الخميس، 2 نوفمبر 2023

نوايا سياسة التفقير في العراق! قراءة إحصائية/ بقلم ا.د عبد السلام الطائي

نوايا سياسة التفقير في العراق!

قراءة إحصائية

أ.د. عبدالسلام الطائي

أستاذ علم الاجتماع- جامعة ستوكهولم



مدخلات التفقير

دخلت سياسة الافقار العمد مرحلة شم النسيم المنعش لمستحدثي النعم ضد ذوي النعم في العراق منذ عهد النكبة الفكرية والأيدولوجية التي اصابت شعب العراق 2003 وما تلاها من  انهيار للمناعة التشريعية، بسب الاكراه التشريعي للقوانين بفتاوى المراجع السياسية المذهبية من غير العراقيين.  وهكذا استطاع القانون الخاص للمراجع المذهبية  ان يقيد القانون العام، فأدى الى شرعنة سرقة المال العام ، على سبيل المثال، فقه بعض المراجع الولائية المؤثرة  يعتمد على {نظرية المالك المجهول لأموال الدولة} التي تبيح نهب المال العام واستخدامه من قبل المجتمع السياسي العراقي للأحزاب بما فيهم المجتمع  النيابي والحكومي، أدت الى ازداد ثراء الأحزاب على حساب الشعب وتحول مجتمع الأحزاب الى مجتمع  "نهاب وهاب " نهب ثروة البلاد والعباد ووهبها الى دول الجوار، ايران سوريا لبنان اليمن و...

ومن الجدير بالذكر، ان نهب وتسليب الشعب من قبل الاحزاب ومكاتبها الاقتصادية التابعة للحشد "الشيعبي" فان ذلك مشرعن بنظرية المالك المجهول في الفقه الخميني والسيستاني، فقد جاء في الجزء الأول من كتاب علي السيستاني الموسوم بالمسائل المنتخبة" بالصفحة 254 منه ما نصه: المعادن كالذهب والفضة والنحاس والحديد، والكبريت والزئبق ، والفيروز والياقوت ، والملح والنفط والفحم الحجري وامثال ذلك ـ فهي من الأنفال. أي من الغنائم . ف"أن الدَّولة، بعصر الغيبة، كلّ ما تملكه يُعد امرا مغتصباً، ، وكل من يستولى عليه من قبل الاخرين لا يُعد فساداً ولا سرقة.

  وتفسيرا لذلك  اجازت  نظرية المباني الفقهية أيضا، حق تخويل فقيه الحزب السياسي او الميليشيات المسلحة "تفويضا شرعيا مفتوحا للتصرف بأموال الدولة كما يشاؤون، كأخذ الكومشنات والاستيلاء على اموال النفط وعقارات الدولة والمواطنين وغيرها. وبموجب ذلك اعتبر العراق غنيمة حرب  في فقه وعرف الغزاة ومن والاهم أحزابا ودول .

وهكذا- تحول الفساد والرشاوى والسرقات من حالة شاذة ومنبوذة في السياسة والدين الى واجب الهي في  الدين الإيراني والابراهيمي.

ولا مناص من القول، بان العلوم الاجتماعية والسياسية  قد صنفت الفتاوى واحدة من اهم اسلحة حروب الجيل الخامس 5GW في الحرب النفسية. نظرا لما تمتلكه من قدرات غير منظورة في نشر المعتقدات والافكار الهدامة.

ولايفوتنا أن ننوه  بهذا الصدد، بان العديد من الدراسات  توصلت الى اهم النوايا والفئات المستهدفة التي تتناولها فتاوى حروب الجيل الخامس، هي:  (33%) من تلك  الفتاوى هدفها نشر الفوضى وزعزعة أمن واستقرار الدول والشعوب، وان (27%)، لها أهداف سياسية، بينما (25%) من تلك الفتاوى هدفها تدمير اقتصاديات الدول، علاوة على ان 25 %  منها غايتها تنمية وتغذية خطابات الكراهية .  وانطلاقا مما سلف، فان مؤشر الإفتاء يشير إلى أن هناك فتاوى اجتماعية تثير اللغط وتشكك المسلمين في ثوابتهم الدينية، بهدف زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى الإفتائية

المخرجات

وبما ان هناك متلازمة ما بين الفقر والجريمة بعلم اجتماع الانحراف وبعلم الاجرام. بناءا عليه، فان الفقر يؤدي للجريمة والجريمة سببها الفقر مع بعض الاستثناءات . ولعله من الطبيعي ان تزداد حجم الجرائم حينما يكون لها سند فقهي، فتوى،  تعطل القانون. طالما الخاص يقيد العام.

 وحري بنا التطرق الى مخرجات سياسة التفقير العمدية لبعض مكونات المجتمع، ناهيكم عن  ارتفاع معدلات الجريمة في العراق من جهة، ومن جهة أخرى أدت الى ظهور أنماط جرمية لم يألفها شعب العراق منذ تأسيس دولة العراق 21 حتى مرحلة النكبة 2003 بالعراق الجديد مثل، تجارة الدم والبدن الاتجار بالأعضاء البشرية، المخدرات، الاختلاس الحكومي، التسول، الرشاوى، الالحاد، الانحلال المعياري  الذي تسبب بشيوع المثلية.

فعندما يرى العراقي المحاصصون الحصريون، الحكوميون والسياسيون  الجدد، بما فيهم رجل الدين، وهو  يسرق  وشاذ جنسيا ويسكن القصور ، فان العراقي حنيذاك يكفر بكل القيم وبالساعة السودة التي جعلت هؤلاء يحكمون العراق  منذ 2003 ، ممن تسببوا بجعل العراق وكانه غنيمة حرب لهم ولدول الجوار

 وكان من بين مخرجات سياسة التفقير، اختلال تماسك  المجتمع، وقد  تسبب بما يلي :

·       حصول 99% من حالات الطلاق عام 2022  ، انتشرت في محافظة ذي قار خلال شهري يناير وشباط، وقد تمت خارج المحاكم  حسب احصائيات مجلس القضاء الاعلى

·       حصول حالة طلاق كل 10 دقائق في العراق وفقا لبيانات السلطة القضائية العراقية  

·       التدمير  بالنزوح القسري-  

o      هناك 1.008.524 مليون  اسرة نازحة.

o      عدد الاطفال النازحون بلغ، 1.6 مليون.

o      بلغ عدد النساء النازحات، 1.9 مليون.

o       11758 عائلة نازحة، بلا معيل، تعيلها النساء،  لتعرض ازواجهن واخوتهن الى: اما الى القتل او السجن او الخطف

o      بلغت حالات الولادة في المخيمات 6511 توفي منهم 727 طفلا بمعدل 9 اطفال لكل 100 مولود.

o      احتلت محافظة نينوى المرتبة الاولى بعدد النازحين، تليها الانبار وصلاح الدين.

 

نستقرء من البيانات اعلاه، ان حجم عدد النازحين من الاطفال والنساء البالغ، 3.5. مليون، وهو رقم فاق تعداد سكان الكويت ودولة قطر. وبذلك يمكننا ان نصف ونصنف عراق ما بعد الاحتلال بانه مدينة او جمهورية للأرامل والايتام بحكم الارقام الاحصائية الخاصة بضحايا العراق بعد الغزو الامريكي الايراني.

ناهيكم عن وجود نسبة عالية من العراقيين الذين  يرومون الهجرة الى خارج العراق، فواحد من بين كل ثلاث من العراقيين يرغبون  بالهجرة اليوم.

·       ومن التداعيات أيضا تدمير  الاسرة بالترمل والايتام

·       زواج المتعة الذي يغض النظر عن سن الفتاة وترددات ذلك  بايولوجيا وعلى زيادة معدلات التصدع  والتفكك الاسري

·       تفكيك الدين الاسلامي الى دين حكومي ومرجعيات

·       تدمير الاقتصاد بالفساد والانفاق الحكومي

·        تدمير المجتمع بالميليشيات من خلال القتل على الهوية

·        التدمير بالمخدرات، 3 من 10 مدمنين على المخدرات بما فيهم الأجهزة الأمنية بين متعاط ومدمن،  وفقا للتقارير الدولية

·       تدمير التعليم والصحة

·       تدمير المجتمع بالهجرة والنزوح القسري

حيث نجم عن تلك المخرجات التدميرية على المجتمع العراقي ما يلي:

·       اضطراب منظومة القيم في العراق

·       تدهور القيم الاخلاقية

·       اضطراب القيم الوطنية

 

قراءة واستقراء احصائي

ونظرا  لما ال اليه حال العراق اليوم، اهلته لكي يصنف خارج الزمن. ولعل  خير ما ينطبق عليه وصفا وتحليلا وتسبيبا، ما جاء بعنوان كتاب الدكتور علي الوردي الموسوم: " مهزلة العقل البشري" . بلى ان ما يحصل في عراق النكبة منذ 2003 بسبب هيمنة الجهل على العقل في السياسة والدين والحكم، لا يمكن لعاقل ان يصنفه علميا الا في خانة مهزلة العقل البشري قياسا بحال شعوب الأمم الأخرى التي لا تمتلك ارث وموارد العراق الثقافية والحضارية والاقتصادية!. كل ذلك جرى وما زال يحصل، نتيجة لسياسة المحاصصة والتمايز الديني والمذهبي والعرقي وتعطيل القوانين بالإفتاء السياسي، ما نجم عن ذلك من انحلال معياري وانهيار الأمن الاجتماعي والاقتصادي.

فالفقر لا يحصل في بلد غني كالعراق الا عندما يكون  ولاة الامر فيه وكأنهم من غير اهله في العراق. نظرا  لكونهم مسيرين وليسوا مخيرين. حين ذاك ذهبت وستذهب أموال العراق للميليشيات بسوريا ولبنان واليمن وافريقيا وايران، علاوة على، إسكان واطعام الزوار الإيرانيين وهم بالملايين خلال الزيارات، يحصل الفقر في العراق، حينما  يسرق ويهرب النفط لإيران  وسوريا !

البيانات الإحصائية ادناه تبين  سياسة التفقير والتجويع والتجهيل والبطالة وكأنها متعمدة،  ان لم تكن كذلك. فقد تراوحت نسبة الفقر بين 70-77% في المناطق الشيعية جنوب العراق، تصدرت محافظات القادسية والمثنى وميسان سلم الفقر في هذه المدن. في حين بلغت نسبة الفقر في المناطق الكردية شمال العراق 1%. 



هذا وتفيدنا البيانات المعتمدة وفقا لمدركات مؤشرات الفساد. بان التدمير بالإنفاق الحكومي والخدمات المفقودة، كانت بسبب الافراط في الانفاق الحكومي مقابل التفريط بالخدمات المقدمة للمواطنين ناهيكم عن التنمية المفقودة، لا محال ستؤدي هذه السياسة الى الافقار والتجويع والتجهيل . وبما ان سياسة توزيع الدخل في ميزانيات الدول مرتبطة بشكل واديولجيات النظام السياسي للدولة. فان تخصيص 22،6% من ميزانية العراق للجيش والشرطة- وهي مخصصات تفوق ميزانية الأردن جيشا وشعبا-  اذا ما قورنت بالنسبة الى تخصيصات ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، البالغة 4.7% ، وتخصيصات ميزانية وزارة الصحة البالغة  3.8% . لهو مؤشر واضح بان العراق "دولة بوليسية" يهمها حماية نفسها لا رفاهية وامن شعبها، على الرغم من ضخامة ميزانية الجيش والشرطة، لكنهما عاجزين عن توفير الامن للشعب!.

في حين ان البيانات الدولية المرفقة تشير بان سلم ترتيب الجيش العراقي حاليا بين جيوش العالم بات في المرتبة 50 بعدما كان في المرتبة الرابعة بحلف الناتو قبل الاحتلال، على الرغم من ان ميزانيته آنذاك كانت اقل بكثير من ميزانية جيش ما بعد نكبة 2003 .


اما بشان البيانات الإحصائية المعتمدة ذات الصلة بالاهتمام بالإنسان العراقي، سنبينها بالدينار العراقي،  وهي الاتي :

1.     بلغت تخصيصات الوقفين 50 ضعفا قياسا بتخصيصات وزارات الصحة والتربية والتعليم ،كما هي مبينة في ادناه:

2.     الوقف الشيعي : 591 مليار دينار

3.     الوقف السني : 281 مليا دينار

4.     وزارتا التربية والتعليم : 11.4مليار دينار

5.     وزارة الصحة: 6 مليار دينار فقط!

نستقرأ  من البيانات أعلاه، بان مخصصات حكومة الطوائف السنية والشيعية تفوق ميزانية وزارت التربية والتعليم والصحة التي تقدم خدماتها لكل الطوائف.

وعلى الرغم من تسلسل العراق في المرتبة الخامسة عالميا لاحتياطي النفط والمرتبة العاشرة لاحتياطي الغاز. لكن 27% من العراقيين يعانون من البطالة ويعيشون تحت خط الفقر بسبب الفساد المالي والاداري وضعف القوانين وعدم استقلالية القضاء. ولتلك المسوغات فقد صنف العراق عالميا بالمرتبة 166 من 167 وفقا لمدركات مؤشرات الفساد. وانطلاقا مما سلف، تصدر العراق الفقر والبطالة اسفل الترتيب الدولي على الصعيد العالمي.

خاتمة

لقد كان لإصدار الحاكم الامريكي المدني في العراق، بريمر، قرار  الغاء القوانين السابقة لتحل محلها الفتاوى، علاوة على إصدار قرارات لحل مؤسسات الضبط والرقابة الاجتماعية والاقتصادية الحكومية- الوزارات-  وغير الحكومية، لتكون مسوغا بعدم عودة النظام السابق لحزب البعث، وهي  ستكون سببا أيضا، في تعجيل انهيار النظام السياسي الحالي  متى ما يشاء بريمر ومن والاه في العراق،  وسيكون سببا في انهيار الحكومة العراقية في الوقت الذي تراه مناسبا  ادارة حكومة بريمر  ومن سلطه علينا وعلى من والاه .

 

 المصدر،  وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للاحصاء، المجموعة الاحصائية السنوية،  Annual Statisical Abstract ، 2018-2019 - 2020، العراق . بغداد.

 




الأربعاء، 1 نوفمبر 2023

طوفان الاقصى يوقظ الشعوب من سباتها / بقلم د- فالح حسن شمخي

 طوفان الاقصى يوقظ الشعوب من سباتها

د- فالح حسن شمخي 




ان السبات الطويل الذي عاشته الامم والشعوب بعد هيمنة القطب الواحد نتيجة  انهيار الاتحاد السوفيتي وكتلة حلف وارشو وهرولت الدول في اوربا الشرقية للانظمام الى الاتحاد الاوربي والناتو والترويج الى ماسمي بالعولمة ، والشرق الاوسط الجديد وصفقة القرن والتطبيع … الخ ، تبين ان هذا السبات والنوم العميق هو حلم زائف سخرت الدولة العميقة والماسونية كل امكانياته للدفع باتجاه ، ومن اجل تنفيذ اهدافها بما سمي بالمليار الذهبي ، وارتباط العالم باقتصاد واحد ، وتحويل الدول حكومات وشعوب الى ببادق شطرنج تحركها كما تشاء ، وتحولها الى حقول تجارب بدلا من الفئران ، تجرب عليها انواع جديدة من الفايروسات والتي تعرفنا عليها في العصر الحديث وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، ومنها مرض نقص المناعة ،جنون البقر ، فايروس الطيور ، والخنازير ، وكورنا باجياله المتعددة …الخ ، صدم العالم نتيجة اكتشاف المختبرات في اوكرانيا ، لكنها صدمة لم تحرك الشعوب بسبب هيمنة الاعلام الامريكي وتابعيه ، لم تعي الشعوب الصراع الاقتصادي بين الصين وطريق الحرير وبين امريكا وطرقها المتعددة ، لم تصحوا الشعوب عندما شنت امريكا ومن معها الحرب على افغانستان والعراق وليبيا ، ولم تسأل لماذا وماهي الاسباب ، لم تدقق الشعوب فيما حدث لسقوط البرجين في امريكا ، سيطرت وسائل الاتصال على الشعوب وساهمت في سباتها مثلما فعل ( التك تك)، في عالمنا العربي ، انهارت القيم والمثل والاعراف مع مجاهرة بايدن بان امريكا دولة مثلية وتبعته في ذلك بريطانية وفرنسا ، لم تتحرك الجماهير بالضد من العمل الذي تمارسه الدولة العميقة والماسونية في تخريب الجينات الوراثية للبشر والتحكم فيها ، لكنها تحركت واستيقظت من سباتها مع انتصار السابع من اكتوبر في فلسطين المحتلة في ملحمة طوفان الاقصى ومع ماتعرض  له الشعب الفلسطيني من حرب ابادة وتطهير عرقي ، لقد صدم الضمير الانساني العالمي وتحركت شعوب الارض لتعيد دراسة التاريخ ، لتفكر بما يحصل ، استفاقت شعوب الارض من غفوتها وسباتها حتى ان البعض من اليهود قد استفاق من اسطورة دولتك يا اسرائيل من الفرات الى النيل ، استفاق العالم على ان جيش الدفاع ، الجيش الذي لايقهر هو نمر من خزف، استفاقت الشعوب ومعها الشعب العربي لكن لهذه اليقظة والصحوة اوجه متعدد  نستعرضها ادناه :

١- هناك مسيرات وحراك شعبي واعي وتحدي لقرارات حكومية جائرة لم نميز في هذا الحراك بين النخبوي والشعبوي ، بين الجماهير والطليعة ، وهذا ماحدث في اوربا وامريكا ، باستثناء ايطاليا التي حرك جزء من مسيراتها اليمين الحاكم باتجاه طرد اليهود .

٢- مسيرات حاشدة ومليونية تحركت بشكل تلقائي وكان لمنظمات المجتمع المدني والاحزاب الثورية واليسارية دور كبير فيها ، وهنا نذكر الشعب الاردني ، المصري  ، التونسي ، الحزائري ، الهندي ، الماليزي ، امريكا اللاتينية… الخ .

٣- حراك تلقائي انساني جرى في ملاعب كرة القدم وبين الفنانين والادباء والشعراء والنخبة المثقفة في العالم حتى اليهودية منها.

٤- حراك ومسيرات مليونية تلبية لطلب قائد ما ،او زعيم ما ، هذا ماحصل في العراق وتركيا وايران وسوريا والى حد ما في اليمن ولبنان فاليمن يمنين ولبنان ثلاث بفضل ايران وذيولها.

٥- بالتزامن مع حركة الشعوب ويقظتها تحرك وتحرر الاعلام العالمي من هيمنة وسطوة امريكا وحلفاءها ، حتى وان كان بشكل محدود لاسيما في امريكا واوربا، وكما هو معروف فان للاعلام دور كبير فيما حدث ويحدث وسوف يحدث .

ان الحراك والمسيرات الجماهيرية وان اختلفت اسبابها فهي تشترك في هدف واحد وهو مناصرة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه ، وتشترك في حالة واحدة وهي الصحوة واليقظة لما يدور في هذا العالم الذي حولته امريكا ومن معها الى كابوس جاثم على صدر الشعوب والامم ، واستطاع هذا الحركات ان يؤشر الى مواطن الخلل ومن هذا الخلل هو  الحكام الخانعين الاذلاء الذي تقودهم امريكا ، والذين يسيرون بالركب الامريكي  ، الحراك هو حراك شعبي جماهيري ، لاعلاقة له بالحكام حتى الشرفاء منهم على سبيل المثال الرئيس التونسي قيس سعيد ، الحراك الجماهيري الشعبي في العالم هو دعم لحرب تحرير شعبية في فلسطين المحتلة بدايتها من طوفان الاقصى.

الدم الفلسطيني الطاهر ، واطفال فلسطين هم قربان تحرر العالم وصحوته ويقظته ، شهداء فلسطين هم من كشف المخططات الامبريالية ، واوقف تنفيذها ، نعم كشف واوقف ، كشف الزيف ، كشف ماوراء الكواليس ، مايحدث في فلسطين واوكرانيا وتايوان هو شرارة الحرب العالمية الثالثة ، كما يقول العارفين ، يقظة الشعوب من سبلتها قد تكون بداية لاطفاء الحرائق.

الاثنين، 30 أكتوبر 2023

المقاومة الفلسطينة تبدع باستخدام الحرب النفسية /بقلم د- فالح حسن شمخي

 المقاومة الفلسطينة تبدع باستخدام الحرب النفسية 


د- فالح حسن شمخي 

مثلما فعلت المقاومة العربية الفلسطينية في اليوم السابع من اكتوبر في  انتصارها الذي جاء خارج سياقات الحروب التقليدية وغير التقليدية ، ومثلما تفعل اليوم وعلى مدى ٢٤ يوما من التصدي الى الهجمة الهمجية الهستيرية للعدو  وجها لوجه وبمباغتته باستخدام اسلوب الانزال خلف خطوط العدو لتحقيق الاهداف ، ومثلما ابدعت في استخدام الصواريخ وفي القيادة والسيطرة ، فانها تبدع في استخدام الحرب النفسية التي  تناولتها في منشور سابق .

العدو المتغطرس المستفز والذي يشعر بمرارة الهزيمة يستخدم الحرب النفسية  باسلوب قديم وتقليدي ، بينما المقاومة الفلسطينية تبدع باساليب جديدة ، العدو باقي باسلوب (حسنة ملص) الذي استخدمته مصر ضد العراق ايام حكومة قاسم ، القصة تقول ان معلومة مفبركة وصلت الى مصر تقول ( تم استشهاد المناضلة حسنة ملص )، لن تدقق مصر بالمعلومة وبثتها عبر راديو صوت العرب الموجه للشعب العراقي ، ضحك العراقيون كثيرا لانهم يعرفون من هي حسنة ملص وماهو عملها. واستخدم العراق ومن قبله فيتنام اسلوب تقليدي في الحرب النفسية موجه الى الجنود الامريكان يقولون فيه (زوجتك عند عشيقك تتسكع معه وانت تقاتل هنا )، واستخدمت امريكا الحرب النفسية التقليدية حينما صورت المفاوض الكمبودي وهو يرتدي حذاء غالي الثمن ومصنوع من جلد الغزال لتقول لشعبه ( انتم جياع وهو يرتدي هذا الحذاء )، والامثلة كثيرة بما فيها عمليات غسيل الدماغ التجارب التي مارسها الفيتنامين على المعتقلين من الجنود الامريكان ، حيث يبدأون بالضرب والاهانة والاذلال والتجويع ومن ثم يعطوه السجين سيكارة ويحسنون اكله شيئا فشيئا الى ان يصل الى تقبل افكارهم والدفاع عنها وهكذا .

 اليوم عندما طالعت صفحتي على الفيسبوك دخلت على اعلانات وكلمات الحثالة الذي يتحدث اللغة العربية المدعو  (ادرعي )، وغيره ، وانا لا اعتقد انه اختراق لكني كلما افتح الفيسبوك يظهر ادرعي التافه وغيره ، ليقول ( ان المرأة الفلسطينية في سرير مع جندي صهيوني )، او ان يظهر احدهم ليقول ( نحن البدو نرفع العلم الحبيب علم اسرائيل )، وفلم يصور اسيرين فلسطينين يبدو انهم من الضفة الغربية جالسين منهكين والجنود والمجندات يطوفون حولهم بعلم الكيان ويهتفون ويريدون من الاثنان ان يرددوا  مايقولون ، وافلام مجندات يرقصن باسلوب خليع بمؤخراتهن وكأن جيش الاحتلال سعيد بما يحدث لاطفال ونساء غزة وافلام اخرى يسخرون من رجال المقاومة وانتصاراتهم ، ورمي المنشورات على ابناء غزة بالاطنان ،  انها اساليب بالية وقديمة عفى عليها الزمن ، فهم لايتجاوزون اسلوب الدعاية فقط لم ارى انهم استخدموا او يستخدمون الاشاعة او غسيل الدماغ .

بالمقابل فان المقاومة العربية الفلسطينية ومن خلال البطل ابو عبيدة يمارسون الدعاية بابداع ، ومن خلال الاسيرتين المفرج عنهن ، مارسوا عملية غسيل الدماغ ليس على الطريقة الفيتنامية بل على الطريقة الاسلامية باخلاق العربي المسلم ، والدليل رجوع الاسيرة العجوز لمصافحة بطل من ابطال القسام ، اما خروج الاسيرات الثلاثة في نداء موجه الى الداخل والى السفاح نتن ياهو فكان اسلوب متقدم بالحرب النفسية ، فكانت الاسيرات والاسيرة التي تتحدث بصحة جيدة جدا  وملابس ونظافة جيدة ، وكانت الاسيرة التي تتحدث بتلقائية دليل على  انها لن تلقن ولم يمارس عليها ضغط يذكر ، انه اسلوب مبدع بالحرب النفسية ، اما الملابس التي يرتديها المقاومين والناطق العسكري باسم القسام والكوفية الفلسطينية فهو شكل يفصح عن مضمون البطولة والشجاعة والكبرياء ، كبرياء الفرسان .

سقط الكيان عسكريا ونفسيا واقتصاديا وسياسيا ، وانتصرت المقاومة التي تقود حرب التحرير الشعبية بابداع  وبقدرات مذهلة ، ان انجازاتهم  سوف تدرس في المستقبل ، ستدرس قدراتهم  العسكرية ، وقدراتهم  القيادية ، وقدراتهم في فنون القتال استراتيجية وتكتيك وعقيدة و في استخدامهم الحرب النفسية بابداع.

الأحد، 27 أغسطس 2023

نشرة انتفاضة شباب تشرين / العدد ٢٥

 نشرة انتفاضة شباب تشرين

العدد ٢٥

٢٥ آب ٢٠٢٣












للاطلاع ..الضغط على الرابط الالكتروني للنشرة ادناه

https://online.anyflip.com/rnvg/lkzv/mobile/index.html

السبت، 26 أغسطس 2023

قلق الدول الصغيرة من الدول المجاورة الأكبر منها هل هو مشروع؟ بقلم/ نزار السامرائي

 قلق الدول الصغيرة من الدول المجاورة الأكبر منها هل هو مشروع؟ 

بقلم / نزار السامرائي

يقول بعض السياسيين الإسبان، إن سوء حظ إسبانيا جعلها جارة لفرنسا، وربما انتابت هذه المشاعر أذهان بعض السياسيين المكسيكيين بسبب مجاورة بلدهم للولايات المتحدة، ولأن العراق يجاور بلدين كبيرين في المساحة وعدد السكان هما تركيا وإيران، ولأنهما دولتان ذواتا ماضٍ امبراطوري معروف عبر حقب تاريخية طويلة، فأظن أن من حقي أن أفكر بأن من سوء حظ العراق لأنه جاورهما، بالمقابل ربما هناك من يعتقد أن سوء حظه أكبر لأنه يجاور بلدا كالعراق، وليس من حقي أو من حق أحد أن يحجب عن الآخرين حقهم في تقدير حسن حظوظهم أو سوئها.

وعلى العموم شهدت الدول المتجاورة فيما بينها نزاعات مختلفة الأسباب والدوافع، معظمها على الحدود وبعضها على الثروات، وكانت هذه النزاعات تشتد وتفتر تبعا لنوايا الطرفين في التوصل لحلول عادلة للأزمات المسببة للتوتر والنزاع بينهما، لكن التاريخ سجل لجوء الدول الصغيرة للاستقواء بدول أكبر منها، أو بقوى دولية كبرى ليست ضمن منطقتها الإقليمية، وتترك الطرف الآخر يمزقه الشعور بالضيم، بحيث يسعى للتحرر منه في أول فرصة تتاح له، سواء بالاعتماد على تغير الموازين الدولية والإقليمية، أو بتغير التحالفات نتيجة تبدل المصالح الاستراتيجية، لأن عالم اليوم لا تحكمه القوانين الدولية ولا الأخلاق، بل تحكمه لغة المصالح حتى لو جاءت على حساب الشعوب الأخرى.

شهد العقدان الأخيران من القرن الماضي، حالة من عدم الاستقرار في المعادلات الإقليمية في الشرق الأوسط، عند وصول الخميني إلى حكم إيران بدعم دولي متعدد أو بصمت من أطراف أخرى، بعضها ظن أن وصول رجل دين متطرف مثل الخميني إلى الحكم في إيران، سيعني أن حلقات التطور التي أقامها شاه إيران المعزول محمد رضا بهلوي، ستتهاوى بسرعة، لأن الفكرة الأولية التي كونها الغرب خاصة والعالم المسيحي عموما، وانطلاقا من البناء على تجربة الصراع القديم بين رجال الدين ورجال السياسة في العالم المسيحي، كان يستنتج أن العقلية المتخلفة التي يحملها رجال الدين الإيرانيون، والتي لخصها الشاه بمذكراته، عندما قال (قلت للسفير البريطاني، لقد افتتحت عدد كبير من الجامعات في بلادي، فقال إن السفير قال لي ونحن أنشأنا حوزة علمية، ستهدم كل ما بنيتم)، ستؤدي إلى تراجع إيراني على كل المستويات، وربما كانت هذه الفكرة حاضرة في أذهان مهندسي السياسة الأمريكية والأوربية عندما تخلّوا عن الشاه، وتركوه وحيدا يواجه مصيره الأسود أمام الخميني وأتباعه، لأنهم رأوا فيه حليفا معاندا لخططهم وسياساتهم في المنطقة.

بمجرد وصول الخميني إلى السلطة، بل قبل ذلك ومن منفاه في باريس، أعلن صراحة أنه وبعد أن يعود إلى طهران، سيكرس جهده (لإسقاط النظام العراقي)، وبذلك فقد حدد مسار السياسة الخارجية لإيران كخط عدائي متصاعد في وتيرته للعراق خاصة، ولكل النظم القائمة في الخليج العربي، وبدأت طبول الحرب تقرع بقوة في طهران، فشهدت الحدود الإيرانية العراقية، اشتباكات كانت المدفعية الإيرانية تطلق قذائفها على المدن العراقية، فحصلت موجة هجرة من كثير من المدن العراقية الحدودية نحو مدن آمنة، مما حدا بالحكومة العراقية إلى تثبيت تلك الوقائع بمذكرات رسمية إلى الأمم المتحدة، ولكن الأمم المتحدة اكتفت بتصريحاتها البائسة بِحَثِ طرفي النزاع على ضبط النفس.

ولما تخطت إيران الحدود المقبولة من قبل أية دولة ذات سيادة، وبعد أن أسقط العراق طائرة حربية داخل الأراضي العراقية وأسر قائدها، كان لا خيار أمام العراق، إلا الدفاع عن شعبه وسيادته الوطنية وأمنه القومي، فكانت الضربة الجوية يوم الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر 1980، هذا اليوم الذي تعتبره إيران يوم بدء الحرب.

وبعد حرب ضروس استمرت ثمانية أعوام، سجل فيها العراقيون أشرف الصفحات في الدفاع الوطني أمام أخطر هجمة يتعرض لها قطر عربي، أُرغم الخميني على تجرّع كأسَ السم والموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 598، على الرغم من أنه كابر كثيرا وأشاح بوجهه عن قرارات مجلس الأمن الدولي التي وافق عليها العراق، بما في ذلك القرار الذي صدر بعد أسبوع من بدء الحرب، تماما كما تجاهل المساعي التي أطلقتها حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

بعد أن وضعت الحرب أوزارها، تعززت مكانة العراق عربيا وإقليميا ودوليا، فانصرف لإعادة بناء ما دمرته الحرب، أو اختزال الزمن لتخطي الفرص التي ضاعت منه في مشاريع التنمية بسبب الحرب، من هذه النقطة بالذات انطلقت خطط إعاقة برامج العراق للبناء الاقتصادي زراعيا وصناعيا، فتم تسجيل عدة ظواهر خطيرة في تصرف الدول الخليجية، وخاصة ما أقدمت عليه كل من الكويت والإمارات العربية، في زيادة انتاج النفط وطرح كميات أكبر بكثير من قدرة الأسواق العالمية لاستيعاب الفائض، خروجا على قرارات الأوبك بتحديد سقوف الإنتاج لكل دولة من الدول الأعضاء، فبذل العراق جهودا مضنية لإقناع الدولتين بوقف إغراق السوق الدولية بفائض النفط، لأن إعادة البناء كانت تتطلب تخصيصات استثنائية، كما تدعو الأشقاء العرب للتعامل مع الديون السابقة بقليل من المسؤولية القومية والأخلاقية، ولكن الكويت وبدلا من ذلك، تمادت وراحت أبعد من مجرد التلاعب بالإنتاج، فراحت تتجاوز على حقول النفط العراقية وتستخرج النفط عبر الحفر المائل، وكانت تفتعل الأزمات مع العراق افتعالا، لأنها هي ودول مجلس التعاون الخليجي، شعرت بأن خروج العراق منتصرا في حرب الثماني سنوات، ثم نجاحه في توطين التكنولوجيا وانطلاق التنمية الاقتصادية الكبرى، سيعد تهديدا لوجودها وليس لأمنها فقط، ومن هنا بدأت المخططات الأمريكية الأوربية، مع دول مجلس التعاون الخليجي، لتدمير قدرات العراق الاقتصادية، وهذا ما جر المنطقة إلى خيارات صعبة، إذ أُجبرت القوات العراقية لدخول الكويت في الثاني من آب/أغسطس 1990 وما أعقبها من تداعيات ومآسٍ على المنطقة  ما تزال تتجرع ويلاتها.

لقد تآمرت الكويت ودول الخليج العربي، على العراق مع الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوربي وحلف شمالي الأطلسي، وتواطأت مع الاتحاد السوفيتي السابق والصين واليابان ودول آسيوية أخرى، وكانت سخية معها إلى أبعد الحدود عندما دفعت لها المليارات من الدولارات كرشوة لها، إما لشراء صمتها أو للمشاركة الشكلية في قوات العدوان على العراق عام 1991 أو في عام 2003.

واليوم دعونا نراقب المشهد السياسي والدبلوماسي والأمني في منطقة الخليج العربي، والدور الإيراني التخريبي التوسعي، واعتماد سياسة المراحل في إخضاع الدول العربية لهيمنة ولاية الفقيه التكفيرية، والتي وضعت في الدستور الإيراني نصوصا تعتمد مبدأ تصدير الثورة، وكرست مفهوما عدوانيا توسعيا، تحت لافتة مسؤولية إيران في نصرة المسلمين المستضعفين في العالم، وهذا تأكيد أن إيران أجازت لنفسها حق التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما حصل في العراق بعد عام 1979، وهو عام وصول خميني للسلطة بطائرة فرنسية وما أعقبه من أحداث متسارعة، في حين أن إيران نفسها تستشيط غضبا إذا تحدّث الإعلام العربي يوما عن اضطهاد السنة فيها، أو عدم السماح لهم بإقامة شعائرهم التوحيدية، أو عما تتعرض له القوميات غير الفارسية من اضطهاد مُرّكب مثل البلوش والأكراد، أو اضطهاد عنصري كما يحصل مع العرب والآذريين، وتعدّه تدخلا مرفوضا بشؤونها الداخلية.

والآن نلاحظ بأسف وخيبة أمل، أن دول مجلس التعاون الخليجي تتذلل لإيران بطرق مبتذلة، فتارة تفتح صفحات جديدة تطبيقا لمفهوم التطبيع، والذي عادة لا يمكن أن يحصل بين طرفين غير متكافئين أبدا في قوتهما المادية أو بتأثيرها في سياسات القوى الدولية الكبرى، كما حصل بين السعودية وإيران وتم توصيفه بأنه استجابة لجهود صينية طويلة، لكن الحقيقة هي أن السعودية تهالكت من أجل الوصول إلى هذه الأمنية الغالية، بعد أن استدرجتها إيران إلى معركة لم تكن السعودية مهيأة لها، إما لأنها لم تعرف جيدا تاريخ اليمن وأن أيا من الدول التي غزته لم تخرج منه إلا بالهزيمة، كما لم تقرأ المشهد الدولي بما ينبغي أن يحصل، عندما أطلق محمد بن سلمان (عاصفة الحزم) والتي تحولت إلى مجرد عاصفة رملية بلا حزم، ولم تكن السعودية مهيأة من ناحية التسليح والتجهيز، لأن ما كدسته من أسلحة كان لمجرد الخزن والمباهاة أو للمشاركة في الاستعراضات العسكرية، ثم إن جيشها لم يخضع لتدريب جدي يجعل منه جيشا عصريا ليحارب حروبا حديثة، فضاع وسط ضجيج عال أحدثته عاصفة الحزم في أجهزة الإعلام ولم ينتقل إلى الأرض كما هو مطلوب.

ولكن هنا عليّ أن استدرك لأقول، إن قوات الشرعية (وهي تنتمي إلى شعب عصي على الاحتلال) والمدعومة من قوات التحالف، أوشكت أن تحرر مدينة الحديدة وتحقق خنقا محكما لعصابات الحوثي المدعومة من إيران وعملائها، مثل حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية، ولكن تدّخل القوى الدولية الكبرى، التي تزعم إيران أنها تعاديها، أو تزعم تلك الدول أنها تقف على الضد من توجهات إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة الرئيسة المنتجة للنفط في العالم، فأوعزت للأمين العام للأمم المتحدة ليحرك ممثله مارتن كريفيث ليُصدر أمراً دوليا واجب التنفيذ الفوري بوقف عملية الحديدة وإضاعة الفرصة التاريخية، كل هذا من أجل أن يبقى هذا الميناء شريانا لإمداد الحركة الحوثية بأسباب الحياة، ويجعل الحركة تتشدد في مطالبها عبر عمليات عسكرية طالت مدنا سعودية وإماراتية، فظهر العجز الرسمي العربي في أوضح صوره عن حسم معركة صغيرة بحجم معركة مدينة واحدة، لأن العالم يريد دمج الحركة الحوثية في المشهد السياسي اليماني كمعادل لكل المكونات اليمانية الأخرى، بل منحها صفة الطرف المعطل في البلاد.

المراقب يتابع بقلق المشهد الإقليمي ولا سيما في منطقة الخليج العربي، وقد يصاب بالدهشة من سرعة انجاز التطبيع السعودي الإيراني، والذي جعل دول الخليج العربي الأخرى تتداعى كتساقط قطع الدومينو، وكذلك من سلوك بعضها مثل سلطنة عمان وقطر وهما تحاولان لفت الانتباه إليهما، وتقولان نحن هنا، فتقومان بدور الوساطة بين واشنطن وطهران، والتي لا تحتاجها أمريكا ولا إيران، لأنهما متفاهمتان من تحت الطاولة أصلا، ولا يوجد ما يدعوهما لتوسيط دول صغيرة الدور والمكانة، مثل سلطنة عمان أو قطر، إلا من باب جبر الخاطر والشفقة والعطف، كي لا تشعر بالوحدة او بالهلع من أحد طرفي النزاع، وبين هذا وذاك، أضاعت دول الخليج العربي على نفسها وعلى المنطقة تحقيق الأمن الذاتي سواء بالإبقاء على دعم العراق لا محاربته وتسليمه لإيران بصينية من ذهب، أو بتفعيل اتفاقية قوات درع الجزيرة التي ظلت حبرا على ورق، فيما لو قبلت أن تتنازل للشقيق بدلا من التآمر عليه، بدلا من الوصول إلى مستنقع الذل في علاقات غير متكافئة مع العدو الحقيقي والتاريخي، إيران الشر والتوسع والهيمنة، التي إن تمكنت، فإنها تصادر حق العرب في التعبير عن هويتهم أو التحكم بثروتهم، وتنزع عنهم سيادتهم وتتحكم بقرارهم السياسي، وتفرض عقيدتها الدينية التكفيرية عليهم، وتقوم بأكبر ما هو متاح لها من فرض معتقدات وثقافة بقوة السلاح، ومن لا يعي هذه الحقيقة عليه أن يرصد ما حصل في العراق منذ 2003، والذي حولت  أبناءه إلى غرباء في وطنهم أو في المنافي، ثم كيف سقطت ثلاث عواصم أخرى تحت قبضة قاسم سليماني وهي بيروت ودمشق وصنعاء، ومن يريد التعرف على أساليب إيران في السيطرة على المجتمعات المحتلة فليعد إلى التاريخ قليلا ويدرس تجربة إسماعيل الصفوي وكيف تعامل مع المخالفين.

د. ناجي صبري الحديثي /وكالة حمورابي الاخبارية الدولية / بقلم صباح الزهيري

 د. ناجي صبري الحديثي

وكالة حمورابي الاخبارية الدولية

أغسطس 26, 2023

بقلم صباح الزهيري

ناجي صبري الحديثي الأستاذ الدكتور الوزير الدبلوماسي المترجم الإعلامي الصحفي الأكاديمي , التقيته عام 1987 سافرنا سوية لمدة أسبوع  لحضور مؤتمر وزراء أعلام الدول الأسلامية  في  داكار بالسنغال. وفي الطريق أستضافنا وزير الشؤون الأسلامية المغربي , لمدة يومين.

 كان د. ناجي وقتها يشغل أدارة دار المأمون للترجمة والنشر , والتي أتحفتنا بمئات القصص والروايات والمسرحيات المترجمة من مختلف لغات العالم الى العربية.  حدثنا انه استحصل موافقة رئاسة الجمهورية على قيامه بسحب طلاب اللغات الأجنبية الأوائل وتعيينهم في دار المأمون وأستثنائهم من الخدمة العسكرية. والحقيقة تلك كانت خطوة تحسب له في خلق أعداد من المترجمين في شتى اللغات . كان يرتاح لأسئلتي التي كنت أطرحها عليه بخصوص الترجمة الفورية. وكنت أحب أجاباته المفعمه بالشرح والتوضيح مما خلق جوا من المودة بيننا في سهراتنا اليومية في كازا والرباط وداكار. 

 وحين عدنا أعتدت على أستلام شحنة كتب أسبوعية من المطبوعات الجديدة للدار , كان يبعثها لي حيث عرف بأهتماماتي الأدبية وكنت حينها قاريء نهم لكل شيء مطبوع. أذكر ان جليسنا الثالث كان د. محسن الموسوي أستاذ الأدب الأنكليزي ورئيس تحرير مجلة آفاق عربية التي كانت تتبوأ موقعا متقدما في ساحة الفكر القومي العربي , وحين سألني د.محسن عما كنت أقرأ المجلة ورأيي بها أجبته  بدون تردد , أنها تحت أدارته تحولت من كونها منبر قومي الى منبر بعثي , ويبدو انهما تقبلا أجابتي بأبتسامة خفيفة وأعجبا بجرأتي في الجواب.  

وجدتهما يشعان وطنية وحب للعراق والبحث في كيفية بذلهما الجهود كل في مجاله لخدمته وأعلاء شأنه . 

عندما عمل د.ناجي في وزارة الأعلام  كنا نلتقي بوفود أجنبية حسب صدف ومستوجبات ظروف عملنا زمن الحصار. ألا أننا لم نجد ذلك الوقت الفسيح للمراجعه والنقاش كما كانت عليه أماسي 1987. 

بعدها أصبح وزيرا للخارجية وهو منصب أستحقه بجدارة وجمعتني به عضويتي بعدة لجان كان هو رئيسها . حينها ابدى قدرات وكفاءة فذة في ادارة الوزارة، واثناء السجالات المحتدمة التي شهدتها قاعات ومؤتمرات وأروقة  الأمم المتحدة والجامعة العربية والمحافل الأخرى في الفترة التي سبقت الغزو وخلاله .

 وفي 2002 جمعنا وفد العراق الى فيينا الذي كان د. ناجي يرأسه بأعتباره وزيرا للخارجية في آخر لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان . وشاهدت كيف كانت شعبيته لدى الرأي العام النمساوي محط الأنظار بشكل ملفت للأنتباه . شاهدت اللقاء الذي أجرته قناة الجزيرة مؤخّراً معه , وقارنت بين حديثه الرصين والهاديء المبني على المباديء والألتزام الوطني وأحاديث لوزراء القمقم والكونفوشيوسية والطائفية والعنصرية الذين لم يعلو في خطاباتهم يوما الحديث الوطني . ناجي صبري الحديثي , الدمث الأخلاق والمتواضع تأدبا , والمتعالي براية وطنه ابن المجتمع العراقي الذي كان مضرب الأمثال في الإلفة والطيبة وكرم الأخلاق والطباع  يستحق منا كل ألأحترام . 

يقول المثل العربي ( ‬اذا طُعنت من الخلف فاعلم انك في ‬المقدمة ) .‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ لا تهتم سيادة الوزير لأنهم ليسوا رجال دولة ، ولا يعترفون بمفاهيمها ومؤسساتها ، ويتحسسون من المثقفين والمفكرين ، ويحقدون على أصحاب العقول الراجحة ، والآراء السديدة ، لذلك نراهم يتمسكون بالصغار، ويستهدفون الأخيار، ويطاردون الاحرار . ونقول كما قال  بيرتراند راسل يمكن أن تكون المجتمعات جاهلة ومتخلفة ، الأخطر أن ترى جهلها مقدساً , ما نمر به هو فصل من فصول الغزاة , لابد ان نطويه يوما كما طوينا غيره .

سلاما د. ناجي ، سلاما على البشر الحقيقين الذين يخبرونا ان ثمة ضوءاً خافتاً في عتمة الحياة ويجعلوننا نحلم ان هذا الضوء سيصبح يوماً ساطعاً , وتصبح الأرض مكاناً صالحاً للحياة .

الاثنين، 14 أغسطس 2023

البيان الختامي للقمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية

 *البيان الختامي للقمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية*

*(العلمين... الإثنين 14 أغسطس 2023)*

1. استضاف فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في قمة ثلاثية، صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وفخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، في العلمين يوم ١٤ أغسطس/ آب ۲۰۲۳، وذلك لبحث تطورات القضية الفلسطينية في ضوء المستجدات الراهنة في أرض دولة فلسطين المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها. 

2. أكد القادة على الأولوية التي توليها الدول الثلاث للمرجعيات القانونية، الدولية والعربية لتسوية القضية الفلسطينية، وعلى رأسها ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، ضمن جدول زمني واضح، واستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير، وفي تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران لعام ۱۹٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية، وتحقيق حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة. 

3. أكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على دعمهما الكامل لجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاستمرار في الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة في سبيل استعادة حقوقه، وتأمين الحماية الدولية، وكذلك دعم دولة فلسطين في جهودها لتأمين الخدمات، وحماية الحقوق الأساسية للمواطنين في ظل الظروف والتحديات الصعبة والعدوان المُتكرر والأحداث المؤسفة التي تشهدها الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس، وفي خضم التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. 

4. أكد القادة على أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي وضرورة إقليمية ودولية ومسألة أمن وسلم دوليين. وشددوا على أن السبيل الوحيد لتحقيق هذا السلام هو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن ذات الصلة، وفي تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه غير القابلة للتصرف، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق حل الدولتين المستند لقواعد القانون الدولي والمرجعيات المتفق عليها والمبادرة العربية للسلام.

5. شدد القادة على وجوب تنفيذ إسرائيل التزاماتها وتعهداتها وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والاتفاقات والتفاهمات الدولية السابقة، بما فيها تلك المُبرمة مع الجانب الفلسطيني، وكذلك الالتزامات السابقة المتعددة بما في ذلك ما جاء في مخرجات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، وتحمل مسؤولياتها ووقف اعتداءاتها وتهدئة الأوضاع على الأرض تمهيداً لإعادة إحياء مفاوضات السلام. 

6. شدّد القادة في هذا السياق على ضرورة احترام إسرائيل لالتزاماتها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال في الأرض الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، ووقف اقتحاماتها لمدن الضفة الغربية المحتلة والتي تقوض قدرة الحكومة والأمن الفلسطيني على القيام بواجباتهم، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وغيرها من الممارسات التي تؤجج التوتر والعنف وتهدد باشتعال الأوضاع. كما أكد القادة على أهمية قيام إسرائيل بالإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها دون سند قانوني، وبما يُخالف الاتفاقات المبرمة في هذا الشأن. 

7. أدان القادة استمرار وتصاعد الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية التي تقوض حقوق الشعب الفلسطيني كافة، وتنتهك قواعد القانون الدولي، وتقوض حل الدولتين المتوافق عليه دولياً، والتي تُؤدي إلى إشعال العنف وانتشار الفوضى، كما أعربوا عن أهمية وقف إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، جميع الأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية والتهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني من منازلهم وتغيير طابع وهوية مدينة القدس، والتي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن. كما أكد القادة ضرورة وقف إرهاب المستوطنين والتيارات المتطرفة، ووضعهم موضع المساءلة. 

8. أدان القادة انتهاك الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها، وطالبوا بوقف اقتحامات المسجد الأقصى المُبارك/ الحرم القدسي الشريف. وأكد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفخامة الرئيس محمود عباس على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ودورها في الحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية. وأكد القادة أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة ١٤٤ دونماً هو مكان عبادة خالص للمُسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف كافة، وتنظيم الدخول إليه.

 كما أعرب القادة عن رفضهم الكامل لأية محاولات لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً أو مكانياً.

9. أعرب القادة عن عزمهم الاستمرار في جهودهم مع القوى الدولية الرئيسية والأطراف المُهتمة بالسلام لإعادة إحياء عملية سلام جادة، وذات مغزى تستند إلى قواعد القانون الدولي، ومرجعيات عملية السلام، وضمن آلية، وجدول زمني واضح ومحدد، ودعوا في هذا السياق المجتمع الدولي لدعم تلك الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذي تستحقه المنطقة وجميع شعوبها ولرفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، والذي يتناقض مع القانون الدولي القائم على ترسيخ حقوق الانسان. 

10. شدد القادة على تمسكهم بمبادرة السلام العربية بعناصرها كافة، والتي تستند إلى القانون الدولي والثوابت الدولية، وتمثل الطرح الأكثر شمولية لتحقيق السلام العادل وتلبية تطلعات جميع شعوب المنطقة إلى مستقبل مستقر يسوده التعايش والتنمية والتعاون بين جميع شعوبها ودولها.

11. أكد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وفخامة الرئيس محمود عباس على أهمية دور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وجمهورية مصر العربية في توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام، الذي يُعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطيني، لما لذلك من تأثير على وحدة موقفه وصلابته في الدفاع عن قضيته، وأكدوا على ضرورة البناء على اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي استضافته مصر مؤخراً، بدعوة من فخامة الرئيس محمود عباس، للم الشمل الفلسطيني، بمدينة العلمين يوم ٣٠ يوليو/ تموز ۲۰۲۳. 

12. أكد القادة على أهمية استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة الوقوف إلى جانب الوكالة ومساندتها في أزمتها المالية الراهنة، وذلك من أجل توفير الدعم المالي الذي تحتاجه للاستمرار في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي حتى تمكين اللاجئين من حقهم في العودة استناداً للقرار ١٩٤. 

13. اتفق القادة على استمرار التشاور والتنسيق المُكثف في إطار صيغة التنسيق الثلاثية على جميع المستويات من أجل صياغة أطر لتفعيل الجهود الدولية الهادفة لإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فيها من خلال استئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والشامل وفق القانون الدولي، والمرجعيات الدولية المعتمدة والمتفق عليها.