الأحد، 22 يونيو 2025

إيران تسقط من الداخل: كيف خدعتها أمريكا وتركها الحلفاء؟

  إيران تسقط من الداخل: كيف خدعتها أمريكا وتركها الحلفاء؟



معهد الدراسات الاستراتيجية   

جهاز المخابرات الوطني

1. وهم المفاوضات وضربة الحقيقة

عاشت إيران في وهم أمريكي مُحكم: مفاوضات بلا نهاية، رسائل سياسية مخدّرة، وتصريحات أمريكية متكررة عن عدم وجود نية للتدخل العسكري. حتى حين تحركت قاذفات B-2 نحو الشرق الأوسط، قيل إنها "احتياطية" في حال اعتدت إيران على المصالح الأمريكية.

ومن هذا الوهم أيضًا، سُمِح لدول عربية مثل السعودية وقطر بالتنديد العلني بالهجوم الإسرائيلي، في محاولة أمريكية لتشتيت الرؤية الإيرانية وتشجيع طهران على الاعتقاد بأنها في مأمن من التهديدات.

لكن في الحقيقة، كانت أمريكا تُعدّ للضربة التالية بهدوء، مستخدمةً إسرائيل كرأس حربة، وتاركةً طهران تغرق في حسابات خاطئة.

2. طهران تلجأ لروسيا… وروسيا تُحذر

حين اشتدت الضغوط، وجدت إيران نفسها تتجه نحو روسيا، ظنًا أن موسكو ستكون "الملاذ الأخير". لكنها لم تدرك أن روسيا نفسها عاجزة عن حسم معركتها في أوكرانيا، فكيف لها أن تحمي إيران؟

ثم جاءت المكالمة الهاتفية بين بوتين وترامب – ساعة كاملة لم يكن لإيران فيها أي موقع على الطاولة. بعدها مباشرةً، اتصل بوتين بالرئيس الإيراني، محذرًا إياه من "تصرفات طهران" ومن مستقبلها القريب.

3. درس الشاه يتكرر… لكن مع نظام الملالي

تاريخ أمريكا مع إيران واضح. حين انتهى دور الشاه، حليف الغرب و"شرطي الخليج"، أطاحت به بلا رحمة. واليوم، حين انتهى دور النظام الإسلامي، يُكرّر الغرب الرسالة: انتهت اللعبة، حان وقت التصفية.

إيران باتت وحيدة، بلا غطاء روسي أو صيني، وبلا حلفاء دوليين حقيقيين. وتحت مطرقة مزدوجة: أمريكية/إسرائيلية، لا يبدو أن هناك قوة يمكن أن تمنع سقوطها.

4. انهيار من الداخل قبل اختراق الخارج

إيران لم تُهزم بضربة خارجية فقط، بل سقطت من الداخل قبل كل شيء. كيف؟

اختارت التمدد خارج حدودها ونسيت تحصين الداخل.

أنشأت جدرانًا أيديولوجية في الضاحية وبغداد ودمشق، لكنها تركت طهران مكشوفة بلا سقف.

بنت حانات طائفية بدل مؤسسات ردع.

استثمرت في القمع بدل التنمية.

صدّرت الثورة بدل بناء الدولة.

5. فرص ضائعة ونفوذ مهدور

منذ 2003، امتلكت إيران فرصة نادرة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط:

فراغ في العراق

نظام يترنح في سوريا

فوضى مذهبية في لبنان

دولة منهارة في اليمن

لكن بدل بناء محور ذكي مستقر، اختارت تصفية الحسابات التاريخية، وراحت تموّل الطوائف بدل المؤسسات، وتنشر أذرعها المذهبية بدل بناء حلفاء حقيقيين.

6. انهيار الحلفاء في أول مواجهة

عند اندلاع المواجهة مع إسرائيل:

انهار حزب الله نفسيًا في الأسبوع الأول.

تفكك خطاب إيران في أول 10 دقائق.

غابت الدفاعات الجوية، وغاب الدعم الدولي.

النتيجة؟ حرب استنزاف حقيقية، من المتوقع أن تطول أسابيع، ما لم تستسلم إيران مبكرًا. أما إسقاط النظام، فهي الصفحة التالية التي يجري الإعداد لها، وقد تطول لبضع سنين.

7. من صدام إلى خامنئي… الفرصة التي ضاعت

ربما من أغرب مفارقات التاريخ، أن الرئيس صدام حسين كان يفكر بتحالف مع الخميني ضد إسرائيل. لكن حين علم بنوايا الخميني التوسعية وتصدير الثورة، بدأت حرب الثماني سنوات. واليوم، يدفع خامنئي ثمن ما زرعه الخميني.

8. إيران... دولة بحجم الإمبراطورية وسلوك الميليشيا

كان بإمكان إيران أن تكون دولة عظمى، بثالث أكبر احتياطي نفطي، وجغرافيا استراتيجية، وتاريخ حضاري عريق.

لكنها اختارت أن تكون شبكة ميليشيات:

في العراق: قتلت الزعامات الوطنية وسلّمت السلطة للعمائم والخطباء.

في سوريا: دعمت نظامًا ميتًا بلا خطة.

في لبنان: حوّلت المقاومة إلى ذراع أمني تابع لولي الفقيه.

في اليمن: ارتكبت كل ما يُعدّ جريمة حرب.

9. ما تبقى لإيران: التهديدات الجوفاء

اليوم، لم يبق لإيران سوى:

مؤتمرات حوزوية

جيوش فيسبوكية

تهديدات يوم القيامة

لكن لا دفاعات حقيقية، لا دعم دولي، لا تماسك داخلي.

10. النهاية: إيران انهارت استراتيجيًا لا عسكريًا

الانهيار لم يكن في جبهة القتال فقط. بل في عمق الاستراتيجية الإيرانية:

بدل الاستثمار في الحلفاء، استثمرت في الطائفية.

بدل بناء الردع، حفرت خنادق مذهبية.

بدل قيادة الكتلة الإقليمية، بنت مقابر للولاء خارج حدودها.

وهكذا، حين جاءت اللحظة الحاسمة… سقطت إيران، لا بضربة عسكرية، بل بقراراتها السياسية.

معهد الدراسات الاستراتيجية. ...       

جهاز المخابرات الوطني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق