السبت، 16 ديسمبر 2023

الحراك الجماهيري يمنح الحياة للاحزاب الثورية / بقلم د. فالح حسن شمخي

 الحراك الجماهيري يمنح الحياة للاحزاب الثورية  

د- فالح حسن شمخي 

هناك قول على لسان الفنان العراقي  المرحوم خليل شوقي في احدى المسرحيات يقول فيه ( الحركة ياناس  كل البركة بالحركة )، ومن  هذا القول نقول ان الحراك الجماهيري (اعتصامات وتظاهراته ومقاومة) ، يمنح الاحزاب والحركات الثورية قوة وحيوية وهو يعيد للبعض منها الحياة لاسيما التي اصابها نوع من انواع الاسترخاء نتيجة الظروف الموضوعية والذاتية ، حركة الجماهير تعني المدرسة التي  تستوعب الشباب وتمنحهم روح جديدة وثقافة وطنية وقومية  ، الحراك الجماهيري يستند الى شعارات يستمدها من سفر الاحزاب الثورية التي هي اقرب الى اهدافه وتطلعاته  ، وحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم ونقولها بثقة انه هو الاقرب الى نبض الشارع العربي الثائر ، اقرب بايدلوجية ، اقرب باهدافه الاستراتيجية في الوحدة والحرية والاشتراكية ، اقرب بنبذه لكل ماهو سلبي في حياة الامة ، وبالتالي فالحزب اليوم هو اقرب من اي وقت مضى من الجماهير ولاسيما الحراك الذي جاء لنصرة فلسطين ، والحزب قد انخرط في هذا الحراك بقوة ، انه يعتبر فلسطين قضيته المركزية ، ولان الحزب كسب الشباب العربي الواعي  تاريخيا   عبر الحراك الجماهيري وعبر التعريف باهدافه ومنطلقاته الفكرية اثناء الحراك  ، والشباب الذي ولد بعد احتلال العراق والذي مارست عليه القوى العالمية والاقليمية والقطرية ابشع العمليات في غسيل الدماغ وجعلت البعض منه يفقد هويته الثقافية ويتقبل التطبيع وصفقة القرن والابراهيمية والشرق الوسط الجديد والمثلية …الخ  هو بحاجة الى التوعية والتعريف .

ان المكان الطبيعي للحركات والاحزاب الثورية وفي طليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي هو  بين الجماهير   لانه يحمل شعار السمة الشعبية ولانه يعبر حقيقة عن تطلعات الجماهير الكادحة ، فواجب البعث  اليوم هو أن يضع نصب عينيه الفئات الشعبية التي يتوجه إليها فهو ليس بديلا عنها بل هو الذي يتحمل المسؤولية ، وهو الذي يثبت وجوده في كل المواقف المسؤولة  ، والمواقف المسؤولة  دائما وابدأ تتوخى مصلحة وتطلعات الشعب وهذه المواقف لا تفرض عليه وإنما هو الذي يفرضها من خلال الوعي والالتزام والنضال.

وحتى يكون الحزب الطليعي طليعيا عليه أن يكون ايجابيا ، منفتحا على الشعب ، متعاونا معه ، يعرف ماذا يريد ، ويعرف كيف ومتى يريد ، يعرف أهدافه ويعرف الوسائل التي يستخدمها في سبيل الوصول إلى هذه الأهداف ويفرق بين المرحلي والاستراتيجي ، وان لا يكون حزبا مغامرا ، عليه أن يكون حزبا طليعيا ملتزما بقضايا الشعب العادلة بالتحرر والعيش الكريم .

فليس مكان الحزب الثوري  المكاتب والغرف الهادئة والجلوس خلف الكومبيوتر واصدار البيانات ، اذا ماخرج الشعب يحمل سلاحه للمقاومة ، واذا ماخرجت الجماهير بتظاهرات او اتخذت قرارا بالاعتصام .


اليوم وفي ظل ما تتعرض له امتنا العربية وشعبنا العربي الفلسطيني على وجه الخصوص  ، نرى الامين العام المساعد للحزب علي السنهوري محمولا على الاكتاف في السودان ، ونرى قيادة وكوادر وجماهير الحزب في لبنان  والاردن  والجزائر وتونس …الخ كتف بكتف مع الجماهير العربية التي تطالب حكوماتها بموقف واضحة اتجاه الكيان الصهيوني والدول الداعمة وفي المقدمة منها امريكا ، او المطالبة بفتح الحدود المصطنعة للدخول الى فلسطين المحتلة ، 

ان الحزب الذي امن بان حرب التحرير الشعبية هي الكفيلة في تحرير فلسطين وبالتالي تحرير الامة العربية وتحقيق وحدتها ، والحزب الذي ربط بين القلم وفوهة البندقية فأنه اليوم يضيف الصوت الهادر الى القلم الذي يرسم طريق الحرية والى فوهة البندقية فهما  اليات حرب التحرير الشعبية وبهما 

 الخلاص ، الخلاص من الاستعمار بكل اشكاله ، من الصهيونية ، من الرجعية العربية والحكومات العميلة ، من العشائرية السلبية ، من الطائفية المقيته، والفئوية والمناطقية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق