الخميس، 18 يوليو 2019

تصريح الاستاذ علي الريح السنهوري، امين سر قيادة القطر لحزب البعث العربي الاشتراكي، لجريدة الشرق الاوسط اللندنية، في عدد يوم 18 يوليو 2019 في محادثه مع الصحفي مصطفي سري.


تصريح الاستاذ علي الريح السنهوري، امين سر قيادة القطر لحزب البعث العربي الاشتراكي، لجريدة الشرق الاوسط اللندنية، في عدد يوم 18 يوليو 2019 في محادثه مع الصحفي مصطفي سري.

 صرح القيادي في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، امين سر حزب البعث العربي الاشتراكي علي الريح السنهوري لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن توقيع الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى التغيير، رغم أنه لا يلبي طموحات الشعب السوداني، لكنه «خطوة إلى الأمام» مشترطا استكماله بالوثيقة الدستورية التي لم يتم التوافق عليها بعد.
وشكك السنهوري في إصرار المجلس العسكري على «توقيع الاتفاق السياسي» قبل التوافق على الإعلان الدستوري، واعتبره محاولة منه لإرسال «رسائل إلى الخارج»، فحواها أن المفاوضات تسير باتجاه إيجابي، لوقف أي عقوبات قد تفرض عليه، مشيراً إلى أن قوى إعلان الحرية كانت تريد التوقيع على الاتفاق والإعلان الدستوري في وقت واحد.

وقال السنهوري إن المفاوضات التي ستبدأ الخميس بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، ستناقش القضايا الخلافية في الوثيقة، مشيراً إلى أن التوقيع على الاتفاق من دون حسم مسألة المجلس التشريعي يعني أن تعليقه لن ينتهي في 3 أشهر، «وسنظل نتفاوض حوله حتى نهاية الفترة الانتقالية».

وتابع: «أعتقد أن هنالك نيات مبيتة من المجلس العسكري لإلغاء وتجميد المجلس التشريعي، بحيث تؤول سلطات التشريع إلى مجلس السيادة وهذا أمر مرفوض من جانبنا». وأوضح السنهوري أن المقترح المطروح بإسناد ابتدار سلطة التشريع وسن القوانين من قبل مجلس الوزراء وإجازتها من مجلس السيادة يحوله إلى مجلس رئاسي، «وهذه وصاية منه على الثورة والشعب».

وانتقد تسليم السلطة السيادية العليا للعسكريين طوال 21 شهراً، واعتبرها انتقاصا من سيادة الشعب، ومن قدرة قوى الحرية والتغيير على إنجاز أهداف ومطالب الثورة، بيد أنه عاد للقول: «من إيجابياته تمكين المشاركة الوطنية لجماهير شعبنا، وقواه السياسية والاجتماعية في السلطة وهذه خطوات نحو الأمام».

وتابع: «بموازين القوى القائمة الآن، كان ينبغي الانتقال إلى سلطة مدنية كاملة، وهذا مطلب القوى الخارجية بأن تخضع الجيش والأمن لسلطة مدنية».


الأربعاء، 17 يوليو 2019

الولادات الكسيحة والتشوهات الخلقية السياسية في العراق.....الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي - الامين العام للجبهة الوطنية العراقية



الولادات الكسيحة والتشوهات الخلقية السياسية في العراق.



   ا.د. عبد الكاظم العبودي
الامين العام للجبهة الوطنية العراقية .

بين  فترة واخرى تصلنا بيانات وتصريحات باسماء مجهولة واخرى معروفة وثالثة مموهة ومحتشمة عن الظهور الكامل، تعلن عن عناوين ومسميات وجبهات باسم المعارضة العراقية في الخارج،  وتدعي ان لها امتدادات في الداخل، وانها تقود عملية التغيير في الداخل.  واخيرا وخلال شهر تموز الساخن٢٠١٩  باحداثه ومناخه المتطرف  تتصاعد بشكل واضح حمى المستنقعات السياسية بطفح جلدي يظهر من هنا وهناك ، اخرها ما يصلنا  عبر وسائط  التواصل الاجتماعي بأخبار وتسريبات  حول عقد مؤتمرات في عديد البلدان الاوربية ، وهي لا تخلو من الطرافة والسخرية المركبة وخاصة في مسمياتها  كالعنوان مثلا ( المؤتمر العالمي للمعارضة العراقية) المزمع عقده هذه المرة في السويد ، حسب الترويج له  منذ أيام .

ومن الطبيعي فان الكثيرين  يتسائلون عن  مثل هذا المؤتمر وغيره لكونه لم يعلن عن اسماء قيادته ومتصدريه ولا احد يعرف برنامجه  حتى الان. ومن المؤكد ان
هذا المؤتمر، مثل سابقاته،  سيولد كسيحا، كظاهرة فيسبوكية، ان لم نقل ولد قبل عقده ميتا وكسيحا لايقوى على القيام.

و ملاحظاتنا الاولية ثابتة القناعات و تؤكد ما قلناه قبل ايام عن ما يسمى ( المؤتمر الدولي للمعارضة العراقية ) الذي يروج عن نية عقده في السويد نهاية هذا الشهر تموز ،٢٠١٩  هو مجرد عبث اضافي وتخريب مقصود  لتشتيت الجهد والصف الوطني،   ويحمل من التفاهات والتناقضات في اعلانه التحضيري ما يثير الريبة والشكوك حوله ومن يتبناه وكذلك توقيته الظرفي . ومن المؤكد ان يقظة ابناء شعبنا وفصائل حركتنا الوطنية المناهضة للاحتلالين وفي مقدمتها الجبهة الوطنية العراقية قادرة على تشخيص مثل هذه الالاعيب الخبيثة بعقد المؤتمرات الممولة، من اطراف عدة،  والتي يسعى اصحابها الى تبييض المال السياسي الداعم لها، فلا شىء يرتجى منها، ولا شيء ذي قيمة  سيخرج عنها   لعدم جدية القائمين عليها.  واخيرا وبشكل استعجالي يطل على الفيسبوك المدعو  مصطفى الصافي من الولايات المتحدة بالدعوة لاحد تلك المؤتمرات، ويلاحظ من دعوته ما يلي: اولا:  الدعوة الى لقاء مستعجل لعدد من الاشخاص المجهولين لحد الآن؛ للاجتماع فورا؛ والخروج بعنوان جديد  معين باسم( المعارضة العراقية)و كذلك الدعوة الواضحة الى اقصاء البعث والقوى الوطنية الاخرى من تلك المعارضة التي يروج الى تشكيلها،  ثانيا:  خلا الحديث عن نقد وهجوم على ايران، هذه المرة،  وكأن هناك بوادر مصالحة لعودة الابن الضال الى فيلق قاسم سليماني. ثالثا: العودة الممجوجة  الى مغازلة المرجعية السيستانية وتبرئتها من جرائمها السياسية والطائفية في دعم العملية السياسية الفاسدة وتمكين احزاب الاسلام الطائفي من حكم العراق والعبث بدولته ووجوده كدولة ومجتمع وشعب تواق للحرية والاستقلال، وهذه المؤتمرات ، كما يبدو اصطفاف جديد  لرميم البيت الشيعي الذي أسسه المقبور احمد الجلبي،  يضم جماعات ايران من سنة وشيعة طهران، وبمصالحات بينهم باسم المعارضة ليضافوا الى قطعان  بقية عصابات الحشد والمليشيات وفيلق القدس والحرس الثوري الايراني،  وبتمويل منه. وما حيدر الساعدي،  المجهول،  ومصطفى الصافي وبقية فلول الطائفية الساقطة الا واجهات تتجدد كلما تمت الحاجة اليها لتوظيفها،  ولو باسم وعنوان ( المعارضة العراقية) . عودة مصطفى الصافي فجأة من أمريكا وغيره، مجرد  خبط عشواء متكرر في المجهول،  بعد فشل مشروعه الخائب في مؤتمره الأخير  الذي عقده في برلين قبل اشهر  ، حيث عاد هذا الروزوخون مرة أخرى لترميم ما تبقى من مهازل البيت الشيعي  ولو باسم " المعارضة العراقية" .. لتضليل اي حراك  شعبي مرتقب في الداخل والحاق الاساءة الى سمعة وطني العراق في الخارج ، حيث تمت مغازلة ما يسمى (الجيش العراقي)  وقوات الأمن صراحة  هذه المرة بعد اندماج الحشد فيه. نحذر جميع الوطنيين من احابيل هذه المخلوقات السياسية التي باتت تعيش على الارتزاق السياسي وتطرح لنفسها عناوين المعارضة العراقية وهي مجرد واجهات لعمل مخابراتي لا تستبعد منه اصابع نظام طهران وتمويل نوري المالكي ومتابعة دوائر ارتباطات اخرى.

 ان الجبهة الوطنية العراقية وعموم فصائل العمل الوطني العراقي وشخصيات العراق الوطنية الرافضة للاحتلالين الامريكي والايراني بعيدة كل البعد من هذه الالاعيب وهي تنأى بنفسها عن تلك المؤتمرات المشبوهة،  وترفض ان يقحم اسم المعارضة العراقية المناضلة في صفقات نتنة ومشبوهة تكرس الفتنة والفرقة الوطنية وخدمة الاغراض الطائفية المدانة في العراق شعبيا ووطنيا.
وان غدا لناظره قريب.

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

بيان صحفي: الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال:


بيان صحفي:
الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال:


نحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استشهاد الأسير نصار ماجد طقاطقة نتيجة التعذيب والاعتداء والإهمال الطبي الذي تعرض له.

 نطالب المؤسسات الدولية والحقوقية الوقوف عند مسؤوليتها والضغط على الاحتلال لتشكيل لجنة تحقيق محايدة لمعرفة تفاصيل الجريمة التي وقعت بحق الأسير الشهيد نصار طقاطقة.

 نطالب الجهات الرسمية الفلسطينية وعلى رأسها هيئة شؤون الأسرى والمحررين بموقف حازم يرتقي لمستوى الجريمة من خلال حمل هذا الملف والذهاب به إلى محكمة الجنايات الدولية ومجلس حقوق الإنسان وكل ما من شأنه أن يفضح جرائم المحتل ويعمل على لجم وإيقاف الإجراءات القمعية بحق الأسرى.

 نُهيب بأبناء شعبنا الفلسطيني وفصائله المقاومة مساندة ودعم إخوانهم الأسرى في سجون الاحتلال، فالشهيد نصار طقاطقة لن يكون الأخير ما لم تكن هناك مواقف جدية ضد دولة الاحتلال، فأنتم سندنا الأول وأملنا الكبير الذي نتشبث به.
 ما سمعناه عن استشهاد الأسير طقاطقة لا يمثل الحقيقة كاملةً، فما زالت الجثة محتجزة وتحمل الكثير من الدلائل والإشارات التي تؤكد على جرم الاحتلال، ولا زال الكثير من الغموض يلف أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام والمعزولين وأصحاب الملفات الطبية داخل سجون الاحتلال.

حزب البعث العربي الاشتراكي - التظيم الارتيري - بيان بمناسبة الذكرى الواحدة و الخمسون لثورة الطريق الجديد ثورة 17 -30 تموز 1968م


حزب البعث العربي الاشتراكي - التظيم الارتيري - بيان بمناسبة الذكرى الواحدة و الخمسون لثورة الطريق الجديد ثورة 17 -30 تموز 1968م


    
بِسْمِ اللِّ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 

    حزب البعث العربي الاشتراكي
     أمة عربية و احدة    ذات رسالة خالدة
     التنظيم الإرتري

بيان بمناسبة الذكرى الواحدة و الخمسون
لثورة الطريق الجديد ثورة 17 -30 تموز 1968م

في يوم أغر من تموز العزة و الكرامة اشرأب مناضلو البعث الأوفياء و وضعوا اللبنة الاولى لأعظم ثورة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر عبر فعل ثوري منظم.

جاءت ثورة تموز والامة تحت وطأة هزيمة حزيران لتعيد الأمل من جديد الى طريق الجهاد والثورة وازالة ومحو آثار تلك الهزيمة التي انعكست على كل مفاصل الحياة العربية كما اراد لها اعداؤها فكان ميلاد ثورة البعث في العراق في تلك الظروف ضربة قوية للمخطط الامبريالي الصهيوني الذي اراد ان يجعل من الهزيمة وآثارها المؤلمة بداية النهاية للامة العربية والقضاء التام على مشروع النضال من اجل تحرير فلسطين وكل شبر محتل من ارض العروبة.

ثورة 17- 30 تموز المجيدة لم تكن ثورة قطرية في أثرها بل تجاوزت دورها الوطني إلي أفاق أرحب بعد أن جعلت من العراق القاعدة المحررة للأمة فكان دورها قومي ا و إنساني ا و ظلت تمثل معيارا للتقدم و التغير الحقيقي حيث إنها أحدثت تحولات نوعية علي كافة المستويات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية في العراق ليمتد أثر ذلك أيضا علي الوطن العربي بشكل إيجابي.

في عهد الثورة المجيد و في بواكير عهدها اتخذت رؤية واضحة إزاء التعليم بما يتوافق مع رؤية البعث الفكرية فكان الارتقاء بالمستويات الأكاديمية و المهنية ديدن القيادة و تم التوسع الأفقي في المدارس بشكل ملحوظ مع منهجية أكاديمية مدركة لما تتطلبه التنمية من شروط وبالتالي لم يكن هذا التوسع عشوائي ا وأسهم في رفع مستويات التعليم بشكل متدرج من الابتدائي وحتى المستوى الجامعي والدراسات العليا ولم تقتصر آثار هذا النمو الطردي علي العراق و مواطنيه إذ تمدد إلي الوطن العربي حيث فتحت المدارس والمعاهد والجامعات أمام الطلاب العرب من كل الأقطار مما كان له أثر إيجابي علي المستوى القومي والقطر الإرتري كان له نصيب مقدر من هذا الأمر حيث تم رفد الساحة النضالية بكادر متعلم تم تأهيله بقدرات علمية وفنية تمكنه من المشاركة بشكل إيجابي في تطور الثورة و تحرير كامل التراب الوطني...

كما أحدثت ثورة تموز المجيدة ثورة في البنية التحتية التي تشكل الدعامة لاقتصاد حر من التبعية حيث شيدت المصانع والطرق والجسور والمطارات و الموانئ بما يتوافق مع حاجة العراقي في تنمية تنهض بالقطر ليكون رأس الرمح في المواجهة مع القوى الإمبريالية والصهيونية بأنهاء التبعية وتعزيز الاستقلال الاقتصادي فاعتمدت الثورة علي مصادر العراق من البترول عبر قرار التأميم الشجاع الذي شكل علامة فارقة في تأريخ المنطقة العربية.

ومن أجل خلق عراق مستقر ينعم بالسلم الاجتماعي كان الحكم الذاتي لشمال العراق الذي جعل منه بلد ا للتعايش السلمي فكان العراق موحد ا اجتماعيا كما هو جغرافيا وسياسي  عبر إنشاء الجبهة الوطنية القومية التقدمية التي انتظمت تحت لوائها كل القوى الاحزاب الوطنية.

علي صعيد الفعل القومي كانت الثورة داعما وسندا لحركات التحرر العربية ممثلة في الثورة الإرترية والفلسطينية والاحوازية وتقديم الدعم السخي دون ان يتبع ذلك الشروط والاملاءات التي اصبحت سمة معروفة عن بقية الداعمين الذين يقدمون بيد ويأخذون بالأخرى. لقد قدم العراق دعما في كافة المجالات ممثلا في المال والسلاح والتدريب والتأهيل والعلاج والتعليم والاعلام للثورة الإرترية وكان الاشقاء العراقيون حضورا في الساحة الإرترية في مجالات التدريب العسكري والكادر الصحي والاعلامي حيث كان يشكل دعم القطر العراقي العمود الفقري والدعم المضمون والموثوق للثورة الإرترية وفي جميع مراحلها حتى تكلل نضالها بالنصر.

لقد تحول العراق في ظل ثورة تموز الى قلعة محررة للامة العربية ولجميع شعوب العالم المضطهدة والمقهورة ومركزا و قبلة ومنارة تهتدي بها كل الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق
 
في ذكرى الثورة المجيدة التحية لمهندس الثورة وقائدها الشهيد القائد المجاهد صدام حسين ونبتهل الى الل ان يجعله في عليين و بقية رفاقه من ثوار تموز الاحرار والتحية والرحمة والغفران للمرحوم الاب القائد احمد حسن البكر

المجد والخلود لشهداء العراق والبعث والامة العربية
التحية لرجال البعث ومقاومته الباسلة التي مرغت انف الاحتلال الاميركي في وحل الهزيمة وتتصدى ببسالة للاحتلال الفارسي الصفوي.
النصر العاجل لأبطال العراق الصامدين في وجه الهجمة الشعوبية


قيادة التنظيم الإرتري
17 – تموز-2019


مكتب الثقافة والاعلام القومي - أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر- بقلم محمد صالح اليوسف


بسم الله الرحمن الرحيم


      أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر

على الرغم من أن  هناك أحداثا وملاحم جرت في بقعة معينة من الوطن العربي ، لكن امتد اشعاؤها ليضيء لنا على امتداد الوطن الكبير ، إما لأنها كانت  دفاعا عن وجود ومصالح ومستقبل الأمة وبجهد مشترك ، أو أدت في نتائجها وانعكاساتها إلى حماية المصلحة القومية وتعميق التلاحم العربي فصارت معالم وأياما مشرقة في تاريخنا العربي نستلهم منها القيم والدروس ونتزود من تفصيلات مجرياتها بشحنات من العزم وتجدد فينا روح الوفاء والإقدام والتضحيات في معاركنا الراهنة في مواجهتنا لأعداء الأمة من قوى الشر والعدوان حماية لمصالح الأمة وخياراتها ودورها الرسالي الانساني.

 برنامج أيام مشرقة في التاريخ العربي المعاصر يسلط الضوء على هذه الأحداث ويتناول بعدها القومي وتأثيراتها ودورها في التلاحم النضالي بين أبناء العروبة.  من هذه الأيام الخالدة في تاريخنا العربي  المعاصر:

ثورة 17 تموز المجيدة في العراق.

في صبيحة مثل هذا اليوم من العام 1968م استيقظ العراقيون والعرب والعالم وقد اشرقت على حياتهم شمس تمدهم بخيوط امل جديد وتبشرهم بمستقبل افضل. كانت تلك نسائم الحرية والعمل التي بثها البعث في الامة بسواعد كوكبة مؤمنة كرست كل حياتها (جهدها وفكرها) من اجل الامة العربية.
لقد كانت ثورة تموز التي فجرها البعث ينبوعا من العطاء والبذل في حياة الامة ووعدا صادقا من رجال مؤمنين بربهم وشعبهم وامتهم نحو مراق جديدة في خدمة ابناء

العراق والامة العربية وتاسيس قاعدة لنهضة عربية تسهم في كبح شهوة اعداء الامة من الاستعماريين والمستغلين والفاسدين والحاقدين واعوانهم الذين عاثوا فسادا ووقفوا حجر عثرة في وجه مقتضيات الحياة الكريمة لأمة العرب سنين طوالا. فما كان من رجال البعث وقادته الا التصدي الشجاع لذلك التدهور المريع في حياة العراقيين والعرب الذي كانت قوى الشر من امبرياليين وصهاينة وادواتهم تجرهم اليه جرا بعد ان زرعت الكيان الصهيوني في قلب الوطن وتهيأت لها من عوامل الوقوف في وجه الوحدة العربية كأكبر معرقل لخططهم لابقاء الامة العربية حبيسة الضعف ما يكفي لاخضاع العرب وعرقلة طموحهم في السير نحو حياة آمنة ومستقبل كريم.
وبالمقارنة مع ما كان يعيشه العراق والامة العربية من اوضاع سيئة على كل المستويات قبل ثورة تموز المجيدة يحق لنا ان نقول ان ثورة البعث في العراق قد انقذت فعلا العراقيين والعرب عندما قطعت تلك السلسلة من التدهور بثورة تتغذى من معين الايمان والوفاء البعثي.

وبنظرة سريعة يتكشف لنا عمق الدور الهائل الذي نهضت به ثورة تموز في نفض غبار الضعف والاستكانة الذي زرعه الاستعمار وقوى الشر وخيم في ارض العرب وجثم على كاهل ابنائها بسبب تراكم الكوارث والنكسات وتداعياتها من احباط نفسي وعجز عن الفعل وظلم اقتصادي نتج عن واقع حال العربي قبل تموز1968م فعراقيا تمظهر في ابرز صوره:

*/ جعل العراق وكرا للتجسس والمؤآمرات على العراقيين والامة العربية.
*/ نهب خيرات البلاد وحرم العراقيين من التمتع بثروتهم النفطية وادامة التخلف في العلاقات الاجتماعية وفي التعليم والصحة والصناعة والبنية التحتية وابقائه في ظروف البيئة المتعايشة مع التخلف.

*/ الحرص على صرف الانسان العراقي بعيدا عن تمثل عمقه الحضاري ودور العراق التاريخي في الحضارة والتطور وابعاده عن التطلع الى دوره الانساني. اما على مستوى الانسان العربي فقد كانت اهم الملامح السائدة:
1/ التآمر على اول وحدة عربية كان البعث من اهم صناعها واكبر المضحين من اجلها .
2/ العمل باستمرار في نهج التفتيت والتجزئة وتكريس الكيانات القطرية القائمة على النقيض من الوحدة وتغذية الروح والنعرات القطرية.
3/ المحاولات الدؤوبة لتوطين الهزيمة في الانسان العربي واستغلال نتائج النكسة في حزيران 1967م لتكريس الهوان والروح الانهزامية في ابناء العروبة وتثبيط هممهم وتخذيلهم.
اذن والحالة هذه فان قرار البعث بثورة تقطع ذلك التدحرج المريع في حياة العراقيين وابناء الامة العربية كان استجابة لمطلوبات وطنية وقومية وانسانية من ناحية ، وكان من ناحية اخرى خطوة اقتضتها ضرورات تخطي معطيات تلك المرحلة السيئة.
وانتشل البعث بثورته المجيدة في تموز العراقيين خاصة والانسان العربي بشكل عام من بين ركام الخنوع والتدهور ، ومد لهم بساط الامل والعمل والطموح فاشرأبت اعناقهم نحو العلا وأحيا فيهم روح الاجداد وسمو الرسالة الكبرى التي حملوها الى البشرية فاشرقت الدنيا بنور الحق بسواعدهم وايمانهم العميق وعزائمهم القوية على كل الخليقة. وقد افسحت الثورة للحياة كل مناحيها وفتحت الابواب مشرعة واعتبرت ان أولى مهماتها في احياء الدور الرسالي للامة هي خلق اهم الادوات الموصلة الى بداية صحيحة وجدية لهذه الرحلة وهو الانسان العربي الجديد .

وفي اطار الرؤية والمنهج الاستراتيجي للبعث فان امر انتشال العراق والامة ووضع ارجلهما على عتبة الطريق الصحيح كان في الحقيقة يمثل بل وينذر بمعركة كبيرة بكل المقاييس ستخوضها الامبريالية والصهيونية مع هكذا منحى وطموح الى نهضة هو امر غير مشروع بالنسبة للعرب. وكان لابد من اعداد العدة والعتاد اللازم لهذه المعركة الضارية مع قوى الاستعمار والشر وادواتها المحلية والاقليمية والدولية . وكما توقع قادة الثورة وتحسبوا بدأت الحرب على الثورة الوليدة منذ البداية وهي طرية العود وتوالت المؤامرات عليها تارة من داخل العراق واخرى من محيطه وثالثة من بعد . وكان لابد من الدفاع عن مشروع النهضة والتحدي والصمود في وجه تلك السلسلة المتواصلة من التآمر فاعدت الثورة للمعركة أدواتها الضرورية وفي المقدمة من ذلك الانسان العراقي اداة الثورة وغايتها فكان مشروع النهضة بالانسان اولا والسمو بروحه وافكاره وطموحاته المشروعة في التقدم واخذ فرصته بين الامم (الانسان المؤمن بحقه وبدوره الحياة).

ومع كل صمود يبديه العراق بقيادة البعث ومع كل تقدم يحققه كانت المؤآمرات تزداد حدة وشراسة وتتطور ادوات المعركة ضده ولكن كل ذلك صنع من البعث والعراق قوة متينة وقاعدة للتحرر ليس للعراق بل للعرب واصبح العراق في عهد البعث قلعة للحرية وسندا لكل الثوار المطالبين بحقوقهم المشروعة في الحياة الكريمة وحظي بحب واحترام وتقدير كل الخيرين في العالم.

ولانهم عاشوا الحياة الكريمة وشاهدوا الانجازات الكبرى في التنمية والبناء وولوج أفاق التطور في كل المجالات ولما رأوا من صدق واخلاص في قادة الثورة فقد التحم العراقيون بالعرب الشرفاء والخيرين في العالم في وجه المؤامرة على العراق الامر الذي دفع كل اعداء الانسانية تجميع كل ما لديهم من حقد وآلة تدمير وبقسوة لم يشهد التاريخ مثيلا لها فحطموا كل ما بنته الثورة من منجزات وخسر العرب والخيرون في العالم كما العراقيين خسارة جسيمة بتدمير تلك القاعدة العملاقة.

 وصحيح ان تضحيات العراقيين في هذه الحرب الظالمة كانت باهظة في الارواح والدماء والممتلكات بملايين الشهداء والمعوقين والايتام والارامل واللاجئين والنازحين . ولكن حلف الاعداء ايضا تكبد خسائر فادحة بعشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين النفسيين وتالفي الذاكرة والمجانين علاوة على الخسارة المالية المقدرة بترليونات الدولارات وهي خسارة ستظل هما ثقيلا على صدورهم سنين طوالا مهما كابروا وتنكروا .

اذن المعركة ضد البعث ومشروعه الحضاري لم تتوقف نتائجها المباشرة وغير المباشرة على البعث وثورته ومؤسساته فقط . بل كانت كارثة على مجمل المعانى السامية والقيم النبيلة التي تحتاجها البشرية جمعاء لتعيش حياة طبيعية. ويعيش العرب اليوم جنبا الى جنب مع العراقيين البؤس الذي نتج عن تخاذلهم في الدفاع عن عراق الثورة بل تآمرهم لاسقاط السلطة الوطنية في العراق . فاستعمرت العديد من اقطارهم واهينت كرامتهم وقيمهم واختلت مقومات امنهم تلك التي كان ينتخي البعثيون دفاعا عنها.

طريق العودة:
لا شك اننا وفي ظل هذه المعاناة التي يعيشها العرب اليوم نتيجة الموقف الخاطئ في معركة كانت مصيرية بالنسبة لهم ، فانهم بحاجة ملحة الى استدارة كاملة عن تلك المواقف الخاطئة وسلوك طريق العودة عن الهاوية وشروط هذه العودة:
*/ الاعتراف بالواقع الخطير الذي تمر به الامة العربية نتيجة غياب النظرة القومية في العلاقات العربية الدولية والاقليمية منذ الاختلال الذي احدثته الحرب العدوانية على العراق.

*/ الاقرار بفشل المعالجات القائمة على النظرة القطرية والمنفردة لقضايا الامة وبالتالي الحاجة الماسة الى ضرورة معالجة المشكلات التي تواجه الاقطار العربية بموقف جماعي ووفق نظرة قومية.
*/ التأكيد بان الاحتلال الاميركي الفارسي للعراق هو اساس البلوى التي عمت وطننا الكبير وان مفتاح استعادة الحرية للاجزاء المحتلة من الوطن العربي هو تحرير العراق من الاحتلالين ووضع حضوره وثقله وامكاناته المادية والبشرية وقواه المناضلة وعلى رأسها البعث المناضل في قلب ميدان المعركة القومية.
*/ ضرورة ان يعي الشباب بان الطريق المفضي الى وحدة النضال العربي طريق واحد وهو خوض نضال الوحدة والاستعداد للتضحية من اجل وجود الامة وسلامتها تلك التضحية التي كان البعث رائدها عندما قدم امثلة ما سبقه بها من احد في العصر الحديث وسجل في قائمة الشرف والفخر قوافل من قادته وكوادره يتقدمهم شهيد الحج الاكبر ورفاقه الميامين.
*/ الوقوف الصريح والدعم الكامل لمعركة تحرير العراق وتطهيره من دنس الاحتلال الفارسي التي تتصدى لها فصائل المقاومة العراقية الباسلة والبعث المجاهد بقيادة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي.
*/ على شباب الامة تبين ان التجربة وعبر الاثنتين وسبعين سنة الماضية قد اثبتت ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب السياسي المؤهل على امتداد الوطن العربي
لربط النظرية بالعمل وهو الاقدر على قراءة مطالب الامة وهو الاكثر استعدادا للتضحية من اجل بناء نموذج وطني وفق منظور قومي وانساني صادق ولو على مساحة قطر واحد.

فليكن الشباب العربي هو صاحب المبادرة في استنهاض وتوفيرعوامل وشروط الوحدة التي تنقذ امتنا وتمكنها من الدفاع عن وجودها وبقائها. انها مهمة جيل هذه المرحلة الحرجة من ابناء الامة العربية ان يتوحدوا في وجه قوى الشر والعدوان والاستعمار الجديد الذي توحد لسلب الامة وجودها ومقدراتها وطموحها واهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية.

النصرفي ذكرى ثورة تموز للبعث العظيم والتحية لقيادته المناضلة ومقاومته الباسلة والمجد لشهدائه الاكرمين

          محمد صالح اليوسف 
        المغرب العربي  



الاثنين، 15 يوليو 2019

برقية تهنئة الى الرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ..مرسلة من قبل الاستاذ الدكتور خالد عبد الحميد ممثل حزب البعث في الجبهة الوطنية العراقية



بسم الله الرحمن الرحيم

الرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ، القائد الاعلى للجهاد والتحرير ( حفظكم الله ورعاكم ).

بمناسبة الذكرى 51 لثورة 17-30 تموز المجيدة ، والتي شكلت نقطة انطلاق نحو بناء المشروع الوطني والقومي والانتقال بالعراق والامة الى مستوى الامم والدول المتقدمة .

 لقد كانت ثورة 17 تموزعملاقه بمنجزاتها الوطنية والقومية والتي استطاعت ان تنقل واقع العراق وشعبنا الكريم من التخلف والجهل والفقر بعد ان حققت الاستقلال السياسي والاقتصادي والانتقال بالانسان العراقي الى الحياة الحرة والكريمة .

وبهذه المناسبة الوطنية يشرفني ان أبعث لشخصكم الكريم ولكافة رفاق الحزب بأحرالتهاني واصدق التبريكات و نجدد  العهد والوفاء والالتزام بالمبادئ العظيمة لحزبنا الخالد ولثورتنا المباركة لتحقيق اهدافنا الخالدة ، ونعاهدكم  أن نبقى نعمل  وفق توجيهات سيادتكم  السديدة  والتي تخصون بها الجبهة الوطنية العراقية حتى تحقيق النصرالناجز والتحرير الكامل لوطننا العزيز .


الرفيق
الدكتور خالد عبد الحميد
ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي
في الجبهة الوطنية العراقية
تموز - 2019


تهنئة الى الرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتركي....مرسله من قبل الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي الامين العام للجبهة الوطنية العراقية






تهنئة الى الرفيق القائد عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتركي

والقائد الاعلى للجهاد والتحرير بمناسبة أعياد تموز الخالدة  

الأخ المجاهد عزة ابراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير المحترم.

تحية النضال والكفاح المشترك .

بمناسبة أعياد تموز وثورة المنجزات الوطنية والقومية ، اتقدم باسمي شخصيا ونيابة عن كافة اعضاء الامانة العامة والمكتب التنفيذي في الجبهة الوطنية العراقية ، بأزكى التهاني واجمل والتبريكات  لمقامكم الكريم  ونسال الله ان يحفظكم ويمد في عمركم لتكونوا في طليعة ثورة التحرير الكامل لارض العراق.

حفظكم الله سندا لقيادة الجبهة الوطنية العراقية لكي تتمكن من تأدية واجباتها ومهماتها الوطنية والتي تستلهم مسيرتها من نضال وكفاح شعبنا العظيم  وتاريخ تجربته النضالية الوطنية والقومية وستبقى تناضل بين صفوف شعبنا الثائر حتى تحقيق هدفها المركزي وهو تحرير العراق من دنس الاحتلالين الأمريكي والفارسي.



الدكتور عبد الكاظم العبودي
الامين العام للجبهة الوطنية العراقية
الامين العام لحركة اليسار التقدمي في العراق
تموز 2019


ثورة ١٧ – ٣٠ تموز المجيدة تحول نوعي فى تاريخ العراق وشرارة لا تنطفئ أ . د . أبو لهيب


ثورة ١٧ – ٣٠  تموز المجيدة تحول نوعي فى تاريخ العراق
وشرارة لا تنطفئ

أ . د . أبو لهيب

ثورة ١٧-٣٠ تموز هي ثورة الحزب في القطر التي كانت لها موقع خاص في ضمير الحزب. وهي تمثل قفزة نوعية جبارة في مسيرة حزب البعث، جاءت في وقت كان الحزب قد مر بنكسات عدة وهوبأمس الحاجة الى قوة لتجاوز النكسات يعزز ثقته بقدرته على تجاوز  والتغلب على عوامل الضعف فكانت الثورة المجيدة.  
                                                                        
جائت ثورة ١٧-٣٠ تموز كرد فعل طبيعي من الحزب على هزيمة حزيران ١٩٦٧ وعلى ردة ٢٣ شباط لياخذ الحزب دوره الطبيعي ويبني تجربته الرائدة في العراق وليقوم بدوره للرد على ما تتعرض له الامة العربية والقضية الفلسطينية من عدوان وتجاوزات ومؤامرات .

لقد قامت ثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بمجموعة قرارات وافعال ومواقف اخرجت العراق من صف الدول النامية الى صف الدول المتقدمة والناهضة علميا واقتصاديا واجتماعيا وعلى كل الاصعدة بل ان حزب البعث العربي الاشتراكي وهو يخوض تجربة بناء الحزب في العراق ، وخاض معارك واضحة ضد الرجعية والاستعمار والصهيونية وعلى مختلف المستويات والميادين، بل انه حزب مقاتل من اللحظة التي استلم فيه الحكم حتى هذه اللحظة حيث يمارس المقاومة الباسلة لتحرير العراق وضرب العملية السياسية المخابراتية ليعيد للعراق دوره المميز في الدفاع عن قضايا الامة وخصوصا قضية تحرير فلسطين .   
                              
المنجزات العظيمة التي حققتها تلك الثورة المجيدة شكلت عهدا ذهبيا،و من حق الشرفاء العراقيين والعرب أن يفتخروا بها امام العالم , تأميم النفط العراقي ووضعه في خدمة التنمية الفعلية الوطنية والقومية, وحل مشكلة الشمال العراقي وإعطاء أبنائه الأكراد حقوقهم في إطار حكم ذاتي ضمن الدولة العراقية الواحدة مما لم يتحقق لهم من قبل , تأميم التعليم في كافة مراحله من الحضانة وحتى الجامعة لتخريج جيوش العلماء في كل المجالات وتحقيق محو الأمية في القطر، كانت نسبة الأمية فيه من أعلى النسب وذلك بشهادة تقارير منظمة اليونسكو , توسيع شبكات الطرق والجسور ومشاريع الكهرباء والتصنيع وتحقيق الانتصارات الخالدة ضد أعداء العراق.

تلك المنجزات من حق شعبنا أن يفتخر ويفاخر بها حيث أذهلت كل أعدائه أعداء الأمة العربية ، فقد تآمروا مع الحاقدين الطائفيين والخونة المارقين من كل صوب واتجاه فجندوهم إلى جانبهم وحركوا أساطيلهم وجيوشهم في حرب صليبية ليس لها من قبل مثيلا  وإذا كانوا قد تمكنوا من الإطاحة بالنظام يوم ٩/٤/٢٠٠٣ فانهم لم يتمكنوا من الإجهاز على الثورة التي بقيت وستبقى مستمرة حيث تفجرت المقاومة على الفور وتصاعدت على غير ما كانوا يتوقعون .

المقاومة العراقية الموحدة اليوم وعمودها الفقري مناضلو البعث في جبهة واسعة تفرض نفسها في جميع الساحات وقد حددت لها استراتيجية وطنية وقومية هدفها التحرير والوحدة وقطع الطريق على كل العابثين والتوابع من المرتزقة والخونة والطائفيين, والمقاومة باعتباراتها الطليعية تتطلع في ذلك إلى المزيد من دعم المناضلين والأحرارالعرب في كل مكان لأنها تدرك أن معركتها مع الإمبرياليين والصهاينة والشعوبيين والطائفيين هي معركة فاصلة للإجهاز على أعداء الأمة وتحقيق تطلعاتها والاستمرار في مشروعها النهضوي القومي .                                                                           
فيما تقدم تكلمت عن قيام الثورة وأسباب التعجيل في قيامها، ولكني أجلت السبب الرئيسي لقيامها بالأساس. فهو يعود الى أن البعث هو حزب قومي ثوري , له أهدافه الثورية التي لابد من تحقيقها على صعيد الواقع، بهدف النهوض بالواقع العربي من وضعه المتخلف الى حالة التقدم والتطور وصولاً الى مستوى الدول المتقدمة عبر قفزة زمنية تختصر المئات من السنين التي مرت بها تلك الدول المتطورة الى بضع من السنوات، خصوصاُ وإن لدى العرب القدرات المادية والبشرية التي تحتاجها مثل هذه القفزة. وقد وجد الحزب إن تحقيق شعاره في الوحدة والحرية والإشتراكية هو الكفيل بإحداث هذه القفزة، من خلال ثورات الحزب أوإتلافه مع القوى الوطنية والتقدمية ذات التوجهات العروبية في كافة الدول العربية ، إِنَّ ثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة : ثورة التحدي والمقاومة والاستقلال والسيادة .

بهذا التحدي ممكن ان نطلق عليها ثورة السيادة الوطنية الكاملة بكل مفاصلها ومشروعها التحرري هكذا ممكن ان يقال عن ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ وعلى كل من يدرك معنى السيادة للارض والوطن والشعب ان يدرك كيف كانت تلك التحديات التي استطاع عدد من رفاقنا في الحزب لتعبئة الجماهير ثقافيا وسياسيا للوصول الى نقطة الانطلاق بالشعب نحو التحرر والثورة على الطغيان والانطلاق نحو الطموح والتقدم من خلال ماوضع من برامج من اجل استكمال تحرر الانسان العراقي من الاستعباد الغربي تحت اي مسمى اجنبي او تحت اي مسمى حكومي او حزبي ..فكانت ثورة التحديات التاريخية العظمى وقيادتها من الرعيل الاول من رفاقنا في الحزب والذين استطاعوا ان يضعوا المرتكزات الاساسية لبناء المجتمع بشكل سليم ومعافى من كل الامراض المجتمعية التي كانت تفتك به ولبناء دولة حديثة قوية لتتقدم مع تقدم الدول بعد الخروج من الحرب العالمية الثانية وتتقدم بسرعة فائقة في بناء المجتمع وبناء دولة قوية تستطيع حماية المجتمع من كل مايخطط له واستطاعت الثورة تحطيم كل القيود التي كانت تفرض على المجتمع وعلى العراق بصورة قصرية من خلال استنزاف كل مقومات العراق الاقتصادية والبشرية .

لذلك استطاعت الثورة من بناء منظومة سياسية مرتبطة بالمجتمع وتقوم بتطبيق الخطط والبرامج التي وضعت من قبل قيادة الثورة وكانت الاولويات هي البدء من الداخل وتصحيح مسيرة المجتمع العراقي والقضاء على كل المشاكل الداخلية التي كانت تعصف بالمجتمع من خلال المؤامرات المتكررة على العراق منذ نشأت الدولة العراقية الحديثة وكانت اولى الخطط هي بناء المجتمع بشكل سليم والتحرك نحو تاميم الاقتصاد العراقي وبالاخص الموارد الاساسية وهي النفط وكانت استكمالا للثورة ليكون العراق مستقلا سياسيا واقتصاديا بعد كانت تحركة الاصابع البريطانية وتسيطر عليه وعلى اقتصاده .

فكان التحدي الاكبر هو تاميم النفط العراقي والذي كان متوقعا انه سيشكل معركة مستمرة طويلة الامد مع الغرب الاستعماري وبالتحديد امريكا وبريطانيا واتحاد الشركات النفطية الاحتكارية لمجموعة الدول الاحتكارية ..ونجحت الثورة بذلك واستطاعت من تاميم النفط وواجهت التحديات القادمة ومن هنا بدات المعركة الطويلة معركة الغرب مع العراق ومن يدعي اليوم من قصار الفهم السياسي ان احتلال العراق جاء على اسباب انية معينة فهو ليس لديه بعد سياسي هنالك اسباب اكثر اهمية منها وكان من بينها اسباب تاريخية مرتبطة بالمخطط الاسرائيلي والفارسي الذي يساهم في تنفيذه دول الحلف الاستعماري لاعادة العراق الى ماقبل الدولة الحديثة او ماقبل الولايات الثلاثة وليمزق ولتاخذ منه الاراضي كما مخطط لاستحداث اسرائيل الكبرى ليس شرطا ان يكون احتلالا مباشرا لكنه قد يكون لوجستيا ومجتمعيا من خلال كل المنافذ المتاحة في هذا العصر الحديث..

إِن ثورة ألمجاهدين الحالية ليس إلا إمتداد لثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة وكان مشروع الثورة المعد منذ بداية الثورة وهي المقاومة من اجل حماية مشروع الثورة السياسي والاقتصادي وبدات بعد الاحتلال اطلاق شرارة المقاومة العراقية البطلة والتي اشرف عليها وقادها الرئيس الشهيد صدام حسين كما اشرف على قيادة الثورة وتطبيق برامجها بالكامل حتى تم اسرة واستشهاده ليستلم زمام امور المقاومة من بعده الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري القائد الاعلى للجهاد والتحرير ومازالت المقاومة العراقية الباسلة مستمرة في برنامجها المتكامل للدفاع عن العراق وعن مشروع الثورة وهو مشروع بناء الشعب التحرري والذي شاهد خلال  سنوات الماضية من عمر الاحتلال .

ولكن فى النهاية أقول سينتصر مشروع الثورة ولايصح الا الصحيح وسينتصر رجال المقاومة العراقية الباسلة رجال المهمات رجال الثورة واحفادها رجال الاستقلال والتحرر من العبودية والاستعمار ولن تستطيع كل قوى الكون من تمزيق وحدة الشعب العراقي الذي بات يدرك الحقيقة اليوم .

وبهذه المناسبة المجيدة أحي الشعب العراقي البطل واذكرهم بأن الثورة مستمرة مادام المجاهدين الابطال من ابناء البعث العظيم موجودين فى ساحة الوغى , والتحرير قريب باذن الله .
كما أحي عوائل الشهداء الابطال الذين ضحوا بكل غال ونفيس لاجل تحرير العراق من براثن الاعداء .

كما أقدم خالص تحياتي وتبريكاتي إلى القيادة السياسية وعلى رأسهم شيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير الرفيق المناضل عزة ابراهيم الدوري ( حفظه الله ).
ونجعل من ذكرى ثورة ١٧-٣٠ من تموز ثورة جديدة للقضاء على العدوان والطائفية والمذهبية فى العراق ، فليعيش المجاهدين الابطال أمل الشعب العراقي والامة العربية ، فليعيش الشعب العراقي الابي ، فلتعيش الامة العربية الاصيلة ، فرحمة والف رحمة على ارواح شهدائنا الابطال وفى مقدمتهم الشهيد البطل صدام حسين رحمهم الله جميعاً .