الاثنين، 20 يوليو 2020

القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية / نعي الفريق الاول الركن سلطان هاشم أحمد الطائي وزير الدفاع العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم
))كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)) أل عمران 185 صدق الله العظيم

الموضوع / نعي الفريق الاول الركن سلطان هاشم أحمد الطائي
وزير الدفاع العراقي

           بقلوب خاشعه لله جل في علاه ومليئة بالايمان بقضاء الله وقدره وفي هذا اليوم الاحد 19 تموز 2020  تنعى  القيادة العامة للقوات المسلحة الى شعبنا العراقي العظيم  استشهاد البطل الاسير المغفور له باذن الله تعالى ((الفريق الاول الركن سلطان هاشم احمد الطائي ، وزير الدفاع العراقي  )) في السجون الحكومية حيث امضى مايقارب السبعة عشر سنة بلا ذنب او جريره الا حبه لبلاده التي دافع عنها ببسالة وبطولة مشهوده .
       استشهد سيف القادسيه المقدام وبطل المعارك الخالدة وأحد اعمدة وصناع النصر المجيد في الحرب العراقيه ـ الايرانيه  ، فهنيئا له هذه الشهادة في سجون الخونة والعملاء الذين لايرقبون بالمؤمنين الا ولا ذمة .
           لقد كان الفريق الاول الركن سلطان هاشم أحمد الطائي  ضابطا متميزا وقائدا شجاعا هماما فذا  لا يشق له غبار شهدت له سوح الوغى وميادينها ، و تميز رحمه الله بشكل خاص بدماثة الخلق وحسن السيرة والسريره وكان عنوانا وراية عسكريه بارزه كما اشتهر بأدب وتواضع قل مثيله خلال سيرته ومسيرته العسكريه في المناصب الرفيعه التي تولاها ، ويكفيه فخرا وعزا انه عراقي الهويه وطني الانتماء  ومن ابرز قادة الجيش العراقي الوطني وينحدر من رحم عربي أصيل ومن قبيلة عربيه مشهود لها بالكرم والشجاعه ويعتبر من أبرز القادة الذين كان لافعالهم وبطولاتهم دورا متميزا في كسر شوكة القوات المسلحة الايرانية فجعلوا قادة ايران يتجرعون السم  الزعاف كما تجرع كبيرهم الذي علمهم السحر والشعوذة ثم تحقيق النصر الناجز في الحرب العراقية الايرانية والحاق اكبر هزيمه لايران في العصر الحديث .فهنيئا لك الشهادة ايها البطل المغوار وانت نذرت نفسك ليس للدفاع عن العراق ضد رياح الشر الصفراء القادمة من الشرق فحسب بل جاهدت بقتال عنيد دفاعا عن ارض العروبة في كل المعارك القومية التي كان لك شرف المساهمة فيها .
      وفي هذه الذكرى الاليمه لابد لنا أن نشير بأن الشهيد وزير الدفاع الفريق الاول الركن سلطان هاشم كان قد حصل على وثيقه صريحه من القوات الأمريكية المحتلة بانه أسير حرب ، ولكنها للاسف الشديد لم تلتزم بتعهداتها التي قطعتها على نفسها وخرقت كل المواثيق العسكريه والانسانيه وساقته الى محاكم ظالمه تحت دعاوى زائفه ، وبذلك فقد أثبت الغزاة الامريكان ومن تحالف معهم أنهم لايلتزمون باخلاق الحرب واعرافها ولايحترمون المواثيق الدوليه والانسانيه فهم ليسوا اصحاب عهد ولا ميثاق .. أخزاهم الله . 
         واذ تستذكر وتنعى القيادة العامة للقوات المسلحة احد ابطالها الميامين الذين لن يرهبهم الموت ولا الاعتقال لسنين طويله وبمعاملة سيئة جدا لاتقرها شرائع الارض والسماء وبلا أي عناية  طبية فانها تحمل قوات الاحتلال الامريكي المسئولية الاولى تجاه حياة  الابطال الاخرين الذين لازالوا في سجن الناصرية سيء السمعه عندما تم تسليمهم الى اعدائهم من الفرس والحكومات التي ارتبطت بهم.
ان قلوبنا يفتتها الأسى والحزن لفقدان بطل من ابطال جيش العراق الباسل ورجل همام من رجال العراق الغيارى الذين سطر لهم التأريخ مواقف رجالية شامخة في سبيل عزة وكرامة العراق
                نم قرير العين يا أبا أحمد شهيدا عزيزا فلقد اخذت ثأرك مقدما ممن ظلمك وكنت عنوانا بارزا وبيرقا عاليا في الدفاع عن العراق وستبقى في ذاكرة العراقيين والتاريخ وسيذكرك الابطال والاحرار وندعو من العزيز الجليل ونساله ان يتغمدك بواسع رحمته ومغفرته ويسكنك فسيح جناته يابطل القادسية المغوار  وان يلهم أهلك ورفاقك ومحبيك الصبر والسلوان .
وانا لله وانا اليه راجعون

القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة باذن الله
19 تموز 2020
الموافق 28 ذو القعدة 1441 هـ



الخميس، 16 يوليو 2020

ثوره تموز وانجازاتها في مجال القوات المسلحه بقلم : صلاح السامرائي



ثوره تموز وانجازاتها في مجال القوات المسلحة


بقلم : صلاح السامرائي

تمر علينا هذه الايام ذكرى ثورة 17- 30 تموز المجيدة عام 68. ولغرض استذكار هذه المناسبة العزيزة كان لابد من استعراض اهم منجزات الثورة والنظام الوطني والتي  جسدت فكر البعث ومشروعه النهضوي الشامل لمختلف مناحي الحياة ومن ضمن هذا الاهتمامات هي انجازات الثورة في مجال اعداد وتطوير القوات المسلحة وبما يؤهلها لاداء المهمات الموكلة لها.
ولذلك كان لابد من احداث تغير جوهري في بناء الجيش العراقي  من حيث الاعداد والتاهيل والتسليح والتدريب وبما يؤمن القدرة على تنفيذ المهام الوطنية للدفاع عن العراق وقضايا الامة المصيرية.
وللحجم الكبير لانجازات الثورة في مجال القوات المسلحة سوف اتطرق لجزئية واحدة فقط من تلك الانجازات.
 ففي مجال العلم العسكري تم أقرار منظومة التطوير والتدريب والتأهيل للجيش العراقي  . والتي رسمت المسار الصحيح لبناء القوات المسلحة على اسس علمية رصينة.
فبعد تبلور واقرار العقيدة السياسية للثورة والتي تستند الى فكر البعث ومشروعه النهضوي الشامل.
جرى وعلى مستوى وزاره الدفاع  اقرار العقيدة العسكرية  للجيش العراقي والتي تشمل  مجمل المفاهيم والنظريات والفعاليات التدريبية والتسليحية والقتالية وهي تعتبر ضل السياسة في الميدان و تهدف لتحقيق اهداف السياسة.

وبذلك كان للجيش العراقي عقيدة عسكرية متميزة واضحة المعالم.
ومن العقيدة العسكرية  انبثقت  عقيدة القتال  والتي تترجم العقيدة العسكرية في الميدان من خلال مفردات وتفاصيل عديدة تمارسها القطعات في الميدان.
وأيضآ تم تحديد وتبني العقيدة التدريبية للجيش العراقي والتي تهدف لوضع سياسات شمولية للنهوض بالعملية التدريبية والتي تفرضها عقيدة القتال بشكل يؤمن تحقيق الاهداف العامة لسياسة الدولة وذلك من خلال توجيهات التدريب وتحديد اهداف التدريب . والتي تصدر من مقر وزاره الدفاع ورئاسة اركان الجيش تعقبها مذكرات التدريب ومن ثم مناهج التدريب بمستويات القيادة الاخرى وصولآ الى التشكيلات والوحدات.
وبما ان التدريب في القوات المسلحه يعتمد على القاعدة المادية للتدريب فقد تم دعم وتطوير المؤسسات التدريبية واستحداث مؤسسات تدريبية تخصصية وفق احدث المعايير في الجيوش المتقدمة عالميآ واستحداث كليات واكاديميات ومعاهد عسكرية متطورة ولمختلف الاختصاصات نُسِبَ لادارتها اكفئ ضباط الجيش العراقي وبذلك جرى احداث تطورات نوعية في منظومة الاعداد والتأهيل وبما يؤمن تحقيق الاهداف المرسومة.

وأيضآ جرى العمل على تطوير المناهج ومفردات التدريب وفق احدث الاساليب وبما يتلائم مع دخول الاسلحة الحديثة للجيش العراقي حيث تم تحديث أغلب الاسلحة والمعدات من خلال ادخال اسلحة نوعية قادرة على حسم الحرب لصالح العراق وبذلك حسم الجيش العراقي ميزان القوى للصراع الاقليمي لصالحة  وايضأ كان للجيش العراقي الثقل الاساسي في احداث التوازن في موضوع  الصراع العربي الصهيوني.
ومن خلال ما تقدم اصبح الجيش العراقي من اقوى جيوش المنطقة من حيث الحجم والاعداد والتأهيل والتسليح. والخبرة الميدانية المتراكمة.
وفي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بدأت تتوضح ملامح الحرب الحديثة ودخول الاسلحة الحديثة  والمقذوفات الذكية الموجهة والتي تطلق عن بعد والتي تتميز بدقة اصابة الاهداف والقوة النارية الفائقة والتدمير الهائل  ودخول منظومات القيادة والسيطرة الحديثة  على مستوى القيادات العليا وميدان المعركة وبذلك تغيرت بيئة الحرب.
وكان لابد من احداث ثورة في مجال التدريب لمواكبة هذه التطوات.والمتغيرات  وعليه فقد اتخذت القيادة العسكرية العليا الاجراءات الازمة  على مستوى وزاره الدفاع والمديريات لتطوير اساليب التدريب لمواكبه هذه التطورات من خلال اساليب كثيره لتطوير المهارات الفرديه والجماعية لدى القادة والامرين للتعرف  بدقة على ظروف وبيئة الحرب الحديثة ومتطلباتها من حيث التخطيط والاعداد والعمل الميداني.

  الامر الذي تطلب الاستمرار وتطوير الاداء و رفع القدرات القتالية والتدريب على الاسلحة والمعدات الحديثة  وبهذا الصدد  تم  انشاء ميادين تدريبية متطورة ولمختلف الصنوف اضافة لاستيراد منظومات التدريب الحديثة والاجهزة والمدربات الاختصاصية بما يؤمن رفع كفاءة المقاتل العراقي وفي مختلف الصنوف والتخصصات وايضآ جرى الاهتمام بالدراسات العسكريه العليا من خلال افتتاح صرح علمي متميز هو جامعه البكر للدراسات العسكرية العليا والتي تهتم وتعنى بتطوير واعداد القادة للمستويات العليا  وهي من الجامعات العسكرية الفريدة في المنطقة ومن خلالها جرى الاهتمام في مجال البحوث والدراسات السوقية والعملياتية .
وعليه فقد امتزجت الخبرات الميدانية المتراكة للجيش العراقي الباسل مع التخطيط المتقن والمعتمد على اسس علمية رصينة والتي اسهمت في تحديد ملامح هذا الجيش وعقيدتة الوطنية  وبذلك  اكتسب مكانة رفيعة في قلوب العراقيين والعرب. وايضآ عُدَ من اقوى جيوش المنطقة
ذلك هو الجيش العراقي  الابي صاحب المآثر والبطولات والسفر الخالد.

تحيهة لذكرى ثورة تموز المجيدة وانجازاتها التاريخية الخالدة في مختلف مناحي الحياة.

الثلاثاء، 14 يوليو 2020

ثورة ١٧- ٣٠ تموز ١٩٦٨ في العراق نقطة التحول وجسر يربط الماضي بالحاضر لِأَجل المستقبل // بقلم أَ . د . أَبولهيب


ثورة ١٧- ٣٠ تموز ١٩٦٨ في العراق نقطة التحول
وجسر يربط الماضي بالحاضر لِأَجل المستقبل

أَ . د . أَبولهيب
في ١٧-٣٠ تموز في كل عام يحتفل العراقيون بمناسبة أكبر وأعظم حدث تاريخي في تاريخ العراق ونقطة التحول النوعي وشرارة لاتنطفئ ليضيئ درب الشعب العراقي ليكون نموذجاً حياً للامة العربية .   
                                                                                       
أن ذكرى ٥٢ لثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة في هذه السنة ليس كبقية الذكرى للسنوات السابقة للظروف التي يمر بها العراق والشعب العراقي الابي والامة العربية ، مِنْ المؤامرات الدنيئة مِنْ لدن الدول الغربية واسرائيل والفرس الصفوي المجوسي وبعض الانظمة العربية العميلة بقيادة أمريكا.     
                                                                                            
واليوم ومع حلول الذكرى الثانية والخمسين لثورة الشعب العراقي المجيدة وبرغم كل ما يعانيه أبناء شعبنا الصامد المجاهد في هذه المرحلة الحاسمة يستلهم المناضلون البعثيون وفصائل المقاومة الوطنية وشعب العراق الصابر الوفي الدروس الغنية لثورة السابع عشر من تموز الخالدة في تصديهم لكل هذه الاهوال. فها هم يتغنون بمنجزاتها ويستذكرون معالم النهضة التي حققتها ثورتهم المعطاءة ، مواصلين نضالهم صوب التحرير الشامل من الهيمنة الفارسية واستعادة عافية الوطن وحفظ وحدته وسيادته واستقلاله التام ، مدركين تماما أن ذلك الاستقلال لن يتحقق إلا من خلال استنهاض الجماهير وإعادة الاعتبار للارادة الوطنية وقيام حكومة وحدة وطنية تنتصرلشعبها وتاخذ بيده الى شاطئ الكرامة والامن والامان ، عبر تحقيق مبادئ ثورة "البعث" في العراق .     
                                                          
إِنَّ ثورة البعث في السابع عشر- الثلاثين مِنْ تموز عام ١٩٦٨ المباركة جاءت بِأنها أستنهاض لواقع الامة في مواجهة الاثار الخطيرة ، والانكسار المعنوي المريع الذي لحق بالامة العربية جراء نكسة حزيران ١٩٦٧ ، وكذلك وضع حد لحالة التداعي واليأس التي أصابت المواطن العربي بسبب الهزيمة المرة للامة العربية ومشروعها الحضاري ، وعلى هذا الاساس وضعت ثورة تموز أساسها الفكري وبلورة نظرية العمل طبقاً لمبادئ وأهداف حزب البعث العربي الاشتراكي ، على انها ثورة وطنية والقومية والاشتراكية ، و وضعت برامجها وفلسفتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية على اساس حاجة الامة باكملها وليس حاجة العراق وما يتطلبه مِنْ بناء ونهوض فحسب . ليكون نموذج وقاعدة الانطلاق في الامة العربية ، حيث كانت الامية قبل الثورة تضرب أطنابها بين فئات الشعب العراقي وتفوق نسبتها ٧٠% ، وكانت شبكات التجسس لصالح الغرب والكيان الصهيوني وايران وبعض الدول الاقليمية منتشرة في كل زاوية مِنْ زوايا الدولة والمجتمع العراقي ، وكانت الشركات النفطية الاحتكارية تنهب ثروات العراق والامة في النهار وتحت ضوء الشمس في وقت كانت البلاد تغط في مستنقع مِنْ التخلف وتدني مستوى الحياة على صعيد الريف والمدينة ، حيث الغياب الكامل للخدمات ، لاتوجد مياه صالحة للشرب ولن تتوفر الكهرباء الا لعشرين بالمائة مِنْ ابناء الشعب ، والشوارع غير معبدة ، وازمة سكن خانقة وتردي مستوى الحياة والمعيشة ، بالاضافة الى تردي الخدمات الصحية وتفشي الامراض الفتاكة ، وقلة المستشفيات والمراكز الصحية والتخلف الموجود منها وإفتقارها لِأبسط أنواع التكنولوجيا الطبية ، وفقدان القدرة الشرائية للمواطن ، وضحالة مستوى التعليم بكافة مراحله ، كان هذا هوحال العراق قبل ثورة تموز عام ١٩٦٨ ، كما كان أيضاً هناك تخلف في الزراعة والخدمات مما جعل البلاد في فقر مدقع ، وكانت الحرب الاهلية والاقتتال بين العرب والكرد بسبب تمرد الاحزاب الكردية بتحريض ودعم أمريكي غربي إسرائيلي إيراني ، وهي الاحداث التي راح ضحيتها أكثر مِنْ ٦٠،٠٠٠ ‌، الف عراقي مِنْ أبناء العرب والكرد ، على حد سواء ، كما كانت هناك آفة طائفية وعرقية وعنصرية وأمراض التطرف والخرافة والشعوذة في الممارسات الدينية والمدعومة مِنْ قبل إيران وبعض الدول الاقليمية والغربية كجزء مِنْ عملية الاستهداف للعراق والعراقيين والامعان في استمرار تخلفهم الفكري والاجتماعي وعزلهم عن مواكبة التطور العالمي ، هذا كله كان قد تواكب معه أيضاً تفكك الجيش وضعف تجهيزه ، وعدم إمتلاكه للامكانات المادية والعلمية ، وكانت هناك المحسوبية والمنسوبية وانتشار ظاهرة الفساد الاداري والرشوة والروتين ، بهذه الظروف الداخلية ، ولكل هذه الاسباب ، وفي ذلك الواقع الوطني والقومي والاقليمي وتداعياته قامت الثورة وانبثقت ، وعملت قيادتها التاريخية منذ أيامها الاولى على عزل العناصر المندسة في صفوفها والمعروفين بولائاتهم للغرب وإمريكا ، وعملت القيادة التاريخية للثورة منذ سنواتها الاولى على تحقيق انجازات عظيمة وخالدة لمعالجة هذا الواقع المرير وانتقلت بالعراق إلى مصاف الدول المتقدمة ، ووضعته في طليعة دول المنطقة على صعيد التحديث والتطوير ووضعت الثورة منهاجاً تجسد في تحقيق الاستقلال الوطني والقومي ، ورفعت شعارات كبيرة لتحقيق ذلك منها المطالبة بحق العرب في فلسطين ، وبقية الحقوق العربية ، وتحرير الثروة العربية ، وتوزيع ثروة العرب على العرب ، وبناء مشروع حضاري قومي إسلامي في مواجهة المشروع الصهيوني الامريكي الغربي الرجعي الاستسلامي البغيض ، وتحقيقاً لهذه المبادئ ومِنْ أجل أن تكون أُمَة العرب والاسلام أُمةً واحِدة حرة مستقلة متقدمة ، وان يكون لها دور حضاري وقيادي على مستوى الانسانية ، كما كان لها دورها دائماً عبر التاريخ فقد عملت الثورة وقيادتها على تحقيق المنجزات التالية :-   
                              
*- ألقضاء على شبكات التجسس والعَمَالة والخيانة والمتعاونين معها ضمن حملة وطنية علنية لتصفية هؤلاء .   
                                                                                   
*- القيام بحملة وطنية شاملة لمحو الامية في العراق ضمن برنامج محدد وشكلت لجنة عليا لهذا الغرض وحسب تقريرمنظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة ، تم إعلان العراق بلداً خالٍ مِنْ الامية .          
                                                                                         
*- خوض معركة التاميم الخالدة لجميع الثروات وخاصة النفطية بما فيها حصص الشركات الاحتكارية الامريكية والبريطانية والهولندية ، مما فتح للعراق وللامة العربية مصادر للثروة والتي كانت سبباً في نهضة العراق وتطوره علمياً وتقنياً واجتماعياً ، وتحقق نمو اقتصادياً للفرد والمجتمع قَلَّ نَظِيرَهُ في العالم .     
                                                              
*- تطبيق قانون الحكم الذاتي للاكراد والذي تمتع بموجبه الاكراد بحقوق وامتيازات مادية وثقافية وتاريخية قل نظيرها على مستوى منح الحقوق للاقليات فى العالم .                     
*- القيام بحملة لتحديث الدولة والمجتمع وادخال حلقات التكنولوجيا المتطورة وتطبيق المنهج العلمي في كل حلقات العمل لمؤسسات الدولة وفي جميع المجالات الزراعية والصناعية والخدمية     
                                                                                 
*- تطوير الخدمات الطبية والصحية بحيث أصبح النظام الطبي مِنْ الانظمة المتطورة على مستوى المنطقة والعالم ، وبشهادة منظمة الصحة العالمية .   
                                 
*- القيام بتطوير التربية والتعليم العالي فى العراق ، وذلك تم بناء عدد كبير مِنْ المدارس والمعاهد والجامعات على طول العراق وعرضه وتم تطبيق مجانية والزامية التعليم ولجميع المراحل الدراسية .                                                                                         
*- إِعداد مجاميع مِنْ العلماء والباحثين في مختلف صنوف العلم والمعرفة مِنْ خلال التوسع في البعثات الدراسية للدول المتقدمة ، وبسخاء قل نظيره في العالم .   
                           
هناك العديد وكثير الكثير مِنْ المنجزات والقرارات الوطنية التي تعزز استقلالية العراق وتحقيق رفاهية المواطن ، وتعزز روح المواطنة لديه وتجعله يشعر بالعزة والكرامة والكبرياء ، ويفتخر بأنه عراقي ، عربي ، مسلم ، يشعر بحقوق الاخرين ويدافع عن قيم الحق والعدالة والحرية والانسانية حيثما تطلب الامر ذلك .   
                                       
إن ما يدور على أرض العراق العظيم الان مِنْ ملاحم بطولية خالدة ضد المحتلين والمجرمين وعملائهم مِنْ دول المنطقة وبعض العراقيين الخونة ، والذين إحتلوا العراق واغتصبوه ، بسبب برنامج الثورة ومنجزاتها ومشروعها القومي والاسلامي الكبير ، إنما قد أفرز مقاومة باسلة عراقية وطنية خالصة شريفة ، كانت منبت الثورة وحصاد زرعها الوفير ، ونتاج عطاءها الوفير ، هدفها التحرير والوحدة الوطنية والبناء الحضاري وإقامة دولة المؤسسات والقانون ، وإنها قد حققت الكثير واربكت العدو المحتل وعملاءه وحلفاءه الدوليين ، وبدأت بتدمير قواته المهزومة بِأذن الله وعرقلة مشروعه البغيض وجعلتهم يفتشون عن مخرج مِنْ هنا وهناك متوسلين عملائهم الصغار في المنطقة للتوسط مِنْ أجل الوصول إلى مايحفظ ما تبقى لهم مِنْ ماء الوجه ، ولكن المنطق والتاريخ ومقتضيات الجهاد والمقاومة والتضحيات ، تتطلب أن لا يكون هناك حل إِلا بتحقيق مطالب الشعب والمقاومة الباسلة والمتمثلة بقيادة شيخ المجاهدين والقائد الاعلى للجهاد والتحرير                               
عاشت ثورة ١٧-٣٠ تموز الخالدة في ضمير شعبنا ومستقبله                                     
المجد للعراق العظيم الشامخ                                                                             
النصر للشرفاء المقاتلين والاوفياء على طريق الجهاد                                              
الخلود في عليين لشهداء الامة وشهداء البعث وعلى راسهم الشهيد البطل صدام حسين رحمه الله ورفاقه المناضلين ،
عاش نضال أمتنا العربية لأجل الوحدة والحرية والاشتراكية     

الاثنين، 6 يوليو 2020

ثورة ١٧ – ٣٠ من تموز المجيدة تحول نوعي فى تاريخ العراق وشرارة لا تنطفئ ..بقلم أ.د.ابو لهيب

ثورة ١٧ – ٣٠ من تموز المجيدة تحول نوعي فى تاريخ العراق
وشرارة لا تنطفئ


أ . د . أبو لهيب

ثورة ١٧-٣٠ تموز ، ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق الذي كان له موقع خاص في ضمير الحزب كقائد للامة . إنها تمثل قفزة نوعية جبارة في مسيرة حزب البعث، جاءت في وقت كان العراق والحزب بأمس الحاجة الى قوة لتتجاوز النكسات ليعزز الثقة بقدرته على تجاوز والتغلب على عوامل الضعف . 
                                                                         
جائت ثورة ١٧-٣٠ تموز كرد فعل طبيعي من الحزب على هزيمة حزيران ١٩٦٧ وعلى ردة ٢٣ شباط لياخذ الحزب دوره الطبيعي ويبني تجربته الرائدة في العراق وليقوم بدوره للرد على ما تتعرضت له الامة العربية والقضية الفلسطينية من عدوان وتجاوزات ومؤامرات .
لقد قامت ثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بمجموعة قرارات وافعال ومواقف اخرجت العراق من صف الدول النامية الى صف الدول المتقدمة والناهضة علميا واقتصاديا واجتماعيا وعلى كل الاصعدة بل ان حزب البعث العربي الاشتراكي وهو يخوض تجربة بناء نفسه وقواعده  في العراق ، خاض معارك واضحة ضد الرجعية والاستعمار والصهيونية وعلى مختلف المستويات والميادين بل انه حزب مقاتل من اللحظة التي استلم فيه الحكم حتى هذه اللحظة حيث يمارس المقاومة الباسلة لتحرير العراق وضرب العملية السياسية المخابراتية وليعيد للعراق دوره التاريخي  المميز في الدفاع عن قضايا الامة وخصوصا قضية تحرير فلسطين .    
                             
ان المنجزات العظيمة التي حققتها تلك الثورة المجيدة شكلت عهدا ذهبيا،و من حق الشرفاء العراقيين والعرب أن يفتخرون بها أمام العالم , ومن اهم منجزاتها ، تأميم النفط العراقي ووضعه في خدمة التنمية الفعلية الوطنية والقومية, وحل مشكلة الشمال العراقي وإعطاء أبنائه الأكراد حقوقهم في إطار حكم ذاتي ضمن الدولة العراقية الواحدة مما لم يتحقق لهم من قبل , تأميم التعليم وجعله مجانيا في كافة مراحله من الحضانة وحتى الجامعة لتخريج جيوش العلماء في كل المجالات وتحقيق محوالأمية في القطر بعد ان كانت نسبة الأمية فيه من أعلى النسب وذلك بشهادة تقارير منظمة اليونسكو , توسيع شبكات الطرق والجسور ومشاريع الكهرباء والتصنيع وتحقيق الانتصارات الخالدة ضد أعداء العراق .

تلك المنجزات من حق شعبنا أن يفتخر ويفاخر بها حيث أذهلت كل أعدائه وأعداء الأمة العربية مما دفعهم للتأمرواحتضان الحاقدين الطائفيين والخونة المارقين من كل صوب واتجاه فجندوهم إلى جانبهم وحركوا أساطيلهم وجيوشهم في حرب كونية  ليس لها من قبل مثيلا ، وإذا كانوا قد تمكنوا من الإطاحة بالنظام يوم ٩/٤/٢٠٠٣ فانهم لم يتمكنوا من الإجهازعلى الثورة التي بقيت وستبقى مستمرة حيث تفجرت المقاومة على الفور وتصاعدت على غير ما كانوا يتوقعون .

المقاومة العراقية الموحدة اليوم وعمودها الفقري مناضلو البعث في جبهة واسعة تفرض نفسها في جميع الساحات وقد حددت لها استراتيجية وطنية وقومية هدفها التحرير والوحدة وقطع الطريق على كل العابثين والتوابع من المرتزقة والخونة والطائفيين, والمقاومة باعتباراتها الطليعية تتطلع في ذلك إلى المزيد من دعم المناضلين والأحرار العرب في كل مكان لأنها تدرك أن معركتها مع الإمبرياليين والصهاينة والشعوبيين والطائفيين هي معركة فاصلة للإجهاز على أعداء الأمة وتحقيق تطلعاتها والاستمرار في مشروعها النهضوي القومي .                                                                           
فيما تقدم تكلمت عن قيام الثورة وأسباب التعجيل في قيامها، ولكني أجلت السبب الرئيسي لقيامها بالأساس. فالسبب الرئيسي يعود الى أن البعث هو حزب قومي ثوري , له أهدافه الثورية التي لابد من تحقيقها على صعيد الواقع، بهدف النهوض بالواقع العربي من وضعه المتخلف الى حالة التقدم والتطور وصولاً الى مستوى الدول المتقدمة عبر قفزة زمنية تختصر المئات من السنين التي مرت بها تلك الدول المتطورة الى بضع من السنوات، خصوصاُ وإن لدى العرب القدرات المادية والبشرية التي تحتاجها مثل هذه القفزة. وقد وجد الحزب إن تحقيق شعاره في الوحدة والحرية والإشتراكية هو الكفيل بإحداث هذه القفزة، من خلال ثورات الحزب أوإتلافه مع القوى الوطنية والتقدمية ذات التوجهات العروبية في كافة الدول العربية ،
 إِنَّ ثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة : ثورة التحدي والمقاومة والاستقلال والسيادة .



بهذا التحدي ممكن ان نطلق عليها ثورة السيادة الوطنية الكاملة بكل مفاصلها ومشروعها التحرري هكذا ممكن ان يقال عن ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ وعلى كل من يدرك معنى السيادة للارض والوطن والشعب ان يدرك كيف كانت تلك التحديات التي استطاع عدد من رفاقنا في الحزب لتعبئة الجماهير ثقافيا وسياسيا للوصول الى نقطة الانطلاق بالشعب نحو التحرر والثورة على الطغيان والانطلاق نحو الطموح والتقدم من خلال ماوضع من برامج من اجل استكمال تحرر الانسان العراقي من الاستعباد الغربي تحت اي مسمى اجنبي او تحت اي مسمى حكومي او حزبي ..فكانت ثورة التحديات التاريخية العظمى وقيادتها من الرعيل الاول من رفاقنا في الحزب والذين استطاعوا ان يضعوا المرتكزات الاساسية لبناء المجتمع بشكل سليم ومعافى من كل الامراض المجتمعية التي كانت تفتك به ولبناء دولة حديثة قوية لتتقدم مع تقدم الدول بعد الخروج من الحرب العالمية الثانية وتتقدم بسرعة فائقة في بناء المجتمع وبناء دولة قوية تستطيع حماية المجتمع من كل مايخطط له واستطاعت الثورة تحطيم كل القيود التي كانت تفرض على المجتمع وعلى العراق بصورة قصرية من خلال استنزاف كل مقومات العراق الاقتصادية والبشرية .

لذلك استطاعت الثورة من بناء منظومة سياسية مرتبطة بالمجتمع وتقوم بتطبيق الخطط والبرامج التي وضعت من قبل قيادة الثورة وكانت الاولويات هي البدء من الداخل وتصحيح مسيرة المجتمع العراقي والقضاء على كل المشاكل الداخلية التي كانت تعصف بالمجتمع من خلال المؤامرات المتكررة على العراق منذ نشأت الدولة العراقية الحديثة وكانت اولى الخطط هي بناء المجتمع بشكل سليم والتحرك نحو تاميم الاقتصاد العراقي وبالاخص الموارد الاساسية وهي النفط وكانت استكمالا للثورة ليكون العراق مستقلا سياسيا واقتصاديا بعد كانت تحركة الاصابع البريطانية وتسيطر عليه وعلى اقتصاده .

فكان التحدي الاكبر هو تاميم النفط العراقي والذي كان متوقعا انه سيشكل معركة مستمرة طويلة الامد مع الغرب الاستعماري وبالتحديد امريكا وبريطانيا واتحاد الشركات النفطية الاحتكارية لمجموعة الدول الاحتكارية ..ونجحت الثورة بذلك واستطاعت من تاميم النفط وواجهت التحديات القادمة ومن هنا بدات المعركة الطويلة معركة الغرب مع العراق ومن يدعي اليوم من قصار الفهم السياسي ان احتلال العراق جاء على اسباب انية معينة فهو ليس لديه بعد سياسي هنالك اسباب اكثر اهمية منها وكان من بين الاسباب هي اسباب تاريخية مرتبطة بالمخطط الاسرائيلي والفارسي الذي يساهم في تنفيذه دول الحلف الاستعماري لاعادة العراق الى ماقبل الدولة الحديثة او ماقبل الولايات الثلاثة وليمزق ولتاخذ منه الاراضي كما مخطط لاستحداث اسرائيل الكبرى ليس شرطا ان يكون احتلالا مباشرا لكنه قد يكون لوجستيا ومجتمعيا من خلال كل المنافذ المتاحة في هذا العصر الحديث..

إِن ثورة ألمجاهدين الحالية ليس إلا إمتداد لثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة وكان مشروع الثورة المعد منذ بداية الثورة وهي المقاومة من اجل حماية مشروع الثورة السياسي والاقتصادي وبدات بعد الاحتلال اطلاق شرارة المقاومة العراقية البطلة والتي اشرف عليها وقادها الرئيس الشهيد صدام حسين كما اشرف على قيادة الثورة وتطبيق برامجها بالكامل حتى تم اسره واستشهاده ليستلم زمام امور المقاومة من بعده الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري القائد الاعلى للجهاد والتحرير ومازالت المقاومة العراقية الباسلة مستمرة في برنامجها المتكامل للدفاع عن العراق وعن مشروع الثورة وهو مشروع بناء الشعب التحرري.

ولكن فى النهاية أقول سينتصر مشروع الثورة ولايصح الا الصحيح وسينتصر رجال المقاومة العراقية الباسلة رجال المهمات رجال الثورة واحفادها رجال الاستقلال والتحرر من العبودية والاستعمار ولن تستطيع كل قوى الكون من تمزيق وحدة الشعب العراقي الذي بات يدرك الحقيقة اليوم .

وبهذه المناسبة المجيدة أحيي الشعب العراقي البطل واذكرهم بأن الثورة مستمرة مادام المجاهدين الابطال من ابناء البعث العظيم موجودين فى ساحة الوغى , والتحرير قريب باذن الله .
كما أحيي عوائل الشهداء الابطال الذين ضحوا بكل غال ونفيس لاجل تحرير العراق من براثن الاعداء .

كما أقدم خالص تحياتي وتبريكاتي إلى القيادة السياسية وعلى رأسهم شيخ المجاهدين القائد الاعلى للجهاد والتحرير الرفيق المناضل عزة ابراهيم الدوري .

ونجعل من ذكرى ثورة ١٧-٣٠ من تموز ثورة جديدة للقضاء على العدوان والطائفية والمذهبية فى العراق ، فليعيش المجاهدين الابطال أمل الشعب العراقي والامة العربية ، فليعيش الشعب العراقي الابي ، فلتعيش الامة العربية الاصيلة ، فرحمة والف رحمة على ارواح شهدائنا الابطال وفى مقدمتهم الشهيد البطل صدام حسين رحمهم الله جميعاً .