ثنائية خطاب الرفيق المناضل حسن بيان عضو القيادة القومية امين سر قطر لبنان حفظه الله .
د- فالح حسن شمخي
عند استماعي الى خطاب الرفيق ابو علي ، كنت اعتقد انه سيكون صدى او تكملة لكلمة الامين العام المساعد الشاملة ، المناضل على الريح السنهوري لمناسبة ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ، لكن الامر جاء خارج توقعاتي الشخصية ، فكانت فلسطين قضية العرب المركزية هي الثيمة ، والمعنى الاساسي للخطاب ، وعبر ثنائية وكما يلي :
١- الخطاب جاء لمناسبة ذكرى تأسيس الحزب ،حزب البعث الاشتراكي ، و انطلاقة جبهة التحرير العربية التي شكلت اطاراً قومياً جامعاً للمناضلين العرب .
٢- تحرير فلسطين ، مهمة وطنية فلسطينية ، وهي بالوقت نفسه مهمة قومية .
٣- استحضر الخطاب مقولة القائد المؤسس رحمة الله عليه التي تقول :( فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين). وهي ثنائية كما نرى ، استحضارها في الخطاب يعني التأصيل لهذه المقولة.
٤- البعث اعطى ارجحية معنوية للوحدة في تراتبية ثلاثية اهدافه ، لانها بنظره السبيل الوحيد للرد على استراتيجية الاعداء الذين وجدوا في التجزئة الكيانية البيئة الاكثر ملائمة لاستمرار سيطرتهم على مقدرات الامة وثرواتها ، وهنا نحن امام ثنائية الوحدة ، والتجزئة ( فرق تسد) ، الشعار الاستعماري الذي نفذ على ارض الواقع بساعدة ودعم الرجعية العربية والتي استمرأت واقع التجزئة لحماية امتيازاتها .
٥-ثنائية الديمقراطية والحزب الواحد او القائد ، وهنا تأصيل جديد جاء متناغما مع خطاب الامين العام المساعد للحزب ، والان نراه في خطاب الرفيق ابو علي ، ونصه ( ان اعادة الاعتبار للقضية الديموقراطية في صلب خطابنا السياسي وفي آليات عملنا. فعندما تكون الديموقراطية ناظمة بقوانينها وتقاليدها للحياة السياسية ، تتراجع نظرية الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع ، وتتقدم نظرية التعددية في الحياة السياسية وتصبح الجماهير اكثر قدرة على انتاج النظام السياسي الذي تحكمه قواعد الفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة ومحاكاة مصالح الجماهير في ظل دولة الرعاية الاجتماعية والحماية الوطنية وصاحبة السيادة الشرعية الحصرية على كامل التراب الوطني) .
هنا انا شخصيا اضع اكثر من خط تحت عبارة ( اعادة الاعتبار للقضية الديمقراطية )، اضع الخطوط وان سعيد لان البعث يعود الى ايام التأسيس ، وهذا مامثبت في سلسلة نضال البعث ، الديمقراطية هي ركن اساسي من اركان البناء البعثي.
٦- ثنائية الجماهير والاحزاب الثورية، والتي جائت في هذا الجزء من الخطاب ، اذا كانت الاحزاب الثورية والحركات التحريرية هم الاداة الثورية في المسار النضالي الطويل ، فإن الجماهير هي مادة ثورات التحرير والتغيير . اذ ما من ثورة انتصرت في التاريخ ، إلا بقوة الالتفاف الجماهيري حولها ووضوح رؤيتها السياسية).
٧- ثنائية الحكومات والشعب ، التي جائت عبر استحضار مقولة ثانية للقائد المؤسس ، وهنا تأصيل ثاني لهذا الشعار( فلسطين لن تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح) ، وهذا ما اثبته واقع الثورة الفلسطينية ، يوم كانت قواها الاساسية تتمركز على تخوم فلسطين ،ويوم اعادت تجديد شخصيتها النضالية عبر الانتفاضة .
٨- ثنائية جبهة القوى الوطنية والقومية ، والبرنامج السياسي الموحد ، لقد جاء في الخطاب مايلي :
(فإننا نشدد على اهمية توحيد القوى التي تناضل لاجل التحرير كما التغيير في أطر جبهوية ، وعلى ارضية رؤية سياسية واضحة، مصاغةٍ في برامج تحاكي معطى الوضع القائم مرحلياً واستراتيجياً. واذا لم تتمكن هذه القوى في ساحات نضالها من الارتقاء بمستوى علاقاتها الجبهوية الى المستوى الذي يمكنها من تشكيل حاملة سياسية للمشروع الوطني ، فإن ثمة مسؤولية تقع على عاتق هذه القوى ، خاصة عندما تقدم تناقضاتها الثانوية بين بعضها البعض ، على التناقضات الوجودية كحال التناقض مع المشروع الصهيوني ، والتناقضات العدائية والاساسية مع من يشكل تهديداً فعلياً للامن القومي العربي ،ويرى في الفضاء العربي مجالاً حيوياً لمشاريع هيمنته وهي التي ادت الى احداث افظع تدمير بنيوي في الواقع العربي).
أذا كانت فلسطين هي ثيمة الخطاب ، فان الخطاب قد تناول مايحدث وحدث في لبنان والعراق والاقطار العربية بالشرح والتحليل العلمي الدقيق ، ولقد تم وضع الحلول لكل مايحدث.
كانت خاتمة الخطاب هي المسك ، نختم مقالنا بهذه الخاتمة.
تحية لشهداء البعث والامة وعلى رأسهم شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين ورمز ثورة فلسطين القائد ياسر عرفات.
تحية للقادة الذين اطلقوا حركة البعث التاريخية وعلى رأسهم القائد المؤسس الاستاذ ميشيل عفلق
تحية لكم وعهداً نقطعه بان نبقى اوفياء للعهد النضالي انتصاراً لاهداف امتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية .
الحرية للاسرى والمعتقلين في فلسطين والعراق و لسجناء الرأي في اقبية الدولة الامنية ،
وكل ميلاد للبعث وانتم وامتنا بخير.
السابع من نيسان ٢٠٢٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق