السنوار أطلق صحوة عالمية ووضع لبنة لغد أفضل للإنسانية.
بقلم عبد الواحد الجصاني
17 أكتوبر 2024
مع أن اعلان استشهاد السنوار حصل قبل عدة ساعات، ويصعب في هذه اللحظات التي تجيش فيها المشاعر تقدير ردود الأفعال وانعكاسات هذا الاستشهاد على حرب الإبادة الصهيونية على الشعب الفلسطيني وعلى مواقف الأطراف العربية والدولية، ومع ذلك يمكن وضع بعض الاحتمالات:
1- الغضبة الجماهيرية العربية على إسرائيل ستتصاعد، وخاصة في الدول العربية التي قرر حكامها دفن رؤوسهم في الرمال، ومن الممكن أن يقوم هؤلاء الحكام بالضغط على صديقهم الكيان الصهيوني باتجاه انهاء الحرب لامتصاص الغضبة الجماهيرية في بلدانهم.
2- ستمارس بعض الدول الغربية المزيد من الضغط على الكيان الصهيوني، وستقول ان اهداف "نتنياهو" تحققت فما الداعي لمواصلة جريمة الإبادة ، بعد أن استنفذت إسرائيل بنك أهدافها ؟ وإذا واصل نتنياهو الحرب فسيقال له أنك الآن تحارب لتجنب ما سيحصل لك لو توقفت الحرب وبدأت لجنة التحقيق في احداث 7 أكتوبر أعمالها واكتشفت تقصيرك في حماية مستوطنات حزام القطاع. ومعلوم ان ما حصل في 7 أكتوبر 2023 كان فيه تواطؤ واضح من نتنياهو حيث ترك المستوطنين بلا حماية وعندما هجمت قواته قتلت المهاجمين والمستوطنين وأحرقت جثثهم من اجل تضخيم الخسائر والصاق تهمة الإرهاب بحماس وبالفلسطينيين لتبرير جرائم الإبادة ضدهم، وكذا فعلوا في 11 سبتمبر 2001 حيث كان للكيان الصهيوني وبالتعاون من الأجهزة الأمنية الامريكية يد في تسهيل اختطاف الطائرات الأربعة واستخدامها كصواريخ، وكتاب نتنياهو "مكان تحت الشمس" الصادر عام 1996 ، وسلوك نتنياهو يؤكد استخدامه هذه النظرية التدميرية من أجل لصق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين من أجل تبرير سياسات الإبادة ضدهم.
3- سيتعزز صمود أهل غزة بعد أن رأوا السنوار يموت وهو يقاتل، واصبح رمزا وملهما للمقاومة الفلسطينية، ربما بما يفوق صورة "أبو عمار" الذي يأخذ البعض عليه انه في نهاية عمره النضالي عقد "اتفاقات أوسلو" المهينة.
4- سيزداد الدعم الشعبي والرسمي العالمي لغزة وفلسطين بعد أن اصبح السنوار رمزا من رموز الثورة ضد الهيمنة الغربية، مثله مثل جيفارا و "هوشي منه".
5- وعلى مستوى الكيان الصهيوني ، وبعد أن تخفت الضجة الإعلامية الحالية ، سيسأل اليهود، وماذا عن اسرانا؟ ومع من سنتفاوض؟ وهل أن قتل السنوار وقبله هنية يقرّب نهاية الحرب أم يبعدها؟ والى متى يتواصل قتل المدنيين وتجريف قيم الديانة اليهودية وتزايد العزلة الإسرائيلية وانقسام اليهود في إسرائيل والخارج؟
6- سنرى كثيرا من الكتاب والسياسيين يقيمون السنوار على أنه الرجل الذي أعاد القضية الفلسطينية الى واجهة الاحداث العالمية وسرّع بسياق قيام الدولة الفلسطينية وكشف زيف "الديمقراطية" الإسرائيلية والغربية بوجه عام، وحفّز الحوار الداخلي في المجتمعات الغربية، بضمنها الجاليات اليهودية، حول صحة القيم الغربية و"الديمقراطية الليبرالية" و "النظام الدولي المبني على القواعد"، وبذلك يكون السنوار قد أسدى للعالم خدمة كبرى بحجر القاه في بركة النظام الدولي الراكدة يوم السابع من أكتوبر. وهذا ما فعله قبله صدام حسين عندما تحدى نظام القطب الأوحد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1990، وكشف زيف "القيم الامريكية" وبربرية القطب الأوحد الذي فرض الحصار على شعب كامل وتشفى بقتل نصف مليون طفل عراقي وكذب على العالم بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية، ثم غزا العراق في عملية وصفها القاضي الاسباني "بالتاسار" بأنها " العملية الأكثر خسة وانتفاء للمبررات في التاريخ الحديث" ثم وصفها المسؤولون الامريكان انفسهم بأنها أكبر فشل استراتيجي وسياسي واخلاقي امريكي في التاريخ الحديث.
7- والخلاصة فإن استشهاد السنوار انتصار، وهذا وعد الهي وهذه خلاصة التاريخ الإنساني، ولا عزاء للجبناء. وكما قال الشاعر
إذا لم يكن من الموت بد
فمن العجز أن تموت جبانا
والله المستعان
17 أكتوبر 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق