توقيع ترامب على أنغام خوف الحكام العرب
د- فالح حسن شمخي
توقيع ترامب الطويل الذي ينم عن شخصية غير سوية ، ورفع شكل القرارات التي يوقعها امام الكامرات ، بالتزامن مع التعليق عليها ، هي دعاية ( شو)، لايستند إلى قانون ، نقول لترامب ان يفعل كما يقول المثل العراقي ( ينكعه ويشرب ميه ).
تراجع ترامب عن البعض من قراراته وحبرها لم يجف بعد وخاصة. بالنسبة للجنود والموظفين الذين قرر فصلهم من العمل لانه اصطدم بقوانين وعرف اقوى من قراراته ، وفي مجال التعريفة الكمركية مع كندا ، وجمد قراره مع المكسيك ، ورفض الكونكرس قراره بتخصيص اموال لارسال القنابل الثقيلة إلى الكيان الصهيوني ، وكما يقول المثل العربي ( الحبل على الجرار )، اما بخصوص تسمية مضيق باناما وخليج المكسيك ، فالخرائط الدولية لاتغير وكذلك الأسماء لسواد عيون ترامب ، والتسميات هنا تذكرنا بتسمية ( الخليج الفارسي) و( الخليج العربي)، اما موضوع انسحابه من الأونروا وحقوق الانسان ومنع بيع نفط ايران فهذا بالعراقي يسمى ( خرط)، فهناك قوانين وانظمة تحدد العلاقات الدولية ، واذا كل رئيس يستلم السلطة وينسحب منها فالعالم سيصبح غابة ومثل مسرحية دريد لحام ( كلمن أيده الو )، سنرى كيف سيدفع اموالاً للأمم المتحدة والأونروا رغم انفه
العالم في الشمال والجنوب يتحدى ترامب ويسخر منه، ولايعير اهمية لا لا أقواله ولا لتواقيعه ، إلا عالمنا العربي بحكامه ومحلليه ونخبته ومثقفيه ، كلهم يراقب توقيع ترامب وقرارات ترامب بشغف وولع ، انهم يعيشون حالات من حالات الهلع والخوف والرعب لامثيل لها ، لماذا ؟ لانهم ببساطة جبناء ولأعلم لهم بالقوانين الدولية ولديهم اخلاق العبيد الذي حدثنا عنها الفيلسوف الالماني هيغل في مقالته ( السيد والعبد ).
لقد تم العدوان على العراق وافغانستان من غير موافقة مجلس الامن استنادا إلى قرار امريكي فقط ، لم يفكر العراق حينها العراق بتقديم شكوى ، لا اعرف السبب ، هل هم يتبعون السيد المسيح ( من يضربك بخدم الايمن اعطيه خدك الأيسر )، او لانهم يجهلون القانون الدولي ويعتقدون ان كل العالم عبيد لأمريكا.
إذا اراد ترامب ان يجرب حظه العاثر في احتلال غزة عسكريا لانها مشروع تجاري وسياحي ولوجود الغاز في بحرها فانه غبي وواهم ، فالشعب العربي الفلسطيني الذي قاوم جيش الاحتلال الصهيوني الذي صدع رؤسنا بانه الجيش الذي لايقهر بالرغم من الدمار الشامل لبنيته التحتية وقتل وتشريد وتنفيذ أبادة جماعية بحقه ، سيقاوم جيش ترامب ، الذي سوف لن يكون استحصال الموافقة على زجه في غزة بالأمر الهين ، فالكونغرس هو من يقرر ، واذا ماحدث ذلك ، فالاهزوجة العراقية تقول ( شلك بالروح تباريها الموت اولها وتاليها )، سيواجه جيشه نموزج جديد للفلوجة العراقية .
فلسطين اليوم ليست فلسطين العام ١٩٤٨ ، فلسطين تحولت إلى راي عام عالمي ، والمحاكم الدولي تلاحق الغزاة ، ولم تعد امريكا القطب الواحد الذي يدور العالم في فلكه ، والشعب العربي الذي نعتقد انه في سبات نراهم عليه من منطلق ( احذروا الحر إذا غضب).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق