السبت، 4 أبريل 2020

لِنَجْعَلْ ذِكْرى ٧ نِيسَانْ نُقْطَة أَلْإِنْطِلاَقْ نَحْوَ ثَوْرَةْ اَلْشَبَابْ لِتَحْرِيرْ أَلْعِرَاق بقلم أَ . د . أَبو لهيب


لِنَجْعَلْ ذِكْرى ٧ نِيسَانْ نُقْطَة أَلْإِنْطِلاَقْ نَحْوَ ثَوْرَةْ اَلْشَبَابْ لِتَحْرِيرْ أَلْعِرَاق

أَ . د . أَبو لهيب   

   
بعد عدة أَيام قليلة تأتي الذكرى ( ٧٣ ) لتأسيس حزبنا ألعظيم حزب البعث العربي ألاشتراكي وسط ظروف وتحديات كبيرة تواجه أَلامة ألعربية مِنْ خلال ألمخطط الصهيوني الامبريالي الصفوي المجوسي ، ألمتواصل بِأساليب وصيغ متعددة مِنْ العدوان والحصار والاحتلال والارهاب ألدولي يستهدف تفتيت ألوطن العربي وتجزئته مِنْ أجل السيطرة عليه ونهب ثرواته . لذلك يعتبر تأسيس حزب البعث ميلاد للامة العربية ونقطة تحول حاسمة لا فى التاريخ السياسي للامة العربية فحسب بل فى حياة حزب البعث العربي الاشتراكي أيضاً ، وتعتبر نقطة بداية جديدة فى الحياة السياسية للامة العربية ، كما عبرت حركة البعث عن نفسها بأنها حركة نضالية جماهيرية تغييرية ساعية لنهضة الامة العربية ، إِنه لاتحترف السياسة الني تتميز بالمراوغة والتلاعب على الالفاظ ومشاعر الناس ، بل هي حركة صادقة مع نفسها وأهدافها ومع جماهير أُمتها وهي ألطليعة  ألنضالية ألمتقدمة فى معارك الامة لتحقيق مشروعها القومي النهضوي العقلاني الحضاري ، لهذا فهي ألتي تمثل الجيل العربي الناهض لبناء مستقبل أمتها يليق بمكانتها التاريخية الحضارية ، لذلك يتطلع البعثيون إلى أن يتحول السابع مِنْ نيسان مناسبة للتلاقي والتواصل والحوارالمناسب ، لذلك ضرورة  فتح الحوار مع الثوار التحرير مِنْ الشباب ، ومِنْ هذا اليوم ألمجيد يخرجون شرفاء العراق مثل الرماح مِنْ وسط هذا العفن الحالي ، فالحاضنة العراقية الوطنية باتت جاهزة لاحتضانهم لكي يقودونها ألى بَرّْ ألامان بكرامة وعزة نفس وهوية وطنية جامِعة ، لذلك نقف معهم فى خندق واحد وهو خندق الشعب العراقي بجميع فئاته وطوائفه وأعراقه ، مثلما وقفنا دائماً ، وبذلك حققت ثورة الشباب فى العراق تغيراً مهماً وهو ما يتعلق بالجانب الاجتماعي والمبدإِ والطائفي ، فقد تحول المجتمع مِنْ غياب ردة ألفعل تجاه ألطبقة ألحاكمة إِلى مجتمع كامل رافض للمشهد السياسي بكل تفاصيله ، وتؤكد على أنَّ ثورة ألشباب تهدف إِلى تكوين نظام حكم جديد وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لجميع الافراد بشكل عادل وإتهاء الطائفية ، على الرغم مِنْ ألعنف الذي جوبهت به الاحتجاجات التي شهدتها بغداد ومدن عراقية أُخرى ، وتسبب فى قتل المئات وإصابة ألآلاف فضلاً عَنْ إِعتقال ألْآلاف مِنْ الاخرين ، فإِنهم تفقد بريقها بشأن المطالب الكبرى التي خرجت لاجلها وهي متمسطكة بتحقيقها .       
                            
لَذلك فى أول تَحَدِ شعبي واسع تفجر بركان غضب ألعراقيين مجدداً مِنْ ساحة ألتحرير ساحة ألعز والشرف مِنْ بغداد وعدد مِنْ المحافظات ، يعتبر يوم الاول مِنْ تشرين الاول إِنتفاضة للتعبير عَن رفض إستمرار تردي الخدمات والاوضاع الاقتصادية وتفشي الفساد ألنخب السياسية ، وفشل الحكومة فى إداء واجباتها تجاه الشعب والبلد ، وعلى أثر ذلك تنوعت شعارات وهتافات المتظاهرين و منها ( نازل آخذ حقى ، نموت عشرة ...نموت مية قافلين على القضية ، الشعب يريد إِسقاط الاحزاب ألفاسدة و بالروح بالدم نفديك يا عراق ) ، وغيرها مِنْ ألشعارات ألتي تعبر عن الهم الوطني بعيداً عن الطائفية والمناطقية والحزبية.

لذلك نقول ثورة تشرين الاول لعام ٢٠١٩  فى العراق سواء حققت أهدافها أو لَمْ تحققها ، وهي ثورة الشباب ، لا ثورة الاحزاب ، ثورة جيل لم يعيش ١٤ تموز ١٩٥٨ ولا ٨ شباط ١٩٦٣ ولا ١٧ تموز ١٩٦٨ ، جيل لم يشهد ثورة الخميني ولا الحرب العراقية الايرانية ولا احتلال الكويت ولا انتفاضة آذار الشعبانية ١٩٩١ . إِنه جيل لم يقراء رأس ألمال ، ولا في سبيل البعث ، وإن ثورتهم ليست ثورة صدريين ، ولا شيوعيين ولا بعثيين ولا اتباع مرجعية عليا ولا غير عليا ، شباب لم تغسل أدمغتهم لا ايديولوجيات سياسية سابقة ولا أيدولوجيات دينية لاحقة ، وعلى هذا الاساس يقول فكتور ماري هوكو الكاتب والشاعر وروائي فرنسي : ( الثورات ليست إبنة المصادفة بل إبنة الضرورة ) لكن هذه الضرورة لا تتحول إلى ملموس واقعي مكتمل ومحقق على الارض دون إطار سياسي ذي حد إدنى مِنْ التنظيم القيادي .     
     
واليوم وبعد مرور ٧ اشهر على إنطلاق الحراك الثوري العراقي فى الاول مِنْ تشرين الاول عام ٢٠١٩ الساعي إلى إحداث تغيير راديكالي فى النظام السياسي ، فإنه مايزال مشتتاً بين تصنيفات متعددة ، غير قادرة أو غير راغبة بالتنسيق السياسي المنظم فيما بينها ، ليس المقصود بالهيكلية التنظيمية ظهور إستقطاب حزبوي أو عقائدي تقليدي إِذ يبدو هذا أمراً لايتفق مع التنوع الفكري والثقافي والاجتماعي والنفسي للحراك ، فضلاً عن إنه قد يغدو سبباً للانشقاق والتفتت بل يقصد به بروز أُطر تنسيقية قيادية بين بؤر الحراك المتنوعة بصيغ إئتلافية ، أو جبهوية تسمح بتلاقح الرؤى وتوحيد الخطاب بما يبلور قطبية سياسية مرنة للحراك ذات مشروع محدد المعالم بمطالبة وخياراته وقراراته بمواجهة القطبية القابضة على السلطة ، إن الثورة تندلع بوصفها سيكولوجية كاملة ومكتملة ، متشوقة للتغير الحتمي ، وهذا ما حدث ، لكنها تظل منقوصة مالم تتحول بمرور الوقت إِلى مسك الارض عبر إِطار تنظيمي ، ولو مؤقت يضمن لها قدرة المناورة وإتخاذ القرار لكي تشكل بديلاً مجسماً أَمام الابصار ، لا فكرة صادمة أو ضرورة مؤجلة فحسب ، ولكن تجد نوايا المحتجين طريقها إِلى الواقع وينتقل فعلهم الاحتجاجي إِلى فرض الخيارات ، فلابد أن يجري ألتوافق العام بين فئاتهم الميدانية ذات الرؤى المتباينة لِأنضاج سترتيجية غبتدائية موحدة تتحدد فيها الخطوات الاجرائية الواقعية لانجاز التغيير السياسي ، بما يشكل خياراً شعبياً ومجسداً يمكن الدفاع عنه سيكولوجياً ضد مشروع السلطة الذاهب إلى التسويف والتدليس ، وهكذا تبدو الثورة التي إنطلقت عمرها المستقبلي للتو تجسيداً لكتلة تاريخية وطنياتية عابرة للطبقية والعقائدية والهوايات الفرعية ، شديدة العنفوان فى دمائها وخطابها وغضبها وأهدافها الجذرية وسعة التمثيل التي تمتلكها ، كما تتميز بقدرتها إحداثيات التظاهر والاعتصام مكانياًوزمانياً ، والترويج الاعلامي فى مواقع التواصل الاجتماعي ، وتوفير الامدادات الغذائية وتامين الخدمات الطبية واللوجستية للمحتجين ، لكن فى الوقت نفسه تبدو الثورة غير قادرة بعد على إطلاق هيكليتها التنظيمية للتمهيد لاعلان عصر سياسي جديد .    
            
والان وبعد مضي ٧ أشهر على الثورة المباركة حان وقت أن يلعب البعث دوره الريادي لقيادة ثورة الشباب نحو تحقيق أهدافها ىالمنشودة ، وبما أن حزب البعث إِنطلق منذ مسيرته الاولى مِنْ مبدأ النضال مِنْ أجل تغيير الواقع العربي مِنْ خلال العمل الجماهيري لواسع ، وقد أدرك الحزب أن رسالته تكمن فى بعث الامة العربية مِنْ خلال تغيير واقعها وكان ينطلق مِنْ فكرة أن التغيير لايمكن أن يتم دفعة واحدة ، وإنما مِنْ خلال عمل دؤوب للانجازات الديمقراطية والتقدمية والتي يمكن أن تبلغ ذروتها بالتغيير الشامل .   
               
وقد أدرك حزب البعث أن نضال اليومي يحتاج إلى مشاركة أوسع فئات الجماهير الشعبية ، وان ضرورة حشد أكبر قدر ممكن مِنْ القوى خلف الاهداف الكبرى مِنْ الوحدة والنهوض والتحرر والتقدم ، يحتاج أولاً وقبل كل شيئ إلة اللقاء اليومي المباشر مع الجماهير ، ثم إلى إقامة صيغ تنسيق الحد الادنى مع قوى الاخرى التي تلتقي كلياً أو جزئياً مع هذه الاهداف كما تحتاج إلى الارتقاء باشكال هذا التنسيق ، والتعاون لى صيغة تحالفات جبهوية متقدمة تستند إلى منهج عمل محدد تتصدى هذه القوى مِنْ خلاله للتخطيط للمراحل القادمة والدفاع عن مصالح الامة بالاىساليب التي تتجاوب مع الظروف المتغيرة . 
                               
وهكذا نرى أن ضرورة تشييد التحالفات السياسية الجبهوية تنشأ باستمرار مِنْ أجل تحقيق إنجازات تراكمية فى مواجهة الطغيان ، ومنع الاستفراد بقوى التغيير ، أو عزلها ، أو اخراجها خارج نطاق الفعل السياسي الجماهيري ، ومِنْ أجل إنجاز مهمة التغيير ، ونشر الوعي الفكري فى صفوف الجماهير ، تمهيداً للتغيير الشامل الذي يحقق نهوض الامة وتحررها و تقدمها و وحدتها ، وهكذا تبقى منارة البعث عالية يحرق ضوئها كل قوى الشر والبغي والعدوان ، وتنير الطريق للاجيال العربية لتحقيق أهدافها فى الوحدة والحرية والاشتراكية ومِنْ أجل بناء وطن واحد يأخذ مكانه فى صدارة الامم المتحضرة .    
          
ودمتم ولرسالة أمتنا الخلود                                            

فى ذكرى ( ٧٣ ) لمولد فكر البعث فكر الامة العربية بقلم أ . د . أبولهيب


فى ذكرى ( ٧٣ ) لمولد فكر البعث فكر الامة العربية

أ . د . أبولهيب 
                                                                        
مع بداية الحرب العالمية الثانية وأجيج نارها، والصراع الدامي بين القوى الاستعمارية ظهرت الحاجة الجماهيرية إلى التنظيم القومي الواحد، والذي يحمل مشروعاً نهضوياً تحررياً، ليقوم بإخراجها من واقع التجزئة والاحتلال والتخلف الاجتماعي الاقتصادي المريع، الذي رزح على صدرها سنين، ليقود نضالها ويحقق آمالها، بعد أن فشلت البرجوازية القطرية من تحقيق مسألة الاستقلال، وإخراج قوات الاحتلال من البلاد العربية، والتصدي للمشروع الصهيوني في فلسطين، الذي بدأت إشارات تحقيقه ظاهرة للعيان، فكانت ولادة حزب البعث العربي الإشتراكي تلبية لتلك الحاجة الماسة للجماهير العربية من جهة، ولإستمرارية النضال القومي من جهة أخرى  .
                                       

 ولدت حركة البعث العربي بعد مخاض  تاريخي طويل لحركة الجماهير العربية التي تصاعدت منذ منتصف القرن التاسع عشر، كانت الحركة تبحث عن الوعاء التنظيمي لطليعتها الثورية، الذي يقودها نحو أهدافها القومية المشروعة.

 بهذه الكلمات الرائعة عبرت حركة البعث في الأيام الأولى لولادتها عن  رؤية معرفية لتاريخ الأمة وحاضرها ومستقبلها، وبأنها جاءت لتمثل الروح العربية، التي تجلت في رسالتها الخالدة إلى شعوب العالم التي تشكلت عبر آلاف السنين، و تبنت في مضامينها تطلعات الإنسان نحو المساواة والعدل والإنصاف، ورفض الظلم والاستبداد والاستعباد، وقدمت للإنسانية حضارات مدنية مايزال العالم ينهل من ثمارها إلى يومنا هذا، بدء من الأبجدية إلى الرياضيات والفلسفة والعلوم إلى الديانات الثلاث التي ظهرت على أرضها .

                                                                                                   
 وعبرت حركة البعث عن نفسها بأنها حركة نضالية جماهيرية تغييرية ساعية لنهضة الأمة العربية، لا تحترف السياسة التي تتميز بالمراوغة والتلاعب على الألفاظ ومشاعر الناس، بل هي حركة صادقة مع نفسها وأهدافها ومع جماهير أمتها، وهي الطليعة النضالية المتقدمة في معارك الأمة لتحقيق مشروعها القومي النهضوي العقلاني الحضاري. لهذا فهي التي تمثل الجيل العربي الناهض لبناء مستقبل أمتها يليق بمكانتها التاريخية الحضارية.‏   
                    
وأعلنت الحركة أنها جاءت وفق سياق التاريخ العربي المتحرك الحيّ المرتكز على الأصالة، والمنطلق نحو الحداثة، وأنها تعبر بصدق عن طروحها وأهدافها من خلال سلوكها اليومي والتنظيمي النضالي، بعيداً عن الانتهازية السياسية الدعائية، التي تطرح شعارات جميلة، وتمارس في سلوكها الفساد والتجزئة والقطرية وتكرس الجهل والتخلف والتبعية.‏    
         
إن هذه الحركة التي ارتكزت إيديولوجيتها على الروح والمادة حتى تتكامل الرؤية المستقبلية للإنسان العربي الجديد الذي سيساهم في صناعة حضارة العالم الجديد، التي رأى بأنها يجب أن تقوم على هذا الثنائي، حتى لا يكون إنساناً مادياً متوحشاً يدمر العلاقات الإنسانية كلها من أجل مصالحه المادية فقط. ولا روحياً مطلقاً انعزالياً يرفض الناتج المادي الذي ينمو لخدمة الإنسان ورفاهيته.‏     
                                                                                      
البعث ليس حزب نظرية كاملة ولا فلسفة معينة، بل انه حزب قومي ايماني يعتبر الرابط بين الاسلام كدين وثورة وبين العروبة كامة هو اساس تكوينه الفكري، وان نظريته ستتكامل من خلال النضال اليومي وما هذه التجربة التي تكتبوا صفحاتها بفعلكم الحالي الا اغناء ألنظرية الحزب، كنا نرى الاسلام من خلال العروبة واليوم نرى العروبة في الاسلام ، أكد البعث منذ المرحلة التأسيسية- أي قبل الاعلان الرسمي عن تأسيسه ان العمق الفكري في فهم العروبة يأتي من خلال الاكتشاف الحقيقي للإسلام، فكانت فلسفة الفكر القومي للبعث تنطلق من أن الإسلام احد أهم مقومات الأمة، وتطور هذا الفهم العميق للاسلام وعلاقته بالعروبة الى ان الامة العربية هي امة الاسلام ، ان اكتشاف القائد المؤسس للعلاقة بين العروبة والاسلام هو الذي ميز المشروع الفكري والبرنامج العملي للبعث العربي الاشتراكي، فابعده عن الفكر القومي الشوفيني المنغلق والمناهض لمبادئ الدين، التي تعتبر البشر متساويا وخيرهم عند الله اتقاهم، وعن الليبرالية الغربية العلمانية الرافضة للدين من خلال الفصل الكامل بين الدين والدولة، وعن الماركسية الشيوعية الكافرة بالدين والتي تعتبر الدين افيون الشعوب، حتى وصل الفهم البعثي للعروبة انها جسد روحه الاسلام لذلك لم يكن غريبا ان يعود الحزب بين الحين والآخر ليؤكد على من منطلقاته الاساسية التي لم تعطى الاهتمام الذي تستحقه، ولم يستخرج منها العبر الكامنة فيها، كالموقف من التراث والاسلام ،

يقول القائد المؤسس : (نحن مهددون بأن تحل المادة محل الروح، وأن يحتل الالحاد مكان الايمان، والانفلات محل الاخلاق، اذا لم يعي الشباب مسؤوليته الخطيرة، وهي في أن يعطي المفاهيم الروحية والقيم السامية معناها الحقيقي حتى تعود الروح فتسيطر مرة اخرى على الواقع وتفهمه وتستجيب لضروراته. فاذا ارجع الشباب الى هذه القيم الروحية معانيها الاصيلة الحقيقية أنقذ امته من اخطار العقلية المادية التي تهددنا في أخلاقنا وحيويتنا وحرية فكرنا وأفرادنا، كما تهددنا في قضيتنا القومية).

لقد ظهر البعث في حياة العرب الحديثة، وفي وسط الجمود والجحود والانحلال، حركة ايمان عميق، تستقطب النفوس النقية السليمة.. فنشوء البعث العربي انما هو دليل ساطع على الايمان، وتوكيد للقيم الروحية التي ينبع منها الدين.. وقد دعا البعث العربي الى مفهوم جديد للحياة القومية، والحياة بصورة عامة، قوامه الايمان بالقيم الروحية الانسانية، وبقيمة الروح العربية الاصيلة، ومضهره الانفصال الحاسم عن مفاسد الواقع ومكافحتها في طريق صاعدة شاقة تسير فيها الامة ببطئ وجهد نحو الاتصال بروحها من خلال الصراع الدامي بينها وبين واقعها لذلك لم يبق في مفهوم البعث العربي مجال لأي تدين لايحمل هذا الايمان المثالي. والبعث العربي الذي هو حركة روحية ايجابية، لايمكن أن يفترق عن الدين او يصدم معه، ولكنه يفترق عن الجمود والنفعية والنفاق.. فصفة الايمان، هي التي فرضت عليه الاصدام بجميع الحركات التي تنكر الايمان، أو تتستر بايمان سطحي زائف ، هي رؤية البعث للاسلام كدين.. وكثورة عظيمة.. وكهزة ايجابية عميقة للروح العربية، للتعبير عن انسانيتها وابداعها.. وكعقيدة ومنهج للامة العربية، لإعادة وحدتها وبعث قيمها وقدراتها، لتواصل واجبها الرباني بدعوة البشرية لفعل الخير وقيم الانسانية ورفض البغي والعدوان وهكذا تبقى منارة البعث عالية، يحرق ضوئها كل قوى الشر والبغي والعدوان، وتنير الطريق للأجيال العربية لتحقيق أهدافها في الوحدة والحرية والاشتراكية. ومن أجل بناء وطن عربي واحد يأخذ مكانه في صدارة الأمم المتحضرة.  
                      
هذا هو حزب البعث ، الحزب الذي حاولت قوى الظلم والعدوان بكل قوتها أن تسقطه وتنهيه ، ولكن لم يسقط حزب البعث لان البعث فكرة نابعة مِنْ روح الامة لذلك لَنْ يموت ، ويتجدد بين حين واخرى ، وبدأت طليعة البعث وقادتها الحكيمة بمقاومة الاعداء والمأجورين مِمَنْ باع ضمائرهم وشرفهم لِأَعداء ألأُمة ، ولا تزال ألمقاومة والجهاد مستمرة تحت قيادة حكيمة للحزب ، هذا هو الحزب البعث العربي الاشتراكي الحزب القائد فى كل الدول العربية ، اليوم شباب البعث يذكرون حزبهم العملاق ألذي أرهب ألعدو فى كل زمان ، ولايزال عدو الحزب يخطط لهم ولكن بفضل قيادته الحكيمة نبقى أقوياء واليوم السابع مِنْ نيسان رمز للتحرر وتجديد الانسان العربي ، نحتفل ونظهر للعالم بأن البعث لايزال شامخاً كشموخ ألجبال ، وصلداً بوجه الاعداء كالفولاذ لا يلين أبداً ، فى هذا اليوم المجيد نعاهد الشهداء و قيادتنا الحكيمة أن نكون مشروع الاستشهاد لاجل بقاء الحزب ويكون ألجهاد وألمقاومة مستمرة إِلى تحقيق النصر بِأذن الله ، ودمتم للنضال والرسالة الخالدة .                           








الجمعة، 27 مارس 2020

أَلْجَاهِلْ عِنْدَمَا يَمْسَكْ بِألْقَلَمِ كَالْمُجْرِمِ عِنْدَمَا يَحْمِلُ أَلْبُنْدُقِيَةِ وَ ألْخَائِنُ يَتَمَسَكُ بِألْسُلْطَةِ ذَلِكَ أَلْوَقْتِ يَتَحَوَّلُ أَلْوَطَنُ إِلى غَابَة لا تَصْلَحُ لِلْحَيَاةْ... الاستاذ الدكتور ابو لهيب



أَلْجَاهِلْ عِنْدَمَا يَمْسَكْ بِألْقَلَمِ كَالْمُجْرِمِ عِنْدَمَا يَحْمِلُ أَلْبُنْدُقِيَةِ وَ ألْخَائِنُ يَتَمَسَكُ بِألْسُلْطَةِ
ذَلِكَ أَلْوَقْتِ يَتَحَوَّلُ أَلْوَطَنُ إِلى غَابَة لا تَصْلَحُ لِلْحَيَاةْ


أَ . د . أَبولهيب                                                                                       
      
بكل تعجب وإستغراب قرأت بعض التعليقات على مواقع التواصل ألإجتماعي ( فيس بوك ) لِأَشْخاصٍ وهم كل مِنْ ، عبدالجبار ألياسري ، يوسف علاوِنَة  و خالد التكريتي ، قد كتبوا تعليقات على زيارة ألرفيق ألدكتور فالح حسن شمخي إلى ثوار تشرين الاحرار فى ساحة التحرير.

لذلك أريد فى هذا المقال أن اذكر هؤلاء بِمقولة لـ ( جورج برنارد شو ) :
الشخص الذكي حقاً لايخطو أَي خطوة إِلا بعد أن يحسب لها أَلف حساب .

على ضوء هذه المقولة اللطيفة أقول بِأن هؤلاء ليس لهم الخبرة السياسية ، لذلك يجب عليهم أَن يثقفون أَنفسهم بِالثقافة أَلبعثية بِصورة جيدة ويفهمون ماذا تعني أَلقيادة فى حزب البعث ، لِأنني أعتقد هؤلاء بمستويات أدنى مِنْ ألثقافة ألحزبية وبحاجة إِلى إِدخالهم إِلى دورات ثقافية لكي يتعلمون كيف يخاطبون ألآخرين

وعندما نتكلم عَنْ القيادة نقول :
أَلقيادة ليست مجرد إِصدار أَلْأَوامر والتاكد مِنْ تنفيذها ، بل أيضاً تحَفْزْ ألْأفراد على ألعمل وتنمية روح أَلجماعة فيما بينهم و إِثارة حماسهم لِيَبذلوا أَقصى جهودهم للحصول على أعلى مستوى يمكنهم أَن يصلوا إِلَيه

هُنا نوضح سبب وجود قائد ميداني شجاع أَلذي حمل فكر ألبَعث و إِنصهر فى بوتقة أَفكارهِ ، أَن يجد نفسه بين شباب ثوار ويوجههم نحو الطريق الصحيح للثورة معتمداً على مقولة أَلرفيق أَلْشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) :

نحن بحاجة إِلى أفكار أَلْشيوخ وقوة ألشباب لِإِشعال أَلثورة و إيصالها إِلى شاطئ الامان

لذلك عِندما نزل القائد الميداني إِلى ساحة ألتحرير ، ساحة ألشهامة والتضحية والفداء إِستند على تلك الافكار بهدف توجيه الشباب توجيهاً بعثياً صحيحاً بخبراته السابقة فى ذلك المجال

هنا يذكرني تعليقات هؤلاء برائعة شعرية للامام محمد بن إدريس ألشافعي يقول :  
            
لا تستغيب فتستغاب وربما             مَنْ قال شيئاً قِيلَ فِيهِ بِمِثلِهِ                    
وتجنب الفحشاء لا تنطق بِها           مادمت فى جِدِّ ألكلام وهزلِهِ                 
ألبَحْرُ يَعْلو فوقَهُ جيف الفلا            والدر مَطمور بِأسفلِ رَمْلِهِ                     
وأعْجَبْ لِعَصفور يُزاحِمُ بَاشِقاً            إِلأَّ لِطَيْشِهِ وَخِفَةَ عَقْلِهِ                
     
كما أقول لهؤلاء أصحاب ألتعليقات أَلْباهِتة ألْآن يحيا الانسان فى عالم متسارع فيه كثير من ألصعوبات ألتي تعترض طريق ألتقدم والنجاح لذلك لا يستطيع أحد المضي فيه إلا أن تميز بالقوة ألتي تساعده على ذلك فهذا العالم لا يعترف بالضعفاء الهزيلين ، وانما يعترف بالاقوياء ألنابهين وعلى إنسان أن ينمي مهاراته ويهتم بذاته ، ويتحلى بالصفات ألتي تجعله قائداً ميدانياً ناجحاً فى حياتهِ ، حتى يمضي بطريقه نحو القِمَّة بِهِمةٍ عالية . 

وَأنا أعتقد بِأن هؤلاء ليس فيهم تلك الصفات ، ولن يحصل لديهم كما ليس باستطاعتهم أن يذهبوا إِلى تلك الاماكن ويثبتوا وجودهم كبعثي ميداني ، لذلك يكتبون تعليقات لا قيمة لها ، بِاعتقادِهم ينزلون مِنْ قيمة ذلك أَلعمل أَلبطولي ألشجاع ، ولكن خُسِروا كَثيراً لَو لَمْ يتكلَموا كان أفضل ولن يذكرهم أحد ، لانهم كانوا مختبئين فى زاوية الحياة المظلمة وليسوا معروفين ، وبفعلتهم هذه  سلطوا الاضواء على انفسهم وظهرت كل عيوبهم لان الناس تقاس بِأحاديثهِ

لا أُريد أن أطول بحديثي أكثر مما اريد اذكر هؤلاء بِأن ألقائد البعثي الميداني هو الانسان المبدع الذي يأتي بالطرق الجديدة ليعمل على تحسين العمل الحزبي وتغير مسار الناتج إلى الافضل ، والقائد الناجِح هو الذي تظهر مهاراته فى وَضعْ وإعداد الخطة وفى طريقة تنفيذها ، وهو متميز فى بث روح الحماسة والمثابرة عند الاخرين ، إنه لاينتظر الاحداث بل يصنعها ، كما إنه بِفِعْلِهِ يؤثر فى الاخرين ويتواصل معهم بِمهارة ويوجههم لتحقيق الاهداف المطلوبة ، لذلك ألقائد البعثي ألميداني يستطيع أن يرى ما لايراه الآخرون ، إنه يعتمد على التحفيز فى عمله لبث روح الحماسة لدى الرفاق العاملين معه ، كما انه يضع الخطط الصحيحة والمدروسة للعمل ولا يترك مجالاً للصدفة فى عمله وطريق نجاحه .           
    
كُلُ ماذكرت فى هذه المقالة لهؤلاء حتى يعرفون مَنْ هو ألرفيق ألبعثي ألميداني ألذي نزل لساحة التحرير والتقى بالثوار وماهو القصد فيه . وبِما أنهم ليسوا بِذلك المستوى فيغردون على هواهم الدنيئة التي لاترتقي إلا بمستوى ألجاهل . وهذا يكفى لِأَنَّ الحليم تكفيه الاشارة .

الاثنين، 27 يناير 2020

عِنْدَمَا يَتَقَشَعُ أَلْضبَابْ بقلم أَ. د . أبو لهيب


عِنْدَمَا يَتَقَشَعُ أَلْضبَابْ


أَ. د . أبو لهيب

عندما كنا صغار ، الكبار يرشدوننا و يوجهوننا خصوصاً فى فصل الشتاء عندما يكون الجو بارداً والضباب كثيف يغطي كل الاماكن ، يقولون لنا : كونوا حذرين ، أن تتعثروا أو تقعوا فى حفرة أو تصدموا بشيء ما وتتاذون ، لان الجو ضبابية الرؤية لاترون أمامكم .   
        
لكوننا صغار كنا لا نفهم ماذا يقولون لنا الكبار ، أصحاب التجارب فى الحياة ، لذلك لَنْ نأخذ الارشاد والتوجيه بعين الاعتبار . وهكذا حتى اصبحنا كبار ، واصطدمنا بواقع الحياة ، آنذاك كنا نتذكر ماقالوا لنا الكبار،عندما كنا صغار ، وماهي الحكمة منه ، فى الماضي كان الضباب فقط فى الشتاء ، ولكن الآن فى بلدنا الضباب يغطي كل الاماكن فى الفصول الاربعة ولا نرى مايجري بصورة صحيحة ، لكون جميع الاحداثيات ضبابية الرؤية ، لذلك فى كثير من الاحيان نقع فى أخطاء كبيرة فى إعطاء الرأي والفهم للواقع .    
                     
منذ زَمَنْ طويل كنا نعتقد بان أمريكا وإِسرائيل عدو لدود لِإِيران ، لِأنَّ كثيراً ما نسمع فى وسائل الاعلام السمعية والبصرية هذا العدوان بِصُوَرٍ مختلفة ، كما نرى مجيئ قطعات بحرية كبيرة امريكية وانكليزية إلى الخليج العربي وخليج عمان وسواحل اسرائيل ، كما نسمع عبر وسائل الاعلام تهديدات الطرفين بأشد حالاتها ، حيث يصل إلى حَدٍ نقول غَدَاً تبداء أول شرارة للحرب ، عدى ذلك فى بعض الاحيان يحصل مِنْ الطرفين بعض المناوشات الخفيفة ، مثل حجز ناقلة نفطية كبيرة ، حاملة النفط الايراني فى مضيق جبل طارق ، وبالمقابل إيران قامت بحجز ناقلة إنكليزية فى مياه الخليج العربي ، وضرب ناقلة اخرى مركونة فى ميناء بحرين ، بالمقابل أمريكا هجمت على بعض معسكرات الحشد الشعبي فى العراق بواسطة طائرات المسيرة وَ آخر ما قامت به أمريكا وليست أخيرة ، قتل كل مِنْ قاسم السليماني و أبو مهدي المهندس وَ مَنْ معهم على طريق مطار بغداد الدولي ، علماً بِأن قاسم السليماني هو قائد العام لقوات الحرس الثوري ، وقائد فيلق القدس ، وجميع الميليشيات المتواجدة فى العراق وسورية ولبنان واليمن ، على اثر قتل هؤلاء بدأت ايران تطبل وتزمر ، وهكذا بالنسبة للميليشيات فى العراق والدول الاخرى ، هنا ايران ارادت ان تعرض عضلاتها لكي تبين للعالم بانها قوية ولا تخاف من امريكا وتتحداها قامت بقصف أكبر معسكر لامريكا فى العراق فى محافظة الانبار وهو معسكر عين الاسد ، كما قصفت معسكر آخر فى إقليم كوردستان/ محافظة أربيل ، وبدأ الاعلام يطبل ويزمر حول هذا الحدث ، لاقناع الراي العام بأن أمريكا و إسرائيل عدو لدود لإيران ، وكذلك ايران عدو لدود لهم ولا تخشى منهم    ولكن كل ذلك كان يحدث فى زمن ضبابي الرؤية ، ما كنا نرى أمامنا بوضوح ،  ولكن عندما انقشع الضباب ورأينا الاحداثيات على حقيقتها كان خلاف ما حدث تماماً . لاننا عندما نتصفح التاريخ ، نرى بان اسرائيل أعز صديق لإيران ، عدى ذلك اليهود مديون للفرس  ، لان الفرس فى عهد الأخمينين انقذوا اليهود مِنْ الاسر والعبودية وذلك فى سبي اليهودي الاول والثاني مِنْ قبل البابليين ، وعندما طردوا اليهود فى العراق أثناء إقامة الدولة اليهودية فى فلسطين ، توجهوا ايضاً الى ايران ، ومن ايران ذهبوا الى اسرائيل ، لذلك لا تتصور يوم من الايام امريكا او اسرائيل يضربون ايران ، لان ايران افضل صديق لهم ، وبدونهم لا يستطيعون ان يحققوا ما يريدون فى البلدان العربية ، وكل ما شاهدناه و نشاهده على مسرح الاحداث تمثيلية فقط لا غيرها وذلك لاقناع الدول العربية بأنهم اعداء لايران                                                                                                                                
الان بعد أن انقشع الضباب توضحت الرؤية الحقيقية لهذه المسرحيات ، واسبابها ، إن امريكا وإسرائيل يعتبرون الدول العربية المملؤة بالخيرات ، الشريان الاساسي للغرب ، لذلك تحاول امريكا أن تقول للدول العربية ، إِذا لم تكن امريكا تحميهم ، سوف ايران تحتلهم فى غصون يوم واحد ، على هذا الاساس امريكا جلبت قوة بحرية كبيرة لاتعد ولا تحصى ونشرتها فى الخليج العربي وبحر عمان وباب المندب ، وكذلك قبالة اسرائيل ، وتقول كل ذلك لحماية الدول العربية وخاصة دول الخليج ، ولكن فى الحقيقة لحماية مصالحها فى الشرق الاوسط من شرور روسيا والصين وكوريا الشمالية ، علماً بان مصاريف تلك القوة الكبيرة تتحملها دول الخليج ، لانهم البقرة الحلوبة بالنسبة لامريكا .   
                                             
ولتوضيح اكثر ناتي بموضوع قتل قاسم السليماني وابو مهدي المهندس ومَنْ معهم على طريق مطار بغداد الدولي نقول مَنْ اعطى لامريكا المعلومات الدقيقة لتلك العملية ، ولماذا ؟ نوضح لكم بان قتل قاسم السليماني وابو مهدي المهندس ليس بامر مِنْ امريكا بل بامر مِنْ ايران وتنفيذ امريكا ، لتوضيح اكثر إِنَّ قاسم السليماني لم يخضع لحكم الملالي و ولاية الفقيه بل هدفه الاساسي أَحياء الامبراطورية الهخامنشية التي كانت تحكم مِنْ اواسط الصين الى البحر الابيض المتوسط ، لذلك وسعت نفوذها فى ايران وخاصة بين القوات المسلحة واصبحت المسؤلة الاولى للحرس الثوري الايراني الذي اقوى مِنْ الجيش النظامي الايراني وكذلك قائد جيش القدس ، وجميع الميليشيات خارج ايران ، لذلك اعتبرت حكومة ولاية الفقيه قاسم السليماني خطراً عليهم ويجب تصفيته والا تكون ولاية الفقية فى خطر ، لذلك تمت تصفية قاسم السليماني ، وعين مكانه شخص موالى لولاية الفقيه ، كما ان ايران قامت بقصف أكبر معسكر لامريكا يدعى ( عين الاسد ) فى محافظة الانبار ، وكذلك قصفت معسكر آخر فى اقليم كوردستان ، محافظة اربيل ، حتى اعوان قاسم السليماني لا يقولون بان ايران لم تنتقم لقاسم السليماني ، هذا من جهة و من جهة اخرى رسالة للدول الخليج بان ايران لا تخاف من امريكا ، لانها الان فى منطق القوة ولديها اسلحة استراتيجية ، ولكن كل ذلك تمثيل فى تمثيل هنا نقول لجميع الدول العربية بعدما عرفت هذه الحقيقة ماذا ستفعلون وخاصة دول الخليج ، ننبه جميع الدول العربية اذ لم يتحدوا ويكونون يداً واحداً فان مصيرهم يكونون اسواء من الان بحيث يكونون عبيداً للغرب ، وجميع  خيرات بلادهم ياخذها الغرب وهم يبقون فى الضماء ، الطريق الوحيد لهم الوحدة العربية حتى يخلصون مِنْ ذلك الكابوس الذي على عاتقهم وعاتق الشعب العربي الابي منذ زمن طويل                                                      

الاثنين، 6 يناير 2020

مَنْ أَنْتُمْ ؟؟؟؟ ! بقلم أ . د . أَبولَهيب

مَنْ أَنْتُمْ ؟؟؟؟ !


أ . د . أَبولَهيب

فى هذه الظروف ألحرجة ألتي يمر بها العراق بعد عملية إِغتيال القوات ألأمريكية لشخصيتين بارزتين فى القوات الايرانية وهم ( قاسم السليماني و أَبو مهدي المهندس ) ظهرت على السطح أَشياء غريبة ، ماكان يتصورها أَلشعب العراقي الابي ،مثل الهجوم والتحشد أَمام أَلسفارة أَلأَمريكية في بغداد ، على اثر قصف القوات الامريكية على احدى معسكرات الميلشيات الايرانية فى منطقة القائم الحدودية وقتل ٢٥ مِنْ الميلشيات واصابة مايقارب ٥٠ منهم ، أَو إِقامة مجلس العزاء مِنْ قبل مجلس ألنواب العراقي و قيادة الحكومة العراقية ، وإِعلان ثلاثة أيام حداد على أرواح أَلمقتولين .     
                        
هنا عدة أسْئلة تطرح نفسها ، ونسأل أَعضاء ألبرلمان العراقي وهي :-                        
هَلْ أَنْتُمْ تُمَثلون ألشعب العراقي ؟                                                                        
هَلْ أَنتم منتخبين مِنْ قبل أَلشعب العراقي أَم مفروض على عاتقهم ؟                            
هَلْ أَنتم عراقيين بالاصل وتعتزون بِعراقيتكم ؟                                                      
هَلْ أنتم لكم الاستعداد للدفاع عَنْ أَبناء ألعراق ؟    
                                                
إِنَّ كُل هذه الاسئلة بقيت متعلقة فى مخيلتي بدون جواب ، لذلك أُفضل أَنْ أسأل ألسادة ألنواب هم يجيبون عليها للشعب العراقي الابي بصفتهم ممثلين الشعب .    
                    
ولكن أقول لاعضاء البرلمان أَنتم لستوا ممثلين للشعب العراقي ، ولا منتخبين مِنْ قبلهم ، ولا أنتم تعتبرون انفسكم عراقيين . لو كنتم فى الحقيقة تمثلون الشعب العراقي قُمْتُم بِأقامة مجلس العزاء لـ ( ٨٥٠ ) شهيد مِنْ شهداء إِلانتفاضة التشرينية ، الذين استشهدوا على يد ميليشيات إِيران وأصابة مايقارب ( ٢٥ أَلف) شاب . أَين كنتم أنتم ، هل قمتم بِأقامة مجلس العزاء على أرواح هؤلاء الشهداء ، هل دافعتم عليهم بالكلام أو الكتابة أمام الاعلام بصفتكم ممثلين لهم .                                                                                       
هنا أنا أجيب بدلاً مِنْ مجلس النواب أقول : كلا انتم ماقمتم بشيئ لهم ، لماذا ؟ لانكم لست عراقيين ، بل انتم أبخس إنسان فى الكون ، انتم عملاء ايران ، واختاروكم   ووضعوكم فى تلك المواقع لتنفيذ مؤامراتهم الدنيئة والا انتم لا شئ .      
                                  
هل انتم أحسستُم بالخجل ولو لمرة واحدة أمام عوائل الشهداء الذين ضحوا بأغلى شيئ لديهم وكلهم بعمر الورود مِنْ الثوار، عندما طالبوا بحقوقهم وبطريقة سلمية وانتم لم تحركوا ساكن
هل حاولتم أن تقيموا مجلس عزاء لهم وهل زرت جرحاهم ، حتى أهلهم وذويهم يفرحون بكم لانكم ممثليهم و مدافعين عن حقوقهم ، أقول كلا ما قمت بشيئ لانكم لست عراقيين بل انتم عملاء لايران .    
                                                                                     
ولكن أُقمت مجلس العزاء لشخصين ايرانيين قتلوهم القوات الامريكية ، كما اعلنت ثلاثة أيام حداداً لهم علماً بِأمر هؤلاء استشهدوا ابناء جلدتكم ، أنتم يجب أن تخجلوا مِنْ فعلتكم المشينة يا أَيها العملاء ألمأجورين ، أنتم بفعلتكم اثبتم عمالتكم وعدم عراقيتكم ، لذلك آخر قولنا نقول : حسبنا الله و نعم الوكيل عليكم .     



                                                    

الأحد، 5 يناير 2020

القيادة العامة للقوات المسلحة / بيان رقم (150) بمناسبة الذكرى ( 99 ) لتاسيس الجيش العراقي الباسل


بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60))  الانفال
صدق الله العظيم

بيان رقم (150)
بمناسبة الذكرى  ( 99 ) لتاسيس الجيش العراقي الباسل

أيها الشعب العراقي العظيم
ياابناء امتنا العربية المجيده 
يا ابناء قواتنا المسلحة الباسله
      في كل عام وفي مثل هذه الأيام الخوالد تمر علينا وعلى شعبنا وامتنا العربيه ذكرى تأسيس جيشنا العراقي الباسل جيش البطولات والأمجاد والتي تصادف ذكراها العطرة التاسعة والتسعون في السادس من كانون الثاني وفيها نستذكر واحدا من أهم مؤسساتنا الوطنية العملاقة ذات التاريخ الثر المجيد والسفر النضالي والوطني التحرري الخالد..
      وفي هذه الذكرى العطره نهنئ أبناء شعبنا أولا ورجال جيشنا العقائدي الجسور ونتمنى على أبطاله الاشاوس الافياء مواصلة جهدهم الوطني والثوري الباسل الذي عرفهم من خلاله شعبهم العراقي والالتصاق بشعبهم وهمومه ورغباته ومصالحه العليا فجيشنا هو الابن البار لشعبنا وتاريخه المجيد ويستمد عزمه و قوته وتراثه من عزم وقوة وتراث شعب العراق العظيم وامته المجيده
لقد كان جيش العراق الباسل على الدوام نموذجا حيا لتراث وحضارة واخلاق امتنا العظيمة التي لا تأبى الضيم وتتسم بالشجاعة والإباء والشهامة والمروءة فاعزها الإسلام الخالد بان خصها الله سبحانه وتعالى عندما خلق فيها أكرم الأنبياء والرسل وأودع رسالته العظيمة لتنشرها على العالم كله فكان جيشها الرسالي العقائدي واحدا من أعظم وسائلها في نشر الدين الحنيف ورسالة الإسلام السامية والدفاع عنها.
يا ابناء شعبنا العراقي العظيم 
ايها الاحرار في كل مكان
      ان الدور الوطني المشرف لجيش العراق الباسل المجيد لم يبتعد عن مهامه القوميه في كل حقب كفاحه فهو جيش العروبة الممثل لصفاتها وأخلاقها فكان مشاركا فعليا في كل معارك العرب على طول جغرافية أرضنا العربية من موريتانيا والمغرب مرورا بالجزائر والسودان ومصر وفلسطين إلى اليمن ولبنان وسوريا والأردن ولازالت رفات شهداءه الأبرار خير شاهد على ذلك. وقد كان جيش العراق فعلا حارسا للبوابة الشرقية للامه العربيه وان غيابه وغياب دوره الوطني والقومي قد  ظهر انعكاساته على اوضاع الدول العربيه مثل سوريا ولبنان واليمن وليبيا والخليج العربي وغيرها.
        كما مثل جيش العراق الطليعه الثوريه الواعيه التي تحرص على سيادة العراق واستقلاله في العصر الحديث وتصدى لكل محاولات الاعداء والغزاة وقدم ابناءه دمائهم رخيصه في سبيل وطنهم الغالي وكانت وثباتهم الجسورة شاخصة ومشهودة وتشكل أهم محطات النضال الوطني سواء على مستوى مهام المحافظة على وحدة الوطن ومقاتلة المخربين وكل من يحاول شق صف وحدة الشعب او على مستوى ملاحم القادسية المجيدة التي أفصحت وبما لايقبل الجدال أو الشك عى قدرة جيشنا وجدارته في الدفاع عن الوطن والامه . كما انها أكدت ان العراق وقيادته السياسيه الوطنيه انذاك كانت سباقة في تحديد واستشراف ماستشكله مايسمى بالثورة الاسلاميه الخمينيه الايرانيه من خطر واذى على العراق والامة العربيه والمنطقه والعالم ولذلك فقد تصدت لمشروعها الخبيث بكل قوة وحزم .. وان شعبنا العراقي العروبي الاصيل اليوم وبعد 16 عاما من تمكن ايران من الهيمنه على العراق بفعل ومساعدة الغزو والاحتلال الامريكي قد استشعر وبقوة خطر تصدير الثورة الايرانيه وافكارها  المنحرفه فخرج اليوم ثائرا بكل قواه يهتف ( ايران بره بره .. بغداد تبقى حره ) مما يؤشر ان رهان الفرس على اهم معاقلهم في بعض مناطق العراق قد فشلت فشلا ذريعا وان بضاعتهم الفاسدة ( تصدير الثورة المنحرفه ) قد ردت اليهم وبقوه .. 
وفي هذه المناسبه ونحن نشير الى دور جيشنا العراقي الوطني الباسل حيث ان تصديه للعدوان الثلاثيني والغزو الاستعماري الجديد ومساهمة رجاله في التصدي لمقاومة قوات الاحتلال ستبقى من المحطات النضالية والوطنية البارزه في تاريخ العراق.
     ولكل تلك الادوار الوطنيه والقوميه والكثير غيرها فقد استهدف جيش العراق من قبل قوات الاحتلال الغازيه واتباعها من العملاء الاراذل في حل هذا الجيش العظيم وقتل قادته وابطاله وتدميره وبناء جيش جديد مهلهل ولائه المطلق لايران ولا يرتقي في تنظيمه واداءه قاصرا الى الحد الادنى من طموحات الشعب ورغباته ومصالحه العليا بل أصبح منحازا الى السلطة الحاكمة نيابة عن المحتل الفارسي  فلم يتقدم خطوة واحدة لنجدة الشباب الثائر الذين يستغيثون بالله ثم به وهو صامت كالصنم!!!!. ولذلك فاننا نحث الشرفاء من الجيش الحالي بالوقوف الى جانب الثوار قبل فوات الاوان ....
يا ابناء شعبنا العراقي العظيم 
ايها الاحرار في كل مكان
       لقد تميز الجيش العراقي طيلة تأريخه المجيد بالبسالة والشجاعة والانضباط والاداء المتميز كما  امتلك خبرات فذة من خلال خوضه العديد من الحروب الوطنيه والقوميه وايضا من خلال اسلوب اعداده وبناءه ومنظومة تأهيله العلمية والمتحصنه بعقيدة عسكرية فريدة اضافة لوجود قيادة عسكرية قادرة على اتخاذ اصعب القرارات بما يخدم الاهداف الوطنية والقومية،انه جيش الفرسان الاباة والشجعان البواسل الذين مثلوا عناوين الارادة الحقيقية لشعب العراق.  ولابد لنا في هذه المناسبة الخالدة ونحن نستذكر جزءا يسيرا من سفر جيشنا الباسل العزيز الذي بناه رجاله النشامى بتضحياتهم السخية وجهدهم المثابر إلا أن نكرر لهم التهنئة المعطرة بأريج الجهاد المقدس ونشد على أيديهم لمواصلة موقفهم البطولي لتحرير بلادهم ليبقوا على الدوام كما عرفهم شعبهم وأمتهم ثوارا أحرارا يتسابقون لنيل إحدى الحسنين أما النصر المؤزر وتحرير بلادهم أو الشهادة المباركة الميمونة...  وان السفر الخالد لجيشنا الباسل يؤكد عمق ارتباطه بالعطاء الوطني والتضحيه ولم يثبت عليه يوما ما ثلمة في ذلك العطاء الثر طيلة مسيرته الكفاحية.. فكان فرسانه الاشاوس عنوانا للبسالة والنبل والشهامة والاباء فحملوا أمانة الدفاع عن الشعب والوطن والامة دون تخاذل أو خيانة.. وبذلك رفعوا رأس العراق ورايته عاليا وحققوا هيبته المعهودة بين دول وأمم العالم.. وهنا لابد لنا ان نؤكد بان جيش العراق لايمثله من أرتمى في حضن الاحتلال مهما كانت دوافعه ولن يمثله من كان مع دعاة الافكار المنحرفة المستوردة التي ساهمت في تحطيم الشعب وتهديم ارادته ولن يمثله الخونة والمتخاذلين والمارقين والفاسدين.. بل يمثله من كان باسلا  مجيدا يتقدم الصفوف دفاعا عن العراق وشعبه المجيد.
      ان رجال جيش العراق لن يهدأ لهم بال مالم تتحرر بلادهم رغم كل ماتحملوه من تضحيات وقتل وتدمير وتشريد وسجون واعتقالات وملاحقة وحرمان من الحياة السوية.. فمهما تفاقمت الخطوب ومهما ازدادت الضغوط فان هؤلاء الرجال البواسل سيمضون بكل ما يحملونه من اصرار وعطاء وجهد وجهاد في مسيرة الكفاح مع ابناء شعبهم حتى يحققوا النصر الناجز في ملحمة التحرير القريبة باذن الله تعالى لترتفع مجددا البيارق العالية بعد ان تهزم كل قوى الضلالة والخيانة وتندحر كل اهدافهم ومآربهم الخبيثة.
أيها الاحرار في كل مكان 
       في هذه المناسبة العزيزة على قلب كل عراقي وعربي حر شريف لابد لنا ان نذكر ونؤكد بأن جيش العراق كان يضم كل طوائف وأعراق ومناطق واديان ومذاهب ابناء الشعب العراقي فجسد الوحدة الوطنية المصغرة واصبح عنصر التوازن المهم في حفظ  التجانس بين ابناء الشعب فما ان غاب بعد الاحتلال حتى حدث الاختلال في هذا التوازن فانتشر التمزق والتشظي الاجتماعي الذي يشهده بلدنا اليوم ، كما ان التغييب المقصود لخيرة عناصره وكفاءاته وقياداته الوطنية والمعروفه بخبراتها وتجاربها الميدانيه أدى الى فقدان الجيش ذلك الاحترام والاهتمام والنظام والالتزام الذي كان أحد أهم سجاياه فاصبح من يدعي انه يمثله اليوم مثارا للتندر والسخرية  لابتعاده عن الحد الادنى من التقاليد العسكرية المعهودة في الجيوش النظامية.
أيها الاحرار في كل مكان
وفي هذه المناسبة الميمونه تؤكد القيادة العامة للقوات المسلحة الباسله ورجالها الاوفياء بأنها مع شعبنا الابي في انتفاضته وثورته المجيده المتجدده والتي انطلقت في الفاتح من شهر تشرين الاول 2019 ضد الفاسدين والخونه هذه الثورة المباركة التي تحمل في ثناياها أسس المشروع الوطني الاصيل فانها تؤكد للجميع  وتجدد عزمها الثابت في مساندة  انتفاضة وثورة شعبنا الابي ومناصرتها بكل قدراتها وامكانياتها حيث يعلم الجميع أن سنوات عصيبة مرت على العراقيين حملت معها كل مظالم الدنيا وويلات وتدخلات الدول المجاورة والاقليمية لتدمير العراق وكسر ارادة شعبه ولكنه شعب لايستكين طالما انه حر  ومجيد وأن القيادة العامة للقوات المسلحة تعلن مرة اخرى بانها ستبقى على عهدها في احترام خيار الشعب العراقي من دون وصاية او استعلاء، في حقه بتقرير مصيره بنفسه. ، فالعراق وطن الجميع يحتضن اهله ووفي لابناءه ولأجياله من اجل استرجاع الاستقلال والكرامة الوطنية، وان غدا لناظره قريب
المجد للعراق العظيم ولجيش القادسية المجيدة وأم المعارك الخالدة ولكل المجاهدين الذين يقتفون آثار ذلك الجيش العقائدي المؤمن ويسطرون ملاحم البطولة في مقارعة المحتل الغازي وأذنابه الدجالين.
الرحمة لشهداء جيش العراق العظيم والأمة العربية المجيدة يتقدمهم شهيد الأضحى السعيد. والحب والولاء لقائد جمع الإيمان والبيرق المجاهد المهيب الركن عزة إبراهيم حماه الله القائد العام للقوات المسلحة والقائد الأعلى للجهاد والتحرير.
الحرية لقادة جيشنا الميامين الذين يقبعون في السجون الحكوميه منذ سنوات طويله وهم فرسانه الاشاوس الذين دافعوا عن بلادهم بكل بسالة وبطولة
تحية الى شعبنا العراقي العظيم من أقصى شماله الى اقصى جنوبه
المحبة والتقدير والاعتزاز لكل من أمن بالعراق العظيم واحدا موحدا مستقلا

القيادة العامة للقوات المسلحة
بغداد المنصورة بأذن الله
6 كانون الثاني 2020