الاثنين، 6 يوليو 2020

ثورة ١٧ – ٣٠ من تموز المجيدة تحول نوعي فى تاريخ العراق وشرارة لا تنطفئ ..بقلم أ.د.ابو لهيب

ثورة ١٧ – ٣٠ من تموز المجيدة تحول نوعي فى تاريخ العراق
وشرارة لا تنطفئ


أ . د . أبو لهيب

ثورة ١٧-٣٠ تموز ، ثورة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق الذي كان له موقع خاص في ضمير الحزب كقائد للامة . إنها تمثل قفزة نوعية جبارة في مسيرة حزب البعث، جاءت في وقت كان العراق والحزب بأمس الحاجة الى قوة لتتجاوز النكسات ليعزز الثقة بقدرته على تجاوز والتغلب على عوامل الضعف . 
                                                                         
جائت ثورة ١٧-٣٠ تموز كرد فعل طبيعي من الحزب على هزيمة حزيران ١٩٦٧ وعلى ردة ٢٣ شباط لياخذ الحزب دوره الطبيعي ويبني تجربته الرائدة في العراق وليقوم بدوره للرد على ما تتعرضت له الامة العربية والقضية الفلسطينية من عدوان وتجاوزات ومؤامرات .
لقد قامت ثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بمجموعة قرارات وافعال ومواقف اخرجت العراق من صف الدول النامية الى صف الدول المتقدمة والناهضة علميا واقتصاديا واجتماعيا وعلى كل الاصعدة بل ان حزب البعث العربي الاشتراكي وهو يخوض تجربة بناء نفسه وقواعده  في العراق ، خاض معارك واضحة ضد الرجعية والاستعمار والصهيونية وعلى مختلف المستويات والميادين بل انه حزب مقاتل من اللحظة التي استلم فيه الحكم حتى هذه اللحظة حيث يمارس المقاومة الباسلة لتحرير العراق وضرب العملية السياسية المخابراتية وليعيد للعراق دوره التاريخي  المميز في الدفاع عن قضايا الامة وخصوصا قضية تحرير فلسطين .    
                             
ان المنجزات العظيمة التي حققتها تلك الثورة المجيدة شكلت عهدا ذهبيا،و من حق الشرفاء العراقيين والعرب أن يفتخرون بها أمام العالم , ومن اهم منجزاتها ، تأميم النفط العراقي ووضعه في خدمة التنمية الفعلية الوطنية والقومية, وحل مشكلة الشمال العراقي وإعطاء أبنائه الأكراد حقوقهم في إطار حكم ذاتي ضمن الدولة العراقية الواحدة مما لم يتحقق لهم من قبل , تأميم التعليم وجعله مجانيا في كافة مراحله من الحضانة وحتى الجامعة لتخريج جيوش العلماء في كل المجالات وتحقيق محوالأمية في القطر بعد ان كانت نسبة الأمية فيه من أعلى النسب وذلك بشهادة تقارير منظمة اليونسكو , توسيع شبكات الطرق والجسور ومشاريع الكهرباء والتصنيع وتحقيق الانتصارات الخالدة ضد أعداء العراق .

تلك المنجزات من حق شعبنا أن يفتخر ويفاخر بها حيث أذهلت كل أعدائه وأعداء الأمة العربية مما دفعهم للتأمرواحتضان الحاقدين الطائفيين والخونة المارقين من كل صوب واتجاه فجندوهم إلى جانبهم وحركوا أساطيلهم وجيوشهم في حرب كونية  ليس لها من قبل مثيلا ، وإذا كانوا قد تمكنوا من الإطاحة بالنظام يوم ٩/٤/٢٠٠٣ فانهم لم يتمكنوا من الإجهازعلى الثورة التي بقيت وستبقى مستمرة حيث تفجرت المقاومة على الفور وتصاعدت على غير ما كانوا يتوقعون .

المقاومة العراقية الموحدة اليوم وعمودها الفقري مناضلو البعث في جبهة واسعة تفرض نفسها في جميع الساحات وقد حددت لها استراتيجية وطنية وقومية هدفها التحرير والوحدة وقطع الطريق على كل العابثين والتوابع من المرتزقة والخونة والطائفيين, والمقاومة باعتباراتها الطليعية تتطلع في ذلك إلى المزيد من دعم المناضلين والأحرار العرب في كل مكان لأنها تدرك أن معركتها مع الإمبرياليين والصهاينة والشعوبيين والطائفيين هي معركة فاصلة للإجهاز على أعداء الأمة وتحقيق تطلعاتها والاستمرار في مشروعها النهضوي القومي .                                                                           
فيما تقدم تكلمت عن قيام الثورة وأسباب التعجيل في قيامها، ولكني أجلت السبب الرئيسي لقيامها بالأساس. فالسبب الرئيسي يعود الى أن البعث هو حزب قومي ثوري , له أهدافه الثورية التي لابد من تحقيقها على صعيد الواقع، بهدف النهوض بالواقع العربي من وضعه المتخلف الى حالة التقدم والتطور وصولاً الى مستوى الدول المتقدمة عبر قفزة زمنية تختصر المئات من السنين التي مرت بها تلك الدول المتطورة الى بضع من السنوات، خصوصاُ وإن لدى العرب القدرات المادية والبشرية التي تحتاجها مثل هذه القفزة. وقد وجد الحزب إن تحقيق شعاره في الوحدة والحرية والإشتراكية هو الكفيل بإحداث هذه القفزة، من خلال ثورات الحزب أوإتلافه مع القوى الوطنية والتقدمية ذات التوجهات العروبية في كافة الدول العربية ،
 إِنَّ ثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة : ثورة التحدي والمقاومة والاستقلال والسيادة .



بهذا التحدي ممكن ان نطلق عليها ثورة السيادة الوطنية الكاملة بكل مفاصلها ومشروعها التحرري هكذا ممكن ان يقال عن ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ وعلى كل من يدرك معنى السيادة للارض والوطن والشعب ان يدرك كيف كانت تلك التحديات التي استطاع عدد من رفاقنا في الحزب لتعبئة الجماهير ثقافيا وسياسيا للوصول الى نقطة الانطلاق بالشعب نحو التحرر والثورة على الطغيان والانطلاق نحو الطموح والتقدم من خلال ماوضع من برامج من اجل استكمال تحرر الانسان العراقي من الاستعباد الغربي تحت اي مسمى اجنبي او تحت اي مسمى حكومي او حزبي ..فكانت ثورة التحديات التاريخية العظمى وقيادتها من الرعيل الاول من رفاقنا في الحزب والذين استطاعوا ان يضعوا المرتكزات الاساسية لبناء المجتمع بشكل سليم ومعافى من كل الامراض المجتمعية التي كانت تفتك به ولبناء دولة حديثة قوية لتتقدم مع تقدم الدول بعد الخروج من الحرب العالمية الثانية وتتقدم بسرعة فائقة في بناء المجتمع وبناء دولة قوية تستطيع حماية المجتمع من كل مايخطط له واستطاعت الثورة تحطيم كل القيود التي كانت تفرض على المجتمع وعلى العراق بصورة قصرية من خلال استنزاف كل مقومات العراق الاقتصادية والبشرية .

لذلك استطاعت الثورة من بناء منظومة سياسية مرتبطة بالمجتمع وتقوم بتطبيق الخطط والبرامج التي وضعت من قبل قيادة الثورة وكانت الاولويات هي البدء من الداخل وتصحيح مسيرة المجتمع العراقي والقضاء على كل المشاكل الداخلية التي كانت تعصف بالمجتمع من خلال المؤامرات المتكررة على العراق منذ نشأت الدولة العراقية الحديثة وكانت اولى الخطط هي بناء المجتمع بشكل سليم والتحرك نحو تاميم الاقتصاد العراقي وبالاخص الموارد الاساسية وهي النفط وكانت استكمالا للثورة ليكون العراق مستقلا سياسيا واقتصاديا بعد كانت تحركة الاصابع البريطانية وتسيطر عليه وعلى اقتصاده .

فكان التحدي الاكبر هو تاميم النفط العراقي والذي كان متوقعا انه سيشكل معركة مستمرة طويلة الامد مع الغرب الاستعماري وبالتحديد امريكا وبريطانيا واتحاد الشركات النفطية الاحتكارية لمجموعة الدول الاحتكارية ..ونجحت الثورة بذلك واستطاعت من تاميم النفط وواجهت التحديات القادمة ومن هنا بدات المعركة الطويلة معركة الغرب مع العراق ومن يدعي اليوم من قصار الفهم السياسي ان احتلال العراق جاء على اسباب انية معينة فهو ليس لديه بعد سياسي هنالك اسباب اكثر اهمية منها وكان من بين الاسباب هي اسباب تاريخية مرتبطة بالمخطط الاسرائيلي والفارسي الذي يساهم في تنفيذه دول الحلف الاستعماري لاعادة العراق الى ماقبل الدولة الحديثة او ماقبل الولايات الثلاثة وليمزق ولتاخذ منه الاراضي كما مخطط لاستحداث اسرائيل الكبرى ليس شرطا ان يكون احتلالا مباشرا لكنه قد يكون لوجستيا ومجتمعيا من خلال كل المنافذ المتاحة في هذا العصر الحديث..

إِن ثورة ألمجاهدين الحالية ليس إلا إمتداد لثورة ١٧-٣٠ تموز المجيدة وكان مشروع الثورة المعد منذ بداية الثورة وهي المقاومة من اجل حماية مشروع الثورة السياسي والاقتصادي وبدات بعد الاحتلال اطلاق شرارة المقاومة العراقية البطلة والتي اشرف عليها وقادها الرئيس الشهيد صدام حسين كما اشرف على قيادة الثورة وتطبيق برامجها بالكامل حتى تم اسره واستشهاده ليستلم زمام امور المقاومة من بعده الرفيق المجاهد عزة ابراهيم الدوري القائد الاعلى للجهاد والتحرير ومازالت المقاومة العراقية الباسلة مستمرة في برنامجها المتكامل للدفاع عن العراق وعن مشروع الثورة وهو مشروع بناء الشعب التحرري.

ولكن فى النهاية أقول سينتصر مشروع الثورة ولايصح الا الصحيح وسينتصر رجال المقاومة العراقية الباسلة رجال المهمات رجال الثورة واحفادها رجال الاستقلال والتحرر من العبودية والاستعمار ولن تستطيع كل قوى الكون من تمزيق وحدة الشعب العراقي الذي بات يدرك الحقيقة اليوم .

وبهذه المناسبة المجيدة أحيي الشعب العراقي البطل واذكرهم بأن الثورة مستمرة مادام المجاهدين الابطال من ابناء البعث العظيم موجودين فى ساحة الوغى , والتحرير قريب باذن الله .
كما أحيي عوائل الشهداء الابطال الذين ضحوا بكل غال ونفيس لاجل تحرير العراق من براثن الاعداء .

كما أقدم خالص تحياتي وتبريكاتي إلى القيادة السياسية وعلى رأسهم شيخ المجاهدين القائد الاعلى للجهاد والتحرير الرفيق المناضل عزة ابراهيم الدوري .

ونجعل من ذكرى ثورة ١٧-٣٠ من تموز ثورة جديدة للقضاء على العدوان والطائفية والمذهبية فى العراق ، فليعيش المجاهدين الابطال أمل الشعب العراقي والامة العربية ، فليعيش الشعب العراقي الابي ، فلتعيش الامة العربية الاصيلة ، فرحمة والف رحمة على ارواح شهدائنا الابطال وفى مقدمتهم الشهيد البطل صدام حسين رحمهم الله جميعاً .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق