لِنَجْعَلْ ذِكْرى ٧ نِيسَانْ
نُقْطَة أَلْإِنْطِلاَقْ نَحْوَ ثَوْرَةْ اَلْشَبَابْ لِتَحْرِيرْ أَلْعِرَاق
أَ . د . أَبو لهيب
بعد عدة أَيام قليلة تأتي الذكرى ( ٧٣ ) لتأسيس حزبنا ألعظيم حزب
البعث العربي ألاشتراكي وسط ظروف وتحديات كبيرة تواجه أَلامة ألعربية مِنْ خلال
ألمخطط الصهيوني الامبريالي الصفوي المجوسي ، ألمتواصل بِأساليب وصيغ متعددة مِنْ
العدوان والحصار والاحتلال والارهاب ألدولي يستهدف تفتيت ألوطن العربي وتجزئته
مِنْ أجل السيطرة عليه ونهب ثرواته . لذلك يعتبر تأسيس حزب البعث ميلاد للامة
العربية ونقطة تحول حاسمة لا فى التاريخ السياسي للامة العربية فحسب بل فى حياة
حزب البعث العربي الاشتراكي أيضاً ، وتعتبر نقطة بداية جديدة فى الحياة السياسية
للامة العربية ، كما عبرت حركة البعث عن نفسها بأنها حركة نضالية جماهيرية تغييرية
ساعية لنهضة الامة العربية ، إِنه لاتحترف السياسة الني تتميز بالمراوغة والتلاعب
على الالفاظ ومشاعر الناس ، بل هي حركة صادقة مع نفسها وأهدافها ومع جماهير أُمتها
وهي ألطليعة ألنضالية ألمتقدمة فى معارك
الامة لتحقيق مشروعها القومي النهضوي العقلاني الحضاري ، لهذا فهي ألتي تمثل الجيل
العربي الناهض لبناء مستقبل أمتها يليق بمكانتها التاريخية الحضارية ، لذلك يتطلع
البعثيون إلى أن يتحول السابع مِنْ نيسان مناسبة للتلاقي والتواصل والحوارالمناسب
، لذلك ضرورة فتح الحوار مع الثوار التحرير
مِنْ الشباب ، ومِنْ هذا اليوم ألمجيد يخرجون شرفاء العراق مثل الرماح مِنْ وسط
هذا العفن الحالي ، فالحاضنة العراقية الوطنية باتت جاهزة لاحتضانهم لكي يقودونها
ألى بَرّْ ألامان بكرامة وعزة نفس وهوية وطنية جامِعة ، لذلك نقف معهم فى خندق
واحد وهو خندق الشعب العراقي بجميع فئاته وطوائفه وأعراقه ، مثلما وقفنا دائماً ،
وبذلك حققت ثورة الشباب فى العراق تغيراً مهماً وهو ما يتعلق بالجانب الاجتماعي
والمبدإِ والطائفي ، فقد تحول المجتمع مِنْ غياب ردة ألفعل تجاه ألطبقة ألحاكمة
إِلى مجتمع كامل رافض للمشهد السياسي بكل تفاصيله ، وتؤكد على أنَّ ثورة ألشباب
تهدف إِلى تكوين نظام حكم جديد وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لجميع الافراد بشكل عادل
وإتهاء الطائفية ، على الرغم مِنْ ألعنف الذي جوبهت به الاحتجاجات التي شهدتها
بغداد ومدن عراقية أُخرى ، وتسبب فى قتل المئات وإصابة ألآلاف فضلاً عَنْ إِعتقال
ألْآلاف مِنْ الاخرين ، فإِنهم تفقد بريقها بشأن المطالب الكبرى التي خرجت لاجلها
وهي متمسطكة بتحقيقها .
لَذلك فى أول تَحَدِ شعبي واسع تفجر بركان غضب ألعراقيين مجدداً مِنْ
ساحة ألتحرير ساحة ألعز والشرف مِنْ بغداد وعدد مِنْ المحافظات ، يعتبر يوم الاول
مِنْ تشرين الاول إِنتفاضة للتعبير عَن رفض إستمرار تردي الخدمات والاوضاع
الاقتصادية وتفشي الفساد ألنخب السياسية ، وفشل الحكومة فى إداء واجباتها تجاه
الشعب والبلد ، وعلى أثر ذلك تنوعت شعارات وهتافات المتظاهرين و منها ( نازل آخذ
حقى ، نموت عشرة ...نموت مية قافلين على القضية ، الشعب يريد إِسقاط الاحزاب
ألفاسدة و بالروح بالدم نفديك يا عراق ) ، وغيرها مِنْ ألشعارات ألتي تعبر عن الهم
الوطني بعيداً عن الطائفية والمناطقية والحزبية.
لذلك نقول ثورة تشرين الاول لعام ٢٠١٩ فى العراق سواء حققت أهدافها أو لَمْ تحققها ،
وهي ثورة الشباب ، لا ثورة الاحزاب ، ثورة جيل لم يعيش ١٤ تموز ١٩٥٨ ولا ٨ شباط
١٩٦٣ ولا ١٧ تموز ١٩٦٨ ، جيل لم يشهد ثورة الخميني ولا الحرب العراقية الايرانية
ولا احتلال الكويت ولا انتفاضة آذار الشعبانية ١٩٩١ . إِنه جيل لم يقراء رأس ألمال
، ولا في سبيل البعث ، وإن ثورتهم ليست ثورة صدريين ، ولا شيوعيين ولا بعثيين ولا
اتباع مرجعية عليا ولا غير عليا ، شباب لم تغسل أدمغتهم لا ايديولوجيات سياسية
سابقة ولا أيدولوجيات دينية لاحقة ، وعلى هذا الاساس يقول فكتور ماري هوكو الكاتب
والشاعر وروائي فرنسي : ( الثورات ليست إبنة المصادفة بل إبنة الضرورة ) لكن هذه
الضرورة لا تتحول إلى ملموس واقعي مكتمل ومحقق على الارض دون إطار سياسي ذي حد
إدنى مِنْ التنظيم القيادي .
واليوم وبعد مرور ٧ اشهر على إنطلاق الحراك الثوري العراقي فى الاول
مِنْ تشرين الاول عام ٢٠١٩ الساعي إلى إحداث تغيير راديكالي فى النظام السياسي ،
فإنه مايزال مشتتاً بين تصنيفات متعددة ، غير قادرة أو غير راغبة بالتنسيق السياسي
المنظم فيما بينها ، ليس المقصود بالهيكلية التنظيمية ظهور إستقطاب حزبوي أو
عقائدي تقليدي إِذ يبدو هذا أمراً لايتفق مع التنوع الفكري والثقافي والاجتماعي
والنفسي للحراك ، فضلاً عن إنه قد يغدو سبباً للانشقاق والتفتت بل يقصد به بروز
أُطر تنسيقية قيادية بين بؤر الحراك المتنوعة بصيغ إئتلافية ، أو جبهوية تسمح
بتلاقح الرؤى وتوحيد الخطاب بما يبلور قطبية سياسية مرنة للحراك ذات مشروع محدد المعالم
بمطالبة وخياراته وقراراته بمواجهة القطبية القابضة على السلطة ، إن الثورة تندلع
بوصفها سيكولوجية كاملة ومكتملة ، متشوقة للتغير الحتمي ، وهذا ما حدث ، لكنها تظل
منقوصة مالم تتحول بمرور الوقت إِلى مسك الارض عبر إِطار تنظيمي ، ولو مؤقت يضمن
لها قدرة المناورة وإتخاذ القرار لكي تشكل بديلاً مجسماً أَمام الابصار ، لا فكرة
صادمة أو ضرورة مؤجلة فحسب ، ولكن تجد نوايا المحتجين طريقها إِلى الواقع وينتقل
فعلهم الاحتجاجي إِلى فرض الخيارات ، فلابد أن يجري ألتوافق العام بين فئاتهم
الميدانية ذات الرؤى المتباينة لِأنضاج سترتيجية غبتدائية موحدة تتحدد فيها
الخطوات الاجرائية الواقعية لانجاز التغيير السياسي ، بما يشكل خياراً شعبياً ومجسداً
يمكن الدفاع عنه سيكولوجياً ضد مشروع السلطة الذاهب إلى التسويف والتدليس ، وهكذا
تبدو الثورة التي إنطلقت عمرها المستقبلي للتو تجسيداً لكتلة تاريخية وطنياتية
عابرة للطبقية والعقائدية والهوايات الفرعية ، شديدة العنفوان فى دمائها وخطابها
وغضبها وأهدافها الجذرية وسعة التمثيل التي تمتلكها ، كما تتميز بقدرتها إحداثيات
التظاهر والاعتصام مكانياًوزمانياً ، والترويج الاعلامي فى مواقع التواصل الاجتماعي
، وتوفير الامدادات الغذائية وتامين الخدمات الطبية واللوجستية للمحتجين ، لكن فى
الوقت نفسه تبدو الثورة غير قادرة بعد على إطلاق هيكليتها التنظيمية للتمهيد
لاعلان عصر سياسي جديد .
والان وبعد مضي ٧ أشهر على الثورة المباركة حان وقت أن يلعب البعث
دوره الريادي لقيادة ثورة الشباب نحو تحقيق أهدافها ىالمنشودة ، وبما أن حزب البعث
إِنطلق منذ مسيرته الاولى مِنْ مبدأ النضال مِنْ أجل تغيير الواقع العربي مِنْ
خلال العمل الجماهيري لواسع ، وقد أدرك الحزب أن رسالته تكمن فى بعث الامة العربية
مِنْ خلال تغيير واقعها وكان ينطلق مِنْ فكرة أن التغيير لايمكن أن يتم دفعة واحدة
، وإنما مِنْ خلال عمل دؤوب للانجازات الديمقراطية والتقدمية والتي يمكن أن تبلغ
ذروتها بالتغيير الشامل .
وقد أدرك حزب البعث أن نضال اليومي يحتاج إلى مشاركة أوسع فئات
الجماهير الشعبية ، وان ضرورة حشد أكبر قدر ممكن مِنْ القوى خلف الاهداف الكبرى
مِنْ الوحدة والنهوض والتحرر والتقدم ، يحتاج أولاً وقبل كل شيئ إلة اللقاء اليومي
المباشر مع الجماهير ، ثم إلى إقامة صيغ تنسيق الحد الادنى مع قوى الاخرى التي
تلتقي كلياً أو جزئياً مع هذه الاهداف كما تحتاج إلى الارتقاء باشكال هذا التنسيق
، والتعاون لى صيغة تحالفات جبهوية متقدمة تستند إلى منهج عمل محدد تتصدى هذه
القوى مِنْ خلاله للتخطيط للمراحل القادمة والدفاع عن مصالح الامة بالاىساليب التي
تتجاوب مع الظروف المتغيرة .
وهكذا نرى أن ضرورة تشييد التحالفات السياسية الجبهوية تنشأ باستمرار
مِنْ أجل تحقيق إنجازات تراكمية فى مواجهة الطغيان ، ومنع الاستفراد بقوى التغيير
، أو عزلها ، أو اخراجها خارج نطاق الفعل السياسي الجماهيري ، ومِنْ أجل إنجاز
مهمة التغيير ، ونشر الوعي الفكري فى صفوف الجماهير ، تمهيداً للتغيير الشامل الذي
يحقق نهوض الامة وتحررها و تقدمها و وحدتها ، وهكذا تبقى منارة البعث عالية يحرق
ضوئها كل قوى الشر والبغي والعدوان ، وتنير الطريق للاجيال العربية لتحقيق أهدافها
فى الوحدة والحرية والاشتراكية ومِنْ أجل بناء وطن واحد يأخذ مكانه فى صدارة الامم
المتحضرة .
ودمتم ولرسالة أمتنا الخلود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق