حزب البعث العربي الاشتراكي
القيادة القومية
اكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ان التباطؤ والتأخير في اعلان الوحدة الوطنية يمثل طعنة للقضية الفلسطينية وهي على ابواب منعطفات خطيرة بعد حرب الابادة التي شنت على غزة ولا زالت وتصاعد وتوسع العدوان على لبنان . وان الوفاء للتضحيات وللمناضلين الذين ارتقوا شهداء وهم يقاومون الاحتلال ، تملي الارتقاء بالعلاقات الوطنية الى مستوى التحديات التي تواجه مسيرة النضال الوطني الفلسطيني على مستوى الميدان والحراك السياسي . جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في مايلي نصه.
في الوقت الذي تتوالى فيه فصول حرب الابادة الجماعية التي يشنها العدو ضد غزة ، تتواصل في الوقت نفسه المقاومة المسلحة على مساحة القطاع بكل مدنه وحواضره رغم طول امد المواجهة والحصار ، مسطرة ملاحم بطولية في تصديها للاحتلال ولا توقف مسيرتها قوافل الشهداء الذين يسقطون في عمليات المواجهة واخرها العملية التي سقط فيها شهيداً رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" المناضل يحي السنوار مع اثنين من رفاقه المقاومين الابطال.
هذه العملية التي طَرِبَ العدو لها ظناً منه انها ستؤثر على مسيرة النضال الوطني الفلسطيني بكل تعبيراتها العسكرية والسياسية والتعبوية والجماهيرية ، فاته ان هذه المسيرة هي مسيرة اجيال قدّم فيها ابناء فلسطين مئات الالوف من الشهداء قادة وكوادر ومناضلين في معارك المواجهة التي تعود بالتاريخ الى قرن من الزمن وستبقى متوهجة طالما بقيت مقاومة الاحتلال لفلسطين متوقدة في اطار الصراع الوجودي الذي تخوضه امتنا وطليعتها شعب فلسطين ضد المشروع الصهيو - استعماري بكل تجلياته الميدانية والسياسية. فالعدو رغم امتلاكه قدرات عسكرية واستخبارية هائلة لم يستطع اسر السنوار ولا اغتياله ، وانما سقط شهيداً في مشهدية مواجهة بطولية تذّكر بتلك التي خاضها الشهيدين عدي وقصي ابني الشهيد القائد صدام حسين وحفيده البطل مصطفى في التصدي لقوات الاحتلال الاميركي في الموصل عام ٢٠٠٣.
ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، التي تتوجه بالتحية لجماهير فلسطين الصامدة الصابرة المتشبثة بالارض ، والى مقاومة شعبنا التي تخوض معاركها على مساحة كل فلسطين ، وتقف اجلالاً لارواح الشهداء الذين يروون ارض فلسطين بدمائهم الطاهرة الذكية واخرهم الشهيد يحي السنوار ورفيقيه ، هي لعلي يقين ، بان العدو الصهيوني الذي لم يستطع ان يحقق حتى الان ماسبق واعلنه من اهداف للحرب التي شنها على غزة ، لن يتمكن من الوصول الى تحقيق اهدافه القريبة والبعيدة وعلى رغم جسامة التضحيات التي قدمت على المستوى الجماهيري ومستوى بنية فصائل المقاومة .
إن هذا الاستعصاء امام العدو من تحقيق اهدافه سيبقى قائماً، اذا ما خرجت المقاومة من نطاق تشرذمها الفصائلي ، وارتقت بعلاقاتها الى مستوى الوحدة الوطنية الفعلية على قاعدة برنامج تقف على ارضيته كل قوى الفعل المقاوم تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية لغاية تفعيل الكفاح بكل اشكاله، من المقاومة العسكرية على الارض الى تعزيز الصمود الشعبي وادارة الحركة السياسية والدبلوماسية عبر تقديم المقاومة لنفسها بانها موحدة الاطار التنظيمي والموقف السياسي الذي يجيب على تساؤل : مالعمل في اليوم التالي سواء تعلق الامر بادارة الشأن الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس وعلى مساحة الانتشار الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها ،او بالحراك السياسي والدبلوماسي.
من هنا ، فان حزبنا ، حزب البعث العربي الاشتراكي الذي مافتئ يشدد على اهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية ، يعود ويشدد على فصائل المقاومة ان تتجارز تناقضاتها التي تبقى ثانوية بالقياس الى التناقض الاساسي مع العدو الصهيوني بكل شبكة تحالفاته الدولية ،ويطالبها الدخول فوراً في ورشة توحيد صفوف المقاومة في اطار مرجعية تمثيلية واحدة ، معتبراً ان التأخير والتباطؤ في اعلان الوحدة الوطنية الفلسطينية يمثل طعنة للقضية الفلسطينية وهي على ابواب منعطفات خطيرة في ظل حرب الابادة المستمرة فصولاً على غزة وتصاعد وتوسيع العدوان على لبنان.
ان الوحدة الوطنية الفلسطينية مطلوبة اليوم قبل الغد لانها بقدر ماتعطي شحنة دعم معنوي للجماهير وللفعل المقاوم ، فانها تعيد الاعتبار لاستقلالية القرار الوطني وتضع حداً لمحاولات احتوائه او الاستثمار به لحساب اجندة اهداف قوى اقليمية وخاصة من قبل النظام الايراني الذي يستثمر بدم شعبي فلسطين ولبنان لتحسين مواقعه التفاوضية مع اميركا ومن خلفها الكيان الصهيوني.
ان القيادة القومية للحزب ، التي ترفض تجيير التضحيات التي تقدم على ساحتي فلسطين ولبنان لحساب نظام الملالي في طهران ، تحمل الفصائل التي تعيق بمواقفها وعلاقاتها الدخول فوراً في ورشة البناء السياسي الموحد مسؤولية النتائج السلبية التي تترتب على استمرار الانقسام في الساحة الوطنية الفلسطينية كما القوى السياسية اللبنانية التي فيما لو استمرت في عجزها عن تحصين ساحتيهما بوحدة وطنية فعلية ، فإن العدو سيتمكن من تحقيق اهدافه ليس بقوة الته الحربية ، بل بفعل ضعف المناعة الوطنية الناجمة عن التجويف في الجسم السياسي الوطني الفلسطيني واللبناني . وكفى مناكفة وارتهاناً لاملاءات الخارج الاقليمي والضغط الدولي اللذين يسعيان لابقاء التشظي السياسي قائماً في الساحتين الساخنتين في مواجهة العدو الصهيوني وكفى تقديماً للصراع على السلطة وهي باتت سلطة وهمية على الصراع مع العدو .
ولهذا فان جماهير شعبنا في فلسطين ولبنان وفي سائر اقطار الوطن العربي والتي لم تبخل يوماً بتضحية انتصاراً لفلسطين والعراق وكل قضايا الامة ، تدين كل من يغذي عوامل الانقسام والتفتت في البنيات والبيئات الوطنية العربية ، كما تدين كل من استمرأ العمل في ظل هذا الانقسام بكل انعكاساته وتداعياته السلبية على مصير الامة وتوقها نحو التحرر ، وتحقيق اهدافها في انهاء كل اشكال الاستلاب القومي والاجتماعي التي تعطّل امكانات الامة وتحول دون تفعيلها في اطار مشروع قومي بكل ابعاده التحررية ومضامينه الاجتماعية التقدمية.
المجد والخلود للشهداء البررة واخرهم الشهيد المقاوم يحي السنوار ورفيقيه وما النصر الا حليف الشعوب المكافحة من اجل تحررها وتقدمها وحقها في تقرير مصيرها.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في ٢٠٢٤/١٠/١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق