الأحد، 28 أكتوبر 2018

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تدين زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان وتدعو إلى مقاومة عربية شاملة لكل اشكال التطبيع:







القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تدين زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان وتدعو إلى مقاومة عربية شاملة لكل اشكال التطبيع:

جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية هذا نصه:

في الوقت الذي تسفك فيه دماء شعبنا العربي في فلسطين المحتلة وتتوسع شبكة الاستيطان الصهيوني وتتنهك حرمات العتبات الدينية ويتعرض رجال الدين العرب مشايخ وقساوسة  إلى أبشع أنواع التنكيل وانتهاك الأحكام العامة للقانون الدولي الإنساني في كل ربوع فلسطين، تفتح أبواب قصور بعض الحكام العرب لاستقبال رئيس وزراء العدو الصهيوني  وتصافح الأيدي المغمسة بدماء الاطفال والنساء والشيوخ والباحثين عن لقمة عيشهم على شواطىء غزة، وكأن هذه الجرائم المتمادية التي ترتكب بحق هذا الشعب الصابر الصامد  هي خارج نطاق الأمة وخارج مدى الوطن العربي الكبير. 

لقد كان أولى بالعرب الذين يتهافتون على استقبال مسؤولي العدو الصهيوني أن يبادروا إلى تقديم الدعم المادي والسياسي لمقاومة هذا الشعب الذي يقاتل باللحم الحي ويتصدى بالإمكانات المتاحة للعدوانية المستمرة وآخرها القصف اليومي على غزة  وتدمير القرى في الضفة الغربية  واتساع دائرة الاعتقال والحجز الاداري. أما أن يتم تجاهل كل ذلك ويفسح المجال أمام العدو ليجول في الأجواء العربية ويستقبل حكامه بحفاوة لا نظير لها وتشارك وفود صهيونية رياضية وثقافية في فعاليات وندوات ومؤتمرات تنظم على أرض عربية، ففي هذا استفزاز لمشاعر الجماهير العربية وانتهاك للحرمات القومية وهذا يندرج ضمن سياقات الاختراق للأمن القومي العربي  والذي لم يعد يقتصر على الاحتلال بشكله المباشر والذي تنوء تحته فلسطين المحتلة بل بات يطال الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وصولاً إلى التطبيع الشامل.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي إذ تدين بشدة استقبال سلطان عمان لرئيس وزراء العدو الصهيوني وكل أشكال التواصل مع الكيان الصهيوني ومنها دعوة منظمات صهيونية للمشاركة في أنشطة وفعاليات تنظم في بعض الدول العربية، ترى أن مثل هذا السلوك من بعض الأنظمة العربية تجاه العدو إنما هو قفز فوق دما ء الشهداء الذين سقطوا في فلسطين والذين ما زالوا يسقطون وهم يواجهون آلة الحرب الصهيونية التي تقتل البشر وتدمر الحجر، والقيادة القومية للحزب وهي تؤكد على رفض كل أشكال التطبيع السياسي  والاقتصادي والثقافي، ترى أن دعم فلسطين وقضيتها هو بتوفير الحضن القومي الدافئ لشعب فلسطين وثورته وتعزيز صموده وتوفير البدائل القومية لتغذية المؤسسات التي تتولى تأمين الجوانب الخدماتية للجماهير الفلسطينية كما حال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين. (الأونروا).

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تنظر بإيجابية لقرار الحكومة الأردنية باستعادة السيادة الوطنية على منطقتي الغابورة وأبي عفر تدعو جماهير الأمة إلى تحرك شعبي سريع ليس دعماً لمقاومة شعب فلسطين وحسب بل أيضاً لدعم كل مقاومة عربية ضد من يهدد الأمن القومي العربي إمبريالياً كان أميركياً أم صهيونياً أم فارسياً شعوبياً ولجعل الأمة تنخرط في المقاومة الشاملة ضد الأعداء القوميين للأمة وضد  كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني بدءاً باتفاقيات كمب ديفيد ووادي عربه ووصولاً إلى زيارة نتنياهو لسلطنة عمان والتي تأتي لتشكل واحدة من مشهديات العدوان المتمادي على الأمة من مداخل الوطن العربي وداخله.   
                                          
إن القيادة القومية للحزب وهي تحيي انتفاضة شعبنا في فلسطين المحتله وتصديه البطولي لقوات الاحتلال  تدعو إلى فتح الحدود العربية  بين أقطار الأمة وإغلاق بوابات العبور السياسية والاقتصادية والأمنية مع العدو الصهيوني وإلغاء الاتفاقيات المعقودة معه وإعادة الاعتبار لشعار التحرير الكامل لفلسطين كل فلسطين وبالكفاح الشعبي المسلح واستناداً إلى مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.

الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
الدكتور  احمد شوتري
في ٢٨/١٠/٢٠١٨

السبت، 27 أكتوبر 2018

الاتباعية أو الإمعية بقلم محمود الجاف





بسم الله الرحمن الرحيم

الاتباعية أو الإمعية



محمود الجاف

سلوك الاتّباعية أو الإمعية : هو رؤيتنا لبعض أفراد المُجتمع الذين يحملون الكثير من الصفات السيئة ومع ذلك يتبعهُم الناس لعدم رغبتهم في مُخالفة الأكثرية . ونرى الكثير من الحالات التي يتفاعل بها مجموعة من الأشخاص مع أخرى تتخذ طريقا أو دينا أو فكرا أو سُلوكا مُنحرفا . تمكنوا من غسل أدمغتهم حتى بدلوا عقيدتهُم وحولوا حبهُم إلى وكر الشياطين وصار قبلتهُم وصبوا جام حقدهُم على مهد النبوة ومنبع الرسالة رغم عدم يقينهم بهذا الأمر . ومع ذلك نحاول أن نتوصل معهم إلى توافق في الآراء والعمل بطريقة مُنسقة للوصول إلى أهداف مُشتركة . ومجموعات كبيرة أخرى تعمل لتحقيق هدف يختلف عما يُريدهُ الفرد كالذي يقوم به حشد أو غوغاء أو الانضمام إلى احتجاج أو المشاركة في قتال أو التصرف بروح وطنية أو العكس . ومن أشكالها الهستريا الجماعية التي تأتي اثر انتشار أوهام عن أخطار قد تهدد المُجتمع يتم تداولها بسرعة من خلال الشائعات والخوف أثناء تجمعات للمشاركة بحدث ما مثل مُشاهدة مسرحية أو مُباراة رياضية . وأحيانا يتفاعل الناس مع موقف واحد رغم تواجدهُم في أماكن مُختلفة مثل مُتابعة أحد برامج التلفزيون .

قد يتشارك الأفراد مع الجماعات مُجبرين لأنها تُساهم في البقاء على قيد الحياة والمُساعدة في البحث عن الغذاء أو تحقيق المركز الاجتماعي وزيادة فرص قيادة الآخرين والكثير من المال والسلطة . إنّ البشر عادة ما يميلون إلى تقليد الآخرين دون وعي وخُصوصا الشخصيات المشهورة كالفنانين ولاعبي الكرة أو السياسيين أو رجال الدين الذين يلعبون على وتر العواطف وينسجون القصص الخيالية المُؤثرة التي يصعب البحث عن أصولها ويمكنها ملء الفراغ العاطفي . فإذا كان الجميع يُقلّد ويُحاكي فأينْ تكمن المُشكلة ؟ هل هي في الذات ؟ وكيف يُمكن للمرء أنْ يتعرف على نفسهُ وسط كلّ هذه الحشود ؟ إنه التعرف على الذات وتطويرها وحب النفس واكتشاف قدراتها واختيار الأهداف والمضي في سبيل تحقيقها فقيمة المرء فيما يحقق من انجاز وعندها سيمكنك الخروج من الامعية بل وستصبح قدوة ومُلهم للكثيرين .

يقوم المجتمع أحيانا من خلال العديد من الأساليب والطرق بعرقلة وصولنا لأعماقنا والتعرف على ذواتنا وتطويرها من اجل الوصول إلى الشخصية القوية الحقيقية وليست التي تنمو على مسرح الخيال من خلال محاولة برمجتنا مُسبقًا كي نُصبح خاضعين لهُ وللضغوطات التي تسعى لجعلنا نتطابق مع القطيع الأمر الذي قد يُشكّل خوفًا لدينا من الرفض أو الاستبعاد في حال فكّرنا بمُخالفته أو الخروج عن نمطه فيحاول إظهار أفضل وجوههُ والتعبير عن ما هو مُتوقّع منهُ . لدينا إرادة تتيح لنا الحرية الكاملة في تحديد خيارات حياتنا وخصوصا عندما تتطلب تحمل المسؤولية عن قراراتنا . إنّ حرية الفرد مقيّدة بالمجتمع فضلًا عن قيوده الخاصة ولهذا عليك أنّ تُخصص وقتًا مُناسبًا للمُراقبة الذاتية حتى تكون واعيًا لأفكارك أولًا بأول وألا تبقي لها مجالًا لأنْ تتراكم دون أن تُفهم أو تُحلّل أو تُصنّف . والأمر ذاتهُ ينطبق على سلوكياتك . فكّر كثيرًا قبل أنْ تفعل شيء وحاول فهم السبب الذي يدفعك لان تُصبح جزءًا من القطيع . ولا تعمل على مُحاولة طمس العقل وقمعه لأنهُ يجعلنا نسخًا مُتشابهة نحملُ نفس الأفكار ونسلك ذات السلوكيات .
إنّ عدم قدرة المرء على التطور دون قيادة الغير هو القصور بحد ذاته ولا يكمن في عدم الفهم بل في غياب العزم والخروج منه يتطلّب إعمال العقل فضغط الامتثال يسيطر على الجميع خصوصا بعد انتشار الجهل والجريمة والخرافات وغياب القانون . لكن يجب أنْ نعي أنّ مد الذات بالثقافة اللازمة لتحقيق النجاح هو شيء قابل للتنفيذ وليس مُستحيلا ونستطيع من خلاله حماية أنفسنا من الآثار السلبية للقطيع وإذا أعطي الأطفال استقلاليةً أكثر وقدرةً على اتخاذ القرار فإنّهم سيطورون مهارات معرفية تحميهم من الانجرار إلى الجانب السلبي وتمنحهم القدرة على السباحة ضد التيار .

إن الله خلق الإنسان وكرمهُ على سائر المخلوقات وخصهُ بالعقل والإرادة التي يستطيع بها تمييز الخطأ من الصواب إلا أن كثيرًا من بني آدم يأبى إلا الانقياد خلف غيره . وهذه مأساة تبدأ من الأفراد ثم تنتهي على مُستوى الأمم والشعوب فتسليم النفس قيادتها لغيرها دون أية مُحاولة للتفكير فيما هي مُقبلة عليه هو شيء في مُنتهى الخُطورة . ونابعة عن جهل المرء بقيمته الحقيقية وفقدان ثقته بنفسه وخالقه الذي قال ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) الإسراء : 70 ولم يقل كرمنا بعض بني آدم . ولكن هذا البعض مُصرٌ على اختيار الموضع الأدنى . إن أمتنا كانت فيما سبق صاحبة القيادة على سائر الأمم وأصبح الجميع على دراية ووعي تام بتربص الحاقدين على ديننا بسبب الفتوحات الإسلامية شرقًا وغربًا وبدلا من أن يحمدوا الله الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور ما زالوا يحملون الحقد على المُسلمين ويخشون أن ينهضوا من سباتهم حتى لا تطمس هويتهم بسبب العقائد المُحرفة .

إن أصحاب تلك الهوية اليوم هم أكثر إصرارًا على رفض التبعية للإسلام في الوقت الذي يصر فيه كثير ممن حظوا بهذا الشرف لأهم وأعظم قيمة حقيقية ألا وهي الدين . ونظرًا لازدياد تفاقم تلك الظاهرة كان لابد من محاولة إيجاد حل في كيفية القضاء على التبعية العمياء ومحاولة الفرد تحرير نفسه ليكون المحرك الأساسي لكل سلوكياته هو الدستور الإلهي . لقد صدرنا إلى الغرب أعظم ما جاء به ديننا من قيم كأهمية الوقت والعلم والعمل والمحافظة والنظافة والوفاء بالعهود والتزام النظام وما يفرضه من واجبات وأخذنا منهم أسواء ما فيهم .

سار احد العلماء يوما مع طلابه إلى باب أحد الأشخاص وقال له : أنا الخضر فانكب على قدميه وهو يبكي ويتمسح به ثم قال : أطمئنك أن الصلاة قد رفعت عنك فازداد سروراً وعندما انتقل إلى بيت عالم وطرق الباب وقال : أنا الخضر ونظر إليه وقال : أبشرك بأن الصلاة قد رفعت عنك فدخل إلى البيت وعاد بعصى ليلحق بهذا الكذاب . إن أعدى أعداء الإنسان هما الجهل والخرافة فأي شيء تفهمه خطأ سيكون له تأثير خطير في حياتك لذلك قالوا في تعريف العلم : هو إدراك الشيء على ما هو عليه بدليل . والجهل هو إدراك الشيء في خلاف ما هو عليه .

وأنا أقول : لكل شيء قيمة ومقياس

2018 . 10 . 25
 

الجمعة، 26 أكتوبر 2018

بيان الجبهة الوطنية العراقية حول تداعيات الوضع العربي وتسارع السقوط في وحول التطبيع مع العدو الصهيوني





بيان الجبهة الوطنية العراقية
حول تداعيات الوضع العربي وتسارع السقوط في
 وحول التطبيع مع العدو الصهيوني

يا ابناء أمتنا العربية المجيدة

لم يعد خافيا على أحد من أبناء شعبنا العربي،  بشتى اقطارهم،   ان الصهيونية العالمية وحلفاءها في المنطقة والعالم، نجحت حين نفذت على مدى عقود ماتريده دولة الكيان الصهيوني في محاولاتها فرض مخططات استراتيجية متواصلة  لتدمير بنيات النظام العربي،  وتفكيك دوله  بلدا بلدا، والتوغل المنظم والفاعل في مهمات اسقاط وتوريط تلك الانظمة العربية الهشة ، مشرقا ومغربا، لايقاعها في شراك وقبول التطبيع السياسي والاقتصادي، وحتى الاجتماعي، فبعد فرض القوة العسكرية واكتساب التكنولوجيات الحربية المتطورة  واستغلال فوارق الكفة العسكرية لصالح العدو،   واعتماد طرق التآمر  الخبيث، فرضت على العرب من خلال خضوع الشقيقة مصر لقبول وتوقيع  اتفاقيات كمب ديفيد وبعدها تبعتها دول عربية  أخرى، وبدرجات متفاوتة وصلت في حالات منها في قبول التعامل المباشر او بالوكالة مع دولة الكيان الصهيوني،  وحتى الاعتراف بالكيان الصهيوني والتعامل معه دون حرج. 

وقد لاقت تلك الانتكاسات في بعض دول النظام العربي  رفض وغضب شعبي عارم في عموم الوطن العربي، تمسكا من الجماهير  بعدالة القضية الفلسطينية،  ورفضا لوجود  الكيان الاستيطاني الصهيوني الغاصب على الارض العربية المحتلة .

 واذا كانت دول التحالف الصهيوني - الغربي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا  قد دعمت ذلك المخطط الصهيوني منذ قيام الكيان الصهيوني 1948 ، فانها  استهدفت وعلى مدى سبعة عقود  دولا عربية بوسائل عدة لاضعاف مقاومتها الوطنية والقومية ولاجبارها على قبول تمرير  المشاريع  لصالح  دولة الكيان الصهيوني التوسعية في المشرق العربي، فتم دعم دولة الكيان  الصهيوني في حروبها على العرب وخاصة دول الطوق الفلسطيني،  ونال الحقد والتخريب والاستهداف  دولا اخرى كالعراق وصولا الى شن الحرب والغزو والاحتلال للعراق كرأس حربة عربية مجربة في مقاومة الكيان الصهيوني وعملائه في المنطقة، بعدها تم الشروع الفعلي بزج بلدان أخرى في ظروف الانشغال بالارهاب والاحتراب الداخلي  والعمل على تحطيم كيانات وسلطات الدولة القطرية في اكثر من بلد ونظام عربي لاشغال جماهير الامة العربية المسحوقة بحروب أهلية دامية واشاعة انقسامات طائفية والسعي بكل الوسائل الى تجزئة كل قطر عربي، بخلق كانتونات وكيانات  الحكم الاصغرية الضعيفة،  تمهيدا لتنفيذ صفقة القرن التي يعد لها الامريكيون وحلفائهم  في تقسيم المقسم وتجزئة المجزء لكي يحتل الكيان الصهيوني دوره المؤهل له في رسم سياسات وتحديد مستقبل أكثر من بلد عربي، خاصة  بعد تراجع دورالقوى الوطنية والقومية العربية الفاعلة، وبروز حالة عجزها الكلي في قيادة بلدانها باستقلالية عن النفوذ والاملاءات الخارجية.

 وبعد التدهور الكبير منذ عام 2003  الذي انضج الظروف الملائمة لخروج ممارسات وسياسات التطبيع مع العدو الصهيوني من حالاته السرية الى العلنية،  وصار العمل على المكشوف،  حتى صار علم الكيان الصهيوني وبعثاته متواجدا علنا في اكثر من ساحة  وعاصمة عربية،  يتبعه تطبيع متسارع  بمختلف الاشكال تحت واجهات منها،  رياضية وفنية وتجارية ، حيث بدأت تلك الممارسات المخجلة تخرج الى الاعلام  والاعلان الرسمي في ممارسات مقصودة تستهدف  اذلال جمهور الشارع العربي، وبوسائل شتى لكسر روح المقاومة والصمود  واضعاف الرفض لهذا الكيان المنبوذ .

 وهكذا وبمحاولات مستمرة  من لدن  المخططين ، وبتواطؤ عدد من الانظمة العربية وصل الأمر الى قبول هذا التطبيع الذي توجته بالامس الخميس  زيارة المجرم بنيامين  نتانياهو  رئيس حكومة الكيان الصهيوني  25/10/2018 الى سلطنة عمان في زيارة علنية ورسمية لم تفاجئ الجميع لما تسرب قبلها من تعاون بات مفضوحا.

وفي حين كان علم الكيان الصهيوني يستعرض في ساحات رياضية ومهرجانات فنية وصفقات تجارية في عدد من العواصم والمدن العربية وسط سكوت مطبق  وحالة تفرج لا مبالية،  سبقتها منذ فترات قريبة  عمليات واجتياحات عسكرية وقصف جوي وصاروخي لاراضي وعواصم ومنشئات عربية  في سوريا الشقيقة وبسكوت عربي وتواطؤ دولي تام .

وبغياب الجامعة العربية بكل اجهزتها  وانظمة دولها عن المشهد السياسي والاستراتيجي وهي المنشغلة بشراسة في قمع شعوبها وحكوماتها باتت متواطئة أصلا مع ما يجري  من خلال ممارسات تسجل على سلطاتها  في ما يجري من  عدوان وتآمر من قبل دولة الكيان الصهيوني وحلفائها في المنطقة ؛ حيث يتم تغييب ارادة  الشارع العربي،  والهاءه بمحن ومآسي  دموية واجتماعية ؛ لا تقل عن كوارث  وممارسات الغدر الصهيوني القائمة على ارض فلسطين العربية والذي يتجسد في تهجير سكان مدن عربية بكاملها وعودة سمسرة شراء وبيع الاراضي العربية في أكثر من قطر عربي لصالح اليهود وتبرير تواجدهم وعودتهم  الى بعض الاقطار ، وباستكمال استلاب واغتصاب القدس الشريف واعلانها عاصمة  ابدية لدولة الكيان الصهيوني ، وتصاعد فرص الاستثمارات المالية والاقتصادية  الصهيونية في عموم الوطن العربي.

ان الجبهة الوطنية العراقية،  اذ تستنكر قبول مثل هذا التطبيع المخزي،  مع الكيان الصهيوني، ترفضه  بشتى اشكاله ودرجاته، سواء كان في العلن او السر،  تحمل الجبهة الوطنية العراقية  تلك الانظمة العربية التي قادت مسارات الهزيمة القومية ، وتستنكر سماحها  المتصاعد والمستمر لقبول التعاون والتعايش مع كيان دموي استيطاني غاصب،  زرع بالقوة المسلحة والاغتصاب على ارض فلسطين العربية .

 والامانة العامة للجبهة الوطنية العراقية اذ تدين مثل هذا التطبيع وتستنكره،   تتوجه الى جماهير  وشعوب الامة العربية والاسلامية  والى قواها الحية وتدعوها الى مواجهة هذا الأمر الخطير والتصدي له بحزم وارادة ومسؤولية  وطنية وقومية واسلامية وتاريخية،  من خلال  الشروع فورا في حراك شعبي عربي واسع يفك القيود عن حرية جماهير الشعب العربي و يتجسد حالا في تساند وتحالف احرار الامة في عموم اقطار الوطن العربي للوقوف ضد هذا الانهيار الكبير امام محاولات ومخططات الكيان الصهيوني الغاصب ومخططات الدول الداعمة له وفي مقدمتها نظام طهران الداعم لكافة الميلشيات الارهابية في الدول العربية لخدمة مشروع الصهيونية العالمي وكذلك لتنفيذ صفقة القرن التي تمهد لتنفيذها هذه الايام ادارة دونالد ترامب وبدعم من المحافل الصهيونية المعادية لطموحات العرب وتحررهم.

ان الجبهة الوطنية العراقية ترى ان الشروع بانجاز جبهة القوى الشعبية  وبناءها على مستوى الوطن العربي يتكامل  في الوقت نفسه مع انجاز وبناء  تحالفات القوى الوطنية الحية على مستوى كل قطر عربي،  وسيكون ذلك كفيلا لانطلاق حركة تحرر وطني وقومي عربية توقف هذه الهجمة وتصد عوامل الانهيار وتعري كل الانظمة الفاسدة ومن يقف وراءها التي تكرس وتدعم  مثل هذا التطبيع.

ان ثقتنا تتجدد في قوة امتنا الحية ومبادرات قواها الوطنية والقومية وبالاستفادة من دروس الصراع العربي الصهيوني والتزود الواعي من خبرة شعوبنا في مواجهة انظمة الخيانة والاستبداد التي مهدت لنجاح مخططات التطبيع هذه وفرضها كامر واقع على شعوب هذه الامة الصابرة.
وان غدا لناظره قريب.




الامانة العامة للجبهة الوطنية العراقية
26 تشرین اول 2018

نعي ومواساة وتضامن مع شعبنا الاردني والعراقي







نعي ومواساة وتضامن مع شعبنا الاردني  والعراقي

بمزيدٍ من الأسى  والحزن،  وبعمق مشاعر المواساة،  وبايمان بقضاء الله وقدره،  تلقت الامانة العامة للجبهة الوطنية العراقية خبر الحادث المؤسف الذي ألمَّ بأهلنا في غرق عدد من أطفالنا الأردنيين والعراقيين  وبصحبة معلميهم نتيجة  تدفق وجرف عارم من السيول لحافلة مدرسية في منطقة البحر الميت يوم الخميس المصادف 25/10/2018  أدى إلى وفاة 18 شخصاً وإصابة 34  آخرين وفقدان عدد آخر أغلبهم من الأطفال من بينهم اطفال عراقيين.
رحمكم الله ياطيور الجنة التي هاجرت في يومها المحتوم نحو سماء الفردوس لتحل ارواحها،  راضية مرضية، لتلوذ  بجنان الرحمن شهیدة باذن الله ورضوانه.
 وإذ تعزي الامانة العامة  للجبهة الوطنية العراقية أهلنا الأردنيين والعراقيين جميعا،  نشاطرهم عميق الأسى والحزن بهذا المصاب الجلل،  نبتهل إلى الله العلي القدير أن يرحم الضحايا، ويلهم أهليهم الصبر والسلوان، والاحتساب بقضاء الله وقدره،  وأن يجعل الأمر برداً وسلاماً وأمانا دائما في ربوع الاردن الشقيق.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.



ألامانة العامة للجبهة الوطنية العراقية
26/10/2018




مقاربة حول العلاقة العضوية بين الحركتين البربرية والصهيونية بقلم الحاج حكيم هاني




مقاربة حول العلاقة العضوية بين الحركتين البربرية والصهيونية


الحاج حكيم هاني
 
بداية، وتفاديا لأي التباس في ذهن القارئ أو شعور بالظلم أو التعدي على أهلنا الأمازيغ شركائنا في الوطن، سنعمل على تحديد مصطلح ًالحركة الأمازيغيةً الذي يعنينا في هذا المقال، والذي نستعمله في كل كتاباتنا. فلقد اعتدنا كل مرة على أن يتلقفه نشطاء الأمازيغية الذين نصبوا أنفسهم ممثلين وأوصياء على ثقافة وعلى ساكنة لم تطلب شيئا من أحد ولا أجرت انتخابات نزيهة لتعيين المتحدث باسمها، ويقوموا بعملية خلط متعمد وممنهج بين الأمازيغ والحركة الأمازيغية بهدف التشهير بالعرب وتحقيرهم واتهامهم بالعنصرية.

سنظل نرددها للمرة الألف وحتى لمن لا آذان لهم، إن صراعنا سيظل محصورا مع حركة أمازيغية تمارس علينا الإقصاء والإرهاب الفكري جرّتنا إلى صراع هوياتي طويل الأمد وبات علينا أن نحدد موقفنا ونتحرك كعرب للتعبير عن تشبثنا بانتمائنا العربي ورفضنا لسياسة التمزيغ القسري الممارس علينا وعلى ثقافتنا. إننا اليوم بكل بساطة في مرحلة مفصلية ومعركة وجود دفاعا عن ذاتنا بين أن نكون أو لا نكون. إنها معركة فرضت علينا فرضا لم يعد مكان فيها للحياد أو التقاعس أو الخذلان. إنها مقاومة لن تنتهي إلا بدحر براثن الفكر الشوفيني الظلامي والقضاء على آثاره المدمرة للمشترك الجمعي.

وللمرة المليون، نؤكد أن صراعنا لم ولن يكون مع أهلنا الأمازيغ الذين نعتبرهم عربا أصلاء، ولا مع ألسنتهم التي تساهم في التعدد الثقافي لمغرب  العربي موحّد تحت قبة لغة عربية جامعة وفي إطار ثنائية العروبة والإسلام غير القابلة للنقاش.

إن الحركة الأمازيغية كما نعرّفها، هي هذا الخليط من الجمعيات التي تتناسل مع نفسها بغية الحصول على أكبر دعم مادي من الدولة، والتي أخرجت الأمازيغية من نطاقها الثقافي البحت وأدخلتها إلى عالم ضيق الأفق بعد أن حولتها إلى أيديولوجية جامدة تمارس الإقصاء والإرهاب الفكري لكل من سولت له نفسه مقارعتها بلا هوادة دون خوف ولا وجل.

لقد بتنا أمام خطاب يستعمل كل أساليب الابتزاز والكذب، ويعتمد على الأساطير والخرافات لاستمالة المغفلين والسذج. إنه خطاب تنبعث منه روائح نتنة تزكم الأنوف، فتحت أمامه المواقع الإلكترونية على مصراعيها وسجدت أمامه أحزاب مهترئة لا تقدم أي مشروع نهضوي للأمة جعلت من الشعوبية طريقة في التسيير وهدفا أسمى. أما الدولة، فلقد استقالت من مسؤولياتها وتخلت عن الصرامة التي تستحق أن تجابه بها هذه الحركة العنصرية، وأهدت لنشطائها مفاتيح مؤسسات لنشر الكراهية وصناعة هوية بديلة ولغة جديدة بهدف إبعاد المغرب عن عمقه الحضاري العربي.

لقد استطاعت هذه الحركة التي تمزج بين العلماني المتطرف والمتأسلم، أن تقنع بعض الأمازيغ من ضعاف النفوس والجهلة بالدخول في صراعات وهمية مع أشقائهم العرب. وأصبح من الصعب علينا اليوم التفريق بين متأسلم وعلماني. فالأول لم يفهم معنى العروبة وأعطاها بعدا عرقيا هي براء منه، وما زال يعاني أزمات نفسية حادة وانفصاما في الشخصية وتناقضا صارخا في المواقف، من الأحرى أن يعالج نفسه قبل معالجة الآخرين. أما الثاني فحقده على الإسلام لا ينبع إلا من نهر لا ينضب من أحقاد على العرب ولغتهم.

عودة إلى موضوع هذا المقال، فما زالت الدعوة التي وجهها مركز موشي ديان لنشطاء أمازيغ لحضور مؤتمر في دولة الكيان الصهيوني تتفاعل وسط زوبعة من الإدانات والشجب قامت بها جمعيات من المجتمع المدني وأحرار لا ترهبهم الماكينة الإعلامية والأبواق المأجورة. وهي مناسبة لنا لإثبات العلاقة العضوية بين الحركتين الأمازيغية والصهيونية والتشابه الواضح بين خطابيهما، ما يعني أننا نشم رائحة دورات تدريبية لهؤلاء النشطاء الذين يفتخرون بزياراتهم المتكررة للصهاينة لتبادل الخبرات والتجارب. والعلم الصهيوني صار إلى جانب العلمين الأمازيغي والكردي، حاضرا بقوة والسمة الغالبة وجزء من الجو العام لكل مظاهرات الحركة الأمازيغية في إطار تحالف ثلاثي أمازيغي كردي صهيوني ضد العرب.

وللتأكيد على هذا الطرح، سنسرد بعض نقاط التشابه والتطابق بين الحركتين، والتي تجعل منهما توأمين تجمعهما أهداف مشتركة تتلخص في ضرب العروبة وتقويض أي ارتباط بين العرب ومسارهم الوحدوي المشترك:

1ـ نظرية الأرض: تعتبر هذه النظرية حجرة الزاوية في المشروعين الصهيوني والقومي الأمازيغي. فالحركة الأمازيغية تتحدث عن ًأرض تامزغاً التي لا يضاهيها في عنصريتها إلا الفكر الصهيوني الذي يتحدث عن فلسطين بدون شعب كأرض الميعاد لشعب يهودي بدون أرض. والحركة الأمازيغية في خبثها، تعتبر كل ما في أرض ًتامزغاً، بشرا ولغة وثقافة وحجرا وشجرا، ملكا خاصا للأمازيغ لا مساهمة لغيرهم فيه.
2ـ العرق الصافي: تتطابق الحركة الأمازيغية مع شقيقتها الصهيونية في إيمانهما العميق بالعرق الصافي. وكلاهما يلجآن إلى علم الجينات وتفسيره على المقاس للحديث عن عرق أمازيغي صاف لا علاقة له بالعرب وآخر يهودي نقي لم يشبْه الاختلاط.

3ـ الاستيلاء على الإرث الثقافي للعرب: تتقاسم الحركة الصهيونية مع شقيقتها الأمازيغية فكرة الاستيلاء على الإرث الثقافي للعرب. فالدولة الصهيونية عمدت إلى تهويد عادات وثقافة الفلسطينيين في محاولة منها لإبادتهم ثقافيا وسلخهم عن إرثهم الحضاري العربي. وفي الجهة الأخرى نجد الحركة الأمازيغية عبر نظرية الأرض، تمزغ لهجات وعادات وتقاليد وثقافة القبائل العربية في المغرب بهدف تهميشهم وإقصائهم وإبعادهم عن عمقهم العربي. وهكذا تحولت حكوزة والسنة الفلاحية التي يحتفل بها كل الفلاحين في المغرب إلى سنة أمازيغية يبدأ التأريخ لها من انتصار شيشنق الأمازيغي الذي كان جزء من حضارة فرعونية. وعندما تتحدث هذه الحركة عن أمازيغية اللهجة المغربية  او الجزائرية رغم عروبة مصطلحاتها فالهدف المبيت هو الاستعداد للضغط على الدولة لتقرر أمازيغية المغرب او الجزائر وفك أي ارتباط مع العرب.

4ـ الاعتماد على الأساطير والخرافات وتزوير التاريخ: دأب الفكر الصهيوني منذ وعد بلفور على الاعتماد على الأساطير والخرافات، كحديثه عن شعب الله المختار وهيكل سليمان وأرض بدون شعب لشعب بدون أرض، لابتزاز الدول الغربية والضغط على كل الجاليات اليهودية للهجرة إلى فلسطين. وفي الجانب الآخر روجت الحركة الأمازيغية عبر سلسلة من الأكاذيب والأساطير، لوجود ما تسميه ًحضارة أمازيغيةً قائمة بذاتها لم يتحدث عنها أي مؤرخ مستقل. ولإعطاء زخم وروح لهذه الحضارة المزعومة، كان لا بد من تزوير التاريخ وسرقة رسوم تيفناق من أصحابها وتمزيغها وخلق تقويم أمازيغي خالص بعد الاستيلاء على السنة الفلاحية وصنع لغة جديدة توحد أمازيغ العالم تحت علم مزركش واحد.

وهكذا خرج علينا السامري ليضل بعض الأمازيغ المغفلين ويصنع لهم عجلا أمازيغيا جسدا له خوار فاقع لونه لا يسر الناظرين أطلق عليه اسم العَلم العرقي الأمازيغي يسجد له السذج من دون الله، ويرفرف في الساحات ويلف أجساد المرضى الحالمين بحضارة وهمية لم تر النور يوما ولم تؤلف كتابا واحدا. هذه هي الأساطير وهذه هي الخرافات التي استطاعت أن تقتحم قبة البرلمان ومؤسسات الدولة ومقرات الأحزاب.

5ـ الأمازيغوفوبيا والعداء للسامية: مصطلحان يحلو لأنصار الحركتين الصهيونية والأمازيغية استعمالهما بمناسبة أو بدونها من أجل ابتزاز الدول والرأي العام. وبهذا المصطلح ابتز الكيان الصهيوني ألمانيا للتكفير عن جرائم النازيين ودفع تعويضات خيالية للدولة الصهيونية ولعوائل الضحايا. وبه أيضا يتهم الكيان الصهيوني كل من تجرأ على إدانة جرائمه في فلسطين وطالب بجبر الضرر للفلسطينيين وإعادة الاعتبار لهم. والحركة الأمازيغية تشرب من نفس المعين لمنع أي انتقاد لفكرها الهدام. فالأمازيغوفوبيا مصطلح جديد أخرجه إلى الوجود عدد من النشطاء وفرضوه على الإعلام وبعض المنظمات الحقوقية في محاولة لكسر عزلتهم بعد أن اشتدت عليهم الضغوط وبدأ الرأي العام يستفيق من سباته العميق ليكتشف خطرهم الداهم. وهو مصطلح يُتهم به كل من يعادي فكر الحركة الأمازيغية ويحاربها دون كلل ولا ملل. وهو ما رأيناه مؤخرا عبر الاستغلال الفظيع لنكتة رددها الأستاذ المقرئ أبو زيد في إحدى محاضراته ، حول أهل سوس في المغرب، يعرفها القاصي والداني ويسخر منها حتى الأمازيغ أنفسهم. وهو ما جوبه برد عنيف من هذه الحركة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها مطالبة المقرئ الإدريسي بالاعتذار والدولة بتقديمه للمحاكمة. ولقد دفع الجهل والعنف بأحد هؤلاء النشطاء إلى رصد مكافأة مالية ضخمة لمن أحضر له رأس المقرئ على طبق من ذهب. وهذه الممارسات تثبت عنف هذه الحركة المتطرفة وتذكرنا حتما بالحركة الصهيونية التي تجر كل منتقديها إلى قاعة المحكمة بتهمة معاداة السامية وتمارس عليهم شتى أنواع العنف المادي والمعنوي.

6ـ ادعاء التميثلية: تصرّ الحركتان الصهيونية والأمازيغية على أنهما الممثل الشرعي والأوحد لليهود من جهة وللأمازيغ من جهة أخرى. وهما بهذا الادعاء تعتبران الموضوع خالصا لهما لا يحق لأي كان الخوض فيه. والويل كل الويل لأبناء الجلدة ممن ينتقد فكرهما ويطالب بالحكمة والرزانة والانفتاح والإيمان بمجتمع تعددي. فهؤلاء يلقبون بالخونة والمستلبين فكريا وعقائديا. وهو ما نراه من التعامل الفظ للكيان الصهيوني مع تيارات دينية يهودية ترفض الصهيونية وفكرة إنشاء وطن لليهود وتدعم حقوق الفلسطينيين وتطالب بدولة فلسطينية يعيش فيها اليهود مع العرب جنبا إلى جنب وتذكّر يهود العالم بأن المسلمين حرصوا دائما على سلامتهم وتعايشوا معهم في بلدانهم في أمن وأمان واحترام لمعتقداتهم. وهذه التيارات تتهم الصهيونة، كجماعات من الملاحدة والعلمانيين، بتحريف اليهودية كديانة رحمة ومحبة وسلام وإخراجها من مسارها الحقيقي وتحويلها إلى أداة للقتل والتدمير في حق العرب.

هذا التحريف ينطبق أيضا على الحركة الأمازيغية، المكونة في غالبيتها من علمانيين وملاحدة، التي حولت الأمازيغية من ثقافة نكن لها كل الاحترام إلى مشروع سياسي إقصائي للآخر، يحاول فرض هوية بديلة على المجتمع عبر الرجوع إلى أساطير التاريخ القديم وخرافات حضارة وهمية، وإبعاد المغرب عن عمقه الحضاري العربي. والجمعيات الأمازيغية التي تشذ عن القاعدة وترفض خطاب وأدبيات الحركة الأمازيغية وتدعو إلى الألفة مع العرب تحت سقف العروبة والإسلام، يتم مواجهتها بعنف والتطاول عليها. وهو ما رأيناه من هجوم للناشطة مليكة مزان على الدكتور بوعلي المعروف بدفاعه عن العروبة رغم أصوله الأمازيغية واصفة إياه بالمستلب وهي تدعوه إلى مغادرة المغرب إن أراد الدفاع عن اللغة العربية، إذ لا عربية فوق أرض ًتامزغاً.

إلا أن الأغرب والأنكى هو تعامل الدولة وأحزابنا الفاشلة مع الحركة الأمازيغية على أساس أنها الممثل الشرعي للأمازيغ والناطق الرسمي باسمهم في تهميش مقصود لكل الأصوات الحكيمة والرزينة في الشارع الأمازيغي والتي دعت دائما إلى تحكيم العقل والمنطق والابتعاد عن العاطفة والأساطير والخروج من دائرة الصراع الوهمي مع العرب، والذي لا يصب في مصلحة أحد. وهكذا أوكلت الدولة لهذه الحركة مهمة تسيير مؤسسات إعلامية وثقافية وجعلت منها المخاطب الرسمي في عملية صياغة الدستور وفي كل ما يتعلق بالشأن الأمازيغي. وبهذا تم فرض رسوم تيفناق على كل المغاربة  مقصود المغرب العربي واختراع لغة أمازيغية هجينة لا علاقة لها بألسنة العامة بهدف منافسة العربية وزيادة تهميشها.

7ـ الخلط المتعمد بين الثقافي والسياسي: تتقاسم الحركتان الصهيونية والأمازيغية هذا الخلط لاستمالة الشارع وتقديم نفسهما كمدافع عن الحقوق والحريات وبعثرة كل الأوراق أمام الرأي العام الوطني والدولي لحشد التأييد والمآزرة. ويكفي أن ننتقد الحركة الأمازيغية وممارساتها الفاشية حتى نُتهم بالاعتداء على الأمازيغ وثقافتهم ويشار إلينا كعنصريين يرفضون التعددية الثقافية. ولعمري لإنها لومضات فكر عبثي غارق حتى أخمص قدميه في الوقاحة والتناقض. إذ كيف يُعقل أن نتهم برفض التعددية من قِبل من يرفضون حتى الاعتراف بمكون أندلسي له خصوصياته وميزاته وآخر حساني قادم من عمق الصحراء يشم رحيق العروبة. وكيف لهم أن ينسوا ويهمشوا المكون الإفريقي الذي يعتبر العنصر الأقدم في  بلدان المغرب  العربي حسب العديد من الدراسات الأنثروبولوجية قبل هجرة الأمازيغ من اليمن بقرون، ناهيك عن العنصر العربي الأصيل بحضارته ولسانه وثقافته وهويته، الذي سكن السهول والحاضرة وساهم مساهمة فعالة في التحول إلى بناء المدن وإعمارها وإنتاج العلم والمعرفة معتمدا في ذلك على اللغة العربية لينهي سيادة اللغات البونيقية والقرطاجية والرومانية.

هؤلاء لا يعترفون إلا بالمكونين الأمازيغي واليهودي. ويا لها من مفارقة عجيبة تثبت مدى تصهين هذه الحركة وتقربها من الفكر الصهيوني عقيدة وأهدافا. والمغرب العربي بالنسبة لهم لا يكون إلا أمازيغيا بلباسه وعاداته ومشربه وحتى بلسانه حتى ولو كانت جل مصطلحاته قادمة من العربية الفصحى وأصوله تعود إلى الحجاز أو بلاد الشام. فاخرسوا يا عرب المغرب فلا طاقة لكم اليوم بأزايكو وجنوده. والمحكمة الشعبية الأمازيغية جاهزة لبتر أطراف وأعضاء كل من سولت له نفسه الادعاء بأنه عربي لغة وثقافة وانتماء فوق ًأرض تامزغاً. فلا مكان هنا للعرب ولا للعربية. هكذا قالت لكم مليكة مزان كاهنة زمانها وهي تهذي وتتوعد بالقتل والتهجير والإبادة الجماعية على شاكلة رواندا.

لا بل لا تخافوا ولا تحزنوا يا عرب فأنتم الأعلون وأنتم الجزء الأساسي والأصيل لهذا الوطن ولستم ضيوفا عند أحد. فقاوموا بكل ما أوتيتم دفاعا عن هويتكم ولا يرهبنكم خذلان الحاكم والدولة ولا استقالة السياسي والمثقف وعزوفه عن الدفاع عن عروبة المغرب ولا الانحياز السافر لإعلام رضي لنفسه أن يكون بوقا لدعاة التشظي الهوياتي ولا صراخ المرضى والمعتوهين في الساحات العامة.

8ـ نظرية المظلومية: نقطة أخرى يلتقي حولها أصحاب الفكرين الصهيوني والأمازيغي لتضاف إلى لائحة طويلة من التشابه حد التوأمة. هذه النظرية التي سرقتها الحركة الأمازيغية من شقيقتها الصهيونية هي عنوان للشعور بالدونية والخواء والعقم الأيديولوجي وعقدة النقص تجاه الآخر. فالحركة الأمازيغية في صراعها المرير مع العرب الذين يشكلون لها حاجزا منيعا وشوكة في حلق مشاريعها، تنظر إلى نفسها دون وعي باحتقار شديد تجاه حضارة أبهرت العالم بجمالية لغتها وعظمة إسهاماتها الفكرية والعلمية. وبات عليها أن تجد متنفسا لنفسها لتفادي الاختناق بسبب هذا الغبن واليأس الجاثمين على صدرها المشلول. وهي لم تجد إلا هذا الشعور المزمن والمتواصل بالظلم لإخراج هذه الشحنة من الكراهية من عمق أحشائها، والخروج من أزماتها الحادة، وإخفاء عجزها عن صناعة لغة يلتف حولها كل المغاربة واختراع حضارة وهوية بديلة كفيلة بإبعاد المغاربة عن عمقهم العربي.

يتبين لنا من كل هذا، التشابه الواضح بين الفكرين. وهو ما يفسر هذه الحميمية بين الحركتين وعملهما يدا في يد للقضاء على العدو العربي المشترك. أو لم يقل نشطاء الأمازيغية أن لا مشكلة لديهم مع الصهيونية وأنهم غير معنيين بمأساة الفلسطينيين وقضيتهم العادلة غير آبهين بما يقع لهم من ظلم وتشريد وتهجير وقتل متعمد للأطفال والشيوخ والنساء؟. أو لم تصفهم مليكة مزان بكلاب عرب لا يستحقون الحياة في تشف يندى منه جبين الإنسانية، وإهانة لكرامة الآخر؟ وهو ما يتطلب ردا مزلزلا من الدولة ومن المنظمات الحقوقية لإخراس صوت تمادى في العنف اللفظي دون ضوابط أو حواجز. أو لم يقف نشطاء الأمازيغية في الصفوف الأمامية من بين المنادين بالتطبيع مع العدو الصهيوني نكاية في العرب، بدعوى أن هناك يهود مغاربة يعيشون في فلسطين المحتلة؟. ونحن نقول لهم إن المغاربة أزاحوا عن هؤلاء اليهود جنسيتهم المغربية وأطرحوها أرضا منذ أن تحولوا إلى الصهيونية ووطأت أقدامهم أرض فلسطين للمساهمة في تقتيل الفلسطينيين وتمزيق أشلائهم. أو لم يتهافت الدغرني ومهني وآخرون على زياراتهم المتكررة للعدو الصهيوني لتبادل الخبرات في العداء للعرب والتنسيق معهم في مجالات عدة؟.

ندعو الأشقاء العرب في المشرق والخليج إلى الأخذ بعين الاعتبار خطورة الوضع في المغرب العربي وتوخي الحذر تجاه الدور الهدام الذي تلعبه هذه الحركة الأمازيغية السرطانية التي باتت تشكل إلى جانب الحركة الكردية العميلة، خنجرا مسموما في خاصرة الأمة العربية بأسرها.
ألا قد بلغت.