عقيدة الاحزاب الثورية
د- فالح حسن شمخي
متى ينهار البناء العقائدي للاحزاب الثورية ؟
ان من
البديهي القول بان الاحزاب الثورية تختلف عن الاحزاب الموسمية والاحزاب التي تشكل
باهداف مرحلية وانتخابية وسلطوية لاسيما في البناء العقائدي .
الاحزاب
الثورية العقائدية يتم بنائها على اسس متينة ثابته ، وان من اهم هذه الاسس هو وجود
الايدلوجية والاهداف الاستراتيجية والشعارات .
فالحزب
الشيوعي على سبيل المثال تم بناءه الايدلوجي استنادا الى النظرية الماركسية
المبنية على (الصراع الطبقي)، والتي طورها لينين وحور فيها ستالين ، وكان اهم مافي
البناء الايدلوجي لهذا الحزب هو معادات النظام الرأسمالي والايمان بالحتمية
التاريخية التي تبشر بالشيوعية في نهاية المطاف ، وكذلك كان موقفه من الدين واضحا
عبر ماقاله كارل ماركس من ان (الدين افيون الشعوب)، وكان شعار الحزب (ياعمال العام
اتحدوا )، اما اهدافهم الاستراتيجية فهي (وطن حر وشعب سعيد).
لقد
انهار كل ماتقدم من بناء على يد الحزب الشيوعي العراقي بعد العام ٢٠٠٣ م ومع دخول
اول دبابة امريكية لبغداد ، حيث تم التنكر للاممية وقسم الحزب الى قسمين وعلى اسس
قومية ، فكان الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردي، وجلسوا في احضان
الرأسمالية والمستعمر الامريكي وحصلوا على صدقات بريمر المالية في دفع اجور
مقراتهم وغير ذلك ، ودخلوا العملية السياسية طائفيا كشيعة ورفعوا لافتة في سوق السراي تقول (الحزب
الشيوعي العراقي يهنئ العالم الاسلام بولادة الامام المنتظر عجل الله فرجه)،
وشاركوا في تجويع الشعب العراقي من خلال مشاركتهم بالحكومات العميلة ، واصابوا
عمال العراق في مقتل عندما سكتوا عن الجريمة في تدمير الاقتصاد والصناعة والزراعة
العراقية ، فما الذي بقى من عقيدتهم ؟ لاشيء ، لقد تحولوا الى حزب هامشي ضعيف اقل
اهمية من الاحزاب الاسلاموية التي لانعرف لها عقيدة .
يقوم
البناء العقائدي لحزب البعث العربي الاشتراكي على اساس ربط الصراع القومي بالصراع
الطبقي ورفع شعار (امة عربية واحدة ذات
رسالة خالدة ) ، واهداف استراتيجية معروفة وهي الوحدة والحرية والاشتراكية ، لقد
قدم الحزب شعار الوحدة على كل شعار ولقد تمت هيكلته على اساس ان القيادة القومية
هي اعلى سلطة في الحزب وتليها القيادات
القطرية ، ورفع شعارات (فلسطين طريق الوحدة ، والوحدة طريق فلسطين )، واعتبر
القضية الفلسطينية هي القضية المركزية
السؤال ما الذي سوف يحصل للبناء العقائدي البعثي لو تهجمت وتنكرت القيادات القطرية للقيادة القومية ؟ ومالذي سيحصل لو ان الحزب تنكر للقضية الفلسطينية وللكفاح الشعبي المسلح ؟ ومالذي سيحصل لو فكرت قيادة قطر العراق الاشتراك في العملية وركوب قطار التطبيع ؟ الجواب هو ان البناء العقائدي للحزب سينهار وسيتحول الحزب الى حزب هامشي بائس كالاحزاب ٤٦٠ حزب التي ستشارك في الانتخابات المقبلة في العراق ومنها الحزب الشيوعي العراقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق