حكومة دكتاتورية عميلة وشعب مظلوم بلا
أَمَلْ
أ . د . أَبو لهيب
مُنْذُ أَنْ بدأت ثورة تشرين الاول عام 2019 ، بدأت في العراق الابي
حملة واسعة مِنْ الاعتقالات شملت ألوف المواطنين الثوريين الشرفاء مِنْ أبناء
العراق والمستقلين والنقابيين ، وتعرض المعتقلون إِلى أبشع أَنواع التعذيب الدموي الوحشي ، وقد استشهد بعضهم تحت
التعذيب ، واصيب آخرون بعاهات دائمة .
إِنَّ وقائع التعذيب وأَساليب الارهاب الاسْوَدْ هي مِنْ الفضاعة إِلى
حَدٍ يُثير الضمير العربي والانساني ، لقد رأَينا مِنْ واجبنا الوطني والانساني
جمع هذه الوقائع لتعريف إِخواننا أَبناء العروبة وألاسلام وأحرار العالم على بعض
مايحل بشعبنا العراقي الابي ، وإِنَنَّا نتوجه إليهم جميعاً بندائنا ليرفعوا صوتهم
بالاحتجاج على هذه الجرائم المخالفة لِأَبسط حقوق الانسان والمطالبة بوقف أَعمالْ
العنف والاعتقال والتعذيب والاغتيال ، وإِطلاق سراح جميع المعتقلين مِنْ الثوار
بدون استثناء .
يعاني الشعب العراق الابي موجة سوداء مِنْ الارهاب والتنكيل لَمْ
يعرفها تاريخ العراق في أحلك أَيام الاحتلال الاجنبي للعراق ، فمنذ مطلع 1/ تشرين الاول
/ 2019 وحتى الان ماتزال حملة الاعتقالات والتعذيب والقتل وهتك الاعراض الذي
لايطاق تشمل لفيفاً كبيراً مِنْ المواطنيين الابرياء في العراق ، ففي معتقلات
الميليشيات المتنفذة والمرتبطة بنظام الملالي في اِيران أَكثر مِنْ عشرة آلاف
معتقل مِنْ الثوار والمستقلين مِنْ مختلف الفئات الاجتماعية والدينية ، ليس ما يدعو
إلى إِعتقالهم سوى كونهم مِنْ خيرة المدافعين عَنْ حرية العراق وإِستقلاله وطرد
المحتلين منه .
وَلَمْ تنسب لِهؤلاء تهمة ما ، وَلَمْ يتم استجوابهم عَنْ عمل يستحق
الاعتقال ، وهم مع ذلك يعذبون بِأشد وسائل التعذيب الوحشية والقاسية ، حتى مات كثير
منهم تحت التعذيب ، واصيب عدد كبيرمنهم بعاهات جسدية ، ويحرم المعتقلون من جميع حقوق
السجناء ، وفضلاً عن ذلك ماذكرناه ، الاعتداء أَلْجنسي على كثير مِن النساء
والبنات المعتقلات وحتى قسم مِنْ هم في سن الاحداث. وَلَمْ يقتصر التعذيب على
المعتقلين أنفسهم ، بَلْ شَمَلَ العديد مِنْ أَهاليهم ، فكثيراً ما يؤخذ الاب
رهينة عَنْ إِبنه ، والاخ رهينة عَنْ أَخيه ، ثم يتم تعذيب الرهائن حت يسلم المطلوب نفسه ، لرفع الضيم عَنْ
قريبه بل كثيراً ما يؤخذ الاطفال رهائن عَنْ آبائهم أَو أمهاتهم .
إِنَّ عدد المعتقلين في الازدياد يوم بعد يوم ، وحملة الارهاب في
الامتداد ، وليس مِنْ مرجع يتقبل شكوى متظلم ، أويسمع إِلى نداء مطالبين بِوَقفْ
هذه الفظائع عند حد ، فالبرلمان محلول والقضاء مشلول ، والصحف تصدرها الجهات
المحتلة والاذناب ، ولا يسيطر في البلاد سوى عصابات مِنْ هذه الميليشيات الصفوية
وأَذنابهمْ من الذين لايعترفون بالقانون وولائهم لايران ولغيرها ، ولاتجد رادعاً
مِنْ شرف أَو ضمير أَو أَخلاق حميدة ، لِأَنَّ هؤلاء باعوا شرفهم وضميرهم للمحتل
وأصبحوا عملاء لِمَنْ إِحتَلَ بلدهم .
إِنَّ أَلشعب العراق الابي الذي كتب
بدمه تاريخ نضاله الشاق ضد المستعمرين والمحتلين ،
واحبط بوطنيته وتضحياته و وحدته
الوطنية ، كثير مِنْ المؤامرات المتلاحقة والمشاريع
الاستعمارية ، وحطم عدة ديكتاتوريات عسكرية ،
واقام حكماً وطنياً ديمقراطياً تتمتع خلاله
بحريات ديمقراطية نموذجية في الوطن العربي وأصبح نموذجاً تنظر إِليها
الشعوب العربية بعين ملؤها الامل والثقة بالمستقبل الوضاء ، نقول إِنَّ هذا الشعب
البطل بالذات يرزخُ اليوم بثقل لِأَبْشَعْ حملة إِرهابية فاشية عرفها في تاريخه .
مثلما تم تشكيل مجلس أعلى للقضاء من الخونة والعملاء والاذناب ، حتى
يعرفون كيف يسيطرون على القضاء في البلاد ، لِأَنَّ مجلس القضاء هو المرجع الوحيد
للفصل بالشكاوي ضد التصرفات الحكومية المخالفة للقوانين ، وذلك دليل على أَن
الحكام يعتزمون حتى مخالفة القوانين التي يصدرونها والتي حصروا حق إِصدارها
وتعديلها بهم وحدهم .
وألغي الاستنطاق في القضاء الجزائي ونقلت سلطات قضاء التحقيق إِلى الميليشيات
الصفوية وذيولهم في العراق واصبح بيدهم حق الضن والاتهام ، واسسوا محاكم خاصة بهم
تصدر قرارات قطعية بقتل المعتقلين أو التنكيل بهم ، عدى ذلك أستبدل جميع مديري
النواحي والقائمقامين المدنيين بضباط مِنْ الشرطة أو مِنْ ميليشيات ذيول المجوس ، وتلقوا هؤلاء التدريبات خاصة في
دورات خاصة بهم وتلققوا التدريس من قبل أفضل ألاساتذة إِيرانيين ومن قوات الشرذمة
الامريكية ، كما استبدل جميع المحافظين
المدنيين بضباط مِنْ الجيش أو الشرطة الموالين لهم ، ولم يكن القصد مِنْ هذه
التدابير الا سلب الشعب كل حقوقه بِأن يحكم نفسه بنفسه بواسطة النظام البرلماني حر
، وهو الحق الذي انتزعه بعد نضال دام شاق إِستمرت سبعة عشر سنة ، وانما القصد كذلك
حرمان الشعب تقريرالمصير والتنظيم
والتعبير عن الرأي والدفاع عن أمانيه وحاجاته ومطامحه .
وإلى جانب هذه التدابير كانت تصدر كل يوم قوانين وقرارات مِنْ شأنها
فرض سيطرة الاحتكارات العراقية الوثيقة الصلة بالرأسمال الامريكي ، على مرافق
الاقتصاد العراقي ، لتحويلها إِلى سوق لهذه الاحتكارات وإلى حقل لاستثماراتها ،
وأخذت الصناعة تتعثر ، والمنتوجات الزراعية تكسد ، وتوقفت حركة البناء تماماً ،
وبدأت البطالة تنتشر بسرعة ، وإشتدت هجرة الشباب إلى الدول الاوربية والعربية الاخرى
بحثاً عَنْ العمل ، كما حصل نقص في الاجور اليومية لليد العاملة ، وارتفعت اسعار
المواد الغذائية والاستهلاكية ، حتى اصبحت الحياة عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن
العراقي المظلوم ، واجبارهم بترك وطنهم العراق حتى يخلو للمحتلين والعملاء وأذناب
المجوسية .
وإلى جانب ذلك أخذت بوادر تغير السياسة الخارجية تزداد ظهوراً يومياً
بعد يوم ، وبدأت الحكومة العراقية الحالية وهي ذيل لِإِيران بِتطبيق سياسات
ايرانية صفوية بِمُغازلة الدول الاستعمارية ، ولاسيما أميركا التي قاس منها العرب
أقسى الشرور ، وعادت الدول الاستعمارية توطد مراكزها في العراق .
مِنْ الطبيعي أَنْ لايقبل الشعب العراقي بفقدان مكتسباته التي بناها
لبنة لبنة بمشقات كبيرة وبدم ابنائها الميامين ، وبسلب حرياتهم السياسية التي
إنتزعها واحسن ممارساتها بجدارة ،
وبتهديد إِقتصاده ولقمة عيشه ، ونتيجة كل هذا أخذ التذمر والاستياء
وانتقاد الاوضاع ينتشر ويعمم جميع طبقات الشعب ، بينما كان الحكام والمنتفعون
بالحكم يكابرون بعناد ، ويصرون على أن اسلوبهم هوالامثل وإن تجاربهم في الحكم
تتطلب بذل التضحيات وتحمل المصائب . وإِما فشلهم في الميادين السياسة والاقتصاد
فأخذوا يلقون أوزاره على عاتق كل منتقد ، وكل مجاهر بالشكوى ، وكل مَنْ يقترح
حلولاً ايجابية بناءه لا تتفق مع اسس النظام الدكتاتوري الفاشستي أو سيطرة فئات
معينة على الحكم وعلى موارد البلاد .
ولما فشلت هذه الاساليب وازدادت عزلة الحكام عن الشعب وفشلوا في كسب
ثقته وجدوا ان لاسبيل إلى المحافظة على حكمهم وتوطيده إِلا بِالارهاب ، والتنكيل
بِأبناء الشعب العراقي الباسل ، وإخضاعهم قسراً لموجبات الحكم الفاشستي ، لذلك
فتحوا السجون والمعتقلات ، واستخدموا أخطر وأوحش وسائل التعذيب ضد الوطنيين
الشرفاء حتى الموت ، ضاربين عرض الحائط بكل تقاليد الشعب العراقي ، وبالقوانين
التي صدرت عنهم أنفسهم وبالمواثيق الدولية بشأن حقوق الانسان .
ومِنْ هنا وخلال ما وضحناه اعلاه يتبين إنه لاتوجد في العراق حكومة
مسؤولة فيها نظام أو قانون يحترم ، وليس
فيها حَكَم يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب ، ولايستطيع أحد أن يسال الحكومة عن عمل تؤديه
، لذلك لايوجد في العراق سوى العصابات
والميليشيات الصفوية المسلحة والمسلطة على رقاب المواطنين وارزاقهم وقوتهم ، وعلى
حرياتهم وكراماتهم واعراضهم ، تتنافى أعمال هذه العصابات على خط مستقيم مع كل
التقاليد العربية ومع ابسط القيم الانسانية .
ونتيجة كل ماذكرناه أن شعبنا الذي يدرك حقيقة الاوضاع غير الطبيعية
التي فرضت عليه بالقوة . يتوجه إِلى الشعوب العربية وإلى شعوب العالم وإلى جميع
المنظمات الديمقراطية وكل الاحزاب التقدمية والمنظمات الاجتماعية والثقافية التي
تدافع عن حرية الانسان وحقوقه وإلى كل رجل شريف وإمرأة شريفة ، أن يرفعوا أصواتهم
عالياً ويفضحوا أمام الرأي العام هذه الاساليب الخرقاء المتبعة اليوم في العراق
الابي أن يعلنوا غضبهم وإحتجاجاتهم على هذه الاساليب ويطالبون بوضع حد لها ، ونشر
الحريات والديمقراطية والافراج عن المعتقلين جميعاً بدون استثناء .
أَلف أَلف رحمة على أرواح الشهداء
الذين ضحوا بِأرواحهم لِأَجل تحقيق حياة حرة كريمة لشعبهم الابي .
والشفاء العاجل لجرحى الانتفاضة
التشرينية
ودعوة لافراج عن المعتقلين
والموت للخونة والمجرمين وذيول
المحتل الصفوي المجوسي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق