظر إِليها الشعوب العربية بعين ملؤها الامل والثقة بالمستقبل الوضاء ، نقول إِنَّ هذا الشعب البطل بالذات يرزخُ اليوم بثقل لِأَبْشَعْ حملة إِرهابية فاشية عرفها في تاريخه .                                                   

مثلما تم تشكيل مجلس أعلى للقضاء من الخونة والعملاء والاذناب ، حتى يعرفون كيف يسيطرون على القضاء في البلاد ، لِأَنَّ مجلس القضاء هو المرجع الوحيد للفصل بالشكاوي ضد التصرفات الحكومية المخالفة للقوانين ، وذلك دليل على أَن الحكام يعتزمون حتى مخالفة القوانين التي يصدرونها والتي حصروا حق إِصدارها وتعديلها بهم وحدهم .                   

وألغي الاستنطاق في القضاء الجزائي ونقلت سلطات قضاء التحقيق إِلى الميليشيات الصفوية وذيولهم في العراق واصبح بيدهم حق الضن والاتهام ، واسسوا محاكم خاصة بهم تصدر قرارات قطعية بقتل المعتقلين أو التنكيل بهم ، عدى ذلك أستبدل جميع مديري النواحي والقائمقامين المدنيين بضباط مِنْ الشرطة أو مِنْ ميليشيات  ذيول المجوس ، وتلقوا هؤلاء التدريبات خاصة في دورات خاصة بهم وتلققوا التدريس من قبل أفضل ألاساتذة إِيرانيين ومن قوات الشرذمة الامريكية  ، كما استبدل جميع المحافظين المدنيين بضباط مِنْ الجيش أو الشرطة الموالين لهم ، ولم يكن القصد مِنْ هذه التدابير الا سلب الشعب كل حقوقه بِأن يحكم نفسه بنفسه بواسطة النظام البرلماني حر ، وهو الحق الذي انتزعه بعد نضال دام شاق إِستمرت سبعة عشر سنة ، وانما القصد كذلك حرمان الشعب  تقريرالمصير والتنظيم والتعبير عن الرأي والدفاع عن أمانيه وحاجاته ومطامحه .                                                                           

وإلى جانب هذه التدابير كانت تصدر كل يوم قوانين وقرارات مِنْ شأنها فرض سيطرة الاحتكارات العراقية الوثيقة الصلة بالرأسمال الامريكي ، على مرافق الاقتصاد العراقي ، لتحويلها إِلى سوق لهذه الاحتكارات وإلى حقل لاستثماراتها ، وأخذت الصناعة تتعثر ، والمنتوجات الزراعية تكسد ، وتوقفت حركة البناء تماماً ، وبدأت البطالة تنتشر بسرعة ، وإشتدت هجرة الشباب إلى الدول الاوربية والعربية الاخرى بحثاً عَنْ العمل ، كما حصل نقص في الاجور اليومية لليد العاملة ، وارتفعت اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ، حتى اصبحت الحياة عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن العراقي المظلوم ، واجبارهم بترك وطنهم العراق حتى يخلو للمحتلين والعملاء وأذناب المجوسية  .                                         

وإلى جانب ذلك أخذت بوادر تغير السياسة الخارجية تزداد ظهوراً يومياً بعد يوم ، وبدأت الحكومة العراقية الحالية وهي ذيل لِإِيران بِتطبيق سياسات ايرانية صفوية بِمُغازلة الدول الاستعمارية ، ولاسيما أميركا التي قاس منها العرب أقسى الشرور ، وعادت الدول الاستعمارية توطد مراكزها في العراق .                                                               

مِنْ الطبيعي أَنْ لايقبل الشعب العراقي بفقدان مكتسباته التي بناها لبنة لبنة بمشقات كبيرة وبدم ابنائها الميامين ، وبسلب حرياتهم السياسية التي إنتزعها واحسن ممارساتها بجدارة ،

وبتهديد إِقتصاده ولقمة عيشه ، ونتيجة كل هذا أخذ التذمر والاستياء وانتقاد الاوضاع ينتشر ويعمم جميع طبقات الشعب ، بينما كان الحكام والمنتفعون بالحكم يكابرون بعناد ، ويصرون على أن اسلوبهم هوالامثل وإن تجاربهم في الحكم تتطلب بذل التضحيات وتحمل المصائب . وإِما فشلهم في الميادين السياسة والاقتصاد فأخذوا يلقون أوزاره على عاتق كل منتقد ، وكل مجاهر بالشكوى ، وكل مَنْ يقترح حلولاً ايجابية بناءه لا تتفق مع اسس النظام الدكتاتوري الفاشستي أو سيطرة فئات معينة على الحكم وعلى موارد البلاد .                                  

ولما فشلت هذه الاساليب وازدادت عزلة الحكام عن الشعب وفشلوا في كسب ثقته وجدوا ان لاسبيل إلى المحافظة على حكمهم وتوطيده إِلا بِالارهاب ، والتنكيل بِأبناء الشعب العراقي الباسل ، وإخضاعهم قسراً لموجبات الحكم الفاشستي ، لذلك فتحوا السجون والمعتقلات ، واستخدموا أخطر وأوحش وسائل التعذيب ضد الوطنيين الشرفاء حتى الموت ، ضاربين عرض الحائط بكل تقاليد الشعب العراقي ، وبالقوانين التي صدرت عنهم أنفسهم وبالمواثيق الدولية بشأن حقوق الانسان .                                                                            

ومِنْ هنا وخلال ما وضحناه اعلاه يتبين إنه لاتوجد في العراق حكومة مسؤولة  فيها نظام أو قانون يحترم ، وليس فيها حَكَم يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب ، ولايستطيع أحد أن يسال الحكومة عن عمل تؤديه  ، لذلك لايوجد في العراق سوى العصابات والميليشيات الصفوية المسلحة والمسلطة على رقاب المواطنين وارزاقهم وقوتهم ، وعلى حرياتهم وكراماتهم واعراضهم ، تتنافى أعمال هذه العصابات على خط مستقيم مع كل التقاليد العربية ومع ابسط القيم الانسانية .

ونتيجة كل ماذكرناه أن شعبنا الذي يدرك حقيقة الاوضاع غير الطبيعية التي فرضت عليه بالقوة . يتوجه إِلى الشعوب العربية وإلى شعوب العالم وإلى جميع المنظمات الديمقراطية وكل الاحزاب التقدمية والمنظمات الاجتماعية والثقافية التي تدافع عن حرية الانسان وحقوقه وإلى كل رجل شريف وإمرأة شريفة ، أن يرفعوا أصواتهم عالياً ويفضحوا أمام الرأي العام هذه الاساليب الخرقاء المتبعة اليوم في العراق الابي أن يعلنوا غضبهم وإحتجاجاتهم على هذه الاساليب ويطالبون بوضع حد لها ، ونشر الحريات والديمقراطية والافراج عن المعتقلين جميعاً بدون استثناء .                                                                          

أَلف أَلف رحمة على أرواح الشهداء الذين ضحوا بِأرواحهم لِأَجل تحقيق حياة حرة كريمة لشعبهم الابي .                                                                                              

والشفاء العاجل لجرحى الانتفاضة التشرينية

ودعوة لافراج عن المعتقلين  

والموت للخونة والمجرمين وذيول المحتل الصفوي المجوسي .                                                      

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق