نشرة انتفاضة شباب تشرين
العدد ٤٥ / ايلول ٢٠٢٥
مجلة صوت الطلبة
العدد ٥٥
١٩ آب ٢٠٢٥
للتصفح اضغط على الرابط الالكتروني ادناه
https://online.anyflip.com/rnvg/ncbw/mobile/index.html
حزب البعث العربي الاشتراكي
القيادة القومية :
ليتحول رفض التطبيع ومقاومته الى قضية رأي عام عربي
شعب سورية العظيم سيبقى اميناً على عروبته وحافظاً لارثه النضالي.
الدولة الوطنية الديموقراطية هي القادرة على ادارة الصراع مع العدو
يوم النصر العظيم في الثامن آب سيبقى من ايام العرب الخالدة.
اكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ان شعب سورية سيبقى اميناً على عروبته وعلى وطنيته، وان الدولة الوطنية الدبموقراطية هي القادرة على ادارة الصراع الوجودي مع المشروع الصهيوني. ودعت الى تحويل الموقف من نهج التطبيع الى قضية رأي عام قومي . كما دعت استحضار ما انطوى عليه يوم النصر العظيم في ٨/٨ /١٩٨٨ من دلالات نضالية في صراع الامة مع اعدائها المتعددي المواقع.
جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في مايلي نصه :
في الوقت الذي تستمر فيه حرب الابادة الجماعية ضد جماهير شعب فلسطين في غزة ومعها حرب التجويع ، واقدام الكنيست الصهيوني على المصادقة على قرار يدعوالى فرض "السيادة الاسرائيلية " على الضفة الغربية بما في ذلك غور الاردن ،يواصل العدو الصهيوني اعتداءاته على لبنان وسورية التي لم يكتف بتوسيع رقعة احتلاله لمناطق واسعة من جنوبها امتداداً من قمة جبل الشيخ الى درعا وعلى طول الحدود مع فلسطين المحتلة وحسب ، بل يعمد الى التدخل في الشأن الداخلي السوري عبر تقديم نفسه "حامياً "لمكون مجتمعي سوري ماكان يوماً خارج الولاء الوطني لدولته التي تمتد على مساحة الجغرافيةالسورية .
في ظل هذا الواقع السائد يبدو واضحاً ان الخطورة التي تستهدف الامن الوطني السوري لم تعد تقتصر على الاحتلال العسكري وتمدده ، بل ان الاخطر الاكبر هو ماتتناقله الاخبار عن لقاءات واتصالات تجري بين ادارة الحكم في سورية والكيان الصهيوني والتي تتنقل مابين انقرة وباكو ( عاصمة اذربيجان ) وباريس وصولاً لاتفاقية تسوية على غرار اتفاقيات "كمب دافيد" ووادي عربة.
إن ادارة الحكم في سورية وهي تنخرط في آلية المفاوضات ،فإنما تشارك فيها والدولة السورية منزوعة الانياب بعد التدمير شبه الشامل لقدراتها العسكرية التي استهدفت بعدوان صهيوني واسع كذلك الذي تعرضت له الامة العربية في الخامس من حزيران عام ١٩٦٧. واكثر من ذلك فإن سورية التي دخلت مرحلة جديدة من حياتها السياسية بعد سقوط النظام ، فإنما دخلتها وهي مثقلة باعباء ملفات ضاغطة على كل مناحي الحياة الامني منها والاقتصادي ومن ضمنها العقوبات واعادة الاعمار وتأهيل المرافق الحيوية والبنى التحتية ، كما ملف النزوح والتغيير الديموغرافي الذي اصاب التوزع والتركيب السكاني في ظل سطوة النفوذ والهيمنة الايرانية . والقيادة القومية للحزب ، التي تعي جيداً صعوبة الاوضاع التي تمر بها سورية حالياً ، والتركة الثقيلة التي خلفتها الدولة الامنية السابقة بمصادرتها للحريات العامة وتعليب الحياة السياسية وعلى دور سورية وموقعها ودورانها في فلك المشروع الايراني ، تعي ايضاً ، ان مواجهة هذه التحديات لاتكون بالطريقة التي تدير بها ادارة الحكم الجديدة شؤون البلاد والعباد ، وإنما بتحصين الجبهة الداخلية بمعطى الوحدة الوطنية التي تحكمها ثوابت وحدة الارض والشعب والمؤسسات والتعامل مع المرحلة الانتقالية باعتبارها خطوة على طريق اعادة انتاج نظام سياسي جديد تحكمه قواعد المساواة في المواطنة حقوقاً وواجبات، وقواعدالفصل بين السلطات وديموقراطية الحياة السياسية ، واحكام العدالة الانتقالية .
وعليه فإن سورية ، التي تواجه هذا الكم من التحديات ، لاسبيل لتجاوز التداعيات السلبية والقاتلة لهذه التحديات ، الا بتحشيد الجهد الوطني والشعبي الشاملين في سياق مشروع مواجهة يأخذ بعده الشمولي ،انطلاقاً من ادراك طبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني اولاً ، ومن وجوب تلبية مستلزمات امن المواطن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحياتي ثانياً. وهذا لاتستطيعه الا الدولة الوطنية الديموقراطية .
فالشعب في سورية الذي عانى الامرين على عقود من ادارة الدولة الامنية لشؤونه العامة والخاصة ،لايرى في الدولة الذي يحكمها المنطق الدعوي بخلفية دينية او مذهبية المرتجى الذي يبتغيه لينعم بسلام وطني ومجتمعي،لان كلا النموذجين يعطلان ديموقراطية الحياة السياسية والمساواة في المواطنة ، وهما الركنان الاساسيان في بناء الدولة الوطنية.
على هذا الاساس ، فإن القيادة القومية للحزب ، لاترى في الطريقة التي تقارب فيها ادارة الحكم الجديد ملفات البناء الداخلي والعلاقة مع الخارج الاقليمي والدولي ، مقاربة تحاكي من خلالها معطيات الطموح الوطني سواءً لجهة طبيعة النظام السياسي الجديد او لجهة الدور القومي الذي يفترض ان تضطلع به سورية انطلاقاً من مركزية موقعها في مواجهة المخاطر التي تهدد الامن القومي العربي وخاصة خطر المشروع الصهيوني الذي تحمكه قواعد الصراع الوجودي مع المشروع القومي العربي . فذهاب ادارة الحكم في سورية الى مفاوضات مع العدو الصهيوني ،انما يمنحه شرعية الاعتراف بكيانه اولاً ، وسينتزع اعترافاً بشرعية احتلاله لاراضٍ سورية ولو كانت تحت عناوين ترتيبات امنية . كما ان الانخراط في مفاوضات مع العدو املاً بحلٍ للازمة الاقتصادية ، لايعدو كونه سوى وهماً لان المضاعفات ستزداد شدة بعد تكبيل سورية بحزمة من الشروط الاقتصادية والنقدية التي تمليها الصناديق الدولية وتجربة الدول التي وقعّت اتفاقات مع العدو شاهد على ذلك.
وعليه ، فإن مواجهة التحديات التي تواجهها سورية ، لايكون بالهروب الى الامام عبر الاستجابة للاملاءات الاميركية ومن يدور في فلكها ، وإنما بالعودة الى الداخل لاطلاق ورشة البناء الوطني للدولة المدنية على الاسس التي توفر ارضية صلبة لمواجهة التحديات الكبرى استناداً الى موقف وطني غير مساوم على حقوق وطنية وقومية ويختزن مقاومة لكل اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ، ورافض لاحلال وصاية اقليمية باخرى .
ان القيادة القومية للحزب التي اعتبرت اسقاط النظام السابق ومعه توجيه ضربة قاسمة للمشروع الايراني ، حدثان على قدر كبير من الاهمية بانعكاساتهما الايجابية على القضايا القومية ، ترى ان هذه الايجابية عرضة للاجهاض إن لم تستعد سورية دورها القومي الذي ينسجم مع تاريخها وما قدمه شعبها لامته في الصراع المفتوح مع اعداء الامة المتعددي والمواقع والمشارب. والقيادة القومية للحزب التي ترى ان استهداف فلسطين لم يكن استهدافاً لذاتها وحسب ، وانما الامة العربية برمتها ، ترى في استهداف اي مكون وطني عربي من قبل المشروع الصهيوني وداعميه من قوى الاستعمار العالمي ، انما يندرج ضمن ذات السياق ومنها المكون الوطني السوري الذي يكتسب اهمية نظراً لمركزية الموقع السوري وتأثيره على كل دول المحيط . ولهذا يجب تدارك الخطر الصهيوني الذي يصوّب سهامه الى هذا الموقع لتثبيت وقائع ميدانية استناداً الى متغيرات سياسية طارئة.
وعليه ، فان القيادة القومية للحزب ، تدعو شعب سورية العظيم الى ان يكون وفياً لماضيه وتاريخه ودوره الطليعي في التصدي للمشروع الصهيوني ، والف باء ذلك الوقوف بحزم امام المحاولات الرامية لدفع سورية لتوقيع اتفاقيات مع العدو لن تكون في ظل موازين القوى الحالية الا استسلاماً لشروطه واملاءاته. فكل سلوك او موقف يدعو للاعتراف بالكيان الصهيوني تحت مبررات الواقعية السياسية هو موقف مدان بكل المعايير الوطنية والقومية والاخلاقية ، ومقاومة هذا النهج واسقاطه هو مهمة الامة من محيطها الى خليجها وفي المقدمة منها شعب سورية الذي كان ويجب ان يبقى يجسد قلب العروبة النابض والطليعي في دعوته لوحدة الامة وتحررها لانهاء استلابها القومي والاجتماعي.
ان القيادة القومية التي تدين نهج التطبيع والمطبعين وتدعو لمقاومته بكل السبل المتاحة وانجعها المقاومة الشعبية الشاملة ، ترى ان الامة التي تختزن طاقات نضالية عظيمة قادرة على مقاومة نهج التخاذل والاستسلام ، وان تاريخها الحديث والقديم يحفل بالمحطات النضالية التي تبقى ايامها الخالدة دائمة الحضور في سفر النضال العربي. وما يوم النصر العظيم لسبعة وثلاثين سنة خلت الا واحدة من هذه المنارات النضالية المضيئة ،وهو اليوم الذي استطاعت الامة عبر عراقها العظيم تحقيق انتصارها المؤزر بالاستناد الى الدور الذي اضطلعت به ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز المجيدة التي بقدر ماكانت مسيرتها حافلة بالانجازات العظيمة على مختلف الصعد والميادين ، فإن "القادسية الثانية" التي ادت الى وأد المشروع الصفوي التوسعي ، اثبتت ان الامة العربية تملك من القدرات والامكانات مايمكنها من الدفاع عن وجودها وهويتها اذا ماتوفرت لها القيادة الملتزمة قضايا الشعب ، وتمتلك ارادة الصمود والتصدي لكل من يشكل مصدر تهديد للامن القومي.
ان القيادة القومية التي تدعو الى تصعيد النضال الجماهيري لمقاومة نهج التطبيع باستهدافاته وادواته والى اعادة الاعتبار الى حراك الشارع العربي في الانتصار لقضايا الامة وخاصة القضية الفلسطينية التي تدخل هذه الايام منعطفاً خطيراً في ظل حرب الابادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في الارض المحتلة ، توجه التحية لشعب العراق العظيم الذي سطر ملحمة بطولية في حرب استمرت ثماني سنوات وخرج منها اكثر قوةً واقتداراً وهو مادفع الى تشكيل تحالف دولي بقيادة اميركا لاسقاط ما تمخضت عنه تلك من نتائج لمصلحة الامة العربية وهو ما ادى الى حصول الانكشاف القومي الشامل الذي تستغله قوى التحالف الصهيو اميركي لفرض هيمنتها على الوطن العربي . وما حصل في سورية ولبنان واليمن وما تتعرض له فلسطين انما هو نتيجة الزلزال الذي ضرب البنية القومية انطلاقاً من فالق العراق.
فليتحول رفض التطبيع ومقاومته الى قضية رأي عام عربي
وليُعَدْ الاعتبار للشارع العربي وحراكه السلمي الديموقراطي في انتصاره لقضايا الامة
وليكن الرهان على وطنية شعب سورية في رفضه للتطبيع رهاناً ثابتاً.
وليكن يوم الثامن من آب يوماً ترنو اليه الامة في استنهاض واقعها السياسي والاجتماعي.
المجد والخلود للشهداء والخزي العار للمطبعين والمتآمرين على الامة وقضاياها القومية.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في ٢٠٢٥/٨/٦
نشرة انتفاضة شباب تشرين
العدد ٤٣
آب ٢٠٢٥
للتصفح ادخل على رابط النشرة الالكتروني ادناه
https://online.anyflip.com/rnvg/rtih/mobile/index.html