الأربعاء، 20 مارس 2019

بيان بمناسبة الذكرى السادسة عشر للعدوان الامريكي على البوابة الشرقية للأمة العربية .... مكتب الثقافة والاعلام القومي لحزب البعث العربي الاشتراكي




بيان بمناسبة الذكرى السادسة عشر للعدوان الامريكي
على البوابة الشرقية للأمة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم
}الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا
وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{

تمر علينا، اليوم، الذكرى السادسة عشرة لواحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت على مر التاريخ الانساني وهي بدء الغزو العسكري للعراق البوابة الشرقية للأمة العربية ، الذي قادته الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد بلد وشعب يمتد في جذوره الى عمق التاريخ ، وحكومة وطنية كان كل ذنبها هو انها أرادت ان تحقق سيادة واستقلال بلدها بارادة حرة واعية ، وان تحقق القفزة النوعية بالخروج من دول العالم المتخلف الذي رسمت حدوده الإمبريالية العالمية وحكومتها الخفية.
في مثل هذا اليوم من عام 2003 شنَّت إدارة مجرم الحرب جورج بوش الابن بدفع من اليمين المتصهين وتابعه البريطاني توني بلير، ومن تحالف معهما على الشر والغدر ، حيث شهد العالم جريمة نكراء يندى لها الجبين وبغياب الضمير الإنساني العالمي وذلك بغزوهم العراق ، هذا البلد العظيم بحضارته الضاربة عميقاً في جذور التاريخ الممتدة إلى آلاف السنين، مهد الاديان والرسالات السماوية ، وموطن اول قانون وضعته الانسانية ، واول من علم البشرية الابجدية والعلوم ، ذلك البلد المستقل السيد على أراضيه، العضو المؤسس في هيئة الأمم المتحدة، دون مبرر أو مسوّغ قانوني، وبإجراء منفرد تحدّت فيه واشنطن ولندن كل مبادئ القانون الدولي ومواثيق الشرعية الدولية الرافضة للعدوان.
وإذا كان العراق قد تعرض إلى هذه الجريمة الوحشية التي أسفرت، حتى الآن، عن سقوط أكثر من مليوني شهيد وملايين الجرحى والأسرى والمهجّرين، جراء العمليات العسكرية المباشرة وعمليات الارهاب التي بات هذا القطر العربي ساحتها الكبرى، فإن جرائم العدو الأميركي لم تتوقف عند هذا الحد، فلقد اريد منه ان يكون نقطة تلاقي لمخططين بشعين احدهما ذو بعد عالمي والاخر اقليمي . فقد جعلت وبحسابات مدروسة ومسبقة هذا القطر العربي تجربة ونموذجاً عالمياً للصيغة الجديدة للاستعمار الحديث لدول العالم الثالث عبرما يسمى بالنظام الدولي الجديد سئ الصيت، يتم من خلالها حل الدولة الوطنية وتحطيمها وتفكيك مؤسساتها المدنية والعسكرية واحلال المليشيات والعصابات بدلاً عنها لاستباحة الامن الوطني والسيطرة على الاقتصاد وتحطيم القيم الانسانية وتغيير النسيج المجتمعي وفتح البلاد على اوسع ابوابها للشركات عابرة القارات لاستباحة الموارد ونهبها ، فحوّلت العراق من دولة عربية متطورة ، إلى واحدة من أكثر دول العالم فشلاً وفساداً، حيث سيطرت على مقدّراته المالية الهائلة عصابات إجرامية ممتدة الأذرع إلى خارج الحدود، نهبت المال العام وأفقرت شعب العراق وحوّلت كل معالم الحياة في هذا البلد إلى خراب. آملة من كل ذلك ان تطبق هذا النموذج البشع على كل بلدان العالم الثالث لنهب مواردها وإشاعة الفوضى وتحقيق الهيمنة المطلقة على مقدراتها. ومن جهة اخرى فان غزو العراق كان يخدم المخطط الاقليمي الهادف الى استباحة امن الامة العربية عبر هدم بوابتها الشرقية لتسهيل الاندفاع الى عمق الامة من اجل تحقيق الحلم الصهيوني الكبير الذي كان العراق يقف سداً منيعاً بوجهه . 
وبمواجهة بشاعة الجريمة المرتكبة في العراق من قبل إدارة المجرم بوش الأميركية وتابعتها حكومة بلير البريطانية، فقد تصدى شعب العراق، بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي ومساهمة فصائل المقاومة العراقية الأخرى، لهذا العدوان في مقاومة وطنية باسلة مجيدة التفت حولها وباركتها كل جماهير الامة العربية من المحيط الى الخليج فألحقت بالغزاة أفدح الخسائر، وأثخنت جراحهم، وأجبرتهم على تغيير خططهم مرة بعد أخرى، وصولاً إلى الانسحاب المخزي الذي اضطرَّتهم إليه في نهاية عام 2011، فضلاً عن الاستنزاف الاقتصادي والمالي الذي لحق بدول العدوان وتجاوز مبلغ خمسة تريليونات دولار، والذي من المتوقع أن يتواصل ليزيد من حجم الأزمات الاقتصادية في الولايات المتحدة والاقتصاديات المرتبطة بها.
كما كشفت جريمة غزو العراق زيف إدعاءات إدارتي الشر في واشنطن ولندن بمراعاة مبادئ الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان. إذ ارتكبت قوات الاحتلال أبشع المجازر بحق المدنيين العزّل، وكان لافتضاح جرائم التعذيب في سجن أبي غريب بالعاصمة العراقية، والمعتقلات الأميركية والبريطانية الأخرى، الأثر الأكبر في تعرية وحشية الغزاة وتعطشهم لارتكاب جرائم وحشية قذرة ضد الانسانية.
وقد  ارتكب العملاء الذين تركتهم قوات الغزو ابشع الجرائم الطائفية والعرقية والمناطقية عبر كاتم الصوتً والمفخخات واستمرارا  للمشروع الإجرامي في تدمير معالم الحياة في العراق تحت مفهوم الفوضى الخلاقة ، جاءت المزيد من الجرائم الوحشية التي فاقت ما ارتكبه الغزاة من مجازر وحشية، حيث تم افقار وتهجير الملايين من أبناء الشعب العراقي  وتم قتل المواطنين من كل اطياف الشعب ومحافظاته، وبينهم نحو مائتي ألف من أعضاء حزبنا المجاهد، واعتقال آلاف الأسرى الأحرار ، فضلاً عن اجتثاث مئات الآلاف من المواطنين ومصادرة أملاكهم وحقوقهم التقاعدية، واستهداف كل وطني حر غيور على بلده وشعبه ومستقبل اجياله.  
لكن شعب العراق بحيويته وإيمانه بعدالة قضيته عبّر عن رفض واسع لهذه الممارسات الإجرامية، ومارس حقه في التظاهر والاعتصام السلمي، مطالباً بحقوقه، الا ان السلطات العميلة المتحكمة بشؤونه مارست أقصى درجات العنف والارهاب بحق العراقيين، فعملت على قمع ثوراتهم وانتفاضاتهم، ووجهت نيران آلتها القمعية ضد المعتصمين السلميين، ولم تسلم واحدة من مدن العراق المنتفضة من شماله الى جنوبه من ارتكاب مجازر بحق المتظاهرين الأبرياء.
ولم تتوقف آلة الشر والعدوان عند هذا الحد، بل تم تسليم هذا القطر العربي الذي يمثل البوابة الشرقية للأمة العربية، إلى أشرس أعدائها التاريخيين، حيث استباحت وحوش المشروع الفارسي الطائفي الارهابي العنصري التوسعي العراق، لتجعل منه ميداناً لنشر سمومها الطائفية وتخريب نسيج شعبه، كما جعلت منه قاعدة انطلاق لنشر الارهاب والفوضى في عموم الأقطار العربية، حيث تحول العراق من صمام أمان الأمة ودرعها الحصين إلى مصدر نشر سموم المخدرات والطائفية والارهاب الذي تعمل جارة السوء، إيران، على نشره وتثبيت أركانه في كل أنحاء العراق.
لقد مثّل غزو العراق واحتلاله جريمة تاريخية دمّرت كل معالم الأمن القومي وعوامل توازن الأمة مع أعدائها، حيث ظهر العجز العربي أمام العدو الفارسي واضحاً جلياً، وتبينت، على نحو مفضوح، كل معالم الخلل في النظام الرسمي العربي الذي انكشف قصوره التام عن مواجهة أذرع الشر الايرانية التي تعبث في أمن وسلامة وسيادة ووحدة العديد من أقطارنا العربية، وخصوصاً ما يجري في سوريا ولبنان واليمن والبحرين، وغيرها، فضلاً عن الذي يجري في العراق، من نشر المفاهيم الطائفية وشيوع ثقافة الارهاب وتغيير البنية السكانية وإحلال مجاميع بشرية غريبة في مسعى خبيث واضح لمحو هوية العراق الوطنية والقومية.
وبعد مرور كل هذه السنوات العجاف، وبعد الفشل الذريع الواضح للمشروع الاحتلالي المتمثل بالعملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية والعنصرية، يرى الحزب أن الحل الأمثل لخلاص شعب العراق وتحرره من هذه السلطة الارهابية المجرمة الفاسدة إنما يكون بثورة شعبية تفضي الى قيام حكومة وطنية تعبر عن حقيقة شعب العراق الواحد، وتعيد كتابة دستور جديد للبلاد مبني على اسس رصينة لتنظم شؤونه، وحكومة تنتصرلشعبها  وتاخذ بيده الى مايحقق السيادة والكرامة والامن والامان لمواطنيه ، وعلى الدول التي ساهمت بالعدوان على العراق ان تصحوا ضمائر شعوبها لمعاقبة المجرمين والدفع باتجاه حث الحكومات الحالية على الاعتذار من العراق وشعبه والمساهمة في خلاصه من الاحتلال الاستيطاني الفارسي ليواصل دوره الوطني والقومي بما يليق به وبامكانياته العظيمة .
وفي هذه المناسبة نعاهد القائد المجاهد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الاعلى للجهاد والتحرير (حفظه الله ورعاه )، على المضي قدما تحت رايته حتى تحقيق النصرالمؤزر.
المجد للعراق العظيم الصامد المثابر  .
الرحمة والخلود لشهداء العراق والامة العربية والبعث العظيم .



  مكتب الثقافة والاعلام القومي
19/ آذار 2019

الانتفاضة الجزائرية تتقدم بثقة نحو أهدافها المنشودة.....بقلم الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي



الانتفاضة الجزائرية تتقدم بثقة نحو أهدافها المنشودة.


أ. د. عبد الكاظم العبودي

 تتقدم مسيرة ومطالب الحراك الشعبي في الجزائر بخطوات واثقة ؛ مؤمنة بقدرتها على التغيير السلمي الذي ينشده الشعب الجزائري. وصارت مسيرات الحراك الشعبي تتجذر في عمقها واتساعها، تتبناها أغلب القطاعات الشعبية، انضمت إليها أبرز النخب الوطنية، ومن كل الفئات والطبقات الاجتماعية .
 تجلت قوتها المتصاعدة في تحدي الكثير من الصعاب خلال أيام الأسابيع الثلاث الأخيرة، متجسدة بالخروج الجماعي والمكثف للمواطنين، ولساعات طويلة، شملت كل قرية ومدينة وولاية جزائرية من أقصى الساحل شمالا حتى تخوم البوادي والصحراء العميقة
 . وعلى مدى أيام الأسبوع، ومن دون توقف،استمرت المسيرات والتظاهرات والتجمعات الشعبية، وليست مقتصرة في أيام الجمعة فقط، كما يظن البعض؛ فما بين كل جمعة وأخرى، تخصصت التظاهرات وتنوعت وتجمعت بشكل طوعي وتلقائي وهادئ وسلمي، حتى بلغت في الوصول إلى مستوى التنظيم المليوني، في عديد المدن الجزائرية، وأذهلت العالم في حسن تسييرها والسيطرة على الحشود والالتزام الصارم في ضبطها. كما غطت المسيرات كل أركان وشوارع الجزائر بكل محافظاتها وولاياتها الكبرى وخاصة العاصمة الجزائرية.
 تظاهرت القطاعات المهنية والنقابات الحرة والمجموعات غير المنخرطة في هياكل تنظيمية، جنبا إلى جنب مع مجموعات النخب العلمية والأكاديمية، وخرجت مجموعات هامة من الجزائريين في مظاهرات قطاعية ومهنية،  كلها كانت ترفع لافتات مطلبية باتت واضحة ومحددة الأهداف.  بدأت أولا تدعو إلى رفض العهدة الرئاسية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة؛ ثم بدأت ترفع مطالبها تدريجيا للوصول إلى سقف المطالب، بتغيير النظام، حيث أجمعت في انطلاقتها الأولى على رحيل النظام، بشخص الرئيس ومجموعته ومقربيه، وتداعت المطالب حتى إلى مطلب تغيير النظام برمته،  ومنها  ما دعت إلى مكافحة الفساد الإداري والمالي.
 إن أهم ما يطرح وسط هذا الزلزال الجماهيري الكبير هو التمسك بحماية وحدة واستقلال ومستقبل الجزائر ورفض التدخل الخارجي بأي شكل كان، ومن أية جهة كانت، حتى أن جولة وزير الخارجية ونائب رئيس الحكومة الجديدة رمطان عمامرة إلى عدد من الدول الأوربية وروسيا وتوجه الأخضر إبراهيمي الى الصين، رفضت شعبيا واتهمت النظام والوزير عمامرة بمحاولات تدويل الأزمة الجزائرية.وهو ما يرفضه الحراك الشعبي بالمطلق.
ظلت المطالب تشدد على الحرص على المحافظة على مؤسسات الدولة وحمايتها من التخريب الذي قد ينالها ، كما حدث في بلدان الربيع العربي وتجاربها المرة، دعت التظاهرات إلى الاحتراس الشديد ورصد  الأخطاء ، والحفاظ على السلم الاجتماعي، والتصدي لأي تدخل دولي في الشأن الجزائري ، ورصد الدعوات المشبوهة المطبوخة في الغرف السوداء ويروجها الذباب الالكتروني المشبوه لدفع الشارع إلى الصدامات الداخلية، وبدوافع مغرضة يروج لها البعض داخل الحراك، ويحاول استغلالها ، داخليا كان أم خارجا .
وقد تم تحييد قوى الأمن والشرطة التعامل الطيب مع الشارع، وهي قد قابلته بالمثل،  وكان التخوف سائدا لدى قطاعات شعبية واسعة من جهاز الدولة العميقة، فتبنت الجماهير خيار سلمية المظاهرات وعززت حميميتها المتآخية بين الجميع في الشارع والمؤسسات .
 كما حرصت المؤسسة العسكرية الوطنية على تجنب اللجوء إلى استغلال الأوضاع المضطربة في البلاد، فتحاشت الدفع بأجنحتها إلى استغلال فرص الانقلاب العسكري، التي دعا إليها البعض؛ ولكي تتفادى أخطار التدخلات الأجنبية ، وخاصة الفرنسية منها، والأمريكية والغربية،  وتدخلات بعض الدول الخليجية من خلال بث إعلامها الخبيث، الذي يوحي بدعم بعض أركان وإطراف من السلطة والنظام.
 أغلب الشعارات يتم إقرارها وصياغتها والتعبير عنها بكلمات شعبية، بسيطة وواضحة المقاصد؛ وباللهجات الجزائرية الدارجة، ومنها ما سمعت وهي مطعمة بكلمات وعبارات بالفرنسية، وقد تجاوب الجمهور معها ورددها الشباب خاصة، طالما أنها كانت صادقة ونابعة من تراث والحان وغناء الفولكلور الشعبي الجزائري؛ كما طعمتها أهازيج والحان وهتافات أنصار الفرق الرياضية الجزائرية المعروفة في الملاعب، ويتم ترويج الشعارات عبر الهتافات، لحنا وصوتيا ونقلها عبر وسائط التواصل الاجتماعي لتصل إلى أسماع وجمهور واسع في بقية المدن الأخرى، وحتى إلى الجاليات الجزائرية في الخارج .
يظل القاسم المشترك الأعظم لكل جمهور الانتفاضة  والحراك الشعبي هو التركيز على وحدة الصف الوطني واعتبار حضور العلم الجزائري رمزا للوحدة الوطنية، والتمسك بتراث وثوابت ثورة نوفمبر 1954 والاعتزاز بأسماء الشهداء وتاريخ الثورة، في بلد المليون ونصف المليون شهيد والافتخار بمآثر الجزائر الثورية والموقف من جرائم وتاريخ احتلال فرنسا المخزي في الجزائر طوال 132 عاما .
تمكن إعلام الانتفاضة  بصبر وإرادة وفعالية واستمرارية من كسر أطواق الحصار الإعلامي الدولي وحتى المحلي، واختراقه بكل وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أوصل جمهور الانتفاضة صوته وصورته البهية الناصعة إلى كل دول العالم؛ وبصورة شفافة وجميلة، جمعت تعاطفا واحتراما عالميا للشعب الجزائري ،  فمن خلال صفحات الفيسبوك والنقل المباشر للمسيرات عبر الفيسبوك تم تسجيل وتوثيق ورصد ونقل كل أخبار الأحداث في كل المسيرات وبكل المدن، ويوما بيوم، ولحظة بلحظة ، حملتها صور وتسجيلات الهواتف النقالة والكاميرات التلفزية الخاصة والعامة.
تشكلت خلايا إعلام الانتفاضة والحراك الشعبي، عفويا وتلقائيا، مستندة على جهد وعمل ومواظبة مجموعات شبابية ،غير منتظمة بإدارة أو تنظيم مركزي يوجهها، لكنها بدت أنها كانت متعلمة ومتمكنة من استخدام الانترنيت وتقنيات التواصل، وهي تعمل دون مقابل،  متطوعة، وعلى مدار 24/24  ساعة.
يشترك فيها ويغذيها فنانون وشعراء وكتاب وإعلاميون جزائريون، منهم عملوا بأسمائهم الصريحة، كي يكسروا حاجز الخوف والتردد. وقد أنتجوا الكثير من المقاطع الصوتية البصرية وأفلام الفيديو، التي تتسم بالسخرية من النظام ونقده اللاذع، وتعرية بعض الأسماء والشخصيات، التي وصفت بالفاسدة، ووزعت تلك
الشعارات المكتوبة تمت صياغتها بذكاء جزائري مبدع فعلا، وتناقلها الشباب بحضور فردي وجماعي لافت للنظر.
 تواجدت واستمرت المظاهرات والمسيرات على مستوى المؤسسات وفي الشارع وفي مراكز المدن وخاصة أمام مقرات الولايات والسلطات المحلية والإدارية والمؤسسات ذات الصلة بالتظاهر، كالمحاكم والمجلس الدستوري ومؤسسة التلفزيون الحكومي ومقرات المراكز الإعلامية الخاصة، لدعوتها الى المشاركة.
ضمت التظاهرات يوما بعد يوم شخصيات جزائرية متميزة، وقادة رأي، ونخب علمية وأكاديمية وسياسية وكوادر معروفة ومحترمة، شكلت بمجموعها هنا وهناك نخبة وطنية رصينة، رافضة للنظام السياسي القائم وللحكومة، ضمت أعدادا كبيرة، حرصت على الظهور العلني ونقلت مشاهد ومواقف حضورها ومشاركتها على صفحات الفيسبوك، حتى بلغت بتعدادها عشرات الألوف، غالبيتهم من أعضاء نقابات المحامين والقضاة وأساتذة التعليم العالي والأطباء ومساعديهم والإعلاميين، وكثير من المستقلين من الرجال والنساء، وربات البيوت وبعض من نشطاء منظمات المجتمع المدني، ومن مختلف الأجيال.
 كما انضمت إلى الحراك المدني الشعبي قطاعات شبه حكومية، ومنها قوى أمنية ، لم يمنعها ارتداء بزاتها الرسمية من النزول إلى الحراك ، مثل مصالح الحماية المدنية؛ والجمارك، كما انضم إليها أفراد من عناصر الشرطة والأمن العسكري، وكم كان المشهد رائعا وجميلا، عندما يحتفل الجميع بكل نهاية مسيرة أو تظاهرة، بالمصافحة، وبالقبل وتبادل الورود وتقاسم الخبز أو التمر أو الحليب وقناني المياه.
وهكذا باتت كل مسيرة ولها طقوس جميلة يصنعها جمهور أغلبه من الشباب يعد نفسه يوما بعد يوم ببلوغ وتحقيق هدف نجاح وسلمية التظاهرات رغم كثافة حشودها،كان الحرص على نظافة شوارع وأماكن التظاهر والمسيرات أن يعكس الجانب الحضاري بمبادرة الشباب على تنظيف تلك الأماكن.
لقد تراجع تماما ذلك الخوف والرهبة من السلطة، وسار الناس بثقة في تظاهراتهم، مستبعدين  حدوث العنف أو احتماله في كل مسيرة، وفي كل أرجاء البلاد وخارجها. ووصل الأمر هالى أن كل فئات السكان التي ضمت عمال وفلاحين وكسبة وبطالين ومهنيين وربات بيوت، وحتى العجزة ومن فئات مقعدة من ذوي الاحتياجات الخاصة تماهت بينهم كل الحواجز الفئوية والطبقية والثقافية والمستويات العليمية بوحدة شعبية تبشر بالخير للجزائر.
 كما انضم إلى يوميات الحراك، المعلمون وأساتذة الثانويات ومدربي المراكز المهنية والحرفيين، وتبعهم في كل حالة ألوف من تلاميذ الثانويات، وحتى بعض المدارس الابتدائية، بحراسة من معلميهم والمشرفين عليهم ، كما شاركت قطاعات عمالية هامة، منها تمردت على موقف النقابات المركزية التي عارضت بعضها الحراك، وظهرت نقابات مستقلة ، بوزن كبي في فعاليات الحراك، ومنها دعت إلى إضرابات في مؤسسات مهمة، تشكل عصب الاقتصاد الجزائري كشركة النفط الوطنية ،سوناطراك وبعض المؤسسات النفطية والغازية، وفي مؤسسات صناعة السيارات والغاز والطاقة ومعمل الصلب في الحجار بعنابة، فنظمت بعض النقابات إضرابات رمزية، قطعت فيها تواصل إنتاج البترول والغاز لبضع ساعات، وهي بمثابة إنذارات بالتصعيد القادم، إن لم تلبى المطالب الشعبية للحراك.
كما رفضت الجماهير بشكل واسع دعوات اللجوء إلى الإضراب العام والعصيان المدني،  طالما إن الحراك الشعبي، من خلال مسيراته السلمية المتواصلة، يتقدم بخطى واثقة نحو فرض قوته وإرادته ويجبر السلطة على الاستماع لمطالبه المشروعة.
 وهنالك قطاعات عمالية تهدد ألان بإيقاف نشاط المطارات والموانئ والنقل العمومي، إن اقتضى الأمر لذلك، بعد استنزاف فرص الحوار مع السلطة. وكلها ملامح حالة لتبلور وعي شعبي ناضج ومتحضر وينتظم يوما بعد يوم في هيئات قيد التأسيس وإعادة الهيكلة.
حذر الناس ومن جميع القطاعات يتركز على منع محاولات التلاعب بالحراك أو حرفه أو استغلاله لأية جهة أو جماعة، والحذر أيضا من التفاف السلطة على المطالب الشعبية أو تمييعها ، وكسب الوقت، وهي في حالة تراجع واضح ، مشتتة الجبهات بمواجهة حراك شعبي موحد .
 وثوقية الوعي لدى نشطاء الحراك تتعزز، وتتسلح يوما بعد يوم، وصارت واثقة بنفسها وبجمهورها أكثر وبإمكانية صدها لكل المناورات والمحاولات لإجهاض تصاعد الحراك ومنعه من تحقيق أهدافه المنشودة ، وهي تتقدم بأفكار ورؤى عدة وتقدم مبادرات عبر قنوات حوار وطني مطلوب تفعيله، رغم انتظار الوقت الذي بات بطيئا، نظرا لحساسية الشارع وقلقه  وخوفه من المجهول.
يشكل موقف الجيش الوطني الشعبي الجزائري حالة الأمل الضامن للحياد بين الجميع، وللحفاظ على مكتسبات الشعب والدولة الجزائرية، وصيانة وحدة الشعب الجزائري، وعدم التفريط بالأمن والسلم المطلوب. وقد حرصت المؤسسة العسكرية على إرسال رسائل مطمئنة لهذه الملايين المنتفضة في الشارع. يؤكد ذلك  عديد التصريحات المنسوبة للجيش، ووعده كحامي استقلال الجزائر، وتمسكه الصارم بعدم الانحياز لطرف ضد طرف آخر. ويتعزز ذلك الأمل يوما بعد يوم إلى ميل الجيش نحو جهة الشعب الذي رفع شعار الإخوة مع الجيش والشرطة والدرك والقوى الأمنية من خلال هتاف الحراك الشعبي الهادر : ( خاوه......خاوه )، أي شعار الإخوة بين المدني والعسكري، كما تمت مقاطعة دعوات رئاسة الحكومة الجديدة برئاسة بدوي ونائبه رمطان عمامرة، ورفضت قطاعات وشخصيات هامة  الحوار مع ممثلي الحكومة الجديدة ؛ وأفشلت اغلب القوى السياسية والاجتماعية مهمة السفير ووزير الخارجية الأسبق الأخضر ابرهيمي في محاولة إشرافه وتكليفه من قبل الرئيس  تنظيم "الندوة الوطنية" التي وردت كوعد من الرئيس بوتفليقة بتنظيم الحوار بين كل الإطراف، وقد برر المقاطعون للحوار مع الحكومة والرافضون للندوة الوطنية الموعودة أنها لا تعدو مجرد وعود من بطانة النظام، ومن الرئيس المغيب، والذي ستنتهي رئاسته في 28 نيسان/ افريل 2019 ، حيث تسعى الحكومة وعصب النظام الحاكم، بكل الوسائل، المماطلة وكسب الوقت.
 ورغم استقالة حكومة احمد أويحيى قد أقيلت رسميا وجرى تكليف تشكيل حكومة بدوي ـ عمامرة  التي  لم تتشكل وتعلن بعد،  إلا أن الملاحظ أن الطاقم الحكومي المستقيل بحكومة احمد اويحيى لازال يداوم في الوزارات. ومن الوزراء المقالين لازال هناك من يصدر التعيينات ويجري التنقلات والإعفاء لموظفيه وحسب هواه، استثمار  لربع الساعة الأخيرة من بقية فترة  استيزاره.
كل الأمور تتعفن على وضع المستوى الحكومي والبرلمان بغرفتيه، الذي ينتظر الحل،  وينعكس ذلك الوضع من خلال إعلان العديد من الاستقالات في قيادة ونشطاء الحزبين الحاكمين الرئيسيين ، حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي. وهاهم  يفاجئون الشعب الجزائري اليوم صباح الأربعاء 20 مارس/ آذار 2019  وعبر تصريحات متلفزة للمنسق المؤقت لحزب جبهة التحرير بوشارب واحمد اويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، وهما يعلنان، كل على انفراد، في ندواتهم الحزبية الدعوة الى التحاق أحزابهما بالحراك الشعبي.
كل التوقعات تشير إلى تجاوز التظاهرة الرابعة المتوقعة في يوم 22 مارس/ آذار 2019 المقبل عتبة تعداد 28 مليون مشارك، تنتظم داخل وخارج الجزائر، وهي بمثابة استفتاء شعبي يزكي المطالب الشعبية ويدفع الحراك بخطوات واثقة نحو تغيير هام في الجزائر، اختارته أغلبية فئات الشعب الجزائري وأسهمت في صنعه وصياغة مطالبه جموع الحراك الشعبي.


الأربعاء، 13 مارس 2019

الكم والكيف.... بقلم الدكتور فالح حسن شمخي



الكم والكيف



الدكتورفالح حسن شمخي

الاخوة والأصدقاء والرفاق الأعزاء

تحية وبعد ....

كثيرة هي الأسئلة التي تترك النتائج التي تحققت في مؤتمر واشنطن يوم 13/3/2019 والحضور النخبوي السياسي من الجانبين الامريكي والعراقي والذي يهدف إلى هدف محدد  والسؤال كم كان عدد الحضور ونحن نرد بنفس السؤال كم كان عدد الحضور  في مؤتمر لندن التآمر ي الذي حضره العملاء بقيادة  زلماي خليل زادة والذي قاد إلى غزو العراق عام 2003  ؟

تعودنا في متابعة المسلسلات التركية والافلام الهندية على نمط معين وبقى هذا النمط راسخ في عقولنا على أن  هذه المسلسلات والافلام هي مقياس النجاح وهذا خطأ لأن مقياس النجاح هو مايقدمه المسلسل أو الفلم من معنى الأساسي يفيد المتفرج وقياس  بالقيم الفنية المتعارف عليها فنيا لذا يحكم النقاد المتخصصين في الفن على فلم ما وفق معايير معينة ولايستندون إلى عدد المشاهدين في فوزه هذا الفلم أو ذاك .

يبدو أننا وللأسف بحاجة إلى أن نقف أنفسنا  في مجال العمل السياسي أن الكم ليس هو المهم فالنوع الذي يسمى الكيف هو الأساس والحكم على أي مؤتمر أو اجتماع بالنتائج وليس بالعدد ونوع الأكل الذي يقدم.
فالعميل عمار الحكيم مثلا يجمع حشدا جماهيريا من خلال توزيع السمك أو مبلغ نقدي فئة خمسة وعشرون دينار وغيره يفعل ذلك  هل هذا نجاح بريكم ؟

من خلال الأسئلة تذكرت نفسي وانا أحضر مؤتمرات علمية في السويد وكنت قادم جديد من العراق كنت اركز على عدد الحضور لكني مع الأيام عرفت ان مايقدم في الاجتماعات والمؤتمرات من سمنار هو أهم من الحضور .

النجاح حليفنا...... بقلم الدكتور فالح حسن شمخي



النجاح حليفنا



الدكتورفالح حسن شمخي

عقد مؤتمر 13/3/2019 في مدينة واشنطن الأمريكية بحضور 100 شخصية من الكغاءات والنخب العراقية والأمريكية والرسالة التي كنا نبغي ايصالها وصلت إلى المشرع الأمريكي فالمؤتمر حقق أهدافه ومع تحقيق الأهداف  رفع العلم العراقي بنجوم الثلاث بمصاحبة أنشودت منصورة يابغداد كدلالة رمزية لهذا الحدث .

القى رئيس الحزب الجمهوري الأمريكي الحاكم  وممثل وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكية كلمات لها دلالاتها كذلك ألقيت كلمة مجاهدين خلق وكلمة الاحوازين وكلمات الهيئة المشرفة على المؤتمر وكلمات عدد كبير من ابناء العراق المسجلة والتي   بثت تلفزيونيا لانها وصلت من خارج امريكا كما وقدمت أربعة  دراسات قيمة سياسية واجتماعية واقتصادية ، يعكف المجتمعين على مناقشتها ومن ثم إيصالها إلى مراكز البحوث والدراسات الأمريكية.

 المؤتمر نجح ودليل نجاحه في فشل العملاء في أمريكا  بمنع انعقاد المؤتمر ووقفت شلة من المأجورين خارج القاعة وكذلك  فشل التهكير على حسابات رفاقنا في الإعلام البعثي الأصيل  ومنها حساب الأخ سيروان بابان وحساب الأخ  مصطفى كامل لكن التسجيل داخل  المؤتمر مستمر وسيصل كل شيء تباعا  .

ملاحظة : العدد 100 كثير لاسيما في مثل هذه المؤتمرات التي يحضرها أصحاب الكفاءات فلا يقارن البعض بين هكذا مؤتمر وتجمعات الحشد الجماهيري ، نحن بصدد مناقشة موضوع وإيصال رسالة ولسنا بحاجة إلى هتافات وشعارات .

الثلاثاء، 5 مارس 2019

ماذا لو كنت ناجي صبري الحديثي؟.....بقلم الدكتور فالح حسن شمخي




ماذا لو كنت ناجي صبري الحديثي؟



الدكتور فالح حسن شمخي

الدكتور ناجي صبري الحديثي غني عن التعريف عراقيا وعربيا وعالميا لانه تسنم منصبه كوزير خارجية لجمهورية العراق في احلك الظروف قبل احتلال أمريكا وإيران للعراق ، كان ولازال رجلا هادئ الطبع مثقفا له كاريزما وكما يقال (هيبة ) اذا ماقورن بوزراء خارجية العراق بعد الاحتلال .

قد لايعرف البعض من أبناء العراق تاريخ الرجل النضالي وتاريخ عائلته البعثية ، لذا نتوجه لمن في قلوبهم حقد وغل ويشعرون بالحسد والغير من التزامه بالمبادئ والنضال من اجل العراق أرضا وشعبنا وحزبا وتساميه عن الشخصي من اجل العام  فهو قام بواجبه عندما كان وزيرا ويقوم بواجبه الان وهو مجتث استنادا الى قانون بريمر سيّء الصيت وقد صادرت حكومة المنطقة الغبراء حتى بيته في العراق .

نعود الى السؤال ماذا لو كنت الدكتور ناجي صبري الحديثي ؟

لطلبت اللجوء في الخارج كما فعل حامد الجبوري والشاوي قبل الاحتلال او قمت بما قام به  تايه عبد الكريم وجبار محسن بعد الاحتلال  او صمت كما  صمت الآخرين .
فما الذي جعله يصمد امام المغريات ويستمر بالنضال الشاق والطويل .

يقال ان الشجرة المثمرة يرميها الصبيان بحجر ، هذا مثل عربي واستنادا الى هذا المثل العربي بدا الصبيان بمهاجمة الدكتور الحديثي استنادا إلى نشاطه الأخير والمعلوم للجميع ، الذين هجموا الدكتور وتوجهاته ، أحدهم جندي فرار هرب  من العراق ١٩٩٣ ويعيش في لندن منذ ذلك الحين  والآخر شيوعي خرف والثالث والثالث  لايعرف الخجل لأنه لايعرف المثل الذي يقول اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر.

الخرف والزهايمر ......بقلم الدكتور فالح حسن شمخي



الخرف والزهايمر



الدكتور فالح حسن شمخي

يختلف الخرف كمرض عن الزهايمر لكنهما يجتمعان في صفة واحدة وهي إصابتهما لكبار السن  وللذين في قلوبهم مرض وغل وحقد .
 هذان المرضان معروفان ولا داعي للخجل من الإصابة بهما كما هو الحال مع مرض نقص المناعة ، لكن تحول البعض من الذين اصابتهم هذه الأمراض الى مهاجمة الآخرين بطريقة فجة لاتنسجم مع التقاليد والاعراف والاخلاق التي اتسمت بها الأديان التوحيدية والأحزاب الثورية  فالامر فيه اكثر من علامة استفهام ويمثل طامة كبرى فبدل من احترام أنفسهم وتاريخهم الحزبي والعسكري ينحدرون الى الدرك الأسفل في مهاجمة الآخرين.

مع التطور الذي حدث لوسائل الاتصال الحديثة وبالذات تويتر والفيس بوك بدأ البعض من الذين اصابهم الخوف والزهايمر التكشير عن أنيابهم وأصابهم السعار ولأسباب معرفة منها الحسرة على الماضي والحقد على من نجح في الماضي ومستمر بنجاحه وبهمة عالية في الحاضر ويتطلع لمستقبل أفضل ومنها أسباب نضع عليها علامة استفهام كبير .

فيخرج علينا مخرف ما  ليهاجم اشرف وانبل وأشجع شيخ عرفه عصر الأمة العربية المجيدة  ولأنه خرف يعتذر عن هجومه في آليوم الثاني    والمثل العراقي يقول (جاء يكحلها عماها) .

ويخرج علينا من اصابه الزهايمر وقد نسى  وتناسى من هو ابن العراق العربي الأصيل وابن العائلة البعثية المناضلة الدكتور ناجي صبري الحديثي اخر وزراء خارجية النظام الوطني ويكتب موضوع اقل مايقال عنه ساذج.

 ان ماكتبته ياسيد سعد لايسيء الى الدكتور الحديثي لانه باسق وأبناء العراق يعرفونه ولكن الكتابة تسيء إليك والى ماضيك وحاضرك ومستقبلك لانها كتابة غير مترابطة لايحكمها اَي منطق ولاعقل ولأنها معروفة الأهداف والمقاصد وناتجة عن زهايمر ممزوج بالخرف.

ادعو من الله ان يجنبنا هذه الأمراض وان يلطف بالمصابين واتمنى عليهم ان يتركوا الشأن العام لمن هو اكثر جدارة وكفاءة منهم لاسيما وهم كانوا ضباط في الجيش العراقي ايّام النظام الوطني.

مؤتمر واشنطن يوم ١٣ آذار ٢٠١٩ شجاعة بعثية تقترن بالحكمة ونبوغ الخبرة السياسية.........الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس أكاديمي عربي من العراق


مؤتمر واشنطن يوم ١٣ آذار ٢٠١٩ شجاعة بعثية
تقترن بالحكمة ونبوغ الخبرة السياسية




الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عربي من العراق

تقاس قوة الأفعال والأحداث كالندوات والمؤتمرات والاجتماعات المختلفة بردود الأفعال التي تصدر عن المقررات والتوصيات التي يتضمنها عادة البيان الختامي الصادر عنها، غير أن مؤتمر واشنطن المزمع عقدة في العاصمة الأمريكية يوم 13-03- 2019 قد خرج عن هذا السياق المتعارف عليه وأخذ شطرا مهما من ردود الأفعال قبل انعقاده فضلا عن التكهنات والتدخلات غير الحميدة والمؤامرات التي حيكت بدءا من المنطقة الخضراء إلى مشيغان حيث توجد جالية عراقية مهمة تحتوي العديد من الجغرافية الحزبية العراقية، ومن خلال امتدادات خبيثه للمليشيات الفارسية ومن ثم وصولا إلى العاصمة السياسية واشنطن.

تفنن المتربصون بالمؤتمر بأنواع الأنشطة المعادية له من بينها إصدار بيانات تتضمن انشقاقات ومواعيد بديلة ومتداخلة وخلط للمواعيد بقصد خلط الهويات التي نتجت عن الأنشطة المعادية للمؤتمر والتي رسمت لتفتيت الجهد وتشتيته وبعض تلك البيانات صيغت بخبث والتباس مغمس بتذاكي مفضوح، وتضمنت الأنشطة المحمومة أيضا تناول بعض الشخصيات الوطنية التي تتولى مهمات الإعداد للمؤتمر بالنقد والتجريح والتسقيط والتهميش والتشهير وبخس الشخصية والطعن اللئيم.

لم كل هذا الضجيج والصراخ ضد مؤتمر يقيمه عراقيون مقيمون في أمريكا تحت يافطات عريضة هي إنقاذ العراق من الاحتلال الإيراني ومن إجرام المليشيات الفارسية وفساد العملية السياسية وإجرامها وتضييعها لثروات العراق وتفريطها بسيادته وتجويعها لشعبه؟

بوسعنا أن نقول إن ردود الأفعال المسبقة على المؤتمر واللغو الإعلامي ضده قد خرج عن كل الأطر والسياقات المألوفة، وهذا يدل بوضوح تام على أن عقد المؤتمر فيه خطرا حقيقيا على السائد في العراق منذ عام 2003 وفزة مصحوبة برعب وافتجاع للأرواح المجرمة التي ظنت أن حزب البعث ومعه كل أحرار العراق ومن خلفهم شعب العراق وكل نجباء الأمة والإنسانية قد هلك وانتهى، فضلا عن ارتعاش وارتجاف وارتهاب لأرباب الخيانة والعمالة الفاسدين القتلة لأنهم ظنوا أن البعث لن يتمكن من اقتحام أسوار العداء الأمريكي ولن يجد منفذا عبر الجدران السميكة للحصار السياسي والإعلامي المفروض عليه ظلما وعدوانا.

نعم.. لقد فزّت الأجساد التي تراكم حولها ثقل السمنة وانغلاق العقل وتصورت خاطئة أن أطنان الممارسات الإعلامية والسياسية والإجرامية التي كفرت البعث وجرمته وشيطنته وبشّعت وجهه الأبيض الناصع ولوثت سمعته النقية كنقاء ماء المطر قد كانت كافية لفناء البعث ودفن عقيدته وفكره ورجاله، فجاء المؤتمر ليقرع في الآذان الموقورة أجراس البسالة والإقدام والبطولة والحكمة ونتائج الصبر واستغاثات دماء الشهداء والأرامل والأيتام والمغيبين في سراديب الاعتقال الوحشية التي ظلت لستة عشر عاما تصل تربة العراق بأركان العرش الرباني المقدس بنسغ لا ينقطع.

لقد غرق الواهمون في سبات وهمهم وركنوا إلى مظاهر غطت الواقع نتجت عن جرائمهم بقتل وتهجير واعتقال وإغراق البعث تنظيما وفكرا بالإعلام المبغض الثأري المريض حتى خيل لهم أن البعثيين الذين هاجروا بعقيدتهم وأرواحهم ودينهم وعوائلهم ولقمة عيشهم قد غادروا البعث وهجروه، وهذا التفكير العليل ناتج عن إسقاط نفسي للخونة والعملاء مفاده أن غياب وسلب الوظيفة والراتب التقاعدي والوطن والأهل والعشيرة سيجعل البعثيين يهجرون حزبهم ومن يعيش منهم في أمريكا أو أوروبا أو غيرها ينسى حزبه وعقيدته ووطنه.

فمفاجأة مؤتمر مشيغان وواشنطن الذي سينعقد يوم 13آذار- مارس 2019 في جزء مهم منها تقع تحت هذا التوصيف.
لقد توهم الواهمون.. غير أن حقيقة البعثيين الرساليين الأحرار الأوفياء أنهم أهل وطن وأمة وقضية لا تفنى أبدا أينما عاشوا ورغم كل ما يحل بهم من كوارث.

إنهم أقمار لا تحيد عن ديدنها وشموس لا تنقطع إشعاعاتها، لذلك ظلوا يترقبون ساحات أمريكا وأوروبا وكل العالم ويدرسون بعناية نفاذ إعلامهم الثائر المقاوم المضاد فيها مثلما يرقبون انعكاسات الفشل الكارثي للاحتلال الأمريكي للعراق ووقوع أمريكا في فخ الاستغلال والتغول الفارسي الناتج عن أخطاء استراتيجية وقعت بها أمريكا سواء في قرار الغزو والاحتلال أو في قرارات التعاقد والشراكة مع إيران وأعوانها..

ظلت عيون الصقور مفتوحة وهي تحلق في فضاء الجهاد والنضال ثم انقضت فور انفتاح أول باب وفور ظهور أول علامات التصدع في موقف الإدارة الأمريكية التي أعلنها ترامب واعترف فيها سواء من حيث خطأ قرار الغزو مرة ومن حيث تهالك نتائج الغزو والاحتلال مرة أخرى.

انقض صقور البعث وهم نخب أكاديمية وإدارية ومحترفة لعناوين أخرى تخصصية في الإعلام والسياسة والعلاقات وغيرها، فجاء مؤتمر مشيغان لطمة تاريخية أعلنت عن نفسها في قلب أمريكا عن الحرب على الاحتلال الفارسي وإدانة الاجتثاث والعملية السياسية ودعوة الأمريكان إلى مراجعة صفحات سوداء سجلت عليهم وعلى حلفائهم ومحصلتها الإجمالية تحويل العراق إلى بلد فاشل وثروات منهوبة وضيعة تابعة لحكومة الولي الفقيه في طهران.

مؤتمر واشنطن في 13آذار 2019 سيبني على نتائج مؤتمر مشيغان وسيوسع دائرة الوصول إلى العقل الأمريكي الخاص والعام وسيرفع مطالب شعب العراق بإلغاء العملية السياسية وإقامة حكومة وطنية انتقالية تأخذ على عاتقها تغيير الدستور ورسم صيغة الحكم التعددي الديمقراطي وتعويض العراق وشعبه وطرد الاحتلال الإيراني وعملائه وإلغاء الحظر على البعث وإلغاء قوانين الاجتثاث وملحقاتها.

إنه مؤتمر يوحد الفعل العراقي الوطني الإعلامي والسياسي ليكون مثابات ومنطلقات فاعلة لتيارات التأثير العراقي على الرأي العام الأمريكي والعالمي لإنقاذ العراق وتحريره وإعادته حرا سيدا واحدا مستقلا استقلالا ناجزا يحكمه أبناؤه بلا طائفية ولا محاصصات ممزقة للوطن وللشعب.

إن الجهد البعثي ومن يشاركه من أحرار العراق في مؤتمر واشنطن في 13آذار سيكون خطوة على الطريق وهي خطوة نحسبها من بين مسيرة مقاومة شعبنا وطليعته البعثية والوطنية للاحتلال وإفرازاته ومنتجاته والله هو المعين.