افواه وارانب
د- فالح حسن شمخي
العنوان تم استعارته من فلم مصري بطولة فاتن حمامة وفريد شوقي ومحمود ياسين ، الثيمة للفلم هي كثرة الإنجاب التي تعاني منها العوائل الفقيرة وتحمل الابن او البنت الكبرى مسؤولية ذلك .
اما المعنى الأساسي الذي تريد ان تقوله هذه المقالة فهو مختلف ، من يريد ان يعرف الثيمة او المعنى الاساسي سيجدها بين السطور .
عندما توفي المرحوم فلاديمير لينين تسلم السلطة في الحزب والدولة جوزيف ستالين ، فكان اول الهاربين من موسكو هو منظر الثورة البلشفية تروتسكي ، هرب إلى المكسيك ، وتم اغتياله هناك على يد مخابرات ستالين (ك ج ب)، ومن منا لايعرف سطوتها وبطشها ، يقال ان ستالين توفي وهو في مكتبه لمدة يومين والسكرتيرة الشخصية تخاف دخول الغرفة لانه لم ينادي عليها ، وهذا الامر حدث مع نبي الله سليمان الذي مات في فراشه ولم يتمكن الإنس والجن من إيقاظه خوفا من بطشه ، هنا يجوز لنا ان نقول بان الإنس والجن تحولوا إلى أرانب في زمن سليمان ، والأمر كذلك في زمن ستالين .
بعد ستالين تسلم السلطة تيودور خروشوف ، الفلاح القاسي الذي ضرب على طاولة الامم المتحدة بحذاءه ليستمعوا إلى خطبته ، لم يجرأ احدا لتوجيه النقد إلى خرشوف ايام حكمه لا في قيادة الحزب ولا من قيادة الدولة في الاتحاد السوفيتي .
بعد وفاة خروشوف وتسلم بريجنيف وبعده آخر إلى وصلت قيادة الحزب والدولة إلى غرباتشوف ، هذا الرجل الطيب الذي كتب ( التروتسيكا)، والذي كان هدفه هو الإصلاح ، تمرد عليه اعضاء الحزب والدولة ووصفوه بشتى الأوصاف ومنها اتهامه بالعمالة لأمريكا ، وهنا تهيأت الظروف لرجل سكير تافه اسمه يلسن ، الذي أطاح بالحزب والدولة وكل شيء ، فتفكك الاتحاد السوفيتي وفقدت روسيا السيادة والكرامة والعنفوان وحكمتها المافيات إلى ان جاء ضابط المخابرات الذي كان يعمل في المانيا والذي يسمى اليوم القيصر بوتين ليقلب الطاولة على المافيات والأرانب الذين تحولوا إلى وحوش كاسرة ايام غرباتشوف ، ليحاول وسيحاول استعادت مجد روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي بعد ان تخلى عن انتماءه للحزب الشيوعي وتأسيسه حزبا ليبراليا.
اختم بالمثل العراقي الذي يقول ( الامام الما يشور يسمونه ابو الخرك)، واقول ان دراسة تجربة الاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي فيها الكثير من الدروس المستنبطة لكل حكيم وحليم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق