الأحد، 24 أبريل 2022

مجلة صوت الطلبة العدد ٢٩ / بغداد ٢١ نيسان ٢٠٢٢

  مجلة صوت الطلبة العدد ٢٩

الصادرة في بغداد ٢١ نيسان ٢٠٢٢



















لتصفح المجلة 
اضغط على الرابط الالكتروني ادناه
http://online.anyflip.com/rnvg/ymtg/mobile/index.html

الجمعة، 15 أبريل 2022

تحرير مدينة الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم أَروع ملحمة سجلها التاريخ العراق المعاصر/بقلم الدكتور ابو لهيب

تحرير مدينة الفاو مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم

أَروع ملحمة سجلها التاريخ العراق المعاصر

أَ . د . أَبو لهيب

يصادف ١٧/ نيسان / ٢٠٢٢ ، ذكرى عزيزة على قلوب العراقيين والعرب الشرفاء ، انها ملحمة تحرير مدينة الفاو ، فى أروع وأعظم معركة فى التاريخ الحديث كما سميت بعملية ( رمضان مبارك ) لانها صادفت الاول من رمضان لعام ١٩٨٨، وببركة شهر رمضان المبارك توكل الرفيق الشهيد وباشراف منه ورفاقه والقادة العسكرين الميامين بوضع خطة محكمة لاستعادة الفاو وتحريرها مِنْ رجس المحتلين الفرس المجوس، وبدأت عملية رمضان مبارك صباح يوم ١٧ / نيسان /١٩٨٨ الساعة الخامسة صباحاً بهمة عالية وايمان عميق مِنْ قبل المقاتلين الاشاوس ، وبعد مرور ٣٥ ساعة على المعركة التي يوصف الخبراء العسكريين بمعجزة عسكرية ، وفى اليوم الثاني أي ١٨/نيسان /١٩٨٨ رفع العراق وَمَنْ خلفه العرب برمتهم اعلامهم عاليا إِيذاناً بأنتصار العراق العربي على العدو الفارسي الصفوي المجوسي ، وهذه الهزيمة الكبرى تعتبر مفتاح لبقية المعارك التي تليها وامتدت لاربعة اشهر وفى النهاية أقرت إيران الهزيمة مِنْ دون تردد بِإعلان ( الخميني ) آنذاك عَنْ قبول وقف إطلاق النار فى الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت فى عام ١٩٨٠ وبقيت نارها ثماني سنوات ، واعترف الخميني حينها بتجرع السم حين قبل بوقف إطلاق النار ، بعد الهزائم التي ألحقها الجيش العراقي بالقوات الايرانية خصوصاً معركة استعادة مدينة الفاو ، مدينة الفداء وبوابة النصر االعظيم.                                                                      

إِنَّ عملية ( رمضان مبارك ) وهو الاسم الذي أطلق على معركة الفاو والتي وصفها قادة ومخططون عسكريون عرباً وأجانب بِأنها – معركة بالغة الضخامة ونموذجية وتتميز بِأهميتها على جميع المستويات – وهي بحق أهم واكبر معركة عسكرية خاضها العرب فى تاريخهم الحديث ، ان الدراسة المعمقة للمعركة التي دارت رحاها يومي ١٧- ١٨ نيسان ١٩٨٨ ، والتي خاضها مقاتلو العراق الشجعان فى قوات الحرس الجمهوري والفيلق السابع والقوات المتجحفلة معها وصقور القوة الجوية وطيران الجيش ومن ورائهم كل قطعات الجيش العراقي الباسل ، وباشراف المباشر مِنْ لدن الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله ورفاقه المناضلين وقادة الجيش الميامين ، تحت رؤية نابعة مِنْ إيمان عميق بقدرة الامة على استعادة أمجادها ، ستكشف انها كانت معجزة عسكرية وفق كل السياقات والمقاييس .         

فهي واحدة مِنْ أعظم المعارك فى التاريخ إذا ما أخذت بنظر الاعتبار حجم الاسلحة والافراد ومساحة أرض المعركة والخسائر البشرية وسرعة حسم المعركة بالنصر لرجال أمة العرب رجال العراق العظيم .                                                                                      

واليوم بعد مرور ٣٣ سنة على اعظم الملاحم البطولية وهي ذكرى ملحمة تحرير الفاو ، ليس لمجرد كونها تاريخاً لتضحيات كبيرة بذلت ، أو لانها محفورة فى ذاكرتنا الشخصية كأفراد تعايشنا مع تلك الاحداث عن بعد او قرب ، إنما للتذكير بها كشاهد للحاضر والمستقبل أيضاً ، وكما يبدو إِنَّ توقيت المعركة لم يكن فقط لِأغراض إِستراتيجية أو تكتيكية.

إِنَّ سبب ما دعاني أكتب عن تحرير مدينة الفاو ، يعود لِأكثر مِنْ سبب لكن أهمها إسقاط الحاضر وبِأثر رجعي للنيل مِنْ أثر تلك المعركة ، وهي محاولات أهدافها باتت معلومة وفجة مِنْ قِبَلْ دعاة المشروع الايراني الصفوي المجوسي وإِعلامهم الخائب أو مِنْ بعض الذين يتقصدون الانتقاص مِنْ الامة العربية ودولها التي وقفت مواقف مُشرفة مع العراق فى حربه الشريفة والعادلة ، بل واقول المقدسة نتيجة لِمهازل الاحتلال والدور الذي لعبته الطغمة الصفوية المجوسية الحاكمة فى إيرن وادواتها فى تدمير الشعب العراقي الابي والانتقام مِنْ هزيمتها المنكرة فى حرب الثمان سنوات وانهيارها الكلي أمام ضربات الجيش العراقي العظيم .   

لذلك لملحمة الفاو طعم النهضة العربية والتلاحم العربي فى الملمات لدفع الاطماع التوسعية ، وهي مدرسة فى فن الصمود والقتال والتدريب والادارة ، بُذلت فيها جهود لتوفير مناخ وبيئة ومسرح مشابه لموقع العمليات فى مدينة الفاو .                                               

إِنَّ بعض قادة وخبراء عسكريون مِنْ الاشقاء والاصدقاء نصحوا القيادة العراقية ان يتريثوا بشأن تحرير مدينة الفاو ، بوصفها النقطة الاصعب فى الجبهة العراقية الايرانية بِأسرها، وقد أختارتها جهة خارجية ، وعولت عليها كمقدمة لِإِسقاط النظام الوطني فى العراق ، بيد أَنَّ القيادة العراقية الحكيمة ، ارتأت ضرب المؤامرة في بؤرتها ، وقلب المعادلة لتكون معركة الفاو كمقدمة لهزيمة المخطط التوسعي . وبالفعل تلاحقت معارك النصر إِلى هزيمة شاملة  وكان على القيادة الايرانية أن تستخلص منها الدروس والعبر ، وان تتجنب مأزق ومستنقع الذي وقع فيه اليوم ولا تستطيع الخروج منها بسهولة .                                               

لذلك يجب على القيادة الايرانية الغشيمة أن تدرك إِنَّ العراق قيادة وشعباً يمتلك شحنة معنوية بما تمتلك مِنْ خصائص تكون لدى شعبها عبر العصور ، يفترض على ايران ان تكون على معرفة بها ، تجنبها الانزلاق لان تطيع شهواتها ورغبتها بالتوسع المساندة مِنْ جهات تناصب العراق والامة العربية العداء ، وإِنَّ هذا التورط سيحكم سياستها لعقود قادمة ، سوف تجد مِنْ الصعوبة الافلات مِنْ تبعاته ومستحقاته .                                                               

وقاد إِنغماس إِيران وصرف جهودها فى مجال الخارج ، إلى تجاهل حقائق ومعطيات داخلية كثيرة فى مقدمتها الاشكاليات الاجتماعية ، الاقتصادية ، وحقوق الشعوب الاخرى ضمن الجغرافية الايرانية .   

ويجب على إيران أن تفهم جيداً إِنَّ إنتصار الارادة الوطنية التي ترجمتها العسكرية العراقية إلى فوز باهر ، إنما هو جوهر مادي يدخره الشعب العراقي ويضيفه إِلى خصائصه وتكوينه الوطني والنفسي                                  

المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية                                                                     

عاش الجيش العراقي الباسل صانع الانتصارات والامجاد                                          

ونبشر الشعب العراقي العظيم الابي الشجاع ، نصرك الكبير آت ، آت .                        


الخميس، 14 أبريل 2022

في يوبيل البعث الماسي / خمسة وسبعون عاما من الحصاد الثوري / بقلم الاستاذ حسن خليل غريب

في يوبيل البعث الماسي

خمسة وسبعون عاماً من الحصاد الثوري



حسن خليل غريب

إن جمع خمسة وسبعين عاماً في مقال قصير من نضال البعث الفكري والسياسي معجزة لن تحصل. بل يكفي في مساحة قصيرة، أن نوجزها بما يعبِّر عن اعتزازنا بهذه المناسبة.

عندما وُلد البعث، ولدت العروبة بوجه جديد قابل للحياة. وبمناضلين يقدِّمون أرواحهم فداءً لها، ودفاعاً عن كرامتها. بل كان هو القابلة الحقيقية التي قام بتوليدها في حلتها الراهنة الواضحة الحدود الجغرافية، ولم ينس ما وهبه الاستعمار إلى جيران العرب كالأحواز والإسكندرون، ترغيباً منه في اجتذابهم إلى جانبه. كما وتوليد الأسس الفكرية والسياسية الحديثة لبناء دولة العروبة ببرامجها الإنسانية العميقة التي تنظر إلى مستقبل الأمة العربية الواحدة لترتبط مع العالم بالقيم الإنسانية العليا، وتربط مواطنيها بمعايير واحدة من دون تمييز. وتوفير العامل الأهم في استعادة قوَّتها بوحدتها بحيث تشكل الأنموذج للشعوب التي تكافح قوى الاستعمار والرأسمالية.

كان تأسيس البعث على قواعد فكرية واضحة، وقواعد سياسية تضمن حقها في تقرير المصير. فكانت الخطوة الأولى الواعية التي وضع لبنتها المؤسسون الأوائل في الحزب.

منذ تلك اللحظة، انطلقت صفارة الإنذار أمام جماهير الشعب العربي لتأخذ دورها، في الشارع تهتف انتصاراً للتغيير، وفي المصنع لتوفير الاكتفاء الذاتي. والحقل لتأكل مما تنتج. وفي مواجهة البورجوازية الاقتصادية والتجارية لتحصيل حقوقها. وعلى المقاعد الدراسية لتحصيل العلم والمعرفة. وخلف المتاريس ضد من يخترق أمنها القومي. والرضى بزنازين الأنظمة القمعية إذا كانت بوابة للحرية. والتوعية الإعلامية لكشف الأقنعة عن أعداء الأمة. وتعبئة الجماهير بالعنفوان القومي الذي سطره أجدادهم عبر التاريخ الطويل في كل ساحة عربية.

تراكمت المهمات أمام البعثيين واشتدَّت المصاعب، وتكاثر الأعداء، وتصاعدت المحن، إلى أن راح أعداء البعث، في كل مرة تخرج منها عنقاؤه إلى العلن من جديد، يتساءلون باستغراب: وهل البعثيون ما زالوا أحياء؟

خمسة وسبعون عاماً مملوءة بالنضال والتضحيات، ظلَّ البعث حياً لأن من حملوا أفكاره كانوا يؤمنون بأنه إما حياة بعز، أو ممات بشرف. كما اعتبروا أن في حياتهم حياة للأمة، وفي الهروب موت لها، وموت لهم. 

ما أكبرهم هؤلاء الذين شقُّوا طريق البعث. ما أكبرهم أولئك الذين أسسوه. ما أكبرهم هؤلاء الذين تابعوا المسيرة وماتوا دفاعاً عنها. ما أكبر هذه الأمة بأمثال هؤلاء الكبار. 

أمة شقَّت طريق الحضارة الإنسانية، لن تموت برصاصة من هنا، وقذيفة من هناك. بصاروخ من هنا، وصاروخ من هناك. بجيش غاصب من هنا، وجيش غاصب من هناك. وكما الشمس لا يحجبها الظلام، كان البعث دائماً تحت ضوء الشمس يكسح من أمامها الغيوم العابرة، فتضيء من جديد، ويلمعون معها كالذهب الذي تخلَّص من رواسب الأتربة التي كانت تغطيه.

 الرصاصة والقذيفة والصاروخ والطائرة تقتل إنساناً، وتدمر منزلاً، أو تدمِّر كل ما أنتجته الأمة من معالم حضارية ومادية. ولكنها لا تستطيع أن تقتل روحاً تعشق أمة حرة. لا تستطيع أن تقتل الشوق والشعور بالانتماء إلى أمة. ولن تسطيع قتل روح الابتكار عند العربي ليعيد بناء ما تمَّ تدميره.

هذا الانتماء الحميم، يُولِّد آلاف البشر بديلاً لكل مواطن تقتله رصاصة أو قذيفة أو صاروخ. وهو الذي يستطيع أن يعيد بناء ما تهدم. ويستطيع أن يدحر كل الغزاة كما فعل أسلافه. والتاريخ يشهد أن العرب بتروا كل قدم وطأت قهراً أرض العروبة، من فارسية، إلى يونانية أو رومانية. أو قدم مغولية، أو صليبية. أو قدم صهيونية، أو أميركية.

أيها البعثيون أنتم كبار. في كل عرس ثوري تقدِّمون فيه الدماء، وتحتفلون بعرس للشهداء. فليحتلوا الأرض وليدمروا الشجر والحجر، وليبقروا بطون الحوامل. ولكنهم لن يستطيعوا أن يدمروا عقولكم، ويحتلوا صدق انتمائكم.

خمسة وسبعون عاماً سقط فيها مئات الآلاف من الشهداء البعثيين، والمتوفين، ولكن مسيرة حزبكم استمرت. ما أن يخبو في ظرف عصيب، حتى يستيقظ من بين الأموات مفاجئاً كل من نعاه.

طلَّقتم السلطة إذا لم تكن تحريراً للشعب، وعملاً من أجل سعادته وكرامته.

عشقتم الخنادق، ورفعتم البنادق لتحرير الأرض. وحملتم كتابكم الذي ينص على قيم الكرامة. والكرامة هي في حماية الأرض وسعادة الشعب وحريته.

كنتم قبل أن تكون السلطة. وكنتم في السلطة. ولا ترضوا أن تكون السلطة هدفاً، بل وسيلة.

لقد أصدر الاستعمار والصهيونية، منذ الخمسنيات من القرن العشرين، قراراً بملاحقتكم لأنكم منعتم الاستسلام لهما. وأصدر بول بريمر قراره الأول بإعدام البعث، بعد احتلال العراق. كان من سوء حظه أنه أتى بمن كان كل همهم أن يعرفوا مقدار رواتبهم. ولم يسألوه لماذا أعاد العراق إلى ما قبل العصر الصناعي، لا بل أعاده إلى العصر الهمجي، الذي قاده جماعة من اللصوص والقتلة والطائفيين. لقد أدَّى الرغاليون خدمة جلَّى للثورة العربية، بعد أن كشف الشعب عن وجوه الفساد، واللصوصية، فرفعوا المتاريس في وجوههم، وعرُّوهم من أقنعة الديكتاتورية الأميركية، والديكتاتورية الإيرانية، خاصة بعد أن صوَّبوا بنادقهم إلى صدور الثوار الشباب.

ولكن تحالف الشر الأميركي – الإيراني - الإخواني، لم يحسب أن في العراق أشرافاً قادوا معركة تحرير العراق من الاحتلال، وما زالوا حتى أرغموا إدارته على تجرع كأس الهزيمة. 

وكان بين هذا وذاك، أفواج من البعثيين في الطليعة منهم، بقيادة صدام حسين وعزة ابراهيم، ولاقت صداها في ثورة تشرين التي قادها الشباب بعد أن اكتشفوا جريمة نظام ولاية الفقيه، الذي استولى على العراق برعاية (شيطانه الأكبر) وقاده بمجموعات من العراقيين من الذين باعوا شرفهم، وعاثوا فساداً في ثروات العراق ليقدموها على طبق من فضة إلى خزائن كسرى الجديد. 

تجاهل نظام ولاية الفقيه مكابراً. أن البعث بالمرصاد، ستنتفض عنقاؤه من تحت الرماد من حيث لا يحتسب. وظلَّ مطمئن البال فيما اعتبره منطقة آمنة لنفوذه الطائفي، إلى أن فاجأته ثورة تشرين في العام 2019. حينذاك فتح عملاؤه أعينهم تعجباً وهم لا يصدِّقون ما يرون ويسمعون. فلم يكن أمامهم سوى استخدام وسائل الإجرام بكل ما فيه من بشاعة. فقتلوا المئات، وأعطبوا الآلاف، وزجَّوا بما يعادلهم في سجون (الولي الفقيه).

ومن ثورة تشرين كانت البداية، وفي نهاية المشهد الثوري الجديد ستكون نهاية كسرى. وسيذوق مرارة الهزيمة مرة أخرى، كما ذاقها في السابق. وسيعرف طعم مرارتها بعد أن تذوَّقتها الإدارة الأميركية بجمهورييها وديموقراطييها، حيث فرُّوا هاربين بعد (أن انفتحت عليهم نار جهنم) من فوَّهات بنادق أبطال المقاومة في العراق.

كانت ورقة النعي التي أعلنها بول بريمر، استفزازاً لكل عربي حر شريف. وهذا البعث ترتفع راياته خفَّاقة في روابي الوطن العربي من مغربه ومشرقه، ثائراً في صفوف ربيع الشباب العربي، من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي.

في العيد الماسي، وكل عيد، سيبقى البعثيون بخير، ما داموا في خنادق النضال.

من عراق المشرق العربي، ثورة حتى إقفال البوابة الشرقية للوطن لعربي.

إلى المغرب الأقصى التواق إلى لقاء مشرقه.

من سورية الجريحة، إلى السودان المكافح ضد الانقلابات التي برهنت الوقائع أنها تقفل باباً آخر من أبواب العروبة.

من القدس الجريح، إلى الأردن الذي تنفتح جروحه كلما أثخنت حراب الصهيونية الجراح في فلسطين.

من لبنان الذي ناء تحت أثقال التبعية والطائفية، إلى اليمن المكلوم بتلك الأثقال.

من تونس ثورة الياسمين، إلى جزائر المليون شهيداً، إلى ليبيا التي تجاهد للتحرر من دبابير الميليشيات التي زرعتها أيدي الصهيونية والاستعمار وحركات الإسلام السياسي.

من مصر أم الدنيا، المكبَّلة بأصفاد كامب ديفيد، إلى جماهير دول الخليج العربي التي ترفض التطبيع مع الصهيونية.

من البعث إلى الجماهير اليائسة من الخلاص، يهتف قائلاً: أنا معكم لا تخافوا الموت في المتاريس المنصوبة ضد ناهبيكم وقامعيكم ومحتليكم، لأن الموت بشرف خير من حياة تعيشونها بالذل والمهانة.

من مناضلي البعث، إلى مؤسسيه وشهدائه وقادته الذين رحلوا، يهتفون: (نحن على دربكم لسائرون).

من العيد الماسي للبعث، يُعلن: (لن أكون الأخير في أعياد البعثيين). بل أنا البوابة لأعياد ستأتي بعدي، وما بعد بعدي، حتى تبلغ الأمة العربية بعثها الكامل من جديد.

الجمعة، 8 أبريل 2022

القائد المناضل علي الريح السنهوري في خطاب التأصيل والتجديد/ بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

القائد المناضل علي الريح السنهوري في خطاب التأصيل والتجديد


د ـ فالح حسن شمخي

اطل علينا الرفيق المناضل الأمين العام المساعد  لحزب البعث العربي الاشتراكي  بخطاب تاريخي ، شامل بمناسبة الذكرى ٧٥ لتأسيس حزب الأمة العربية المجيدة حزب البعث العربي الاشتراكي ، كان لهذا الخطاب كما نعتقد الأثر الكبير علينا كاعضاء وجماهير مؤمنة بالبعث فكرا وعقيدة،  ولأن الخطاب يعيد لنا صدق وصراحة ونقاء القادة المؤسسين في زمن تغيرت فيه الكثير من المفاهيم .

، كان خطابا تاريخيا وتحليليا شاملا  يحمل بين طياته المعالجة لحالة التردي والتراجع والخنوع والذل الذي تعيشه الأمة العربية المجيدة والبعض من أبناءها .

يأتي الخطاب والأمة العربية   تمر بمرحلة حاسمة من مراحل  الصراع الوجودي  مع الاعداء الطامعين الذين يطرحون مشاريع كثيرة  تستهدف وجود الامة وفي مقدمة هذه المشاريع ، الشرق الاوسط الجديد ، وصفقة القرن ، والتطبيع مع الكيان الصهيوني ، مشاريع تديرها الدولة العالمية العميقة و التي تمثلها على السطح  الامبريالية والصهيونية ، وبالتعاون مع الفرس والاتراك  والاثيوبيين ، صراع يتصدى ويدافع فيه عن وجود الامة  البعث العظيم ، فهو رأس الرمح والمدافع الحقيقي عن وحدة الأمة ووجودها ودورها الحضاري الانساني الرسالي .

الخطاب  ياتي في الذكرى ٧٥ لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ، و كتعبير حقيقي عن مشاعر وتطلعات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج والتي عانت من حالة تشتت  الافكارها وضبابية الرؤية جراء الاحتلال الاجنبي المباشر وغير المباشر ، الاحتلال المادي والمعنوي والإعلامي .

لنا الحق كعرب وكبعثيين أن نفخر بما جاء بهذا الخطاب ونقول انه خطاب الحكمة ووضوح الرؤية والتاصيل  والثبات على المبادئ و للأسباب التالية : ـ

١- اكد الخطاب  على ثوابت  الامة العربية وتطلعاتها التي حملها حزب البعث العربي الاشتراكي  وناضل من اجلها على مدى ٧٥ عاما  من عمر الحزب من خلال مايلي:

 ١- التاكيد على معنى الرسالة  الخالدة ،  وبان الحزب حزب رسالي .

ب  - اكد على سمات الحزب 

مركزا على السمة الشعبية ، حينما استعرض بشكل عميق وتحليلي الحراك  الشعبي في العراق وسوريا والجزائر والسودان .

٢-  استعرض الخطاب المراحل التاريخية التي مر بها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه إلى يومنا هذا مستعرضا مواقف الحزب والبطولات التي امتاز بها قادة وكوادر الحزب على مستوى الفكر والشهادة على طريق تحقيق اهداف الامة العربية المجيدة .

٣- قدم الخطاب رؤية نقدية للواقع الذي تعيشه الانظمة  العربية وبخاصة في الخليج العربي ، حيث التخبط والضياع والهرولة وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وفي عدم قدرتها على التعاطي مع معطيات الواقع الدولي الجديد للخروج برؤية تخدم مصالح الامة.

٤- لقد وجه الخطاب الأنظار إلى الدور الذي يلعبه الفرس والاتراك والاثيوبيين في المنطقة العربية، بدعم  واتفاق مع مشاريع أمريكا والكيان الصهيوني .

٥- دعى الخطاب الى جبهة عربية جماهيرية واسعة تضم الاحزاب والحركات العربية للعمل على انقاذ الامة مما هي فيه ،حيث  الواقع المرير والمزري على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

 ٦- أكد الخطاب على إن الأمة العربية المجيدة امة حية لا تموت وان البعث باق ومستمر في النضال لتحقيق أهدافه في الوحدة والحرية والاشتراكية ،  وأعاد إلى الأذهان مفهوم الثورة الشعبية التي علينا العمل بموجبها  في العراق وسوريا واليمن والاحواز .

٧-  الخطاب وثيقة تاريخية واضافة فكرية تضاف الى سفر البعث الخالد فعلى كل  بعثي وقومي عربي اصيل  التمعن فيه وتحليل جمله ومفرداته واعتبار ه مصدرا لكل دراسة نظرية يروم البحث فيها . 

حيا الله الرفيق المناضل والمفكر العربي الاصيل علي الريح السنهوري الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي .

الرحمة للقادة المؤسسين

الرحمة لشهداء العروبة والبعث وفي مقدمتهم الشهيد صدام حسين.

الخميس، 7 أبريل 2022

سقوط بغداد وصمة عار على جبين الخونة والعملاء / بقلم أ . د . أَبو لهيب

 

سقوط بغداد وصمة عار على جبين الخونة والعملاء

أ . د . أَبو لهيب

فى التاسع مِنْ نيسان من كل عام  يتذكرألعراقيون والشعوب العربية فاجعة سقوط بغداد على يد مغول العصر أمريكا وأعوانها والخونة والذيول ، وفي مثل هذا اليوم مُنذُ تسعە عشر عاماً إستيقظ ألعراقيون والشعوب العربية على حدث مؤلِم جرح مشاعر عروبتهم وحضارتهم ، فاجعة هزت كبريائهم ومشاعرهم ، هي فاجعة سقوط بغداد ، جراء خيانة يتذكرها الجميع وكأنها حدثت أمس .         

كما أن سقوط بغداد في مشهد مِنْ أَهم ألاحداث ألتي غيرت تأريخ ألمنطقة ألعربية ، فالحقيقة ألواضحة تشير إِلى تعرض وطن ألعربي بِأكمله للخيانة . وبهذا أنهارت بغداد بلاد الرافدين مهد الحضارات الانسانية ومولد الانبياء ، لقد سقطت بغداد وبهذا سقط العراق ، ومنذ ذلك اليوم والعراق يسقط يومياً تارةً جراء الاحتلال الامريكي ، وتارة أخرى جراء الارهاب والطائفية .  

إِنَّ سقوط بغداد كانت فاجعة لا توصف لِأَنها خلفت حالة مِنْ ألذهول والبكاء سيطرعلى كل عربي شريف ، وصرخات الرجال قبل النساء ، والاطفال إِتجهت أَنظارهم تحدق وتراقب عَنْ كثب عبر الفضائيات وشاشات التلفاز لِيشاهدون الحدث المؤلِمْ ، وتداعياته مِنْ عمليات السرقة والنهب واسعة النطاق إِجتاحت البلاد ، وهذا مما يذكرنا بعمليات تدمير مكتبة بغداد ألتي هي أعظم مكتبة اسلامية أثناء الغزو المغولي لعاصمة الخلافة العباسية الاسلامية فى عام ١٢٥٨م .    

لذلك سقوط بغداد مِنْ قبل الجيش الامريكي ( مغول العصر ) وحلفائه وأذنابه والخونة والمارقين ، كانت الخطوة الاولى فى خطة تغير خريطة الشرق الاوسط ألجيوسياسية والتي إكتملت لاحقاً بما عرف بـ ( ثورات الربيع العربي ) التي تعتبر حلقات متسلسلة مِنْ المؤامرات وخطط الغرب لتدمير الامة العربية والاسلامية معاً .                                  

وإِنَّ يوم ٩ / ٤ / ٢٠٠٣ ، يوم أسود فى تاريخ العراق وتعتبر الجريمة النكراء ألتي إرتكبها أمريكا وحلفائها وأذنابها مِنْ الخونة والمؤجرين والعملاء والمارقين ، بغزو واحتلال العراق ، وأِتت بالعملاء والخونة كسلطة تديرالامور وفق مايخدم المحتل مقابل إِطلاق أيديهم للسرقة والفساد ، ومِنْ ثم تسليم ألعراق على طبق مِنْ ذهب إلى إيران وميليشياته .            

وكان سقوط بغداد إيذاناً بِأمساك الامريكيين وأذنابهم وعملائهم بزمام الامور فى مفاصل الدولة العراقية ، ومنذ ذلك اليوم الاسود يعيش العراق فى دوامة العنف والدمار والقتل اليومي على أيدي عصابات السلاح والمخدرات والاثار وتجار البشر ، وشهدت السنوات التالية على الغزو والانقسام العراق طائفياً وبهذا استطاع العدو تحقيق خطته العدوانية وذلك بتمزيق العراق إلى طوائف وقوميات ، كما أن قرار الجلاد الامريكي بول برايمر بأجتثاث ألبعث والبعثيين أدى إلى تشريد خمسة ملايين مِنْ الشعب العراقي بين مهجرين ولاجئين ، عدا ذلك ألانتهاكات البشعة لحقوق الانسان فى سجن أَبو غريب الامريكي فيما عرف بفضيحة أبوغريب ، حيث تم عرض صور مريعة تبين طرق التعذيب للمعتقلين العراقيين وإذلالهم وتصويرهم وتكديسهم عراة مِنْ قبل جنود الغزاة الامريكيين .    

لِذلك فى ذكرى سقوط بغداد نعيد التاكيد على إيماننا بنظرية ألمؤامرة ونحن ضحايا ولا نحتاج لرواية المجرم بول برايمر أو ألمؤجر زلماي خليل زادة أو ألخائن العربي محمد البرادعي ، لمعرفة الخبايا ، وبهذا وبِأستمرار مصائب وفواجع وآلام تدك بغداد دَكَّا منذ تسعة عشر عاماً ولِمَنْ لا يعرف بغداد فإنها عاصمة الاحزان العربية وعاصمة القهر العالمي ، وبهذا الخصوص يقول مصطفى عياش الكبيسي ، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية : أَيها العرب أعيدوا بغداد قبل أَنْ تخسروا مكة والمدينة وهما قبلة المسلمين جمعاء ، وتيقنوا أَنَّ مِنْ دنس بغداد عيونه الشريرة تتحين بكم الفرص كل يوم .              

لذلك نريد دائماً أن تستذكروا العراقيين والعرب جمعاء بِأَنَّ التاسع مِنْ نيسان من كل عام يوماً أسوداً فى تأريخ بلاد الرافدين التي تعاقبت عليها جيوش الغزاة على مدى القرون الماضية ، غير أن بغداد لَمْ تستسلِمْ لِإِرادة الاجنبي وسرعان ماتنفض عنها غبار الاحتلال وتعود حرة أبية وتصبح قبلة العرب برغم مِنْ جراحها ، وذلك بِهمة الاغيار وشباب العراق الثوار ويجعلون اليوم نقطة إنطلاق نحو إسقاط حكم العملاء فى العراق وبدأَ بعصر جديد فى العراق ، عراق الحرية وتقديم حياة سعيدة للشعب العراقي الابي .                                

الرحمة والغفران لشهداء العراق الحر الابي وفي مقدمتهم الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) وولي العصر وشيخ المجاهدين الرفيق الشهيد عزة إِبراهيم الدوري رحمه الله

وبقية الشهداء مِنْ الرفاق المناضلين رحمه الله جميعًا 

خطاب الرفيق المناضل علي الريح السنهوري الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي بمناسبة الذكرى ٧٥ لتأسيس الخزب / ٧ نيسان ٢٠٢٢

خطاب الرفيق المناضل علي الريح السنهوري 

الامين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي 

بمناسبة الذكرى ٧٥ لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي  

٧ نيسان ٢٠٢٢













الثلاثاء، 5 أبريل 2022

الحزب الثوري والنفس أمارة بالسوء / بقلم الدكتور فالح حسن شمخي

الحزب الثوري والنفس الامارة بالسوء 

د- فالح حسن شمخي 



المثل العراقي يقول: (من شب على شيء شاب عليه)، وهناك امثلة كثيرة المقال لايتسع لذكرها ، لكنها معروفة وعلينا التذكير بها ومنها المثل العربي الذي يقول : (اذا شاب المرء شابت معاه خصلتان حب الدنيا وحب المال) .

ماتقدم من الامثال هي مقدمة لموضوع نعتقد بانه مهم جدا لاسيما ونحن نراقب ان البعض من اعضاء الاحزاب الثورية يريدون تغير الكون وهم يتصفون بصفات لا تنسجم مع احلامهم بالتغير ، ومن هذه الصفات الانانية ، وحب الذات ، والتسلط ، والعنجهية ، وبخس حق الاخرين ، والتامر ، يبدو ان هذه الصفات لازمتهم منذ سن مبكرة بسبب الظروف الموضوعية والذاتية التي واكبت تربيتهم البيتية والحزبية ، فهل يستطيع هؤلاء تغير انفسهم والانقلاب على الذات والتخلص من ادران الماضي قبل شروعهم بطرح انفسهم وكأنهم ملائكة هبطت من السماء لتغير العالم؟ 


ان الاخلاص والتضحية لاي فكرة هو الطريق الاقصر الى قلوب الناس ، وان من اولويات الاخلاص للفكرة هو الانقلاب على الذات ، فالذي لايستطيع الانقلاب على الذات لاتستطيع الانقلاب على الواقع وتغيره ، و الانقلاب على الذات كما هو معروف ياتي عبر نضال طويل وشاق ، فمكافحة النفس (اللوامة) ، والنفس(الامارة بالسوء) ، مقدمة للوصول الى النفس(المطمئنة)، الامر ليس بهذه السهولة والتي يعتقد بها هذا البعض ، والنفس المطمئنة هي الطريق لتغير الواقع.

يقول المفكر والمنظر العربي، القائد المؤسس رحمة الله عليه : (ان الذي يتأهب لدخول معركة -التغيير- له صدق الاطفال وصراحتهم ، فهو لايفهم مايسمونه سياسة ، ولا يصدق ان الحق يحتاج الى براقع والقضية العادلة الى تكتم) ،

ويقول ايضا : ( ان الصلابة في الرأي صفة من اجل صفاتهم فلا يقبلون في عقيدتهم هوادة ، ولايعرفون المسايرة ، فاذا رأوا الحق في جهة عادوا من اجله كل الجهات الاخرى ، وبدل من ان يسعوا لارضاء كل الناس اغضبوا كل من يعتقدون بخطئه وفساده ، انهم قساة على انفسهم ، قساة على غيرهم ، اذا اكتشفوا في فكرهم خطأ رجعوا عنه غير هيابين ولا خجلين ، لان غايتهم الحقيقة لا انفسهم ، واذا تبينوا الحق في مكان انكر من اجله الابن اباه وهجر الصديق صديقه)، هل يحتاج هذا القول الواضح الى تفسير او تأويل ؟ انا شخصيا اعتقد بما قاله القائد المؤسس وقبله الله جلت قدرته في كتابه الكريم ، وادعوا الذين يريدون التغير بالعودة الى ماذكر اعلاه ، وان لم يستطيعوا ذلك فعليهم الجلوس في بروجهم العاجية وخوض الحرب الدونكوشوتية وحياكة المؤامرات والعمل على نشر الفرقة والتناحر والمناكفة ، ليعلم هؤلاء ان الواقع والناس واعضاء الحزب الانقياء ، سيتصدون لهم بالمتاح، والذي يتخلف عن التصدي له كالشيطان الاخرس .

الاثنين، 4 أبريل 2022

لِنَجْعَلْ ٧ نیسان نُقْطَة إِنْطِلاق لِتَقْويَةْ أَلْتننْظِيمْ ، وَأَحْيَاءْ أَمَلْ جَدِيدْ في قَلْبْ أَلْأُمّةَ أَلْعَرَبِيَة/ بقلم الدكتور ابو لهيب

لِنَجْعَلْ ٧ نیسان نُقْطَة إِنْطِلاق لِتَقْويَةْ أَلْتننْظِيمْ ،

وَأَحْيَاءْ أَمَلْ جَدِيدْ في قَلْبْ أَلْأُمّةَ أَلْعَرَبِيَة

أَ . د . أَبو لهيب

مع بداية الحرب العالمية الثانية وأجيج نارها، والصراع الدامي بين القوى الاستعمارية ظهرت الحاجة الجماهيرية إلى التنظيم القومي الواحد، والذي يحمل مشروعاً نهضوياً تحررياً، ليقوم بإخراجها من واقع التجزئة والاحتلال والتخلف الاجتماعي الاقتصادي المريع، الذي رزح على صدرها سنين، ليقود نضالها ويحقق آمالها، بعد أن فشلت البرجوازية القطرية من تحقيق مسألة الاستقلال، وإخراج قوات الاحتلال من البلاد العربية، والتصدي للمشروع الصهيوني في فلسطين، الذي بدأت إشارات تحقيقه ظاهرة للعيان، فكانت ولادة حزب البعث العربي الإشتراكي تلبية لتلك الحاجة الماسة للجماهير العربية من جهة، ولإستمرارية النضال القومي من جهة أخرى 

ولدت حركة البعث العربي بعد مخاض  تاريخي طويل لحركة الجماهير العربية التي تصاعدت منذ منتصف القرن التاسع عشر، كانت الحركة تبحث عن الوعاء التنظيمي لطليعتها الثورية، الذي يقودها نحو أهدافها القومية المشروعة.                                                                

بهذه الكلمات الرائعة عبرت حركة البعث في الأيام الأولى لولادتها عن  رؤية معرفية لتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها، وبأنها جاءت لتمثل الروح العربية، التي تجلت في رسالتها الخالدة إلى شعوب العالم التي تشكلت عبر آلاف السنين، و تبنت في مضامينها تطلعات الإنسان نحو المساواة والعدل والإنصاف، ورفض الظلم والاستبداد والاستعباد، وقدمت للإنسانية حضارات مدنية مايزال العالم ينهل من ثمارها إلى يومنا هذا، بدأ من الأبجدية إلى الرياضيات والفلسفة والعلوم إلى الديانات الثلاث التي ظهرت على أرضها .                                       

وعبرت حركة البعث عن نفسها بأنها حركة نضالية جماهيرية تغييرية ساعية لنهضة الأمة العربية، لا تحترف السياسة التي تتميز بالمراوغة والتلاعب على الألفاظ ومشاعر الناس، بل هي حركة صادقة مع نفسها وأهدافها ومع جماهير أمتها، وهي الطليعة النضالية المتقدمة في معارك الأمة لتحقيق مشروعها القومي النهضوي العقلاني الحضاري. لهذا فهي التي تمثل الجيل العربي الناهض لبناء مستقبل أمتها يليق بمكانتها التاريخية الحضارية .                               

وأعلنت الحركة أنها جاءت وفق سياق التاريخ العربي المتحرك الحيّ المرتكز على الأصالة، والمنطلق نحو الحداثة، وأنها تعبر بصدق عن طروحها وأهدافها من خلال سلوكها اليومي والتنظيمي النضالي، بعيداً عن الانتهازية السياسية الدعائية، التي تطرح شعارات جميلة، وتمارس في سلوكها الفساد والتجزئة والقطرية وتكرس الجهل والتخلف والتبعية.‏                   

إن هذه الحركة التي ارتكزت إيديولوجيتها على الروح والمادة حتى تتكامل الرؤية المستقبلية للإنسان العربي الجديد الذي سيساهم في صناعة حضارة العالم الجديد، التي رأى بأنها يجب أن تقوم على هذا الثنائي، حتى لا يكون إنساناً مادياً متوحشاً يدمر العلاقات الإنسانية كلها من أجل مصالحه المادية فقط. ولا روحياً مطلقاً انعزالياً يرفض الناتج المادي الذي ينمو لخدمة الإنسان ورفاهيته.‏

 البعث ليس حزب نظرية كاملة ولا فلسفة معينة، بل انه حزب قومي ايماني يعتبر الرابط بين الاسلام كدين وثورة وبين العروبة كاملة هو اساس تكوينه الفكري، وان نظريته ستتكامل من خلال النضال اليومي وما هذه التجربة التي تكتبوا صفحاتها بفعلكم الحالي الا اغناء ألنظرية الحزب، كنا نرى الاسلام من خلال العروبة واليوم نرى العروبة في الاسلام ، أكد البعث منذ المرحلة التأسيسية- أي قبل الاعلا ن الرسمي عن تأسيسه ان العمق الفكري في فهم العروبة يأتي من خلال الاكتشاف الحقيقي للإسلام، فكانت فلسفة الفكر القومي للبعث تنطلق من أن الإسلام احد أهم مقومات الأمة، وتطور هذا الفهم العميق للاسلام وعلاقته بالعروبة الى ان الامة العربية هي امة الاسلام ، ان اكتشاف القائد المؤسس للعلاقة بين العروبة والاسلام هو الذي ميز المشروع الفكري والبرنامج العملي للبعث العربي الاشتراكي، فابعده عن الفكر القومي الشوفيني المنغلق والمناهض لمبادئ الدين، التي تعتبر البشر متساويا وخيرهم عند الله اتقاهم، وعن الليبرالية الغربية العلمانية الرافضة للدين من خلال الفصل الكامل بين الدين والدولة، وعن الماركسية الشيوعية الكافرة بالدين والتي تعتبر الدين افيون الشعوب، حتى وصل الفهم البعثي للعروبة انها جسد روحه الاسلام لذلك لم يكن غريبا ان يعود الحزب بين الحين والآخر ليؤكد على من منطلقاته الاساسية التي لم تعطى الاهتمام الذي تستحقه، ولم يستخرج منها العبر الكامنة فيها، كالموقف من التراث والاسلام ، يقول القائد المؤسس : (نحن مهددون بأن تحل المادة محل الروح، وأن يحتل الالحاد مكان الايمان، والانفلات محل الاخلاق، اذا لم يعي الشباب مسؤوليته الخطيرة، وهي في أن يعطي المفاهيم الروحية والقيم السامية معناها الحقيقي حتى تعود الروح فتسيطر مرة اخرى على الواقع وتفهمه وتستجيب لضروراته. فاذا ارجع الشباب الى هذه القيم الروحية معانيها الاصيلة الحقيقية أنقذ امته من اخطار العقلية المادية التي تهددنا في أخلاقنا وحيويتنا وحرية فكرنا وأفرادنا، كما تهددنا في قضيتنا القومية)، لقد ظهر البعث في حياة العرب الحديثة، وفي وسط الجمود والجحود والانحلال، حركة ايمان عميق، تستقطب النفوس النقية السليمة.. فنشوء البعث العربي انما هو دليل ساطع على الايمان، وتوكيد للقيم الروحية التي ينبع منها الدين.. وقد دعا البعث العربي الى مفهوم جديد للحياة القومية، والحياة بصورة عامة، قوامه الايمان بالقيم الروحية الانسانية، وبقيمة الروح العربية الاصيلة، ومظهره الانفصال الحاسم عن مفاسد الواقع ومكافحتها في طريق صاعدة شاقة تسير فيها الامة ببطئ وجهد نحو الاتصال بروحها من خلال الصراع الدامي بينها وبين واقعها لذلك لم يبق في مفهوم البعث العربي مجال لأي تدين لايحمل هذا الايمان المثالي.

 والبعث العربي الذي هو حركة روحية ايجابية، لايمكن أن يفترق عن الدين او يصطدم معه، ولكنه يفترق عن الجمود والنفعية والنفاق.. فصفة الايمان، هي التي فرضت عليه الاصطدام بجميع الحركات التي تنكر الايمان، أو تتستر بايمان سطحي زائف ، هي رؤية البعث للاسلام كدين.. وكثورة عظيمة.. وكهزة ايجابية عميقة للروح العربية، للتعبير عن انسانيتها وابداعها.. وكعقيدة ومنهج للامة العربية، لإعادة وحدتها وبعث قيمها وقدراتها، لتواصل واجبها الرباني بدعوة البشرية لفعل الخير وقيم الانسانية ورفض البغي والعدوان وهكذا تبقى منارة البعث عالية، يحرق ضوئها كل قوى الشر والبغي والعدوان، وتنير الطريق للأجيال العربية لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية. ومن أجل بناء وطن عربي واحد يأخذ مكانه في صدارة الأمم المتحضرة.  

هذا هو حزب البعث ، الحزب الذي حاولت قوى الظلام والعدوان بكل قوتها أن تسقطه وتنهيه ، ولكن لم يسقط حزب البعث لان البعث فكرة نابعة مِنْ روح الامة لذلك لَنْ يموت ، ويتجدد بين حين واخرى ، وبدأت طليعة البعث وقادتها الحكيمة بمقاومة الاعداء والمأجورين مِمَنْ باع ضمائرهم وشرفهم لِأَعداء ألأُمة ، ولا تزال ألمقاومة والجهاد مستمرة تحت قيادة حكيمة للحزب ، هذا هو الحزب البعث العربي الاشتراكي الحزب القائد فى كل الدولة العربية ، اليوم شباب البعث يذكرون حزبهم العملاق ألذي أرهب ألعدو فى كل زمان ، ولايزال عدو الحزب يخطط لهم ولكن بفضل قيادته الحكيمة نبقى أقوياء واليوم السابع مِنْ نيسان رمز للتحرر وتجديد الانسان العربي ، نحتفل ونظهر للعالم بأن البعث لايزال شامخاً كشموخ ألجبال ، وصلداً بوجه الاعداء كالفولاذ لا يلين أبداً .

فى هذا اليوم المجيد نعاهد الشهداء و قيادتنا الحكيمة أن نكون مشروع الاستشهاد لاجل بقاء الحزب يكون ألجهاد وألمقاومة مستمرة إِلى تحقيق النصر بِأذن الله ، ودمتم للنضال والرسالة الخالدة .