الوحدة العربية
د-فالح حسن شمخي
الوحدة :
هي مفهوم سياسي نادى به الشباب العربي نهاية القرن التاسع عشر جراء ماكان يعانيه العرب من فقر ومرض وجهل في ظل السلطنة العثمانية ، وان فكرة الوحدة العربية ، تقوم بالاساس على استلهام التاريخ الحضاري للعرب ، المتمثل بالمنجزات الحضارية لصدر الرسالة السماوية ومن ثم الدولة الاموية العربية والعباسية العربية الاسلامية وبالرسالة الاسلامية ، المنجزات صدرها العرب الى الشعوب والامم ولاسيما اوربا التي كانت تعيش عصورا مظلمة ، والفكر الوحدوي يقوم ايضا على ان العرب من حقهم تحقيق حلم الدولة الواحدة بعد ازالة الحدود السياسية المصطنهة التي رسمت من قبل الاستعمار الغربي بعد الحرب العالمية الاولى.
مع النجاح الذي حققه القائد الالماني ، { بسمارك } في وحدة المقاطعات الالمانية ، وحققه القائد الايطالي {غاريل بالدي } في تحقيق وحدة المقاطعات الايطالية ، سعى الشباب العربي المتنور انذاك الى التفكير في تحقيق وحدة امتهم وتحقيق اهداف الشعب العربي في التحرر والتوزيع العادل للثروة التي كانت نهب للمستعمر العثماني والغربي على حد سواء.
لكن الامر لم يكن سهلا كما كانوا يعتقدون ، فقد زرع الغرب الامبريالي ،الكيان الصهيوني في فلسطين العربية والتي يعتقد الغرب الامبريالي الاستعماري بانها ستكون الجدار العازل بين المشرق العربي ومغربه وبذلك يحول دون تحقيق الحلم العربي في الوحدة ، وعمل الغرب ايضا ،على تقسيم بلاد الشام والجزيرة العربية والعراق حسب إتفاقية {سايكس بيكو} عام 1916. لكن فكرة الوحدة لا تزال تراود عقول وقلوب العرب في كل مكان وزمان.
ان المقومات التي تقود الى تحقيق الوحدة العربية متوفرة على امتداد الارض العربية واستنادا الى مقومات سنذكرها فيما بعد ، واذا ما قارنا الامر مع القارة الاوربية نرى ان هناك فرق شاسع بين الاقطار العربية التي تعجز عن تحقيق الوحدة العربية وبين الدول الاوربية التي حققت الاتحاد الاوربي دون الاستناد الى اي من المقومات باستثناء المصالح الاقتصادية المشتركة ، والنموذج الاوربي هذا كما نعتقد يصلح ان يكون مرحلة على طريق تحقيق حلم الوحدة المنشودة اذا ما تمكنت الحكومات العربية من التحرر من التبعية والعمالة و العمل على تحقيق اتحادا مشابها ، على ان يكون بديل عن الجامعة العربية التي لم تحقق ماتطمح اليه الجماهير العربية ولو بالحد الادنى من التوافق.
مقومات الوحدة العربية هي:
1ـ العوامل الطبيعية: تمتدّ أراضي الوطن العربي من المحيط الأطلسي غرباً إلى الخليج العربي شرقاً، و تمتد هذه الارض امتداداً طبيعياً حيث لا توجد حواجز طبيعيةً تفصل هذا القطر او ذاك ، وقد كان لهذه الميزة أن سهّلت سبل التواصل الاجتماعي بين ابناء الامة العربية ، وان هذا الامتداد الجغرافي الكبير أوجد تنوّعاً في الأقاليم فالمناخ السائدة التي يُمكن أن ينعكس عنها إنتاجٌ زراعيٌ ضخمٌ وثرواتٌ معدنيةٌ متنوعةٌ بحيث تتكامل الدولة العربية الموحّدة بجميع الميادين الاقتصادية.
2 ـ العامل التاريخي: للعرب تاريخ مشترك ، على امتداد الارض العربية ، حيث يتاثر الشعب العربي من المحيط الى الخليج ، بنفس الأحداث التاريخية التي مرت في المنطقة في مرحلة ما قبل وبعد الإسلام الحنيف ، وان ما يحدث اليوم في العراق ولبنان والجزائر والسودان سيضاف حتما لتاريج هذه الامة ، فالثورات الشبابية في هذه الاقطار تحمل نفس الشعارات وتتطلع لنفس الاهداف .
3 ـ اللغة العربية : ان جميع العرب وعلى امتداد الارض العربية وبغض النظر عن دياناتهم وطوائفهم ، يتحدثون لغةً واحدةً هي اللغة العربية {لغة القران المجيد}، وهي أداة للتواصل الاجتماعي ، وتوحيد الفكر على مرّ التاريخ.، الفكر الذي نتج عنه تراث الحضاري ، والذي استطاع العرب من خلاله تحقيق الكثيرٍ من الإنجازات العلمية التي ساعدت في بناء مجدا حضارياً عظيماً ممّا جعل لهم هويةً ثقافيةً مميّزةً تجمعهم تحت رايةٍ واحدةٍ.
في نيسان العام 1947 م ، تأسس حزب البعث العربي الاشتراكي ، و خرج علينا الشباب العربي من المؤسسين بمخرجات تتعامل بمفهوم جديد مع الوحدة العربية لاعلاقة لها بالبسماركية ولا بغيرها ولا هي استنساخ للتجارب الاوربية في هذا المجال ، بل هي تصورات وافكار ناتجة من رحم الامة العربية والذي عبر عنها القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمة الله عليه ، في مقالة {للوحدة طريق واحدة } المنشور في 21/6/1957، حيث ربط المشروع الوحدوي بمناهضة الحكومات العميلة في الداخل، وبالتالي بتحقيق مطالب الشعب الاجتماعية، وبمناهضة الاستعمار في الخارج، حيث كتب في تلك المقالة :
{الوحدة ليست مطلباً معزولاً عن واقع الظروف والشروط السياسية والاجتماعية، بل هي تعبيرٌ عن هذه الظروف والشروط وجزء لا يتجزأ منها… فلا يمكن للوحدة غير طريق واحد هو طريق التحرر والتقدم والنضال السياسي والاجتماعي… والعرب اليوم ليسوا مخيرين بين وحدة شعبية تقدمية وبين وحدة تقوم على أيدي الملوك والإقطاعيين، بل هم مخيرون بين هذه الوحدة الشعبية التقدمية التي هي وحدها ممكنة التحقيق وبين بقاء التجزئة } .
وفي مقال اخر بعنوان {اتحاد سورية ومصر ثمرة النضال العربي وضمانة استمراره} ، نشرت في 22/6/ 1956، اكد القائد المؤسس على فكرة الترابط بين النضال من أجل الوحدة والنضال من أجل التحرر:
{لأول مرة أيضاً يظهر أن العقبات التي تعترض سبيل الوحدة هي نفسها التي تعترض سبيل التحرر، وأنها في الدرجة الأولى عقبات عربية ناتجة عن فساد الوضع الاجتماعي الداخلي. ولقد أدت الخطوات التحررية التي حققتها مصر وسورية في العام الأخير إلى طرح شعار الاتحاد بين هذين القطرين كشيء واجب التحقيق العاجل. ولكن التلكؤ في الاستجابة لهذا المطلب القومي الواقعي لن ينتج عنه مجرد تأجيل للاتحاد بل تعريض لخطوات التحرر نفسها أن تتراجع وتنتكس. فالنضال العربي غدا ذا منطق قاهر، وعليه أن يتقدم دوماً لكيلا يضطر إلى التراجع } .
ان هدف الوحدة العربية هدف استراتيجي في ايدولوجية حزب البعث العربي الاشتراكي ، كان وسوف يستمر كهدف معاصر لنفسه وللزمن الثقافي والتاريخي ، ذلك لان هدف الوحدة في محتواه الفكري قادر على تقديم الدليل الأكثر خصوبة في واستيعاب الواقع العربي الموضوعي الحالي ، استيعابا منطقيا ويؤكد على الجانب الإيجابي لهذا الهدف ، الذي يقود الى مراجعة تاريخية واعية وقراءة تطبيقية في الجوانب العلمية النهضوية المجتمعية الطموحة الكامنة في داخل العقل العربي ككل .
اقر دستور حزب البعث العربي في المؤتمر التأسيسي الأول عام 1947 م الى ان:
{العرب امة واحدة لها حقها الطبيعي في ان تحيا في دولة واحدة وان تكون حرة في توجيه مقدراتها} ، ولهذا فان حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر:
1 ـ الوطن العربي وحدة سياسية ـ اقتصادية لا تتجزأ ، ولأيمكن لأي قطر من الأقطار العربية ان يستكمل شروط حياته منعزلا عن الاقطار الاخر.
2 ـ الامة العربة وحدة ثقافية وجميع الفوارق القائمة بين أبنائها عرضية زائفة تزول جميعها بيقظة الوجدان العربي.
3 ـ الوطن العربي للعرب ولهم حق التصرف بشؤونه وثرواته وتوجيه مقدراته.
اننا ومن خلال هذه الرؤية لا نريد ان نتعامل مع هدف الوحدة كهدف خيالي ( طوباوي ) لا يمكن تحقيقه بل نريد ان نتعامل مع هذا الهدف في موضوعية وعلمية تستند الى المنهج البعثي الذي يقول الى تحقيقه ، فالوحدة العربية نظرية ليست بحاجة الى اثبات ، بل هي واقع يحرك أعماق الجماهير لاسيما ونحن نعيش اليوم الحالة الثورية التي يعيشها شباب الامة العربية في ساحات التحرر والعزة والكرامة ، من خلال شعاراتهم التي تبحث عن وطن ، والبعث عن وطن هو مرحلة على طريق البحث عن امة ، وان أي دراسة تاريخية واعية ستقودنا الى تأكيد ان هناك ملامح بطولية سجلها التاريخ تعود بالاساس الى الوحدة كمنطلق وكغاية في الحياة ، لأنها استجابة الى واقعية الضمير العربي وعقله المبدع..
فالعرب بناة حضارة قامت على الوحدة وقدرتها الذاتية من خلال تماسكها ، وصلبتها واندماجها في الوعي الايديولوجي والمضمون الاجتماعي ،ومنها نتج الانبعاث الحضاري، والعرب الوحدويون هم الرجال القادرون على فهم الحياة فهما علميا وعمليا وواقعيا، مستندين الى استلهام التاريخ الحضاري لامتهم.
ان هدف الشباب العربي الثائر والصامد في ساحات العز والتحرير رافعا شعار الحرية والتوزيع العادل للثروة والبحث عن هوية وطنية ، لن يستطيع تحقيق هذه الشعارات بعيداعن العمق العربي والمشروع الوحدوي ، كمشروع حضاري لأنه يقدم للانسان العربي كانسان منتج حضاري وتاريخي يواجه من خلاله التعددية السلبية وما تجلبه من ويلات على اقطارنا العربية والمتمثلة في الفئوية والطائفية والنظرة القطرية الضيقة.
نعتقد جازمين ، ان المشروع الوحدوي لا يهدف الى الغاء الدولة القطرية والقيادات القطرية كمرحلة اولى على طريق تحقيق حلم الوحدة، فتلك حقيقة واقعية لا يمكن المساس بها في عصرنا الحالي ، ولا هي دعوة سياسية لإرجاع الخلافة او السلطنة ونظامها العقيم ، بل هي دعوة توحيدية منبثقة من مصلحة الجماهير العربية وفي المقدمة الشباب الذين يمثلون الاكثرية والذين هم اصحاب المصلحة الحقيقة بالوحدة العربية ، على الوحدويون العرب ان يتعاملون بواقعية وحكمة مع الواقع العربي والاستجابة لمطالب الشباب العربي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .
ان هكيلية حزب البعث العربي الاشتراكي والتي اعتبرت القيادة القومية اعلى سلطة في الحزب هي تصور جديد انتجه العقل البعثي العربي من الممكن دراسته والاقتداء به عند التفكير بالمشروع الوحدوي ،والمشروع الوحدوي كما يراه البعث هو مشروعا تحرريا اشتراكيا على الرغم مما تعرض ويتعرض له التصور البعثي من تشكيك يعتمد على مفهوم غريب يحت عنوان {انتهاء عصر الايدلوجيات والاحزاب الايدلوجية } ، وهذا المفهوم تقف وراءه دوائر متعددة من مصلحتها بقاء الامة العربية ممزقة .)
ان الدوائر التي تعقتد ان ايدلوجية حزب البعث العربي الاشتراكي ، ايدلوجية في طريقها الى الزوال ، هم قطعا يعيشون وهم لانهم لايعرفون ان الحاضر المعاش اليوم وفي العام 2020 م هو عام البعث حيث ترفع الثورات الشبابية على امتداد الوطن العربي شعارات واهداف تنسجم مع ما جاء في ايدلوجية واستراتيجية البعث منذ التاسيس عام 1947م ، فحزب البعث العربي الاشتراكي حزب ، حركي متطور ، و انبعاث متجدد رافض للعدوان والظلم والتبعية.
ان الغرب الامبريالي يعمل وبجد على ضرب البنية التحتية لمجتمعنا العربي ، وتخريب الاقتصاد القومي من خلال جملة إجراءات هدفها سلب إمكانيات الشعب العربي ، وتحويلها الى الطبقة الرأسمالية التي تحكم العالم ، وما تقدم يقود الى ان هدف الوحدة العربية هو هدف واقعي وفيه الخلاص ، واننا بالوقت الذي نشير فيه الى ان المشروع الوحدوي هو الحل ، فأننا نتطلع وبنفس الدرجة الى زيادة الوعي العلمي
والثقافي لأبناء امتنا العربية ، وندعو الى نبذ الخلافات العربية البينية وما يؤدي اليها ، وندعو الى تقبل عالم اليوم تقبلا علميا و عمليا ، دون خوف او دفاع عن الماضي ، بوعي اجتماعي مصون وفهم حضاري للتراث وللتاريخ وللجغرافيا ، وهذه العناوين هي ذاتها التي تدعونا الى محاربة العنصرية والطائفية والفئوية.
المتابع للمشهد في ساحات التحرر العربية ، يلاحظ بوضوح ان الشباب العربي في العراق والجزائر والسودان وعلى امتداد الارض العربية يخرج باعداد غفيرة الى الساحات والشوارع في تظاهرات ثورية مطالبين فيها بالتغير الجذري ويهدفون الى استرجاع الهوية الوطنية التي هي مقدمة لاسترجاع الهوية القومية والتي ينتج عنها تحقيق الوحدة العربية التي هي الهدف السامي الذي سيحقق العرب التحرر الناجزوالانعتاق والتوزيع العادل للثروات العربية .
يخرج الشباب العربي لتحقيق هدف القضاء على الذيول والعملاء ، التابعين للارادة الاجنبية ، والتي اسست لهم حكومات هدفها الاول هو استهدفت الكرامة والشخصية والشرف وكل ماله علاقة بالمعاني الاعتبارية للانسان ، والانسان كما نعرف يقدم نفسه قربانا على امتداد التاريخ للدفاع عن كرامته وعزة نفسه ووطنه وارضه وعرضه وماله وهي كلها قد انتهكت في ظل الحكومات العميلة الجائرة .
يقول القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق في حديث مع رؤساء ومندوبي فروع الاتحاد الوطني لطلبة العراق خارج القطر في 11 ايار 1980 ، وتحت عنوان { الشباب جيل الثورة العربية } :
{ ان حزبنا في فكرته الأساسية اعتبر الثورة العربية ثورة الجماهير الواسعة الكادحة وليست ثورة فوقية، او ثورة نخبة او ثورة طبقة، وانما ثورة مجموع الشعب باستثناء الفئات المريضة المستغلة والفاسدة والتي هي دوما قلة.
ان الحزب أعطى، منذ تصوره الأول، للشباب وللطلاب هذا الدور التاريخي باعتبارهم الطليعة المهيئة والمؤهلة لان تفهم وتعي قبل غيرها من فئات الشعب ضرورات الثورة وضرورات الانقلاب العميق ونوعيته ومداه وأبعاده، وان تعطيه ابعاده التاريخية وان تتقدم الصفوف وان ينتقل الفكر الثوري والايمان بالقضية منها الى جماهير الشعب. لقد لاحظتم من الكتابات الأولى منذ بدايات الأربعينات، وحتى قبل ذلك التاريخ، هذا التركيز على الشباب، على الجيل العربي الجديد وتحديد المواصفات الاساسية لهذا الجيل.
ليس كل الشباب هم جيل الثورة العربية اذ لا بد من توافر شروط معينة لان هناك حركات رجعية وفاشية اعتمدت على الشباب، لان الطبيعة زودت الشباب بالحيوية والاستعداد للثورة وللنضال. ولكن اذا لم تقترن هذه المؤهلات الطبيعية بالفكر الثوري الصحيح وبالمبادئ السليمة يمكن ان تنحرف الاستعدادات الطبيعية ويمكن ان تشوّه وتسخّر لأغراض مناهضة للثورة }..
ويقول ايضا:
{ان المنطق الثوري الذي تضمنته فكرة البعث هو منطق ثورة دائمة متجددة، ويكفي ان نأخذ موضوع الوحدة العربية وان ننظر الى فكرة الوحدة في منطق البعث، لنتأكد بان ثورة البعث هي ثورة دائمة لا تتوقف ولا تنتهي لان الحزب يعتبر ان كل انجاز في حدود القطر الواحد يبقى ناقصا ومعرضا للتشويه والضياع ما لم يكن خطوة دافعة الى النضال الوحدوي. فالوحدة العربية التي هي أبعد الأهداف القومية وأصعبها، ستبقى المحرك الأساس لثورة البعث ولصحة منطقه، ان من دواعي السرور ان يكون هذا اللقاء مع الرفاق الآتين من المنظمات الشبابية والطلابية في الخارج، فهذا يعطي صورة مكتملة لتصور الحزب، كلكم ناضلتم في هذا القطر وسجلتم بطولات مشهودة ولكن طبيعة المهام، وطبيعة العمل، اقتضت ان يذهب قسم منكم الى الخارج وان تبقى الأكثرية في طبيعة الحال متابعة نضالها داخل القطر. فالابتعاد او الاغتراب والاطلاع على أنماط جديدة من الحياة العصرية مطلوب وعامل مكمل لتصور صحيح لدور الشباب ودور المناضلين البعثيين.
ان حزب البعث العربي الاشتراكي وضع الوحدة العربية كهدف استراتيجي له، ان يحقق للامة العربية النهضة المناسبة مع العصر الحديث والتي فيها المقومات الأساسية لمجاراة الأمم الراقية.
ان الثورة في القطر العراقي تستلهم الثورة العربية بكل أبعادها وأهدافها، وان الجماهير الشعبية في هذا القطر قد وصلت الى مستوى من الالتحام بالثورة والتفاعل الخلاق معها لم تبلغه في اي قطر آخر وفي أي زمن سابق، وهي مندفعة بقلوبها وعقولها لتكون صانعة لثورة البعث، لثورة الوحدة العربية. لا يجوز ان يغيب عن أذهاننا ان الثورة العربية هي بحجم مكانة الأمة العربية في التاريخ وفي العصر الحاضر، وأعداء الأمة العربية يعرفون هذا الحجم ولذلك هيأوا في الماضي ويهيئون يوميا الوسائل لتعطيل هذه القوة}.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق