الجمعة، 16 أغسطس 2019

متى سيتوقف قطار الدم في العراق ؟ ؟؟ د عامر الدليمي



متى سيتوقف قطار الدم في العراق ؟ ؟؟

د عامر الدليمي

هل من الانصاف أن نكتفي بالاستنكار ؟ وهل من الانصاف أن نكتفي بالشجب ؟ وهل من الانصاف أن نكتفي بالرفض ؟ لما جرى في جرف الصخر وأهلها بعد تهجيرهم وتجريف مزارعهم وهدم دورهم وعدم السماح لهم بالعودة إليها ، وهل قطار الدم سيتوقف؟، فالجريمة التي إرتكبها الحشد الطائفي راح ضحيتها ألمئات من أهالي جرف الصخر الابرياء وغيرهم من مناطق أخرى والتي عرفت ( بالجثث المجهولة الهوية) بعد قتل الضحايا والتمثيل بجثثهم والمتاجرة بأعضائهم البشرية ، ولا نستبعد بل نؤكد أنها بعلم ودعم من السلطة الدموية الطائفية في العراق .

 هذه الجريمة لاتعتبر موضوعآ عاديآ أو حدثآ عابرآ ، وإنما جريمة كبري ضد الانسانية  وجريمة تطهير عرقي وإبادة جماعية لشعب عراقي أصيل صاحب الارض والتاريخ والثقافة  والانتماء عن عمد وسبق إصرار ممنهج ولاهداف واجندات معادية ، وهذا ليس ببعيد والجناة معروفين على المستوى الاجتماعي والسياسي  . فهذا ليس آخر مسلسل الدم وقبله حدثت جريمة إخفاء مفقودين في محافظة  صلاح الدين ومناطق أخرى بعشرات ألآلاف من الشباب لذات المكون العروبي الاصبل ،  وما جرى لأهل الفلوجة الباسلة التي هزمت القوات الامريكية في معركتين خالدتين واعطت درسا بليغأ للاعداء  فتم تجويعها عن عمد وفرض حصار شديد حتى لاصحاب المصالح فيها لمدة سنتين وإستهدافها بمختلف الاسلحة راح ضحية العدوان عليها آلاف المدنين العزل وإعتقال ألآلاف وخطف ألآلاف وإخفائهم ودفن ألأحياء حتى مفارقتهم الحياة وتهجير قسري لمئآت الآلآف أيضآ ،  وأن لاننسى مجزرة الحويجة التي إرتكبتها مليشيات السلطة وقوات (سوات) سيئة الصيت بحق عشرات المدنين العزل من ااشهداء والجرحى . وفي ديالى وبهرز  وبعقوبة من قتل وإعتقال وخطف الابرياء وحرق بساتينهم وهدم دورهم وتهجير أهالي القرى من منازلهم ، وفي ألانبار والرزازة وقرية البو جابر وغيرها من المدن ، إخفاء أكثر من ألف شاب وما زال مصيرهم مجهول ، وما حصل من دمار لمحافظة الحدباء الصامدة من تهجير مليونين من أهلها وقتل وإبادة جماعية وإستهداف ألبنى التحتية فيها والمستشفيات والمدارس والجامعات والجوامع وقتل عشرات ألآلآف ومازال عدد منهم تحت الانقاض ،  والحديث يطول لما حدث لأهالي بغداد وحزامها من تهجير وإعتقال وإخفاء قسري وسجن وتعذيب  ، فمسلسل الدم مازال مستمر ولن يتوقف مع سلطة طائفية ومليشيات حاقدة  ولائها للولي الفقيه في إيران ألصفوية ،  إذآ  لم تكن (الجثث المجهولة ) ظاهرة تحدث لأول مرة بل حدثت مرات عديدة في بغداد ومحافظات رفضت سلطة طائفية غارقة بالدم العراقي وسيطرت مليشيات مدفوعة بعقد ثأرية إجرامية إنتقامية  وتصورات خاطئة وسلوكيات وأعمال منحرفة ممنهجة ومخطط لها لتصفية أبناء الوطن الحقيقين .

 وأمام هذا الواقع ألمأساوي فألعالم  مطالب وكل المنظمات ألانسانية  والشعوب الحرة  أن لاتتغافل عن هذه الجرائم الاكثر خطورة  بل المطالبة بأن تكون هناك مسائلة قانونية دولية لكل من إرتكب أو شجع أو تستر على هذه الجرا ئم التي قل نظيرها في تاريخنا الحديث لأنها تتمثل بوحشية يأبى لها ألانسان السليم  فكرآ وأخلاقآ  ألاقدام عليها  ، وفي الختام من حقنا أن نسأل متى سيتوقف قطار الدم في العراق
هل هو غباء أم فشل أو كلاهما معآ  ؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق