الخسائر الأمريكية
د- فالح حسن شمخي
الكثيرون منا يعتقد ان امريكا التي هي اقوى دولة في العالم لاتخسر وان خسرت فانها تعوض خسارتها ، والخسارة هنا ليست الخسارة الاقتصادية فقط ، الخسارة التي اريد الحديث عنها هي الخسارة في كل شيء .
اسباب الخسارة الامريكية وكما هو معروف هي سيطرت شركات الأسلحة المرتبطة بالبنتاغون التي هدفها الربح وطريقة الحصول على الربح هي اثارة الحروب والنزاعات في العالم ، فالشركات ولوبي الشركات الذي جعلت من الرئيس الأمريكي دمية يتحرك بموجب قراراتها والدولة العميقة التي تثير الحروب من اجل بيع الأسلحة معتقدة بان الأرباح نتيجة البيع ستعود بالخير على الشعب الأمريكي وعلى ان تكون امريكا هي الدولة العظمى وان هذا القرن هو قرن الامبراطورية الامريكية .
الواقع الموضوعي يقول ان الأرباح عادت إلى اصحاب الشركات والدولة العميقة فقط لاغير ، الأمر الذي تسبب بازمة اقتصادية ومديونية ليست هناك امكانية لسدادها ، وامريكا ان استمرّت بحروبها وبهيمنة لوبي الشركات فانها تتجه إلى الانهيار التام هذا في المجال الاقتصادي ونترك امر الشرح الطويل في هذا المجال للمختصين، اما في المجال العسكري فأن امريكا ونتيجة لحربها في العراق وافغانستان وغيرها من الحروب وانشغالها بدعم القوى المتطرفة ومايسمى بالثورات الملونة فسح المجال إلى الصين وروسيا في العمل على تطوير قدراتهم العسكريةالامر الذي بدأ واضحا في قدرة روسيا في الحرب الاوكرانية وقدرة السلاح الصيني في حرب الهند وباكستان ، اما في المجال السياسي فقد حول لوبي شركات الأسلحة أمريكا إلى تابع للكيان والنتن ياهو ، ودليلنا على ذلك تعامل النتن ياهو مع قرارات بايدن .
اما في المجال المجتمعي فالكل يعرف مالذي يمر به المجتمع الأمريكي من ازمات اجتماعية ونفسية نتيجة الحروب ونتيجة مايسمى بالعولمة وما ادراك مالذي كانت تعنيه مفردة العولمة ، ومالذي تعرض له النظام الليبرالي في امريكا ، فالتفكك الاجتماعي الذي تعرض له الشعب الأمريكي نتيجة العولمة انعكس ايضا على اوربا والعالم الثالث .
بعد هذه المقدمة أصل إلى مجيء ترامب من جديد لاستلام السلطة بعدما تم اقصاءه عن الاستمرار لدورة ثانية ، والسبب الذي يقف وراء ذلك باعتقادي لوبي الشركات والدولة العميقة.
مالذي يعنيه مجيء ترامب لأمريكا :
١- ثورة على سيطرت الشركات والدولة العميقة وقد نفذ الشعارات التي رفعها قبل انتخابه والتي تقول بان امريكا اولا ، فاستبدل لوبي الشركات والعولمة بلوبي الأمركة ، او الترامبية .
٢- الغاء مايسمى بمؤسسات التنميةالتي كانت غطاء لدعم المنظمات الارهابية والأحزاب الاسلاموية والدول التي تثير الشغب بالعالم الثالث ، مع دعوة الشركات التي تنتج الأسلحة إلى العمل على تطوير منظومات الدفاعات الجوية ، مع اقصاء العديد من الموظفين الذين يعملون بوكالات تهدف إلى اثارت الحروب ، وأخرها اقصاء مسؤول الامن القومي الأمريكي الذي يتخابر من النتن ياهو ، وعمل ترامب على توريط البنتاغون بحرب امريكا على اليمن ، وبعد ماتبين خسارة امريكا باليمن سحب البساط من تحت البنتاغون والمستشار والكيان حينما أوقف الحرب على اليمن وقال للنتن ياهو اذهب وقاتل لوحدك ، وهذا يعني ان امريكا سوف لن تخوض حرب نيابة عن احد.
٣- سيقوم الرئيس الأمريكي بزيارة المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات ، واستثنى من هذه الزيارة الكيان ، مع تقديم عرض للمملكة بالمساهمة في إنشاء مفاعلات نووية بدون قيد او شرط فهو لم يشترط على المملكة اعادة العلاقات من الكيان كما اشترط بايدن دمية الدولة العميقة ، وسيحصل نتيجة على زيارته ٤ ترليون لسد العجز في الميزانية الأمريكية.
٤- سيوقف ترامب ولمصلحة امريكا العدوان على غزة فهو غير ملزم بارسال الأسلحة للكيان مجانا ولا بالدعم المالي ، رغم انف النتن ياهو ، وسيعقد اتفاق مع ايران رغم انف النتن ياهو والدولة العميقة، وهذا الاستنتاج نتيجة معطيات من أهما هو الاتفاق على عقد لقاء غدا مع ايران بعد ان الغي اللقاء السابق .
٥- لا استبعد ان يكون اللقاء في المملكة وزيارة ترامب تحمل الكثير من المفاجأت التي ستقلب الكثير من الموازين والتوازنات ، فالهدف من الزيارة اولاً واخيراً هي امريكا ومصلحة امريكا ومحاولة تعويض الخسائر لتعود امريكا قوة عظمى ، فامريكا ترامب لايرضيها ان تكون دولة قوية بين الدول ، امريكا التي يريدها ترامب هي امريكا التي تترك بصماتها على حركة التاريخ .
٦- اخيرا ترامب يعرف مايريد ويستند إلى لوبي أمريكي متماسك، السؤال ماذا لو تم اغتيال ترامب ؟
الجواب لديه نائب يتبنى أفكاره وعمره ٤٥ سنة وهو متحمس للترامبية والأمركة اكثر من ترامب نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق