الاثنين، 27 يناير 2020

عِنْدَمَا يَتَقَشَعُ أَلْضبَابْ بقلم أَ. د . أبو لهيب


عِنْدَمَا يَتَقَشَعُ أَلْضبَابْ


أَ. د . أبو لهيب

عندما كنا صغار ، الكبار يرشدوننا و يوجهوننا خصوصاً فى فصل الشتاء عندما يكون الجو بارداً والضباب كثيف يغطي كل الاماكن ، يقولون لنا : كونوا حذرين ، أن تتعثروا أو تقعوا فى حفرة أو تصدموا بشيء ما وتتاذون ، لان الجو ضبابية الرؤية لاترون أمامكم .   
        
لكوننا صغار كنا لا نفهم ماذا يقولون لنا الكبار ، أصحاب التجارب فى الحياة ، لذلك لَنْ نأخذ الارشاد والتوجيه بعين الاعتبار . وهكذا حتى اصبحنا كبار ، واصطدمنا بواقع الحياة ، آنذاك كنا نتذكر ماقالوا لنا الكبار،عندما كنا صغار ، وماهي الحكمة منه ، فى الماضي كان الضباب فقط فى الشتاء ، ولكن الآن فى بلدنا الضباب يغطي كل الاماكن فى الفصول الاربعة ولا نرى مايجري بصورة صحيحة ، لكون جميع الاحداثيات ضبابية الرؤية ، لذلك فى كثير من الاحيان نقع فى أخطاء كبيرة فى إعطاء الرأي والفهم للواقع .    
                     
منذ زَمَنْ طويل كنا نعتقد بان أمريكا وإِسرائيل عدو لدود لِإِيران ، لِأنَّ كثيراً ما نسمع فى وسائل الاعلام السمعية والبصرية هذا العدوان بِصُوَرٍ مختلفة ، كما نرى مجيئ قطعات بحرية كبيرة امريكية وانكليزية إلى الخليج العربي وخليج عمان وسواحل اسرائيل ، كما نسمع عبر وسائل الاعلام تهديدات الطرفين بأشد حالاتها ، حيث يصل إلى حَدٍ نقول غَدَاً تبداء أول شرارة للحرب ، عدى ذلك فى بعض الاحيان يحصل مِنْ الطرفين بعض المناوشات الخفيفة ، مثل حجز ناقلة نفطية كبيرة ، حاملة النفط الايراني فى مضيق جبل طارق ، وبالمقابل إيران قامت بحجز ناقلة إنكليزية فى مياه الخليج العربي ، وضرب ناقلة اخرى مركونة فى ميناء بحرين ، بالمقابل أمريكا هجمت على بعض معسكرات الحشد الشعبي فى العراق بواسطة طائرات المسيرة وَ آخر ما قامت به أمريكا وليست أخيرة ، قتل كل مِنْ قاسم السليماني و أبو مهدي المهندس وَ مَنْ معهم على طريق مطار بغداد الدولي ، علماً بِأن قاسم السليماني هو قائد العام لقوات الحرس الثوري ، وقائد فيلق القدس ، وجميع الميليشيات المتواجدة فى العراق وسورية ولبنان واليمن ، على اثر قتل هؤلاء بدأت ايران تطبل وتزمر ، وهكذا بالنسبة للميليشيات فى العراق والدول الاخرى ، هنا ايران ارادت ان تعرض عضلاتها لكي تبين للعالم بانها قوية ولا تخاف من امريكا وتتحداها قامت بقصف أكبر معسكر لامريكا فى العراق فى محافظة الانبار وهو معسكر عين الاسد ، كما قصفت معسكر آخر فى إقليم كوردستان/ محافظة أربيل ، وبدأ الاعلام يطبل ويزمر حول هذا الحدث ، لاقناع الراي العام بأن أمريكا و إسرائيل عدو لدود لإيران ، وكذلك ايران عدو لدود لهم ولا تخشى منهم    ولكن كل ذلك كان يحدث فى زمن ضبابي الرؤية ، ما كنا نرى أمامنا بوضوح ،  ولكن عندما انقشع الضباب ورأينا الاحداثيات على حقيقتها كان خلاف ما حدث تماماً . لاننا عندما نتصفح التاريخ ، نرى بان اسرائيل أعز صديق لإيران ، عدى ذلك اليهود مديون للفرس  ، لان الفرس فى عهد الأخمينين انقذوا اليهود مِنْ الاسر والعبودية وذلك فى سبي اليهودي الاول والثاني مِنْ قبل البابليين ، وعندما طردوا اليهود فى العراق أثناء إقامة الدولة اليهودية فى فلسطين ، توجهوا ايضاً الى ايران ، ومن ايران ذهبوا الى اسرائيل ، لذلك لا تتصور يوم من الايام امريكا او اسرائيل يضربون ايران ، لان ايران افضل صديق لهم ، وبدونهم لا يستطيعون ان يحققوا ما يريدون فى البلدان العربية ، وكل ما شاهدناه و نشاهده على مسرح الاحداث تمثيلية فقط لا غيرها وذلك لاقناع الدول العربية بأنهم اعداء لايران                                                                                                                                
الان بعد أن انقشع الضباب توضحت الرؤية الحقيقية لهذه المسرحيات ، واسبابها ، إن امريكا وإسرائيل يعتبرون الدول العربية المملؤة بالخيرات ، الشريان الاساسي للغرب ، لذلك تحاول امريكا أن تقول للدول العربية ، إِذا لم تكن امريكا تحميهم ، سوف ايران تحتلهم فى غصون يوم واحد ، على هذا الاساس امريكا جلبت قوة بحرية كبيرة لاتعد ولا تحصى ونشرتها فى الخليج العربي وبحر عمان وباب المندب ، وكذلك قبالة اسرائيل ، وتقول كل ذلك لحماية الدول العربية وخاصة دول الخليج ، ولكن فى الحقيقة لحماية مصالحها فى الشرق الاوسط من شرور روسيا والصين وكوريا الشمالية ، علماً بان مصاريف تلك القوة الكبيرة تتحملها دول الخليج ، لانهم البقرة الحلوبة بالنسبة لامريكا .   
                                             
ولتوضيح اكثر ناتي بموضوع قتل قاسم السليماني وابو مهدي المهندس ومَنْ معهم على طريق مطار بغداد الدولي نقول مَنْ اعطى لامريكا المعلومات الدقيقة لتلك العملية ، ولماذا ؟ نوضح لكم بان قتل قاسم السليماني وابو مهدي المهندس ليس بامر مِنْ امريكا بل بامر مِنْ ايران وتنفيذ امريكا ، لتوضيح اكثر إِنَّ قاسم السليماني لم يخضع لحكم الملالي و ولاية الفقيه بل هدفه الاساسي أَحياء الامبراطورية الهخامنشية التي كانت تحكم مِنْ اواسط الصين الى البحر الابيض المتوسط ، لذلك وسعت نفوذها فى ايران وخاصة بين القوات المسلحة واصبحت المسؤلة الاولى للحرس الثوري الايراني الذي اقوى مِنْ الجيش النظامي الايراني وكذلك قائد جيش القدس ، وجميع الميليشيات خارج ايران ، لذلك اعتبرت حكومة ولاية الفقيه قاسم السليماني خطراً عليهم ويجب تصفيته والا تكون ولاية الفقية فى خطر ، لذلك تمت تصفية قاسم السليماني ، وعين مكانه شخص موالى لولاية الفقيه ، كما ان ايران قامت بقصف أكبر معسكر لامريكا يدعى ( عين الاسد ) فى محافظة الانبار ، وكذلك قصفت معسكر آخر فى اقليم كوردستان ، محافظة اربيل ، حتى اعوان قاسم السليماني لا يقولون بان ايران لم تنتقم لقاسم السليماني ، هذا من جهة و من جهة اخرى رسالة للدول الخليج بان ايران لا تخاف من امريكا ، لانها الان فى منطق القوة ولديها اسلحة استراتيجية ، ولكن كل ذلك تمثيل فى تمثيل هنا نقول لجميع الدول العربية بعدما عرفت هذه الحقيقة ماذا ستفعلون وخاصة دول الخليج ، ننبه جميع الدول العربية اذ لم يتحدوا ويكونون يداً واحداً فان مصيرهم يكونون اسواء من الان بحيث يكونون عبيداً للغرب ، وجميع  خيرات بلادهم ياخذها الغرب وهم يبقون فى الضماء ، الطريق الوحيد لهم الوحدة العربية حتى يخلصون مِنْ ذلك الكابوس الذي على عاتقهم وعاتق الشعب العربي الابي منذ زمن طويل                                                      

الاثنين، 6 يناير 2020

مَنْ أَنْتُمْ ؟؟؟؟ ! بقلم أ . د . أَبولَهيب

مَنْ أَنْتُمْ ؟؟؟؟ !


أ . د . أَبولَهيب

فى هذه الظروف ألحرجة ألتي يمر بها العراق بعد عملية إِغتيال القوات ألأمريكية لشخصيتين بارزتين فى القوات الايرانية وهم ( قاسم السليماني و أَبو مهدي المهندس ) ظهرت على السطح أَشياء غريبة ، ماكان يتصورها أَلشعب العراقي الابي ،مثل الهجوم والتحشد أَمام أَلسفارة أَلأَمريكية في بغداد ، على اثر قصف القوات الامريكية على احدى معسكرات الميلشيات الايرانية فى منطقة القائم الحدودية وقتل ٢٥ مِنْ الميلشيات واصابة مايقارب ٥٠ منهم ، أَو إِقامة مجلس العزاء مِنْ قبل مجلس ألنواب العراقي و قيادة الحكومة العراقية ، وإِعلان ثلاثة أيام حداد على أرواح أَلمقتولين .     
                        
هنا عدة أسْئلة تطرح نفسها ، ونسأل أَعضاء ألبرلمان العراقي وهي :-                        
هَلْ أَنْتُمْ تُمَثلون ألشعب العراقي ؟                                                                        
هَلْ أَنتم منتخبين مِنْ قبل أَلشعب العراقي أَم مفروض على عاتقهم ؟                            
هَلْ أَنتم عراقيين بالاصل وتعتزون بِعراقيتكم ؟                                                      
هَلْ أنتم لكم الاستعداد للدفاع عَنْ أَبناء ألعراق ؟    
                                                
إِنَّ كُل هذه الاسئلة بقيت متعلقة فى مخيلتي بدون جواب ، لذلك أُفضل أَنْ أسأل ألسادة ألنواب هم يجيبون عليها للشعب العراقي الابي بصفتهم ممثلين الشعب .    
                    
ولكن أقول لاعضاء البرلمان أَنتم لستوا ممثلين للشعب العراقي ، ولا منتخبين مِنْ قبلهم ، ولا أنتم تعتبرون انفسكم عراقيين . لو كنتم فى الحقيقة تمثلون الشعب العراقي قُمْتُم بِأقامة مجلس العزاء لـ ( ٨٥٠ ) شهيد مِنْ شهداء إِلانتفاضة التشرينية ، الذين استشهدوا على يد ميليشيات إِيران وأصابة مايقارب ( ٢٥ أَلف) شاب . أَين كنتم أنتم ، هل قمتم بِأقامة مجلس العزاء على أرواح هؤلاء الشهداء ، هل دافعتم عليهم بالكلام أو الكتابة أمام الاعلام بصفتكم ممثلين لهم .                                                                                       
هنا أنا أجيب بدلاً مِنْ مجلس النواب أقول : كلا انتم ماقمتم بشيئ لهم ، لماذا ؟ لانكم لست عراقيين ، بل انتم أبخس إنسان فى الكون ، انتم عملاء ايران ، واختاروكم   ووضعوكم فى تلك المواقع لتنفيذ مؤامراتهم الدنيئة والا انتم لا شئ .      
                                  
هل انتم أحسستُم بالخجل ولو لمرة واحدة أمام عوائل الشهداء الذين ضحوا بأغلى شيئ لديهم وكلهم بعمر الورود مِنْ الثوار، عندما طالبوا بحقوقهم وبطريقة سلمية وانتم لم تحركوا ساكن
هل حاولتم أن تقيموا مجلس عزاء لهم وهل زرت جرحاهم ، حتى أهلهم وذويهم يفرحون بكم لانكم ممثليهم و مدافعين عن حقوقهم ، أقول كلا ما قمت بشيئ لانكم لست عراقيين بل انتم عملاء لايران .    
                                                                                     
ولكن أُقمت مجلس العزاء لشخصين ايرانيين قتلوهم القوات الامريكية ، كما اعلنت ثلاثة أيام حداداً لهم علماً بِأمر هؤلاء استشهدوا ابناء جلدتكم ، أنتم يجب أن تخجلوا مِنْ فعلتكم المشينة يا أَيها العملاء ألمأجورين ، أنتم بفعلتكم اثبتم عمالتكم وعدم عراقيتكم ، لذلك آخر قولنا نقول : حسبنا الله و نعم الوكيل عليكم .     



                                                    

الأحد، 5 يناير 2020

القيادة العامة للقوات المسلحة / بيان رقم (150) بمناسبة الذكرى ( 99 ) لتاسيس الجيش العراقي الباسل


بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60))  الانفال
صدق الله العظيم

بيان رقم (150)
بمناسبة الذكرى  ( 99 ) لتاسيس الجيش العراقي الباسل

أيها الشعب العراقي العظيم
ياابناء امتنا العربية المجيده 
يا ابناء قواتنا المسلحة الباسله
      في كل عام وفي مثل هذه الأيام الخوالد تمر علينا وعلى شعبنا وامتنا العربيه ذكرى تأسيس جيشنا العراقي الباسل جيش البطولات والأمجاد والتي تصادف ذكراها العطرة التاسعة والتسعون في السادس من كانون الثاني وفيها نستذكر واحدا من أهم مؤسساتنا الوطنية العملاقة ذات التاريخ الثر المجيد والسفر النضالي والوطني التحرري الخالد..
      وفي هذه الذكرى العطره نهنئ أبناء شعبنا أولا ورجال جيشنا العقائدي الجسور ونتمنى على أبطاله الاشاوس الافياء مواصلة جهدهم الوطني والثوري الباسل الذي عرفهم من خلاله شعبهم العراقي والالتصاق بشعبهم وهمومه ورغباته ومصالحه العليا فجيشنا هو الابن البار لشعبنا وتاريخه المجيد ويستمد عزمه و قوته وتراثه من عزم وقوة وتراث شعب العراق العظيم وامته المجيده
لقد كان جيش العراق الباسل على الدوام نموذجا حيا لتراث وحضارة واخلاق امتنا العظيمة التي لا تأبى الضيم وتتسم بالشجاعة والإباء والشهامة والمروءة فاعزها الإسلام الخالد بان خصها الله سبحانه وتعالى عندما خلق فيها أكرم الأنبياء والرسل وأودع رسالته العظيمة لتنشرها على العالم كله فكان جيشها الرسالي العقائدي واحدا من أعظم وسائلها في نشر الدين الحنيف ورسالة الإسلام السامية والدفاع عنها.
يا ابناء شعبنا العراقي العظيم 
ايها الاحرار في كل مكان
      ان الدور الوطني المشرف لجيش العراق الباسل المجيد لم يبتعد عن مهامه القوميه في كل حقب كفاحه فهو جيش العروبة الممثل لصفاتها وأخلاقها فكان مشاركا فعليا في كل معارك العرب على طول جغرافية أرضنا العربية من موريتانيا والمغرب مرورا بالجزائر والسودان ومصر وفلسطين إلى اليمن ولبنان وسوريا والأردن ولازالت رفات شهداءه الأبرار خير شاهد على ذلك. وقد كان جيش العراق فعلا حارسا للبوابة الشرقية للامه العربيه وان غيابه وغياب دوره الوطني والقومي قد  ظهر انعكاساته على اوضاع الدول العربيه مثل سوريا ولبنان واليمن وليبيا والخليج العربي وغيرها.
        كما مثل جيش العراق الطليعه الثوريه الواعيه التي تحرص على سيادة العراق واستقلاله في العصر الحديث وتصدى لكل محاولات الاعداء والغزاة وقدم ابناءه دمائهم رخيصه في سبيل وطنهم الغالي وكانت وثباتهم الجسورة شاخصة ومشهودة وتشكل أهم محطات النضال الوطني سواء على مستوى مهام المحافظة على وحدة الوطن ومقاتلة المخربين وكل من يحاول شق صف وحدة الشعب او على مستوى ملاحم القادسية المجيدة التي أفصحت وبما لايقبل الجدال أو الشك عى قدرة جيشنا وجدارته في الدفاع عن الوطن والامه . كما انها أكدت ان العراق وقيادته السياسيه الوطنيه انذاك كانت سباقة في تحديد واستشراف ماستشكله مايسمى بالثورة الاسلاميه الخمينيه الايرانيه من خطر واذى على العراق والامة العربيه والمنطقه والعالم ولذلك فقد تصدت لمشروعها الخبيث بكل قوة وحزم .. وان شعبنا العراقي العروبي الاصيل اليوم وبعد 16 عاما من تمكن ايران من الهيمنه على العراق بفعل ومساعدة الغزو والاحتلال الامريكي قد استشعر وبقوة خطر تصدير الثورة الايرانيه وافكارها  المنحرفه فخرج اليوم ثائرا بكل قواه يهتف ( ايران بره بره .. بغداد تبقى حره ) مما يؤشر ان رهان الفرس على اهم معاقلهم في بعض مناطق العراق قد فشلت فشلا ذريعا وان بضاعتهم الفاسدة ( تصدير الثورة المنحرفه ) قد ردت اليهم وبقوه .. 
وفي هذه المناسبه ونحن نشير الى دور جيشنا العراقي الوطني الباسل حيث ان تصديه للعدوان الثلاثيني والغزو الاستعماري الجديد ومساهمة رجاله في التصدي لمقاومة قوات الاحتلال ستبقى من المحطات النضالية والوطنية البارزه في تاريخ العراق.
     ولكل تلك الادوار الوطنيه والقوميه والكثير غيرها فقد استهدف جيش العراق من قبل قوات الاحتلال الغازيه واتباعها من العملاء الاراذل في حل هذا الجيش العظيم وقتل قادته وابطاله وتدميره وبناء جيش جديد مهلهل ولائه المطلق لايران ولا يرتقي في تنظيمه واداءه قاصرا الى الحد الادنى من طموحات الشعب ورغباته ومصالحه العليا بل أصبح منحازا الى السلطة الحاكمة نيابة عن المحتل الفارسي  فلم يتقدم خطوة واحدة لنجدة الشباب الثائر الذين يستغيثون بالله ثم به وهو صامت كالصنم!!!!. ولذلك فاننا نحث الشرفاء من الجيش الحالي بالوقوف الى جانب الثوار قبل فوات الاوان ....
يا ابناء شعبنا العراقي العظيم 
ايها الاحرار في كل مكان
       لقد تميز الجيش العراقي طيلة تأريخه المجيد بالبسالة والشجاعة والانضباط والاداء المتميز كما  امتلك خبرات فذة من خلال خوضه العديد من الحروب الوطنيه والقوميه وايضا من خلال اسلوب اعداده وبناءه ومنظومة تأهيله العلمية والمتحصنه بعقيدة عسكرية فريدة اضافة لوجود قيادة عسكرية قادرة على اتخاذ اصعب القرارات بما يخدم الاهداف الوطنية والقومية،انه جيش الفرسان الاباة والشجعان البواسل الذين مثلوا عناوين الارادة الحقيقية لشعب العراق.  ولابد لنا في هذه المناسبة الخالدة ونحن نستذكر جزءا يسيرا من سفر جيشنا الباسل العزيز الذي بناه رجاله النشامى بتضحياتهم السخية وجهدهم المثابر إلا أن نكرر لهم التهنئة المعطرة بأريج الجهاد المقدس ونشد على أيديهم لمواصلة موقفهم البطولي لتحرير بلادهم ليبقوا على الدوام كما عرفهم شعبهم وأمتهم ثوارا أحرارا يتسابقون لنيل إحدى الحسنين أما النصر المؤزر وتحرير بلادهم أو الشهادة المباركة الميمونة...  وان السفر الخالد لجيشنا الباسل يؤكد عمق ارتباطه بالعطاء الوطني والتضحيه ولم يثبت عليه يوما ما ثلمة في ذلك العطاء الثر طيلة مسيرته الكفاحية.. فكان فرسانه الاشاوس عنوانا للبسالة والنبل والشهامة والاباء فحملوا أمانة الدفاع عن الشعب والوطن والامة دون تخاذل أو خيانة.. وبذلك رفعوا رأس العراق ورايته عاليا وحققوا هيبته المعهودة بين دول وأمم العالم.. وهنا لابد لنا ان نؤكد بان جيش العراق لايمثله من أرتمى في حضن الاحتلال مهما كانت دوافعه ولن يمثله من كان مع دعاة الافكار المنحرفة المستوردة التي ساهمت في تحطيم الشعب وتهديم ارادته ولن يمثله الخونة والمتخاذلين والمارقين والفاسدين.. بل يمثله من كان باسلا  مجيدا يتقدم الصفوف دفاعا عن العراق وشعبه المجيد.
      ان رجال جيش العراق لن يهدأ لهم بال مالم تتحرر بلادهم رغم كل ماتحملوه من تضحيات وقتل وتدمير وتشريد وسجون واعتقالات وملاحقة وحرمان من الحياة السوية.. فمهما تفاقمت الخطوب ومهما ازدادت الضغوط فان هؤلاء الرجال البواسل سيمضون بكل ما يحملونه من اصرار وعطاء وجهد وجهاد في مسيرة الكفاح مع ابناء شعبهم حتى يحققوا النصر الناجز في ملحمة التحرير القريبة باذن الله تعالى لترتفع مجددا البيارق العالية بعد ان تهزم كل قوى الضلالة والخيانة وتندحر كل اهدافهم ومآربهم الخبيثة.
أيها الاحرار في كل مكان 
       في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل عراقي وعربي حر شريف لابد لنا ان نذكر ونؤكد بأن جيش العراق كان يضم كل طوائف وأعراق ومناطق واديان ومذاهب ابناء الشعب العراقي فجسد الوحدة الوطنية المصغرة واصبح عنصر التوازن المهم في حفظ  التجانس بين ابناء الشعب فما ان غاب بعد الاحتلال حتى حدث الاختلال في هذا التوازن فانتشر التمزق والتشظي الاجتماعي الذي يشهده بلدنا اليوم ، كما ان التغييب المقصود لخيرة عناصره وكفاءاته وقياداته الوطنية والمعروفه بخبراتها وتجاربها الميدانيه أدى الى فقدان الجيش ذلك الاحترام والاهتمام والنظام والالتزام الذي كان أحد أهم سجاياه فاصبح من يدعي انه يمثله اليوم مثارا للتندر والسخرية  لابتعاده عن الحد الادنى من التقاليد العسكرية المعهودة في الجيوش النظامية.
أيها الاحرار في كل مكان
وفي هذه المناسبة الميمونه تؤكد القيادة العامة للقوات المسلحة الباسله ورجالها الاوفياء بأنها مع شعبنا الابي في انتفاضته وثورته المجيده المتجدده والتي انطلقت في الفاتح من شهر تشرين الاول 2019 ضد الفاسدين والخونه هذه الثورة المباركة التي تحمل في ثناياها أسس المشروع الوطني الاصيل فانها تؤكد للجميع  وتجدد عزمها الثابت في مساندة  انتفاضة وثورة شعبنا الابي ومناصرتها بكل قدراتها وامكانياتها حيث يعلم الجميع أن سنوات عصيبة مرت على العراقيين حملت معها كل مظالم الدنيا وويلات وتدخلات الدول المجاورة والاقليمية لتدمير العراق وكسر ارادة شعبه ولكنه شعب لايستكين طالما انه حر  ومجيد وأن القيادة العامة للقوات المسلحة تعلن مرة اخرى بانها ستبقى على عهدها في احترام خيار الشعب العراقي من دون وصاية او استعلاء، في حقه بتقرير مصيره بنفسه. ، فالعراق وطن الجميع يحتضن اهله ووفي لابناءه ولأجياله من اجل استرجاع الاستقلال والكرامة الوطنية، وان غدا لناظره قريب
المجد للعراق العظيم ولجيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ولكل المجاهدين الذين يقتفون آثار ذلك الجيش العقائدي المؤمن ويسطرون ملاحم البطولة في مقارعة المحتل الغازي وأذنابه الدجالين.
الرحمة لشهداء جيش العراق العظيم والأمة العربية المجيدة يتقدمهم شهيد الأضحى السعيد. والحب والولاء لقائد جمع الإيمان والبيرق المجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم حماه الله القائد العام للقوات المسلحة والقائد الأعلى للجهاد والتحرير.
الحرية لقادة جيشنا الميامين الذين يقبعون في السجون الحكوميه منذ سنوات طويله وهم فرسانه الاشاوس الذين دافعوا عن بلادهم بكل بسالة وبطولة
تحية الى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله الى اقصى جنوبه
المحبة والتقدير والاعتزاز لكل من أمن بالعراق العظيم واحدا موحدا مستقلا

القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بأذن الله
6 كانون الثاني 2020

الأحد، 29 ديسمبر 2019

نتائج الصراع (ساحات التحريرً) / بقلم د- فالح حسن شمخي



نتائج الصراع
)ساحات التحريرً(

د- فالح حسن شمخي
عندما نتحدث عن الصراع اي صراع يقفز الى اذهاننا صورة سلبية ، وعندما اريد التحدث عن الصراع هنا لايعني  التحدث عن ماهية او نوعية الصراع ان كان صراع إيجابي او سلبي ، صراع باطل او حق ، صراع مبرر او غير مبرر، ولا اريد الخوض في أسباب ومبررات الصراع اي صراع ، سأركزعلىً جانب واحد من جوانب الصراع وهذا الجانب ،  نتائج الصراع اي صراع ان كان صراع الحضارات او صراع الدول او صراع أفراد العائلة او الحزب او صراع الانسان مع نفسه ،
فصراع الحضارات الذي عرف على انه  :( مُصطلح يشير إلى الاختلافات السياسية والاقتصادية والمُندلعة بين الدول القومية خلال الفترة التالية للحرب الباردة، وتشمل كلّاً من الحضارات الإسلامية والصينية واليابانية والهندية والغربية والأفريقية وأمريكا اللاتينية، وتُعزى الأسباب بالدرجة الأولى لهذه الخلافات إلى الاختلاف الثقافي فيما بينها. يُمكننا تعريف صراع الحضارات بأنّه عبارة عن إطار تَحاوري بين عددٍ من الثقافات المختلفة فيما بينها، نظراً لسعي كلٍّ منها إلى فرض ذاتها وثقافتها على الأخرى، وبالتالي يُهيمن الصراع الرهيب والطغيان الإنساني على هذه الحضارات). ان من اهم نتائجه كما اعتقد  هو التقدم والتطور والرقي والشعور بالوجود الذي تصل اليه الشعوب والامم حتى وان كانت الوسيلة هي الحروب والويلات والبشاعة والقسوة ، فالصراع الحضاري هو قدر الشعوب والامم.

اما صراع الانسان مع نفسه (ذاته ) والذي عبر عنه الاسلام  الحنيف  بقوله تعالى :(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ، وحديث المصطفى (ص) حينما قال : ( رجعنا من الجهاد الأصغر ، إلى الجهاد الأكبر ) ، والجهاد الأكبر هنا الصراع مع النفس  ، وما تحدث  عنه  الفلاسفة ومنهم ديكارت حينما قال (انا أفكر إذن انا موجود ) ، وجون بول سارتر  عندما قال : (مادمت أتألم فأنا موجود ) ، وهنا يعني الالم الوجودي الذي ينتج عن العقبات التي تواجه الانسان وهو يسعى لتحقيق أهدافه وتطلعاته .
نتائج الصراع مع النفس والذي حدثنا عنه القران الكريم ورسولنا صلوات الله عليه  هو الوصول الى السمو والكمال  العفة والنزاهة والشعور بالوجود الآدمي  ، اما ماتحدث عنه  الفلاسفة فنتائجه الشعور بالوجود الحقيقي عبر امتلاك ناصية الحقيقة التي لاشك فيها.
اما الصراع داخل الأحزاب والحركات الثورية وليس (الدكاكين الحزبية التي هدفها الربح المادي الناتج عن السرقة )،  فهو صراع  ينتج عنه إثبات الوجود والتجدد والديمومة اولا وإغناء النظرية ثانيا وتطوير البناء الهيكلي والدستور والنظام الداخلي وبغض النظر عن طبيعته ووسائله وتضحياته  .
اما صراع الشعب العراقي والعربي من خلال الشباب والذين هم راس الرمح وهوً بيت القصيد فهو صراع بين القديم والجديد بين التخلف والتقدم  ومن اهم نتائجه هو دحر الباطل وإحقاق الحق كسر قيود العبودية والتحرر من التبعية بكل اشكالها وبناء الدولة المدنية الدول التي يسود فيها القانون والعدالة الاجتماعية.
كل صراع مهما كانت نوعيته وشكله يتطلب تضحية وألم وحزن ودماء ، وهي حتمية وتمثل سنة الحياة وكما قال أمير الشعراء احمد  شوقي :(وللحرية الحبكلّ يد مضرجة يدق ).
وكما يقول العرب :(الحق بالسيف والعاجز يريد شهود).
وهذا لايعني ان الثورة السلمية لاتحقق النتائج الذي يحققها السيف.

غاطس العلاقات الأمريكية الإيرانية / بقلم نزار السامرائي / الجزء الثاني



غاطس العلاقات الأمريكية الإيرانية

نزار السامرائي

الجزء الثاني
ما هي أسباب التردد الأمريكي في تعاملها مع إيران؟

هل هو ناجم عن ضعف أمريكي عسكري؟ بالطبع هذه خرافة لا يصدقها حتى الإيرانيون أنفسهم.
هل هي خشية من نتائج المواجهة سواء من قوة إيران الذاتية أو من أدواتها الإقليمية أو المنتشرة في مناطق واسعة من العالم؟ ولماذا وقفت الولايات المتحدة وإسرائيل عاجزتين عن ردع نوايا إيران النووية؟ ولماذا تخاذل الاتحاد الأوربي عن اتخاذ خطوة واحدة تجاه هذا البرنامج الذي يشكل خطرا داهما على العالم وعلى المنطقة برمتها؟ وهل يرتبط الأمر بقوة غامضة تمتلكها إيران تستطيع بها إخافة العالم؟ أم أن الأمر يرتبط بحلف روسي صيني داعم بلا حدود لإيران ترافق مع مصالح فرنسية وألمانية اقتصادية في إيران تسعى لعدم إضاعتها؟ بحيث باتت الزعامة الإيرانية على قناعة من أن المصدات التي أُقيمت حول جدرانها الخارجية حتى من دون طلب منها باتت أقوى سياج يوفر لها الحماية اللازمة من أي تهديد خارجي خاصة مع رئيس أمريكي يقول ما لا يفعل ومهووس بتبديل مستشاريه ومساعديه ويمارس دبلوماسية التويتر بنجاح لم يحقق مثله أي رئيس آخر، حتى أن وزير خارجيته مايك بومبيو أجاب عن سؤال صحفي عن موعد مغادرته لموقعه كوزير للخارجية، قال إنه ينتظر تغريدة للرئيس تحسم هذا الأمر، وهذه السخرية اللاذعة تعكس مدى التدهور الذي وصلته مؤسسات الدولة الأمريكية العميقة التي تميزت في حقب الرؤساء الكبار باستقرار في المناصب العليا في البلاد.

يرى باحثون يعرفون أكثر مما تسمح الولايات المتحدة بتسربه، أن استراتيجية القوى الدولية رسمت لمنطقة الشرق الأوسط معادلة سياسية لا تريد أن تفلت خيوطها من بين يدها، تتلخص ببروز ثلاث قوى فاعلة فيها هي على التوالي في قدراتها العسكرية:-
1إسرائيل
2تركيا
3إيران
وإبقاء الوطن العربي مقّسمّا مهّمشا يعيش صراعات بينيّة على الحدود والثروات بين دوله، أو أزمات داخلية كقضايا الحريات العامة وحقوق الأقليات والتوزيع العادل للثروات، بحيث تجد دولُه نفسَها مضطرةً للإنفاق العسكري دفاعا عن نفسها وعادة لا تستطيع أن تفعل ذلك، مما يضطرها لطلب الحماية الدولية، التي تستطيع من خلال ذلك الحفاظ على تواجدها العسكري ونفوذه السياسي وحماية مصالحها الاقتصادية، ويمكن استنتاج ذلك من أن سياسة إيران بعد إسقاط الشاه بسبب ارتباطاته مع الغرب وعلاقاته مع إسرائيل، لم تتغير نحو الأحسن، بل على العكس من ذلك باشر النظام الذي أقامه خميني تحركاته الخارجية بشطر العالم الإسلامي عموديا على أسس طائفية وزرع الخلايا والتنظيمات الولائية في الوطن العربي، وبفرض العدوان على العراق الذي لم يكن له خيار إلا الدفاع عن نفسه في مواجهة التهديد الخارجي.

حسنا تلك إذن حزمة عريضة من أسئلة حائرة قد لا تجد لها إجابات شافية في عوالم التوقع أو التحليل والاستنتاج، ما لم يتم كشف ملفاتها السرية في أدراج أجهزة المخابرات ووزارات الخارجية، ولكن ذلك لا يحول دون إعطاء وجهات نظر تحليلية لما يجري وما يترتب عليها من نتائج.

من المعروف أن دونالد ترمب هو سادس رئيس أمريكي يصل إلى البيت الأبيض منذ وصول خميني إلى السلطة في إيران، بدأها جيمي كارتر الديمقراطي واعقبه دونالد ريغان الجمهوري، وخلال رئاستهما كانت أزمة احتلال السفارة الأمريكية في طهران في ذروة التأزم، وعجز جيمي كارتر الذي وُصف في حينه بأنه أضعف رئيس أمريكي حتى ذلك الوقت عن حل أزمة الرهائن وإن كان قد قدم تنازلات سياسية لافتة، منها عدم استضافة الشاه المعزول فوق الأراضي الأمريكية على الرغم من أصابته بمرض السرطان، ومنها مالية إذ تعهدّ بإطلاق مليارات الدولارات العائدة للحكومة الإيرانية التي كانت الإدارة الأمريكية قد وضعتها تحت الحجز بعد سقوط نظام الشاه، وقامت الحكومة الجزائرية بدور الوسيط المكوكي بين الطرفين ثم استضافت عاصمتُها التوقيعَ على محاضر الاتفاق بين البلدين وبضمانتها، لتحويل الأموال المحجوزة  ثم نقلها إلى إيران، ومع أن المفاوضات قد أُنجزت خلال إدارة كارتر، إلا أن التمّنع الإيراني لم يشأ منح كارتر شرف النهاية السعيدة لمحنة 52 من الدبلوماسيين العاملين في سفارة بلدهم في طهران والذين تم احتجازهم لمدة 444 يوما.

وبعد كارتر وصل الرئيس ريغان إلى البيت الأبيض والذي هدد بأن على إيران أن تطلق سراح الرهائن قبل تسلمه السلطة وإلا فإنها سترى موقفا لم تعهده قبلاً، وهذا ما حصل، ولكن ريغان الذي حمل إلى السياسة الأمريكية كل ما حفلت به أفلام هوليود ركز كل اهتمامه للدخول في سباق تسلح مع الاتحاد السوفيتي السابق وهو ما أدى إلى ارهاق الاتحاد السوفيتي وتحميله فوق طاقته، مما أدى إلى خروج الأخير من الساحة الدولية منكسرا بُعيد انتهاء رئاسة ريغان في ولاية جورج بوش الأب، والذي استثمر خلو الساحة الدولية من المكافئ القوي فعرّج على منطقة الشرق الأوسط لإخراج أقوى أعداء أمريكا في المنطقة أي العراق من المعادلة الإقليمية، فخاض بوش حربه الخاصة ضد العراق لتحقيق الهدف الذي أعلنه جيمس بيكر وزير خارجية بوش بإعادة العراق إلى عصر ما قبل الصناعة، وهكذا مرت إيران بحالة استرخاء في عهد ديمقراطي واحد وعهدين جمهوريين، بل أن دونالد ريغان الذي كان يُنظر إليه كواحد من الرؤساء الصقور في تاريخ الولايات المتحدة، أرسل مستشاره لشؤون الأمن القومي روبرت ماكفرلين إلى طهران أثناء الحرب مع العراق حاملا هديتين ثمينتين، الأولى كعكة كبيرة على هيئة خريطة العراق مع سكين، كناية عن تعهّد أمريكي بتسليم العراق كاملا لإيران لتفعل به ما تشاء، والثانية صفقة سلاح أُطلق عليها اسم كونترا، تضمنت صواريخ تاو وقطع غيار لطائرات الفانتوم وF 5، في محاولة لترجيح كفة إيران في عدوانها على العراق، أما نائبه السابق جورج بوش الأب فقد حقق أحلاما تلمودية في تدمير بابل لما تمثله من خطر على دولة إسرائيل، وتولّدت قناعة أن خروج الاتحاد السوفيتي من معادلة الصراع الدولي لا بد أن يقود إلى أن تخترع عدوا بديلا، فوجدت الولايات المتحدة في العراق عدوا يهدد مصالحها الإقليمية، تعاملت معه على هذا الأساس مع أنها تعرف جيدا عدم وجود تناسب في حجم القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية لكل منهما.

بعد رحيل بوش الأب من البيت الأبيض جاء رئيس ديمقراطي هو بيل كلينتون محملا بوعود كثيرة، لكنه سقط من حصانه في أول غزواته، عندما تسافل وسقط تحت إغراء شابة يهودية حسناء حديثة الوظيفة في البيت الأبيض، فغادر كل ما يفرضه عليه منصبه من وقار تفرضه مستلزمات وظيفته حتى بفرض أن مثل هذه المغامرات الرخيصة هي ديدنه، فواقعها في إحدى غرف البيت الأبيض، ولما كانت الفتاةُ المذكورة مكلفةً بهذه المهمة فقد كشفت تفاصيلها لممارسة المزيد من الضغط الصهيوني على كلينتون من قبل اللوبي اليهودي في أمريكا لتحقيق مكاسب أكبر لإسرائيل، وأحيل كلينتون إلى لجنة تحقيق، ومن أجل الإفلات منها، لم يجد إلا في العراق خلاصا لكرسيه من السقوط، فأمر بتنفيذ ضربة صاروخية أتت على ما قام العراق بتصليحه وصيانته مما دمره سلفه بوش الأب.

لكن اللعبة التوراتية الإنجيلية التي اعتمدها أكثر من رئيس أمريكي في تعاطيه مع السياسة الدولية لم تنته عند هذا الحد، فقد وصل إلى البيت الأبيض أكثر الرؤساء الأمريكان سفاهة وحمقاً، وهو جورج بوش الابن الذي استغل وقوع تفجير برجي التجارة الدولية في نيويورك في 11 أيلول/سبتمبر 2001، فنفذ حربه الخاصة بغزو أفغانستان بحجة القضاء على القاعدة، ثم واستنادا إلى أمر رباني فقد قرر غزو العراق عام 2003، بدعوى امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ودعمه للإرهاب الدولي، تلك الاتهامات التي تأكد زيفها على الرغم من كل الجهود التي بذلتها أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية للإمساك بأي خيط يدعم تلك الاتهامات، ثم تم تدمير منظومة الدولة العراقية وعقد المحتلون اتفاقيات سرية مع إيران تسلمت بموجبه دولة الفقيه العراق كاملا واستكملت ما لم تنفذه أمريكا من دمار.

وهكذا نلاحظ أن في كل مرحلة من مراحل المواجهة ترفع الولايات المتحدة شعارات عالية النبرة ضد إيران ولكنها في التنفيذ توجه طائراتها وبوارجها وصواريخها وفرقها العسكرية نحو العراق والعراق فقط.

يتبع الجزء الثالث

غاطس العلاقات الأمريكية الإيرانية / بقلم نزار السامرائي / الجزء الأول



غاطس العلاقات الأمريكية الإيرانية

نزار السامرائي

الجزء الأول
على الرغم من ارتفاع صوت الشعارات المعادية للولايات المتحدة من قبل إيران وأطراف موالية لها في الوطن العربي وتدين بالولاء لنظرية الولي الفقيه، فإن مياه الود والصفاء تنساب بين الطرفين من دون عائق تماما مثل انسياب المياه الجوفية في مسالكها، ولا تشبه علاقاتهما اي علاقات بين طرفين يظهران الخصومة ويبطنان مصالح عميقة لا تهددها الأزمات التي تطرأ بين آونة وأخرى، كما حصل في العلاقات الإيرانية الأمريكية، في مسالك غير مرئية أبقت على أعلى قدر من التفاهم والوئام.

لا توجد قضية انقسم عليها المراقبون والمحللون السياسيون كما انقسموا على موضوع التحالف السري أو لنقل التفاهم السري الذي يصل حد صداقة تمنع أي تصادم محتمل، أو بين التصادم المفترض الذي يسوّق له كثير من المأخوذين بالدعاية الإيرانية التي تصورها وكأنها لوحدها التي تحمل لواء مواجهة الاستكبار العالمي والصهيونية العالمية والدفاع عن المقدسات الإسلامية في فلسطين، مستغلّة هذه القضية التي هي محل إجماع عربي، من أجل تسويق ما تسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية كقوة جهاد وممانعة بوجه مخططات طمس الحق العربي في فلسطين الذي تخلى عنه العرب وسلمّوا راية الممانعة إلى إيران بملءِ إرادتهم لولاية الفقيه، على الرغم من أن إيران لم تخض حربا مباشرة واحدة باستثناء محاولتها تصدير ثورتها إلى العراق عندما تصدى لها العراقيون في معركة القادسية الثانية.

وإجمالا يمكن القول إن ما بين الولايات المتحدة خاصة والغرب عامة مصالح استراتيجية عميقة وعلاقات راسخة تتجاوز المرحلي، قد يصعب فهم كل أبعادها إذا ما نُظِرَ إليها من زاوية شعارات الكراهية المعلنة من قبل المسؤولين، أو في التهديدات العالية الوتيرة التي تتردد بلا توقف بين إيران والولايات المتحدة وتنسحب تلقائيا على إسرائيل.

فما هي حقيقة ما يحصل على المسرح من أدوار أو من وراء الكواليس من مشاعر وصفقات؟ ولماذا تتبدل أدوار الممثلين بل وأداء كل واحد منهم على وفق ما ترسم المصالح الثابتة والتصريحات المتغيرة؟.

هذا ما سنحاول أن نعرضه في هذه المقالة أو نعطي إجابات لها مهما تعمق غاطسها تبقى قاصرة عن الإحاطة بأبعادها وخفاياها التي تحرص الدولة الأمريكية العميقة على الحفاظ على الإمساك بكل خيوطها السائبة خشية من إفلات إيران الدولة بصرف النظر عن طبيعة نظام الحكم فيها عن الفلك الأمريكي. 

غير أن سؤالا ملحّاً لا بد أن يرد على خاطر المراقب المحايد عن دوافع الولايات المتحدة التي ترى كل هذا السلوك الاستفزازي الإيراني لمكانتها الدولية بما في ذلك تعريض مصالح ومؤسسات أمريكية لاستهدافات متكررة ومؤثرة من قبل الحرس الثوري الإيراني أو من قبل منظمات إرهابية تم تأسيسها من جانب إيران، ثم تقف موقفا مترددا مكتفية بالبيانات الصحفية النارية الصادرة عن البيت الأبيض أو وزارة الخارجية أو تعقيبات مضحكة من جانب الرئيس ترمي على صفحته في تويتر؟

ارتفع سقف التحدي الإيراني للولايات المتحدة في ولاية الرئيس دونالد ترمب إلى حد اسقاط طائرة أمريكية مسيرة متطورة فوق الخليج العربي في 20 حزيران 2019 ومرّ الحادث كغيمة غير ماطرة مع رسالة امتنان وتقدير من ترمب للزعامة الإيرانية لأنها لم تذهب إلى حد اسقاط طائرة نقل عسكرية كانت تحمل على متنها عددا من العسكريين الأمريكان كان تحلق على مقربة من الطائرة المسقطّة، ثم إن ترمب أظهر إنسانية أمريكية لافتة عندما كشف النقاب عن أن سبب عدم رده على العدوان الإيراني عسكريا، أنه كان يخشى من سقوط ما يقرب من 200 مدني إيراني في العملية التي كانت مقررة وتم إلغاؤها في الدقيقة الأخيرة، واستعاض عنها بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران وبسيل جديد من التهديدات على تويتر، وهنا لا بد من طرح سؤال منطقي عن الأسباب التي تدفع بترمب أن يرسل لإيران برسائل ودية بعد كل عمل قبيح تُقدم عليه إيران، من قبيل إن الولايات المتحدة تريد لإيران أن تكون بلدا متطورا مزدهرا، فهل يعي ترمب نتائج مثل هذه الرسائل على الزعامة الإيرانية الحمقاء وكيف توظفها ضد الشعب الإيراني من أن الاستكبار العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة يقف عاجزا عن مواجهة إيران وما تمتلكه من قوى خفية قادرة على إلحاق الهزيمة بأعدائها.

 سلوك إيران هذا وتردد أمريكا في الرد على مغامراتها الطائشة بل وتحرشاتها المتكررة بمصالحها في منطقة الخليج العربي، شجعها على أن تنظر باستخفاف للمواقف التي أعلنها ترمب عند حديثه عن الدور الإيراني، وتأكد للزعامة الإيرانية أن ترمب أكثر انسجاما مع رؤيتها وتبنيّا لوجهات نظرها بشأن قضايا أمن الخليج العربي من أي طرف أمريكي آخر، وعندما شعرت باطمئنان إلى أن ما تقوم به من أعمال إرهابية لن يلقى الرد الدولي أو الأمريكي حصرا، حولت مغامراتها الطائشة إلى مغامرات محسوبة فأردفت عملية اسقاط الطائرة الأمريكية المسيّرة بعملية استهداف خطيرة لمنشآت شركة نفط أرامكو في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية أكبر حليف سياسي واقتصادي للولايات المتحدة في المنطقة، وهذا الحادث الذي توقّع كثير من المراقبين العسكريين والسياسيين أن يكون الرد الأمريكي بمستوى الإهانة التي لحقت بمكانة الولايات المتحدة أو بما رفعه ترمب من شعارات نارية بشأن التصدي لسياسات إيران العدوانية التوسعية، لا سيما وأنه قال بأنّ أي سلوك إيراني يعرض المصالح والمنشآت الأمريكية أو أمن أصدقاء الولايات المتحدة أو تهديد إمدادات النفط والتجارة البحرية للخطر فإن بلاده سترد ردا عسكريا حازما وغير مسبوق على إيران، ولكن هذه الأحداث مرّت مرورا عابرا وكأن شيئا لم يحصل وبلعت واشنطن الإهانة ومسحتها بذيلها واتضح أن الرد الأمريكي سوف لن يتجاوز تغريدة على حسابه في تويتر واستعاضت واشنطن عن الرد العسكري بتشديد العقوبات الاقتصادية المطاطية.
يتبع الجزء الثاني