السبت، 5 فبراير 2022

معركة حصاد الأكبر اسطورة مِنْ التاريخ معركة قاطع شرق البصرة / بقلم .. أَ.د أَبو لهيب

معركة حصاد الأكبر اسطورة مِنْ التاريخ

معركة قاطع شرق البصرة

 

أَ.د أَبو لهيب  

عندما نتصفح تاريخ العراق العظيم نرى العديد مِنْ الاساطير التي سجلها الابطال العراقيين ، عبر التاريخ ، مِنْ العصور القديمة إِلى زماننا هذا.      

والان ناتي إِلى أروع وأعظم اسطورة سجلها أبطال الجيش العراقي الباسل في اكبر معركة في قاطع شرق البصرة ، وسميت معركة الحصاد الاكبر ، كما اطلق عليها العدو الايراني معركة كربلا ( ٥ ) خمسة ، والضحايا فيها مِنْ الجانب الايراني ٦٥ خمس وستون ألف  قتيل ، ومِنْ الجيش العراقي ٢٥ ألف شهيد ، وشارك في هذه المعركة التاريخية ( ٢٨٥ ) مائتان وخمسة وثمانون ألف مقاتل مِنْ البسيج و الباسدار الايراني عدا ( ١٥٠ ) مائة وخمسون ألف جندي النظامي ، وآلاف مِنْ الضفادع البشرية ؛ لِأنَّ منطقة القتال هي مناطق الاهوار والمستنقعات والبحيرات الاصطناعية حتى وصل الوضع في المعركة إِلى الاشتباك بالسلاح الابيض .                

بدأت المعركة في ليلة ٨/٩-٢-١٩٨٧ ، بعد انتظار دام اكثر مِنْ شهر ، أَي في يوم ٩ / ٢ / ١٩٨٧ ، بدأ الهجوم الایرانی على وحداتنا فی الخط الدفاعی الأول ، مِنْ أجل کسر الجمود ، وأَنَّ هدف إِيران في هذا الهجوم هو إِحتلال مدينة البصرة وهي المنفذ الرئيسي للعراق على البحر وهي المصدر الرئيسي للنفط للعراق أيضًا ، لذلك قرروا القادة الايرانيون احتلال مدينة البصرة لِأنها العصب الاساسي للعراق ، وجعلتها المعركة الاخيرة لِمحاولة اسقاط العراق والنظام فيه ، وفي وضع الخطة مِنْ قبلهم راعوا توقيت العملية تتزامن مع فصل الشتاء لِأنَّ الامطار الغزيرة تعيق حركة المدرعات الثقيلة والدفاعات الجوية العراقية ، بهدف كسر الجمود وكسر الروح المعنوية للقوات الايرانية ،قام القادة الميدانيين للجيش العراقي بوضع خطة مدروسة للرد على الهجوم الايراني والحاق خسائر فادحة بها .                                                                                    

اتخذت القوات العراقية المزيد مِنْ الاحتياطات ، فاهتمت بالخطوط الدفاعية وحصنتها باجمالي  خمسة خطوط دفاعية ، إِضافة إِلى الأسلاك الشائكة وتحصينات الخنادق ومكافح الهجوم البري كما نصبوا وراء كل مجرى مائي وخط دفاعي ، مدفعية موجهة بالرادار و طائرات الهليكوبتر حربية قادرة على قصف مواقع العدو بالذخائر الخاصة والتقليدية . بحلول ذلك الوقت كانت خطوط الدفاعات قد اكتملت ، وكانت معروفة للعراقيين بِـ ( الجدار الفولاذي ) ، كانت استراتيجية ايران هي اختراق تلك الخطوط الدفاعية الضخمة ثم تطويق مدينة البصرة وعزلها عن باقي مدن العراق ، حتى تكون ضربة قاتلة لايستطيع العراق تحملها ، حيث كان لدى الايرانيين أَمل ضئيل في تحقيق نصر حاسم في مواجهة إِعادة تسليح العراق على نطاق واسع . كانت هناك آمال في أَنْ  يسقط العراق خلال الاستنزاف الكبير ويجعل البصرة عاصمة بديلة موالية لِإِيران لتشكيل حكومة عراقية جديدة .                                                       

كانت خطة ايران لِشن هجوم كاسح على مدينة البصرة للفت الانتباه إِليها وفي نفس الوقت تنفيذ هجوم خادع آخر بأستخدام القوات الايرانية المدرعة في الشمال لتفريق الدروع العراقية الثقيلة مِنْ مدينة البصرة . فيما يتعلق بهذه المعارك أعادت ايران توسيع جيشها مِنْ خلال تجنيد العديد مِنْ متطوعين الباسيج والباسداران الجدد ، بحيث كان لهذا الهجوم ( ٢٠٠ ) مائتي ألف جندي مِنْ الجيش النظامي و مقاتلي فيلق محمد الذي تالفوا مِنْ مقاتلين شباب تم جمع الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم  بين١٢ -٧٠ عامًا، لکن هذه الاعداد الهائلة لم تتمکن مِنْ  التدریب جيدًا ولم يكن لديها سوى أسابيع مِنْ التدريب البسيط .                                         

وهكذا بدأت عملية كربلاء ( ٥ ) في منتصف ليلة ٩ / ٢ / ١٩٨٧ ، بمهاجمە الحرس الثوری الایرانی والباسيج والجيش النظامي ، للخطوط الدفاعية العراقية في جنوب بحيرة الاسماك ، واجتياح المنطقة كتيبة المشاة العراقية . عبرت موجة أخرى مِنْ القوات الايرانية البحيرة عن طريق القوارب ونزلت على الشواطئ الغربية ، حيث اتجهت نحو شط العرب ، لكنها واجهت هجومًا مضادًا مِنْ قبل ألوية الحرس الجمهوري العراقي أَدى إِلى خسائر فادحة مِنْ الجانبين بعد الاستيلاء عليها. الجانب الجنوبي المسمى ( الداعي ) ، وفي ٩ ، ١٠ / شباط / ١٩٨٧ ، اجتاحوا خطين بين خمسة خطوط دفاعية العراقية ، مستخدمين الدبابات العراقية التي استولوا عليها سابقًا لقصف مدينة البصرة واتحصينات الاخرى مع دباباتهم الخاصة بهم .                  

وفي يوم ١٤ / شباط / ١٩٨٧ ، وجدت قوات حرس الحدود العراقية نفسها في الخط الدفاعي الثالث للخنادق للقوات الايرانية التي كانت تتحرك في كلا الجناحين ، بمساعدة  قصف جوي ومدفعي أدى إِلى اشتباكات عنيفة ، وبعدها القوات العراقية انسحبوا عبر القناة ، وفي ١٧ شباط ١٩٨٧ ، توجهوا نحو جزيرة صغيرة في الشط العرب . كان المعارك مستمرًا بين الكروالفر.                                                                                                           

 وتدهورت الاوضاع إِلى درجة خطيرة ، الأمر الذي دفع الرفيق الشهيد صدام حسين ، إِلى قيام بزيارة ميدانية نادرة مِنْ نوعها لقوات الجيش ، لشحذ هممهم ورفع معنوياتهم ، كما التقى مع القادة ووضع خطة جديدة محكمة مع تغيير نوعي مِنْ القادة الميدانيين ، بعد ِإِعادة التنظيم والتغيرات ووضع الخطة الجديدة ، تحت اشرافه المباشر ، شَنَّ الحرس الجمهوري الشجاع هجومًا مضادًا في ٢٨ / شباط / ١٩٨٧ ، ، مستخدمًا موجات مِنْ الدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية أعادوا الخطوط الدفاعية ، واتجهوا بِأتجاه الجانب الغربي لبحيرة الاسماك والجنوب الشرقي بِأتجاه نهر جاسم .                                                              

 قصفت المدفعية بشكل فعال طرق إِعادة الامداد والتعزيز الايرانية ، وأدى هذا القصف إِلى جانب تقدم الدرع العراقي إِلى منطقة القتال إِلى نشوء حركة كماشة سحقت القوات الايرانية ، وقتلت عددًا كبيرًا مِن القادة والضباط والرتب ، مِنْ القوات النظامية والمتطوعين الايرانيين و

بِمن فيهم القائد الايراني حسين خرازي ، هذا كسر ظهر القوات الايرانية اجبروهم على التراجع إِلى حيث أتوا ، وعملية كربلاء ( ٥  ) هي بداية نهاية الحرب العراقية الايرانية ، واصبحت ايران ضعيفة لدرجة إِنهم لم تمكنوا مِنْ شن هجمات أُخرى على الوحدات العراقية ، لان العديد مِنْ قوات  الباسداران والبسيج قتلوا، بِاستثناء الجيش النظامي ، مِنْ ذوي الخبرة في القتال ، بالإضافة إِلى تمزق الروح المعنوية للقوات الايرانية ، وبالتالي انتصرت قوة الايمان والمبادئ والوطنية على قوة الظلام والكفر .                                                                                             

مهدت معركة شرق البصرة ، أو الحصاد الاكبر الطريق للنصر المبين في ٨ /٨ / ١٩٨٨ ، ودمرت القوة العسكرية الايرانية وتجرع خمينيهم الدجال السم ، وبعد ذلك لم يعودوا يفكرون في الحرب على العراق .

عاش العراق وعاش الشعب العراقي الابي

الرحمة لشهداء الجيش العراقي والامة العربية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق