الأربعاء، 10 يوليو 2019

حزب البعث العربي الاشتراكي - مكتب الثقافة والاعلام القومي - النشرة القومية - 10-7-2019


حزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والاعلام القومي
النشرة القومية
10-7-2019

        
================
الرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم 
الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي

القائد الاعلى للجهاد والتحرير 

================

القيادي بقوى الحرية و التغيير
أمين سر قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي
علي الريح السنهوري ل (السوداني(


*
هناك مبادرة واحدة فقط هي الاثيوبية
* نتمسك بالشروط في تحقيق دولي لجريمة فض الاعتصام
* نعم اقصائيين للمؤتمر الوطني و حلفائه لانهم لن يكونوا سبب في حل الازمة
* شعبنا سيواصل تصعيد انتفاضته الى ان يحصل على كامل حريته.

انسد الافق السياسي في البلاد لفترة ليست بالقليلة و ظلت البلاد لاكثر من ثلاثة اشهر بلا حكومة فتح الباب أمام المبادرات الدولية و الإقليمية التي
اعادت الحراك السياسي من جديد .. القيادي بقوى الاجماع الوطني و قوى الحرية و التغيير علي الريح السنهوري يرد على بعض الاتهامات على القوى المفاوضه.

حوار: مشاعر أحمد
تصوير: رامي عبدون

ما آخر تطورات العملية السياسية؟
آخرها هي المبادرة الاثيوبية التي تبناها الاتحاد الافريقي ووافقت عليها مبدئياً قوى الحرية و التغيير وما يزال المجلس العسكري يماطل و يسوف حولها جراء تشبثه بالتفرد بالسلطة و فرض الوصاية على الشعب.

هناك اكثر من مبادرة دولية و اقليمية .. الا يجعلكم هذا محل اتهام في تدويل الشأن السوداني؟
المجلس العسكري بتعنته و تسويفه و ارتكابه لجريمة فض الاعتصام و اعلان رئيسه لايقاف التفاوض و النكوص عما تم الاتفاق عليه هو الذي مهد الطريق امام تدويل و اقلمة الازمة السودانية، بعد انسداد الافق السياسي فتح الطريق امام المبادرات سيما و ان جريمة فض الاعتصام موصوفه بانها جريمة ضد الانسانية و مالم تتم معالجتها و محاسبة الجناة الذين خططوا و نفذوا الجريمة فلا مناص من تدخل الاجهزة العدليه الدولية.

قبولكم بالمبادرة الاثيوبية .. هل يعني ذلك تنازلكم عن شروط الرجوع للتفاوض؟
لا يعني ذلك.. لازلنا نتمسك بشكل لجنة تحقيق مستقلة و لكن مسارات التحقيق الذي بطبيعة الحال سوف يستغرق وقتا طويلا لا توقف التفاوض ، فالتفاوض هو احد اشكال الصراع و المقاومة لان الهدف المركزي هو انتزاع السلطة من المجلس العسكري ليستعيد الشعب ممثلا في قوى الحرية والتغيير الامساك بزمام اموره و انتزاع السلطة من المجلس العسكري . وبالتزامن مع التفاوض يواصل شعبنا ثورته ونضاله الديمقراطي السلمى , و اذا استمر المجلس العسكري في تعنته يتوج شعبنا من جديد اضرابه السياسي و عصيانه المدني

كم عدد المبادرات التي عرضت عليكم؟
هناك مبادرة رئيسة واحدة فقط و هي الاثيوبية التي اعتمدها الاتحاد الافريقي مسنودآ من المجتمع الدولي اما الحديث عن (20)مبادرة فهو جزء من سياسة المجلس العسكري للمماطلة و التسويف.. صحيح بعض اساتذة الجامعات و غيرهم قدموا مبادرات في اوقات سابقة بعضها قبل 11 ابريل و لكن المبادرة التي يجري التداول حولها الان هي الاثيوبية فقط.
هناك اتهامات من المجلس العسكري و بعض الناشطين بأن قوى الحرية لديها علم بمخطط العسكري بفض الاعتصام وقد اخلت منسوبيها و خيمها؟

هذه الاتهامات تتسم بالسذاجه و يؤسفنا انها مجرد أكاذيب ..وعلى سبيل المثال فان عدد ممن أعضاء قيادة حزب البعث وكوادره المتقدمة كانوا متواجدين بالاعتصام عند تعرض المعتصمين للمجزرة وقد تعرضوا للضرب وأصيب الاستاذ علي حمدان عضو القيادة بارتجاج في المخ نتيجة تعرضه للضرب بالعصي في رأسه .
المجلس العسكري اعلن تخوفه من اغلبية قوى الحرية و التغيير في المجلس التشريعي القومي؟

ينبغي على المجلس ان يحدد مبررات تخوفه ، لان اول جلسه مع البرهان و عدد من اعضاء المجلس العسكري التزم بان تشكيل مجلس الوزراء والمجلس التشريعي من مسؤولية قوى الحرية و التغيير باعتبارها الممثل الشرعي للحراك و الشعب.. و اثناء التفاوض طرح العسكري بان هناك قوى شاركت في الثورة و لكنها لم تكتسب عضوية قوى الحرية، الى جانب اهمية اشراك بعض الشخصيات الوطنية و الخبراء و بعض القيادات الجماهيرية لذلك تم الاتفاق على تخصيص 33% من عضوية المجلس التشريعي لتمثيل هذه القوى مع الاتفاق على عدم مشاركة المؤتمر الوطني و القوى التي تحالفت معه و التى شاركت في الانقلاب على الديمقراطية للنظام الديمقراطي في 1989م.

هل ذلك يعني ان القوى تنازلت للقوى السياسية الاخرى؟
نعم، تنازلت عن ثلث المقاعد لتمثيل القوىالأخرى.. اما الحديث بأنهم قد اعطوا قوى الحرية كذا و كذا غير صحيح، لان المجلس العسكري ليس الجهه التي تعطى او تمنع ، قوى الحرية اكتسبت مشروعيتها من التفاف اوسع جماهير شعب السودان حولها و هذا الالتفات تم في ظروف صعبه تعرض شعبنا خلالها لكل انواع القمع و التنكيل و الارهاب بالتالي فان ابناء الشعب قد صوتوا لقوى الحرية بأرواحهم و دمائهم و معاناتهم النضالية و تضحياتهم الجسام و هو اصدق من التصويت في صناديق الاقتراع باعتبار إن قوى الحرية والتغيير هي التي تعبر عن أهدافه المنصوص عليها في الميثاق

هناك اتهام لقوى الحرية و التغيير بانها اقصائية للقوى السياسية الاخري؟
اقصائية لمن؟ اذا قصد بها اقصائية لقوى النظام السابق فهو اتهام صحيح لان ثورة الشعب انطلقت لاسقاط النظام السابق ولا يمكن ان تكون قوى النظام السابق جزء من التغيير، القوى التي صنعت الازمة الوطنية الشاملة لا يمكن ان تكون جزء من حل هذه الازمة، بل هي تقف عقبة امام تحقيق اهداف و مطالب شعبنا بالحرية و الديمقراطية و اعادة بناء السودان الذي دمرته و شطرته دولتين .. ومن المؤسف ان يستقوى المجلس العسكري الذي يدعى انحيازه لثورة الشعب و شراكته للثوار في التغيير ان يستقوى بقوى النظام السابق

البعض يرى ان قوى الحرية ضيعت مكاسب عديدة في الاتفاق لن يجدها بعد فض الاعتصام؟
الحديث عن مكاسب يعبر عن لغة الانتهازيين و الوصوليين الذين يختزلون اهداف و مطالب الشعب بمكاسب شخصية.. ان شعبنا برجاله و نسائه و شيوخه و اطفاله لم يفتح صدره امام الرصاص و الهروات في سبيل تحقيق مكاسب لاشخاص و انما من أجل خلاص الوطن ووضعه على طريق الخروج من الازمة الوطنية الشامله.
واعتقد انك تقصدين ما يروج له المجلس العسكري من اي قوى الحرية قد حصلت على 95% من السلطة ، و لكن هذا القول يفتقد الى الدقة لان تشكيل مجلس الوزراء و التشريعي كان مرتبط بتشكيل المجلس السيادي في حزمة واحدة لا يمكن اجتزاءها .. و الخلاف الاساسي كان هل تكون السلطه للعسكري ام للشعب، لو كانت قوى الحرية تسعى وراء مكاسب شخصية و حزبية لوافقت على ذلك , أي لوافقت على استبدال الديكتاتورية بديكتاتورية جديدة و اكتفت بالحصول على وزرات ومقاعد في السلطة التشريعية وفي ذلك اهدار لتضحيات و نضالات شعبنا المشهورة بدماء الشهداء على مدى 30 عام من اجل بناء نظام وطني ديمقراطي مستقل .. لذلك التهمة مردودة على مروجيها.

البعض ايضاً يرى ان عدم الوصول الى اتفاق بينكم و بين العسكري سببه التنافس بين قوى الاجماع الوطني و نداء السودان؟
غير صحيح، و ليس هناك تنافس قد تختلف وجهات النظر في تقدير الموقف و لكن تظل قوى الحرية والتغيير متماسكه و موحدة و يمكن لهذا الحزب أو ذاك أن يبدي رأيه انطلاقآ من فهمه للاستقلالية السياسية و التنظيمية لحزبه في إطار التحالف , في جزئية او اخرى , أو يكون له راي مختلف ازاء التعامل مع بعض المفردات و لكن الذي يسود هو قرار الاكثرية و الجميع يلتزمون به و لم يخرج اي حزب او كتلة من تحالف قوى اعلان الحرية حتى الان علما بانها تضم أكثر من 15 حزب و تنظيمات نقابية و منظمات مجتمع مدني وحركات مسلحة و هذا العدد الكبير من قوى الحرية ظل للشهر السابع محافظ على وحدته و تماسكه رغم اختلاف الايدلوجيات و الافكار و التحليلات السياسية و تقدير كل طرف للموقف الصحيح في اللحظة المعينه و هذا دليل على ان ما يوحد القوى اكثر ما يفرقها يسند وحدتها رأي عام شعبي صلب

هل ذلك يعني ان هناك حملة منظمة لتشويه قوى الحرية و تقسيمها؟
بذل المجلس العسكري كما قبله نظام الانقاذ كل ما يمكن بذله من جهود من اجل تفتيت وحدة جبهة المعارضة وقد كان مصير محاولاته هو الفشل الذريع كما فشل نظام الانقاذ لذلك لجأ للاستقواء بالوصوليين و الانتهازيين و بقايا النظام السابق في محاولة بائسه لخلق قاعدة جماهيرية شعبية موازية لجبهة شعب السودان المتحدة

هناك اتهام من العسكري لبعض فصائل في قوى الحرية و التغيير بالتخطيط مع (18) ضابط للقيام بمحاولة انقلابية؟
هذا جزء من الحملة المحمومة التي يشنها المجلس العسكري في محاولة يائسة للاساءة للشعب و ثورته، و قد تساءل عضو المجلس العسكري لماذا يقومون بانقلاب وامامهم استلام السلطة و الجواب في طيات السؤال، مثل هذه الاكاذيب لا تمر على شعبنا ونحن نعتقد ان المجلس العسكري عوضا عن تطهير القوات النظامية من عناصر نظام الانقاذ فانه يسعى لابعاد و اعتقال و ارهاب العناصر الوطنية داخل القوات النظامية متجاهلاً ان الاجماع الشعبي على الثورة لابد ان ينعكس على افراد القوات النظامية فهم ابناء و اخوة الثوار هذه الثورة التي شكلت ثقافة عامة حتى لدى الاطفال يستحيل ان لا يمتد ما احدثته من وعى داخل القوات النظامية التي هي جزء من هذا الشعب فضلا عن تاريخها الوطني المشرق في الانحياز للقضية الوطنية العامة منذ تكوين أول وحداتها في العهد الاستعماري مرورا بوقفتها البطولية ضد نظام الانقاذ في 28 رمضان 1990م الممهورة بدماء 28 من أبرز وأشرف رجالها

في حال لجأ المجلس العسكري لخطوة اعلان حكومة من جانب واحد التي المح اليها عدة مرات، كيف ستتعاملون مع الموضوع؟
بالطبع يستطيع المجلس العسكري تشكيل حكومة من سدنة و بقايا نظام الانقاذ و من الانتهازيين و الوصوليين و لكن سوف تبقي حكومة موظفين تحت اشراف المجلس العسكري كما أعلن ذلك نائب رئيس المجلس و لن يتطلب ذلك على شعبنا ولن يغير هذا الامر شئ أيضا على الصعيدين الأقليمي والدولي فسوف تولد مثل هذه الحكومة ميتة ومعقولة وسوف يواصل شعبنا تصعيد انتفاضته الى ان يحصل على كامل حريته , فالشعب أقوى والردة مستحيلة

عاد القمع من جديد بفض عدد من الندوات لقوى الحرية و التغيير كيف ستتعاملون مع الامر؟
عاد أسوأ مما كان عليه الامر قبل 11 ابريل ، وسوف نستمر في المقاومة وفي النضال و نحافظ على سلمية انتفاضتنا، فلا الترهيب و لا الترغيب سوف يؤثر على مسار الانتفاضة الى ان تحقق كامل اهدافها.. وواهم هو من يتصور انه يستطيع ان يخضع الشعب السوداني لارادته بالقوة أو يفرض عليه وصايته..فلا سلطة لغير الشعب ولا وصاية على الشعب .
===========================

البعث في السودان
مرحلة جديدة من الصراع تتطلب تصعيد النضال الشعبي لتحقيق الأهداف الثورية للإنتفاضة


بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي                              أمة عربية واحدة
     قيادة قطر السودان                                             ذات رسالة خالدة

 بيان حول مخرجات التفاوض بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي 

الإتفاق حقق بعض النتائج الإيجابية لكنه جاء دون الحد الأدنى من مطالب الشعب وأهدافه وتطلعاته.

مرحلة جديدة من الصراع تتطلب تصعيد النضال الشعبي لتحقيق الأهداف الثورية للإنتفاضة.
تصليب وحدة قوى الحرية والتغيير لإخراج بلادنا من الدوران في الحلقات المفرغة.

يا جماهير شعبنا:

إن الإتفاق مع المجلس العسكري قد حقق بعض النتائج الإيجابية لكنه بمنح الرئاسة في مجلس السيادة للعسكر ولمدى 21 شهراً قد جاء ( جراء مداخلات المبادرة الإفريقية وبعض رجال الأعمال ) دون الحد الأدنى من مطالب الشعب وآماله وتطلعاته خاصة وأن المجلس العسكري كان يعاني عزلة شعبية خانقة بعد جريمة مجزرة 29 رمضان (3يونيو) بينما تعزز إلتفاف الشعب حول قوى الحرية والتغيير وهو ما عبرت عنه جماهير شعبنا في الإضراب العام المفتوح حتى 11 يونيو ومسيرة 30/6/2019م غير المسبوقة في تاريخ السودان . وما سبقها ولحقها من فعاليات سلمية منذ ديسمبر 2018م حتى يوليو2019م وإستعداد عالي للتضحيات الممهورة بدماء الشهداء، وحملة الوعي العميق وسط الجماهير برجالها ونسائها , شيوخها وأطفالها, ومطالبتها بمدنية السلطة ، وشجبها إمعان المجلس في عسكرة المدن وإستخدام القوة المفرطة ضد الحراك الشعبي السلمي بل استخدام العنف العشوائي ضد المواطنين وإذلالهم والتمادي في الإرهاب وإستعراض القوة الغاشمة وإعلام الدولة لإخضاع الشعب , والمحاولات الفجة بتحشيد قوى الردة وفلول نظام الانقاذ وواجهاته لمواجهة الشعب والمحاولات الفاشلة لخلق أطر بديلة لقوى إنتفاضته الشعبية الباسلة.

واننا إذ نحترم وجهات النظر المغايرة , نرى أن كل هذه العوامل كانت تتطلب إملاء إرادة الشعب في تشكيل سلطة مدنية بواجهة مدنية, على الأقل في الفترة الأولى من رئاسة الفترة الإنتقالية, يكون الضامن فيها الدستور الإنتقالي والحكم هو القانون مع تصفية ركائز نظام الإنقاذ والفصل بين السلطات وأولوية بسط السلم والأمن والإستقرار في كافة ربوع السودان ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين وحل الضائقة المعيشية والأزمة الإقتصادية وتوفير دعم السلع الأساسية والخدمات الضرورية لوضع بلادنا على طريق الخروج من الأزمة الوطنية الشاملة.

يا جماهير شعبنا

إننا في حزب البعث نرى أن البلاد قد دخلت في مرحلة جديدة من الصراع السياسي والإجتماعي تتطلب تصعيد النضال الشعبي داخل وخارج مؤسسات الدولة الإنتقالية لتحقيق كامل أهداف إنتفاضة ديسمبر وأماني وتطلعات شعبنا بما يتكافأ مع نضاله وتضحياته وإنتفاضته المتصاعدة منذ يونيو 1989م في مواجهة سدنة نظام الإنقاذ ، نظام الإستبداد والفساد , وبقاياه من قوى الثورة المضادة المعادية للشعب والتي تقف عقبة كؤود أمام تحرره وتقدمه.

وإلى ذلك فإننا في حزب البعث ندعو قوى الحرية والتغيير كافة لتصليب تحالفها والمحافظة على وحدتها والإلتزام التام بميثاقها وبأهداف إنتفاضة الشعب ذات الطابع الثوري لإخراج بلادنا من الدوران في الحلقات المفرغة وبناء نظام ديمقراطي تعددي يتناسب مع سودان تسوده قيم العدل والمساواة والحرية والسلام


حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
قيادة قطر السودان
6-7-2019
==========================


حديث الأيام في ذاكرة حكيم مدينة (مهداة إلى روح القائد الراحل الدكتور عبد المجيد الرافعي في الذكرى الثانية لرحيله)


طرابلس - نبيل الزعبي
09-07-2019
حديث الأيام في ذاكرة حكيم مدينة

مهداة إلى روح القائد الراحل الدكتور عبد المجيد الرافعي في
الذكرى الثانية لرحيله


لم تكن توازي متعة الجلسات الأسبوعية التي كان يعقدها القائد الراحل الدكتور عبد المجيد الرافعي في منزله بطرابلس، فيما أطلق عليه الصالون المفتوح،
سوى متعة الإفادة من المعين الإنساني والثقافي الذي كان يختزنه هذا المناضل الكبير في ذاكرته الحية بفعل تجارب أكثر من سبعة عقود من السنين، فتراه دائماً حاضر الذهن والبديهة، لا تفوته تواريخ الزمن من إعادة استذكارها بالرغم مما كان قد أصاب جسد الرجل التسعيني من متاعب صحية لم تكن لتفك من ارتباطه بالناس وبمحبيه ورفاقه وأصدقاء المراحل الأولى وما تلتها من حياته الشخصية التي امتزج فيها العمل النضالي بجهد الإنسان الطبيب المكافح في سبيل بلسمة جراح الناس وآلامهم وعذاباتهم،

إلى المسؤول المتميز فكراً ومنهجاً وممارسة نيابية داخل البرلمان اللبناني حقق فيها وبما سبقها وما لحقها من مراحل، أرقى حالات التواصل مع أبناء مدينته التي انطلق منها ليمثل الشعب اللبناني، كما ينص عليه الدستور، فلا يكون فقط الممثل الصادق الأمين لمدينته الفيحاء، وإنما خير من مثلَّ لبنان في سماء العروبة وفضائها التي حلق فيها لعقود من السنين أيضاً، مناضلاً وقائداً ومسؤولاً في الحركة القومية العربية التي كان في مقدَّم من مثلَّها ولم يزل حزب البعث العربي الاشتراكي الذي شغل فيه عضواً في القيادة القومية لسنين مديدة، وصولاً إلى تحمله مسؤوليات نائب الأمين العام للحزب في أحلك ظروف الشدة والقساوة والتحدي التي مرت على الأمة العربية، وعلى العراق الأشم الوطني التقدمي، بعد غزوة واحتلاله في العام 2003، واغتيال رئيسه الشرعي، الأمين العام للحزب الشهيد صدام حسين، وانتقال البعث في العراق من مرحلة قيادة الدولة إلى مرحلة تحرير القطر وإعادة توحيده وطور المقاومة المجاهدة التي يقودها المناضل الرفيق عزة إبراهيم الدوري وأحرار العراق في جبهة الجهاد والتحرير.

تلك المسؤوليات الجسام، التي ألقيت على عاتق "الحكيم" كما كان أبناء المدينة يعرِّفون ابن مدينتهم البار عبد المجيد الرافعي،

لم تكن لتشكل سوى المزيد من التحدي لديه ومواجهة ما طرأ على مسؤولياته من أثقال، فكنت تراه يتنقل بين هم المدينة وهم القطر وهم الأمة ومعاناة الوطن العربي الكبير الذي يعيش أقسى أيام محنته وعذاباته، دون أن ينسى قبلة نضاله اليومي، فلسطين، ومن غيرها، الأحب إلى قلبه وفؤاده ومعها بغداد التي تساوت في همومه مع القدس وكلاهما تحت احتلال وتسعيان بشتى أشكال المقاومة لتسطير أروع ملاحم التحرر من العبودية وصولاً إلى الحرية التي ستشع شمسها يوماً لتضيء دروب الحق لكل أبناء الأمة في مشارق الوطن الكبير ومغاربه.
وقبل رحيله بأشهر قليلة، وكأنه كان يستشعر قرب انتهاء الزاد، لم يخفِ راحلنا الكبير سعادته القصوى واعتزازه وهو يشرف على أحياء مناسبتين عزيزتين على قلبه فيشارك بهما بالروح والجسد معاً:

الأولى: في الأسبوع الأخير من شهر نيسان من العام 2017 حين رعى في دارته بطرابلس ذكرى ثلة من شهداء البعث من أبناء طرابلس الذين استشهدوا في العرقوب دفاعاً عن جنوب لبنان في العام 1969 (أبو النسور وأبو ميكل وأبو النصر) وذكرى الشهيدين طلال العتري وعارف العلي، بحضور حشد سياسي وحزبي وشعبي قل نظيره.

الثانية: بعد الحدث الأول بأيام قليلة يوم عُقد في دارته أيضاً مؤتمر وطني لبناني – فلسطيني دفاعاً عن حرية الأسرى الأبطال في سجون العدو الصهيوني، حيث اسفر عن هذا المؤتمر إقامة أسبوع تضامني كامل مع فلسطين واسراها في ساحة التل بطرابلس في الفترة الممتدة ما بين 1 – 7 أيار من العام 2017 لم يبق طيف من أطياف العمل الفلسطيني إلا وشارك فيه إلى جانب أبناء طرابلس وأحرارها، وخلال ذلك كان منزله يعج بالزوار من الأخوة الفلسطينيين وخاصة من داخل الأرض المحتلة ومنهم أسرى سابقون مفرج عنهم يمثلون مختلف أطياف الفصائل وكوادرها يثنون على مسيرته ويستمعون إليه وهو يردد ما كان أشبه بالوصية للجميع:

فلسطين لا تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح،

لا تخذلوا قضية فلسطين فتنحروها بخلافاتكم

اتحدوا لتصونوا القضية الفلسطينية ووحَِّدوا البندقية لتبقى مصوَّبة دائماً باتجاه العدو الصهيوني

الوحدة ثم الوحدة، ثم الوحدة

هذا هو عبد المجيد ابن الشيخ محمد الطيب الرافعي الذي تعجز الكلمات عن إيفاءه حقه في التعبير وهو الموسوعة الشاملة من العطاء والصمود والإيمان.
قدرنا يا حكيمنا أنك النبراس الذي ما زال ينهل من معينه الرفاق.
وإن الرفاق على العهد سائرون ملتزمون بالعهد والوصية كما تركتهم يشغلون الساحات كلما سألت عنهم قضايا النضال من لبنان إلى الجزائر والسودان والى كل ما يقرِّبهم من فلسطين وكل ما يؤجج الصراع ضد الفساد والتبعية والتشرذم والاستلاب والانتقاص من حقوق الأمة.

نم قرير العين يا قائدنا وأطمئن أن حزبك بخير، والمؤسسة الحزبية على ما عهدتها من دورها النضالي الريادي المدافع عن الشرعية التي قضيت ردح حياتك مدافعاً عنها وأنت الذي أشرفت على مؤتمرها القطري الأخير وأمضيت الساعات الطوال ليلاً نهاراً تستمع للرفاق وتوجه وتنافح عن وحدة الحزب وشرعيته اللتين فوق كل اعتبار.

التحية لروحك الطاهرة في عليائها
والمجد للأمة ولرسالتنا الخلود
*
الصورة لكاتب المقال(نبيل الزعبي) على يسار الدكتور الرافعي في ندوة شعبية تعود الى العام 1973


================================


الثلاثاء، 9 يوليو 2019

عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إن هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون} (الانبياء 92)
صدق الله العظيم

تعقيب الاستاذ الدكتور مسارع الراوي
على مقالة الدكتور علي محمد فخرو المعنونة : علاج عجز الجامعة العربية والقمم العربية- الشروق 5 يونيو 2019.

الدكتور مسارع الراوي

انها الوحدة العربية- امل الشعب العربي في حياة حرة كريمة ولكن كيف يرجى للعرب تقدم ومصير ممتلكيه غير مصيره .

لقد سرني في المقالة الاهتمام المخلص والمتابعة المستمرة لشؤون الوحدة العربية التي لا نتوقع تحقيقها عن طريق الانظمة العربية، لأن طريق تحقيقها هو النضال- نضال الجماهير العربية بقيادة طليعتها الواعية، وهو طريق شاق وليس باليسير. ولكن لا بد من صنعاء وان طال السفر.

كما اعجبني في المقالة ضرب الامثال (وبالأمثال نتعلم) والكاتب كطبيب مَثّل العرب في تناول وحدتهم كالطبيب الذي يعالج اعراض وظواهر مرض مركب سرطاني بالغ الخطورة وينسى المرض وسيكولوجية المريض من حيث معنوياته و مدى ثقته بالطبيب المعالج.

وهكذا عندما نتكلم عن الامة العربية (المريض) يجب ان نتناول سيكولوجية هذه الامة -تاريخا وواقعا- فتاريخ البشرية يشهد ومؤرخوه ان حضارة وادي الرافدين تعد من اقدم الحضارات البشرية واعرقها. وقد تجددت مساهمة العرب في تقدم الحضارة البشرية بظهور الدين الجديد (الإسلام) وتكوين دولة الخلفاء الراشدين والخلافة الاموية والخلافة العباسية حيث بلغ التقدم الحضاري أوجه، علوما وثقافة وادبا وقيما أخلاقية عالية، وصارت بغداد العاصمة حاضرة العالم، ملتقى التفاعل الحضاري حتى اجتاحها المغول سنة 1258 بقيادة هولاكو. فكانت النكبة- دمارا للبلاد وخرابا للعباد- شعبا و تراثا.

ومنذ ذلك الحدث التاريخي المأسوي والامة العربية من ضعف وتخلف الى المزيد فتكالبت عليها القوى الدولية الاجنبية من كل فج وإتجاه، وبانتهاء الحرب العالمية الأولى تمت سيطرة الغرب الاستعماري على الأقطار العربية – شرقا وغربا- وقد كانت مواقف دول الغرب نحو العروبة والإسلام تحددها فلسفة الحروب الصليبية في شعارها "دمروا الإسلام، ابيدوا اهله العرب".

وقد انكشفت سياسية الغرب وافتضحت غاياتها في مؤتمر (كامبل) المنعقد في لندن عام 1905 والذي استمرت جلساته حتى 1907، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن. وقدم فكرة المشروع لحزب الأحرار البريطاني الحاكم في ذلك الوقت. وضم الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا. وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية سموها "وثيقة كامبل" نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان. وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية وكان هدفه إسقاط النهضة وعدم استقرار المنطقة.

فقد توصل المؤتمرون إلى نتيجة مفادها "إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار! لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات". والإشكالية في هذا الشريان أنه يعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان".

وأبرز ما جاء في توصيات المؤتمِرين :

1 - إبقاء شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة، ومحاربة أي توجه وحدوي فيها، وعلى هذا الأساس قاموا بتقسيم دول العالم بالنسبة إليهم إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: دول الحضارة الغربية (دول أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا) والواجب تجاه هذه الدول هو دعم هذه الدول ماديا وتقنيا لتصل إلى مستوى تلك الدول
الفئة الثانية: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية ولكن لا يوجد تصادم حضاري معها ولا تشكل تهديدا عليها (كدول أميركا الجنوبية واليابان وكوريا وغيرها) والواجب تجاه هذه الدول هو احتواؤها وإمكانية دعمها بالقدر الذي لا يشكل تهديدا عليها وعلى تفوقها
الفئة الثالثة: دول لا تقع ضمن الحضارة الغربية ويوجد تصادم حضاري معها وتشكل تهديدا لتفوقها (وهي بالتحديد الدول العربية بشكل خاص والإسلامية بشكل عام) والواجب تجاه تلك الدول هو حرمانها من الدعم ومن اكتساب العلوم والمعارف التقنية وعدم دعمها في هذا المجال ومحاربة أي اتجاه من هذه الدول لامتلاك العلوم التقنية.

2 - الدعوة إلى إقامة دولة في فلسطين تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب الا وهو (إسرائيل).

3 - اعتبار قناة السويس قوة صديقة للتدخل الأجنبي وأداة معادية لسكان المنطقة.

4 - الدعوة إلى فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا، ليس فقط فصلاً مادياً عبر (الدولة الإسرائيلية)، وإنما اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما يبقي العرب في حالة من الضعف.
وكانت من النتائج الكارثية :

1 - سلخ لواء الإسكندريون من الوطن العربي لتركيا وضم إيران إمارة الأحواز الى أراضيها، وجاء وعد بلفور المشؤوم الذي دعا الى انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين-قلب الوطن العربي- وهكذا جاءت معاهدة سايكس بيكو لتقسيم الوطن العربي الى دويلات قطرية يترأسها ملوك وامراء تحت انتداب الغرب الاستعماري.

2 - قيام (دولة إسرائيل) استنادا الى وعد بلفور المشؤوم.

3 - وقوع الانفصال وتفكيك الوحدة بين سوريا ومصر العربية التي كانت تمثل امل العرب ولاحقا تم اسقاط الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق واجهضت كل المحاولات الوحدوية بين العراق و سوريا.

وهكذا تكللت مظالم زعماء الغرب بقيادة أميركا وتعاون بعض ذوي القربى بغزو العراق- حامي الجبهة الشرقية من العدوان الإيراني- ليسقط بأيدي الاحزاب والمليشيات الذين عاثوا في بلاد الرافدين ظلما وعدوانا واكثروا فيها الفساد والخراب، وأعطوا الفرصة لإيران و(إسرائيل) للمزيد من التخريب لتصفية أصحاب الكفاءات والمواهب وضباط الجيش ونهب للأثار وسلب ما فيه من ممتلكات اثرية من المتاحف وكتب ثمينة نادرة من المكتبات.

وجاء الربيع العربي كاحتجاجات سلمية لتغيير الواقع العربي وأنظمة الحكم في البلاد العربية تحت شعارات: الديمقراطية والتعدية وحقوق الانسان، ولكنه تحول الى خريف من الدمار و الدماء ..

اما انعكاسات وتداعيات هذه الاحداث الجمة على الوطن العربي فكان اخطرها ظهور داعش للترهيب والتدمير فعمت الفوضى والفساد والاقتتال الديني والطائفي والعنصري في كثير من الأقطار العربية وفوق كل هذا مناصبة العداء للعروبة واجتثاث دعاتها ممن ينادي بالإصلاح والتحرر والوحدة.

وان ننسى فلا ننسى الحشد الشعبي كقوة توازي قوة الجيش. فعمالته لإيران والاخذ بأوامر دولة الفقيه فيها يزيد من الخطورة وصعوبة التغيير لصالح العروبة والتقارب بين الأقطار العربية.

وكذلك كان من تداعيات الأحداث المؤسفة توسع شقة الخلاف والتباين بين أنظمة الحكم في الأقطار العربية

وهكذا أصبحت الأمة العربية من الضعف والهوان ولسان حالها كما يقول الشاعر احمد شوقي:( ولي بين الضلوع دم ولحم هما الواهي الذي ثكل الشبابا). اما حالة الأمة النفسية فكانت بانهيار مستمر وانكسار ومعنوياتها منخفضة تكاد تصل الى حالة اليأس وفقدان الأمل ولسان حالها يقول:  ويسأل في الحوادث ذو صواب فهل ترك الاستعمار له صوابا ... ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام

وهكذا كانت سياسة اميركا في تعاملها مع الشعوب؛ سياسة الردع السيكولوجي والصدمة النفسية بتدمير إنسانية الإنسان وتجريده من حاجياته البيولوجية والاجتماعية والنفسية والروحية وحصرها في الحصول على لقمة العيش لابنائه وممارسة بعض الطقوس الدينية الروتينية وإشغاله بوسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك ووتسآب) فبالترويض والتجويع والتهجين والتنويم سلبوا من الإنسان ارادته وأذلوه فأصبح جسدا مخدرا ونفسا حائرة وهذا ما حصل حقا في العراق بعد الاحتلال.

ان هذه الكوارث والنكبات وتداعياتها لم تأت من فراغ بل لها اسبابها و مسبباتها.

وهنا يأتي دور الاستعمار الغربي وبالذات اميركا الى وصول الأمة العربية الى هذه الحالة من التردي والضعف. ان تأكيدنا على دور الاستعمار الغربي في وصول الامة العربية الى هذه الحالة من التخلف والتدهور والتجزئة ومناهضة محاولات الوحدة العربية والتقارب بين الأقطار العربية يجب ان لا يقلل من دور بعض الأنظمة العربية في ترسيخ التجزئة والابتعاد عن الوحدة.

ولكون اكثر سكان الوطن العربي مسلمين الا ان الكثير منهم ابتعدوا عن الدين الحقيقي فاقتصرت ديانتهم على جانب العبادات في ممارسة مناسك الطقوس الروتينية من صلاة وصيام ومظاهر وتركوا الجانب الأهم في الدين- المعاملات والسلوكيات وحسن الخلق- ونسوا و تناسوا ان نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم قد بعث ليتمم مكارم الاخلاق، ولو كان المسلمون متبعين رسالة الإسلام السامية لما عذبهم الله- { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ( الانفال 33).
وإنِّما الأُمَمُ الأخلاقُ ما بَقِيَتْ فَإنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخلاقُهُمْ؛ ذَهَبُوا

ان خطورة الموقف والحالة المتردية للامة العربية يتطلب من المخلصين الوطنيين- مفكرين ومثقفين وأصحاب مهن ورجال سياسة- التفكير الجدي في الخلاص من هذا الوضع المأسوي وتداعياته.

وهذا الخلاص لا يكون الا بتبني المشروع الوحدوي النهضوي- مشروع الوحدة العربية- كهدف سام بعيد التحقق لما يتطلبه من تهيئة قيادات طليعية وطنية مخلصة ونضال شعبي مستمر منظم وتضحيات جسام.

ان هذا الهدف البعيد المدى يجب ان لا يجعلنا ننسـى ونتغافل الواقع العربي المعاش- واقع التجزئة والولاءات القطرية والطائفية والعشائرية والعنصرية، بل يجب ان ننطلق من هذا الواقع المر والعمل في اطاره وضمن الإمكانات المتاحة لتجنب المزيد من التردي والانهيار وخيبة الامل.

ولما كانت وحدة الثقافة أرضية صالحة وأساس كل وحدة لأي امة لذلك يجب التوجه الى احياء ميثاق الوحدة الثقافية العربية والخطة الشاملة للثقافة واستراتيجية التربية بالتعاون مع جامعة الدولة العربية ومنظماتها النوعية ولاسيما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للتمسك بالقيم العربية الإسلامية الاصلية والحفاظ على سلامة اللغة العربية بإقامة المؤتمرات القومية والندوات والملتقيات الفكرية والحلقات الدراسية. كما يمكن الدعوة لعقد مثل هذه الفعاليات والنشاطات الثقافية في كل قطر وخارج الوطن العربي يتولاها المهجرون من أصحاب الكفاءات والخبرة، وهم كثر.

ان مثل هذه الفعاليات في داخل الوطن العربي وخارجه يمكن ان تكون أرضية صالحة لإفراز القيادة الوطنية المخلصة والمتمكنة لتبني المشروع النهضوي الوحدوي كما حدث في كثير من اقطار العالم التي كانت مثل وضع الامة العربية وربما أسوأ كإبراهيم لنكولن محرر العبيد وموحد أميركا ومارتن لوثر في أوروبا الذي قضى على الكهنوتية وصكوك الغفران و مانديلا موحد جنوب افريقيا وماو تسي تونغ موحد الصين، وغيرهم.

وليست تجربة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ونجاحه في توحيد العرب تحت مظلة الإسلام ببعيدة عنا، وهكذا يجب العمل في اطار الممكن والإمكانات.
كما ان الدعوة للعودة الى الإسلام الحقيقي- عبادات ومعاملات وحسن خلق طريق سليم للمساهمة في الخلاص من وضع الامة المأسوي.

الإسلام الحقيقي- يدعو إلى التمسك بالقران والسنة النبوية قولا وعملا، واتباع منهج الوسطية العقلانية بلا افراط ولا تفريط، كما ان إبعاد رجال الدين والمعممين عن السياسة -الفاسدة- وتحديد عملهم على التثقيف الديني وتحفيظ القران والدعوة لتهذيب الاخلاق وتثبيت القيم العربية- الإسلامية الاصيلة طريق سليم لخلق مجتمع الوحدة والتحرر.

ولتستجيب الأمة لدعوة الله سبحانه وتعالى في قوله { إنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون} (الانبياء 92)  وقوله تعالى { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" وقوله عزَّ وجل " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} (آل عمران 103) .
واخر دعوانا اللهم اهدِ العرب لتحقيق امل الامة في الوحدة والتحرر.
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُمْ رِكابا
وانما الاعمال بالنيات..
7/7/2019
==========================
حركة البعث - تونس


==========================

حزب البعث العربي الاشتراكي الاردني


كتب محمد خزاعله

البعث فكر حي قومي ديوقراطي شعبي تحرري تقدمي ثوري يسعى لوحدة الامة وحريتها وتحقيق المساواه والعداله بين افراد المجتمع العربي ويسعى الى التعاون وتبادل المنافع والنهوض العلمي والاقتصادي والاجتماعي مع العالم الحر المدني والذي يصبو الى الامن والاستقرار والتقدم ومناصرة اصحاب الحقوق المغتصبه ومحاربة التمييز العنصري بكل اصنافه ويسعى الى تحرير فلسطين من الصهاينه الغاصبين وكل ارض عربيه مغتبصه من كل محتل بكل المسميات ...البعث مستمر . مهما اشتد عليه العدوان والطغيان فهو كما وصفه القائد المؤسس الاستاذ المرحوم مشيل عفلق ( البعث بحر وليس ساقيه ، سيستمر صفاؤه وجريانه ولو القيت به شوائب وعوائق ) وكفى البعث فخرا بانه حزب الشهداء وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر امينه العام القائد البطل صدام حسين ويحمل من بعده راية المقاومة والجهاد الرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم على الاحتلال الانكلواميركي وحليفه ايران التي استلمت اكمال المخطط الامبريالي الصهيوني الايراني الصفوي فعاث الفرس وملاليهم بنشر الفوضى والفساد والخراب والطائفيه الكريهة والنصر حليف البعث والحركه الوطنيه والشعبيه باذن الله

============================

الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان
هجرة المسيحين من العراق والشرق الاوسط بسبب العنف والارهاب والتمييز المذهبي والديني


قدم الملتقى العراقي للثقافة والفنون في عمان مساء امس ٣ تموز ٢٠١٩ عرضا للفلم القصير المعنون: ما تبقى لهم، للمخرج المبدع عبدالخالق الجواري، الذي تناول عرض مأساة انسانية واخلاقية كبرى يعيشها العراق منذ عام ٢٠١٩م تمثلت بانتشار المنظمات الارهابية وعصابات الجريمة المنظمة وثقافة العنف والكراهية بين الاديان والمذاهب وظهور دولة الخلافة الارهابية والقاعدة وتمدد المشروع الايراني لدولة ولاية الفقيه التي كرست ثقافة الحروب والمليشيات وعسكرة المجتمعات وتدمير الاقتصاد وتغذية العنف، مما دفع الملاين من العراقيين للهجرة الداخلية والخارجية بعد تدمير المدن والحياة كما اندفع ما يقرب من مليونين مسيحي للهجرة واللجوء في دول الجوار ودول العالم حيث ينتشر اليوم ملايين العراقيين في ٦٤ دولة في العالم بسبب السياسات الامريكية للفوضى الخلاقة وسياسات ايران للموت والحروب. وتحدث المهندس نزار العوصجي إضافة للعديد من الضيوف عن عمق المأساة الإنسانية وضرورة العودة للقيم الحضارية للشعب العراقي والتأكيد على ثقافة التسامح والانفتاح والاعتراف بالأخر وبحقوقه الدينية والمدنية والإنسانية ونبذ ثقافة العنف والكراهية وتجريم الإرهاب.





                                  
============================

ديالى والتغيير الديموغرافي


كتبها : يحيى صهيب 

الملخص:

تشهد الساحة العراقية تغييرات ديموغرافية واسعة منذُ العام 2003 إبان الغزو الأمريكي، واتضحت معالم هذا التغيير أكثر بعد الأحداث التي عقبت عملية تفجير مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء (22-2-2006) حيث انتهجت إيران وبأيادي عراقية تنفذ سياسة تغيير التركيبة السكانية في المناطق السنية العربية.

تكمن أهمية ديالى أنها تُمثّل مثلثاً جغرافياً بين إقليم كردستان العراق وبغداد وإيران بالإضافة إلى طول الحدود التي تجمعها بإيران كما أنها تشكل ممراً قصيراً بين إيران وبغداد عن طريقه تستطيع القوات الإيرانية خلال ساعة الوصول إلى بغداد، كما تمثل أقصر طريق بري من إيران إلى سوريا في ظل سيطرة “تنظيم الدولة على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق”.

لذلك فمن المحتمل أن تقوم إيران بتنفيذ استراتيجية التهجير القسري المباشر أو التهجير غير المباشر، وتأمين خطوط الإمداد مع بغداد. وهذا يعني أن إيران تتحرك بحرية وتختار الطريقة التي تراها مناسبةً لها في ظل غياب الدعم العربي للقوى والعشائر السنية العراقية في ديالى وفي غيرها من المناطق.

تشهد الساحة العراقية تغييرات ديموغرافية واسعة منذُ العام 2003 إبان الغزو الأمريكي، واتضحت معالم هذا التغيير أكثر بعد الأحداث التي عقبت عملية تفجير مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء (22-2-2006) حيث انتهجت إيران وبأيادي عراقية تنفذ سياسة تغيير التركيبة السكانية في المناطق السنية العربية، وقد شملت هذه السياسة عدة مناطق أبرزها ديالى والبصرة وبابل.

وعلى غير العادة فإن التغيير الديموغرافي لم يتركز في المناطق التي تسكنها الأقليات فقط بل تعدى ذلك إلى المناطق التي تسكنها الأغلبية أيضاً. كما هو الحال في محافظة ديالى التي تقطنها غالبية عربية سنية بالإضافة إلى وجود أقلية من الأكراد الفيليين الشيعية وأقلية تركمانية سنية وشيعية. سيتم في هذا التقرير التركيز على أبرز محطات واستراتيجيات التغيير التي تعرضت لها هذه المدينة بدءاً من عام 2003 مروراً بعام 2006 والتي لا تزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذه الكلمات.

أهمية ديالى الجيوسياسية:

تقع ديالى (ومركزها مدينة بعقوبة) شرق العراق وتبعد عن العاصمة بغداد 60 كم شمالاً، ويقدر عدد سكان المحافظة ب(1.27) مليون نسمة[1]، وتعد ديالى المحافظة العراقية الوحيدة ذات الغالبية السنية العربية التي لها حدود مع إيران، في حين أن المحافظات الحدودية الأخرى مع هذا البلد ذات غالبية شيعية أو سنية كردية، وتمثل ديالى أقرب الطرق المؤدية إلى العاصمة بغداد من جهة إيران[2]، وذلك عبر منفذي مندلي وبدرة. كما أنها تُمثّل مثلثاً جغرافياً بين إقليم كردستان العراق وبغداد وإيران[3].
يتبع المحافظة ستة أقضية وهي: قضاء بعقوبة، وخانقين، و بلدروز، والمقدادية، والخالص، وقضاء كفري، وتعد مدينة مندلي التابعة لقضاء بلدروز الأقرب لإيران حيث يفصلها عن الحدود الإيرانية كيلومترات قليلة فقط.

وقد اكتسبت ديالى أهميتها الاستراتيجية لثلاثة أسباب؛ الأول: قربها من العاصمة بغداد. الثاني: طول حدودها المتاخمة لإيران إذ يبلغ طولها 240 كيلو متر[4]، وعلاوةً على ذلك فإنها تمثل أقصر طريق بري من إيران إلى سوريا في ظل سيطرة “تنظيم الدولة على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق”.

تكون بهذا الممر الذي يربط إيران ببغداد. بالإضافة إلى أنها تعتبر من المداخل الرئيسية للبضائع والزوار الإيرانيين إلى العراق، بالتالي فإنها تشكل أهمية عسكرية واقتصادية واجتماعية.

التركيبة الديموغرافية لديالى:

يشكل المكون السني ما نسبته 70% من سكان ديالى مقابل 30% من الشيعة[5] حيث يتركز الشيعة في قضاء الخالص والقرى المحاذية لنهر دجلة، و منطقة السعدية والقصرين والجديدة وصولاً إلى الراشدية، ثم بعض القرى شرق الخالص، وعدد من القرى الأخرى الواقعة في الجانب الأيمن من نهر ديالى، في حين هناك أعداد كبيرة من قرى السنة تحيط بها، أمَّا الجانب الأيسر لنهر ديالى فإن القرى المحاذية للنهر من خارج مدينة بعقوبة فهي خليط من الشيعة و السنة وصولاً إلى قرب المقدادية، وهناك عشائر مختلفة موزعة بين السنة و الشيعة في منطقة المقدادية وبلد روز، أما مدينة بعقوبة (مركز المحافظة) فلها وضع خاص كونها تضم خليطا من السنة و الشيعة وتحيط بها نواح وقرى مؤثرة عليها مثل بهرز والتي يتركز فيها السنة بشكل كبير بل تعتبر معقلاً لهم. أما مناطق خانقين وجلولاء والسعدية فإن الكرد فرضوا عليها سيطرة كاملة ولا يسمح للعشائر العربية أن تقوم بأي نشاط فيها[6]. وتجدر الإشارة هنا إلى أن نسبة العرب السنة في المحافظة قد تناقصت بشكلٍ كبير بسبب ما يتعرضون له من تهجيرٍ واعتقالٍ وقتلٍ على الهوية حتى بلغت نسبتهم 50% او أقل من ذلك[7].

ديالى في الحرب العراقية الإيرانية 1980:

لعبت ديالى بحكم موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين العراق وإيران دوراً محورياً في مجريات الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي ويرجع السبب في ذلك إلى قربها من العاصمة العراقية بغداد، وهي بذلك تشكل ممراً استراتيجياً لإيران فيما تشكل للعراق خاصرةً رخوة. ويعود السبب في ذلك إلى أن القوات الإيرانية (وخلال ساعة واحدة فقط) تستطيع العبور إلى بغداد، لذلك كانت ديالى مركزاً للحرب العراقية الإيرانية. وكانت إيران أثناء الحرب تحاول تحقيق اختراق عبر ديالى لاحتلال بغداد وخلق أمر واقع يحسم الحرب لصالحها.[8].

وسائل وآليات التغيير الديموغرافي في ديالى:

بدأت أولى محطات التغيير الديموغرافي في ديالى بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ودخلت إيران بثقل كبير على خط التغييرات السكانية الممنهجة في المحافظة، معتمدة في ذلك على أذرعها المسلحة من مليشيات قديمة تم تأسيسها في إيران[9] ، وأخرى تم تشكيلها بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. حيث بدأت عمليات التهجير والقتل على الهوية وتهديم المساجد بالإضافة إلى الاعتقالات وتجريف الأراضي الزراعية، وكانت المرحلة الممتدة بين عامي 2006 و 2007 (تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء وما عقبها من حرب أهلية) هي المحطة الثانية والمفصلية بالنسبة للعرب السنة في ديالى، حيث شهدت المدينة موجاتٍ كبيرة من التهجيرٍ القسري والقتل على الهوية وقد تم في هذه الفترة تشكيل ما يعرف ” بالجهاز المركزي ” في وزارة الداخلية العراقية بإدارة “هادي العامري*” (قائد ميليشيا فيلق بدر) الذي أنيط به مهمة إحصاء وتحديد أماكن تواجد السنة ليتم تنفيذ ما يُخطط له. [10]

كما أن إيران قامت ببناء سدود على منابع نهر ديالى بالإضافة إلى القاء المخلفات الطبية والمياه الثقيلة في النهر ما أدى إلى انخفاض منسوب النَّهر مقابل ارتفاع نسبة التلوث فيه[11]، الأمر الذي اضطر الكثر من السكان إلى هجر مساكنهم ومزارعهم بحثاً عن مكان آخر.

وقد قام نوري المالكي -رئيس الوزراء العراقي السابق -بتوزيع قطع أراضٍ لمواطنين وموظفين للمشمولين بقرارات منح الأراضي (من يطلق عليهم أبناء الشهداء مثلاً) من سكان جنوب العراق في ديالى، بصورة مخالفة للقانون، بينما سمح لإيران بافتتاح ثلاثة مكاتب ثقافية داخل المحافظة، لتتفوق على النجف وكربلاء والبصرة، التي تحوي كل واحدة منها مكتباً واحداً يمارس أنشطة مختلفة غالبيتها دينية.

المرحلة الثالثة والأكثر أهمية ومفصلية هي المرحلة التي بدأت بدخول ” تنظيم الدولة” إلى ديالى عام 2014 وما عقبه من معارك شرسة بينه وبين الميليشيات الشيعية بقيادة “هادي العامري” انتهت بانسحاب التنظيم من المحافظة، حيث بدأت عملية تغيير ديموغرافي ممنهجة شملت عمليات قتل وتهجير واعتقالات واسعة النطاق بالإضافة إلى منع النازحين من الأهالي من العودة إلى ديارهم، وتشير آخر الإحصاءات* إلى أن 2000 عائلة فقط استطاعت العودة إلى مناطقها في ديالى من أصل أكثر من 150 ألف عائلة نازحة.[12]

وأكد “رعد الدهلكي” النائب عن محافظة ديالى ورئيس لجنة الهجرة والمهجرين النيابية بأن التغيير الديموغرافي أصبح واقعاً في مدينة ديالى، وبأن هناك أطراف تابعة لإيران وتعمل تحت مظلة الحشد الشعبي تقود هذه العملية قائلاً “هناك مناطق عديدة تشهد انتهاكات أمنية وتجاوزات لا يمكن السكوت عنها، وما يجري في منطقة المُخيسة خير دليل على ذلك، وهناك عملية تهجير تجرى بشكل علني، من خلال قصف متعمد لبعض مناطق ديالى ما أسفر عن تهجير جماعي للعوائل، وأن هناك عصابات تعمل تحت اسم الحشد الشعبي، لها أجندات خارجية لزرع الفتنة والتسبب في التغيير الديمغرافي”[13]
وقد أشار التقرير الذي أصدره “مكتب جنيف الدولي للعدالة” والذي حمل عنوان “جرائم التطهير العرقي والطائفي في ديالى” إلى أن ما يجري في محافظة ديالى يعد “تغييراً ديموغرافياً” يجري لمصلحة الشيعة على حساب السنة، تحت أنظار الحكومة العراقية ومباركتها، وقد ذكر التقرير أسماء 19 من الشخصيات السياسية والعسكرية المعروفة التي لها يد فيما يجري في المحافظة ومن أبرز هذه الأسماء (نوري المالكي، هادي العامري، أبو مهدي المهندس (قائد في ميليشيا الحشد الشعبي ونائباً لهادي العامري، حيدر العبادي (رئيس الوزراء الحالي)، قيس الخزعلي (قائد ميليشيا عصائب أهل الحق)، قاسم سليماني، وغيرهم من الشخصيات …)[14]

وأشار التقرير إلى أن مدينة المقدادية تعتبر من أكثر المدن تضرراً مما يجري، حيث تتركز فيها عمليات القتل والتهجير.

ويمكن تحديد ممارسات الميليشيات الشيعية ضد أهالي ديالى بالنقاط الآتية [15]:
1-ارتكاب أعمال قتل طالت آلاف المدنيين.
2-إحراق آلاف البيوت والمزارع والمساجد، حيث بلغ عدد المساجد التي طالتها أعمال الحرق أو التهديم 160 مسجداً[16]
3-نهب الممتلكات الخاصة.
4-محاصرة القرى وتجويع سكانها.
5-حملات اعتقال عشوائي لآلاف الشباب، حيث تشير التقارير إلى أن 80% من المعتقلين في سجن مكافحة الإرهاب المركزي في بغداد هم من أهل ديالى.[17]
6-منع عودة السكان الأصليين إلى تلك المناطق.

اللاعبون:

يوجد في ديالى عدة لاعبين، كلهم من الشيعة ما عدى بعض القوى العربية السنية الضعيفة مثل الحزب الإسلامي العراقي.  وهناك عدة جهات تعمل في ديالى هي: الجيش الحكومي، قوات الحشد الشعبي، الحزب الإسلامي العراقي، قوات البيشمركة الكردية (والتي لها دور أساسي أيضاً في عملية التغيير الديموغرافي التي تجري في المدينة)، وسيتم في هذا المحور دراسة أهم فصائل الحشد الشعبي بشكلٍ رئيسي.

الحشد الشعبي:

تشكلت قوات “الحشد الشعبي” عام 2014 نتيجةً للفتوى التي أطلقها المرجع الشيعي الأعلى “علي السيستاني” الداعية إلى الجهاد الكفائي ضد “تنظيم الدولة”، وأصبحت فيما بعد مؤسسة رسمية تابعة للدولة العراقية بعد أن أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمراً بتشكيل هيئة رسمية تقوم بمهمة إدارة وتمويل قوات الحشد الشعبي. ويقدر عدد قوات الحشد الشعبي بعشرات الألاف من المقاتلين[18]، تدفع رواتبهم ومخصصاتهم من ميزانية الدولة.
وتتشكل قوات الحشد من عدة ميليشيات معظمها دخل أو تشكل في فترة الاحتلال الأمريكي مثل: قوات بدر، جيش المهدي (سرايا السلام)، عصائب أهل الحق، لواء أبو الفضل العباس، حزب الله العراقي.

أ-فيلق بدر:

تأسست قوات بدر في إيران عام 1981 من المجلس “الأعلى للثورة الإسلامية” تحت قيادة محمد باقر الحكيم، ويتزعمه حاليًا هادي العامري، نائب في البرلمان ووزير النقل ومسؤول ملف ديالى الأمني وقائد عمليات الزحف على المحافظات، ويقدر عدد مقاتليه بـ 12 ألف مقاتل، انخرط معظمهم في مؤسسات الدولة الأمنية “وزارة الداخلية والدفاع وجهاز الاستخبارات”[19].

وتعد قوات بدر من الفصائل الإيرانية التي تعمل في العراق، لكونها شكلت أصلاً في إيران وكان الهدف من ذلك ضرب القوات العراقية في العمق العراقي إبان الحرب العراقية الإيرانية، بالإضافة إلى أن قائدها كان يعين مباشرة من المرشد الأعلى في إيران.  وقد أكد رئيس جهاز المخابرات العراقي السابق “محمد الشهواني” هذا الأمر عند حديثه عن تواطؤ قيادات وعناصر فيلق بدر مع الجمهورية الإيرانية[20].

وتجدر الإشارة إلى أن قوات فيلق بدر هي الجناح المسلح الأقوى والمسيطر على الوضع في ديالى، بالإضافة إلى أن عناصره من أكثر العناصر وحشية وهمجية.
وتهدف قوات فيلق بدر إلى جعل ديالى ممراً آمنا بالنسبة للزوار والبضائع الإيرانية وكذلك بالنسبة لنقل المقاتلين والمعدات العسكرية إلى سوريا.

ب-جيش المهدي (سرايا السلام):

ميليشيا جيش المهدي هي ميليشيا شيعية مسلحة، أسّسها مقتدى الصدر* بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، وكانت أحد أسباب عدم الاستقرار الأمني والسياسي في العراق لوقتٍ طويل، وقد شاركت ميليشيا جيش المهدي بشكلٍ فعال في عمليات القتل والتهجير التي طالت أهل السنة في بغداد والبصرة بعد أحداث تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء.

قاد المالكي عام (2008) حملة عسكرية ضد “جيش المهدي”، الذي كان يسيطر على البصرة في حينها، واستطاع من خلالها أن يجبر الصدر على سحب ميليشياته، وإعلان تجميد النشاط العسكري لـ “جيش المهدي”، ليعود إلى الساحة بعد دخول “تنظيم الدولة “[21] إلى العراق تحت اسم “سرايا السلام”.

مقتدى الصدر من أتباع المرجع الديني العراقي “كاظم الحائري” (الذي لا يؤمن بولاية الفقيه المطلقة[22])، ولا يتمتع الصدر بعلاقة طيبة مع الولي الفقيه وتعود الأسباب في ذلك إلى العداء الذي يجمع عائلة الصدر بالمرجعية الدينية في قُمْ بسبب المواقف الفقهية لوالد مقتدى الصدر “محمد محمد صادق الصدر”، وكان مقتدى الصدر قد صرح بشأن الخطر الإيراني على العراق في أكثر من مناسبة فقد قال في إحدى تصريحاته: بأن قائد فيلق القدس “قاسم سليماني” هو الرجل الأقوى في العراق[23]

وكان الصدر قد أصدر قراراً يقضي بتجميد عمل “سرايا السلام” في ديالى معللاً ذلك بالغموض الذي يسود العمليات هناك، بالإضافة إلى عمليات الخطف والابتزاز التي يتعرض لها أهالي ديالى[24].

عصائب أهل الحق:

فصيل مسلح تحت قيادة ” قيس الخزعلي”* انشق عن جيش المهدي عام (2007)[25]، تعد عصائب أهل الحق إحدى أكثر الميليشيات الشيعية تطرفاً وعدوانية. تشارك العصائب بقوة في عملية التغيير الديمغرافي الجارية في ديالى، وأبرز ما قامت به من عمليات اقتحامها لمسجد مصعب ابن عمير في ديالى وقتلها لأكثر من 70 مصلياً[26].

يعد نوري المالكي من أكبر الداعمين لعصائب أهل الحق، وقد أشار مركز “غارنيكي” في أحد تقاريره إلى العلاقة بين عصائب الحق والمالكي حتى أنه أطلق عليه اسم “الشريك الجديد”. كما وتشير بعض التقارير[27] إلى أن عصائب أهل الحق وفيلق بدر يعملان بصورةٍ مباشرة تحت إمرة أجهزة الاستخبارات الإيرانية.

والجدير بالذكر أن الحكومة العراقية تقف موقف المتفرج من هذه الممارسات، بل أن معظم هذه الممارسات تتم تحت أنظار القوات الأمنية الرسمية، ولا يفرق الموقف الدولي كثيراً عن موقف الحكومة العراقية، وفي تقديري فإن وراء سكوت المجتمع الدولي أهدافاً خفية تكمن في الرغبة بإعادة ترسيم حدود المنطقة، وإعادة رسم خارطة الإثنيَّات والقوميات التي تقطن المنطقة بشكل عام وفقاً لخطة يينون* التي اطلقها عام 1982 وتذكر خطة يينون أهم محاور الاستراتيجية المستقبلية لإسرائيل عقب الانتهاء من لبنان، اذ يجب أن تتركز على تقسيم لثلاثة دول شيعية – سنية – كردية، ومن بعد لبنان والعراق، مصر وليبيا والسودان وسوريا والمغرب العربي وإيران وتركيا والصومال وباكستان، استمد يينون واقعية مخططه من إشكالية أن الحدود العربية الحالية غير قابلة للدوام [28]. وتأتي تصريحات مدير الاستخبارات الفرنسي “برنار باجوليه” بشأن الشرق الأوسط لتأكد مخططات “يينون” حيث قال: “الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة؛ نحن نرى أن سوريا مقسمة على الأرض، النظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد وهو ثلث مساحة سوريا التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية… الشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليه تنظيم داعش” وقال أيضاً بأن الأمر ذاته ينطبق على العراق[29]. وقد ذهب مدير وكالة الاستخبارات الأميركية الcia  ” جون برينان” إلى ما ذهب إليه مدير الاستخبارات الفرنسية حيث قال :” “عندما أنظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب علي أن أتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية”[30].

وهذا يعني بأن الحدود التي رسمتها معاهدة (سايكس- بيكو) لن تبقى على ما هي عليه في المستقبل القريب.
كما أنه لا يوجد قوة سياسية داعمة لأهل ديالى فالحزب الإسلامي العراقي وعلى الرغم من حصوله على منصب رئاسة البرلمان (سليم الجبوري وهو من أهالي ديالى رئيساً للبرلمان) فهو من القوى المهمشة اليوم حيث أنه لا يملك أي وزن على الساحة السياسية العراقية.

الدور الإيراني في ديالى:

لا يقتصر الدور الإيراني في العراق على دعم الميليشيات الشيعية فحسب، بل يتعداه إلى وجود قوات إيرانية عاملة داخل العراق. حيث أن إيران قامت في عام 2014 بإرسال أفراد من “قوة القدس” وطائرات للهجوم الأرضي ومجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار إلى العراق تحت ذريعة حماية المزارات المقدسة بالإضافة إلى أن قوات فيلق القدس كانت قد تمركزت في العام نفسه في سامراء وكربلاء وقاعدة (سبايكر) قرب تكريت[31].

فضلاً على أنها قامت بزج أعداد كبيرة من أفراد “فيلق القدس” وقوات “الباسيج” وإدخالهم إلى ديالى[32]، وقد تبع هذه القوات قوات أخرى دخلت تزامناً مع التفجيرات التي طالت مساجد وأحياء سنية في مدينة المقدادية بداية العام الجاري وإقامة معسكرات داخل المحافظة[33].

وفي سياق التدخل الإيراني في الشؤون العراقية صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني في حديث خاصٍّ مع شبكة إن بي سي الأميركية قائلاً: ” أن إيران لا تسمح بسقوط بغداد أو النجف أو كربلاء، وتعتبر سقوط المقدسات الدينية بالعراق في يد الإرهابيين خطًّاً أحمر”[34]
كما أن ظهور قاسم سليماني العلني في معركة استعادة تكريت ( مركز محافظة صلاح الدين) من تنظيم الدولة[35] وكذلك في ديالى وهو يشارك الميليشيات المسلحة قتالها وتنفيذها لأعمالها العسكرية، يؤكد بشكل واضح أن جميع الميليشيات سواء من العصائب أو منظمة بدر يعملون تحت قيادة وتوجيه إيران. وقد أكد رئيس القوة الجوية للحرس الثوري (العميد أمير علي حاجي زاد) تدخل سليماني في المعارك التي جرت ضد “تنظيم الدولة” حيث قال: ” إن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني قد تمكَّن برفقة 70 شخصًا فقط من الحيلولة دون سقوط مدينة أربيل العراقية في يد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية”[36]
ويعد تواجد القوات الإيرانية في ديالى استراتيجياً بالنسبة لإيران فهو يضمن طريقاً آمناً لحجاجها وبضائعها وقواتها العسكرية.

وقد قامت إيران برسم خطاً أحمر بعمق 40 كيلو متر داخل الأراضي العراقية، معتبرةً إياه منطقة حرام على تنظيم الدولة، وقد التزم التنظيم بدوره بهذا الخط[37].

محددات ترسم حدود المستقبل:

1-مكانة ديالى الاستراتيجية.
2-يعيش أهل السنة في العراق عموماً وفي ديالى خصوصاً حالة من الشتات وغياب المظلة الجامعة.
3-ضعف السند السني لسنة العراق إقليمياً ودولياً.
4-تماهي الحكومة العراقية مع المشروع الإيراني وعدم مقدرة أي قوة الوقوف في وجهه.

السيناريوهات المحتملة:

1-التهجير القسري: عن طريق ارتكاب جرائم ضد المخالفين والمقاومين من أهل السنة، فضلاً عن تضييق سبل العيش (حريات، التضييق التجاري والاقتصادي، ممارسة الشعائر الدينية) مما يدفع أهل السنة من أبناء ديالى إلى الهجرة وترك المدينة.
2-تأمين الممرات: من المتوقع أيضاً أن تعمل إيران على تأمين خطوط التواصل مع بغداد، عبر نشر أذرعها (الميليشياوية) وإقامة معسكرات خاصة بها، للسيطرة على المناطق الاستراتيجية في ديالى، بالإضافة إلى تشييع المناطق المتبقية أو إفراغها من أهلها وفق سياسة النفس الطويل والتسلل المذهبي، تجنباً لأي مساءلة أو مناشدة من المجتمع الدولي الغائب اصلاً.

المعالجات المتاحة:

1-الضغط على الحكومة العراقية من الدول العربية للوقوف بشكلٍ حازم ضد الانتهاكات الواقعة بحق أهل السنة في ديالى.
2-تسليح العشائر السنية في ديالى بهدف مواجهة المد الإيراني الذي يهدد المنطقة بأكملها. ويمكن في هذا الصدد إعادة إحياء أنموذج الصحوات التي تشكلت أواخر عام 2006 بهدف مواجهة تنظيم القاعدة، ولكن هذه المرة تكون بهدف مواجهة الميليشيات الشيعية، وتجدر الإشارة إلى أن ديالى في فترةٍ من الفترات كانت معقلاً للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي.
3-تقديم الدعم المالي واللوجيستي لأهل السنة في ديالى، وإنشاء مراكز ثقافية ودينية من شأنها الحفاظ على هوية ديالى السنية العربية.
4-والأهم من ذلك كله هو أن تدرك الدول العربية خطورة ما يجري في المنطقة، ليس فقط على العراق وإنما على أمن المنطقة العربية بأكملها.

المصادر المعتمدة في الدراسة :
 مرجع سابق[2]
[3] التغيير الديموغرافي بديالى مطامع إيرانية بأذرع عراقية، المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
[4] الصائغ، علي: ديالى السُنية : صراع الديموغرافيا والهوية موسوعة الرشيد، http://www.alrashead.net/index.php?partd=24&derid=1852
[5]  الدليمي، طه: هذه هي الحقيقة الأعداد والنسب السكانية لأهل السنة والشيعة في العراق، دار نهاوند للتأليف والطباعة والنشر، 2009، بيروت، ط1، ص149.
[6]  عبد الأمير، علي: ديالى : الممر الإيراني إلى العراق وألغام الطائفية، مركز العربية للدراسات،http://studies.alarabiya.net/
[8]  موسوعة الرشيد، مرجع سبق ذكره.
[9]  ما الذي يجري في ديالى العراقية، مرجع سبق ذكره.
*  هادي فرحان عبدالله العامري الملقب بـ (ابو حسن العامري) ومعروف في إيران بـ (هادي عامري) من مواليد 1954 في محافظة ديالى زوجته إيرانية وأبناؤه يعيشون في إيران، كان هادي العامري في عام 1982 من مسؤولي المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في طهران، خلال الحرب الإيرانية العراقية كان من قادة أفواج المشاة للحرس الثوري الإيراني. عاد هادي العامري إلى العراق بعد الغزو الأمريكي وتقلد عدة مناصب أهمها وزير النقل في حكومة حيدر العبادي قبل دخول تنظيم الدولة إلى العراق حيث عين مسؤولاً على مجاميع الحشد الشعبي. للاستزادة انظر: شبكة البصرة  نت http://www.albasrah.net/ar_articles_2014/0914/3amri_220914.htm
[11]  حيدر، رواء: مياه العراق بين فكي كماشة تركيا وايران ، إذاعة صوت العراق الحر،http://www.iraqhurr.org/a/26935164.html
 لا توجد إحصائيات رسمية عن عدد القتلى والمهجرين، وجميع الإحصاءات قام بها ناشطون ومؤسسات مجتمع مدني.*
[14]  مركز جنيف الدولي للعدالة: جرائم التطهير العرقي و الطائفي في ديالى،  http://www.gicj.org/index.php?option=com_content&task=view&id=450&Itemid=176&mylang=arabic&redir=1
[15]  الحامد، رائد : طهران وبغداد: سعي للإخلال بالتوازن السكاني في ديالى، مركز الجزيرة للدراسات،http://studies.aljazeera.net/reports/2015/03/2015338737983382.htm 
[16]  إحصائية بالجوامع التي تم تهديمها في ديالى، مركز جنيف الدولي للعدالة،http://www.gicj.org/GICJ_REPORTS/list_of_mosques_diyala_province_AR.pdf
[17]  مركز جنيف الدولي للعدالة: جرائم التطهير العرقي و الطائفي في ديالى،  مرجع سبق ذكره.
[18]  الفلاحي، صهيب: المليشيات الشيعية في العراق: النشأة والقوة والتسليح،http://www.noonpost.net/content/5000 
[19]  مرجع سابق
[20]  منظمة بدر الشيعية. القيادة والتنظيم، مركز تنوير للدراسات الإنسانية، http://www.altanweer.net/articles.aspx?id=201030020&selected_id=-20101&page_size=5&links=true
*  مقتدى محمد محمد صادق الصادر، ابن المرجع الشيعي محمد محمد صادق الصدر، من مواليد 12/8/1973 درس في حوزة النجف على يد والده وكان يعطي بعض الدروس إبان حياة والده ثم انتقل إلى حوزة قم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، شكل ما يعرف بجيش المهدي.
[21]  واقع سُنة العراق ومستقبلهم  في ظل تنافس القوى الإقليمية، مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث،http://www.fikercenter.com/ar/p/political_analysis/view/562128ae8bc9f 
[22]  الموقع الرسمي لكاظم الحائري، http://www.alhaeri.org/ceo/pages/qa.php?cid=4

[24]  الصدر يجمد عمل “سرايا السلام” في ديالى، سكاي نيوز عربية، http://skypressiq.net/
*  ولد قيس الخزعلي في مدينة الصدر ببغداد في 20/6/1974، قائد ميليشيا عصائب اهل الحق.
 الفلاحي، صهيب: المليشيات الشيعية في العراق: النشأة والقوة والتسليح، مرجع سبق ذكره [25]
*  يينون العقل المدبر للعديد من استراتيجيات حزب الليكود الذي يهيمن على الحكم حاليًا في الكيان الصهيوني كما أنه عمل لفترات طويلة في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.
[28]  نجم، ياسر: سايكس بيكو 2016 خرائط تقسيم المنطقة بين الواقع والأساطير، موقع ساسة بوست،http://www.sasapost.com/sykes-picot/
[30]  مرجع سابق
[31]  نديمي، فرزين : توسع الدور العسكري الإيراني في العراق، معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني،http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/irans-expanding-military-role-in-iraq
[33]  معسكرات إيرانية لتعزيز هيمنتها على المنطقة، http://arabi21.com/
[34]  طهران وبغداد: سعي للإخلال بالتوازن السكاني في ديالى، مرجع سبق ذكره
[36]  طهران وبغداد: سعي للإخلال بالتوازن السكاني في ديالى، مرجع سبق ذكره
[37]  إيران: حددنا لداعش منطقة عازلة داخل العراق.. والتنظيم تلقى الرسالة والتزم بها، قناة سي ان ان العربية،http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/01/07/iran-isis-iraq-borders

=========================

إيران دولة للحرب والعنف وتهديد خطير للأمن والاستقرار
 في الخليج والشرق الأوسط


الدكتور غازي فيصل حسين
شارك في برنامج حوار التاسعة على قناة الفلوجة نيوز، برفقة الدكتور زيد عبد الوهاب، الساعة ٩ مساء الاحد ٧ تموز ٢٠١٩م وبمشاركة العميد الركن  د. صبحي ناظم توفيق من اسطنبول، والكاتب والمحلل وائل الركابي من بغداد.
 لقد استغلت ايران منذ عام ١٩٧٩ ظروف الحرب الاهلية في لبنان للتمدد بشكل خطير عبر انشاء حزب الله وكذلك استغلال احتلال أمريكا للعراق لنشر المليشيات والإرهاب وتدمير البنية التحتية الاقتصادية، ودعم الانقلاب المشبوه للحوثيين وتغذية الحرب في اليمن، لقد انفقت ايران ٣٥٠ مليار على حروب الشرق الأوسط و٥٠٠ مليار على برامج التسلح النووي والصاروخي في وقت وصل ٣٥ مليون ايران الى مستوى الفقر المدقع والتضخم الذي تجاوز ٩٠٪ ووجود ٧ ملايين شاب من خريجي الجامعات عاطلين عن العمل.
ادناه رابط الحلقة
https://youtu.be/BIbQ5NMW-wg

=========================

مجلة صدى نبض العروبة
العدد 151 والصادر في 8 تموز 2019
ادناه رابط موقع نبض العروبة المجاهدة



ادناه موقع المتصفح الالكتروني للمجلة


=========================



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق