محاولة ترامب تحقيق نظرية كوندوليزا رايس
د- فالح حسن شمخي
ترامب يحاول تطبيق نظرية (الشرق الأوسط الجديد)، الخطة التي حدثتنا عنها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس ، رايس عرضت رؤية إدارة بوش الابن لمستقبل المنطقة العربية والاقليم المحيط في حزيران 2006 من دبي.
الهدف من وراء تلك النظرية هو إعادة رسم خريطة مايسمى (الشرق الأوسط الجديد) ، ضمن الأهداف الأميركية لحماية أمن قاعدة الغرب المتقدمة (الكيان الغاصب)، والاحتفاظ بقوة عسكرية مركزة في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر.
يعتقد ألباحثون أن الموقف الأميركي لم يرتقِ بعد إلى الدرجة التي تجعل أميركا المتحكم فيما يجري، ويعتقد هؤلاء ان امريكا ما زالت تتحرك في حدود النظرية وكما يقول الاخوة في الشام ( حساب الحقل ليس حساب البيدر)، فالحقل بحاجة إلى ارض وحراثة وبذور وسقي …الخ حد نصل إلى الحصاد .
المعروف ان الدولة العميقة في امريكا لم تغيّر طريقتها في قراءة خريطة مايسمى بالشرق الاوسط الجديدة المرسومة في ذهنها ، فسياسة امريكا لازالت تقوم على تعزيز القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة، وهي تعتقد بان القوة وفائض القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية ستمكنها من تحقيق اهدافها غافلة عن ان المنطقة وعلى الخصوص العربية تمتلك فائض قوة اخلاقي وقيمي وجغرافي …الخ يحول دون تحقيق امريكا لمشروع ( الشرق الاوسط الجديد) .
بالإضافة إلى النظرية التي طرحتها وزيرة الخارجية الأمريكية والتي لازالت تدور في ذهن صانع القرار الأمريكي فان هناك نظرية اخرى تشكل استراتيجية او طريق لتحقيق نظرية ( الشرق الاوسط الجديد)، وهي نظرية (الفوضى الخلاقة) العي روج لها المفكر الأميركي صامويل هنتنجتون ، والتي طرحتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا .
الفوضى الخلاقة هي مصطلح سياسي يقصد به خلق فوضى متعمدة يقوم بها أشخاص بدون الكشف عن هويتهم في بلدان معينة تريد امريكا السيطرة عليها ، وهذا ماحصل في العراق حيث الحرب الطائفية والمفخخات والقتل على آلهوية ، بعد هذه الفوضى المتعمدة ياتي اشخاص معروفين لخلق حالة من الاستقرار النسبي والهدوء هدوء لتمرير المشاريع الأمريكية ومنها ( الشرق الاوسط الجديد ) وما يقول المثل العراقي ( نشوفه الموت يرضى بالسخونة) ، ومثال عليها ايضا مايحدث اليوم في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا.
يعتبر المستشرق اليهودي برنارد لويس هو أول من دعي للفوضي الخلاقة في الشرق الأوسط والعالم العربي ، حيث رأي ضرورة تصدير الديمقراطية المعلبة امريكياً إلى الأقطار العربية كقيمة مضافة إلى فائض القوة لمواجهة الحكومات التي تهدد مصالح الولايات المتحدة حيث أن كل العالم العربي من وجهة نظره تحكمه أنظمة إستبدادية طاغية وفاسدة تسرق مقدرات الشعوب وأن دعم الولايات المتحدة لتلك الأنظمة لحماية إسرائيل هو ما أدي للكراهية ، كما رأي في الثمانينيات بأن التقسيم الحالي للمنطقة غير مناسب ويجب أن يتغير بحيث يتم تقسيم المنطقة علي أساس عرقي وديني.
الشرق الأوسط هو مصطلح جيوسياسي يشير إلى منطقة بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية والأناضول (بما في ذلك تركيا الحديثة وقبرص) ومصر وإيران والعراق. اُستخدم المصطلح على نطاق واسع كبديل عن مصطلح الشرق الأدنى (المعاكس للشرق الأقصى) في أوائل القرن العشرين.
نظرية رايس في ( الشرق الأوسط الجديد ) سوف لن ترى النور واقولها جازما بسبب ماذكرته أعلاه من ان المنطقة العربية تمتلك فائض قوة للدفاع عن نفسها بوجه هذا المشروع التقسيمي الذي يمكن امريكا وتابعيها ايران وتركيا والكيان من السيطرة على الارض العربية فما نشهده اليوم من لعبة جر الحبل بين تركيا وايران والكيان لتقاسم النفوذ والحصول على حصة اكبر وتحت رعاية ومساندة أمريكية يدل على ان امريكا تحاول من نقل مشروع ( الشرق الأوسط الجديد ) مالنظرية إلى التطبيق ، ، والسبب الثاني الذي سيحول دون تطبيق هذه النظرية هو ما أحدثه طوفان الاقصى عربيا واقليميا وعالميا ، وفي ظل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل وأمريكا على غزة واليمن ولبنان ، وعدم قدرتها على تحقيق مكاسب حقيقية في إخضاع المقاومة العربية والقضاء عليها.
اما السبب الثالث فهو التغيرات والمفاجآت التي قد تظهر بين لحظة وأخرى، كما أن هناك تحالفات جديدة ابرز في مواجهة امريكا ومشاريعها ، وهذه التحالفات ومنها الصينية الروسية ، والصينية الاوربية لن تستطيع أميركا منعها، في وقت بات الجميع فيه يبحثون عن موطئ قدم في عالم يريد الرئيس الأمريكي ترامب السيطرة عليه عبر التعريفة الكمركية والابتزاز والتهديد باحتلال دولة ذات سيادة ، وعبر استخدام القوة الغاشمة في تنفيذ مشاريعه التجارية .