الأربعاء، 24 أبريل 2019

الذكرى "29" لحركة 28 رمضان،23ابريل المجيدة...




الذكرى "29" لحركة 28 رمضان،23ابريل المجيدة...

الشهداء أكرم منا جميعا
القصاص بالرصاص

خلدت أسر شهداء حركة 28 رمضان وشباب البعث والثوريين بالميدان امس الثلاثاء الموافق 23 ابريل الذكرى 29 لحركة 28 رمضان المجيدة بميدان الاعتصام  بالقيادة العامة للقوات المسلحة ،المشاركون موكب صامت بالقيادة العامة يحمل صور الشهداء،و لافتات وبوسترات تطالب بالقصاص لشهداء حركة 28 رمضان المجيدة حيث اختتم الموكب بخيمة اسر حركة 28 رمضان المجيدة بميدان الاعتصام، وردد  الشباب والاسر شعارات الثورة، ومدنية مدنية السلطة مدنية والقصاص بالرصاص ،و كحق ومطلب ثوري.



القيادة القومية : تحية لثورة السودان الشعبية ونحترم الخيارات الوطنية لقوى الحرية والتغيير وتحية لانتفاضة الجماهير في الجزائر....الرفيق الدكتور احمد الشوتري / الناطق الرسمي باسم القيادة القومية



القيادة القومية : تحية لثورة السودان الشعبية  ونحترم الخيارات الوطنية لقوى الحرية والتغيير وتحية لانتفاضة الجماهير في الجزائر

حيت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الثورة الشعبية في السودان وانتفاضة الجماهير في الجزائر  اللتين اعادتا  الاعتبار للحراك الشعبي العربي ووضعت البلاد على سكة التغيير الوطني  الديموقراطي. 
                  
جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم القيادة القومية للحزب في مايلي نصه:                      
 بعد اربعة اشهر من انطلاق الانتفاضة الشعبية ،وصمود الجماهير في الميادين ومواجهة قمع السلطة بالتأكيد على سلمية الحراك، تهاوت ركائز النظام الواحدة تلو الاخرى ، ودخلت البلاد مرحلة جديدة من اعادة البناء السياسي  الذي حددت اسسه وعناوينه من خلال الوثيقة السياسية التي قدمتها قوى الحرية والتغيير للمجلس العسكري.           
 ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي واكبت الحراك الشعبي منذ انطلاقته اذ تحي هذه الثورة الشعبية  التي قدمت نموذجاً متميزاً في الاداء النضالي على مستوى الموقف والممارسة ،فإنما ترى فيها صورة مشرقة من صور النضال الجماهيري العربي الذي افتقرته ساحات الوطن العربي لعقود طويلة  
                            
ان هذا الحراك الذي حافظ على سلميته وضبط ايقاعه الميداني وفق مقتضيات اجندته السياسية بخطواتها المرحلية وبعدها الاستراتيجي وتماسك قواه الاساسية حول اسس التغيير ،كان عاملاً حاسماً في ابقاء نبض الشارع على زخمه والذي ادى الى خلخلة بنية النظام الذي حاول الالتفاف على الحراك ومطالبه المشروعة باجراءات شكلية  ومناقلات في المواقع السلطوية وخاصة الامنية والعسكرية منها ،بهدف اعادة انتاج النظام لنفسه والتي لم يكتب النجاح لها امام استمرار الضغط الجماهيري في الشارع الذي لم تنطل عليه الاعيب النظام.  
                        
ان  ماشهدته ساحة السودان مؤخراً باخراج البشير مع مجموعة من اركان النظام من مواقع المسؤولية في السلطة  مع كل الاجراءات التي اتخذت بحقهم من الاعتقال الى التحفظ والاحالة الى التقاعد ،فإنها وان كانت تندرج في الاطار الايجابي لوضع البلاد على سكة التغيير ،الا ان هذا الامر ليست نهاية المطاف بل نقطة الانطلاق لاعادة البناء السياسي وبما يلبي الحاجة الوطنية للاصلاح والتغيير وفق رؤية قوى الحرية والتغيير التي اكدت على ولوج مرحلة التغيير  ليس عبر اعادة انتاج سلطة لنفسها  تدار بواسطة منظومة عسكرية وامنية ، بل عبر ادارة سياسية مدنية تتولى تمرير المرحلة الانتقالية التي تؤمن الاسس الدستورية والمخرجات السياسية لنظام جديد تحكمه قواعد التعددية و الفصل بين السلطات وتداول السلطة وديموقراطية الحياة السياسية وحماية الحريات العامة واعادة هيكلة الوضع الاقتصادي وفق مقتضيات حاجات السوق الوطنيةومصالح الجماهير وتوفير شبكة امان اقتصادي واجتماعي ومعيشي للشرائح العظمى من الشعب.  
                         
 ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تكبر بجماهير السودان صبرها وصمودها وتضحياتها ،تتمنى لشعب السودان التوفيق في مايسعى اليه من تغيير  وطني ،ترى انه بالقدر الذي تبقى فيه قوى الحراك على مختلف طيفها السياسية والاجتماعي موحدة في موقفها وفي تقديم نفسها فريقاً واحداً في الاتفاق على مخرجات للحل السياسي ،بالقدر الذي تستطيع فيه ان تثبت وجودها كرقم سياسي صعب لايمكن لاحد ان يتجاوزه في انتاج حل سياسي للازمة  .   
     
ان القيادة القومية للحزب التي تؤكد على اهمية  موقع السودان في البنية القومية العربية باعتباره احدى بوابات الوطن العربي الى العمق الافريقي واحدى دول النيل ذي الاهمية القصوى بالنسبة للامن المائي العربي ترى ان استعادة السودان لدوره العربي الفاعل في خدمة قضايا الامة يتطلب ان يكون الحل السياسي لازمته السياسية  ،حلاً تصان في ظله المقومات الوطنية الاساسية وخاصة وحدة الارض والشعب والمؤسسات ، وهذا ماتطرحه قوى الحرية والتغيير والتي تنفتح على حوار ايجابي مع مؤسسة الجيش مع امل بان يمارس الجيش دوره في حماية الامن الوطني وحماية السلم الاهلي فيما تتولى ادارة الشأن السياسي قوى منبثقة من ارادة شعبية اثبتت مصداقيتها الوطنية وشرعية تمثيلها للشارع المنتفض.     
                                  
   ان القيادة القومية للحزب التي تحترم الخيارات السياسية لقوى الحرية والتغيير  تعتبر ان شعب السودان يستحق كل دعم واسناد من اشقائه  لتجاوز ازمته السياسية والاقتصادية وهذا الدعم يجب ان يكون في خدمة مشروع التغيير وليس لاجل تجميل النظام  لنفسه عبر اجراءات شكلية .     
     
 وفي السياق نفسه،فإن القيادة القومية للحزب والتي يبقى رهانها دائماُ على الجماهير،لإنجاز التحرير والتغيير وانهاء كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي،تحي انتفاضة  شعب الجزائر التي نزلت جماهيره إلى الميادين مطالبة بالتغيير وتداول السلطة وتمكين الشعب من إدارة شؤونه الوطنية سياسياُ واقتصادياً واجتماعياً عبر انتاج نظام سياسي جديد تحكم أداءه قواعد التعددية والديمقراطية وانهاء التأبيد والتوريث وكل أشكال الفساد السياسي والاداري والاقتصادي والحفاظ على انجازات الثورة التي تحققت بالتضحيات ويتلاحم الشعب مع قواته المسلحة التي كانت وستبقى ضمانة وطنية معقود عليها الأمل في حماية الأمن الوطني للجزائر والانخراط في معارك الأمة العربية التي تخوضها ضد كل من يهدد الأمن القومي العربي .

إن انتفاضة جماهير الجزائر  كما السودان التي أعادت الروح لنبض الشارع العربي هي علامة مضيئة في تاريخ هذا الأمة وعليه سيتم التأسيس لتكامل فعاليات النضال العربي خدمة لأهداف الأمة في التقدم والتحرر والوحدة والديمقراطية .

تحية لجماهير السودان والجزائر وقواهما الوطنية الحيّة وفي طليعتهم البعثيون الذين كما عهد الحزب بهم كانوا وسيبقون طليعة قوى المناضلة لأجل التغيير واقامة النظام الوطني الديمقراطي
وتحية لأفراد القوات المسلحة الذين عانقوا الجماهير في الميادين وأثبتوا من خلالها بأن الجيش بقاعدته العريضة هو دائماً في صف الشعب
تحية لشهداء لثورة السودان والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين ولإطلاق سراحهم من ضمن معطى الانفراج الذي أعقب اسقاط رأس النظام وزبانيته

الناطق الرسمي بإسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
د.أحمد الشوتري
في 24/4/2019


الاثنين، 22 أبريل 2019

آه يا زمن الداي والمروحة......بقلم الدكتور عبد الكاظم العبودي




آه يا زمن الداي والمروحة

خاطرة للدكتور عبد الكاظم العبودي

صورة حال اليوم في الجزائر ينقلها الفيسبوكيون بهواتفهم النقالة بمرح ومتعة وحبور، حيث تقف الجموع امام ابواب المحاكم ...وقفات جمهور مكتضة ببعض الاعلاميين وحتى توقف بعض الفضوليين وعابري السبيل وهي تتفرج على رجال فرنسا وعصبها المالية وبطانة عصابة الفساد . ها هم منذ يومين يمثلون فرادى امام لجان التحقيق في محكمة سيدي محمد وغيرها، هاهم قادمون أذلاء يواجهون مصيرهم بتهم الفساد وتبذير وتهريب المال العام.

اليوم وقد بدا للبعض كأنه استراحة محارب، ربما خال من مشاهد التظاهرات المليونية ، بدى كأنه استرخاء للشارع المنتفض، ما عدا تلك النقاط الساخنة التي يطارد بها ابناء الشعب الغلابى، وبمتعة التشفي وزراء حكومة نور الدين بدوي حيث يطاردهم ويطردهم الشعب حيثما يتوجهون ويخاطبهم الناس بصراخ الاحتجاجات، متهمين اينما حلوا وارتحلوا بهتاف ( كليتوا البلاد يا سراقين) ، يعاملهم الشعب كسراق للمال العام وطفيليات تعفن الفساد ، وحيثما توجهوا تغلق امامهم ابواب المؤسسات الحكومية ويطرد السكان والعمال بعضا من وجوه ادارات الفساد وبعض موظفي الحكومة واتباع النظام البوتفليقي ووزراءه؛ حيث طرد اليوم والي تلمسان من مقره، وهرب والي العاصمة زوخ مرعوبا امام احتجاجات اهالي حي القصبة العريق بالجزائر العاصمة، وهم يشيعون بسخط وتذمر واحتجاج ضحايا سقوط بنايات قديمة سقطت على ساكنيها في الحي التاريخي العتيق، وحيث تنتظر بيوتهم الآيلة على السقوط وعود الترميم منذ قرابة 50 سنة وقد اكلت الادارات الفاسدة المنتالية ميزانيات الاعمار والترميم الضخمة.

حادثة سقوط مسكن في حي القصبة راح ضحيتها اليوم خمسة شهداء، وعدد كبير من الجرحى من ساكني و فقراء الحي ، جاء الوالي زوخ بحراساته ليستطلع الحالة هناك، لكنه حوصر فهرب من المساءلة، ثم حوصر رئيس البلدية، حتى تمكن من الهرب هو الآخر، ملتحقا بسيده الوالي الذي نهب العاصمة مع شلة من بطانة الفساد.... زوخ.. سيذكره العاصميون طويلا وهو بهذه الصورة التي ستخلد في ذاكرتهم حيث، سجلت المشاهد المضحكة والمبكية لاعوان النظام تصويرا بالصوت والصورة وتم النقل الحي على المباشر ليراها الشعب الجزائري ويتابعها العالم.

ظلت فرنسا تنتظر التحرش بسفارتها ورموزها وتحلم ادارة قصر الاليزية باحلام وهمية مريضة مثل حادثة استعادة حكاية رمي الداي حسين بالمروحة بوجه قنصلها لتقرر حينها غزو الجزائر وتجهز جيوشها وتعبر باساطيلها لتحتل الجزائر في 5جويليه 1830. فرنسا الاستعمارية كأي استعمار غبي لا يتعلم دروس التاريخ وهي لازالت تمني نفسها بتحرش الحراك الشعبي المنضبط بسفارتها او دبلوماسييها ولو برمية حجر او ضربة عصا او هشة مروحة .

ورغم تدخلها المفضوح والمباشر بالشأن الجزائري ظل الجزائريون يعاملونها بلياقة جزائرية ودبلوماسية حضارية ذكية حتى ضاق صدرها وهي تتفرج على تساقط بيادقها واعوانها التي بسمرتهم بلوح وسفينة الجزائر على مدى 190 عاما ، وهاهم أمامها في مشهد درامي بات يؤرق رئاسة ماكرون. فعوض نقل الاحتجاجات نحو مقر السفارة الفرنسية باعالي حيدره؛ ولم يحدث ذلك.. حتى فقد السفير الفرنسي صبره، وهو من بادر بالاحتجاج، والخروج للمواجهة العلنية والتلويح الباطني بالتدخل .

توالي النكسات والصدمات والضربات المركزة يفقد فرنسا توازنها وسحبها لساحة الصراع المكشوف. ولكن قوانين الثورة السلمية، وانضباط الحراك العالي أجبر العالم وفي مقدمتهم فرنسا على الاقرار بسلمية التغيير، و ان المعركة تتم بنقلات حضارية محسوبة ليحرز الشعب الجزائري بها معركته النهائية

الان يبدأ الفرز الثوري.. الشعب والجيش والنخب الوطنية النزيهة تصطف وتتوحد ضد فرنسا، والجزائر تعرف كيف تقود مسيرتها وكنس طوابير فرنسا وكلابها..
والحراك يتفهم صيرورته ومساره وهدفه القريب والبعيد؛ فلا موقف وسط.. او محايد هنا عندما يتعلق الموقف بمصير واستقلال بلد المليون ونصف المليون شهيد.
وان غدا لناظره قريب.

أَلْحَملَة أَلْإِيِمَانِيَة ، دَلالاتٍ وَ مَعَانِي أ . د . أَبولهيب

أَلْحَملَة أَلْإِيِمَانِيَة ، دَلالاتٍ وَ مَعَانِي
أ . د . أَبولهيب

إِنَّ الحملة الايمانية تعتبر حدث تاريخي عظيم فى تاريخ العراق والامة العربية بأكملها ، كما انه تحول نوعي بين العلمانية والدين ، وأثبت الرفيق الشهيد صدام حسين بأن القرآن بحد ذاته أساس العلم ، ولا يوجد كتاب آخر مثله ، واشار الى قوله تعالى : قُلْ لَئِنْ أجْتَمَعَتِ أَلْإِنْسَ وَاَلْجنُّ عَلى أَنْ يَأتُنَ بِمِثْلِ هذا أَلْقُرْآنْ لا يَأتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرَا – سورة الاسراء آية ٨٨ ، لِأَنَّ القرآن نظم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ، ولم يبقى شيئاً فى حياة الفرد والمجتمع لم يعالجه ، لذلك أعتبر الرفيق الشهيد القرآن مصدر الحكم والقوانين ، كما أن من خلال الحملة الايمانية يستطيع الفرد أن يقوي العلاقة مع جميع ألاديان السماوية وكتبها لان جاء ذكره فى القرآن وأعتبر التعايش معهم حق طبيعي لجميع الاديان .                                                                                         
كما أن فكرة الحملة الايمانية لم تاتي إعتباطاً ، مثل ما تفكر بعض الاحزاب أو ألدول العنصرية أو طائفية والدول الغربية وأذيالهم من الخونة والمجرمين ، بل أتت هذه الفكرة من روح الامة العربية الاصيلة منبعثة من أصل الرسالة الخالدة التي رفعها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تاسيسها ولحد الان ، لان شعار الحزب هو ( أُمَةٌ عَرَبِيَةٌ وَاحِدَة .... ذَاتُ رِسَالَة خَالِدَة ) إِنَّ أتيان فكرة الحملة الايمانية جاءت من هذا الشعار مستنداً على قوله تعالى : إِنَّ هذِهِ أُمَتَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ – سورة الةانبياء ، آية ٩٢ ، كما جاءت فى سورة أُخرى : وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتَكُمْ أُمَةً وَاحِدَةً وأَنَا رَبُكُم فأتَقُونْ -  سورة المؤمنون – آية ٥٢ ، بما أن فكرة البعث بالاساس جاءت من القرآن الكريم وهي الرسالة الخالدة ، وهنا الرسالة الخالدة تعني بالقرآن الكريم .                                                                         
وبما ان الامة العربية أمة اصيلة ، و وطنهم مهد الحضارات الانسانية ، وإن جميع الاديان السماوية جاءت منها وهو كذلك مهد الانبياء ، مستنداً على قوله تعالى : كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله – سورة آل عمران – آية ١١٠ ، كل ذلك أدى الى تبلور فكرة الحملة الايمانية بغض النظرعن علمانية فكرة البعث ، وأعلنت رسمياً فى منتصف شهر حزيران ١٩٩٣م

وكلف الرفيق المناضل شيخ المجاهدين الرفيق عزة ابراهيم بالاشراف على ذلك المشروع العظيم ، إنه آن ذاك نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ، علماً بأن قبل اعلان الحملة كتب الرفيق الشهيد عبارة الله اكبر على علم العراقي فى ٢٢ / كانون الثاني / ١٩٩١ ، وأصبح هذا تمهيداً لإِعلان الحملة الايمانية عام ١٩٩٣م .   علماً بان هذه الحملة سببت ضغوطاً كبيرة على الرفيق الشهيد صدام حسين داخلياً وخارجياً ، ولكن بفضل الارادة القوية والحكمة وحنكة القيادة إستطاعوا ان يتغلبون على جميع العقبات وتنفيذ الحملة بصورة جيدة ، وكانت الاستجابة من قبل أبناء الشعب العراقي الغيارى والامة العربية استجابة ايجابية ، رغم اطلاق كثير من الاشاعات مغرضة لفشلها ولكن دون جدوى وإن كل تلك المحاولات ضربت  عرض الحائط .                                                                                
أن الرفيق الشهيد صدام حسين – رحمه الله – أدرك متأخراً أهمية ألعقيدة الاسلامية كعنصر توحيد ومواجهة للمشروعين الامريكي والصهيوني ، لذلك أُطلِقَ  الحملة الايمانية فى أواخر أيامه وكتب عبارة الله اكبر على العلم العراقي بدمه ، وأسس لمقاومة عربية واسلامية شرسة فى مواجهة الاحتلال الامريكي ومخططاته ومن يتعاونون معها .                                                                                
وهنا برز دور الايمان فى تقوية أواصر الصلة لمبادئ البعث ، لان المبادئ بدون ايمان لايعني شيئاً ، وإذا نتصفح التاريخ نرى صفحات مشرقة للاسلام ، فكانت الفتوحات الاسلامية للشعوب الاخرى هي عبارة عن بداية مرحلة جديدة فى البناء الفكري الحضاري الشمولي ، والحقيقة هو ان الفتوحات كانت تستمد قوتها ليس من القوة العسكرية التي اصبحت عليها الدولة العربية الاسلامية فى حينها ، وانما كانت الفتوحات تستمد قوتها من القوة الاعتقادية ( الايمان بمشروعية دين الاسلام ) التي كان يتمتع بها العرب المسلمين والتي استطاعت ان تحقق النصر على اعتقادات الاسطورة والخرافة والتخلف التي كانت تنبني عليها عقلية الشعوب الاخرى ، حيث أدت تلك القوة الاعتقادية ( الايمان ) الى عجز الحكام عن مجابهتها لافتقادهم لقوة الايمان تضاهيها ، بينما استجابت الشعوب الاخرى الى صدقيتها وانخرطوا الى دين الاسلام وتبنيهم لمبادئه  حيث كانت تلك الامم تفتقد الى الاهلية فى تحمل مسؤولية الرسالات السماوية  والتي تفردت بها الامة العربية دون غيرها ، وهو ما أكدته الحقيقة التاريخية حيث كانت الارض العربية مهبط لكل الرسالات السماوية التي تعتنقها أغلب شعوب العالم اليوم .                                                                                  
لذلك فكر الرفيق الشهيد صدام حسين والقيادة السياسية لحزب البعث العربي الاشتراكي بضرورة المزاوجة بين قوة الفكر ومنطق القوة وهي معادلة قدمها فكر البعث فى نظرية عربية ثورية تجاوزت الصراع الديني بين الشعوب الى النضال من أجل التحرر من الاستعمار والهيمنة والاستغلال واحترام الامم والشعوب الاخرى والتعامل معها على اساس الاحترام المتبادل ، لذلك انطلق البعث فى هذه النظرة الفكرية الناضجة من قناعة مبدئية . لذلك أعلنت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي فى العراق عن الحملة الايمانية                                             
إِنَّ الدلالات والدواعي كلها تؤشر على أن الحملة الايمانية من ارض العراق هو لكونه الموطن الاول لاب الانبياء ( إبراهيم الخليل ) الذي ولد فى مدينة أُور احد مدن العراق القديم ، وعليه فإن العراق له الشرعية التاريخية لقيادة كل الاديان فى العالم ، كما ان هذا تأكيداً لموقف حزب البعث العربي الاشتراكي من المسألة الدينية بأعتباره حزباً علمانياً مؤمناً وليس ملحداً كما يظن أعداء الحزب والامة العربية . 

دلالة أخرى هي بأن مفهوم الايمان فى فكر حزب البعث العربي الاشتراكي يتجاوز الحالة الطائفية فى الامة ، لان الايمان بالله لايقتصر على المسلمين فقط من أبناء الامة العربية بل يشمل كل ابناء الامة العربية مهما كانت اعتقاداتهم بالرسالات السماوية .                                                                         
إن قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي أدرك منذ تاسيسه بان هناك قصور من قِبَلْ بعض من الحكام العرب ، وأمام هذا القصور فى الاداء السياسي والنضالي كان لابد لقيادة حزب البعث ان تنتخي لتطلعات الامة العربية فى التحرر والانعتاق والنهوض .                                                                                     
عند اعلان الحملة الايمانية احتوى الحزب الظاهرة الطائفية ، وتساوى فيها كل الطوائف المؤمنة بالله مع احترام كل الاعتقادات الدينية ، كما اعلن حزب البعث على مبداء تعزيز ايمان الفرد بالقيم النبيلة التي تقوم عليها الديانات الاخرى ، إن بروز حركات دينية مختلفة فى العالم نتيجة تطور المجتمعات البشرية ادى الى اعادة نظر حزب البعث بموضوع انقاذ الامة العربية من خطر الحركات الدينية السلفية التي برزت بين شعوب العالم ، لذلك سعى حزب البعث الى اعلان الحملة الايمانية والتي رَأَتْ فيها كل تلك الحركات خطراً حقيقياً تهددها الحركات السلفية الاخرى ، كما ان انطلاق الحملة الايمانية انطلاق لنمط قيادي فقهي جديد يمتلك الاهلية الفقهية والعلمية والاخلاقية ، لتلك الحملة الايمانية ليس تكتيكاً مرحلياً بالنسبة لحزب البعث ، بل كان استراتيجا وتحولاً نوعياً فى حياة الحزب ، وبهذا استطاعت قيادة الحزب أن توازن بين العلم والدين ، الذي يقوى إيمان المنتمين الى حزب البعث حسب الظرف الذي يمر به ، لان إيمان أحد مرتكزات الاساسية لمبادئ حزب البعث ، وبهذا اصبح حزباً متكاملاً نظرياً وعملياً أمام الامة العربية فى تحمل كافة المسؤليات التي تقع على عاتقه لانقاذ الامة العربية من مخلفات العهود السابقة والحكم الاستعمارى ، وكانت مادة دسمة لتثقيف أبناء الامة بجميع اديانه واعتقاداته ، كما انه دفعة كبيرة لتقوية الايمان لدى الفرد والجماعة ، واعطاء مفاهيم جديدة لهم وانقاذهم من الخرافات السابقة التي كانوا ينشرونها أعداء الامة العربية والاسلام ، وبهذا بداء عصر جديد ومشرق لحزب البعث العربي الاشتراكي ، وكان لامعاً بين جميع الاحزاب العاملة فى الوطن العربي ، ويبقى هذا الحزب العملاق قوة للاجيال القادمة كما كانت قوية ، بفضل الله وقيادته الحكيمة الى تحقيق النصر النهائي وتطهير العراق والامة العربية من رجس الاستعمار والمحتلين واذيالهم الخائبين .                                                   






                                                         

كل الإمكانيات لدينا ولكن تنقصنا الوحدة.... بقلم الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي ..الامين العام للجبهة الوطنية العراقية


كل الإمكانيات لدينا ولكن تنقصنا الوحدة


ا.د. عبد الكاظم العبودي
الأمين العام للجبهة الوطنية العراقية
مرت قبل ايام ذكرى الغزو والاحتلال البغيض للعراق في التاسع من افريل/نيسان 2003 والعراقيون يواجهون على مدى 16 عاما ظروف المأساة الوطنية القاسية ويخضعون الى مرارة المأزق التاريخي ببقاء وطنهم تحت احتلالين أجنبيين، مركبين ومعقدين، احدهما بات احتلالا استيطانيا يتغذى من غ وأحقاد الماضي، وتتعقد وشائج مصالحهما بما يرتبطان به من نفوذ وتحالفات قوى محلية وإقليمية ودولية وما بينهما أيضا من صراعاتها البينية ، وكلها أمور باتت معروفة ومفروزة وواضحة لكل عراقي وعراقية.
وفي الوقت الذي تحركت به شعوب عربية، مشهود لمواطنيها بالنهوض والتحدي الثوري، كلما تعرضت بلدانهم إلى الأخطار الداخلية والخارجية، ولنا بما نشاهده ونتابعه يوميا من ساحات الجزائر والسودان أمثلة ساطعة ونيرة، تؤكد على قدرة هذه الشعوب ووعي جماهيرها وقدرتها على الانتفاضة والثورة، رغم أنها جماهير عزلاء من السلاح، فازداد بزخمها عنفوان الانتفاضات الشعبية في الجزائر والسودان، واستمدت من طابعها السلمي قوة تضاف الى قوى الشعوب الحرة، وها هي تجرب أسلوب كفاح جديد، بما يسمى تنظيم الانتفاضات السلمية، كاسبة احترام وتقدير كل العالم ، ضامة إلى صفوفها الأحرار والشرفاء الوطنيين من أبناء شعوبها، وهما تجربتان عربيتان رائدتان سائرتان نحو تحقيق الانتصار المنشود والحتمي.
إن سر الانتصار في كل قضية تحررية عادلة هو توفر عامل الوحدة الوطنية أولا، وتوفر الأدوات والطلائع الثورية المؤمنة حقا بالتغيير، وقيادات غير القابلة للابتزاز أو إلى الإلحاق السياسي غير الوطني، خاصة في الساعات والمنعطفات الحرجة حينما تحين ساعة الاختمار الثوري الحقيقية والتقاط القيادة التاريخية لقرار التحرك من دون تردد أو تأجيل.
أمامنا تجربة تجمع المهنيين في السودانيين وخلفه ثقل ومعارك الحركة الوطنية السودانية الحرة، وأمامنا تجربة لجان وإطارات الحراك الشعبي في الجزائر، وخلفها دروس الحركة الوطنية الجزائرية عبر 132 من سنوات الاحتلال الفرنسي وتراث ثورة نوفمبر 1954،  هناك تتجسد تجليات العمل الثوري الصبور،.
أشقاؤنا الجزائريون والسودانيون يقدمان تجربة فريدة وجديدة ورائدة لتحرير الإرادة الشعبية والتقدم بثقة نحو فرض التغيير المطلوب انجازه ، بأقل الخسائر وبأقصر الأوقات وبعظيم التضحيات . ما أحوجنا، كحركة وطنية عراقية، سليلة تراث وتاريخ مجيد لشعب العراق إلى مراجعة دروس ماضينا وحاضرنا الأقرب، وحاضر إخوتنا العرب في الجزائر والسودان.
إن الانتصار على عوامل الخوف والتردد، وتجاوز حالات الإحباط والنكوص هي الخطوة الأولى التي يجب ان تتقدم بالوعي والإدراك للأخطار التي تحيط بوطننا وشعبنا وامتنا.
كل العوامل للانطلاق متوفرة، ولكن تعوزها حالة وحدة قيادة لعراق التغيير، ولطالما أن وحدة الشعب العراقي بدأت تسترجع عافيتها تدريجيا على مستوى استعادة الوعي الجماهيري والخروج من التيه والفرقة الطائفية، ووصول هذا الوعي إلى قواعد التنظيمات الوطنية والشعبية المؤمنة بوحدة التراب العراق وهدف تحريره، مهما تغولت أمامها قوى الانفصال والتقسيم والفدرلة وتخريفات الطائفية المقيتة وحواجز الجهوية المرفوضة التي تمترس في خنادقها عملاء الاحتلال وخدام التبعية للأجنبي.
ويتجلى وعي عراقي جديد لدى أجيال عراقية جديدة، ستتجاوز كل العثرات ، وستكون بعيدة عن عقليات الذوات المريضة المتمسكة بالأنا الفارغة وبحب الظهور والتمسك بالمواقع والزعامات السياسية، وخاصة تلك المرتهنة الإرادة لدى هذا الطرف أو ذاك.
ولطالما ان وحدة العراق واسترجاعه، دولة ومجتمعا، إلى شعبه وأمته بات مطلبا، لا يعفى من واجبه أحد، وهو فرض وواجب وطني غير قابل للمساومة أو التأجيل، وهو الأساس في كل عمل جماهيري وتعبوي، يحتاج إلى رجال وطنيين، والى مبادرات مخلصة وكفاءة والى حوار وطني شامل وحلول سريعة مؤمنة بقدرات الشعب العراقي على انجاز ذلك التغيير المطلوب.
وهي معركة قيم ومثل وإخلاص، يجب أن يكرس لها جهد استثنائي يضخ إلى مفاصل وخطوات العمل الوطني العراقي بكل إبعاده وهياكله وتنظيماته المتنافرة وحتى المتقاربة، ويجب ان يتم ذلك بلا تراجع وبلا مساومات فئوية ؛ فالعملية السياسية التي فرضها الاحتلالين الإيراني والأمريكي معا دمرت العراق وحولته إلى ركام من المآسي، والعملية السياسية سقطت نهائيا في وحول الفساد والخراب الذاتي والدمار الشامل للبلاد، ولم يعد ينفعها اتكاءها على دعم الخارج، إيرانيا وأمريكيا وحتى عربيا ، فهي نتاج عملية احتلالية مخابراتية تجسسية، فاقدة لكل قيم الإنسان والحرية والكرامة والحياة. ولا إيران ولا أمريكا قادرتان بعد اليوم على فرض هذه العملية السياسية العرجاء وما أفرزته من تشكيلات وعصب إجرامية فاسدة، تمثلت في حكومات وأحزاب طارئة وهزيلة، تحكمها مجموعات مافيوية إجرامية، واجهتها أحزاب الإسلام السياسي وخلفه إدارة إيران الصفوية، وتسيرها مليشيات وأجهزة قمع عميلة، لا صلة لها بتراب العراق ولا تاريخه ولا حتى مستقبله.
ولا عذر لوطني العراق ومناضليه ورجال تحريره في تأجيل مواعيد التغيير الجذري المطلوب، انطلاقا من فهم ومراجعة ذاتية لكل فصيل، وعلى مستوى وطنية شاملة، واستخلاص كل دروس الماضي القريب والبعيد، بكل النكبات والعثرات التي آلت إلى تقسيم وحدة الصف العراقي، لفرض حالة التشرذم وضياع الوطن وارتهانه بيد أعداء الشعب العراقي والأمة العربية.
ولا بد من استعمال وشحذ كل وسائل النضال الوطني والتعبئة، دون تجاوز أية قدرة عراقية مخلصة لتراب العراق، داخل الوطن وخارجه، أية قدرة وطاقة عراقية تكون مستعدة للتضحية والعطاء من اجل استرجاع العراق، والكفاح من اجل تحريره، بروح من التألق والتمايز واليقظة . حاجتنا ماسة وضرورية إلى إي جهد فكري وتعبوي ومالي عراقي تتزايد. نحتاج ساعد وقلم وفكر كل عراقي وعراقية، لنعمل معا، كل حسب موقعه وحسب طاقته، بتفان يرتقي إلى ما نشاهده اليوم لدى أشقائنا الإبطال في جماهير وشباب الجزائر والسودان وغيرهم من الساحات.
الايجابية والتفاؤل والثقة بالنفس هي عناصر الإرادة الوطنية المطلوبة، وتلك الايجابية والإيمان بحق تقرير المصير سمة الشعوب الحية ورجالها القادة المؤمنين بالانتصار، وكما يقال في التراث الثوري: انه عندما تنحني الدروب وتنعطف لها ساعات الزمن الحرج والموحش وتدلهم الظلمات تنطلق الخيول الأصيلة ويأتي الفرسان الحقيقيون، كلما التف مسار الطريق الصعب نحو المجهول في هذا المنعرج أو ذاك.
لا توجد انتفاضة أو ثورة في التاريخ بلا عمل صبور وجاد ومستمر، وكلها تحتمل الهفوات والأخطاء، في كل محطة ومنعطف، وطالما هناك عمل؛ هناك اجتهادات ، كما هناك أخطاء؛ والقادة المتميزون وقواعدهم بشر خطاءون ، تغتفر لهم الأخطاء، إذا ما سلمت النية منهم وكان عملهم لمرضاة لله وللوطن، وستصحح المسارات الوطنية، مهما تباعدت الخطى وتقاطعت بعض الخطوط وسنلتقي على عتبة فتوح الوطن وانتصاره الموعود.
علينا تجاوز خط الشروع بثقة وبسرعة، وبذلك يتم تجاوز حالة الإحباط في بعض مساراتنا الوطنية، وعلينا التطلع من جديد لنصر وطني مرتقب، وبعد تلك التجارب المرة والقاسية، آخرها كان الغزو والاحتلال لبلادنا 2003 وتسلط أجواء الحرب الأهلية وما طبقه الاحتلالين من سياسات " فرق تسد"  وبعد تسليم بلادنا بيد وحوش الدواعش والمواعش، مكتوب علينا أن نتصارح ونتصالح ونتوافق ونتسامح  ونتحد أيضا ونتقدم بشجاعة، ونترك للأجيال القادمة تقييم وإنصاف ونقد مسارات كل منا.
أمامنا أجيال من الشباب المستعد بإقدام للتضحية ولتنفيذ ما يوكل له من مهام، مهما كانت صعبة ومستحيلة. وإمامنا تجارب وخطوات شعوب عربية تحقق انجازاتها بوضح النهار وهي التي تعلمت، وتعلمنا أيضا: إن طريق المجد والنصر يبدأ بوحدة المسار الوطني وتوفر القيادة الوطنية الموحدة .
لقد تعلمت شعوب امتنا والعالم المتحررة:  إن أعظم المنتصرين والأبطال في معارك الحرية والتاريخ هم أؤلئك الرجال الأشداء المتعلمين من دروس الخطأ والصواب المتعلمين في مدارس وتجارب النضال الوطني؛ فلا مسار وطني ناجع يتم بدون عثرات وأخطاء، وحتى توقف أحيانا، ولم يكن النصر إلا حليف الإرادة الوطنية الواعية الرافضة للتوقف عند منتصف الطريق. فلنتجاوز أخطاءنا بسرعة وبادراك ووعي، ولنسر معا نحو دروب حرية العراق؛ فالطريق إلى بغداد الرشيد وبقية مدننا المحتلة سيبقى الطريق الرمز للكرامة وهي طريق واسعة وتتسع للجميع.
علينا صياغة الخطاب الوطني بدقة ووضوح وتشذيبه من روح الفئوية والانا المفرطة بحب الذات والزعامة الفردية .علينا أن نتعلم كيفية مخاطبة شعبنا وامتنا وشعوب ومجتمعات أخرى أيضا.

وان غدا لناظره قريب
22 نيسان 2019


الأحد، 21 أبريل 2019

حزب البعث العربي الاشتراكي- مكتب الثقافة والاعلام القومي - دلالات ومعاني الدّعوة لتذكّر إنجازات المقاومة العراقيّة الباسلة


        حزب البعث العربي الاشتراكي                             امة عربية واحدة
  القيــــادة القوميــــــــة                                                 ذات رسالة خالدة 
          مكتب الثقافة والاعلام القومي

إشراقات نيّرة
        من خطاب الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
        عزة إبراهيم حفظه الله ورعاه 


 











     (2)

   دلالات ومعاني الدّعوة لتذكّر إنجازات المقاومة العراقيّة الباسلة

ابو همام

نستذكر هذه الأيّام، الجريمة البربريّة الكبرى التي ارتكبتها الولايات المتّحدة الأمريكيّة وحلفائها بحقّ العراق والأمّة العربية وذلك بغزو بلاد ما بين النّهرين وتدميرها وتخريبها والعبث بها أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارات، حتى اصبح تاريخ 9 نيسان 2003 تاريخا مفصليّا لا على صعيد العراق والوطن العربي فحسب، بل وعلى مستوى العالم بأسره، وذلك بالنّظر لارتداداته وانعكاساته الكارثيّة المعقّدة على جميع المستويات.

ففي ذلك اليوم، أٌريد للانسانية ان تسقط في غيابات التّردّي الشّامل والصّدمة المروّعة بالتّجرّد من أيّ وازع أخلاقيّ وببلوغ التّسلّط والتّجبّر والبطش منتهاه، حيث تم ضرب كل القوانين والشّرائع والمواثيق السماويّة والوضعيّة ، وسط ذهول العالم وعجز أحراره عن التّصدّي لفصول واحدة من أكبر الجرائم التي شهدتها البشرية.

لقد تعرض العراق في ظلّ انصياع المجتمع الدّوليّ الرّسميّ في سواده الأعظم لإعلان أمريكا تفرّدها بالعالم وتبشيرها بعصر القطب الواحد، لحرب كونيّة مروّعة ارتكبت فيها ابشع المجازر واستخدمت فيها أشدّ الأسلحة فتكاً وأكثرها تطوّرا، وتكالبت عليه الدّول والجيوش والأجهزة تكالباً محموماً فحوّلته إلى مسرح ملتهب تأكل ناره الأخضر واليابس، فلم يسلم منها بشر ولا شجر ولا حجر.

لقد فتحت أبواب جهنّم على العراق، وضاقت سماؤه بالطّائرات النّفّاثة وبالقاذفات الاستراتيجيّة، ودٌكّت أرضه دكّا بالصّواريخ والقنابل، ونٌكِّل بمهد الحضارات، فانتٌهِكت المحرّمات كافة، وقٌتّل الشّيوخ والرضع والأطفال والنّساء، وامتلأت المعتقلات برجال العراق وحرائره، وعمّت الفوضى العارمة، ونٌهِبت الآثار والثّروات واستبيحت المقدّرات، وشٌرِّعت أبواب المؤسّسات مفتوحة أمام اللّصوص وشذّاذ الآفاق والمجرمين. ورغم قوة المنابر الدّعائيّة والوسائل الإعلاميّة العملاقة التي جٌنِّدت لتثبيت أكاذيب المعتدين حتّى يسلّم الرّأي العامّ بها كحقائق راسخة، إلا أن بطلان  تلك الأكاذيب والحجج للهجوم على العراق وافتضاحها المدوي كان أقوى منها جميعاً.

ورغم فظاعة تلك الجرائم وهول الأكاذيب، ورغم بحار الدّماء التي أٌرِيقت، ورغم اختلال موازين القوى الهائل، فإنّ العراق وشعبه وقواه الوطنية وعلى رأسها حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ فاجأ العالم فأبلى بلاء فاق كلّ التّصوّرات، وسطّر دروسا في الصّمود والتّحدّي والثّبات لا نظير لها في التّاريخ المعاصر، حيث اندلعت شرارة المقاومة مباشرة وبالتّزامن مع اليوم الأوّل للغزو، فقاد الفرسان منازلة شاملة دوّخت الأعداء ونقلت إليهم ما أعدّوه من صدمات وترويع، فتناثرت أشلاء الغزاة وأٌحْرِقت معدّاتهم ومٌزِّقوا شرّ ممزّق.

ومن هنا فقد دعا الرّفيق القائد الأمين العامّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ عزّة إبراهيم في خطابه بمناسبة الذّكرى 72 لتأسيس الحزب إلى تذكّر إنجازات المقاومة العراقيّة الباسلة. قائلاً:

((تذكّروا دائماً ملحمة التّصدّي للغزو الامبرياليّ الصّهيونيّ الفارسيّ في العراق، تذكّروا ولا تنسوا كيف تطاول شعب العراق العظيم بمقاومته الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة الأسطورة وفي طليعتها البعث على أقوى وأكبر جيوش العالم وأكثرها تطوّراً في أساليب القتل والتّدمير.. لا تنسوا أبداً أنّ المقاومة العراقيّة الباسلة قتلت خمسة وسبعين ألف أمريكيّ غازي للعراق، لا تنسوا أبداً هزيمة الجيوش الغازية وعلى رأسها الجيش الأقوى في العالم، لا تنسوا أبداً الخسائر الاقتصاديّة الهائلة التي كادت تطيح باقتصاد أمريكا والعالم التي تكبّدها الغزاة، ولا تجعلوا الإعلام المعادي يُغطّي هذه الحقيقة أو يٌضبّب عليها ويقلّل من أهميّتها)).

فما هو مغزى تلك الدعوة وما هي دلالاتها؟.

انه من اولى تلك الدلالات هي قدرة البعث والقوى الوطنية العراقية على مقاومة المحن رغم شدة الإستهداف ،مما يزيد من ثقة الأجيال العربية الصاعدة بنفسها وبقدرتها على مواصلة نضالها مهما بلغت شدّة التحديات التي تواجهها. إذ لم يَحُلْ ما خٌصّت به قيادة المقاومة وعقولها المفكّرة وسواعدها الضّاربة من اجتثاث وملاحقات واغتيالات واعتقالات ومصادرة أرزاق وحلّ الجيش العراقيّ الوطني، دون تصاعد فعلها البطولي ذاك. وظلّ ثبات العراق ونخبه الرّساليّة المجاهدة أقوى من الهجمة البربرية العارمة، كما ظلّ إيمان العراق وفرسانه الغٌرّ الميامين بربّهم وبوطنهم وبأمّتهم وبعدالة قضيّتهم أصلب من أن يفتّ فيه احتدام المعركة واشتداد أوراها، فواصلوا اندفاعهم لملاحقة الغزاة، وعضّوا على عراقهم العربيّ الواحد بالنّواجذ، تحميهم صلاة ودعاء أمتهم العربية من المحيط إلى الخليج، إلى أن منّ الله عليهم بالنّصر المؤزّر بإعلان أمريكا عن فرارها من المستنقع العراقيّ بفعل خسائرها الفادحة في كل شئ. فحافظت المقاومة العراقيّة، فعلا ميدانيّا ومشروعا سياسيّا وتحرّريا قوميّا وإنسانيّا، على تصديها واستباقها لمؤامرات الغزاة وقبرها في مهدها، ولعلّ فشل تقسيم العراق لليوم وهو هدف الغزو الأعظم، أكبر دليل على ذلك.

ومن دلالات انتصار المقاومة الباسلة هو قدرتها الإستباقية على المواجهة لأكثر من عدو و في اكثر من محور.  فرغم المواجهة المباشرة للمقاومة العراقية للقوات الغازية، إلا أنها لم تغفل عن المخطّط الجهنّميّ البديل عن الاحتلال الأمريكيّ ، والذي تمثّل بالاحتلال الإيرانيّ بالوكالة عن أسيادهم الأمريكان والصهاينة، فشرعت بفضح  هذا المشروع ومحاربته، وتصدّت له بمختلف الوسائل. فعرّى البعث مخطّطات الفرس وسياساتهم في العراق، كما فضح مخطّط التّمدّد الإيرانيّ الفارسيّ التّوسّعيّ على حساب الوطن العربيّ وأقطار الأمة برمتها.

فقاوم البعث منبهاً العرب جميعاً إلى ذلك المشروع المتمثل بافتعال وتأجيج صراع طائفيّ وعرقي مقيت وإغراق العراق في أتونه، وعرّى ممارساتها الإجراميّة لتفريس العراق عبر تشريد أهله واستبدالهم بوافدين مستوطنين من فرس وأفغان وباكستانيّين وغيرهم، في إطار التّغيير الدّيموغرافيّ الذي تسابق طهران فيه الزّمن من أجل إنجاحه لاجتثاث العروبة وأهلها في العراق، ثم الانتقال بعد ذلك لتطبيقه في بقيّة الأقطار وفي مقدمتها سوريا ولبنان واليمن كما الأحواز العربيّة من قبل. كل ذلك إضافة إلى مساعيها المحمومة لخلخلة الأمن في الخليج العربيّ و التّوغّل النّاعم في أقطار الأمّة العربيّة في شطرها الإفريقيّ.

 وكل ذلك إنما يأتي تنفيذا لما يسمى بالشرق الأوسط الجديد الذي يمهد لتأسيس "إسرائيل الكبرى"، حيث تتصاعد السّياسات الصّهيونيّة العاملة على تصفية قضيّة فلسطين العربية وتقابلها هرولة النّظام الرّسميّ العربيّ للتطبيع والتّعامل مع العدوّ الصّهيونيّ. مما يجسد التّحالف الاستراتيجيّ الوثيق بين إيران والولايات المتّحدة الأمريكيّة والصّهيونيّة العالميّة وكيانها الغاصب ، والذي لا يمكن للجعجعات الإعلاميّة والشّعارات الاستهلاكيّة التي تطلقها إيران وميليشيّاتها وأذرعها الطّائفيّة الإرهابيّة أن تفنّده أو تخفيه.

واليوم فإنّه لا مجال للقفز على حقيقة محوريّة مفادها أنّه لولا نهوض البعث بدوره التاريخي ضد هذا المشروع التوسعي الجهنمي، وصمود مقاومة العراق بوجه أعتى استهداف على مرّ التّاريخ، لاجتٌثَّت العروبة اجتثاثا فعليّا ولشٌرِّد العرب وتناثرتهم رياح الفناء ولا ريب.

ومن دلالات انتصار المقاومة العراقية هو ان حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ قد برهن بصموده هذا على أنّه حزب الأمّة برمتها، وأنّه الأكثر التصاقا بقضاياها، حيث تقدّم ببسالة نادرة وبفروسيّة فريدة وبرصيد هائل من الإيمان بالله والوطن كرّارا مقداما غير هيّاب، وثبت رغم الرّدى واشتداد المحنة، ورابط في سوح الجهاد، وظلّ ممتشقا بنادقه، مستقلاّ خنادقه، مقدّما بذلك أغلى التّضحيات. فقدّم البعث ما أعجز الأعداء وأذهل المشكّكين والمتخرّصين وفنّد ادّعاءاتهم. فرغم اغتيال نصف القيادة وأسر بقيّتها وملاحقتها والتّنكيل بكلّ مناضليه ومصادرة ممتلكاتهم وقطع أرزاقهم، ورغم الاجتثاث والاستهداف المستمر، فلم يتأخّر عن البذل والعطاء حتى وصل عدد شهدائه حوالي 170 ألف بعثيّ. ولم يتخلّ عن مبادئه وسط هذا اليمّ المظلم من الأهوال والأخطار، وحافظ على استعداد أسطوري للدّفاع عن الأمّة وعن حقوقها، فسفّه بذلك تقوّلات مناوئيه وأكاذيبهم في التّبشير بانتهاء البعث بانتهاء حكمه معتبرين أنه حزب سلطة، وفاتهم أنّ البعث وقيادته المجاهدة ركلت السّلطة وزهدت بها وأن السلطة لم تكن تمثل لها يوما إلا منصّة للنّضال القوميّ في سبيل تحقيق النهوض الحضاري للأمّة واسترجاع حقوقها كاملة غير منقوصة.

فانتزع البعث بصموده اعتراف السّبق والرّيادة من أعتى أعداء الأمّة وفرض احترامهم له وانبهارهم بأصالته وبنظافة يد رجالاته وبإقرارهم أنّ غزو العراق واستهداف نظامه الوطنيّ جريمة كبرى لا تغتفر، وأنها خطأ استراتيجيّ فادح.
ورغم أنّ حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ هو حزب مقاوم منذ نشأته الأولى، إلا أنّ من دلالات انتصار مقاومته هو انه أضاف أبعاداً وقيماً لم تهتد إليها مقاومة أخرى قبله، ذلك أنّ المقاومة معه تحدّت المستحيل، وقارعت عتاة الجيوش العالميّة وأقواها بترساناتها العسكريّة وأسلحتها شديدة التّطوّر والفتك والتّدمير، وتصدّت لتحالف كونيّ لم يجيّش في الحروب السّابقة على مرّ التّاريخ، وناطحتهم وناظرتهم رغم الاختلال الهائل في موازين القوى وعلى جميع المستويات، كل ذلك في ظروف بالغة التّعقيد في ظل غياب أي إسناد دولي وما ترتب عن ذلك من فٌرِض العزلة التامة على المقاومة واستهدافها ومحاولة تشويهها. لذلك جاء توجيه الرفيق الأمين العام، بتذكر إنجازات المقاومة حتّى لا تٌحال إلى رفوف النّسيان، ولكي لا يتجاوزها المتجاوزون من الذين يتعمّدون تهميشها وحتّى إنكارها، ويوغلون في التّعتيم عليها.

ففي الدّعوة لتذكّر الفعل المقاوم في العراق، تسليط الضوء على استحقاق بعثيّ لا ريب فيه ولا مجال للانتقاص منه، وهو استحقاق أبطال المقاومة العراقيّة الباسلة، و فرسانها الأشاوس، كما أنّه استحقاق لأحرار العراق النّشامى وماجداته المجاهدات.

وتحمل الدّعوة لتذكّر منجزات المقاومة العراقيّة رسالة اعتراف وتبجيل لكلّ من انخرط فيها مهما كان حجم مساهمته. وقبل كل شئ هي رسالة اعتزاز وتقدير مفعم بالاحترام والوفاء والحبّ لشعب العراق ولأصالته ووطنيّته وقوميّته العصيّة على التّشكيك، لأنه ذلك الشعب الذي احتضن المقاومة وساندها ومدّها بالرّجال والسّلاح والمال، فكان ظهيرها الأقوى ودرعها الواقي وحصنها الحصين.

ومن استذكار إنجازات المقاومة نستلهم قدرة الطلائع العربية على مواجهة التعتيم والحرب النفسية بروح الأيمان الذي لا ينضب . فمن الحقائق الراسخة هو ان المقاومة تعرضت و لا تزال تتعرض إلى اليوم للتّغييب المتعمد، ويمارس ضدّها حصار مطبق من الأعداء والأشقّاء معاً، ولم تحظ لليوم بالقدر الكافي من الاهتمام، ولا بالدّراسة الموضوعيّة المنصفة المتوافقة مع عطائها وفعلها وملاحمها الأسطوريّة ، ومع ذلك لم يفتّ ذلك في عضدها . لذلك، جدّد الرّفيق الأمين العامّ لحزب البعث العربيّ الاشتراكيّ الاسترشاد بالأرقام، حتّى يدرك العراقيّون والعرب جميعهم ومعهم الرّأي العامّ الدوّليّ، ما حصدته المقاومة العراقيّة من نجاحات مذهلة.

وإن من دلالات انتصار المقاومة العراقية هو رسوخ العروبة كواقع حيّ نعيشه، وهوية متجذّرة ،وممارسة فعّالة . فقد أماطت اللّثام عن إبداع العقل العربيّ وقدرة السّواعد العربيّة على دحض الأكاذيب التي يدّعي فيها مروّجوها بأنّ نجم العروبة قد أفل، وأنّ أهلها عاجزون عن قلب ظهر المجنّ وتغيير واقعهم وانتزاع حقوقهم. لذا فإنّ التّذكير بانتصارات تلك المقاومة يجسد مٌنجزا عراقيّا عربيّا قوميّا يرقى بجدارة ليكون منجز القرن ولا ريب، وسِمَة الألفيّة الثّالثة بدون منازع، لما انطوت عليه من تَوْق وعزم إنسانيّ، وتصميم متشبّث بالقيم الحضاريّة والإنسانيّة ، وبإرادة شديدة الصّلابة لتحقيق السّلام وفرض نوازع الخير، وإنارة الظّلام، وردع التّوحّش والطّغيان والعدوان الآثم.

ولعل من بين أهمّ دلالات التّذكير بمنجزات المقاومة العراقيّة، هو مضمون الفخر والاعتزاز بتجاوز حزب البعث، حزب الأمّة المقاوم ، المنافح، المكافح  لحلقات المكائد، وسحقه لقوانين التخلّف البائسة المترعة سَادِيَّة وعنصريّة، التي جاءت تحت شتى الأغطية لكسر شوكته وطمس تاريخه وتلويث سيرته، مستهدفين بذلك انتكاسة العروبة كلها  وطمس معالمها، فخابوا فألا وساؤوا مصيرا.

واليوم ونحن نتأمل دلالات انتصار المقاومة العراقية الباسلة فإن من بين أهم ما نستلهمه منها هو أهمية الاعتماد على الذات بعد الله تعالى وعدم الإستسلام مهما عظمت قدرات العدو. كما وإن ما نحتاج إلى أن نتزود به للمستقبل، هو ما أفرزته تلك المقاومة من مرونة رائعة في إيجاد الوسائل، وتجددها الدائم لمواجهة الواقع، ومنع الانسداد والاختناق في الظروف الصعبة، من خلال النجاح المذهل  في خلق البدائل، والقدرة العالية على المناورة واعتماد التكتيك الناجح.

ولقد كان من بين أهم عوامل نجاح المقاومة هو قدرتها على مواكبة روح العصر ، والانفتاح على متغيراته،  وتحديد تحدّياته بشكل واقعي وموضوعي بعيدا عن الأحلام والعواطف. فلم تتجمد وسائلها في الماضي القديم وصيغه وقوالبه، بل استوعبت وبشكل سريع المتغيرات الدولية وانعكاساتها على الساحة العراقية تحديداً، وخاصة تلك المتمثلة في سعي "النظام العالمي الجديد" إلى تحطيم الدولة الوطنية أينما أمكن في العالم الثالث، واستبدالها بالمافيات والجيوش الخاصة والمليشيات، فواجهت كل ذلك بشجاعة وتجدد واقتدار. واليوم حيث تتسيد الماكنة الإعلامية العالمية الشريرة وأبواقها الناطقة بالعربية، فإن من دلالات انتصار المقاومة العراقية، هو نجاحها في تعزيز المناعة والحصانة لدى أبناء الأمة العربية ضد الشرور التي تبثها هذه الماكنة الإعلامية الضخمة، والقدرة الرائعة على كشف زيفها وتطويقها وتحطيمها.

كما  أنّ من شأن العرفان والتذكير بمنجزات المقاومة، أن يزيد في حماس رفاق البعث وطلائع الأمة العربية وأحرارها في الوطن العربي، ويشحن هممهم ويستحثّهم لمزيد من البذل والعطاء والارتقاء بأدائهم نحو الالتزام الصّارم بالمصلحة العربيّة العليا وأهمية تحقيق الفرز الواعي لأولوياتها الإستراتيجية. وفي كل ذلك تهيئة لأبناء الأمّة لمتطلّبات المرحلة القادمة ومقتضياتها النّضالية، التي تشكل ديمومة امتلاك مقومات انتصاراتها، معينا لا ينضب للتّزوّد بأقوم المسالك والسّبل للإسراع في تحقيق النّصر المؤزّر الذي يشكل تحرير العراق من ربق الاحتلال الإيرانيّ الصّفويّ عنوانه الأكبر ، لتنطلق بعدها سواعد العراق وعقوله في عمليّة الإعمار والبناء والتّشييد وإصلاح ما أفسده أعداء الإنسانيّة والحياة .


إن استذكار منجزات المقاومة من شأنه شحذ الهمم واستيعاب القدرات للانطلاق نحو المستقبل متيقنين من أن الأمّة العربية بخير بإذن الله تعالى، لتواصل مسيرتها وتحقيق تطلعاتها في حياة حرة كريمة، ومواجهة قضايا العصر المتجددة، في عالم مزدحم بالمتغيرات والتحديات التي لا مكان فيها للركود والتلكؤ.


مكتب الثقافة والاعلام القومي