الجمعة، 11 أكتوبر 2019

تقييم اولي لنتائج ثوره تشرين المباركه.... بقلم الدكتور علي زيدان


تقييم اولي لنتائج ثوره تشرين المباركه


د - علي زيدان

نحاول في هذه السطور ابراز اهم الانجازات التي حققتها ثوره تشرين الباسله وبصوره ملخصه ومختصره.عرفانآ وتقديرآ لرجالها وشبابها وتلك التضحيات السخيه والدم الطهور الذي سيعبد طريق الحريه والكرامه.  ومن اهمها ما يلي.
1أصبح هناك حد فاصل واضح المعالم والاسس بين مرحلتين قبل الثوره وبعدها هذا الحد والذي يؤشر لمرحله تختلف اختلافآ جذريآ عن ما قبلها من حيث الوعي الجمعي الشعبي والمتمثل برفض ومقاومه النظام السياسي القائم برمته وعدم القبول بالحلول الترقيعيه.هذا الواقع الجديد فرضته نتائج هذا الصراع الطويل والذي امتد لسته عشر عامآ بين شعب اصيل ذو تاريخ وطني مجيد وبين زمره حاكمه فاسده ومتخلفه ومجرمه. 
2بات واضحآ توحد كل فئات الشعب العراقي ضد ايران ومطالبتها بالخروج من العراق وصولآ لتحرير العراق من الهيمنه الايرانيه. ومن نتائج هذا التطور النضالي المهم والمفصلي أصبح هناك طرفان في معادله غير متكافئه وهي لصالح الشعب وقواه الوطنيه  فالاغلبيه الساحقه تناضل وتعمل ضد التوغل الايراني بعد ما تفهمت هذه الجماهير طبيعه واهداف المشروع الايراني الفارسي وبين طغمه ومجاميع من السراق والقتله والفاسدين ومجرمي الحرب والتي ارتكبت جرائم الاباده الجماعيه بحق ابناء شعبها. وبذلك اصبحت الرؤيا  اكثر وضوحآ ونضجآ لهذا الصراع ونتائجه.  
3بعد سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى(140 شهيد واكثر من 6 آلاف جريح ) على ايدي السلطه الحاكمه ومليشياتها وربما يفوق هذا العدد من المدنيين واغلبهم من فئه الشباب فأن الموضوع سينظر له بمعيار آخر فلكل قطره دم ثأرها وثمنها الغالي.                 وبذلك فقدت هذه السلطه مصداقيتها واصبحت عدوآ لدودآ للشعب ولن تمحى من ذاكره العراقيين تلك الجرائم الوحشيه وهذا القتل المتعمد وبمختلف الاسلحه وتحت انظار العالم  وبدم بارد لشباب خرجو بتظاهرات سلميه مطالبين بحقوقهم.
4ان ما شاهدناه من مواقف بطوليه من شباب الانتفاضه اذهلت العراقيين ورفعت رؤسهم عاليآ وحطمت والى الابد كل سياسات الحكومات المتعاقبه وعلى مدى سته عشر عامآ من اشاعه التخلف والقنوط والاستسلام والتخلف ونشر الطائفيه والمذهبيه واعتماد المفاهيم الباليه لتجهيل الشعب وألهائه بالزيارات وكثره المناسبات الدينيه  وما يتخللها من اساليب وممارسات متخلفه لا تمت للدين بصله.   وبعد كل ما حل في العراق من كوارث فقد انقلبت الطاوله على رؤس اعداء العراق واثبت الشعب العراقي من جديد بانه شعب حي حر  يأبى الضيم والظلم ويعشق الكرامه والحريه والشموخ.
5من يشاهد سوح الانتفاضه وميادينها وازقتها وساحاتها واجوائها البطوليه من كر وفر وصمود وثبات واقدام ومواقف شخصيه وجماعيه وبنفس الروح والهمه والنخوه العراقيه.  أضافه الى التعاطف بل المسانده والاحتضان  الشعبي الفريد. ان ذلك يذكرنا بل يعيد امجاد ايام قتال الفرس على مدى ثماني سنوات في الدفاع عن مدن العراق الحدوديه . كيف لا وهؤلاء الابطال هم اباء واخوه اولائك النشامى من جنود وضباط صف وضباط جيشنا الوطني الباسل.  وتأكيدأ لما ذهبنا اليه  فقد صرح  احد جنود الولي الفقيه المدعو هادي العامري  واصفآ المنتفضين قائلآ ( لقد قاتلنا آبائهم البعثيين في الثمانينيات وسوف نقاتلهم ان  تجرأوا على محاربتنا) بهذه العقليه الفارسيه يفكر هؤلاء.  ولكن سيبقى الشعب العراقي وطلائعه الواعيه بالمرصاد لافشال كل ما يحاك ويخطط له وصولآ لهدف التحرير الكامل وعودته سالمآ شامخآ ابيآ.
6في انجاز كبير ومبهر فقد خرج ابناء شعبنا الصابر الثائر عن عبائه المرجعيات الدينيه ورموزها بل احرقو صورهم وهتفو ضدهم. وبذلك كُسِرَ هذا الحاجز النفسي بتأليه وتقديس هذه الرموز الجامده المتهالكه والمعشعشه في عقول البسطاء من ابناء الشعب وسقطت معهم الاحزاب الدينيه المتخلفه.   وجاء ثوار تشرين وصححو المعادله بالاصرار على الولاء للعراق ذلك الوطن الذي يحتضن ويضم جميع ابناءه.
7لقد تم سحب البساط من تحت اقدام رموز العمليه السياسيه الفاشله برمتها وبمختلف مسمياتها وحولوهم الى هياكل جوفاء مرعوبه وعزلوهم عن الشعب واسقطوهم بلا رجعه في استفتاء شعبي شجاع قل نظيره دفع فيه  ابنائنا ضريبه غاليه من دمائهم الزكيه وارواحهم الطاهره.
8لقد اثبتت هذه الثوره المباركه  صحه التوجهات الوطنيه المستنده على الاعتماد على الجماهير وقواها الوطنيه المناضله في النضال لتحرير العراق وعدم التعويل على القوى الدوليه خصوصآ في هذه المرحله والتي تشهد تغير كبير وغريب  في المفاهيم والستراتيجيات الدوليه اتجاه قضيه العراق وقضايا الامه العربيه. وذلك بانحياز تلك القوى الدوليه لاعداء الامه على اختلاف اشكالهم.
9.  لقد سعى عملاء العمليه السياسيه واسيادهم ووفق استراتيجيه خبيثه واضحه المعالم والاهداف على محو الذاكره الوطنيه لجيل كامل والعمل على شيطنه النظام الوطني قبل 2003 ورموزه وتجربته الوطنيه الفريده وشرعوا  بتدمير مرتكزات المجتمع  و تطبيق نظريات التجهيل والتقزيم ونشر التخلف والفساد واباحه المخدرات وترويجها بين الشباب. ونشر المفاهيم والقيم الباليه والشاذه.فجاءت ثوره تشرين لتعيد الذاكره الوطنيه الى نصابها وتؤججها تلك الذاكره التي توارثها هؤلاء الشباب من آبائهم واخوانهم وامهاتهم.  . ذاكره نقيه وطنيه شريفه تعتمد على رؤى رصينه في بناء الوطن ومرتكزاته الاجتماعيه والعلميه والصناعيه والعسكريه وباقي مناحي الحياه   بما يؤمن الحفاظ على كرامه ابناءه وضمان مستقبلهم.  واستنادآ لهذه التطورات فقد رفض الثوار حتى المسميات الجديده لبعض مدنهم وباتو على سبيل المثال يطلقون تسميه (مدينه الثوره) على مدينتهم وليس الاسم الآخر في دلاله واضحه وصريحه بالتخلي عن المرجعيات العميله والهزيله وان الاسم السابق ما عاد يليق بهم وبثورتهم.
10هذه الثوره المباركه ارهبت السلطه وقياداتها واغلب المؤشرات تدل على التناحر والتصارع فيما بينهم مما ادى الى فرض الاقامه الجبريه على بعض قاده الجيش.  واحتدام الصراع بين رموز العمليه السياسيه والسلطه الحاكمه للخروج من هذا المأزق  فالثوره ساهمت في الفرز بين من هو مع العراق من هؤلاء السياسيين ومن هو تابع ذليل وجندي مطيع للولي الفقيه.    وهؤلاء فقدو شرعيتهم الدستوريه والتي يمنحها لهم الشعب. وقد سحبها عنهم الان. واصبحوا من الذ أعدائه وهذا انجاز كبير يحسب للشعوب الاصيله الرافضه للتبعيه والتي ترنوا للتحرر والكرامه وبناء دولتها على اسس وطنيه رصينه.
11لم يعد مسموح بعد الان الترويج والتهريج وشيطه الاصوات الوطنيه المناديه بازاحه هذه العمليه السياسيه الفاشله ونعتها بتهم مختلفه فالاصوات عراقيه شبابيه اصيله  واعدادها مليونيه شملت اغلب المحافظات فان كان كل هؤلاء مندسون فاين الشعب العراقي اذن. وعليه فأن حكام المنطقه الخضراء ومليشياتها هم المندسون وهم العملاء وهم الطارئون والغرباء عن هذا الوطن وهذا الشعب الاصيل.
12ان المواقف البطوليه لشهداء ثوره تشرين الابطال والذين تصدوا بصدورهم العامره بالايمان وحب العراق لرصاص الحقد الفارسي واتباعهم وآلاف الجرحى البواسل.       والهتافات التي رفعها المتظاهرين وتصريحات هؤلاء الشباب والتي عبرت عن فهم عالي ومتقدم ومتميز لطبيعه الصراع الدائر مع الغزو والاحتلال الفارسي لبلادنا واذنابه العملاء في العمليه السياسيه.          واستنادآ لما ذكرناه اعلاه    علينا ان ننحني اجلالآ واكبارآ لتلك الارواح الزكيه ولهؤلاء الشباب الشجعان   ونبتعد عن التعامل الروتيني والكلاسيكي في مخاطبه الشباب ونعتمد اساليب حديثه للتعبئه مع اعطاءاهميه واسبقيه كبيره لتكنلوجيا المعلومات والاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير واهميه تكاد تفوق لغه السلاح.
13لاول مره نلاحظ  هذا الرعب الكبير الذي اصيب به حكام المنطقه الخضراء  وتخبطهم وتسارعهم وتسابقهم  في اصدار بعض القرارات الهزيله والتي تكاد تلامس بعض هموم الناس في ظاهرها خوفآ من انفلات الامور وبدأوا باطلاق التصريحات المهدئه والمخدره  انصياعآ وخوفآ على كراسيهم ومناصبهم.  
14لقد افرزت هذه الانتفاضه المباركه التلاحم بين شعبنا الصابر المجاهد في ساحات النضال وفي جميع محافظات العراق وبين اخوانهم وابنائهم في خارج الوطن وكانت الوقفات الاحتجاجيه والتظاهرات الكبرى في اغلب دول العالم في ساحاتها وميادينا وامام السفارات العراقيه والتي ارهبت وهزت اركان تلك الممثليات اضافه الى قيام الجاليات العراقيه بتقديم طلبات للمنظمات والهيئات الدوليه لتجريم رموز هذا النظام لما ارتكبه من جرائم موثقه  بحق الشباب المنتفض والرافض لهذه السلطه الفاسده. فاصبح واضحآ ان اغلب الجاليه العراقيه في الخارج بات مؤيدآ وساندآ بل جزءأ من الانتفاضه المباركه ولم يتبقى إلا نفر قليل من المتخلفين وعملاء ايران والذين تواروا  عن الانظار خوفآ وهلعآ من المد الجماهيري الواسع والمؤثر.
واخيرآ نقول ستبقى الثوره مستمره ومتصاعده حتى تحرير العراق. بعون الله تعالى. ونلتمس العذر فهذه الثوره تستحق مجلدات لتوثيقها وانصافها. مع تقديري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق