ان حزب البعث لا يرغب بالسلطة ،نحن في حزب الرسالة ومقاومته
الباسلة هدفنا الأسمى هو في تحرير بلدنا وشعبنا وكل شبر مغتصب أو محتل من ارض
امتنا.. أما السلطة فقد وضعناها ونضعها اليوم تحت أقدامنا إن لم تكن في خدمة هذه
الأهداف والمبادئ والقيم.
الرفيق عزة ابراهيم
الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الاعلى للجهاد والتحرير
حفظه الله ورعاه
الشعب باق وعمر الصغار قصير
(الجزء الثاني)
د ـ فالح حسن شمخي
تحدثت
في الجزء الاول من المقال عن استهداف جزء مهم من شعب العراق بلغ حوالي خمسة ملايين
نسمة من العراقيين، وبينت ان ذلك الجزء ساهم في بناء الدولة العراقية والمجتمع على
مدى خمسة وثلاثين عاما ذاكرا ماله وماعليه
وماتعرض له ابناءه وعوائله من اجتثاث
وتهجير واغتيالات جراء الاحتلال الامريكي ، وفي معرض قيامي بالتصدي للمشككين من
ذيول ايران ودعاة الاجتثاث من العنصريين بينت ان هذا الجزء الهام من الشعب العراقي
يعمل بهدوء وبتفاني ونكران ذات مطبقا شعاره المعروف بان البعثي اول من يضحي واخر
من يستفيد وهو في ذلك كالام التي تقدم مصلحة ابنائها على نفسها ، وانه في كل ذلك
جزء من امتداده على عموم ساحة الوطن
العربي التي تشهد انتفاضات وحراك شعبي كبير.
وبينت
ان هذه الشريحة موجودة على ارض الواقع في العراق في كل مكان باعضاءها وقياداتها
لكنها اثرت الصمت وتحملت كل اشكال القدح والتشهير، ورغم ذلك فقد عملت باستراتيجية
الهدف منها حماية ثوار تشرين الشباب ، من اجل ان لاتعطي المبرر والمسوغ لذيول ايران للبطش
بالثورة الشبابية.
فمن اين
أتى هذا السلوك الابوي لهذه الشريحة العراقية الممتدة ساحة نضالها من شمال العراق
الى جنوبه ؟
ان هذه الاستراتيجية نابعة من نهج اساسي ينهجه قائدها
الذي عمل بصمت وبعيداً عن الاضواء طيلة فترة نضاله قبل واثناء الحكم الوطني
ولايزال يتعامل بنفس الحكمة مع مايحدث على الساحة العربية في قيادته ومسؤولياته الكبرى باعتباره الامين
العام لحزب البعث العربي الاشتراكي . كما انه يتعامل بابوية وقيادة رشيدة ودراية بما
يحدث في العراق باعتباره قائدا للجهاد والتحرير وامين سر القيادة القطرية لحزب
البعث العربي الاشتراكي. .
ان
تعامله الابوي والايثار الذي يمتاز به هو
ما يقف وراء الاستراتيجة التي اعتمدها الحزب في التعامل مع ثورة الشباب وملخصها هو
ان لانعطي العملاء والمليشيات المبرر لقتل شبابنا الثائر ، فالشباب هو المستقبل
والشباب يحققون الاهداف التي عملنا وجاهدنا من اجل تحقيقها.
ان كل
ذلك لم ياتي من فراغ فلطالما عبر القائد عن زهد البعث في السلطة لانه فكر وعقيدة
ورسالة . فمن هي هذه الشخصية التي اثرت في حركة التاريخ العربي والعراقي من خلال
المساهمة في بناء الدولة قبل الاحتلال ومن ثم قيادة المقاومة وتحرير العراق من
الاحتلال الامريكي بعده .
لقد ولد
القائد عزة بن ابراهيم بن خليل بن رحيم بن امين الحربي في الدور عام 1942م لاسرة تدعى
{بيت الحرباوين} من بني حرب العلويين، وهو ينتمي إلى فخذ البوحربة وهي جزء من عشيرة المواشط وهي من عشائر آل البيت في العراق، و
يرجع نسبهم إلى الشيخ السيد محمد الخلي الذي يرجع نسبه إلى علي زين العابدين بن الحسين (رضي
الله عنهما) وهي مثبوتة النسب إلى آل البيت بالأدلة والمراجع .
انضم القائد الى حزب البعث عندما كان طالبا في
سامراء واستمر في العمل النضالي السري للحزب ، وكان من ضمن القيادة التي نفذت ثورة 17 تموز 1968 ..
وبقي على عمله ونضاله وجهاده فلم يغادر العراق بعد الاحتلال فهو موجود في العراق
يتنقل بين المحافظات العراقية براحته، مستند الى الشعب الذي هو حاضنته الرئيسية والحزب
بنضاله العريق .
كان
عضواً في المكتب الفلاحي المركزي قبل ثورة 17ـ30 تموز 1968 ، ومن ثم وزيرا للزراعة وفي فترة استيزاره وتحت رعايته حقق العراق اكتفاءً ذاتيًا في الغذاء حيث يشير
الباحثون ، الى أن الدولة قبل الاحتلال
عام 2003 م ، كانت مهتمة بالزراعة، عن
طريق خطط سنوية أعدتها وزارة التخطيط والمجلس الزراعي الأعلى، فوفرت المياه
والكهرباء والبذور المحسنة والعلف والمبيدات والأسمدة الكيماوية، وبنت مصانع للإنتاج
الزراعي والحيواني تجاوز حدود الاكتفاء الذاتي الى التصدير.
وكانت
الفترة التي عمل فيها كوزير داخلية معروفة للقاصي والداني بالامن والنزاهة تجعل اي
عراقي يشعر بالفخر والاعتزاز.
وبعد ان تسنم الموقع الثاني في قيادة الحزب
والدولة كان له الدور البارز والكبير بالاشراف على التنظيم الحزبي وكان يقود
الحملة الايمانية وكان مشرفا على التنمية الزراعية اضافة الى مهام كثيرة اخرى ، ولقد انجز كل مهامة بكفاءة
وجدارة واعطى مثالا وقدوة حسنة لرفاقه بالحزب والدولة ، ولكنه كان ينجز كل ذلك بصمت
وهدوء وتواضع .
بعدما
احتلت امريكا ومن تحالف معها العراق وفتحت ابوابه للاحتلال الفارسي ، انتقل القائد
لقيادة فصائل المقاومة التي اذاقت المحتل الامريكي الويل وافضت الى هروبه مهزوما
من العراق. وشكل عام 2009 جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني ، وكان له الدور
الكبير في الحفاظ على وحدة وقوة ومطاولة وانتشار الحزب في كل مكان وعلى امتداد ساحة
النضال الحزبي .
ما الذي يدعو اليه القائد دائماً كما في المرحلة الراهنة :
يشدد القائد على ان الحزب يساند شرائح الشعب
العراقي كلها دونما أي تفريق أو تمييز، وهو
يقف موقفاً واضحاً وصريحاً بالضد من كل النزعات الطائفية والتكفيرية والإرهابية من كل صنف ولون، فقد عبر
في المناسبات السابقة عن :
{إن البعث يعمل مع بقية ابناء الشعب العراقي العظيم ولاسيما الشباب على حماية أرواح المواطنين جميعًا عربًا وكردًا وتركمانًا وشيعة وسنة ومسيحيين وصابئة وأيزيدين وكل ألوان شعبنا الزاهية، وهو ليس جزء من الصراعات والمحاور التي لا تصبّ في مجرى مصلحة الشعب وطموحات وآمال الأمة والانسانية. } ويتطلع { إلى إقامة حكم الشعب التعددي الديمقراطي الحر المستقل الذي لا مكان فيه للحكم الشمولي والإقصاء والتمييز والتسلط والانفراد}.
ندائي الى الشباب في ساحات الاعتصام:
في
ختام ماكتبته اعلاه وما ورد في الجزء الاول من المقالة ، لدي هدف وهو ان اوجه نداء
الى شبابنا ثوار تشرين ادعوهم فيه الى العمل على مناقشة كل شئ عبر العودة للتاريخ
وللضمير والاخلاق والقيم الوطنية والتربوية ، وان يتوجهوا بسؤال انفسهم : هل هم
مع الاحتلال الامريكي والايراني ؟هل هم مع قوانين بريمر باجثاث البعث وحل الدولة
العراقية ؟ هل هم مع العملاء والذيول والفاسدين وعمليتهم السياسية ؟ هل يتطلع الثوار الشباب إلى إقامة حكم الشعب التعددي الديمقراطي الحر
الذي لا مكان فيه للحكم الشمولي والإقصاء والتمييز والتسلط والانفراد؟
ادا
كانت الاجابة نعم ، فعليهم التأمل والتفكر ، في انهم يحملون نفس الاهداف التي
يحملها البعث كحزب وكما عبر عنها قائد البعث ، وهنا بودي ان اذكر بما قاله القائد
الصيني ماوتسي تونغ ايام
ثورة الشعب الصيني على الاحتلال الياباني وذيوله في معرض توحيده للشعب الصيني ، اذ
قال:{علينا ان نغلب الصراع الرئيسي على الصراع الثانوي }.
وهنا
نقول اننا اليوم نقف في خندق واحد هو خندق العراق
لمواجهة الاحتلال الايراني البغيض وذيوله وهذا هوصراعنا الرئيسي ، وان كل
خلاف غيره يعتبر ثانويا ويمكن التعامل معه الى ما بعد النصر الناجز ان شاء الله.
رابط النسخة الالكترونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق