الأحد، 4 أبريل 2021

7 نيسان شعلة أَضاءت طريق المناضلين واول خطوة لتحرير الانسان في الوطن العربي / بقلم / أَ. د . أَبو لهيب

7 نيسان شعلة أَضاءت طريق المناضلين

واول خطوة لتحرير الانسان في الوطن العربي

أَ. د . أَبو لهيب

بعد الحرب العالمية الاولى كانت الدول العربية تعيش في حالة من الفقر والذل ، بيد الاقطاعيين وأَصحاب الاملاك والتجار الكبار . وكانت الامية والامراض متفشية بين أَبناء الوطن العربي وكانوا تحت رحمة الاستعمار الغربي رغم الامكانيات الاقتصادية الهائلة فى الوطن العربي ، وخصوصاً بعد اكتشاف النفط فيها ، ولِأَنَّ الدول الغربية كانت بِأمس الحاجة للنفط بعد حدوث الثورة الصناعية في الغرب ، كما انهم بحاجة إلى أسواق لتصريف منتوجاتهم فيها ، لذلك كانت عَيْونُ الطمع تتجه دائماً على البلدان العربية ، مرة بِأسم الوصاية ومرة بِإسم ألحماية ، المهم ان يكون لهم تواجد فيها تحت أَيُّ ذريعة لِسلبْ ونهب خيراتها ويتم اختيار الملوك والامراء من قبلهم لِتلك البلدان العربية كما إِنهم يحمونهم لقاء تنفيذ مايطلبون منهم .                              

لقد برزت بين تلك التناقضات فكرة البعث ، عِندما عاد كل مِنْ ألمرحوم الرفاق أَحمد ميشيل عفلق وصلاح الدين بيطار مِنْ فرنسا إِلى سورية بعد إِكمال دراستهما الجامعية ، إِنَّ هذين ألرفيقين كانوا يحسون بِآلامَ شعبهم والثقل الذي على كاهلهم ، فانهم بحاجة إِلى مَنْ يَمُدُ يَدْ العون لِإِنتشال ألشعب العربي مِنْ المستنقع الذي صنعه الغرب لَهُمْ . وهذا العمل الشاق بِحاجة إِلى جهود الطيبين مِنْ المثقفين الوطنيين لوضع أَول لَمْسَة لهذا المشروع العظيم ، وبعد تبلور الفكرة وأَخذ الصيغة النهائية للوصول الى عقد المؤتمر الاول التأسيسي للحزب في 7 نيسان / 1947 ، وتم إلاِقرار على تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي  .                                                  

أَليوم يمرُ على تاسيس حزب البعث العربي الاشتراكي 74 عاماً ، وقد انبثقت فكرة البعث مِنْ القرآن الكريم مِنْ قولهِ تعالى : إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ سورة ألانبياء آية 92 ، كَمَا أَنَّ شعار الحزب منبثقة أيضاً مِنْ القرآن الكريم ( أُ مَةٌ عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) هنا المقصود بِالرسالة الخالدة القرآن الكريم أَلذي يعتبر دستور الاسلام ، كما وضعوا أَهدافِهِ حسب حاجة الامة العربية التي كانت تمر بها وهي بحاجة إِلى وحدة الامة وإعطاء الحرية للانسان العربي وتطبيق العدالة الاجتماعية وهي تطبيق الاشتراكية .                                                 

واليوم نحتفل بتلك الذكرى العظيمة بين تناقضات كثيرة وإِحتلال الدول العربية بين الشرق والغرب تحت مسميات كثيرة وسمي قسم منها سنوات الربيع العربي والثورة المضادة ، جعل الغرب بسياساته الخبيثة أُمة عربية ممزقة مِنْ خلال تعين رؤساء جدد لهم وَهُمْ ذيل للاجنبي كما سلم الغرب العراق ولبنان وسورية واليمن إلى إيران الصفوية المجوسية ، حتى لا تنهض الامة العربية مرة اخرى ، لكن فكرة البعث في الوطن العربي ليست كبقية الاحزاب السياسية الاخرى بَلْ جاءَت تلبية لحاجة جماهير الامة العربية لقيادة موحدة ، لذلك عبرت حركة البعث عن نفسها كحركة نضالية جماهيرية تغيرية ، ساعية لِنهضة الامة العربية ، وانها لاتحترف السياسة التي تتميز بالمراوغة والتلاعب على الالفاظ ومشاعر الناس ، بل هي حركة صادقة مع نفسها وأهدافها ومع جماهير أُمتها وهي الطليعة النضالية المتقدمة في معارك الامة لتحقيق مشروعها القومي النهضوي العقلاني الحضاري . لهذا فهي التي تمثل الجيل العربي الناهض لبناء مستقبل أمتها يليق بمكانتها التاريخية الحضارية ، بعد كل ماجرى عام 2003 وإِحتلال العراق مِنْ قبل الاستعمار الغربي بِقيادة أمريكا والصهيونية العالمية ، وإستشهاد أَكْثَرْ القياديين لحزب البعث واعتقال آلاف مِنْ مناضلي الحزب ، بهدف اجتثاث البعث وإِنهائهم ، ولكن بعد فترة قليلة نهض الحزب مرة اخرى وانطلقت المقومة العراقية  مِنْ مناضلي الحزب والقوى الوطنية الرافضة للاحتلال بِقيادة الشهيد عزة إبراهيم الدوري شيخ المجاهدين رحمه الله ، وبدأ ألصراع مع المحتل من الضربات الموجعة من قبل بالمقاومة العراقية الباسلة من اجل طرد ألمحتل ، وأصبحوا اشباحا  في خيالهم ، وصل الحال بجنود المحتل لايستطيعوا ان يتحركوا او يأخذوا قسط من راحتهم ولو  للحظة واحِدة ، لذلك غيرت امريكا استراتيجيتها  للعمل على تُسَلِيمَ العراق إِلى إِيران اعتمادا على العداء والحقد التاريخي الذي تكنه ايران للعراق والشعب العراقي الجسور ولكي تلعب دوراً مهماً وفاعِلاً في تخريب وتهديم وتدمير المرتكزات الاساسية والبنية التحية للاقتصاد العراقي ونهب ثرواتهِ ، وتم ذلك وجلبت إِيران مجموعة مِنْ الذيول لحكم العراق وتشكلت ميليشيات صفوية مجوسية لِإِضعاف الحكومة العراقية ، ولكن لَمْ يستطيعوا تحقيق اهدافهم بسبب صمود ورفض الشعب العراقي لاي نوع من الاحتلال .

لذلك فَإِننا ينبغي أَنْ نجعل مِنْ ذكرى 7 نيسان دافِعاً لترسيخ المبادئ والقيم النبيلة بين صفوف الرفاق وابناء الشعب من اجل تحقيق أَهداف البعث وتحرير العراق من الاحتلال الايراني الصفوي ، ووعلينا ان نتطلع إِلى ثورة تشرين المجيدة وشبابها كبارِقَةْ أَمَلْ على طريق التحرير والخلاص مِنْ رجس المحتلين، ، فَألحاضنة العراقية الوطنية باتت جاهزة لِإحتضانهم لِكي يقودونها إِلى بِرَّ الامان بِكرامة وعزة نفس وهوية وطنية جامعة ، وإِنَّ شباب تشرين يمثلون أَمَلْ العراق والامة والامتداد الطبيعي لفكرها الثوري والتحرري وبذلك حققت ثورة الشباب في العراق تغيراً مهماً وهو مايتعلق بالجانب الاجتماعي والمبدئي ورفض كل اشكال التخندق الطائفي ، فقد تحول المجتمع مِنْ غياب ردة الفعل تجاه الطبقة الحاكمة إلى مجتمع كامل رافض للمشهد السياسي بكل تفاصيلهِ وتؤكد على أَنَّ ثورة الشباب تهدف إِلى تكوين نظام حكم جديد وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لجميع الافراد بشكل عادل وإِنهاء الحكم الجائرالطائفي ، على الرغم مِنْ العنف الذي جوبهت بِهِ الاحتجاجات التي شهدتها بغداد ومدن عراقية أُخرى ، وتسببت في استشهاد اكثر من 800 ثائر عراقي  وإِصابة ثلاثون ألفاً فضلاً عن إعتقال وتغيب آلاف أُخرى ومازالت والثورة مستمرة حتى تحقيق النصر المبين .          

هذا هو حزب البعث ، الحزب الذي حاول قِوَى الظلم والعدوان بِكل قوتهِا أَنْ تسقطهُ وتنهيهِ عن الوجود ، ولكن لم يستطيعوا ذلك ، لان البعث فكرة نابعة مِنْ روح الامة لذلك لَنْ تموت ، ويتجدد بين حين واخر،  وبدأت طليعة البعث وقادتها الحكيمة بمقاومة الاعداء والمحتلين والماجورين مِمَنْ باعوا ضمائرهم وشرفهم لِأَعداء الامة .

 ويبقى الحزب يناضل وبكل الوسائل المتاحة مِنْ أَجل تحقيق أَهدافهِ ونحن نتطلع لتحرير بلادنا مِنْ دنس الإِحتلالين الامريكي والفارسي الصفوي ، واليوم شباب البعث يستذكرون حزبهم العملاق الذي ارهب العدو في كل زمان ، ولايزال اعداء الحزب يخططون من اجل ضرب الحزب ، ولكن بِفَضل قيادته الحكيمة سيبقى حزبا عصيا وثوريا ومقاوما لجميع المؤامرات الصهيونية الفارسية حتى تحقيق اهدافه .

ويعتبر 7 نيسان  رمزا للتحرير وتجديد الانسان العربي ونحتفل به كل عام ونبين  للعالم بِأنَّ البعث لايزال شامخاً كشموخ الجبال وصلِداً بوجه الاعداء والمحتلين كالفولاذ لايلين أبداً.

في هذا اليوم المجيد نعاهد شهداء الامة وقيادتنا الحكيمة أن نكون مشروع الاستشهاد لِأَجل بقاء الحزب واستمرارألثورة التحررية حتى تحقيق النصر بِإِذن الله ، ودمتم للنضال .                                                                                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق