السبت، 9 يناير 2021

ألْذَهَبْ بِحَاجَة إِلَى ألصقل أَحْيَانَاً لِكَي يُحَافِظُ عَلَى لَمْعَانِهِ / بقلم .. أ . د . أبو لهيب

ألْذَهَبْ بِحَاجَة إِلَى ألصقل أَحْيَانَاً لِكَي يُحَافِظُ عَلَى لَمْعَانِهِ

أ . د . أبو لهيب

إذا قرأنا تأريخ الأحزاب السياسية المعروفة فى العالم نرى إصابتهم بعديد من الارهاصات والانشقاقات والمشاكل الداخلية والخارجية ، لكن الاحزاب الحية التي إنبعثت مبادئها من ضمير شعبها وأمتها لن تتأثر بتلك الارهاصات أو الانشقاقات بل قاوموا بكل صلابة ونظفوا صفوفهم من هؤلاء المتطفلين ووقفوا على اقدامهم مرة أخرى ، وإن حزب البعث العربي الاشتراكي ، أحد تلك الاحزاب المعروفة على مستوى العالم ، ومرت بمراحل صعبة و مؤامرات عديدة ، ولكن بعد كل تلك المؤامرات والصعوبات وقفوا على اقدامهم واصبحوا أقوى من ذي قبل ، وهذا بفضل الارادة القوية لقيادتها الحكيمة وإيمانها العميق من قبل تنظيماتها القاعدية بمبادئها القيمة .                     

ولكن بين حين وآخر نسمع أو نرى بعض المتطفلين الذين دخلوا الى صفوف الحزب ولم ينكشفوا ، ولكن الزمن كفيل بكشف هؤلاء المتطفلين الذين يكذبون على الحزب وينزلقون ، وعن حصول أي فرصة ملائمة لهم يقفزون على اكتاف الآخرين للوصول الى أهدافهم المرسومة ، وهناك بعض منهم يبثون إشاعات وتظليل الحقائق حسب أهوائهم ، أو ميولهم أو مصالحهم ، ويحاولوا بهذا العمل الشنيع أن يبدلوا صورة الحزب وتبدلوا نفسية أعضائها ممن تكتلت معهم ، كما أن هناك أشخاصاً داخل الحزب يريدون أن يبدلون معالم الحقيقية لهذا الحزب وفق تصوراته ومعتقداته بهدف تحول الحزب الى الحالة التي هو يريده حسب مخططاته وتصاميمه فى سياسته وفى تنظيمه وفى أخلاقيته ، وهُمْ يحاولون أن يبدلون فى تركيبة ومسلك الحزب حسب اعتقادهم أو اعتقاد من يدفعهم الى هذا العمل المشين .      

هنا نقول : بأعتقادنا توجد يداً أجنبية وراء هذه الاعمال والتصورات والحركات قد إمتدت الى هؤلاء ، والا مِنْ غير معقول أن يزيف هؤلاء بعض أمور الحزب ، لذلك يجب أن نحكم ضمائرنا حول أي تصرف غريب تجاه الحزب ألذي ننتمي اليه .                                  

فى بعض الاحيان نسمع مِنْ هنا وهناك بأن يوجد بعض منتمين الى صفوف الحزب قبل عام أو عامين أي انهم جدد على التنظيم ، ولكن بين الحين والاخر يطرحون أسئلة ويطرحون آراءً تصل منها أن يشككون بماضي حزبهم العريق منذ تاسيسه ، وكذلك بالرفاق الذين لهم شرف البداية فى الحزب و وصلوا الى مراكز متقدمة فى الحزب ، أو نجد بعض من الرفاق لايعرفون شيئاً عن تاريخ هذا الحزب الجبار يقدحون بتراث الحزب وماضيه وبهذا القائد أو ذاك . لذلك واجب علينا بتوجيه هؤلاء توجيها صحيحاً ونقول لهم كيف تصدقون بأن هذا الحزب الذي انتميتم اليه حزب غير متمكن وتريدون تشويهه أمام ألآخرين وذلك لتمرير مخططاتكم الخبيثة ، لغرض إلاكراه بالقادة ، وتريدون بهذه الاعمال المشينة تفكيك الحزب والاسأة اليه والى ماضيه المشرف وتراثه العريق النضالي وبهذا تضربون قضية الشعب العربي بكامله ، وهذا هو هدف الاستعمار واعداء الامة ، وهنا نقول : فهل هناك دليل أقوى وأسطع من هذا على القول بأن الاعداء قد تسربوا الى صفوف حزبنا ونفذوا اليه ؟  

على ما طرحنا سابقاً يجب علينا ان نقف بكل حزم وبالعمل الصادق وبالتضحية وروح التفاني ضد العملية الكتلوية والتشهيرية والنقد الهدام والثرثرة خارج الاجتماعات الحزبية ، ويجب ان نكون أقوى منهم ، ونجردهم ونفضحهم من هذه الالاعيب وهذا التآمر ، وهذه الاتهامات والافتراآت على الافراد ، ليس الا ضعفهم وفقرهم فى الوسائل ، ومع ذلك تبقى القوة والارادة الحقيقية لأصحاب العقيدة والقضية الثابتين على المبادئ ،  ويتبدد المظللون فى كل فترة يأتي أمثال هؤلاء ثم يتبددون ويتلاشون كفقاعة التي تصعد على سطح الماء ، وتبقى فكرة الحزب وروح الحزب ومبادئه وقيمه باقية   .

يكفي بأن يبقى رفاقنا المخلصين فى هذا الحزب ولهم الشجاعة لصد هؤلاء ويصمدوا فى كل الاجواء المحيطة بهم ويرفضون الموافقة على التزيف ويرفضوا السكوت عن تلك الجرائم بحق الحزب ، يكفي بأن يبقى داخل صفوف الحزب من هؤلاء الرفاق الصناديد فلا يموت الحزب ، ولاتنطفي شموعه المضائة ولا تَنْظَمْ حقيقة وجوده لان رجالاً صادقين  ومبدئياً يستطيع أن يهزم كثير من هؤلاء المفترين والكذابين  .                                     

لا أريد أن انسب كل شيئ الذي طرأ على الحزب ودخل عليه المتطفلين ، فإلى جانب حقيقة دور هؤلاء توجد حقيقة أُخرى وهي إن هناك إهمالاً فى الحزب ومواطن ضعف قديمة وجدية سمحت بأن يضلل قسم قليل من قواعد الحزب وبأن يسيئوا الفهم ، نظراً لانقطاع الصلة بين القيادات والقواعد ولانعدام التثقيف والتوجيه ، ولنقص الغذاء الفكري اليومي ، فيكون الجو مناسب لتصديق الشائعات ولإساءة الفهم والظن ولردود الفعل السلبية ، ولكن إذا بدأنا صفحة جديدة من أجل التوضيح من أجل التجديد وسد الثغرات فى هذا الحزب من جميع النواحي والتثقيف الفكري والتنظيمي والسياسي ، ستكون النتائج ايجابية جداً ، لان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي حزب دائم التجدد ، وإن التجدد أحد صفاته القيمة ويحاول ان يرفد الحزب بدماء جديدة حسب المراحل التي يمر بها .    

إذا أردنا أن نقوي التنظيم يجب علينا أن نعود الى ماضينا المجيد لنعتمد عليه لتقوية وبناء حاضرنا والتخطيط لمستقبلنا ، لان ماضي الحزب يمثل الدوافع العميقة لنشوء الحزب ، فحزبنا حزب التجدد ، فيه نواقص ، ولكنه قادر على تصحيحها والتغلب عليها ، والتغلب من نوعه على الكثير من الامراض ، وهو قادر على أن ينطلق من أفراد قلائل لكي يستوعب الالوف من المناضلين فى الاقطار العربية كافة ، إن المناضلون البعثيين يولدون فى كل قطر عربي وحزبهم يمثل الحركة العربية الصادقة ، لان حزبنا لم ينشأ مثل بعض ألاحزاب أُلاخرى ، يأتون إليه بقوالب جاهزة فى خارجه لتنفيذها ، بل ان حزب البعث العربي الاشتراكي خرج من رحم شعبه وامته وأحس بمعاناته لذلك دخل مجال النضال منذ أول وهلة تاسيسه ، وكان الجيل الذي أسس حزب البعث فى صميم معركة النضال ، وهم لم يبدأوا النضال مع الحزب بل كان لكل منهم تاريخه النضالي ، لان الحزب لا يتأسس على الورق بل بقوة مهيئة للنضال ، وله تجربته فى ذلك المجال ، وبعد أن تتضح له صورة عمله شيئاً فشيئاً ومن خلال النضال ياتي كي يضع نظريته ، هكذا نشأ حزب البعث العربي الاشتراكي ، نقول هل نأخذ هذه الفرصة التاريخية لكي نقود ألامة العربية الى النصر ، الى الاستقلال والثورة القومية الاشتراكية ، هذا هو موقف الحزب ، موقف المناضلين فى جميع الاقطار العربية الذين كانوا يواجهون الجماهير كل يوم ويتحسسون مشاعره وآراءه وأهدافه.

ومن العناصر المؤهلة للنضال هو عنصر التقيف ، وكان على العناصر أن تمر بمراحل وان يتم تثقيفها وان تتدرب على النضال ، وإن الهدف أساسه فى التفكيرو التنظيم والاخلاق والعمل السياسي المطلوب ، ونضع مصالح الحزب فوق جميع المصالح ، ويجب أن نعلم عند اختلاف  حزبي مع حزبي آخر فإنه يحتكم إلى المنظمة ، إلى العقيدة ، إلى النظام الداخلي لحل أية إختلاف يحصل فى التنظيم ، عندها سترون أن بعض هؤلاء الرفاق الذين ندينهم ونشكو من تصرفاتهم ، سيعودون الى أصالتهم ونحن نتمنى ذلك ، فى هذه الحالة نريد جمع الكلمة وحشد الهمم ، إننا لا نريد التصفيات وزرع الاحقاد ، أن مهمة الثورة صعبة ويجب أن يتكاتف الجميع ، وعندما نؤمن الكفاءات بهذا الحزب ، هذا الايمان ، عندما نشجع هذا الوعي الجديد بين شباب الحزب ، وان نقول بأن الحزب ولد من جديد ، وانه مر بتجارب وامراض لكنه أنتصرلانه حزب حي حزب دائم التجدد حزب الجماهير العربية الكادحة وعندها لن نكون قلقين من احتمال الانحراف .   

                                                                  

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق